07-24-2021
|
#23 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 19 ساعات (01:06 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي والله واسع الرحل كريم المحل فأصبحت وقد عزمت على الرجوع إلى العراق فأتيت أبا مثواي فقلت إني قد هلعت من الغربة واشتقت أهلي ولم أفد في قدمتي هذه إليكم كبير علم وإنما كنت أغتفر وحشة الغربة وجفاء البادية للفائدة فأظهر توجعا ثم أبر زغداء له فتغديت معه وأمر بناقة له مهرية كأنها سبيكة لجبن فارتحلها واكتفلها ثم ركب وأردفني وأقبلها مطلع الشمس فما سرنا كبير مسير حتى لقينا شيخ على حمار له جمة قد ثمغها كالورس فكأنها قنبيطة وهو يترنم فسلم عليه صاحبي وسأله عن نسبه فاعتزى أسديا من بني ثعلبة فقال أتنشد أم تقول فقال كلا فقال أين تؤم فأشار إلى ماء قريب من الموضع الذي نحن فيه فأناخ الشيخ وقال لي خذ بيد عمك فأنزله عن حماره ففعلت فألقى له كيسا قد كان اكتفل به ثم قال أنشدنا رحمك الله وتصدق على هذا الغريب بأبيات يعيهن عنك ويذكرك بهن فقال إي ها الله إذا ثم أنشدني
( لقد طال يا سوداء منك المواعد ** ودون الجد المأمول منك الفراقد )
( إذا أنت أعطيت الغنى ثم لم تجد ** بفضل الغنى ألفيت مالك حامد )
( تمنيننا غدا وغيمكم غدا ** ضباب فلا صحو ولا الغيم جائد )
( وقل غناء عنك مال جمعته ** إذا صار ميراثا وواراك لاحد )
( إذا أنت لم تعرك بجنبك بعض ما ** يريب من الأدنى رماك الأباعد )
( إذا الحلم لم يغلب لك الجهل لم تزل ** عليك بروق جمة ورواعد )
( إذا العزم لم يفرج لك الشك لم تزل ** جنيبا كما استتلى الجنيبة قائد )
( إذا أنت لم تترك طعاما تحبه ** ولا مقعدا تدعى إليه الولائد )
( تجللت عارا لا يزال يشبه ** سباب الرجال نقرهم والقصائد )
وأنشدني أيضا
( تعزفان الصبر بالحر أجمل ** وليس على ريب الزمان معول )
( فلو كان يغني أن يرى المرء جازعا ** لنازلة أو كان يغني التذلل )
( لكان التعزي عند كل مصيبة ** ونازلة بالحر أولى وأجمل )
( فكيف وكل ليس بعد وحمامه ** وما لامرئ عما قضى الله مزحل )
( فإن تكن الأيام فينا تبدلت ** ببؤس ونعمى والحوادث تفعل )
( فما لينت منا قناة صليبة ** ولا ذللتنا للذي ليس يجمل )
( ولكن رحلناها نفوسا كريمة ** تحمل ما لا يستطاع فتحمل )
( وقينا بعزم الصبر منا نفوسنا ** فصحت لنا الأعراض والناس هزل )
قال أبو بكر قال عبد الرحمن قال عمي فقمت والله وقد أنسيت أهلي وهان علي طول الغربة وشظف العيش سرورا بما سمعت ثم قال لي يا بني من لم تكن استفادة الأدب أحب إليه من الأهل والمال لم ينجب وأنشدنا أبو بكر قال أنشدني أبو عثمان
( إذا ما فقدتم أسود العين كنتم ** كراما وأنتم ما أقام ألائم )
اسود العين جبل والجبل لا يغيب يقول فأنتم لئام أبدا وقرأت عليه لعدي بن زيد يصف فرسا
( أحال عليه بالقناة غلامنا ** فأذرع به لخله الشاة راقعا )
أذرع به أي ما أذرعه أي ما أسرعه وقوله لخلة الشاة راقعا أي يلحقها فيرقع ما بينه وبينها من الفرجة حتى لا يكون بينهما فرجة وحكى عن خلف الأحمر أنه قال يعدو الفرس وبين الشاتين خلة أي فرجة فيدخل بينهما فكأنه رقع الخلة بنفسه لما صار فيها وحدثنا أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال سئل أعرابي عن مطر فقال استقل سد مع انتشار الطفل فشصا واحزأل ثم اكفهرت أرجاؤه واحمومت أرحاؤه وابذعرت فوارقه وتضاحكت بوارقه واستطار وادقه وارتتقت جوبه وارتعن هيدبه وحشكت أخلافه واستقلت أردافه وانتشرت أكنافه فالرعد مرتجس والبرق مختلس والماء منبجس فأترع الغدر وانتبث الوجر وخلط الأوعال بالآجال وقرن الصيران بالرئال فللأودية هدير والشراج خرير واللتلاع زفير
وحط النبع والعتم من القلل الشم إلى القيعان الصحم فلم يبق في القلل الامعصم مجرنثم أودا حص مجرحم وذلك من فضل رب العالمين على عباده المذنبين قال أبو علي السد السحاب الذي يسد الأفق وهذا قول أبي بكر وقال أبو نصر عن الأصمعي جاءنا جراد سداذا سد الأفق والطفل العيش إلى حد المغرب وشصا ارتفع ويقال شصا برجله اذا رفعها عند الموت وشصا الزق إذا امتلأ وارتفعت قوائمه ويقال شصا بصره يشصو شصوا إذا طمح وطمح معناه ارتفع ولهذا قيل للدابة طموح إذا كان يرفع رأسه حتى يفرط وأحزأل ارتفع أيضا واكفهر واكرهف تراكم والمكفهر والمكرهف من السحاب الذي يركب بعضه بعضا وأرجاؤه نواحيه واحدها رجا مقصور واحمومت اسودت والحمة سواد تعلوه حمرة وأرحاؤه واحدها رحا وهو أوساطه وابذعرت تفرقت والفوارق واحدها فارق وهو السحاب الذي ينقطع من معظم السحاب وهذا مثل وأصله في الإبل يقال ناقة فارق وهي التي تندعن الإبل عند نتاجها قال الكسائي فرقت تفرق فروقا واستطار انتشر والوادق الذي يكون فيه الودق وهو المطر العظيم القطر ويكون الداني من الأرض يقال ودق يدق اذا دنا والوديقة من هذا وهي شدة الحر لأن حرارة الشمس تدنو من الأرض وارتتقت التأمت وجوبه فرجه وارتعن استرخى والهيدب الذي يتدلى ويدنو من الأرض مثل هدب القطيفة وحشكت امتلأت قال زهير
( كما استغاث بسى فز غيطلة ** خاف العيون فلم ينظربه الحشك )
قال الأصمعي إنما هو الحشك فحركه للضرورة كما قال رؤبة مشتبه الأعلام لماع الخفق وإنما هو الخفق والخلف ما يقبض عليه الحالب من ضرع الشاة والبقرة والناقة واستقلت ارتفعت وأردافه مآخيره والأكناف النواحي ومرتجس مصوت والرجس الصوت ومختلس كأنه يختلس البصر لشدة لمعانه ومنجس منفجر
وأترع ملأ والغدر جمع غدير وانتبث أخرج نبيثتها وهو تراب البئر والقبر يريد أن هذا المطر لشدته هدم الوجر وهي جمع وجار وهو سرب الثعلب والضبع حتى أخرج ما داخلها من التراب والأوعال واحدها وعل وهو التيس الجبلي والآجال جمع واحدها إجل وهو القطيع من البقر يريد أنه لشدته حمل الوعول وهى تسكن الجبال والبقر وهى تسكن القيعان والرمال فجمع بينهما وقوله وقرن الصيران بالرئال فالصيران واحدها صوار وصيار أيضا وهو القطيع من البقر والرئال فراخ النعام واحدها رأل مهموز فالرئال تسكن الجلد والصيران تسكن الرمال والقيعان فقرن بينهما وهدير صوت كهدير الإبل والشراج مجاري الماء من الحرار إلى السهولة والتلاع مجاري ما ارتفع من الأرض إلى بطن الوادي فإذا اتسعت التلعة حتى تصير مثل نصف الوادي أو ثلثيه فهي ميثاء فإذا عظمت فوق ذلك فهي ميثاء جلواخ والنبع شجر يتخذ منه القسي ينبت في الجبال والعتم الزيتون الجبلي قال الشاعر
( تستن بالضرو من براقش أو ** هيلان أو ناضر من العتم )
تستن تستاك والضر والبطم وهو الحبة الخضراء والقلل أعالي الجبال والشم المرتفعة والقيعان واحدها قاع وهي الأرض الطيبة الطين الحرة والصحم التي تعلوها حمرة واحدها أصحم والمعصم الذي قد تمسك بالجبال وامتنع فيها ويقال للرجل الذي يمسك بعرف فرسه خوف السقوط معصم قال طفيل
