الموضوع
:
بحث في الأدب العربي
عرض مشاركة واحدة
06-09-2021
#
12
إدارة قناة اليوتوب
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
أخر زيارة :
منذ 6 ساعات (01:55 AM)
المشاركات :
16,173 [
+
]
التقييم :
9330
MMS ~
لوني المفضل :
Darkturquoise
رد: بحث عن الأدب العربي
الفقه والأدب..صنوان لا يفترقان
تمّيزت المدرسةُ المالكية باهتمامها البالغ بالأدب الرباني اهتماماً لا يقلُّ عن الفقه الإيماني وربَّما فاقه،
إيماناً من مؤسّسها الإمام مالك بن أنس.
إنّ الفقه والأدب أخوان لا يفترقان بل إن الأدب ثمرةُ الفقه فكلّما ازداد العبد فقهاً ازداد أدباً فإن افترقا أصبح العلم عديم الطعم والرائحة كالشجرة التي لا ظل لها ولا ثمر.
لقد تمثّل الأدب الإيماني بحقيقته ومعناه في سمت الإمام مالك وسلوكه وراثة عملية عن التابعين من خلال معايشتهم ومصاحبتهم الذين ورثوا هذا الأدب عن الصحابة الذين تلَقَّوْه عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كتلقيهم الفقه والحديث.
ولم يكن طلاب العلم يقصدونه لتلقي العلم فحسب بل لتلّقي الأدب والعلم معاً.. فها هو الإمام
عبد الرحمن بن القاسم يلازم الإمام مالكا عشرين سنة معايشةً ومرافقة يجني من أدبه ويقتبس من سمته وهيبته ووقاره ويُرَوِّضُ نفسه عليها … وعندما عاد ابن القاسم من المدينة إلى وطنه صعيد مصر بهر
الألباب وسحر العيون لعلمه الفيَّاض ولسمته وسلوكه الإيماني وتأدُّبه بأدب القرآن في كل حركاته وسكناته..
ثم شدَّ الإمام سَحنون شيخ المالكية في القيروان رحاله إلى ابن القاسم ليرث عنه السّمت المالكي ويحقّقَ معه كتاب المُدَوّنة التي رواها عن أسد بن الفرات. ولماّ رجع سحنون إلى القيروان أقبل عليه اثنان من أئمة المذهب المالكي في المغرب وهما : محمد بن عبدوس ومحمد بن سحنون يُلازمانه في حلّه وترحاله مقتبسين من أدب مالك وسمته ثم ورث هذا السّمت الإمامان أبو العرب التميمي ومحمدّ بن اللبّاد ومعهم ثالث وهو
الإمام أبو الفضل الممسي، واستمرت هذه السلسلة النورانية إلى أن آل الأمر إلى شيخ المدرسة المالكية في المغرب أبن أبي زيد القيرواني الذي كان يُسمَّى بمالك الأصغر لتشبّهه بالإمام مالك في سمته وأدبه رواية عملية علمية لا قولية شفوية.
إنَّ قرب عهد الإمام مالك بزمن النبوة وحياته الدائمة في رحاب المدينة المنَّورة جعلته يستشعر شخصيَّة
النبي – صل الله عليه وسلم – ويستحضره وكأنه ماثل أمام عينه في غُدُوّه ورواحه وحضره وسفره يتلمس آثار خطواته وأنوار ممشاه ولم يقتصر وراثة الأدب الإيماني متمثلاً في سمت مالك على مدرسة القيروان وإنما تلّقى عنه هذه الهيئة وهذا السمت النوراني اثنان : أحدهما من أقصى المشرق والآخر من أقصى المغرب :
أما الأوَّل وهو الإمام : يحيى بن يحيى بن بكير الخرساني إمام أهل المشرق أخذ الموطّأ عن مالك،
ولماّ سُئل لماذا ضربت أكباد الإبل وقطعت المفاوز والتلال؟
فأجاب : إنما جئت لآخذ من سمت مالك.
أما الآخر فهو الإمام يحيى بن يحيى الليثي إمام أهل الأندلس
لقد ربطت هذه المدرسة بين الفقه والأدب
لأنّ القرآن الكريم قد قرن بينهما وجعل سبحانه وتعالى مهمَّة الأنبياء ودورهم يتلخص فيهما استجابة من الله لدعاء سيدنا إبراهيم –
عليه السلام – حين ناجى ربَّه قائلاً: ﴿
رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آَيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ ….
﴾ (129سورة البقرة).
ومرة أخرى يجمع القرآن بين التزكية والعلم مذكراً الأمة بهذه النعمة العظيمة فيقول تعالى ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ …. ﴾ (60 سورة الجمعة).
فترة الأقامة :
3700 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
4.37 يوميا
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة