شيخوخة شبابنـــــا

#1 03-06-2016

شيخوخة شبابنـــــا

[postback=massy/images/backgrounds/45.gif]شيخوخـــــة شبابنــــــا ...

كثير من شباب أمتنا أصابتهم شيخوخة من نوع فريد ، فأعمارهم صغيرة ، وقوتهم فتية ، إلا أن طموحهم منكسر ، وعزيمتهم غائبة ، ورؤيتهم تائهة ، ونظرتهم للمستقبل مظلمة قاتمة !
فتراهم وكأنهم قد بلغ بهم العمر أرذله ، و نخرت الشيخوخة في عظامهم فأثنت ظهورهم ، ونكست رؤوسهم ، ورهّلت جفون عيونهم!
بالطبع فهؤلاء الشباب لا يقوون على الصمود أمام مشكلات الأيام ، وعقبات الحياة وصعب المواقف ، فلا عجب عندئذ إذا رأينا الأمراض النفسية قد حاصرتهم ، وقد أكل الاكتئاب بسماتهم ، وافترس اليأس نشاطهم وحيويتهم.

الأسباب وراء شيخوخة شبابنا كثيرة ، لكن هناك سببان هما الأكثر تأثيراً ، أولهما ضعف الإيمان والآخر ضياع الهدف.

فالإيمان بالله - سبحانه - هو حياة القلوب والنفوس ، وهو عمودها الصلب الذي يقيمها فلا تنكسر ، ويثبتها في مواجهة الرياح من حولها.
والإيمان بالله - سبحانه - ينبت الشجاعة في قلوب الشباب ، فيتلاشى خوفهم من المخلوقين ، وينبت ثقتهم في أنفسهم إذ يتوكلون على القوي العزيز، ويطرد اليأس إذ الأمل دوما في الله - سبحانه -.

فإذا آمن شبابنا بربهم واستقر الإيمان في قلوبهم هانت عليهم الخطوب ، وصغرت في أعينهم الملمات الصعاب ، وانتظروا اليسر بعد العسر، والمنحة بعد المحنة .
وإذا استحضروا مآلات الحياة ، وعملوا بإخلاص لوجه ربهم المتعال ، وجعلوا الآخرة نصب أعينهم ، قويت شوكتهم في مواجهة الباطل ، وتضاءلت أمامهم المطامع ، وتألقت في أعينهم معاني العزة الإيمانية ، وصاروا يتركون بصماتهم المضيئة المصلحة في كل مكان مروا به.

وأما وضوح الهدف فهو الدافع الأول نحو العمل الإيجابي النافع ، وهو المثير نحو التميز ، والمشجع تجاه التقدم والتفوق والتسابق بل والفوز.

وإذا فقد الشاب هدفه ، وجد نفسه في تيه لايدرى أوله من آخره ، قد أحاطت به ظلمة مغيبة ، فلا يكاد يرى طريقه ، فهو يسير سير التائهين ، ويتخبط بين الأقدام.
وقد يستغرب البعض من حديثنا عن فقدان الإيمان وغيبة الهدف لدى شباب أمة يكثر حديثها عن الإيمان في كل موطن ، وينتشر حديثها عن الأمل والطموح في أدبياتها وأشعارها ، بل وفي أحاديثها وأحلامها .
والحقيقـــــة ، أن كثيراً من هؤلاء يتحدث عن قوة الإيمان ويستمع إلى الحديث عنه ، لكن تذوقه له لم يكتمل ، ومخالطة بشاشة الإيمان قلبه لم تستقر ، فهو لم يربط رباطا وثيقا من محبة الله - سبحانه - ولا الإخلاص له في قلبه ، ولم يخطو خطى نحو العبودية الحقة ، فيحمل رسالة أمره ربه بحملها ، ويأخذ قراراً واضحاً بالاستقامة .

كما أن الكثيرين من شبابنا استبدل حاجاته بأهدافه ، فصار سعيه في الحياة لجلب حاجاته فحسب ، فذابت أهدافه ذوباناً لم يبق معه شيء منها ، وطغت متطلباته فوسعت حياته بأجمعها ، سواء في ذلك الأغنياء والفقراء ...

