08-23-2021
|
#102 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ 21 ساعات (07:54 AM) | المشاركات : 16,389 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي وكان المنذر ضغنا عليه فلما دخل عليه قال له يا عام لساء مثوى أثويته ربك وثويك حين حاولت إصباء طلته ومخالفته إلى عشيره أما والله لو كنت كريما لأثويته مكرما موقرا ولجانبته مسلما فقال له أبيت اللعن لقد علمت ابناء أدد إني لأعزها جارا وأكرمها جوارا وأمنعها دارا ولقد أقام وافرا وزال شاكرا
فقال له المنذر يا عام وإنك لتختال هضيبات أجأ ذات الوبار وأفنيات سلمى ذات الأغفار مانعاتك من المجر الجرار ذي العدد الكثار والحصن والمهار والرماح الحرار وكل ماضي الغرار بيد كل مسعر كريم النجار
قال له عامر أبيت اللعن إن بين تلك الهضيبات والرعان والشعاب والمصدان لفتيانا أبطالا وكهولا أزوالا يضربون القوانس ويستنزلون الفوارس بالرماح المداعس لم يتبعوا الرعاء ولم ترشحهم الإماء فقال الملك يا عام لو قد تجاوبت الخيل في تلك الشعاب صهيلا وكانت الأصوات قعقعة وصليلا وفغر الموت وأعجز الفوت فتقارشت الرماح وحمي السلاح لتساقى قومك كأسا لا صحو بعدها فقال مهلا أبيت اللعن أن شرابنا وبيل وحدنا أليل ومعجمنا صليب ولقاءنا مهيب فقال له يا عام انه لقليل بقاء الصخرة الصراء على وقع الملاطيس فقال أبيت اللعن أن صفاتنا عبر المراديس فقال لأوقظن قومك من سنة الغفلة ثم لأعقبنهم بعدها رقدة لا يهب راقدها ولا يستيقظ هاجدها فقال له عامر أن البغي أباد عمرا وصرع حجرا وكانا أعزمنك سلطانا وأعظم شأنا وأن لقيتنا لم تلق أنكاسا ولا أغساسا فهبش
وضائعك وصنائعك وهلم إذا بدا لك فنحن الألى قسطوا على الأملاك قبلك ثم أتى راحلته فركبها وأنشأ يقول هذه الأبيات
( تعلم أبيت اللعن أن قناتنا ** تزيد على غمز الثقاف تصعبا )
( أتوعدنا بالحرب أمك هابل ** رويدك برقا لا أباك خلبا )
( إذا خطرت دوني جديله بالقنا ** وحامت رجال الغوث دوني تحدبا )
( أبيت التي تهوى وأعطيتك التي ** تسوق إليك الموت أخرج أكهبا )
( فإن شئت أن تزدارنا فأت تعترف ** رجالا يذيلون الحديد المعقربا )
( وأنك لو أبصرتهم في مجالهم ** رأيت لهم جمعا كثيفا وكوكبا )
( وذكرك العيش الرخي جلادهم ** وملهى بأكناف السدير ومشربا )
( فأغض على غيظ ولا ترم التي ** تحكم فيك الزاعبي المحربا )
( قال أبو علي ) وأخبرنا أبو عثمان قال أخبرني التوزي عن أبي عبيدة قال قدم متمم بن نويرة على عمر بن الخطاب رضي الله عنهما وكان به معجبا فقال يا متمم ما يمنعك من التزويج لعل الله أن ينشر منك ولدا فإنكم أهل بيت قد درجتم فتزوج امرأة من أهل المدينة فلم تحظ عنده ولم يحظ عندها فطلقها ثم قال
( أقول لهند حين لم أرض عقلها ** أهذا دلال العشق أم أنت فارك )
( أم الصرم ما تهوى فكل مفارق ** علي يسير بعد ما بان مالك )
فقال له عمر ما تنفك تذكر مالكا على كل حال فلم يمض لهذا الأمر إلا قليل حتى طعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ورحمه ومتمم بالمدينة فقال يرثى عمر رضي الله عنه
( يسألني ابن بجير أين أبكره ** عني فإن فؤادي عنك مشغول )
( هلا بيوم أبي حفص ومصرعه ** أن بغاءك ما ضيعت تضليل )
( أن الرزيئة فابكه ولا تسمن ** عبء تطيف به الأنصار محمول )
( قال أبو علي ) وأخبرنا أبو عثمان قال أخبرني التوزي عن أبي عبيدة قال كان مرة بن محكان جوادا قال أبو بكر بن دريد أحسبه عنبريا فحمل حمالات فعجز عنها فحبسه عبيد الله بن زياد فقال الأبيرد في ذلك
( أبلغ عبيد الله عني رسالة ** رسالة قاض بالفرائض عالم )
( فإن أنت عاقبت ابن محكان في الندى ** فعاقب هداك الله أعظم حاتم )
( حبست كريما أن يجود بمساله ** سعى في ثأى في قومه متفاقم )
