07-24-2021
|
#9 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 16 ساعات (07:54 AM) | المشاركات : 16,389 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي حاذرين فأدبر وا عنهم
قال أبو علي المنسر جماعة الخيل والمنسر بكسر الميم منقار الطائر لأنه ينسر به أي ينتف به وأحسب النسر من هذا لأنه ينسر اللحم أي ينتفه قال الأصمعي منسر في الخيل والمنقار بكسر الميم وتابعه على ذلك يعقوب وقال الأصمعي إنما سمى منسرا لأنه ينسر به كل ما مر به أي ينتفه ويأخذه والشعب أكبر من اللصب وهو الشق في الجبل والنقب الطريق في الجبل قال عمرو بن الأيهم التغلبي
( وتراهن شربا كالسعالي ** يتطلعن من ثغور النقاب )
( قال أبو علي الانبتار الشدة في العدو لأنه انقطع عن التقريب والإرخاء وانكدار انفعال من قولهم انكدر إذا أسرع بعض الإسراع والتقريب تقريبان فالتقريب الأدنى أن يجمع يديه ورجليه عند الحضر والتقريب الأعلى أن يجمع يديه مع رجليه ويحزئل متنه وهذا هو الإرخاء الأدنى فأما الإرخاء الأعلى فهو أن يدعه وسومه من الحضر والضلع الجبيل الصغير وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله
( ولست بصادر عن بيت جاري ** صدور العير غمره الورود )
( ولست بسائل جارات بيتي ** أغياب رجالك أم شهود )
( ولا ألقي لذي الودعات سوطي ** لألهيه وريبته أريد )
أي لا أصدر عن بيت جاري مثل العير الذي قد تغمر أي لم يرو وفيه حاجة إلى العودة يقول فأنا لا آتي بيت جاري هكذا أريد الريبة وذو الودعات الصبي يقول لا ألهي الصبي بالسوط وأخلو أنا بأمه ومثله قول مسكين الدارمي
( لا آخذ الصبيان ألثمهم ** والأمر قد يعزى به الأمر )
قال أبو علي وحدثني محمد بن السرى وابن درستويه والأخفش قالوا حدثنا أبو العباس محمد بن يزيد قال أخبرنا عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير قال وقع بين أعمامي وأخوالى لحاء في أرض فتراضوا عند حاكم لهم يشيخ منهم ورضوا بيمينه مع الشهادة
فكان إذا استحلف بالمشي إلى مكة حلف بالمشي إلى جدة وإذا استحلف بطلاق امرأة حلف بطلاق اربع وإذا استحلف بعتاق عبد حلف بعتاق مائه وكنت أحب أن يظهر أعمامي على أخوالي فظهروا عليهم فقلت
( لاشيء يدفع حق خصم شاغب ** إلا كحلف عبيدة بن سميذع )
( يمضي اليمين على اليمين لجاجة ** عض الجموح على اللجام المقدع )
( وإذا يذكر حلفة أصغى لها ** وإذا يذكر بالتقى لم يسمع )
( سهل اليمين إذا أردت يمينه ** بخدائع السفراء غير مخدع )
( يهتز حين تمر حجة خصمه ** خوف الهضيمة كاهتزاز الأشجع )
( يغشى مضرته لنفع صديقه ** ما خير ذي حسب إذا لم ينفع )
وقريء على أبي بكر بن دريد وأنا أسمع لرجل ذكر دارا ووصف ما فيها فقال
( إلا رواكد بينهن خصاصة ** سفع المناكب كلهن قد اصطلى )
( ومجوفات قد علا أجوازها ** أسار جرد مترصات كالنوى )
رواكد ثوابت يعني أثافي والخصاصة الفرجة والسفعة سواد تعلوه حمرة ومجوفات يعني نعاما والتجويف أن يبلغ البياض البطن وقوله علا أجوازها أي علا التجويف أوساطها وأسار بقايا الواحد سؤر وجرد خيل قصار شعر الأبدان واحدتها جرداء وذلك من عتقها يقول قد طردت الخيل هذه النعام فقتلت بعضها وبقي بعض فهذه البقايا بقايا هذه الخيل ومترصات محكمات كالنوى أي صلاب ويجوز أن يكون في ضمرهن