هناك أزمة اجتماعية وثقافية حقيقية نعاني منها ، لم نستطع معها تكوين بيئة مناسبة لتربية هؤلاء الشباب ونشوئهم نشأة صحيحة ، على الرغم من حبنا الشديد لهم ، وعلى الرغم من تضحياتنا الكبيرة لأجلهم ، لكننا ولابد لنا أن نعترف نكاد أن نفقدهم في غمار هذا المعترك المضني مع تقلبات الحياة وصراعات أعداء الحق .
يجب أن تكون لدينا تصورات واضحة تجاه هؤلاء القادمين ، الذين سيتولون رغماً عنا دفة قيادة المجتمع عن قريب

حفظ الله شبابنا وهداهم لما يحب ويرضى

مقال لـــ الكاتب : خالد روشه
تصفحته فراااقت لي كلماته ومعانيه فاحببت نقله لكم احبتي ...
مع اطيب التحـااايـااا ...

[/postback]

المصدر: منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

هوازن الشريف, إسمهان الجادوي and أم إلياس like this.

03-06-2016

اللهم اهدي شباب المسلمين و ردهم اليك ردا جميلا

سلمت يداكِ حبيبتي يارب

بارك الله فيكِ و نفع بكِ

03-06-2016

امين

الله يسلمك حبيبتي

نورتي الموضوع

03-06-2016

جزاك الله خيرا
موضوع قيم
بوركت الانامل

03-06-2016

وأنت من أهل الجزاء غالية

يسلمووو على المرور

03-07-2016

بوركت دلال موضوع تربوي مهم وهادف
نسال ان يصلاح شبابنا ويسداد خطاهم يارب
فعلا نقص الايمان وضياع الهدف من اهم اسباب الاكتئاب
لاحرمنا تميزك غاليتي دمت بكل خير

03-07-2016

امين

نورت واسعدني ردك واطلالتك في الموضوع ام الياس الغالية

دمت بحب

03-07-2016

موضوع يستحق الطرح مهم جدا و واقعي
الله يهدي شبابنا و يبعد عنه الفتن
بوركت غاليتي على الطرح الجميل

03-07-2016

طرح رائع وقيم عن شبابنا
أن يقوا إيمانهم بربهم
ويخططوا هدف لحياتهم لبناء مستقبلهم

ولكن ..

لابد الإعتراف أن اللوم ليس على الشباب وحدهم فقط
ولكن أيضا يلحقه تقصير من الوالدين
فالايمان و التطلع للمستقبل وتوجيه الشباب لترك بصمه في الحياه يحتاج لزرع هذه المبادئ والأهداف منذ نعومة أظفاره...
حقيقة للأسف لا يمكن الهروب من ذلك
أصبحنا ننجب الأطفال ونسعى لتعليمهم ليحصلوا على
أعلى الشهادات والمناصب
متجاهلين تماما أسباب وجودنا في هذا الكون ...
ألا وهي عباده الله سبحانه وتعالى جل وعلا...

فأصبح كل إنسان يعيش لنفسه يتطلع لأحلامه أيا كانت وإذا لم تتحقق يكون الإحباط والشيخوخه ومنهم من يعيش أصلا بدون هدف أو حلم يسعى له.

نحن جميعا بحاجه للتعليم الصحيح حتى يخرج جيلا صحيحا من الشباب الحقيقي وليس الشيوخ.

"نسأل الله الهداية للجميـع"

سلمت أياديك *&أختي دلال&*
التي جلبت لنا كل جميل
ولاحرمنا الله جديدك الرااائع..
تحيه معطره برياحين الياسمين

03-07-2016

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ام مروة

موضوع يستحق الطرح مهم جدا و واقعي
الله يهدي شبابنا و يبعد عنه الفتن
بوركت غاليتي على الطرح الجميل

الله يبارك فيك أم مروة

مرورك الأجمل

(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 8 :
, , , , , ,