( كأن دماء القوم إذ علقت به ** على مكفهر من ثنايا المخارم )
( قال أبو بكر ) أخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي عن أبيه قال قتل الشيظم بن الحرث الغساني رجلا من قومه وكان المقتول ذا أسرة فخافهم فلحق بالعراق أو قال بالحيرة متنكرا وكان من أهل بيت الملك فكان يتكفف الناس نهاره ويأوي إلى خربة من خراب الحيرة فبينا هو ذات يوم في تطوافه إذ سمع قائلا يقول
( لحى الله صعلوكا إذا نال مذقة ** توسد إحدى ساعديه فهوما )
( مقيما بدار الهون غير مناكر ** إذا ضيم أغضى جفنه ثم برشما )
( يلوذ بآذراء المثاريب طامعا ** يرى المنع والتعبيس من حيث يمما )
( يضن بنفس كدر البؤس عيشها ** وجود بها لو صانها كان أحزما )
( فذاك الذي إن عاش عاش بذلة ** وإن مات لم يشهد له الناس مأثما )
( بأرضك فاعرك جلد جنبك إنني ** رأيت غريب القوم لحما موضما )
فكأنه نبهه من رقدة فأقبل على صاحب خيل المنذر فأقام عنده أياما وقال له إني رجل من أهل خيبر أقبلت إلى هذه البلدة بتجارة فأصبت بها ولي بصر بسياسة الخيل فاصطنعني فضمه إلى بعض أصحابه حتى وافق غرة من القوم فركب فرسا جوادا من خيل المنذر وخرج من الحيرة يتعسف الأرض حتى نزل بحي من بهراء فأخبرهم بشأنه فأعطوه زادا
ورمحا وسيفا وخرج حتى أتى الشأم فصادف الملك متبديا وكان إذا تبدى لا يحجب أحد عنه فأتى قبة الملك فقام قريبا منه وأنشأ يقول
( يا صاحب الخيل الجياد المقربه ** وصاحب الكتيبة المكوكبه )
( والقبة المنيعة المحجبه ** وواهب المضمرة المرببه )
( والكاعب البهكنة المؤتبه ** والمائة المدفأة المنتخبه )
( والضارب الكبش فويق الرقبه ** تحت عجاج الكبة المكتبه )
( هذا مقام من رأى مطلبه ** لديك إذ عمى الضلال مذهبه )
( وخال أن حتفه قد كربه ** )
فأذن له الملك فدخل عليه وقص قصته فقال له الملك أنى لحلمك يا شيظم أن يثوب ولنوارك أن يؤوب ثم بعث إلى أولياء المقتول فأرضاهم عن صاحبهم ( قال أبو علي ) وحدثني أبو بكر قال حدثنا عبد الرحمن عن عمه قال قال أعرابي لإبن عمه اطلب لي امرأة بيضاء مديدة فرعاء جعدة تقوم فلا يصيب قميصها منها إلا مشاشتي منكبيها وحلمتي ثدييها ورانفتي أليتيها ورضافي ركبتيها إذا استلقت فرميت تحتها بالأترجة العظيمة نفذت من الجانب الآخر فقال وأنى بمثل هذه إلا في الجنان
( مجلس في صفة الأسد ) قال أبو علي أخبرنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا الأشنانداني عن التوزي عن أبي عبيدة قال اجتمع عند يزيد بن معاوية أبو زبيد الطائي وجمل بن معمر العذري والأخطل التغلبي فقال لهم أيكم يصف الأسد في غير شعر فقال أبو زبيد أنا يا أمير المؤمنين لونه ورد وزئيره رعد وقال مرة أخرى زغد ووثبه شد وأخذه جد وهوله شديد وشره عتيد ونابه حديد وأنفه أخثم وخده أدرم ومشفره أدلم وكفاه عراضتان ووجنتاه ناتئتان وعيناه وقادتان كأنهما لمح بارق أو نجم طارق إذا استقبلته قلت أفدع وإذا استعرضته قلت أكوع
وإذا استدبرته قلت أصمع بصير إذا استغضى هموس إذا مشى إذا قفى كمش وإذا جرى طمش براثنه شثنه ومفاصله مترصه مصعق لقلب الجبان مروع لماضي الجنان إن قاسم ظلم وإن كابردهم وإن نال غشم ثم أنشأ يقول
( خبعثن أشوس ذو تهكم ** مشتبك الأنياب ذو تبرطم )
( وذو أهاويل وذو تجهم ** ساط على الليث الهزبر الضيغم )
( وعينه مثل الشهاب المضرم ** وهامه كالحجر الململم )
فقال حسبك يا أبا زبيد ثم قال قل يا جميل فقال يا أمير المؤمنين وجهه فدغم وشدقه شدقم ولعزه معرنزم مقدمه كثيبف ومؤخره لطيف ووثبه خفيف وأخذه عنيف عبل الذراع شديد النخاع مرد للسباع مصعق الزئير شديد المرير أهرت الشدقين مترص الحصرين يركب الأهوال ويهتصر الأبطال ويمنع الأشبال ما إن يزال جاثما في خيس أو رابضا على فريس أو ذا ولغ ونهيس ثم قال
