07-09-2021
|
#13 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 23 ساعات (02:51 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الديارات لأبو الفرج الأصبهاني دير سمالو - دير سمالو في رقة الشماسية ببغداد مما يلي البردان. حدثني أبو بكر محمد بن عمر قال: خرجت يوماً وقد عرض لي ضيق صدر وتقسم فكر إلى الموضع المعروف بالمالكية. فاجتزت بدير سمالو، على نهر الفضل، فجلست في موضع تحت ظل شجرة في فناء الدار أترنم بأبيات، إذ مر بي غلام أمرد كالقمر الطالع فقلت: - يا فتى، وحدك في مثل هذا الموضع؟ فقال: ما بقلبي حملني على ركوب الغزر، فبالله عليك ألا ما عرفتني هل مضى بك قوم من الأتراك ومعهم مغنية على حمار، عليها كساء نارنجي؟ فقلت: نعم، هم في ذلك البستان، ولكن عرفني، تريد الدخول عليهم؟ فارتعد رعدة عظيمة، ولم يزل لونه يتغير حتى سكن قليلاً. ولم أزل أسليه وأشجعه، وعلمت أنه يهوى المغنية، وأنها قد تركته وخالفته، وخرجت مع الأتراك، فلما هدّأ من زفرته وأفاق من غشيته، قال: لقد من الله تعالى علي بك، وإلا فقد كان ما بقلبي يحملني على دخول البستان وحصولي تحت حال قبيحة، ثم قام وسألني مساعدته والمشي معه إلى أن يصل البلد. وتبين موضع الخطأ فجزع جزعاً شديداً. فقمت معه وقويت من نفسه، وأخذت به في طريق بين البساتين حتى لا يراه من يمشي على الجادة، فلما قربنا من البلد، أخذ خرقة فكتب على حائط بستان اجتزنا به: أين تلك العهود يا غدارة ... والكلام الرقيق تحت المنارة قد علمنا بأنه كان زوراً ... واختلاقاً ونغشة وعيارة فاجهدي الجهد كله قد سلونا ... عن هواكم ولو بشق المرارة فقلت له: كأنك في الجامع عرفتها؟ فقال: أي والله، وظننتها الكلبة تفي، فاستحلفتها تحت منارة جامع الرصافة بأيمان لا تحملها الجبال، فحلفت أنها لا تواصل غيري، ولا تريد سواي. فلما عرفت خروجي إلى زيارة المشهد بالطفوف اغتنمت غيبتي ففعلت ما فعلت، فلما قدمت سألت عنها فخبرت خبرها، فخرجت على وجهي حتى لقيتني فرددتني. أحسن الله جزاءك عني، وتولى مكافأتك، وافترقنا بعد أن عرفت منزله وصار لي صديقاً. دير سمعان دير سمعان اشتهر هذا الدير بوفاة عمر بن عبد العزيز فيه، ولكن الاختلاف شديد في موقعه، وفي تعيين المكان الذي مرض فيه الخليفة الأموي، فقيل إنه توفي في " خناصرة " ، وقيل إنه توفي بخناصرة ودفن في دير سمعان. - ذكر صاحب العيون والحدائق أنه توفي بخناصر ودفن بدير سمعان من أرض المعرة. - قال المسعودي: في ذكر عمر بن عبد العزيز: وتوفي بدير سمعان من أعمال حمص مما يلي بلاد قنسرين. وقبره مشهور في هذا الموضع إلى هذه الغاية معظّم يغشاه كثير من الناس من الحاضرة والبادية، لم يعرض لنبشه فيما سلف من الزمان.
- وكانت صحة القبر في حمص مشكوكاً فيها في أيام صلاح الدين الأيوبي، ولما مر بحلب سنة 584ه، وتوجه منها قاصداً معرة النعمان اجتاز بحمص، ولم يقم بها، مما يدل على أن القبر المنسوب إلى الخليفة الأموي كان مشكوكاً فيه تلك الأيام.
- ثمة ديارات عديدة تحمل اسم سمعان اشتهر معظمها في جوار حلب وانطاكية ودمشق وحمص والمعرة، ولذلك لم يوفق المؤرخون في تحديد قبر عمر في أحدها.
