07-24-2021
|
#13 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ ساعة واحدة (04:07 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي في الأحياء فأيتكن أتتنى بما أحب فلها أجزل الحباء وعلي لها الوفاء فخرجن فيما وجهتهن له وكن بنات مقاول ذوات عقل ورأي فجاءتها إحداهن وهي عمرطة بنت زرعة بن ذي خنفر فقالت قد أصبت البغية فقالت صفيه ولا تسميه فقالت غيث في المحل ثمال في الأزل مفيد مبيد يصلح النائر وينعش العاثر ويغمر الندي ويقتاد الأبي عرضه وافر وحسبه باهر غض الشباب طاهر الأثواب قالت ومن هو قالت سبرة بن عوال بن شداد بن الهمال ثم خلت بالثانية فقالت أصبت من بغيتك شيئا قالت نعم صفيه ولا تسميه قالت مصامص النسب كريم الحسب كامل الأدب غزير العطايا مألوف السجايا مقتبل الشباب خصيب الجناب أمره ماض وعشيره راض قالت ومن هو قالت يعلى بن هزال بن ذي جدن ثم خلت بالثالثة فقالت ما عندك قال وجدته كثير الفوائد عظيم المرافد يعطي قبل السؤال وينيل قبل أن يستنال في العشيرة معظم وفي الندي مكرم جم الفواضل كثير النوافل بذال أموال محقق آمال كريم أعمام وأخوال قالت ومن هو قالت رواحة بن خمير بن مضحى بن ذي هلاهلة فاختارت يعلى بن هزال فتزوجته فاحتجبت عن نسائها شهرا ثم برزت لهن فأجزلت لهن الحباء وأعظمت لهن العطاء قال أبو علي إسماعيل المخلاف الكورة وأصرد أبرد ويرب يجمع ويصلح وأنشدنا أبو بكر لرجل يصف إبلا
( تربعت في حرض وحمض ** جاءت تهض الأرض أي هض )
( يدفع عنها بعضها عن بعض ** مثل العذارى شمن عين المغضي )
تربعت أقامت في الربيع والحرض الأشنان والحمض ما ملح من النبات وتهض تدق وقوله يدفع عنها بعضها عن بعض أي هي مستوية حسان كلها ليست فيها واحدة تبينها فتسبق إليها العين ولكن إذا قيل هذه أحسن قيل لا هذه فيدفع بعضها عن بعض العين أن تعينها وشمن فتحن عين المغضي فينظر إليهن وهن مثل العذارى في
الحسن وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم عن الأصمعي لسلمي ابن ربيعة
( حلت تماضر غربة فاحتلت ** فلجا وأهلك باللوى فالحلة )
( فكأن في العينين حب قرنفل ** أو سنبلا كحلت به فانهلت )
زعمت تماضر أنني إما أمت ** يسدد أبينوها الأصاغر خلتي )
( تربت يداك وهل رأيت لقومه ** مثلي على يسري وحين تعلتي )
( رجلا إذا ما النائبات غشينه ** أكفى لمضلعة وإن هي جلت )
( ومناخ نازلة كفيت وفارس ** نهلت قناتي من مطاه وعلت )
( وإذا العذارى بالدخان تقنعت ** واستعجلت هزم القدور فملت )
( دارت بأرزاق العفاة مغالق ** بيدي من قمع العشار الجلة )
( ولقد رأبت ثأى العشيرة بينها ** وكفيت جانبها اللتيا والتى )
( وصفحت عن ذي جهلها ورفدتها ** نصحي ولم تصب العشيرة زلتي )
( وكفيت مولاي الأجم جريرتي ** وحبست سائمتي على ذي الخلة )
قال وروى عن أبي زيد مولاي الأحم بالحاء قال أبو علي لمضلعة أمر شديد تضلع صاحبها أي تميله للوقوع والهزم الصوت يريد صوت الغليان والمغالق يريد بها القداح التي يغلق بها الرهن والقمع الأسنمة واحدتها قمعة والعشار جمع عشراء وهي التي أتت عليها عشرة أشهر من حملها ثم لا يزال ذلك اسمها حتى تضع وبعد ما تضع أياما والثأي الفساد وأصل ذلك الثأى في الخزر وهو أن تنخرم الخرزتان فتصيرا واحدة يقال أثأيت الخرز إذا خزمته ورأبت أصلحت والأجم الذي لا رمح معه وأما الأحم بالحاء فالأقرب والحميم القريب والأعزل الذي لا سلاح معه والأكشف الذي لا ترس معه والأميل الذي لا سيف معه والأميل أيضا الذي لا يثبت على الخيل قال الأعشى
( غير ميل ولا عواوير في الهيجا ولا عزل ولا أكفال )
قال أبو علي الميل جمع أميل والعواوير جمع عوار وهو الجبان والعزل جمع أعزل والأكفال جمع كفل وهو أيضا الذي لا يثبت على الخيل مثل الأميل غير أن الأميل الذي يميل إلى جانب والكفل الذي يزول عن متن الفرس إلى كفله والخلة بالفتح الحاجة والخلة بالضم الصداقة وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا عبد الرحمن عن عمه قال أنشدني رجل من بني فزارة
( لا يبعد الله قوما إن سألتهم ** أعطوا إن قلت يا قوم انصروا نصروا )
( وإن أصابتهم نعماء سابغة ** لم يبطروها وإن فاتتهم صبروا )
( الكاسرون عظاما لا جبور لها ** والجابرون فأعلى الناس من جبروا )
فقلت من يقول هذا فقال الذي يقول
( إذا نشرت نفسي تذكرت ما مضى ** وقومي اذنحن الذرى والكواهل )
( وإذلي منهم جنة أتقي بها ** وجرثومة فيها حفاظ ونائل )
( وإذ لا ترود العين عنا لبغيه ** ولا يتخطانا المروع الموائل )
( ولا يجد الأضياف عنا محولا ** إذا هب أرواح الشتاء الشمائل )
( إذا قيل أين المشتفى بدمائهم ** وأين الروابي والفروع المعاقل )
( أشير السنا أو رأى الناس أننا ** لهم جنة إن قال بالحق قائل )
( فأصبحت مثل النسر تحت جناحه ** قوادم صارتها إليه الحبائل )
( فلو أن قومي أكرموني وأتاقوا ** سجالابها أسقي الذين أساجل )
( كففت الأذى ما عشت عن حلمائهم ** وناضلت عن أعراضهم من يناضل )
( ولكن قومي عزهم سفهاؤهم ** على الرأي حتى ليس للرأي حامل )
( تظوهر بالعدوان واختيل بالغنى ** وشورك في الرأي الرجال المائل )
ثم قام مغضبا متصاعرا كأن المحاجم على أخدعيه وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا أبو حاتم ولم يسنده
( تود عدوي ثم تزعم أنني ** صديقك إن الرأي عنك لعازب )
( وليس أخي من ودني رأي عينه ** ولكن أخي من ودني وهو غائب )
وأنشدنا أبو عبد الله نفطوبه قال أنشدنا أحمد بن يحي النحوي ثعلب
( أحب بلاد الله ما بين منعج ** إلي وسلمي أن يصوب سحابها )
( بلاد بها حل الشباب تمائمي ** وأول أرض مس جلدي ترابها )
وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أحمد بن يحي النحوي
( منعمة يحار الطرف فيها ** كأن حديثها سكر الشباب )
( من المتصديات لغير سوء ** تسيل إذا مشت سيل الحباب )
وأنشدني أبو بكر بن دريد رحمه الله في خبر طويل
( وكنت إذا ما زرت سعدى بأرضها ** أرى الأرض تطوى لي ويدنو بعيدها )
( من الخفرات البيض ود جليسها ** متى ما انقضت أحدوثة لو تعيدها )
وأنشدنا بعض أصحابنا في حسن الحديث
( فبتنا على رغم الحسود وبيننا ** حديث كمثل المسك شيبت به الخمر )
( حديث لو أن الميت نوجي ببعضه ** لأصبح حيا بعد ما ضمه القبر )
قال أبو علي وقرأت في نوادر ابن الأعرابي عن أبي عمر المطرز قال أنشدنا أحمد بن يحي النحوي عن ابن الأعرابي لأعرابي
( وحديثها كالقطر يسمعه ** راعي سنين تتابعت جدبا )
( فأصاخ يرجو أن يكون حيا ** ويقول من فرح هياربأ )
وأحسن في هذا المعنى على بن العباس الرومي أنشدناه الناجم قال أنشدنا علي بن العباس نفسه
( وحديثها السحر الحلال لو أنه ** لم يجن قتل المسلم المتحرز )
