الموضوع
:
العقل ومكانته في الكتاب والسنة ( بحث مميز)
عرض مشاركة واحدة
06-12-2020
#
4
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
03-12-2024 (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: العقل ومكانته في الكتاب والسنة ( بحث مميز)
المبحث الثالث
العقل في السنّة المطهّرة
بنظرة فاحصة لكتب السنّة يجد الباحث أنّ لفظة (عقل) جاءت بصيغة الفعل، ومصدراً، وبمعنى الدية. والذي يعنينا في دراستنا هذه هما القسمان: الأوّل، والثاني، لأنّ القسم الثالث خارج عن نطاق الدراسة. كما يجد الناظر –أيضاً- أنّ العلماء اختلفوا في أحاديث العقل، فمن قائل بأنّ أحاديث العقل كلها كذب، وأنه لم يصح منها حديث، إلى قائل بضعف إسنادها، وذهب طرف ثالث إلى القول بصحة بعضها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: “قال أبو حاتم بن حبّان البستي: لست أحفظ عن رسول الله خبراً صحيحاً في العقل”(25).
وقال الإمام ابن القيّم: “قال الخطيب (26): حدّثنا الصوريّ، قال: سمعت الحافظ عبد الغني بن سعيد يقول: إنّ كتاب العقل وضعه أربعة: أوّلهم ميسرة بن عبد ربّه، ثمّ سرقه منه داود بن المحبّر، فركبه بأسانيد غير أسانيد ميسرة، وسرقه عبد العزيز بن أبي رجاء، فركبه بأسانيد أُخَر، ثمّ سرقه سليمان بن عيسى السِّجزي فأتى بأسانيد أُخَر.
وقال أبو الفتح الأزدي: لا يصحّ في العقل حديث، قاله أبو جعفر العقيلي، وأبو حاتم بن حبّان، والله علم”(27).
ومن الأحاديث التي حكموا عليها بالوضع : "لمّا خلق الله عزّ وجلّ العقل، قال له: قم، فقام، ثمّ قال له: أدبر، فأدبر، ثمّ قال له: أقعد، فقعد، فقال: وعزّتي، ما خلقت خيراً منك، ولا أعزّ منك، ولا أفضل منك ولا أحسن، بك آخذ، وبك أعطي، وبك أعرف، وبك أعاقب، وبك الثواب وعليك العقاب(28).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية عن هذا الحديث: “كذب موضوع عند أهل العلم بالحديث، ليس هو في شيء من كتب الإسلام المعتمدة. وإنّما يرويه مثل داود ابن المحبّر (29)، وأمثاله من المصنّفين في العقل (30)، ويذكره أصحاب”رسائل إخوان الصفا”ونحوهم من المتفلسفة، وقد ذكره أبو حامد في بعض كتبه، وابن عربي، وابن سبعين، وأمثال هؤلاء، وهو عند أهل العلم بالحديث كذب على النبيّ صلى الله عليه وسلم، كما ذكر ذلك أبو حاتم الرازي، وأبو الفرج ابن الجوزي، وغيرهما من المصنّفين في الحديث”(31).
وقال الإمام ابن القيّم: “أحاديث العقل كلها كذب، كقوله: “لما خلق الله العقل قال له:....”(32).
وبمثل ما قال شيخ الإسلام ابن تيمية والإمام ابن القيّم، قال كل من: الإمام السخاوي(33)، والإمام العجلوني(34)، والإمام الزركشي (35)، والإمام الفتني ( 36)، وغيرهم.
والحقّ أنه ومع كل ما ذكره العلماء في تضعيف حديث أوّليّة خلق العقل، فقد وجدت بعض العلماء يصّرحون بجودة إسناده، وغاية ما يقال فيه: أنه ضعيف في بعض طرقه. قال الإمام الزبيدي: "قال عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد: حدّثنا علي بن مسلم، حدّثنا سيّار، حدّثنا جعفر، حدثنا مالك بن دينار، عن الحسن يرفعه: لما خلق الله العقل قال له: أقبل فأقبل، ثمّ قال له: ما خلقت شيئاً أحسن منك، بك آخذ، وبك أعطي".
