07-24-2021
|
#17 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 8 ساعات (07:54 AM) | المشاركات : 16,389 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال بينما أنا سائر بناحية بلاد بني عامر إذا مررت بحلة في غائط يطؤهم الطريق وإذا رجل ينشد في ظل خيمة له وهو يقول
( أحقا عباد الله أن لست ناظرا ** إلى قرقري يوما وأعلامها الغبر )
( كأن فؤادي كلما مر راكب ** جناح غراب رام نهضا إلى وكر )
( إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة ** دعاك الهوى واهتاج قلبك للذكر )
( فيا راكب الوجناء أبت مسلما ** ولا زلت من ريب الحوادث في ستر )
( إذا ما أتيت العرض فاهتف بجوه ** سقيت على شحط النوى سبل القطر )
( فإنك من واد إلي مرجب ** وإن كنت لا تزدار إلا على عفر )
قال فأذنت له وكان ندي الصوت فلما رآني أومأ إلي فأتيته فقال أأعجبك ما سمعت فعلت إي والله فقال من أهل الحضارة أنت قلت نعم قال فمن تكون قلت لا حاجة لك في السؤال عن ذلك فقال أو ما حل الإسلام الضغائن وأطفأ الأحقاد قلت بلى قال فما يمنعك إذا قلت أنا أمر ؤ من قيس فقال الحبيب القريب من أيهم قلت أحد بني سعد بن قيس ثم أحد بني أعصر بن سعد فقال زادك الله قربا ثم وثب فأنزلني عن حماري وألقى عنه إكافه وقيده بقراب خيمته وقام إلى زند فاقتدح وأوقد نارا وجاء بصيدانة فألقى فيها تمرا وأفرغ عليه سمنا ثم لفته حتى التبك ثم ذر عليه دقيقا وقربه إلي فقلت إني إلى غير هذا أحوج قال وما هو قلت تنشدني فقال أصب فإني فاعل فلقمت لقيمات وقلت الوعد فقال ونعمي عين ثم أنشدني
( لقد طرقت أم الخشيف وإنها ** إذا صرع القوم الكرى لطروق )
( فيا كبدا يحمى عليها وإنها ** مخافة هيضات النوى لخفوق )
( أقام فريق من أناس يودهم ** بذات الغضا قلبي وبان فريق )
( بحاجة محزون يظل وقلبه ** رهين ببضات الحجال صديق )
( تحملن إن هبت لهن عشية ** جنوب وإن لاحت لهن بروق )
( كأن فضول الرقم حين جعلنها ** غديا على أدم الجمال عذوق )
( وفيهن من بخت النساء ربحله ** تكاد على غر السحاب تروق )
( هجان فأما الدعص من أخرياتها ** فوعث وأما حصرها فدقيق )
قال ففارقته وأنا من أشد الناس ظمأ إلى معاودة إنشاده قال أبو علي العرض واد باليمامة وكل واد يقال له عرض يقال أخصب ذلك العرض وأخصبت أعراض المدينة والعرض أيضا الريح يقال فلان طيب العرض وفلان منتن العرض أي الريح والعرض أيضا ما ذم من الانسان أو مدح يقال فلان نقى العرض أي هو بريء من أن يشتم أو يعاب واختلف فيه فقال أبو عبيدة عرضه آباؤه وأسلافه وخالفه ابن قتيبة فقال عرضه جسده واحتج بحديث النبي صلى الله عليه وسلم في صفة أهل الجنة لا يبولون ولا يتغوطون إنما هو عرق يجري من أعراضهم مثل المسك يعني من أبدانهم ونصر شيخنا أبو بكر بن الأنباري أبا عبيد فقال ليس هذا الحديث حجة له لأن الأعراض عند العرب المواضع التي تعرق من الجسد قال والدليل على غلط ابن قتيبة في هذا التأويل وصحة تأويل أبي عبيد قول مسكين الدارمي
( رب مهزول سمين عرضه ** وسمين الجسم مهزول الحسب )
فمعناه رب مهزول البدن والجسم كريم الآباء قال وأما احتجاجه ببيت حسان بن ثابت
( فإن أبي ووالده وعرضي ** لعرض محمد منكم وقاء )
