قارن بين رسالة الأنبياء وبين رسالة الكافرين :
اللسان أداة خطيرة جداً، والإنسان بكلمة يسقط، وبكلمة يرقى، الأنبياء جاؤوا بكلمة الحق، والملحدون والكفار جاؤوا بكلمة الباطل، قال تعالى:
﴿أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ * وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ﴾
[سورة إبراهيم الآية: 24-26]
فكلمة الحق تطير في الآفاق وتؤتي أكلها كل حين، وكلمة الباطل ما لها من أصل، و ما لها من قرار، لكن صاحبها يهوي بها إلى سبعين خريفاً في النار.
محاسبة كل إنسان على سمعه و بصره و قلبه :
الإنسان إذا استمع إلى شيء لا يرضي الله سيحاسب، وإن نظر إلى امرأة لا تحل له سيحاسب، وإذا فكر في موضوع لا يجوز أن يفكر به سيحاسب، أي إذا تحركت فالله يراك، إذا تكلمت فالله يسمعك، إذا أضمرت فالله يعلمك، تتحرك يراك، تنطق يسمعك، تضمر شيئاً الله عز وجل مطلع عليك، الشيء الآخر قال تعالى:﴿يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى﴾[سورة طه:7]
يعلم سريرتك ويعلم ما خفي عنك، علم ما كان – الماضي- وعلم ما يكون – الحاضر- وعلم ما سيكون – المستقبل- وعلم ما لم يكن لو كان كيف كان يكون.
العبادة عند العــوام ضيِّقة جداً؛ أن تصلي, وأن تصوم, وأن تحج، وأن تؤدي الزكاة، أما العبادة عند المؤمنين الصادقين تشمل كل شيء، تشمل كل الأوقات، وتشمل كل الأماكن، وتشمل كل النشاطات، وكل الأعضاء، فكيانك بكل جزئياته متعلق بالعبادة، فالقلب له عبادة، والعين لها عبادة, والأذن لها عبادة، واللسان له عبادة، واليد لها عبادة، والرجل لها عبادة، بل إن الإنسان حينما يفعل شيئاً أباحه الله له، يفعله في موضعه, ومع الشيء الذي سمح الله به, هو في عبادة، حينما نفهم العبادة فهماً واسعاً, نكون في المستوى الذي أراده الله لنا
يجب أن نعلم علم اليقين: أن كل عضو من أعضائنا, وأن كل حاسة من حواسنا, وأن كل جهاز من أجهزتنا, يمكن أن نعبد اللهَ به، والعبادة شاملة واسعة لكل أعضائنا وأجهزتنا، و كل أوقاتنا وأمكنتنا, وكل نشاطاتن