فهذا كما ترى سند جيّد. فقول الحافظ العراقي: وبالجملة فطرقه كلها ضعيفة محلّ تأمل، وكذا إيراد ابن الجوزي في الموضوعات، وتبعه ابن تيمية، والزركشي، وغير هؤلاء. فغاية ما يقال فيه: أنه ضعيف في بعض طرقه”(37).
وقال الإمام حسام الدين القدسي: “قال الإمام السيوطي في الدرّ بعد أن ذكر الطريق التي ذكرها الإمام الزبيدي: وهذا مرسل جيّد الإسناد، وهو في معجم الطبراني الأوسط موصول من حديث أبي أمامة (38) ومن حديث أبي هريرة (39) بإسنادين ضعيفين (40).
فالحقّ أنّ التصريح بعدم صحة أيّ حديث ورد في العقل، فيه مجازفة ومجانبة للصواب، ذلك أنّ النافين والمضعِّفين لأحاديث العقل بالجملة لم يلتفتوا إلى الموقف القرآني من العقل، فالقرآن تحدّث عن العقل ومشتقاته ومرادفاته عشرات المرات، فالعقل ومشتقاته ورد في تسع وأربعين آية، وورد الفؤاد ومشتقاته في ست عشرة آية، وورد الفكر ـــــ عمل العقل ـــــــ ومشتقاته في ثماني عشرة آية، وورد التدبّر ومشتقاته في ثماني آيات، وورد الفقه ومشتقاته في عشرين آية، وورد اللبّ ومشتقاته في ثلاثين آية...
فلو أنّ المحدّثين ردّوا حديثاً بعينه بعد نقده، لقبل الأمر منهم، أما أن تردّ أحاديث العقل بالكليّة، فهذا أمر غريب مستنكر؛ لأنّ فضل العقل ومكانته في دين الله تعالى من المعلوم بالضرورة، وكيف لا والإسلام يعتبره مناط التكليف؟!
والباحث يرى في هذا المقام أنّ الذي دفع إلى هذا السلوك هو طبيعة المعركة بين المعتزلة وخصومهم من أهل السنّة، فالمعتزلة جعلوا العقل حاكماً على النقل!!! ولذلك ردّوا الأحاديث المصادمة للعقل ولو كانت صحيحة، فما كان من بعض العلماء إلا الردّ على المعتزلة بالمثل، فردّوا جمع الأحاديث المتعلقة بالعقل، حتى قال قائلهم: أحاديث العقل كلها كذب -كما تقدم-
قال الإمام الكوثري: “إنّ المعتزلة كما تغالوا في تحكيم العقل، تغالى كثير من الرواة في ردّ كل ما ورد في فضل العقل، نكاية في هؤلاء، والحقّ بين طرفي الإفراط والتفريط”(41).
يضاف لذلك أنّ الفلاسفة أخذوا عن الفلسفة اليونانيّة نظريّة العقل الأول والعقل الفعّال، وهي مصادمة لديننا وعقيدتنا، فما كان من بعض العلماء إلا أن ردّوا ذلك في إطار انشغالهم بهدم نظريّة العقول الفلسفيّة. ولذلك فإنّي أرى أنّ بعض العلماء، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيميّة، لم يقصدوا في ردّهم لأحاديث العقل إلا هذا المعنى.