في أن العرض الجسم فليس كما ذكر لان معناه فإن أبي ووالده وآبائي فأتى بالعموم بعد الخصوص ذكر الأب ثم جمع الآباء كما قال الله عز وجل { ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم } فخص السبع ثم أتى بالقرآن العام بعد ذكره إياها والذي قاله ابن قتيبة قد قاله غيره ويمكن من ينصر ابن قتيبة أن يقول بيت مسكين مثل ومعناه رب مهزول الجسم سمين الحسب أي عظيم الشرف وسمين الجسم مهزول الحسب أي ضعيف
الشرف والعرض ما خالف الطول والعرض من المال ما ليس بنقد والجمع عروض يقال أقبل مني عرضا أي دابة أو متاعا والعرض سفح الجبل أي ناحيته قال ذو الرمة
( أدنى تقاذفه تقريب أو خبب ** كما تدهدى من العرض الجلاميد )
ويقال للجيش إذا كان كثيرا ما هو إلا عرض من الأعراض يشبه بناحية الهبل قال رؤبة
( إنا إذا قدنا لقوم عرضا ** لم نبق من بغي الأعادي عضا )
والعض الداهية والعرض مصدر عرضته على البيع أعرضه عرضا والعرض مصدر عرضت العود على الأناء أعرضه عرضا والعرض مصدر عرضت له من حقه ثوبا فإنا أعرضه عرضا إذا أعطيته ثوبا مكان حقه هذه كلها مفتوحة العين مسكنة الراء وكذلك مصدر عرضت له حاجة وعرضت عليه الحاجة والعرض بضم العين الناحية يقال ضربت به عرض الحائط ويقال خرجوا يضربون الناس عن عرض يريدون عن شق وناحية لا يبالون من ضربوا ومنه استعراض الخوارج الناس إذا لم يبالوا من قتلوا ويقال قد أعرض لك الظبي أي أمكنك من عرضه أي من ناحيته والعرض مفتوح الراء حطام الدنيا وما يصيب منها الإنسان يقال إن الدنيا عرض حاضر يأكل منها البر والفاجر والعرض أيضا الأمر يعرض للإنسان من مرض أو كسر أو غيرهما مما يبتلى به ويقال عرض له عارض مثل عرض ولا تزال عارضة تعرض والعارض الأسنان التي بعد الثنايا وهي الضواحك وجمعه عوارض يقال امرأة نقية العارض ومصقولة العارض قال جرير
( أتذكر يوم تصقل عارضيها ** بعود بشامة سقي البشام )
والعارض الخد كذا قال أبو نصر وقال غيره سئل الأصمعي عن العارضين من اللحية فوضع يده على ما فوق العوارض من الأسنان ويقال للنحل والجراد إذا كثر مر منه عارض قد ملأ الأفق ويقال للجبل عارض وبه سمى عارض اليمامة والعارضة
الشاة أو البعير يصيبه الداء أو السبع أو كسر وجمعه عوارض يقال بنو فلان أكالون للعوارض ويقال فلان شديد العارضة أي الناحية ويقال أخذ في عروض ما تعجبني أي في طريق وناحية وعرفت ذلك في عروض كلامه ويقال لمكة والمدينة واليمن العروض ويقال ولي فلان العراق وولي فلان العروض والعروض عروض الشعر والعروض البعير الصعب والعروضان الجانبان والعروض من الأبل والغنم الذي يعترض الشوك فيأكله يقال غنم فلان تعرض إذا اعترضت الشوك فأكلته وعريض عروض والعريض من المعزى الذي أتى عليه نحو من سنة ونب وأراد السفاد وجمعه عرضان وقال اللحياني قال بعضهم العريض من الظباء الذي قد قارب الأثناء والعريض عند أهل الحجاز الخصي والجميع العرضان قال ويقال أعرضت العرضان إذا خصيتها ويقال فلان عرضة للشر أي قوي عليه وفلانة عرضة للزوج أي قوية عليه وفرس عرضة للميدان وجمل عرضة للحمل الثقيل والعراضة الهدية يقال ما عرضتهم أي ما أهديت إليهم وأطعمتهم قال الشاعر
( حمراء من معرضات الغربان ** يقدمها كل علاة عليان )