( إن طال لم يملل وإن هي أوجزت ** ود المحدث أنها لم توجز )
( شرك العقول ونهزة ما مثلها ** للمطمئن وعقلة المستوفز )
وأنشدنا بعض أصحابنا لبشار
( وكأن رصف حديثها ** قطع الرياض كسين زهرا )
( وكأن تحت لسانها ** هاروت ينفث فيه سحرا )
( وتخال ما جمعت عليه ** ثيابها ذهبا وعطرا )
( وكأنها برد الشراب ** صفا ووافق منك فطرا )
وقرأت على أبي بكر بن دريد من خط إسحاق بن إبراهيم لأعرابي
( أمر مجنبا عن بيت ليلى ** ولم ألمم به وبي الغليل )
( أمر مجنبا وهواي فيه ** فطرفي عنه منكسر كليل )
( وقلبي فيه مقتتل فهل لي ** إلى قلبي وساكنه سبيل )
( أؤمل أن أعل بشرب ليلى ** ولم أنهل فكيف لي العليل )
وأنشدنا الأخفش لأبي علي البصير
( غناؤك عندي يميت الطرب ** وضربك بالعود يحي الكرب )
( ولم أرقبلك من قينة ** تغني فأحسبها تنتحب )
( ولا شاهد الناس إنسية ** سواك لها بدن من خشب )
( ووجه رقيب على نفسه ** ينفر عنه عيون الريب )
( فكيف تصدين عن عاشق ** يودك لو كان كلبا كلب )
( ولو مازج النار في حرها ** حديثك أخمد منها اللهب )
وأنشدنا ابن الأنباري قال أنشدنا أبو الحسن بن البراء
( فديتك ليلى مذ مرضت طويل ** ودمع لما لاقيت فيك همول )
( أ أشرب كأسا أم أسر بلذة ** ويعجبني ظبي أغن كحيل )
( وتضحك سني أو تجف مدامعي ** وأصبو إلى لهو وأنت عليل )
( ثكلت إذا نفسي وقامت قيامتي ** وغالت حياتي عند ذلك غول )
قال أبو علي ومن أحسن ما سمعت في القسم قول الأشتر النخعي رحمه الله
( بقيت وفري وانحرفت عن العلى ** ولقيت أضيافي بوجه عبوس )
( إن لم أشن على ابن هند غارة ** لم تخل يوما من نهاب نفوس )
( خيلا كأمثال السعالي شزبا ** تعدو ببيض في الكريهة شوس )
( حمي الحديد عليهم فكأنه ** لمعان برق أو شعاع شموس )
وأنشدني بعض أصحابنا
( ولكن عبد الله لما حوى الغنى ** وصار له من بين اخوانه مال )
( رأى خلة منهم تسد بماله ** فساهمهم حتى استوت فيهم الحال )
وحدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال أخبرنا أحمد بن عبيد عن أبي الحسن المدائني عمن حدثه عن مولى لعنبسة بن سعيد بن العاصي قال كنت أدخل مع عنبسة بن سعيد بن العاصي إذا دخل على الحجاج فدخل يوما فدخلت إليهما وليس عند الحجاج أحد إلا عنبسة فأقعدني فجيء الحجاج بطبق فيه رطب فأخذ الخادم منه شيئا فجاءني به ثم جيء بطبق آخر حتى كثرت الأطباق وجعل لا يأتون بشيء إلا جاءني منه بشيء حتى ظننت أن ما بين يدي أكثر مما عندهما ثم جاء الحاجب فقال امرأة بالباب فقال له الحجاج أدخلها فدخلت فلما رآها الحجاج طأطأ رأسه حتى ظننت أن ذقنه قد أصاب الأرض فجاءت حتى قعدت بين يديه فنظرت فإذا امرأة قد أسنت حسنة الخلق ومعها جاريتان لها وإذا هي ليلى الأخيلية فسألها الحجاج عن نسبها فانتسبت له فقال لها يا ليلى ما أتى بك فقالت إخلاف النجوم وقلة الغيوم وكلب البرد وشدة الجهد وكنت لنا بعد الله الرفد فقال لها صفي لنا الفجاج فقالت الفجاج مغبره والأرض مقشعره
والمبرك معتل وذو العيال مختل والهالك للقل والناس مسنتون رحمة الله يرجون وأصابتنا سنون مجحفة مبلطه لم تدع لنا هبعا ولا ربعا ولا عافطة ولا نافطة أذهبت الأموال ومزقت الرجال وأهلكت العيال ثم قالت إني قلت في الأمير قولا قال هاتي فأنشأت تقول
( أحجاج لا يفلل سلاحك إنها ** المنايا بكف الله حيث تراها )
