04-05-2017
|
|
قصة الرسام
يحكى أن رساما تتلمذ على يد فنان كبير حتى غدا ماهرا في الرسم فأراد ان يتأكد من نفسه فرسم لوحة جميلة ورائعه ثم وضعها في طريق الماره وكتب عليها من رأى اي خطأ في اللوحه فعليه ان يضع اشارة x .
عاد من الغد ليجد لوحته الجميلة قد انطمست تحت اشارات x ولم يعد يرى منها شيئا.
فذهب الى استاذه حزينا بائسا ليعترف امامه انه فاشل في الرسم والدليل هذه اللوحة التي انتقده فيها الناس.
فقال له معلمه اعد رسم اللوحه وضعها في نفس المكان الذي وضعتها فيه بالامس ثم اطلب من كل من ينتقد شيئا ما في اللوحه ان يحسنه ويصححه.
فلما عاد من الغد تفاجأ ان اللوحة في مكانها نظيفه ولم يتم اي تحسين او تعديل فيها.
من السهل ان ننتقد كل شي نراه او نسمع عنه او نلمسه لكن ليس من السهل أن نقوم بتحسينه أوتصويبه ..
تذكر جيدا ان النقد لا ينبغي ان يكون فاكهة حديث ولا لذة منطق بل النقد ينبغي ان يكون للتحديث والتطوير والتحسين فإن لم تستطع ان تقدم تحسينا ما ولو يسيرا للشىء الذي تنتقده فصمتك هنا وسكوتك هو الخير .
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461 |