يقول عليها التمر فتأتي الغربان فتأكل مما عليها والعراضة الشيء يطعمه الركب من استطعمهم من أهل المياه والعراضة والعريضة واحد وجاء في بعض الحديث إذا طلعت الشعرى سفرا ولم تر فيها مطرا فلا تغذون إمرة ولا إمرا وأرسل العراضات أثرا يبغينك في الأرض معمرا فالعراضات الإبل العريضة الآثار ويقال قوس عراضة أي عريضة والمعراض السهم الذي لا ريش عليه والمعرض الثوب الذي تعرض فيه الجارية وجمعه معارض ويقال لقحت الناقة عراضا والعراض أن يعارضها الفحل فيتنوخها فيضربها فذلك الضراب هو العراض وإذا لقحت الناقة كذلك قيل لقحت يعارة قال الراعي
( نجائب لا يلقحن إللا يعارة ** عراضا ولا يشرين إلا غواليا )
ويقال جاءت فلانة بولد عن معارضة وعن عراض وذلك إذا لم يكن له أب يعرف ويقال أعرضت فلانة بأولادها إذا ولدتهم عراضا طوالا من الرجال ويقال أعرض النيء إذا صار ذا عرض قال ذو الرمة
( عطاء فتى بنى وبنى أبوه ** فأعرض في المكارم واستطالا )
أي تمكن من طولها وعرضها وأعرض فلان عن فلان يعرض إعراضا إذا لم يلتفت إليه ويقال عرض فلان وطال إذا ذهب عرضا وطولا ويقال عرضته للخير تعريضا وزاد اللحياني وأعرضته وعارضت الشيء بالشيء قابلته به وخرج يعارض الريح إذا لم يستقبلها ولم يستدبرها ويقال في فلان عرضية أي صعوبة وكذلك ناقة عرضية أي فيها صعوبة والعرضنة أن يمشي مشية في شق فيها بغي ويقال هو يتعرض في الجبل إذا أخذ يمينا وشمالا قال عبد الله ذو البجادين يخاطب ناقة النبي صلى الله عليه وسلم
( تعرضي مدارجا وسومي ** تعرض الجوزاء للنجوم )
( هذا أبو القاسم فاستقيمى ** )
المدارج الثنايا الغلاظ ومرجب معظم وهو مأخوذ من ترجيب النخلة وذلك أنها إذا كرمت على أهلها وعظم حملها رجبوها والترجيب أن تعمد برجبه وهي بناء يبنى كالعمود تحتها تعمد به قال الشاعر
( ليست بسنهاء ولارجبية ** ولكن عرايا في السنين الجوائح )
وكان أبو بكر بن دريد ينشد رجبية بتشديد الياء فقط وأنشدنا أبو بكر بن مجاهد المقري عن أحمد بن يوسف التغلبي رجبية بتشديد الجيم والياء وكذلك أقرأني أبو بكر بن الأنباري في الغريب المصنف بتشديد الجيم والياء وقوله على عفر أي على بعد من اللقاء وقال أبو زيد بعد عفر بعد شهر وقال غيره بعد حين والحين مثل البعد في المعنى وقوله أذنت له معناه استمعت له قال قعنب بن أم صاحب
( صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ** وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا )
وقراب وقريب واحد مثل كبار وكبير وجسام وجسيم وطوال وطويل والصيدانة القدر العظيمة وقال الأصمعي الحضارة والبداوة للحضر والبدو بكسر الباء وفتح الحاء وقال أبو زيد البداوة والحضارة بفتح الباء وكسر الحاء قال أبو علي وهما عندي لغتات الحضارة والحضارة والبداوة والبداوة ولفته لواه واللفيتة العصيدة وانما سميت لفيتة لأنها تلفت أى تلوى والتبك اختلط يقال لبكت الشىء وبكلته اذا خلطته قال أمية ابن أبي الصلت
( له داع بمكة مشمعل ** وآخر فوق دارته ينادي )
( إلى ردح من الشيزى ملاء ** لباب البر يلبك بالشهاد )
أي يخلط بالشهد يعني الفالوذ وقال أبو زيد الربحلة اللعيمة الجيدة الجسم في طول ورجل ربحل والسبحلة الطويلة العظيمة ورجل سبحل وقال الأصمعي نعتت امرأة من العرب ابنتها فقالت
( سجلة ربحلة ** تنمي نبات النخله )
