07-09-2021
|
#17 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 11 ساعات (02:51 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الديارات لأبو الفرج الأصبهاني دير كعب دير كعب بالشام. أخبرني الحسن بن علي قال: حدّثنا هارون بن محمد بن عبد الملك قال: حدثني أبو أيوب المديني قال: حدثني أحمد بن إبراهيم الكاتب قال: حدثني أبي عن رجل من أهل الشام قال: كنت يوماً نازلاً بدير كعب، قد قدمتُ من سفر، فإذا أنا برجل قد نزل الدير معه ثقل وآلة وعيبة، فكان قريباً من موضعي، فدعا بطعام فأكل، فدعا الراهب فوهب له دينارين، وإذا بينه وبينه صداقة، فأخرج له شراباً فجلس يشرب ويحدث الراهب، وأنا أراهما، إذ دخل الدير فجلس معهما، فقطع حديثهما وثقل في مجلسه، وكان غثّ الحديث، فأطال. فجاءني بعض غلمان الرجل النازل فسألته عنه، فقال: هذا مطيع بن إياس. فلما قام الرجل وخرج كتب مطيع على الحائط شيئاً، وجعل يشرب حتى سكر، فلما كان من غد رحل، فجئت موضعه فإذا فيه مكتوب: طَربةً ما طَربتُ في دير كَعبٍ ... كدتُ أقضي من طَربتي فيه نَحبي وتذكرت إخوتي ونداما ... يَ فهاج البكاءَ تذكارُ صحبي حين غابوا شتّى وأصبحتُ فرداً ... ونأوا بين شرق أرضٍ وغربِ وهمُ ما همُ، فحسبي لا أبغي ... بديلاً بهم لعُمرك حسبي طلحةُ الخَير منهم وأبو المنذر ... خلّي ومالكٌ ذاك تربي أيها الداخلُ الثقيلُ علينا ... حينَ طابَ الحديثُ لي ولصحبي خِفَّ عنّا فأنت أثقلُ والله ... علينا من فرسخي دَير كَعب ومن الناس من يخفّ ومنهم ... كرحى البزر رُكّبتْ فوقِ قلبي دير لُبّى دير لبَّى على جانب الفرات. بالجانب الشرقي منه. ذكره أبو الفرج قال: ويروى لبني بالنون. قال: وهو دير قديم على جانب الفرات بالجانب الشرقي منها، وهو من منازل بني تغلب، بالجزيرة. وقد ذكره الأخطل فقال: عفا دَيرُ لبَّى من أميمةَ، فالحَضرُ ... فأقفر، إلا أنْ يُلَّم به سَفْرُ قضينَ من الدَّيرين همّاً طَلبنَهُ ... فهَّنّ إلى لهوٍ، وجاراتها شُزْرُ وهناك كانت وقائع بين بني تغلب وبني شيبان ومغالبة على تلك البلاد. قال ابن مقبل: كأنَّ الخيلَ إذ صبَّحن كَلباً ... يرينَ وراءهم ما يبتغينا سَخِطنَ، فلا يَرينهمُ بَواءً ... فلا ينزعِنَ حتى يغتدينا ولو كَحِلت حواجبُ آل قيسٍ ... بتغلب بعد كلبٍ ما قرينا فما تسلم لكم أفراس قيس ... ولا ترجوا البناتِ ولا البنينا أثرن عجاجةً في دير لُبَّى ... وبالحضرين شيَّبن القُرونا وقال الراعي: هُمُ تركوا على أكنافِ لبّى ... نساءهُمُ لنا لمّا لَقونا دَير اللُّج دير اللُّج: بالحيرة. قال أبو الفرج: بناه أبو قابوس النعمان بن المنذر أيام مُلكه، ولم يكن في ديارات الحيرة أحسن منه بناء، ولا أنزه موضعاً، وفيه يقول الشاعر: سقى اللهُ دير اللُّج غيثاً فإنه ... على بُعده دير إليّ حبيبُ قريبٌ إلى قلبي، بعيدٌ محلّه ... وكم من بعيد الدار وهو قريبُ يُهيِّج ذكراه غزال يحلُّه ... أغنُّ سَحُورُ المُقلَتين رَبيبُ
إذا رجَّع الإنجيلَ واهتَّز مائداً ... تذكَّرَ محزون الفؤادِ غريبُ
وهاج لقلبي عند ترجيعِ صوتهِ ... بلابلُ أسقامٍ به ووجيبُ
وكان النعمان يركب في كل أحدٍ إليه، وفي كل عيد، ومعه أهل بيته خاصة من آل المنذر، ومن ينادمه من أهل دينه، وعليهم حُلل الديباج المذهبة، وعلى رؤوسهم أكاليل الذهب، وفي أوساطهم الزنانير المفصّصة بالجوهر، وبين أيديهم أعلام فوقها صُلبان، وإذا قضوا صلاتهم انصرفوا إلى مستشرِفة على النجف، فشرب النُّعمان وأصحابه فيه بقية يومه، وخلع ووهب، وحمل ووصل، وكان ذلك أحسن منظر وأجمله.