يؤكد ذلك أنّ شيخ الإسلام ابن تيمية ذكر تضعيفه للحديث في معرض الردّ على الفلاسفة والباطنيّة، قال: “... ومعنى هذا اللفظ أنه قال للعقل في أول أوقات خلقه، ليس فيه أنّ العقل أوّل المخلوقات، لكن المتفلسفة القائلون بقدم العالم أتباع أرسطو، هم ومن سلك سبيلهم من باطنيّة الشيعة، والمتصوّفة، والمتكلمة، رووه: أوّلُ ما خلق الله العقل ( بالضم )، ليكون ذلك حجّة لمذهبهم في أنّ أوّل المبدعات هو العقل الأول. وهذا اللفظ لم يروه به أحد من أهل الحديث. بل اللفظ المروي مع ضعفه يدلّ على نقيض هذا المعنى، فإنه قال: “ما خلقتُ خلقاً أكرم عليّ منك”فدلّ على أنه قد خلق قبله غيره، والذي يسمّيه الفلاسفة العقل الأول، ليس قبله مخلوق عندهم.
وأيضاً، فإنه قال: “بك آخذ، وبك أعطي، وبك الثواب، وبك العقاب”، فجعل به هذه الأعراض الأربعة، وعند أولئك المتفلسفة الباطنيّة: أنّ جميع العالم صدر عن العقل الأول، وهو ربّ السموات والأرض وما بينهما عندهم، وإن كان مربوباً للواجب بنفسه، وهو عندهم متولّد عن الله، لازم لذاته، وليس هذا قول أحد من أهل الملل، لا المسلمين، ولا اليهود، ولا النصارى، إلا من ألحد منهم، ولا هو قول المجوس، ولا جمهور الصابئين، ولا أكثر المشركين، ولا جمهور الفلاسفة، بل هو قول طائفة منهم.
وأيضاً، فإنّ العقل في لغة المسلمين عَرَض من الأعراض، قائم بغيره وهو غريزة، أو علم، أو عمل بالعلم، ليس العقل في لغتهم جوهراً قائماً بنفسه فيمتنع أن يكون أول المخلوقات عَرَضاً قائماً بغيره، فإن العَرَض لا يقوم إلا بمحل، فيمتنع وجوده قبل وجود شيء من الأعيان. وأمّا أولئك المتفلسفة: ففي اصطلاحهم أنه جوهر قائم بنفسه، وليس هذا المعنى هو معنى العقل في لغة المسلمين، والنبيّ صلى الله عليه وسلم خاطب المسلمين بلغة العرب، لا بلغة اليونان، فعلم أنّ المعنى الذي أراده المتفلسفة لم يقصده الرسول (42). وهذا الكلام في غاية الروعة والجمال.....
وممّا يدلّل على مجانبة النافين لصحّة أحاديث العقل للصّواب: وجود العديد من الأحاديث الصحيحة التي تكلمت عن العقل ومكانته، ولذلك رأينا الإمام الزبيدي يعقّب على الإمام العراقي الذي نصّ على أنّ الأحاديث التي أوردها الإمام الغزالي في الإحياء ضعيفة، فيقول: “وبعض ما ذكره فيه منتقض، وقد ورد في العقل أحاديث صحّحها بعض الأئمّة”(43).
فالأحاديث الصّحيحة الواردة في العقل كثيرة، منها:
1. قوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو سعيد الخدري، قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في أضحى، أو فطر، إلى المصلى، فمرّ على النساء، فقال: “يا معشر النساء تصدّقن فإني أوريتكنّ أكثر أهل النار. فقلن: وبمَ يا رسول الله ؟ فقال: تكثرن اللعن، وتكفرن العشير، ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للبّ الرجل الحازم من إحداكن. قلن: وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال: أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان عقلها، أليس إذا حاضت لم تصلّ ولم تصم ؟ قلن: بلى، قال: فذلك من نقصان دينها (44). والحديث ينصّ على نقصان عقل المرأة، ويعلل نقصان عقلها بأنّ الشارع يعتبر شهادة المرأة بنصف شهادة الرجل، وقد نصّ القرآن على ذلك، قال تعالى: “واستشهدوا شهيدين من رجالكم فإن لم يكونا رجلين فرجل وامرأتان ممّن ترضون من الشهداء أن تضلّ إحداهما فتذكرّ إحداهما الأخرى”(البقرة/282)، والضّلال هنا بمعنى النسيان”لما أنّ النسيان غالب على طبع النساء لكثرة الرطوبة في أمزجتهنّ”(45)،”وقد ينشأ من طبيعة المرأة الإنفعالية، فإنّ وظيفة الأمومة العضويّة البيولوجيّة تستدعي مقابلاً نفسيّاً في المرأة حتماً تستدعي أن تكون المرأة شديدة الاستجابة الوجدانيّة الإنفعاليّة لتلبية مطالب طفلها بسرعة وحيويّة لا ترجع فيهما إلى التفكير البطيء، وذلك من فضل الله على المرأة وعلى الطفولة...”(46). فالنقص في عقل المرأة ناتج عن عوامل عاطفيّة خاصّة بالمرأة، وهو نقص ممدوح، لأنّه يتناسب مع وظيفة الأمومة التي من شأنها أن تربّي الرجال لمعترك النزال...
2. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه أبو مسعود الأنصاري، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يمسح مناكبنا في الصلاة، ويقول: “استووا ولا تختلفوا، فتختلف قلوبكم، ليلني منكم أولو الأحلام والنُّهى، ثمّ الذين يلونهم”(47). وأولو الأحلام والنهى همم العقلاء، وهذا مدح للعقل وأهله، قال الإمام النووي: “أولو الأحلام هم العقلاء، وقيل: البالغون، والنُّهى بضم النون: العقول، فعلىى قول من يقول: أولو الأحلام العقلاء، يكون اللفظان بمعنى، فلما اختلف اللفظ عطف أحدهما على الآخر تأكيداً، وعلى الثاني معناه: البالغون العقلاء، قال أهل اللغة: واحدة النُّهى نُهية بضم النون، وهي العقل، ورجل نه ونهى من قوم نهين، وسمي العقل نُهية، لأنه ينتهى إلى ما أمر به ولا يتجاوز، وقيل: لأنه ينهى عن القبائح...”(48).
3. وقوله صلى الله فيما يرويه ابن عبّاس رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لاشجّ عبد القيس(49): “إنّ فيك خصلتين يحبّهما الله: الحلم والأناة”(50). والحلم يُطلق ويُراد به العقل، قال الإمام النووي: “الحلم هو العقل، وأمّا الأناة فهي التثبّت وترك العجلة”(51).
4. وقوله صلى الله فيما يرويه جابر بن عبد الله رضي الله عنه، قال: جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم يعودني، وأنا مريض لا أعقل، فتوضّأ وصبّ عليّ من وضوئه، فعقلت، فقلت: يا رسول الله لمن الميراث ؟ إنّما يرثني كلالةٌ، فنزلت آية الفرائض (52). والعقل الوارد في الحديث يُقصد به الفهم، قال الحافظ ابن حجر: “قوله (لا أعقل) أي: لا أفهم، وحذف مفعوله إشارة إلى عظم الحال، أي: لا أعقل شيئا”(53).
5. وقوله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عبد الله بن بريدة عن أبيه أنّ ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إنّي قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهّرني، فردّه، فلما كان من الغداة أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فردّه الثانية، فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه، فقال: أتعلمون بعقله باساً تنكرون منه شيئاً ؟ فقالوا: ما نعلمه إلا وفيّ العقل، من صالحينا، فيما نرى، فأتاه الثالثة، فأرسل إليهم أيضاً فسأل عنه، فأخبروه: أنه لا بأس به ولا بعقله، فلمّا كان الرابعة حفر له حفرة ثمّ أمر به فرجم (54). فالرسول صلى الله عليه وسلم أرسل إلى قوم ماعز يسألهم عن عقله: أبه بأس أم لا ؟ لأنّ غير العاقل ليس مكلفاً، فلمّا أخبروه بأنه وفيّ العقل، ولا بأس به ولا بعقله، أمر برجمه. وهذا فيه ما فيه من الإشادة بالعقل وأنه مناط التكليف، وأنّ النبي صلى الله عليه وسلم سأل عن عقل ماعز عدة مرات: أبه بأس أو لوثة ؟ ولو أجابوه بالإثبات وأنّ بعقله شئ من ذلك لما أقام عليه الحد.