ويقال سقاء سبحل وسجلل وسجبل أي عظيم وقال الجنوب لينة تؤلف السحاب وتكثفه والشمال تفرقه فيسمون الشمال محوة لانها تمحو السحاب والوعث اللين الوطىء كذا قال الأصمعي وقال أبو زيد نحو هذا وقال هو الذي تسوخ فيه أخفاف الإبل وهو شديد عليها وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثني أبي قال حدثني أبو محمد بن سعيد قال كان يحيى بن طالب الحنفي شيخا كريما يقرى الأضياف ويطعم الطعام فركبه الدين الفادح فجلا عن اليمامة إلى بغداد يسأل السلطان قضاء دينه فأراد رجل من أهل اليمامة الشخوص من بغداد إلى اليمامة فشيعه يحيى بن طالب فلما جلس الرجل في الزورق ذرفت عينا يحيى وأنشأ يقول
( أحقا عباد الله أن لست ناظرا ** إلى قرقرى يوما وأعلامها الخضر )
( اذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة ** دعاك الهوى واهتاج قلبك للذكر )
( أقول لموسى والدموع كأنها ** جداول ماء في مسار بها تجري )
( الاهل لشيخ وابن ستين حجة ** بكى طربا نحو اليمامة من عذر )
( كأن فؤادي كلما مر راكب ** جناح غراب رام نهضا إلى وكر )
( يزهدني في كل خير صنعته ** إلى الناس ما جربت من قلة الشكر )
( فيا حزنا ماذا أجن من الهوى ** ومن مضمر الشوق الدخيل إلى حجر )
( تعربت عنها كارها فتركتها ** وكان فراقيها أمر من الصبر )
( لعل الذي يقضى الأمور بعلمه ** سيصرفني يوما اليها على قدر )
( فتفتر عين ما تمل من البكا ** ويصحو قلب ما ينهنه بالزجر )
قال أبو بكر بن الأنباري حجر قصبة اليمامة قال فغنى هارون الرشيد بشعر يحيى بن طالب
( ايا أثلات القاع من بطن توضح ** حنيني إلى أطلالكن طويل )
( ويا أثلات القاع قدمل صحبتي ** مسيري فهل في ظلكن مقيل )
( ويا أثلات القاع قلبي موكل ** بكن وجدوى خيركن قليل )
( الاهل إلى شم الخزامى ونظرة ** الى قرقرى قبل الممات سبيل )
( فأشرب من ماء الحجيلاء شربة ** يداوى بها قبل الممات سبيل )
( أحدث عنك النفس أن لست راجعا ** إليك فحزني في الفؤاد دخيل )
( اريد هبوطا نحو كم فيردني ** اذا رمته دين على ثقيل )
فقال هارون الرشيد يقضى دينه فطلب فإذا هو قد مات قبل ذلك بشهر وحدثنا ابن الأنباري قال حدثنا أحمد بن يحيى النحوى قال أراد الفضل بن يحيى أو جعفر بن يحيى سفرا فقال قاتل الله جميلا ما أشعره حيث يقول
( لما دنا البين بين الحى واقتسموا ** حبل النوى فهو في أيديهم قطع )
( جادت بأدمعها ليلى وأعجلني ** وشك الفراق فما أبقي وما أدع )
( يا قلب ويحك ما عيشي بذي سلم ** ولا الزمان الذي قد مر مر تجع
( أكلما بان حى لا تلائمهم ** ولا يبالون أن يشتاق من فجعوا )
( علقتني بهوى منهم فقد جعلت ** من الفراق حصاة القلب تنصدع )
وقرأت هذه الأبيات في شعر جميل على أبي بكر بن دريد مكان فما أبقي فما أبكى ومكان عيشى عيش ومكان بهوى منهم بهوى مرد وقال الأصمعي من أمثالهم جاء يفرى الفراو يقد اذا جاء يعمل عملا محكما ومثله جاء يفري الفرى ويقال الحق أبلج والباطل لجلج يراد أن الحق منكشف والباطل ملتبس ويقال ماء ولا كصداء مثل جمراء بئر طيبة الماء جدا وكان أبو العباس محمد بن يزيد يقول كصدآء على وزن صدعاء يقول هذا ماء ولا بأس به وليس كصداء يضرب مثلا لمن حمد بعض الحمد ويفضل عليه غيره ويقال فتى ولا كمالك مثله ومرعى ولا كالسعدان مثله وأنشدنا ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه لرجل من بني كلاب
