07-24-2021
|
#22 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 16 ساعات (01:06 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي الريح تهب هبوبا وهبيبا كذا روى أبو نصر عنه هبيبا في الريح وهب التيس يهب هبابا وهبيبا إذا هاج وطلب السفاد وهب السيف هبة وهو صوته عند وقعه وثوب هبايب وخبايب إذا كان متقطعا والحصان الذكر من الخيل وقال الأصمعي الكفت والكفيت السريع والنكول الذي ينكل عن قرنه والأنوح الكثيرالزحير والآنح من الرجال على مثال فاعل الذي إذا سئل تنحنح من لؤمه وقد أنح يأنح والمجذام مفعال من الجذم وهو القطع والسطام حد السيف وغيره وفي الحديث العرب سطام الناس أي حدهم والفطار الذي لا يقطع وهو مع ذلك حديث الطبع وقوله لم ينخع لم يبلغ النخاع والطبع الصدأ والددان الذي لا يقطع وهو نحو الكهام والمعضد القصير الذي يمتهن في قطع الشجر وغيرها والدعاس الطعان يقال دعسه إذا طعنه والمداعسة المطاعنة والعسال الشديد الاضطراب إذا هززته ومنه العسلان وهو عدو فيه اضطراب والنسلان قريب منه وأنشدني أبو بكر بن دريد
( عسلان الذئب أمسى قاربا ** برد الليل عليه فنسل )
والأعصل الملتوى المعوج وقرأت على أبي بكر بن دريد للحسن بن مطير الأسدي
( فيا عجبا للناس يستشرفونني ** كأن لم يروا بعدي محبا ولا قبلي )
( يقولون لي اصرم يرجع العقل كله ** وصرم حبيب النفس أذهب للعقل )
( ويا عجبا من حب من هو قاتلى ** كانى أجازيه المودة من قتلى )
( ومن بينات الحب أن كان أهلها ** أحب إلى قلبي وعيني من أهلي )
قال أبو علي استشرفت الشىء واستكففته كلاهما أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس وينظر هل يراه وأنشدنا أبو بكر ولم يسم قائلا
( إن التي زعمت فؤادك ملها ** خلقت هواك كما خلقت هوى لها )
( بيضاء باكرها النعيم فصاغها ** بلبانه فأرقها وأجلها )
( حجبت تحيتها فقلت لصاحبي ** ما كان أكثرها لنا وأقلها )
( وإذا وجدت لها وساوس سلوة ** شفع الضمير لها إلى فسلها )
وقرأت عليه لعبد الله بن الدمينة الخثعمي
( ولما لحقنا بالحمول ودونها ** خميص الحشا توهي القميص عواتقه )
( قليل قذى العينين يعلم أنه ** هو الموت ان لم تلق عنا بوائقه )
( عرضنا فسلمنا فسلم كارها ** علينا وتبريح من الغيط خانقه )
( فسايرته مقدارميل وليتني ** بكرهي له مادام حيا أرافقه )
( فلما رأت أن لا وصال وأنه ** مدى الصرم مضر وباعليه سرادقه )
( رمتني بطرف لو كميارمت به ** لبل نجيعا نحره ونبائقه )
( ولمح بعينيها كأن وميضه ** وميض حيا نهدى لنجد شقائقه )
وحدثني أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد البصري المقدمي قال حدثنا الرياشي قال حدثنا محمد بن عبد الوهاب الثقفي قال دخلنا على خلف الأحمر نعوده في مرضه الذي مات فيه فقلنا له كيف تجدك يا أبا محرز فأنشأ يقول
( يا أيها الليل الطويل ذنبه ** كأن دينا لك عندي تطلبه )
( أما لهذا الليل صبح يقربه ** )
ثم أنشد يقول
( لا يبرح المرء يستقرى مضاجعه ** حتى يبيت بأقصاهن مضطجعا )
قال أبو علي كان أبو محرز أعلم الناس بالشعر واللغة وأشعر الناس على مذاهب العرب حدثني أبو بكر بن دريد أن القصيدة المنسوبة إلى الشنفرى التي أولها
( أقيموا بني أمى صدور مطيكم ** فإنى إلى قوم سواكم لأميل )
له وهي من المقدمات في الحسن والفصاحة والطول فكان أقدر الناس على قافية
حدثني أبو بكر بن أبي حاتم عن الأصمعي قال قال يوما خلف لأصحابه ما تقولون في بيت النابغة الجعدي
( كأن مقط شرا سيفه ** إلى طرف القنب فالمنقب )
لو كان موضع فالمنقب فالقهبلس كيف كان يكون قوله
( لطمن بترس شديد الصفاق ** من خشب الجوز لم يثقب )
فقالوا لا نعلم فقال والابنس وقال لهم مرة أخرى ما تقولون في بيت النمر بن تولب
( ألم بصحبتي وهم هجود ** خيال طارق من أم حصن )
لو كان موضع من أم حصن من أم حفص كيف كان يكون قوله
( لهاما تشتهي عسل مصفى ** اذا شاءت وحوارى بسمن )
قالوا لا نعلم فقال وحوارى بلمص وهو الفالوذ قال أبو بكر والقهبلس ذكر الرجل وقد يستعار لغيره وقال محمد بن سلام في كتاب طبقات العلماء كنا اذا سمعنا الشعر من أبي محرز لا نبالي أن لا نسمعه من قائله وقرأت على أبي بكر بن دريد لأبي كبير الهذلي
( وأخو الأباءة إذ رأي خلانه ** تلى شفاعا حوله كالاذخر )
الأباءة الأجمة يعني رجلا صار في أجمة وخلانه أصحابه الذين يودهم وتلى صرعى وشفاعا اثنين اثنين وهو جمع شفع وقوله كالاذخر قال الأصمعي لا تكاد تجد من الأذخر واحدة على حدة إنما تجد الأرض مستحلسة منه والمستحلسه الكثيرة النبات التي غطاها النبات أو كاد يغطيها فشبه كثرة القتلى بالاذخر لذلك قال الأصمعي ومن أمثالهم أهون هالك عجوز في عام سنة مثل للشىء يستخف بهلاكه ويقال خله درج الضب أي خله يذهب حيث شاء ويقال لا يدري المكروب كيف يأتمر يراد أن المكروب يغطى عليه الشأن فلا يدري كيف ينفذ أمره ويقال لا تعجب للعروس عام هدائها يراد أن الرجل اذا استأنف أمره تجمل لك ويقال ناب وقد تقطع الدوية يراد أن المسن تبقى منه بقية ينتفع بها وقال أبو زيد ومثل من الأمثال الشر ألجأه إلى مخ العراقيب
يقال ذلك عند مسئلة اللئيم أعطاك أومنعك قال الأصمعي خلف فلان فهو يخلف خلوفا اذا فسد ولم يفلح وهو خالف وهي خالفة ويقال هو خالفة أهل بيته اذا كان أحمقهم والخالفة عمود في مؤخر البيت وقال اللحياني عبد خالف أي لا خير فيه وقال ابن الأعرابي يقال أبيعك العبد وأبرأ اليك من خلفه ورجل ذو خلفته ورجل خالفة وخالف وخلفنة وخلفناة وفيه خلفناة وقال أبو زيد الخالف الفاسد الأحمق وقد خلف يخلف خلافة قال ويقال جاء فلان خلافي وخلفي وهما واحد قال ويقال اختلف فلان صاحبه في أهله اختلافا وذلك أن يباصره حتى إذا غاب عن أهله جاء فدخل عليهن وقال الأصمعي خلف فلان عن خلق أبيه إذا تغير وخلف فوه يخلف خلوفا إذا تغيرت رائحته وقال اللحياني يقال نوم الضحى مخلفة للفم وقال أبو زيد خلف الشراب واللبن يخلف خلوفا إذا حمض ثم أطيل إنقاعه ففسد وقال أبو زيد والاصمعى خلفت نفسه عن الطعام تخلف خلوفا إذا أضربت عنه من مرض وقال أبو زيد لا يقال ذلك إلا من المرض وقال أبو نصر عن الأصمعي خلف خلف صدق بإسكان اللام إذا ترك عقبا ويقال خذ هذا خلفا من مالك بتحريك اللام أي بدلا منه وهو خلف من أبيه أي بدل منه وقال اللحياني الخلف الولد الصالح والخلف الرديء يقال بقيت في خلف سوء أي في بقية سوء قال الله عز وجل { فخلف من بعدهم خلف } وأنشد للبيد
( ذهب الذين يعاش في أكنافهم ** وبقيت في خلف كجلد الأجرب )
والخلف المربد يكون وراء البيت وأنشد اللحياني
( وجيأ من الباب المجاف تواترا ** وإن تقعدا بالخلف فالخلف واسع )
وقال الأصمعي واللحياني الخلف الرديء من الكلام المحال وقال ابن الأعرابي جلس أعرابي مع قوم فحبق فتشور فأشار بإبهامه إلى استه وقال إنها خلف نطقت خلفا وحدثني أبو عمرو غلام ثعلب عن أبي العباس أنه قال في قولهم سكت ألفا ونطق خلفا أي سكت
عن ألف كلمة ونطق بواحدة رديئة قال الأصمعي الخلفة الاستقاء يقال من أين خلفتكم أي من أين تستبقون وأنشد لذي الرمة
( ومستخلفات من بلاد تنوفة ** لمصفرة الأشداق حمر الحواصل )
يعني القطا يحملن الماء في حواصلهن ويقال نتاج فلان خلفة أي عام ذكر وعام أنثى والخلفة الشيء من الثمر يخرج بعد الشيء وقال غيره الخلفة النبت في الصيف والخلفة الليل والنهار لاختلافهما والخلفة اختلاف البهائم وغيرها ويقال حلب الناقة خليف لبثها يعني الحلبة التي بعد ذهاب اللبا وروى أبو عبيد عن الأصمعي الخليف الطريق فى الجبل وقال أبو نصر الخليف الطريق وراء الجبل أو في أصله وقال اللحيانى الخليف الطريق وراء الجبل أو بين الجبلين وقال اللحياني المخلفة الطريق أيضا يقال عليك المخلفة الوسطى والخوالف النساء إذا غاب عنهن أزواجهن قال الله عز وجل { رضوا بأن يكونوا مع الخوالف } وقال الأصمعي حي خلوف أي غيب وخلوف حضور قال والاخلاف أن تعبد على الناقة فلا تلقح والاخلاف أن تعد الرجل عدة فلا تنجزها والاخلاف أن تضرب يدك إلى قراب السيف لتأخذه والأخلاف أن تجعل الحقب وراء الثيل والثيل وعاء مقلمة وهو قضيبه يقال أخلف عن بعيرك وحدثنا أبو بكر قال حدثنا السكن بن سعيد عن محمد ابن عباد عن العباس بن هشام قال سأل معاوية رحمه الله بعد الاستقامة عبد الله بن عبد الحجر بن عبد المدان وكان عبد الحجر وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسماه عبد الله فقال له كيف علمك بقومك قال كعلمي بنفسي قال ما تقول في مراد قال مدر كوالا وتار وحماة الذمار ومحرز الخطار قال فما تقول في النخع قال مانعوا السرب ومسعرو الحرب وكاشفوا الكرب قال وما تقول في بني الحرث بن كعب قال فرجوا للكاك وفرسان العراك ولزاز الضكاك تراك تراك قال فما تقول في سعد العشيرة قال مانعوا الضيم وبانوا الريم وشافوا الغيم قال ما تقول في جعفي قال فرسان الصباح ومعلمو الرماح ومبارزو الرياح قال ما تقول في بني زبيد قال كملة أنجاد سادات
أمجاد وقر عند الذياد صبر عند الطراد قال ما تقول في جنب قال كفاة يمنعون عن الحريم ويفرجون عن الكظيم قال فما تقول في صداء قال سمام الأعداء ومساعير الهيجاء قال فما تقول في رهاء قال ينهنهون عادية الفوارس ويردون الموت ورد الخوامس قال أنت أعلم بقومك قال أبو علي كل ما حميته فهو ذمار والسرب الإبل وما رعى من المال واللكاك الزحام والضكاك مثل اللكاك سواء والريم الدرجة قال أبو عمرو بن العلاء أتيت دار قوم باليمن أسأل عن رجل فقال لي رجل منهم اسمك في الريم أي اعل في الدرجة والريم الزيادة يقال لي عليك ريم على كذا وكذا قال الشاعر
( فأقع كما أقعى أبوك على أسته ** رأى أن ريما فوقه لا يعادله )