( إذا ما غدا لم يسقط الروع رمحه ** ولم يشهد الهيجا بألوث معصم )
وألوث ضعيف والمجرنثم المتقبض والداحص الذي يفحص برجليه عند الموت قال علقمة بن عبدة
( رغا فوقهم سقب السماء فداحص ** بشكته لم يستلب وسليب )
والمجرجم المصروع وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن الأصمعي قال سمعت أعرابيا
من غني يذكر مطر أصاب بلادهم في غب جدب فقال تدارك ربك خلقه وقد كلبت الأمحال وتقاصرت الآمال وعكف الياس وكظمت الأنفاس العقائل وأصبح الماشي مصرما والمترب معدما وجفيت الحلائل وامتهنت العقائل فأنشأ سحابا ركاما كنهورا سجاما بروقه متألقة ورعوده متقعقعه فسح ساجيارا كدا ثلاثا غير ذي فواق ثم أمر ربك الشمال فطحرت ركامه وفرقت جهامه فانقشع محمودا وقد أحيا وأغنى وجاد فأروى والحمد لله الذى لا تكت نعمه ولا تنفد قسمه ولايخيب سائله ولا ينزر نائله قال أبو علي قوله صاب جاد والصوب المطر الجود وكلبت اشتدت وكذلك كلب الشتاء والأمحال جمع محل وهو القحط وعكف أقام قال الراجز
( محلها إن عكف الشفيف ** الرزب والعنة والكنيف )
الشفيف البرد والعنة الحظيرة يحبس فيها الإبل ومنه قيل للبعير معنى وهو الذي قد هاج فحبس في العنة ويكون معنى من التعنية وهو الحبس وهذا هو الوجه لأنه إذا جعل معنى من العنة وجب أن يكون الأصل معننا ثم أبدل من النون الأخير ياء كما فعل بتظنيت وأصله تظننت وكظمت ردت إلى الأجواف يقال كظم غيظه إذا حبسه والماشي صاحب الماشية يقال مشى الرجل وأمشى إذا كثرت ماشيته قال الشاعر
( وكل فتى وان أمشى وأثرى ** ستخلجه عن الدنيا منون )
والمصرم المقارب المال المقل كذا قال أبو زيد والأصمعي وأنشدنا الأصمعي للمعلوط
( يصد الكرام المصرمون سقواءها ** وذو الحق عن أقرانها سيحيد )
والمترب الغنى الذي له المال مثل التراب كثرة يقال أترب الرجل إذا استغنى وترب إذا افتقركأنه لصق بالتراب وامتهنت استخذمت واعتملت يقال مهنت القوم أمهنهم مهنة ومهنة ومهنا أتى بها اللحياني ثلاثتها والعقائل الكرائم واحدتها عقيلة وأنشأ أحدث والنشء السحاب أول ما يخرج والكنهور قطع كأنها الجبال واحدتها
كنهوورة وسجام صباب ومتألقة لامعة ومتقعقعة مصوته والقعقعة صوت السلاح وما أشبهه ويقال أن قعيقعان وهو جبل بمكة سمى بذلك لتقعقع السلاح لحرب كانت فيه وسح صب سححته أسحه سحا أنشدني أبو بكر بن دريد قال أنشدني عبد الرحمن عن عمه
( وربت غارة أوضعت فيها ** كسح الهاجري جريم تمر ) وساج ساكن يقال ليلة ساجية وساكرة وساكنة بمعنى واحد قال الحادي
( ياحبذا القمراء والليل الساج ** وطرق مثل ملأ النساج )
ورا كد ثابت والفواق أن يصب صبة ثم يسكن ثم يصب أخرى ثم يسكن مأخوذ من فواق الناقة وهو ما بين الحلبتين كأنه يحلب حلبة ثم يسكن ثم يحلب أخرى ثم يسكن وطحرت أذهبت وأبعدت ومنه قيل سهم مطحر إذا كان بعيد الذهاب قال أبو كبير الهذلي
( لما رأى أن ليس عنهم مقصر ** قصر الشمال بكل أبيض مطحر )
وركامه ماتراكم منه والجهام السحاب الذي قد هراق ماءه وتكت تحصى أنشدني أبو بكر بن دريد
( إلا بجيش لا يكت عديده ** سود الجلود من الحديد غضاب )