( فلما قضينا غصة من حديثنا ** وقد فاض من بعد الحديث المدامع )
( جرى بيننا منار سيس يزيدنا ** سقاما اذا ما استيقنته المسامع )
( كأن لم يجاورنا أمام ولم نقم ** بفيض الحمى اذا أنت بالعيش قانع )
( فهل مثل أيام تسلفن بالحمى ** عوائد أوغيث الستارين واقع )
( فان نسيم الريح من مدرج الصبا ** لأوراب قلب شفه الحب نافع )
قال أبو علي الرس الشىء من الخبر والرسيس مثله قال الأفوه الأودى
( بهمه مالأنيس به ** حس وما فيه له من رسيس )
وقال أبو زيد رسوت عنه حديثا أرسوه رسوا حدثت عنه وقال غيره رست الحديث في نفسي ارسه رسا اذا حدثت به نفسك قال الأصمعي رسست بين القوم أصلحت بينهم والأوراب واحدها ورب وهو فساد يكون في القلب وفي غير ذلك والعرب تقول إنه لذو
عرق ورب أى فاسد وأنشدنا أبو بكر بن دريد عن عبد الرحمن عن عمه لرجل من بني كلاب أيضا
( تحن إلى الرمل اليماني صبابة ** وهذا لعمرى لو رضيت كثيب )
( فأين الأراك الدوح والسدر والغضا ** ومستخبر عمن تحب قريب )
( هناك تغنينا الحمام ونجتني ** جنى اللهو يحلولي لنا ويطيب )
قال أبو زيد قال الكلابيون سمعت سرا فاجأيته مثال جعيته أى لم أكمه وفلان لا يجأى سرا أي لا يكتمه والمصدر الجأى والسقاء لا يجأى الماء أى لا يحبسه والراعي لا يجاى غنمه اذا لم يحفظها فتفرقت وفلان لا يحجو سرا أي لا يكتمه والمصدر الحجو والسقاء لا يحجو الماء أي لا يحبسه والراعي لا يحجو غنمه أي لا يحفظها قال الأصمعي يقال طمح في السوم اذا استام بسلعته أكثر مما تساوي وتشحى في السوم وأبعط في السوم وشحط في السوم وذلك أن يتباعد قال ويقال مصع الظبى ولألأ اذا حرك ذنبه ومثل من أمثالهم لا آتيك لألأت الفور والعفر أي ماحركت أذنابها أى لا آتيك أبدا قال والأعفر الأحمر من الظباء والفور السود وقال لي أبو بكر بن دريد قال الأصمعي الفور و الظباء لا واحدلها وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي
( رفعنا الخموش عن وجوه نسائنا ** إلى نسوة منهم فأبدين مجلدا )
قال أبو العباس الخموش الخدوش وهذا رجل قتل من قومه قتلى فكان نساؤهم يخمشن وجوههن عليهم فأصابوا بعد ذلك منهم قتلى فصار نساء الاخرين يخمشن وجوههن عليهم يقول لما قتلنا منهم قتلى بعد القتلى الذين كانوا قتلوا منا حولنا الخموش عن وجوه نسائنا إلى وجوه نسائهم قال وهذا مثل قول عمروبن معدى كرب
( عجت نساء بني زبيد عجة ** كعجيج نسوتنا غداة الأرنب )
قال أبو العباس العجة الصوت والأرنب موضع والمجلد جلدة تمسكها النائحة بيدها وربما أشارت بها إلى وجهها كأنها تلطمه بها وأنشد
( خرجن حريرات وأبدين مجلدا ** ودارت عليهن المقرمة الصفر )
قال أبو العباس حريرات حارات الأجواف من الحزن وقوله دارت عليهن المقرمة الصفر يقول سبين فأجيلت عليهن القداح ليؤخذن أسهما قال ويروى المكتبة الصفر يعني السهام التي عليها أسماء أصحابها مكتوبة ولم يفسر أبو العباس مقرمة ولا أبو بكر قال أبو علي وأنا أقول مقرمة معضضة وذلك أن الرجل كان يعلم قدحه بالعض وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد بن عباد عن هشام بن محمد عن أبي مخنف عن أشياخ من علماء قضاعة قالوا كان ثلاثة أبطن