والريم القبر قال مالك بن الريب المازني
( اذا مت فاعتادى القبور وسلمى ** على الريم أسقيت السحاب الغواديا )
والريم عظم يفضل اذا اقتسم القوم الجزور وهذا قول الشيباني وأنشدنا غيره
( فكنت كعظم الريم لم يدر جازر ** على أى بد أى مقسم اللحم يجعل )
والغيم العطش وقال لي أبو بكر بن الأنباري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال نعوذ بالله من الأيمة والعيمة والغيمة والكزم والقرم وقال الأيمة الخلو من النساء والعيمة شهوة اللبن والغيمة العطش وقال الكزم فيه قولان يقال فلان أكزم البنان إذا كان بخيلا ويقال ان الكزم الأكل الشديد والقرم شهوة اللحم والأمجاد الأشراف وينهنهون يكفون والكظيم المكظوم وهو الذي قد رد نفسه إلى جوفه وقرأنا على أبي بكر ابن دريد لحكيم بن معية
( اذا علون أربعا بأربع ** في جعجع موصية بجعجع )
( أنن تأنان النفوس الوجع ** )
يعنى الإبل علون أربعة أوظفة باربع أذرع وكأنه أنث على الكراع وأنن من الأنين يعنى أنهن اذا بركن أنن ومثله قول كعب بن زهير
( ثنت أربعا منها على ظهر أربع ** فهن بمثنياتهن ثمان )
ومثله قول هيت تقبل بأربع وتدبر بثمان يعنى أنها تقبل بأربع عكن فإذا رأيتها من خلف رأيت لك عكنة طرفين فصارت ثمانية وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن العتبى قال أقام معاوية رحمه الله الخطباء لبيعة يزيد فقامت المعدية فشققوا الكلام ثم قام رجل من حمير فقال لسنا إلى رعاء هذه الجمال عليهم تشقيق المقال وعلينا صدق الصيال أما والله إنا لصبر تحت البوارق مراقيل في ظل الخوافق لا نسأم الضراس ولا نشمئز من المراس وإن واحدنا لألف وألفنا كهف فمن أبدى لنا صفحته حططنا علاوته ثم قام رجل من ذي الكلاع فأشار إلى معاوية فقال هذا أمير المؤمنين فإن مات فهذا وأشار إلى يزيد فمن أبى فهذا وأشار إلى السيف ثم قال
( معاوية الخليفة لا تمارى ** فإن تهلك فسائسنا يزيد )
( فمن غلب الشقاء عليه جهلا ** تحكم في مفارقه الحديد )
وأنشدنا أبو بكر رحمه الله قال أنشدنا الرياشي للعرجى
( وما أنس ملا شياء لا أنس موقفا ** لنا ولها بالسفح دون ثبير )
( ولا قولها وهنا وقد بل جيبها ** سوابق دمع لا يجف غزير )
( أأنت الذي خبرت أنك باكر ** غداة غد أوراحل بهجير )
( فقلت يسير بعض شهر أغيبه ** وما بعض يوم غبته بيسير )
( أحين عصيت العاذلين إليكم ** ونازعت حبلى في هواك أميري )
( وباعدني فيك الأقارب كلهم ** وباح بما يخفى اللسان ضميري )
( وقلت لها قول امرىء شفه الهوى ** إليها ولوطال الزمان فقير )
فما أنا ان شطت بك الدار أونأت ** بي الدار عنكم فاعلمي بصبور ) وقرأت على أبي بكر رحمه الله
( وما أنس ملأ شياء لا أنس قولها ** وأدمعها يذرين حشوا لمكاحل )
تمتع بذا اليوم القصير فإنه ** رهين بأيام الشهور الأطاول )
وقرأت على أبي بكر أيضا
( شيب أيام الفراق مفارقي ** وأنشزن نفسي فوق حيث تكون )
( وقد لان أيام اللوى ثم لم يكد ** من العيش شيء بعدهن يلين )
( يقولون ما أبلاك والمال غامر ** عليك وضاحي الجلد منك كنين )
( فقلت لهم لا تعذلوني وانظروا ** إلى النازع المقصور كيف يكون )