( أحجاج لا تعطي العصاة مناهم ** ولا الله يعطي للعصاة مناها )
( إذا هبط الحجاج أرضا مريضة ** تتبع أقصى دائها فشفاها )
( شفاها من الداء العضال الذي بها ** غلام إذا هز القناة سقاها )
( سقاها فرواها بشرب سجاله ** دماء رجال حيث مال حشاها )
( إذا سمع الحجاج رز كتيبة ** أعدلها قبل النزول قراها )
( أعدلها مسمومة فارسية ** بأيدى رجال يحلبون صراها )
( فما ولد الأبكار والعون مثله ** ببحر ولا أرض يجف ثراها )
قال فلما قالت هذا البيت قال الحجاج قاتلها الله والله ما أصاب صفتي شاعر مذ دخلت العراق غيرها ثم التفت إلى عنبسة بن سعيد فقال والله إني لأعد للأمر عسى أن لا يكون أبدا ثم التفت إليها فقال حسبك قالت إني قد قلت أكثر من هذا قال حسبك ويحك حسبك ثم قال يا غلام اذهب إلى فلان فقل له اقطع لسانها فذهب بها فقال له يقول لك الأمير اقطع لسانها قال فأمر بإحضار الحجام فالتفتت إليه فقالت ثكلتك أمك أما سمعت ما قال إنما أمرك أن تقطع لساني بالصلة فبعث إليه يستثبته فاستشاط الحجاج غضبا وهم بقطع لسانه وقال ارددها فلما دخلت عليه قالت كاد وأمانة الله يقطع مقولي ثم أنشأت تقول
( حجاج أنت الذي ما فوقه أحد ** إلا الخليفة والمستغفر الصمد )
( حجاج أنت شهاب الحرب إن لقحت ** وأنت للناس نور في الدجى يقد )
ثم أقبل الحجاج على جلسائه فقال أتدرون من هذه قالوا لا والله أيها الأمير الا أنا لم نرقط
أفصح لسانا ولا أحسن محاورة ولا أملح وجها ولا أرصن شعرا منها فقال هذه ليلى الأخيلية التي مات توبة الخفاجى من حبها ثم التفت إليها فقال أنشدينا ياليلى بعض ما قال فيك توبة قالت نعم أيها الأمير هو الذي يقول
( وهل تبكين ليلى إذا مت قبلها ** وقام على قبري النساء النوائح ) كما لو أصاب ليلى بكيتها ** وجاد لها دمع من العين سافح )
( وأغبط من ليلى بمالا أناله ** بلى كل ما قرت به العين طائح )
( ولو أن ليلى الأخيلية سلمت ** على ودوني جندل وصفائح )
( لسلمت تسليم البشاشة أوزقا ** إليها صدى من جانب القبر صائح
فقال زيدينا من شعره ياليلى قالت هو الذي يقول
( حمامة بطن الواديين ترنمى ** سقاك من الغر الغوادي مطيرها )
( أبيني لنا لازال ريشك ناعما ** ولازلت في خضراء غض نضيرها )
( وكنت اذا مازرت ليلى تبرقعت ** فقدر رابني منها الغداة سفورها )
( وقد رابني منها صدود رأيته ** واعراضها عن حاجتي وبسورها )
( وأشرف بالقور اليفاع لعلنى ** أرى نار ليلى أو يراني بصيرها )
( يقول رجال لا يضيرك نأيها ** بلى كل ما شف النفوس يضيرها )
( بلى قد يضير العين أن تكثر البكا ** ويمنع منها نومها وسرورها )
( وقد زعمت ليلى بأني فاجر ** لنفسي تقاها أو عليها فجورها )
فقال الحجاج ياليلى ما الذي رابه من سفورك فقالت أيها الأمير كان يلم بي كثيرا فأرسل إلي يوما إني آتيك وفطن الحى فأرصدوا له فلما أتاني سفرت عن وجهي فعلم أن ذلك لشر فلم يزد على التسليم والرجوع فقال لله درك فهل رأيت منه شيأ تكرهينه فقالت
لا والله الذي اسأله أن يصلحك غير أنه قال مرة قولا ظننت أنه قد خضع لبعض الأمر فانشأت تقول
( وذي حاجة قلنا له لا تبح بها ** فليس اليها ما حييت سبيل )
( لنا صاحب لا ينبغي أن نخونه ** وأنت لأخرى صاحب وخليل )
فلا والله الذي أسأله أن يصلحك ما رأيت منه شيأ حتى فرق الموت بيني وبينه قال ثم مه قالت ثم لم يلبث أن خرج في غزاة له فاوصى ابن عم له اذا أتيت الحاضر من بني عبادة فناد بأعلى صوتك