وحدثنا أبو عبد الله نفطويه قال أخبرنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال أخبرنا الزبير قال أخبرنا عبد الملك قال قال لي أبو السائب يا ابن أخي أنشدني للأحوص فأنشدته قوله
( قالت وقلت بحرجي وصلى ** حبل امرىء بوصالكم صب )
( صاحب اذا بعلى فقلت لها ** ألغدر شيء ليس من ضربي )
( ثنتان لا أدنو لوصلهما ** عرس الخليل وجارة الجنب )
( أما الخليل فلست فاجعه ** والجار أوصاني به ربي )
( عوجا كذا نذكر لغانية ** بعض الحديث مطيكم صحبى )
( ونقل لها فيم الصدود ولم ** نذنب بل أنت بدأت بالذنب )
( ان تقبلى نقبل وننزلكم ** منا بدار الود والرحب )
( أو تدبرى تكدر معيشتنا ** وتصدعى متلائم الشعب )
فقال لي يا ابن أخي هذا المحب عينالا الذي يقول
( وكنت إذا جبيت رام صرمي ** وجدت وراي منفسحا عريضا )
اذهب فلا صحبك الله ولا وسع عليك
قال أبو علي اسمعيل بن القاسم البغدادي وأخبرنا أبو بكر قال أخبرنا السكن بن سعيد قال أخبرنا على بن نصر الجهضمي قال دخل كثير على عبد الملك بن مروان رحمه الله فقال عبد الملك بن مروان أأنت كثير عزة قال نعم قال أن تسمع بالمعيدي خير من أن تراه فقال يا أمير المؤمنين كل عند محله رحب الفناء شامخ البناء عالي السناء ثم أنشأ يقول
( ترى الرجل النحيف فتزدريه ** وفي أثوابه أحد أسد هصور )
( ويعجبك الطرير اذا تراه ** فيخلف ظنك الرجل الطرير )
( بغاث الطير أطولها رقابا ** ولم تطل البزاة ولا الصقور )
( خشاش الطير أكثرها فراخا ** وأم الصقر مقلات نزور )
( ضعاف الأسد أكثرها زئيرا ** وأصرمها اللواتي لا تزير )
( وقد عظم البعير بغير لب ** فلم يستغن بالعظم البعير )
( ينوخ ثم يضرب بالهراوى ** فلا عرف لديه ولا نكير )
( يقوده الصبى بكل أرض ** وينحره على الترب الصغير )
( فاعظم الرجال لهم بزين ** ولكن زينهم كرم وخير )
فقال عبد الملك لله دره ما أفصح لسانه وأضبط جنانه وأطول عنانه والله إني لأظنه كما وصف نفسه وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه وأبو الحسن الأخفش وأبو بكر بن دريد والألفاظ مختلطة لعبد الله بن سبرة الجرشي وكانت قطعت يده في بعض غزواته الروم فقال يرثيها
( ويل أم جار غداة الروع فارقني ** أهون علي به اذبان فانقطعا )
( يمنى يدي غدت مني مفارقة ** لم أستطع يوم فلطاس لها تبعا )
( وما ضننت عليها أن أصاحبها ** لقد حرصت على أن نستريح معا )
( وقائل غاب عن شأني وقائلة ** هلا اجتنبت عدو الله إذ صرعا )
( وكيف أركبه يسعى بمنصله ** نحوي وأعجز عنه بعد ما وقعا )
( ما كان ذلك يوم الروع من خلقي ** ولو تقارب مني الموت فاكتنعا )
( ويل أمه فارسا أجلت عشيرته ** حامي وقد ضيعوا الأحساب فارتجعا )
( يمشي إلى مستميت مثله بطل ** حتى إذا أمكنا سيفيهما امتصعا )
( كل ينوء بماضي الحدذي شطب ** جلى الصياقل عن ذريه الطبعا )
( حاسيته الموت حتى اشتف آخره ** فما استكان لما لاقى ولاجزعا )
( كأن لمته هداب مخملة ** أحم أزرق لم يشمط وقد صلعا )
( فإن يكن أطربون الروم قطعها ** فقد تركت بها أوصاله قطعا )
( وإن يكن أطربون الروم قطعها ** فإن فيها بحمد الله منتفعا )
( بنانتين وجذمورا أقيم بها ** صدر القناة إذا ما آنسوا فزعا )
قال أبو علي الجذمور الأصل ويقال أخذت الشيء بجذاميره وأنشدنا إبراهيم قال أنشدنا أحمد بن يحي قال أنشدنا الزبير لجرير الديلي
( كأنما خلقت كفاه من حجر ** فليس بين يديه والندى عمل )
( يرى التيمم في بر وفي بحر ** مخافة أن يرى في كفه بلل )
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم عن أبي عبيدة عن يونس قال كنت عند أبي عمرو بن العلاء فجاءه شبيل بن عروة الضبعي فقام إليه أبو عمرو فألقى إليه لبدة بغلته فجلس عليها ثم أقبل عليه يحدثه فقال شبيل يا أبا عمرو وسألت رؤبتكم هذا عن اشتقاق اسمه فما عرفه قال يونس فلما ذكر رؤبة لم أملك نفسي فزحفت إليه فقلت لعلك تظن أن معد بن عدنان أفصح من رؤبة وأبيه فأنا غلام رؤبة فما الروبة والروبة والروبة والروبة والرؤبة فلم يحر جوابا وقام مغضبا فأقبل علي أبو عمرو بن العلاء وقال هذا رجل شريف يقصد مجالسنا ويقضي حقوقنا وقد أسأت فيما واجهته به فقلت لم أملك نفسي عند ذكر رؤبه ثم فسر لنا يونس فقال الروبة خميرة اللبن والروبة قطعة من الليل وفلان لا يقوم بروبة أهله أي بما أسندوا إليه من أموالهم ومن حوائجهم والروبة جمام ماء الفحل والرؤبة مهموزة القطعة تدخلها في الإناء تشعب بها الإناء وأنشدنا أبو بكر رحمه الله تعالى عن أبي حاتم عن الأصمعي وأبي عبيدة للاحيمر أحد لصوص بني سعد
( وقالت أرى ربع القوام وشاقها ** طويل القناة بالضحاء نؤوم )
( فإن أك قصدا في الرجال فإنني ** إذا حل أمر ساحتي لجسيم )
وزادني أبو عبيدة بعد هذين البيتين
( تعيرني الاعدام والبدو معرض ** وسيفي بأموال التجار زعيم ) قال ثم تاب فقال
( أشكو إلى الله صبري عن زواملهم ** وما ألاقي إذا مروا من الحزن )
( قل للصوص بني اللخناء يحتسبوا ** بز العراق وينسوا طرفة اليمن )
( فرب ثوب كريم كنت آخذه ** من القطار بلا نقد ولا ثمن )
وأنشدنا أبو بكر عن أبي حاتم عن الأصمعي وأنشدني أيضا الأخفش قال أنشدنا بعض أصحابنا هذه الأبيات
( حللنا آمنين بخير عيش ** ولم يشعر بنا واش يكيد )
( ولم نشعر بجد البين حتى ** أجد البين سيار عنود )
( وحتى قيل قوض آل بشر ** وجاءهم ببنهم البريد )
( وأبرزت الهوادج ناعمات ** عليهن المجاسد والعقود )
( فلما ودعونا واستقلت ** بهم قلص هواديهن قود )
( كتمت عواذلي ما في فؤادي ** وقلت لهن ليتهم بعيد )
( فجالت عبرة أشفقت منها ** تسيل كأن وابلها فريد )
( فقالوا قد جزعت فقلت كلا ** وهل يبكي من الطرب الجليد )
( ولكني اصاب سواد عيني ** عويد قذى له طرف حديد )
( فقالوا ما لدمعهما سواء ** أكلتا مقلتيك اصاب عود )
( لقبل دموع عينك خبرتنا ** بما جمجمت زفرتك الصعود )
( فقم وانظر يزدك مطال شوق ** هنالك منظر منهم بعيد )
وحدثنا أبو معاذ عبدان الخولي المتطبب قال دخلنا يوما بسر من رأى على عمرو بن بحر الجاحظ نعوده وقد فلج فلما أخذنا مجالسنا أتى رسول المتوكل فيه فقال وما يصنع أمير المؤمنين بشق مائل ولعاب سائل ثم أقبل علينا فقال ما تقولون في رجل له شقان أحدهما لوغرز بالمسال ما أحس والشق الآخر يمربه الذباب فيغوث وأكثر ما أشكوه الثمانون ثم أنشدنا أبياتا من قصيدة عوف بن محلم الخزاعي قال أبو معاذ وكان سبب هذه القصيدة أن عوفا دخل على عبد الله بن طاهر فسلم عليه عبد الله فلم يسمع فأعلم بذلك فزعموا أنه ارتجل هذه القصيدة ارتجالا فأنشده
( يا ابن الذي دان له المشرقان ** طرا وقد دان له المغربان )
( إن الثمانين وبلغتها ** قد أحوجت سمعى إلى ترجمان )
( وبدلتني بالشطاط انحنا ** وكنت كالصعدة تحت السنان )
( وبدلتني من زماع الفتى ** وهمتي هم الجبان الهدان )
وقاربت مني خطالم تكن ** مقاربات وثنت من عنان )
( وأنشأت بيني وبين الورى ** عنانة من غير نسج العنان )
( ولم تدع في لمستمتع ** إلا لساني وبحسبي لسان )
( أدعو به الله واثني به ** على الأمير المصعبي الهجان )
( فقرباني بأبي أنتما ** من وطني قبل اصفرار البنان )
( وقبل منعاي إلى نسوة ** أوطانها حران والرقتان )
وقرأنا على أبي بكر بن دريد رحمه الله لذي الرمة
( رمى الادلاج أيسر مرفقيها ** بأشعث مثل أشلاء اللجام )
يقول أدلج فأعيا فإذا نام توسد يسرى ذراعي ناقته فيعني أن الادلاج هو الذي فعل بها ذلك وأسلاء اللجام بقاياه من حديده وسيوره ويعني بالأشعث نفسه
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا بصف خيلا فقال سباط الخصائل ظماء المفاصل شداد الأباجل قب الأياطل كرام النواجل قال أبو على الخصائل واحدتها خصيلة وهي كل قطعة من اللحم مستطيلة أو مجتمعة وقال أبو عبيدة الخصائل ما انماز من لحم الفخذ بعضه من بعض وظماء ضمر والأباجل جمع أبجل وهو من الفرس بمنزلة الأكحل من الإنسان يريد أنها شداد القوائم قب ضمر والأياطل جمع أيطل والأيطل والاطل والصقل والقرب والكشح واحد والنواجل جمع ناجلة وهي التي نجلته أي ولدته
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سمعت أعرابيا يصف ابلا فقال إنها العظام الحناجر وسباط المشافر كوم بهازر نكد خناجر أجوافها رغاب وأعطانها رحاب تمنع من البهم وتبذل للجمم
قال أبو علي الحناجر واحدها حنجور وهو الحلقوم والكوم جمع أكوم وكوماء وهي العظام الأسنمة والبهازر العظام واحدها بهزرة والنكد العزيزة اللبن في هذا الموضع والنكد أيضا التي لا يبقى لها ولد وقال الأصمعي
الصفى والخنجور واللهموم والرهشوش كل هذه الغزيرة اللبن والرغاب الواسعة وأعطانها مباركها عند الماء والبهم جمع بهمة وهو الشجاع الذي لا يدري من أين يؤتى من شدة بأسه والجمم واحدها جمة وهم القوم يسألون في الديات وأنشدنا أبو بكر
( وجمة تسألني أعطيت ** وسائل عن خبر لويت )
( وقلت لا أدرى وقد دريت ** )
وأنشدني أبو بكر قال أنشدني الرياشي
( لو قد تركتك لم تنخ بك جمة ** ترجو العطاء ولم يزرك خليل )
وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال قلت لاعرابي بحمى الربذة ألك بنون قال نعم وخالقهم لم تقم عن مثلهم منجبة فقلت صفهم لي فقال جهم وما جهم ينضى الوهم ويصد الدهم ويفرى الصفوف ويعل السيوف قلت ثم من قال عشمشم وما غشمشم ماله مقسم وقرنه مجرجم جذل حكاك ومدره لكاك قلت ثم من قال عشرب وما عشرب ليث محرب وسمام مقشب ذكره باهر وخصمه عاثر وفناؤه رحاب وداعيه مجاب قلت فصف لي نفسك فقال ليث أبو ريابل ركاب معاضل عساف مجاهل حمال أعباء نهاض ببزلاء قوله ينضى يهزل والنضو المهزول والوهم الضخم العظيم من الإبل قال ذو الرمة
( كأنها جمل وهم وما بقيت ** إلا النحيزة والألواح والعصب )
ويصد يكف والدهم العدد الكثير ويفرى يشق يقال فريت الشىء إذا شققته للإصلاح وأفريته إذا قطعته للإفساد ويعل يوردها الدماء ثانية مأخوذ من العلل في الشرب والمجرجم المصروع والجذل أصل الشجرة وذلك أن الابل الجرب تحتك به فتجد له لذة وإنما قال جذل حكاك أي أنه ممن يستشفى به في الأمور بمنزلة ذاك الجذل الذي يستشفى به الابل والمدره لسان القوم و المتكلم عنهم والدافع عنهم يقال درهته عني
ودرأته عني دفعته والتدرأ مثل المدره واللكاك الزحام يقال التك القوم على الماء إذا ازدحموا والمحرب المغضب الذي قد اشتد غضبه واحتد وحربت السكين إذا أحددته ومقشب مخلوط وباهر غالب وريابل جمع ريبال وهو الأسد قال أبو علي روينا الريايل في هذا الخبر غير مهموز وروينا في الغريب المصنف الريابل واحدها ريبال يهمز ولا يهمز والمعاضل الدواهي والعساف الذي يركب الطريق على غير هداية والأعباء الأثقال واحدها عبء والبزلاء الرأي الجيد الذي يبزل عن الصواب أي الذي يشق عنه قال الراعي
( من رأي ذي بدوات لا تزال له ** بزلاء يعيابها الجثامة اللبد )
وحدثنا أبو عبد الله نفطويه قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحي النحوي قال قدم علينا أعرابي فسمع غناء حمائم بستان إبراهيم بن المهدي فاشتاق إلى وطنه فقال
( أشاقتك البوارق والجنوب ** ومن علوي الرياح لها هبوب )
( أتتك بنفحة من شيح نجد ** تضوع والعرار بها مشوب )
( وشمت البارقات فقلت جيدت ** حبال النشر أو مطر القليب )
( ومن بستان إبراهيم غنت ** حمائم بينها فنن رطيب )
( فقلت لها وقيت سهام رام ** ورقط الريش مطعمها الجنوب )
( كما هيجت ذا حزن غريبا ** على أشجانه فبكى الغريب )
وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي لحجيه بن المضرب يمدح يعفر بن زرعة أحد الاملوك أملوك ردمان
( إذا كنت سألآ عن المجد والعلى ** وأين العطاء الجزل والنائل الغمر )
( فنقب عن الأملوك واهتف بيعفر ** وعش جار ظل لا يغالبه الدهر )
( أولئك قوم شيد الله فخرهم ** فما فوقه فخروان عظم الفخر )
( أناس إذا ما الدهر أظلم وجهه ** فأيديهم بيض وأوجههم زهر )
يصونون أحسابا ومجدا مؤثلا ** ببذل أكف دونها المزن والبحر )
( سموا في المعالي رتبة فوق رتبة ** أحلتهم حيث النعائم والنسر )
( أضاءت لهم أحسابهم فتضاءلت ** لنورهم الشمس المنيرة والبدر )
( فلولا مس الصخر الأصم أكفهم ** لفاضت ينابيع الندى ذلك الصخر )
( ولو كان في الأرض البسيطة منهم ** لمختبط عاف لما عرف الفقر )
( شكرت لكم آلاءكم وبلاءكم ** وما ضاع معروف يكافئه شكر )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال أملى علينا أبو العباس أحمد بن يحي النحوي أو قرأ الشك من أبي علي على باب داره ثم أنشدناه في المسجد الجامع يقرؤه على عبد الله بن المعتز قال أنشدني بعض أصحابنا عن النضر بن جرير عن الأصمعي
( سقى دمنتين ليس لي بهما عهد ** بحيث التقى الدارات والجرع الكبد )
( فيا ربوة الربعين حييت ربوة ** على النأي منا واستهل بك الرعد )
( قضيت الغواني غير أن مودة ** لذلفاء ما قضيت آخرها بعد )
( إذا ورد المسواك ظمآن بالضحى ** عوارض منها ظل يخصره البرد )
( وألين من مس الرخامات يلتقي ** بمارنه الجادي والعنبر الورد )
( فرى نائبات الدهر بيني وبينها ** وصرف الليالي مثل ما فري البرد )
( فإن تدعي نجدا ندعه ومن به ** وإن تسكني نجدا فيا حبذا نجد )
( وإن كان يوم الوعد أدنى لقائنا ** فلا تعذليني أن أقول متى الوعد )
وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أحمد بن يحي لأبي الهندي وهو من بني رياح
( قل للسري أبي قيس أتهجرنا ** ودارنا أصبحت من داركم صددا )
( أبا الوليد أما والله لو عملت ** فيك الشمول لما فارقتها أبدا )
( ولا نسيت حمياها ولذتها ** ولا عدلت بها مالا ولا ولدا ) |
| |