وحدثنا أبو بكر قال حدثنا الرياشي عن بعض أصحابه قال أخبرني رجل قال أتيت المجنون فجلست إليه في ظل شجرة فقلت ما أشعر قيسا حيث يقول
( يبيت ويضحي كل يوم وليلة ** على منهج تبكي عليه القبائل )
( قتيل للبنى صدع الحب قلبه ** وفي الحب شغل للمحبين شاغل )
فقال أنا أشعر منه حيث أقول
( سلبت عظامي لحمها فتركتها ** معرقة تضحى لديك وتخصر )
( وأخليتها من مخها فكأنها ** قوارير في أجوافها الريح تصفر )
( إذا سمعت ذكر الفراق تقطعت ** علائقها مما تخاف وتحذر )
( خذي بيدي ثم انهضي بي تبيني ** بي الضر إلا أنني أتستر )
قال أبو علي ويروى تقعقعت مفاصلها من هول ما تتنظر ثم مر فأجمز في الصحراء فلما كان في اليوم الثاني أتيته فجلست في ذلك الموضع فلما أحسست به قلت ما أشعر قيسا حيث يقول
( تبا كر أم تروح غدا رواحا ** ولن يسطيع مرتهن براحا )
( سقيم لا يصاب له دواء ** أصاب الحب مقتله فباحا )
( وعذبه الهوى حتى براه ** كبرى القين بالسفن القداحا )
( وكاد يذيقه جرع المنايا ** ولو سقاه ذلك لاستراحا )
فقال أنا أشعر منه حيث أقول قال أبو علي وأنشدناها ابن الأنباري عن أبيه ولم ينسبه إلى أحد وفي الروايتين اختلاف وأنا أذكرهما إن شاء الله
( فما وجد مغلوب بصنعاء موثق ** بساقيه من ثقل الحديد كبول )
وروى ابن الأنباري
( فما وجد مسجون بصنعاء عضه ** بساقيه من صنع القيود كبول )
( قليل الموالي مستهام مروع ** له بعد نومات العشاء عويل )
وروى ابن الأنباري
( ضعيف الموالي مسلم بجريرة ** له بعد نومات العيون عويل )
( يقول له الحداد أنت معذب ** غداة غد أو مسلم فقتيل )
( بأعظم مني روعة يوم راعني ** فراق حبيب ما إليه سبيل )
وروى ابن الأنباري بأوجع مني لوعة
( غداة أسير القصد ثم يردني ** عن القصد لوعات الهوى فأميل )
وروى ابن الأنباري غداة أريد القصد وروى ميلات الهوى فأميل ثم قام هاربا وتركني فعدت بعد ذلك مرارا فلم أره فأخبرت أنه قد مات وأنشد الأخفش
( أقول لمقلتي يوم التقينا ** وقد شرقت مآقيها بماء )
( خذن اليوم من نظر بحظ ** فسوف توكلين إلى البكاء )
وأنشدنا أبو بكر قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحي لابن أبي مرة المكي
( ساعة ولى شمت العاذل ** أذاك منه الفرج العاجل )
( لم أنس إذ ودعته والتقى ** ذا البدن الناعم والناحل )
( كأنما جسمي على جسمه ** غصنان ذاغض وذاذابل )
( يارب ما أطيب ضمى له ** الى لولا أنه راحل )
وأنشدنا أحمد بن يحيى النديم قال أنشدنا أبى قال أنشدنا الجاحظ عمرو بن بحر
( أزف البين المبين ** قطع الشك اليقين )
( حنت العيس فأبكاني ** من العيس الحنين )
( لم أكن لا كنت أدري ** أن ذا البين يكون )
( علموني كيف أشتاق ** اذا خف القطين )
وحدثنا أبو بكر بن الأنباري قال حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى النحوي قال حدثنا عبد الله بن شبيب قال أتيت الزبير لأودعه وأخرج من المدينة فقال لي بلغني أنك لما أتيت هشام بن ابراهيم لتودعه قال لا أودعك حتى أغنيك
( وأنا بكيت من الفراق ** فهل بكيت كما بكيت )
( ولطمت خدي خاليا ** ومرسته حتى اشتفيت )
( وعواذلي ينهينني ** عمن هويت فما انتهيت )
قال الزبير وأنالا أودعك حتى أنشدك