من قضاعة مجتورين بين الشحر وحضرموت بنو ناعب وبنو داهن وبنو رئام وكانت بنو رئام أقلهم عددا وأشجعهم لقاء وكانت لبني رئام عجوز تسمى خويلة وكانت لها أمة من مولدات العرب تسمى زبراء وكان يدخل على خويلة أربعون رجلا كلهم لها محرم بنو إخوة وبنو أخوات وكانت خويلة عقيما وكان بنو ناعب وبنو داهن متظاهرين على بني رئام فاجتمع بنو رئام ذات يوم في عرس لهم وهم سبعون رجلا كلهم شجاع بئيس فطعموا وأقبلوا على شرابهم وكانت زبراء كاهنة فقالت لخويلة انطلقي بنا إلى قومك أنذرهم فأقبلت خويلة تتوكأ على زبراء فلما أبصرها القوم قاموا إجلالا لها فقالت يا ثمر الأكباد وأنداد الأولاد وشجا الحساد هذه زبراء تخبركم عن أنباء قبل انحسار الظلماء بالمؤيد الشنعاء فاسمعوا ما تقول قالوا وما تقولين يا زبراء قالت واللوح الخافق والليل الغاسق والصباح الشارق والنجم الطارق والمزن الوادق إن شجر الوادي ليأدو ختلا ويحرق أنيابا عصلا وأن صخر الطود لينذر ثكلا لا تجدون عنه معلا فوافقت قوما أشارى سكارى فقالوا ريح خجوج بعيدة ما بين الفروج أتت زبراء بالأبلق النتوج فقالت زبراء مهلا يا بني الأعزة والله إني لأشم ذفر الرجال تحت الحديد فقال لها فتى منهم يقال له هذيل بن منقذ يا خذاق والله ما تشمين إلا دفر إبطيك فانصرفت
عنهم وارتاب قوم من ذوي أسنانهم فانصرف منهم أربعون رجلا وبقى ثلاثون فرقدوا في مشربهم وطرقتهم بنو داهن وبنو ناعب فقتلوهم أجمعين وأقبلت خويلة مع الصباح فوقفت على مصارعهم ثم عمدت إلى خناصرهم فقطعتها وانتظمت منها قلادة وألقتها في عنقها وخرجت حتى لحقت بمرضاوي بن سعوة المهري وهو ابن أختها فأناخت بفنائه وأنشأت تقول
( يا خير معتمد وأمنع ملجا ** وأعز منتقم وأدرك طالب )
( جاءتك وافدة الثكالى تغتلي ** بسوادها فوق الفضاء الناضب )
( عيرانة سرح اليدين شملة ** عبر الهواجر كالهزف الخاضب )
( هذي خناصر أسرتي مسرودة ** في الجيد مني مثل سمط الكاعب )
( عشرون مقتبلا وشطر عديدهم ** صيابة ملقوم غير أشايب )
( طرقتهم أم اللهيم فأصبحوا ** تستن فوقهم ذيول حواصب )
( جزرا لعافية الجوامع بعدما ** كانوا الغياث من الزمان اللاحب )
( قسمت رجال بني أبيهم بينهم ** جرع الردى بمخارص وقواضب )
( فابرد غليل خويلة الثكلى التي ** رميت بأثقل من صخور الصاقب )
( وتلاف قبل الفوت ثأري إنه ** علق بثوبي داهن أو ناعب )
فقال حجر على مرضاوي الأعذبان والأحمران أو يقتل بعدد رئام من داهن وناعب ثم قال
( أخالتنا سر النساء محرم ** علي وتشهاد الندامى على الخمر )
( كذاك وأفلاذ الفئيد وما ارتمت ** به بين جاليها الوثية ملوذر )
( لئن لم أصبح داهنا ولفيفها ** وناعبها جهرا براغية البكر )
( فواري بنان القوم في غامض الثرى ** وصوري إليك من قناع ومن ستر )
( فأني زعيم أن أروي هامهم ** وأظمئ هاما ما انسرى الليل بالفجر )
ثم خرج في منسر من قومه فطرق ناعبا وداهنا فأوجع فيهم قال أبو علي المؤيد الداهية والأمر العظيم والنفنف واللوح والسكاك والسكاكة والسحاح والكبد والسمهى الهواء بين السماء والأرض يقال لأفعلن ذلك ولو نزوت في اللوح ولو نزوت السكاك واللوح بفتح اللام العطش وقال أبو زيد أدوت له آدو أدوا إذا ختلته قال الشاعر
( أدوت له لآخذه ** فهيهات الفتى حذرا ) |
| |