- يستدل من وصف أبي الفرج أن دفن عمر بن عبد العزيز كان على جبل قاسيون. قال ابن طولون أثناء كلامه على المدرستين المعظمية والعزيزية، وكان بناء الأولى سنة 621ه والثانية سنة 635ه قال: شمالي هاتين المدرستين حوش عظيم بحيطان عالية يقال إنه دير سمعان كان. وله باب يفتح إلى الشرق وداخله عدة قبور معظمة. دير سمعان بدمشق هو بنواحي دمشق، بالقرب من الغوطة، على قطعة من الجبل، يطل عليها، وحوله بساتين وأنهار، وموضعه حسن جداً، وهو من كبار الديرة، وعنده دفن عمر بن عبد العزيز، بظاهره. قال راثيه: قد قلت إذ ضمنوك الترب وانصرفوا ... لا يبعدن قوام العدل والدين قد غيبوا في ضريح القبر منجدلاً ... بدير سمعان قسطاس الموازين من لم يكن همه عيناً يفجرها ... ولا النخيل ولا ركض البراذين وقد ذكر أبو الفرج أن صاحب دير سمعان دخل على عمر بن عبد العزيز بفاكهة يطرفه بها في مرضه، فقبلها منه، وأمر له بدراهم، فأبى أن يأخذها، فما زال حتى أخذها، وقال: يا أمير المؤمنين! إنما هي من ثمر شجرنا، فقال عمر )رحمه الله( وإن كان من ثمر شجركم! ثم قال: يا صاحب دير سمعان! إني ميت من مرضي هذا، فحزن وبكى. ثم قال له عمر: بعني موضع قبري من أرضك، سنةً، فإذا جاء الحول، فانتفع به. دير السوسي دير السوسي بنواحي سر من رأى بالجانب الشرقي. قال البلاذري: هو دير مريم بناه رجل من أهل السوسي وسكنه هو ورهبان معه فسمي به، وهو بنواحي سر من رأى بالجانب الغربي. ذكره ابن المعتز في شعره، فقال: عللاني بصوت ناي وعود ... واسقياني دم ابنة العنقودِ أشرب الراح وهي تشرب عقلي ... وعلى ذاك كان قتل الوليدِ رب سكر جعلت موعده الصب ... ح وساق حثثته بمزيدِ يا ليالي بالمطيرة والكر ... خ ودير السوسي بالله عودي كنت عندي أنموذجات من الج ... نّة لكنها بغير خلودِ قال أحمد بن أبي طاهر: قصدت بسر من رأى رائداً بعض كبارها بشعر مدحته به، فقبلني وأجزل صلتي، ووهب لي غلاماً رومياً حسن الوجه، فسرت أريد بغداد، فلما سرت نحو فرسخ، أخذتنا السحاب، فعدلت إلى دير السوسي لنقيم فيه إلى أن يخف المطر، فاشتد القطر وجاء الليل، فقال الراهب الذي هو فيه: أنت العشية بائت هنا، وعندي شراب جيد، فتبيت تقصف ثم تبكر. فبت عنده، فأخرج لي شراباً جيداً، ما رأيت أصفى منه ولا أعطر، وبات الغلام يسقيني، والراهب نديمي، حتى مت سكراً، فلما أصبحت رحلت وقلت: سقى سر من رأى وسكانها ... ودير لسوسيها الراهبِ فقد بت في ديره ليلة ... وبدر على غصن صاحبي غزال سقاني حتى الصبا ... ح صفراء كالذهب الذائبِ سقاني المدامة مستيقظاً ... ونمت ونام إلى جانبي وكانت هناة لي الويل من ... جناها الذي خطه كاتبي! دير صليبا دير صليبا: يقع بنواحي دمشق مقابل باب الفراديس، ويعرف بدير خالد أيضاً، لأن خالد بن الوليد لما نزل محاصراً لدمشق كان نزوله به. - قال الخالدي إنه يلي باب الفراديس، والدليل قول جرير: فقلت للركب إذ جدّ النجاء بهم ... يا بعد يبرين من باب الفراديس! وأنشد فيه قول الآخر، وهو: يا دير باب الفراديس المهيج لي ... بلالاًَ بقلاليه وأشجاره لو عشت تسعين عاماً فيك مصطحباً ... لما قضى منك قلبي بعض أوطاره - يعرف هذا الدير أيضاً بدير السائمة. - قال ابن عساكر: إن دير خالد كان خارج الباب الشرقي مما يلي بيت الآبار فخرب. - قال ابن الكلبي إن الدير كان على ميل من الباب الشرقي.
- من الشعراء الذين زاروا هذا الدير أبو الفتح محمد بن علي المعروف بأبي اللقاء. قال إنه أقام به شهراً فقال فيه:
جنة لقبت بدير صليبا ... مبدعاً حسنه كمالاً وطيباً
جئته للمقام يوماً فظلنا ... فيه شهراً وكان أمراً عجيباً |
| |