( أزف البين المبين ** وجلا الشك اليقين )
( لم أكن لا كنت أدري ** أن ذا البين يكون )
( علموني كيف أشتاق ** اذا خف القطين )
وأنشدنا الأخفش قال أنشدنا ابن المدبر للمجنون وقال لي ما سمعت أغزل من هذين البيتين
( أمزمعة ليلى ببين ولم تمت ** كأنك عما قد أظلك غافل )
( ستعلم ان شطت بهم غربة النوى ** وزالوا بليلى أن قلبك زائل )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري عن أبيه
( نحن غادون من غد لافتراق ** وأراني أموت قبل يكون )
( فلئن مت فاسترحت من البين ** لقد أحسنت إلي المنون )
قال أبو بكر وأنشدنا أبو الحسن المظفر بن عبد الله
( ما يريد الفراق لا كان منا ** أشمت الله بالفراق التلاقي )
( لو وجدنا على الفراق سبيلا ** لأذقنا الفراق طعم الفراق )
وأنشدنا أبو بكر بن دريد لأعرابي وغيره يقول أنها لحبيب
( لو كان في البين اذبانوا لهم دعة ** لكان بينهم من أعظم الضرر )
( فكيف والبين موصول به تعب ** تكلف البيد في الادلاج والبكر )
( لو أن ما يبتليني الحادثات ** به يكون بالماء لم يشرب من الكدر )
( أو كان بالعيس ما بي يوم رحلتهم ** أعيت على السائق الحادي فلم تسر )
( كأن أيدي مطاياهم إذا وخدت ** يقعن في حر وجهي أو على بصري )
وقرأت على أبي بكر بن دريد للحسين بن مطير الأسدي وفي نوادر ابن الأعرابي وفي الروايتين زيادة ونقصان وأنا آتي بهما إن شاء الله تعالى
( لقد كنت جلدا قبل أن توقد النوى ** على كبدي نارا بطيئا خمودها )
( ولو تركت نار الهوى لتضرمت ** ولكن شوقا كل يوم يزيدها )
( وقد كنت أرجو أن تموت صبابتي ** إذا قدمت أيامها وعهودها )
( فقد جعلت في حبة القلب والحشا ** عهاد الهوى تولي بشوق يعيدها )
( لمرتجة الأطراف هيف خصورها ** عذاب ثناياها عجاف قيودها )
( بسود نواصيها وحمر أكفها ** وصفر تراقيها وبيض خدودها )
وروى ابن الأنباري
( وصفر تراقيها وحمرأ أكفها ** وسود نواصيها وبيض خدودها )
( مخصرة الأوساط زانت عقودها ** بأحسن مما زينتها عقودها )
يمنيننا حتى ترف قلوبنا ** رفيف الخزامى بات طل يجودها )
( وفيهن مقلاق الوشاح كأنها ** مهاة بتر بان طويل عقودها ) يريد موضع العقود وهو العنق قال وقوله ولو تركت نار الهوى لتضرمت أجود لأنها كانت تضرم وحدها فكيف إذا زادها غيرها وأوقدها وقرأت عليه لابن ميادة
( كأن فؤادي في يد ضبثت به ** محاذرة أن يقضب الحبل قاضبه )
( وأشفق من وشك الفراق وإنني ** أظن لمحمول عليه فراكبه )
( فوالله ما أدري أيغلبني الهوى ** إذا جد جد البين أم أنا غالبه )
( فإن أستطع أغلب وأن يغلب الهوى ** فمثل الذي لاقيت يغلب صاحبه )
وأنشدنا أبو بكر بن الأنباري قال أنشدنا أبو العباس أحمد بن يحي النحوي
( قد قلت والعبرات تسفحها ** على الخد المآقي )
( حين انحدرت إلى الجزيرة ** وانقطعت عن العراق )
( وتخبطت أيدي الرفاق ** مهامه البيد الرقاق )
( يا بؤس من سل الزمان ** عليه سيفا للفراق )
وأنشدنا أيضا قال أنشدنا أبو الحسن بن البراء قال أنشدني ابن غالب
( ذكر الحبيب حبيبه ففؤاده ** مثل الجناح من الصبابة يخفق )
( عمرا زمانا يكتمان هواهما ** وكلاهما بادي الهوى متشوق )
( حتى إذا اجتمعا بأحسن ألفة ** ما منهما في وده متخلق )
( كر الزمان عليهمابفراقه ** وكذاك لم يزل الزمان يفرق )
وأنشدنا أبو بكر التاريخي قال أنشدني البحتري لنفسه
( الله جارك في انطلاقك ** تلقاء شامك أو عراقك )
( لا تعذلني في مسيرك ** يوم سرت ولم ألاقك )
إني خشيت مواقفا ** للبين تسفح غرب ماقك )
( وعلمت ما يلقى المتيم عند ضمك واعتناقك ** )
( وعلمت أن لقاءنا ** سبب اشتياقي واشتياقك )
( فتركت ذاك تعمدا ** وخرجت أهرب من فراقك )
وقرأ أبو غانم الكاتب على أبي عبد الله نفطويه في المسجد الجامع بالمدينة قبل الصلاة وأنا أسمع لتوبة بن الحمير
( قالت مخافة بيننا وبكت له ** فالبين مبعوث على المتخوف )
( لو مات شىء من مخافة فرقة ** لأماتني للبين طول تخوفي )
( ملأ الهوى قلبي فضقت بحمله ** حتى نطقت به بغير تكلف )
وقرأ عليه
( راعك البين والمشوق يراع ** حين قالوا تشتت وانصداع )
( لست أنسى مقالها يوم ولت ** وقصارى المشيعين الوداع ) وقرأ عليه
بكيت دما حتى القيامة والحشر ** ولا زلت مغلوب العزيمة والصبر
( أتطعن طوع النفس عمن تحبه ** وتبكي كما يبكي المفارق عن صغر )
( أقم لا تسر والهم عنك بمعزل ** ودمعك باق في جفونك ما يجري )
وقرأ عليه أيضا
( أتظعن عن حبيبك ثم تبكي ** عليه فمن دعاك إلى الفراق )
( كأنك لم تذق للبين طعما ** فتعلم أنه مر المذاق )
( أقم وانعم بطول القرب منه ** ولا تظعن فتكبت باشتياق )
فما اعتاض المفارق من حبيب ** ولو يعطى الشآم مع العراق )
وقرأ عليه أيضا
( تطوى المراحل عن حبيبك دائبا ** وتظل تبكيه بدمع ساجم )
( كذبتك نفسك لست من أهل الهوى ** تشكو الفراق وأنت عين الظالم )
( ألا أقمت ولو علي جمر الغضى ** قلبت أوحد الحسام الصارم )
أنشدني جحظة بعض هذه الأبيات وأنشدناها بتمامها الأخفش علي بن سليمان لمسلم ابن الوليد
( وإني واسمعيل يوم وداعه ** لكالغمد يوم الروع فارقه النصل )
( أما والحبالات الممرات بيننا ** وسائل أدتها المودة والوصل )
( لما خنت عهدا من إخاء ولا نأى ** بذكرك نأى عن ضميري ولا شغل )
( وانى في مالي وأهلي كأنني ** لنأيك لا مال لدى ولا أهل )
( يذكرنيك الدين والفضل والحجا ** وقيل الخنا والحلم والعلم والجهل )
( فألقاك عن مذمومها متنزها ** وألقاك في محمودها ولك الفضل )
( وأحمد من أخلاقك البخل انه ** بعرضك لا بالمال حاشا لك البخل )
( أمنتجعا مروا بأثقال همة ** دع الثقل واجل حاجة مالها ثقل )
( ثناء كعرف الطيب يهدى لأهله ** وليس له الابنى خالد أهل )
( فان أغش قوما بعدهم أو أزورهم ** فكالوحش يستدنيه للقنص المحل )
وروى جحظة يدنيه من الآنس المحل وأنشدنا بعض أصحابنا قال أنشدني عمرو بن بحر الجاحظ
( أنا أبكي خوف الفراق لأني ** بالذي يفعل الفراق عليم )
( أنا مستيقن بأن مقامي ** ومسير الحبيب لا يستقيم )
قال أبو على وقرأت على أبي بكر بن دريد لجميل
( رحل الخليط جمالهم بسواد ** وحدا على أثر البخيلة حادى )
( ما إن شعرت ولا سمعت ببينهم ** حتى سمعت به الغراب ينادي )
( لما رأيت البين قلت لصاحبي ** صدعت مصدعة القلوب فؤادي )
( بانوا وغودر في الديار متيم ** كلف بذكرك يابثينة صادى )
