يتبع
الحديث السادس:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: "يرحم الله نساءَ المهاجرات، لمَّا أنزل الله: ï´؟ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ ï´¾ [النور: 31] شققن مروطهنَّ فاختمَرن بها"[7].
قلت: فيه نصٌّ صريح على الاختمار، وقد كفانا الحافظ ابن حجر معنى الاختمار حيث قال: ("فاختمرن بها"؛ أي: غطَّين وجوههنَّ).
قلت: ومما يؤيِّد هذا المعنى وصفُها رضي الله عنها نساءَ الأنصار بالاعتجار بثيابهنَّ وهو الحديث الآتي:
••••
الحديث السابع:
عن عائشة قالت: "رحم الله نساءَ الأنصار، لما نزلَت: ï´؟ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ ï´¾ الآية [الأحزاب: 59]، شققنَ مروطهنَّ فاعتجرن بها"[8].
قال ابن الأثير: (والاعتجار بالعمامة: هو أن يلفَّها على رأسه، ويرد طرفها على وجهه، ولا يعمل منه شيئًا تحت ذقنه).
وهكذا تصِف عائشة نساءَ الأنصار، كما وصفت نساء المهاجرين.
••••
الحديث الثامن:
عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قَبَرْنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، فلمَّا رجعنا، وحاذَينا بابه إذ هو بامرأة لا نظنُّه عرَفَها، فقال صلى الله عليه وسلم: ((يا فاطمة، من أين جئتِ؟))[9].
قلت: كيف ظنَّ الصَّحابة أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعرف تلك المرأة (ابنته)؟ هل كانت كاشفة الوجه وهو لم يعرفها رغم سفور وجهها؟ هذا لا شك مستحيل، والحقيقة أنَّها لاحتجابها بـ (تخمير وجهها) ظنَّ الصحابة أنَّ الرسول صلى الله عليه وسلم لم يَعرِفْها، ولكنَّه صلى الله عليه وسلم عرَفها لاعتبارات أخرى.
••••
الحديث التاسع:
عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تنتقب المرأةُ المحرِمة، ولا تلبس القفَّازين))[10].
قال ابن تيمية: (وهذا مما يدلُّ على أن النِّقاب والقفازين كانا مَعروفين في النساء اللاتي لم يُحرِمْن؛ وذلك يقتضي ستر وجوههنَّ وأيديهن)[11].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه البخاري (146)، ومسلم (2170).
[2] وذلك أن البعض يزعم أن النقاب خاص بأمهات المؤمنين.
[3] رواه أبو داود (2082)، وأحمد (3/ 334)، والحاكم (2/ 165)، وصححه على شرط مسلم ووافقه الذهبي، وحسن إسناده الحافظ في الفتح (9/ 181).
[4] رواه الترمذي (3/ 1087)، والنسائي (6/ 69)، وأحمد (4/ 144).
[5] رواه البخاري (5240/ 241)، وأبو داود (2150)، والترمذي (2793).
[6] رواه الحاكم (1/ 454)، وقال: صحيح على شرط الشيخين، ووافقه الذهبي.
[7] رواه البخاري (4758).
[8] عزاه السيوطي في "الدر المنثور" إلى ابن مردويه.
[9] رواه أحمد (2/ 169)، والحاكم (373)، وصححه ووافقه الذهبي، ورواه كذلك أبو داود والنسائي.
[10] رواه البخاري (1838).
[11] حجاب المرأة ولباسها في الصلاة ص 25.
يكفي فقط ذكر مصدر الحديث
لأسماء رواته
دون اسم الموقع