( عفا الله عنها هل أبيتن ليلة ** من الدهر لا يسري إلى خيالها )
وأنا أقول
( وعنه عفا ربي وأحسن حاله ** فعزت علينا حاجة لا ينالها )
قال ثم مه قالت ثم لم يلبث أن مات فأتانا نعيه فقال أنشدينا بعض مراثيك فيه فأنشدت
( لتبك العذارى من خفاجة نسوة ** بماء شؤون العبرة المتحدر )
قال لها فأنشدينا فانشدته
( كأن فتى الفتيان توبة لم ينخ ** قلائص يفحصن الحصى بالكراكر )
فلما فرغت من القصيدة قال محصن الفقعسي وكان من جلساء الحجاج من الذي تقول هذه هذا فيه فو فوالله إنى لأظنها كاذبة فنظرت اليه ثم قالت أيها الأميران هذا القائل لو رأى توبة لسره أن لاتكون في داره عذراء الا هي حامل منه فقال الحجاج هذا وأبيك الجواب وقد كنت عنه غنيا ثم قال لها سلى ياليلى تعطى قالت أعط فمثلك أعطى فأحسن قال لك عشرون قالت زد فمثلك زاد فأحمل قال لك أربعون قالت زد فمثلك زاد فأكمل قال لك ثمانون قالت زد فمثلك زاد فتمم قال لك مائة واعلمي أنها غنم قالت معاذ الله أيها الأمير أنت أجود جودا وأمجد مجدا وأورى زندا من أن تجعلها غنما قال فما هي ويحك ياليلى قالت مائة من الابل برعاتها فأمر لها بها ثم قال ألك حاجة بعدها قالت تدفع إلى النابغة الجعدي قال قد فعلت وقد كانت تهجو ويهجوها فبلغ النابغة ذلك
فخرج هاربا عائذا بعبد الملك فاتبعته إلى الشام فهرب إلى قتيبة بن مسلم بخراسان فاتبعته على البريد بكتاب الحجاج إلى قتيبة فماتت بقومس ويقال بحلوان قال أبو علي قولها إخلاف النجوم تريد أخلفت النجوم التي يكون بها المطر فلم تأت بمطر وكلب البرد شدته وهذا مثل لأن الكلب السعار الذي يصيب الكلاب والذئاب والرفد المعونة والرفد العطية ويقال رفدته من الرفد وأرفدته إذا أعته على ذلك وقال الأصمعي الرفد بكسر الراء القدح والرفد بالفتح مصدر رفدته والرفود من الإبل التي تملأ الرفد وقال أبو عبيدة الرفد بفتح الراء القدح وأنشد قول الأعشى
( رب رفد هرقته ذلك اليوم ** وأسرى من معشر أقتال )
قال والرفد بالكسر المعونة وروى الأصمعي رب رفد بكسر الراء والفجاج جمع فج والفج كل سعة بين نشازين كذا قال أبو زيد وقولها والمبرك معتل أرادت الإبل فأقامت المبرك مكانها العلم المخاطب ايجاز او اختصار كما قالوا نهاره صائم وليله قائم وقولها وذو العيال مختل أي محتاج والخلة الحاجة وقولها والهالك للقل أى من أجل القلة وقولها مستنون أي مقحطون والسنة القحط والسنون القحوط ومجحفة قاشرة وقولها مبطلة أى ملزقة بالبلاط والبلاط الأرض الملساء وقال الأصمعي أبلط الرجل فهو مبلط اذا لزق بالأرض وحكى يعقوب عن غيره أبلط فهو مبلط وهو الهالك الذي لا يجد شيأ وقولها لم تدع لنا هبعا ولا ربعا فالهبع ما نتج في الصيف والربع ما نتج في الربيع وقولها ولا عافطة ولا نافطة أى لم تدع لنا ضائنة ولا ماعزة والعافطة الضائنة والعفط الضرط يقال عفطت تعفط عفطا اذا ضرطت فهي عافطة والنافطة الماعزة والنفط العطاس يقال نفطت تنفط اذا عطست فهي نافطة ومما يقال في هذا المعنى ما له سبد ولا لبد أى ماله ذو سيد وهو الشعر ولا ذو لبد وهو الصوف فمعناه ماله شاة ولا عنز وماله سارحة ولا رائحة أى ماله ماشية تسرح أو تروح وماله ثاغية ولا راغية فالثاغية الشاة والراغية الناقة لأنه يقال لأصوات الشاء الثغاء وقد ثغت تثغو ولأصوات الإبل الرغاء |
| |