الموضوع
:
كن في الدنيا كأنك غريب
عرض مشاركة واحدة
03-03-2020
#
21
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1541
تاريخ التسجيل :
Dec 2016
أخر زيارة :
08-24-2020 (12:40 PM)
المشاركات :
265 [
+
]
التقييم :
10
لوني المفضل :
Cadetblue
كن فى الدنيا كأنك غريب
النبي عليه الصلاة والسلام يقول: " كن في الدنيا كأنك غريب " اجعل وطنك الأساسي الدار الآخرة، هؤلاء الذين يعتنون بالدنيا إلى درجة كأنهم لا يموتون، أي يؤسسون أشياء لا تفنى ويفنون قبل فنائها بمئات السنين وهي لا تفنى؛ فكن في الدنيا كأنك غريب، والغريب مؤونته خفيفة، ومشاعره في وطنه، أنت لاحظ نفسك إذا كنت في بلد و دخلت إلى فندق ورأيت خللاً هل تتألم؟ لا، لأن هذا الفندق ليس بيتك، يقول: ليلة وتمضى، فالإنسان إذا وطن نفسه على أن هذه الحياة سريعاً ما تنقضي؛ رجل هنا في شارع برنية، اشترى بلاطة بكاملها عبارة عن بيتين وكساهما بإتقان يفوق حدّ الخيال، بالطابق الثاني عشر، و لم يكن في البناء مصعد، سنتان طالع ونازل؛ أنواع الرخام، وأنواع الكسوة الراقية جداً، فلما انتهى البيتان من كسوتهما وافاه الأجل بعد أسبوع واحد.
*لنا صديق وقريب عنده محل مفروشات، قال لي: جاءني رجل من أندر الرجال يريد غرفة نوم بدئاً من الأصول، أخذنا له خشب جوز وعتقناه مدة سنتين حتى جفّ تماماً ودخل في موضوع النماذج أعطيناه كتلوجات ستة أشهر هذه أحلى بل هذه أحلى؛ هذه مجذبة، وهذه لونها غامق، قال لي: تعبنا جداً حتى استقر على نوع، بدأنا بتصنيع الغرفة، وهو يراقب إتقان التصنيع، ويأتي فجأة حتى يرى ماذا يعمل بها، قال لي: مرة انبطح تحت السرير لكي يرى هل في قدم السرير عقدة من الداخل، تابع الأمر، وبعد ستة أشهر دخلنا في متاهة المسكات، أيضاً أخذ كتلوجات وشاهد، شهر وشهران حتى استقر، انتهت الغرفة، عنده صالة، والغرفة جميلة جداً، ويوجد زبائن أقوياء، وأصحابه يريدونها، فاتصل به وقال له: تعال خذ غرفة النوم، قال له: الآن أدهن ستة وجوه معجون، وستة وجوه دهان، أيضاً أكثر من شهر أو شهرين حتى انتهى من موضوع الدهان، وصار ضغط كبير على صاحب الصالة، وقال له: إذا لم تأخذها سوف أبيعها، قال له: سوف أخذها وأعطاه وعداً الخميس، والخميس قال له: الخميس الثاني، قال لي: الخميس الثاني اتصلت به وسمعت ضجيجاً في البيت جاءت الزوجة قله لها: غرفة النوم ألا تريدون أن تأخذوها؟ فقالت: مات صاحبها، لم ينم عليها ولا ليلة، أنت وطن نفسك على أنك غريب، إذا وطنت أنك مقيم إقامة دائمة تتفاجىأ، والمغادرة قد تكون سريعة، وقد تكون بثانية واحدة، وهناك آلاف القصص، وأنت إذا آمنت بالله، واستقمت على أمره؛ الموت إذا جاء ترحب به، لأنه موعدك مع الله، وهذا مصير كل حيّ، والموت عرس المؤمن، وهو تحفة المؤمن، والموت تماماً كطالب يدرس في بلد أجنبي، ويعمل عملاً شاقاً ليأكل ويدرس وهو موعود إذا وصل إلى بلده ومعه الدكتوراه بأعلى منصب، وبأجمل بيت، وأجمل زوجة، فحينما ينال الدكتوراه ويصدقها ويضع رجله على سلم الطائرة ما معنى ذلك؟ هذه أسعد لحظة في حياته لأنه انتهى التعب، وجاء التكريم؛ لذلك الموت تحفة المؤمن، والإنسان كلما عمق جذوره في الدنيا تصبح المغادرة صعبة، وكلما أهمل طاعة الله عز وجل يصبح الندم أشد؛ لاحظ إذا أب توفي، وعنده ولدان من يبكي أكثر؟ الذي قصر بحق والده يبكي بكاء يكاد يموت من البكاء، أما الذي لم يقصر فيقول لك: هذا أجله، يتأثر لكن حزنه معتدل، أما الذي قصر فيتألم أشدّ الألم، والإنسان يعيش في بحبوحة، وعندما يأتي المرض لا سمح الله أو الموت إذا كان هناك تقصير يصيح صيحة لو سمعها أهل الأرض لصعقوا؛ قال تعالى:
﴿ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ﴾
فترة الأقامة :
2683 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
26
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
0.10 يوميا
رشا ام عمرو وكريم
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى رشا ام عمرو وكريم
البحث عن كل مشاركات رشا ام عمرو وكريم