وقال أبو زيد من أمثال العرب تفزع من صوت الغراب وتفترس الأسد المشبم وهو الذي قد شدفوه وذلك أن امرأة افترست أسدا وسمعت صوت غراب ففزعت منه يقال ذلك للذي يخاف اليسير من الأمور وهو جرىء على الجسيم ويقال كالمشترى القاصعاء باليربوع يقال ذلك للذي يدع العين ويتبع الأثر ويختار مالا ينبغي له ويقال روغى جعار وانظرى أين المفر يضرب مثلا للذي يهرب ولا يقدر أن يفلت صاحبه ويقال كلب اعتس خير من كلب ربض يقال ذلك اذا طلب رجل الخير وقعد آخر فلم يطلب وقال يعقوب بن السكيت يقال قطب يقطب قطوبا وهو قاطب اذا جمع مابين عينيه واسم ذلك الموضع المقطب ومنه قيل الناس قاطبة أي الناس جميع ويقال قطب شرابه اذا مزجه فجمع بين الماء والشراب ويقال عبس يعبس عبوسا وبسر يبسر بسورأ ويقال رجل أبسل وباسل أي كريه المنظر ويقال تبسل في عينيه أي كرهت مرآته قال أبو ذؤيب
( فكنت ذنوب البئر لما تبسلت ** وسر بلت أكفاني ووسدت ساعدي )
قال أبو زيد يقال دهيت الرجل أدهاه دهيا أي عبته واعتبته واغتبته ونقصته ويقال نجهت الرجل أنجهه نجها وجبهته أجبهه جبها والاسم الجبيهة والنجه والمعنى واحد وهو استقبالك الرجل بما يكره وهو ردك الرجل عن حاجة طلبكها وأنشد
( حييت عنا أيها الوجه ** ولغيرك البغضاء والنجه )
ويقال ندهت الإبل أندهها ندها وهو السوق للإبل مجتمعة والثلاث من الإبل تنده إلى
ما بلغت وإذا سيق البعير وحده فقد يقتاس له من النده فيقال بعير مندوه ويقال عند فلان ندهة من صامت أو ماشية وندهة وهي العشرون من الغنم ونحوها والمائة من الإبل أو قرابتها ومن الصامت الألف أو نحوه وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن أبي عبيدة قال قال هانىء بن قبيصة الشيباني لقومه يوم ذي قار وهو يحرضهم يا معشر بكر هالك معذور خير من ناج فرور ان الحذر لا ينجي من القدر وان الصبر من أسباب الظفر المنيه ولا الدينه استقبال الموت خير من استدباره الطعن في ثغر النحور أكرم منه في الأعجاز والظهور ياآل بكر قاتلوا فما للمنايا من بد وقرأت على أبي بكر بن دريد لحميد بن ثور الهلالي
( ولقد نظرت إلى أغر مشهر ** بكر توسن بالخميلة عونا )
( متسنم سنماتها متفجس ** بالهدر يملا أنفسا وعيونا )
( لقح العجاف له لسابع سبعة ** وشربن بعد تحلؤ فروينا )
يعنى بأغر سحابا فيه برق أو هو ابيض وبكر لم يمطر قبل ذلك وتوسن طرقها ليلا عند الوسن أي وقت اختلاط النعاس بعيون الناس يقال توسنت الرجل أي أتيته وهو وسنان والخميلة رمله كثيرة الشجر وعون جمع عوان وهي الأرض التي قد اصابها المطر مرة وهذا مثل وأصله في النساء قال الكسائي العوان التي قد كان لها زوج ومنه قيل حرب عوان وقوله متسنم شبهه بالبعير الذي يتسنم أسنمة الإبل أي يعلوها والسنمات العظام السنام يريد أن هذا السحاب كأنه يتسنم التلال والآكام أي يلعوها وهو مثل ومتفجس متكبر بالهدر يعني رعده وقوله يملأ أنفسا تعجبا منه وقال بعضهم لهولها ولقحت نبت عشبها والعجاف الأرضون التي لم تمطر وهو مثل بعد تحلؤ بعد منع من الماء قال أبو علي
وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا عبد الرحمن قال سمعت عمي يحدث سران أبا العباس ابن عمه وكان من أهل العلم قال سهرت ليلة من ليالي بالبادية وكنت نازلا عند رجل من بني الصيدا من أهل القصيم وكان |
| |