يتبع
فتأمَّل عبارات الحديث:
أولًا: المغيرة بن شعبة لم يستطع رؤية المرأة إلَّا بعد إخبارهم بحديث النَّبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيًا: عندما أخبَرَ أبويها بكلام النَّبي صلى الله عليه وسلم كأنَّهما كَرِهَا ذلك، وسببُ هذا شيوعُ الأمر عندهم بعدم رؤية الأجانب للنِّساء.
ثالثًا: ثم تأمَّل قول المرأة وهي تعِظ المغيرة وتذكِّره بالله فتقول: "إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر، وإلا فأنشدك الله".
رابعًا: ثمَّ قول الراوي: "كأنها أعظمتْ ذلك"؛ وذلك لأنها لا تَعرف إلَّا الاحتجاب عن الرجال، ولو كان النِّساء يكشفن الوجوه، لما أعظمتْ هذا الأمر
••••
الحديث الرابع:
عن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال النَّبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تباشر المرأةُ المرأةَ، فتنعَتها لزوجها كأنَّه ينظر إليها))[5].
قلت: فيه دلالة ظاهرة على أن الرجل لا يستطيع معرفة المرأة بالنَّظر المباشر إليها؛ وذلك لكمال تستُّرها، ولا يمكنه معرفتها إلا بالنَّعت الذي نَهى عنه النَّبي صلى الله عليه وسلم، فتأمَّل.
••••
الحديث الخامس:
عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: (كنا نغطِّي وجوهنا من الرجال، وكنا نمتشط قبل ذلك في الإحرام)[6].
ففي حديث أسماء هذا الدلالة القاطعة، التي تقطع على القائلين بخصوصيَّة النِّقاب لأمَّهات المؤمنين؛ لأنَّ أسماء بنت أبي بكر ليست من أمَّهات المؤمنين، كما نقطع على "محرِّم النقاب" دعواه الكاذبة بأن النِّقاب مُحدَث في الدِّين، وكذلك على الذين يقولون: إنه جريمة في حقِّ الإسلام، فكيف يُقال هذا وها هنَّ فضليات النساء كنَّ يغطين الوجوه من الرجال؟!
••••
يتبع