وفي دير اللُّج يقول إسماعيل بن عمار الأسدي:
ما أنسى سعدة والزرقاء يوم هما ... باللِّج شرقيَّه فوقَ الدكاكينِ
تغنِّيانا كنفثِ السِّحر نُودعُه ... منّا قلوباً غدت طوع ابن رامين
نُسقَى شراباً كلون النار عتَّقَه ... يُمسي الإصحاء منه كالمجانينِ
إذا ذكرنا صلاةً بعدما فَرطَت ... قمنا إليها بلا عَقلٍ ولا دينِ
نمشي إليها بطاءً لا حراك بنا ... كأنَّ أرجلنا يُقلعْن من طينِ
نمشي وأرجلنا عُوجٌ مواقعُها ... مشي الإوز التي تأتي من الصِّينِ
أو مشي عميان دير لا دليل لهم ... سوى العِصيّ إلى دير السَّعانين
أهوى رُبيحة إن الله فضَّلها ... بحُسنها وغناءٍ ذي أفانينِ
فمن يقول لها غَنّي ويُسعدُها ... " قتلتني يوم دير اللُّج فاحييني " دير مارة مريم بالحِيرة دير مارة مريم: بنواحي الحيرة، مشرف على النجف. قال أبو الفرج: هذا دير قديم، من بناء آل المنذر حسن الموضع، بين الخورنق والسدير، وبين قصر أبي الخصيب، مشرف على النجف، كان فيه قسّ يقال له يحيى خماراً وله ابن، يقال له يوشع، يألفه الفتيان الظرفاء، ويشربون عنده على قراءة النصارى، وضرب النواقيس. وله يقول بكر بن خارجة: بِتنا بمارة مريمٍ ... سَقياً لمارةَ مريمِ ولقسنا يحيى المهيئم ... بعد نومِ النُّوم وليوشع ولخمره الحم ... راءِ مثل العَنْدمِ ولفتيةٍ حفّوا به ... يعصُون لومَ اللُّوم يَسقيهمُ ظبيٌ أغنُّ ... لطيفُ خلق المِعصمِ يَرمي بعينيه القُلُو ... بَ كمثل رمي الأسهُمِ وقد حدّده الثرواني فقال: بمارةَ مريمُ الكبرى ... وظلِّ فنائِها فَقفِ بقصر أبي الخصيب المُش ... رف المُوفي على النَّجفِ فأكناف الخورنق والسَّ ... دير ملاعب السَّلفِ إلى النَّخل المكمَّم ... والحمائم فوقَه الهُتُفِ فدعْ قولَ العذُول وبا ... كرِ الصهباءَ في لَطَفِ ومن شعر الثرواني فيه: دع الأيام تفعل ما أرادتْ ... إذا جادت بندمان وكاسِ! ومارت مريمٍ والصحنُ فيه ... حديقتان من ورد وآسِ وظبي في لواحظِ مقلتيه ... نعاسٌ في فتورٍ لا نُعاسِ وخِلٍّ لا يحول عن التصابي ... ذكورٍ للمودة غير ناسي ومحتضنٍ لطنبورٍ فصيحٍ ... يغنيني بشعر أبي نواس: وما اللّذات إلا أن تراني ... صريعاً بين باطيةٍ وكاسي وفيه يقول بكر بن خارجة: بمارة مريمٍ وبدير زكّى ... ومر توما ودير الجاثليق وبالإنجيل يتلوه شيوخٌ ... من القسّان في البيتِ العتيقِ وبالقربانِ والصُّلبان إلا ... رثيتَ لقلبي الدَّنفِ المشوقِ أجرني متُّ قبلك من همومٍ ... وأرشدني إلى وجه الطريق فقد ضاقت عليّ وجوه أمري ... وأنت المستجارُ من المَضيقِ قال أبو الفرج: هذا الشعر يقوله في غلام امرئ نصراني من أهل الحيرة، يقال له: عشير بن البراء الصراف، وله فيه شعر كثير، يذكر فيه أعياد النصارى وبيعهم. وكان دعبل يستحسن قوله: زناده في خصره معقود ... كأنه من كَبِدي مقدُودُ ويقول: ليت هذين لي بمائة بيت من شعري! أخبرني جعفر بن قدامة قال: حدثني ميمون بن هارون قال حدثني إسحاق الموصلي قال: لما خرجت مع الواثق إلى النجف درنا |
| |