6. وقوله صلى الله عليه وسلم: “رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن المعتوه، أو قال: المجنون، حتى يعقل، وعن الصغير حتى يشب”(55). فقلم التكليف ـــــــ كما هو معلوم ـــــــ مرفوع عن المجنون حتى يعقل، لأنّ العقل هو مناط التكليف،، والعقل هو القادر على تفهّم الوحي الإلهي وتدبّره والتفكر فيه، وهو الذي يبحث عن مراد الله تعالى فيما أمر به ونهى عنه...
7. وعن عبد الله بن عمرو أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر فتّاني القبر، فقال عمر بن الخطاب: أتردّ علينا عقولنا يا رسول الله ؟ فقال: نعم كهيئتكم اليوم، فقال عمر: بفيه الحجر (56) وهذا من سيّدنا عمر رضي الله عنه إشادة عظيمة بالعقل ومكانته وأنه سبيل لتثبيت المؤمن عند السؤال في القبر بإذن الله، فيجيب الفتّانين في القبر بثبات ويقين بالله، لأنّ المؤمن العاقل أعمل عقله في الدنيا بما يرضي الله، فثباته عند السؤال تماماً كثبات الحجر في الأرض.
8. وعن حذيفة بن اليمان، قال: حدّثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، وفيه: “....حتى يقال للرجل ما أجلده وأظرفه وأعقله، وما في قلبه حبّة من خردل من إيمان..”(57).
9. وعن ابن لبيد الأنصاري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “هذا أوان ذهاب العلم، قال شعبة: أو قال: هذا أوان انقطاع العلم، فقلت: وكيف وفينا كتاب الله نعلّمه أبناءنا ويعلّمه أبناؤنا أبناءهم ؟ قال: ثكلتك أمّك ابن لبيد، ما كنت أحسبك إلا من أعقل أهل المدينة...”(58).
10. وعن المغيرة بن عبد الله، قال: حدّثني والدي، قال: قلت يا رسول الله، حدثني، أو خبّرني بعمل يقرّبني من الجنة ويباعدني من النار، قال: أو ذلك أعملك، أو أنصبك ؟ قال: قلت: نعم، قال: فاعقل إذا، أو افهم، تعبد الله لا تشرك به شيئاً، وتقيم الصلاة، وتؤدّي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت، وتأتي إلى الناس ما تحبّ أن يؤتى إليك، وتكره للناس ما تكره أن يؤتى إليك”(59).
11. وعن أبي ذرّ الغفاري، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: يا أبا ذرّ، اعقل ما أقول لك، لعناق يأتي رجلاً من المسلمين خير له من اُحُدِ ذهباً يتركه وراءه، يا أبا ذرّ، اعقل ما أقول لك، إنّ المكثرين هم الأقلّون يوم القيامة، إلا من قال كذا وكذا. اعقل يا أبا ذر ما أقول لك، إنّ الخيل في نواصيها الخير إلى يوم القيامة، أو إنّ الخيل في نواصيها الخير”(60).
12. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: أتى النبيّ صلى الله عليه وسلم رجل، فقال: مرني بأمر ولا تكثر عليّ حتى أعقله، قال: لا تغضب، فأعاد عليه، لا تغضب”(61 ).
13. وعن أنس بن مالك، قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُعيد الكلمة ثلاثاً لتعقل عنه (62) ، وفي رواية البخاري: “ حتى تفهم عنه”(63)......
فهذه نماذج من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم تدلل على أنّ السنة المطهّرة اشتملت على جملة من الأحاديث الصحيحة التي ورد فيها ذكر العقل وفضله، وبالتالي تردّ على من نفى وجود أحاديث صحيحة في السنة المطهرة تشيد بالعقل وفضله وتشير إلى مكانته في الإسلام.
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6559 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3462
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.20 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف