07-24-2021
|
#11 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 16 ساعات (02:51 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي يغضب لهم وأحشمته أنا وحشمته وحكى الأصمعي إن ذلك لمما يحشم بني فلان أي يغضبهم وكت يكت وأصله من كتيت القدر قال رؤبة
( وطامح النخوة مستكت ** طأطأ من شيطانه التعتي )
( صكى عرانين العدى وصتي ** )
ومعض يمعض معضا قال رؤبة
( وقد ترى ذا حاجه مؤتضا ** ذا معض لولا يرد المعضا )
قال أبو عمرو وازمهراز مهرارا إذا غضب وأنشد
( أبصرت ثم جامعا قدهرا ** ونثرا لجعبة وازمهرا )
( وكان مثل النار أو أحرا ** )
ويقال قد رقرطب إذا غضب فهو مقرطب وأنشد
( إذا رآني قد أتيت قرطبا ** وجال في حجاشه وطرطبا )
ويقال اصطخم قال ذو الرمة
( ظلت ثقالا وظل الجوب مصطخما ** كأنه بتناهي الروض محجوم )
ورزمة مصوتة قال أبو علي ومما اخترته وقرأته على أبي بكر بن دريد
( قوم إذا اشتجر القنا ** جعلوا القلوب لها مسالك )
( اللابسين قلوبهم ** فوق الدروع لدفع ذلك )
وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا الرياشي عن ابن سلام عن غرير بن طلحة بن عبد الله عن عمه هند بن عبد الله قال بينا أنا مع أبي بسوق المدينة إذ أقبل كثير فلما رأى أبي عدل إليه وتحدث معه ساعة فقال له أبي هل قلت بعدي شيأ يا أبا صخر قال هند فأقبل علي وقال احفظ هذه الأبيات وأنشدني
( وكنا سلكنا في صعود من الهوى ** فلما توافينا ثبت وزلت )
( وكنا عقدنا عقدة الوصل بيننا ** فلما تواثقنا شددت وحلت )
( فواعجبا للقلب كيف اعترافه ** وللنفس لما وطئت كيف ذلت )
( وللعين أسراب إذا ما ذكرتها ** وللقلب وسواس إذا العين ملت )
( وإني وتهيامي بعزة بعدما ** تخليت مما بيننا وتخلت )
( لكا لمرتجي ظل الغمامة كلما ** تبوأ منها للمقيل اضمحلت )
( فإن سأل الواشون فيم هجرتها ** فقل نفس حر سليت فتسلت )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن عن عمه قال بيناأنا بحمى ضرية إذ وقف علي غلام من بني أسد في أطمار ما ظننته يجمع بين كلمتين فقلت ما اسمك فقال حريقيص فقلت أما كفى أهلك أن يسموك حرقوصا حتى حقروا اسمك فقال إن السقط ليحرق الحرجة فعجبت من جوابه فقلت أتنشد شيأ من أشعار قومك قال نعم أنشدك لمرارنا قلت افعل فقال
( سكنوا اشبيثا والأحص وأصبحوا ** نزلت منازلهم بنو ذبيان )
( وإذا يقال أتيتم لم يبرحوا ** حتى تقيم الخيل سوق طعان )
( وإذا فلان مات عن أكرومة ** رقعوا معاوز فقره بفلان )
قال فكادت الأرض تسوخ بي لحسن إنشاده وجودة الشعر فأنشدت الرشيد هذه الأبيات فقال وددت يا أصمعي أن لو رأيت هذا الغلام فكنت أبلغه أعلى المراتب قال أبو علي السقط ما يسقط من الزند إذا قدح وقال أبو عبيدة في سقط النار وسقط الولد وسقط الرمل ثلاث لغات الضم والفتح والكسر وزناد العرب من خشب وأكثر ما يكون من المرخ والعفار ولذلك قال الأعشى
( زنادك خير زناد الملوك ** صادف منهن مرخ عفارا )
وإنما يؤخذ عود قدر شبر فيثقب في وسطه ثقب لا ينفذ ويؤخذ عود آخر قدر ذراع فيحدد طرفه فيجعل ذلك المحدد في ذلك الثقب وقد وضعه رجل بين رجليه فيديره ويفتله فيورى
نارا فالأعلى زند والأسفل زتدة والحرجة الشجر الكثير الملتف وجمعه حراج وأحراج قال العجاج
( عاين حيا كالحراج نعمه ** يكون أقصى شله محرنجمه )
يقول عاين هذا الجيش الذي أياتا حيا ويعني بالحي قومه بني سعد والنعم الابل وأقصى أبعد وشله طرده ومحرنجمه مبركه حيث يجتمع بعضه إلى بعض والمعنى أن الناس اذا فوجؤا بالغارة طردوا إبلهم وقاموا هم يقاتلون فان انهزموا كانوا قد نجوا بها يقول فهؤلاء من عزهم ومنعتهم لا يطردونها ولكن يكون أقصى طردهم أن ينيخوها في مبركها ثم يقاتلوا عنها والمعاوز الثياب الخلقان وحدثنا أبو بكر بن دريد قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن العباس بن هشام عن أبيه قال كان حضرمي بن عامر عاشر عشرة من اخوته فماتوافورثهم فقال ابن عم له يقال له جزء من مثلك مات إخوتك فورثتهم فأصبحت ناعما جذلا فقال حضرمي
( يزعم جزء ولم يقل سددا ** أنى تروحت ناعما جذلا )
( ان كنت أزننتني بها كذبا ** جزء فلاقيت مثلها عجلا )
( أفرح أن أرزأ الكرام وأن ** أورث ذودا اشصائصا نبلا )
( كم كان في إخوتي إذا احتضن الأقوام تحت العجاجة الأسلا ** )
( من واجد ماجد أخى ثقة ** يعطى جزيلا ويضرب البطلا )
( ان جئته خائفا أمنت وان ** قال سأجبوك نائلا فعلا )
فجلس جزء على شفير بئر وكان له تسعة أخوة فانخسفت باخوته ونجا هو فبلغ ذلك حضرميا فقال انا لله وانا إليه راجعون كلمة وافقت قدرا وأبقت حقد قال أبو علي الشصائص التي لا ألبان لها واحدتها شصوص قال الأصمعي يقال أشصت فهي شصوص وهو على غير القياس وقال الكسائي شصت والنبل الصغار ههنا والنيل الكبار وهو من الأضداد
والواجد الغني الذي لجد وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي ليزيد بن الحكم الثقفي
( تكاشرني كرها كأنك ناصح ** وعينك تبدي أن صدرك لي دوى )
( لسانك ما ذي وغيبك علقم ** وشرك مبسوط وخيرك منطوى )
( فليت كفافا كان خيرك كله ** وشرك عني ما ارتوى الماء مرتوى )
( عدوك يخشى صولتي إن لقيته ** وأنت عدوي ليس ذاك بمستوى )
( تصافح من لاقيت لي ذا عداوة ** صفاحا وغي بين عينيك منزوى )
( أراك إذا لم أهو أمرا هويته ** ولست لما أهوى من الأمر بالهوى )
( أراك اجتويت الخير منى وأجتوي ** أذاك فكل يجتوى قرب مجتوى )
( وكم موطن لولاي طحت كما هوى ** بأجرامه من قلة النيق منهوى )
( إذا ما ابتنى المجد ابن عمك لم تعن ** وقلت ألا يا ليت بنيانه خوى )
( فإنك إن قيل ابن عمك غانم ** شج أو عميد وأخو مغلة لوى )
( تملأت من غيظ علي فلم يزل ** بك الغيظ حتى كدت بالغيظ تنشوى )
( وما برحت نفس حسود حسبتها ** تذيبك حتى قيل هل أنت مكتوى )
( وقال النطاسيون إنك مشعر ** سلالا ألا أنت من حسد ذوى )
( جمعت وفحشا غيبة ونميمة ** خصالا ثلاثا لست عنها بمرعوى )
( أفحشا وجبنا واختتاء عن الندى ** كأنك أفعى كدية فر محجوى )
( فيدحو بك الداحي إلى كل سوأة ** فيا شر من يدحو بأطيش مدحوى )
( بدا منك غش طال ما قد كتمته ** كما كتمت داء ابنها أم مدوى )
قال أبو علي الاختتاء التقبض قال وقال أبو بكر محجوى منطوى والمدوى الذي يأخذ الدواية وهي جلدة رقيقة تركب اللبن يقال دوى اللبن يدوى فهو مدو وأقبل الصبيان على اللبن يدوونه أي يأخذون ما عليه من الجلدة وجاء غلام من
العرب إلى أمه وعندها أم خطبه فقال يا أماه أدوي فقالت اللجام معلق بعمود البيت توري بذلك وترى القوم أنه إنما سألها عن اللجام وأنه صاحب خيل وركوب والمجتوي الكاره والماذي العسل الأبيض ومنه قيل درع ماذية وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه
( أذكر مجالس من بني أسد ** بعدوا فحن إليهم القلب )
( الشرق منزلهم ومنزلنا ** غرب وأني الشرق والغرب )
( من كل أبيض جل زينته ** مسك أحم وصارم عضب )
( ومدحج يسعى بشكته ** وعقيرة بفنائه تحبو )
قال أبو علي عقيرة معقورة وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا الرياشي عن ابن سلام قال بلغني أن الأجوص دخل على يزيد بن عبد الملك فقال له يزيد لو لم تمت إلينا بحرمة ولا توسلت بدالة ولا جددت لنا مدحا غير أنك مقتصر على بيتيك لاستوجبت عندنا جزيل الصلة ثم أنشد يزيد
( وإني لأستحييكم أن يقودني ** إلى غيركم من سائر الناس مطمع )
( وأن اجتدى للنفع غيرك منهم ** وأنت إمام للبرية مقنع )
وقال الرياشي وإنما قال هذين البيتين في عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه وقرأنا على أبي بكر بن دريد قول الشاعر
( إني رأيتك كالورقاء يوحشها ** قرب الأليف وتغشاه إذا نحرا )
الورقاء دويبة تنفر من الذئب وهو حي وتغشاه إذا رأت به الدم وأنشدنا أبو عبد الله نفطويه قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحي وأبو العباس محمد بن يزيد لأبي حية النميري يزيد بعضهم على بعض وأنشدنا أيضا أبو بكر بن دريد واللفظ والترتيب على ما أنشدناه أبو عبد الله
( بدا يوم رحنا عامدين لأرضها ** سنيح فقال القوم مرسنيح )
فهاب رجال منهم وتقاعسوا ** فقلت لهم جاري إلي ربيح )
( عقاب بأعقاب من الدار بعدما ** جرت نية تسلي المحب طروح )
( وقالوا حمامات فحم لقاؤها ** وطلح فزيرت والمطي طليح )
( وقال صحابي هدهد فوق بانة ** هدى وبيان بالنجاح يلوح )
( وقالوا دم دامت مواثيق بيننا ** ودام لنا حلو الصفاء صريح )
( لعيناك يوم البين أسرع واكفا ** من الفنن الممطور وهو مروح )
( ونسوة شحشاح غيور يخفنه ** أخي ثقة يلهون وهو مشيح )
( يقلن وما يدرين عني سمعته ** وهن بأبواب الخيام جنوح )
( أهذا الذي غنى بسمراء موهنا ** أتاح له حسن الغناء متيح )
( إذا ما تغنى أن من بعد زفرة ** كما أن من حر السلاح جريح )
( وقائلة يادهم ويحك إنه ** على غنة في صوته لمليح )
( وقائلة أو لينه البخل إنه ** بما شاء من زور الكلام فصيح )
( فلو أن قولا يكلم الجلد قد بدا ** بجلدي من قول الوشاة جروح )
وحدثنا الأخفش قال حدثني بعض أصحابنا قال حدثني أبو عبد الله محمد بن القاسم ابن خلاد البصري المعروف بأبي العيناء قال أنشدنا ابن أبي فنن في مجلس علي بن الجهم فكتبت لي وله
( ولما أبت عيناي أن تكتما البكا ** وأن تحبسا سح الدموع السواكب )
( تثاءبت كي لا ينكر الدمع منكر ** ولكن قليلا ما بقاء التثاؤب )
( أعرضتماني للهوى وغمتما ** علي لبئس الصاحبان لصاحب )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري رحمه الله تعالى قال أنشدنا أحمد بن يحي النحوي
( يقولون ليلى بالمغيب أمينة ** بلى وهو راع عهدها وأمينها )
( فإن تك ليلى استودعتني أمانة ** فلا وأبى أعدائها لا أخونها )
( أأرضي بليلى الكاشحين وأبتغي ** كرامة أعدائي لها واهينها )
( معاذة وجه الله أن أشمت العدى ** بليلى وإن لم تجزني ما أدينها )
( سأجعل عرضي جنة دون عرضها ** وديني فيبقى عرض ليلى ودينها )
وأنشدنا أبو الحسن جحظة البرمكي قال أنشدنا حماد بن إسحاق قال أنشدني أبي لنفسه
( لاح بالمفرق منك القتير ** وذوى غصن الشباب النضير )
( هزئت أسماء مني وقالت ** أنت يا ابن الموصلي كبير )
( ورأت شيبا علاني فأنت ** وابن ستين بشيب جدير )
( إن ترى شيبا علاني فإني ** مع ذاك الشيب حلو مزير )
( قد يفل السيف وهو جراز ** ويصول الليث وهو عقير )
قال أبو علي المزير المعظم المكرم يقال مزرت الرجل إذا عظمته وكرمته كذا قال علي بن سليمان الأخفش وقال النضر بن شميل المزير الظريف وقال لي أبو بكر بن دريد المزارة الزيادة في جسم أو عقل يقال مزر يمزر مزارة فهو مزير والجراز الماضي في الضريبة قال الجعدي
( يصمم وهو مأثور جراز ** إذا اجتمعت بقائمه اليدان )
وقرأت على أبي بكر بن الأنباري للأسود بن يعفر
( وكنت إذا ما قرب الزاد مولعا ** بكل كميت جلدة لم تؤسف )
( مداخلة الأقراب غير ضئيلة ** كميت كأنها مزادة مخلف )
كميت يعني تمرة وجلدة غليظة اللحاء لم تؤسف لم تقشر وأقرابها نواحيها وإنما هو مثل والقربان الخاصرتان والضئيلة الدقيقة والمخلف المستقى يريد كأنها
من امتلائها مزادة وقرأت على أبي بكر بن الأنباري قال قرأت على أبي لهدبة بن خشرم
( طربت وأنت أحيانا طروب ** وكيف وقد تعلاك المشيب )
( يجد النأي ذكرك في فؤادي ** إذا ذهلت عن النأي القلوب )
( يؤرقني اكتئاب أبي نمير ** فقلبي من كآبته كئيب )
( فقلت له هداك الله مهلا ** وخير القول ذو اللب المصيب )
( عسى الكرب الذي أمسيت فيه ** يكون وراءه فرج قريب )
( فيأمن خائف ويفك عان ** ويأتي أهله النائي الغريب )
( ألا ليت الرياح مسخرات ** بحاجتنا تباكر أو تؤوب )
( فتخبرنا الشمال إذا أتتنا ** وتخبر أهلنا عنا الجنوب )
( فإنا قد حللنا دار بلوى ** فتخطئنا المنايا أو تصيب )
( فإن يك صدر هذا اليوم ولى ** فإن غدا لناظره قريب )
( وقد علمت سليمى أن عودي ** على الحدثان ذو أيد صليب )
( وإن خليقتي كرم وأني ** إذا أبدت نواجذها الحروب )
( أعين على مكارمها وأغشى ** مكارهها إذا كع الهيوب )
( وقد أبقى الحوادث منك ركنا ** صليبا ما تؤيسه الخطوب )
( على أن المنية قد توافي ** لوقت والنوائب قد تنوب )
قال أبو علي قوله تؤيسه تؤثر فيه قال المتلمس
( ألم تر أن الجون أصبح راسيا ** تطيف به الأيام ما يتأيس )
وقال الطريف العنبري
( إن قناتي لنبع ما يؤيسها ** عض الثقاف ولا دهن ولا نار )
وحدثنا أبو بكر بن دريد رحمه الله تعالى قال أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال
اجتمع طريف بن العاصي الدوسي وهو جد طفيل ذي النورين بن عمرو بن طريف والحرث ابن ذبيان بن لجا بن منهب وهو أحد المعمرين عند بعض مقاول حمير فتفاخرا فقال الملك للحرث يا حارث ألا تخبرني بالسبب الذي أخرجكم عن قومكم حتى لحقتم بالنمر بن عثمان فقال أخبرك أيها الملك خرج هجينان مناير يرعيان غنما لهما فتشاولا ولا بسيفهما فأصاب صاحبهم عقب صاحبنا فعاث فيه السيف فنزف فمات فسألونا أخذ دية صاحبنا دية الهجين وهي نصف دية الصريح فأبى قومي وكان لنارباء عليهم فأبينا إلا دية الصريح وأبو إلا دية الهجين فكان اسم هجيننا دهين بن زبراء واسم صاحبهم عنقش بن مهيرة وهي سوداء أيضا فتفاقم الأمر بين الحيين فقال رجل منا
( حلومكم باقوم لا تعزبنها ** ولاتقطعوا أرحامكم بالتدابر )
( وأدوا إلى الأقوام عقل ابن عمهم ** ولا ترهقوهم سبة في العشائر )
( فإن ابن زبراء الذي فاد لم يكن ** بدون خليف أو اسيد بن جابر )
( فإن لم تعاطوا الحق فالسيف بيننا ** وبينكم والسيف أجور جائر )
فتظافروا علينا حسدا فأجمع ذوو الحجى منا أن نلحق بأمنع بطن من الأزد فلحقنا بالنمر بن عثمان فوالله ما فت في أعضادنا فأبنا عنهم ولقد أثأرنا صاحبنا وهم راغمون فوثب طريف بن العاصي من مجلسه فجلس بإزاء الحرث ثم قال تالله ما سمعت كاليوم قولا أبعد من صواب ولا أقرب من خطل ولا أجلب لقذع من قول هذا والله أيها الملك ما قتلوا بهجينهم بذجا ولا رقوابه درجا ولا أنطوا به عقلا ولا اجتفؤ به خشلا ولقد أخرجهم الخوف عن أصلهم وأجلاهم عن محلهم حتى استلانوا خشونة الازعاج ولجؤا إلى أضيق الولاج قلاوذلا فقال الحرث أتسمع يا طريف إني والله ما إخالك كافا غرب لسانك ولا منهها شرة نزوانك حتى أسطو بك سطوة تكف طماحك وترد جماحك وتكبت تترعك وتقمع تسرعك فقال طريف مهلا يا حارث لا تعرض لطحمة أستناني وذرب سناني وغرب شبابي وميسم سبابي فتكون كالأظل الموطوء والعجب الموجوء
فقال الحرث إياي تخاطب بمثل هذا القول فوالله لو وطئتك لأسختل ولو وهصتك لأوهطتك ولو نفحتك لأفدتك فقال طريف متمثلا
( وإن كلام المرء في غير كنهه ** لكالنبل تهوى ليس فيها نصالها )
أما والأصنام المحجوبة وألأنصاب المنصوبة لئن لم تربع على ظلعك وتقف عند قدرك لأدعن حزنك سهلا وغمرك ضحلا وصفاك وحلا فقال الحرث أما والله لو رمت بالحضيض وأغصصت بالجريض وضاقت عليك الرحاب وتقطعت بك الأسباب لألفيت لقى تهاداه الروامس بالسهب الطامس فقال طريف دون ما ناجتك به نفسك مقارعة أبطال وحياض أهوال وحفزة إعجال يمنع معه تطامن الأمهال فقال الملك إيها عنكما فما رأيت كاليوم مقال رجلين لم يقصبا ولم يثلبا ولم يلصوا ولم يقفوا قال أبو علي المقاول والأقيال هم الذين دون الملك الأعظم تشاولا تضاربا وعاث أفسد والعيث الفساد ونزف الرجل إذا سال دمه حتى يضعف والهجين الذي أبوه عربي وأمه ليست بعربية والمقرف الذي أمه عربية وأبوه ليس بعربي والصريح الخالص والرباء الزيادة يقال أربى فلان على فلان في السباب يربى إرباء إذا زاد عليه وأربى يربي من الربا وهو مقصور والرباء ممدود الربا أيضا وتفاقم الأمر اشتد والعقل الدية يقال عقلت فلانا إذا غرمت ديته وعقلت عن فلان إذا غرمت عنه دية جنايته والمرأة تعاقل الرجل إلى ثلث ديتها يريد أن موضحتها وموضحته سواء فإذا بلغ العقل ثلث الدية صارت دية المرأة على النصف من دية الرجل وقال الأصمعي سألت أبا يوسف القاضي بحضرة الرشيد عن الفرق بين عقلته وعقلت عنه فلم يفهم حتى فهمته ويقال للقوم الذين يغرمون دية الرجل العاقلة ويقال بنو فلان على معاقلهم الأولى يريد على حال الديات التي كانوا عليها في الجاهلية واحدها معقلة ويقال صار دم فلان معقلة على قومه أي غرما يؤدونه من أموالهم وعقل الظل إذا قام قائم الظهيرة وعقل الرجل يعقل عقلا في العقل وعقل الظبي يعقل |
| |