وينزر يقل ومنه قيل امرأة نزور إذا كانت قليلة الولد وحدثني غير واحد من أصحاب أبي العباس أحمد بن يحيى النحوي أنه قال كل شىء يعز حين ينزر إلا العلم فإنه يعزحين يعزر وقال الأصمعي من أمثال العرب أسمع جعجعة ولا أرى طحنا أي أسمع جلبة ولا أرى عملا ينفع قال أبو علي الجعجعة صوت الرحا وما أشبه ذلك الصوت والطحن الدقيق ويقال كلا جانبي هرشى لهن طريق يضرب مثلا للأمرين يشتبهان ويستويان أي مأخذ أخذتهما ويقال حرة تحت قرة يضرب مثلا للأمر يظهر وتحته أمر خفى غيره قال أبو علي الحرة حرارة العطش والقرة
البرد ويقال ضعث على إبالة يضرب مثلا للرجل تكلفه الثقل ثم تزيده على ذلك قال أبو علي الابالة الحزمة من الحطب والضغث القبضة من الحشيش وقال الأصمعي يقال جيء به من حسك وبسك أي من حيث كان ولم يكن وروى أبو نصر من حيث شئت والمعنى واحد والحس والحسيس الصوت قال الله عز وجل { لا يسمعون حسيسها } والحس وجع يأخذ المرأة بعد الولادة والحس برد يحرق الكلأ ويقال أصابتنا حاسة ويقال البرد محسه للنبت أي يحرقه ويقال ضربه فما قال حس مكسور وهي كلمة تقال عند الجزع قال الراجز
( فما أراهم جزعا بحس ** عطف البلايا المس بعد المس ) ويقال اشتر لي محسة للدابة والحساس سمك صغار يجفف يكون بالبحرين وقال اللحياني الحساس الشؤم والنكد وأنشدنا أبو زيد
( رب شريب لك ذي حساس ** أقعس يمشي مشية النفاس )
( ليس بريان ولا مواسي ** )
ويقال انحست أسنانه إذا تكسرت وتحاتت قال العجاج فى معدن الملك القديم الكرس ** ليس بمقلوع ولا منحس )
ويقال حسستهم إذا قتلتهم قال الله تعالى { إذ تحسونهم بإذنه } ويقال أحسست بالخبر وحسست به وأحست به وحسيت به قال أو زبيد
( خلا أن العتاق من المطايا ** حسين به فهن إليه شوس )
ويقال حسست له أحس أي رققت له يقال إني لأحس له أي أرق له وأرحمه قال القطامي
( أخوك الذي لا تملك الحس نفسه ** وترفض عند المحفظات الكتائف )
و الكتائف جمع كتيفة وهي ههنا الحقد والكتيفة أيضا ضبة الحديد وقال أبو نصر الكتيفة بيضة الحديد ولا أعرف هذه الكلمة عن غيره يقول أخوك الذي إذا رآك في شدة لم يملك أن يرق لك وقال الأصمعي يقال إن البكري ليحس للسعدي أي يرق له وقرأنا على أبي بكر بن دريد
( إذا تجافين عن النسائج ** تجافي البيض عن الدمالج )
يعني إبلا يقول بهن جراح من حزمهن فهن تتجافن عنها كما تجافى النساء عن دمالجهن إذا بردت عليهن وأنشدنا أبو عبد الله إبراهيم بن عرفة النحوي المعروف بنفطويه وقرأته على أبي عمر المطرز في أمالي أبي العباس أحمد بن يحي للحسين بن مطير الأسدي
( مستضحك بلوامع مستعبر ** بمدامع لم تمرها الأقذاء )
( كثرت لكثرة ودقه أطباؤه ** فإذا تحلب فاضت الأطباء )
( فله بلا حزن ولا بمسرة ** ضحك يراوح بينه وبكاء )
( وكأن عارضه حريق يلتقى ** أشب عليه وعرفج وألاء )
( لو كان من لجج السواحل ماؤه ** لم يبق في لجج السواحل ماء )
وأنشدنا أبو بكر بن دريد رحمه الله قال أنشدنا الرياشي عن أبي عبيدة لعبيد ابن الأبرص
( يا من لبرق أبيت الليل أرقبه ** في عارض كمضيء الصبح لماح )
( دان مسف فويق الأرض هيدبه ** يكاد يدفعه من قام بالراح )
( كأن ريقه لما علا شطبا ** أقراب أبلق ينفي الخيل رماح )
( ينزع جلد الحصى أجش مبترك ** كأنه فاحص أو لاعب داحي )
( فمن بنجوته كمن بمحفله ** والمستكن كمن يمشي بقرواح )
( كأن فيه عشارا جلة شرفا ** شعثا لها ميم قد همت بارشاح )
( هدلا مشافرها بحا حناجرها ** ترخي مرابعها في صحصح ضاحي )
وأنشدنا بعض أصحابنا الكثير |
| |