( ليث عرين ضيغم غضنفر ** مداخل في خلقه مضبر )
( يخاف من أنيابه ويذعر ** ما أن يزال قائما يزمجر )
( له على كل السباع مفخر ** قضاقض شثن البنان قسور )
فقال حسبك يا ابن معمر ثم قال قل يا أخطل فقال ضيغم ضرغام غشمشم همهام على الأهوال مقدام وللأقران هضام رئبال عنبس جريء دلهمس ذو صدر مفردس ظلوم أهوس ليث كروس
( قضاقض جهم شديد المفصل ** مضبر الساعد ذو تعثكل )
( شرنبث الكفين حامي أشبل ** إذا لقاه بطل لم ينكل )
( ململم الهامة كمش الأرجل ** ذو لبد يغتال في تمهل )
( أنيابه في فيه مثل الأنصل ** وعينه مثل الشهاب المشعل )
فقال له حسبك وأمر لهم بجوائر وأنشد أبو علي لجميل بن معمر
( سقى الله جيراني الذين تحملوا ** بمرتجس أضحى بذي الرمث يهطل )
( له سلف منه بنجد مريم ** ومنه عشار في تهامة بهل )
( ولولا ابنة العذري ما بت موهنا ** لبرق عنا من نحوها يتهلل )
( قال ) وحدثنا أبو بكر قال حدثنا العكلي قال حدثني حاتم بن قبيصة قال أغزى زياد ابنه عباد لفارس وأصحبه المهلب ففتح فبينا هم كذلك إذ جاءهم فتى شاب بفرس يقوده إلى المهلب فقال أيها الأمير أحب أن تقبل مني هذا الفرس فإنه من شر خيلنا فقبله المهلب منه فلما ذهب الفتى نظر إليه المهلب وحركه فقال والله ما أرى فيه ما قال ولا أحسبه إلا تعرض لصلتنا فأمر له بوصيفتين فحملتا على الفرس ورده إلى الشاب فقبل الوصيفتين ورد الفرس إلى المهلب فكان في خيله وكان داود بن قحدم القيسي أحد بني قيس بن ثعلبة نشأ في حجر المهلب وكان يلي القيام على خيله فقد مواشيراز وبها حمران ابن أبان واليا عليها وعلى فارس فقال لهم هل لكم في السباق فقال عباد ونحن على ظهرها فقال المهلب أجلنا أجلا فقال كم تريدون قال أربعين يوما قال نعم فعلفها الرطاب عشرين وأضمرها عشرين فقال داود بن قحدم للمهلب أن الفرس الذي أهداه الشاب إلينا لا والله ما أضمه إلى شيء من خيلنا إلا سبقه فقال المهلب لعله فرس منزاق يصبر في القرب ولا يصبر إذا بعدت الغاية قال لا أدري قال لا ترسله حتى أجيء قال فأمر المهلب بلقحة تحلب والفرس يسمع فلما سمع صوت الحلاب أصاخ بسمعه حتى أدنيت منه العلبة فشربها فلما رأى المهلب ذلك قال لداود لا ترسل الخيل حتى تعلم أنه قد
توسط الميدان فاستهان داود بالفرس فحمل عليه شابا فقال المهلب والله لقد مر بي سابقا وما أرى معه من الخيل واحدا قال فأخذه عباد بن المهلب فحمله إلى الشام وأهداه إلى معاوية وسمى الأعرابي فسبق خيل الشام فذلك قال عبد الملك بن مروان
( سبق عباد وصلت لحيته ** وكان خرازا تجود قربته )
( قال ) وحدثنا أبو بكر قال أخبرنا أبو حاتم قال حدثنا الأصمعي قال جئت إلى أبي عمرو بن العلاء فقال لي من أين أقبلت يا أصمعي قلت جئت من المربد قال هات ما معك فقرأت عليه ما كتبت في ألواحي فمرت به ستة أحرف لم يعرفها فخرج يعدو في الدرجة وقال شمرت في الغريب أي غلبتني ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر رحمه الله قال أخبرنا عبد الرحمن قال قال عمي سمعت بيتين لم أحفل بهما قلت هما على كل حال خير من موضعهما من الكتاب قال فإني عند الرشيد يوما وعنده عيسى بن جعفر فأقبل على مسرور الكبير فقال له يا مسرور كم في بيت مال السرور فقال ما فيه شيء فقال عيسى هذا بيت الحزن فاغتنم لذلك الرشيد وأقبل على عيسى فقال والله لتعطين الأصمعي سلفا على بيت مال السرور ألف دينار فاغتنم عيسى وانكسر فقلت في نفسي جاء موضع البيتين فأنشدت الرشيد رحمه الله تعالى
( إذا شئت أن تلقى أخاك معبسا ** وجداه في الماضين كعب وحاتم )
( فكشفه عما في يديه فإنما ** تكشف أخبار الرجال الدراهم )
قال فتجلى عن الرشيد وقال لمسرور أعطه على بيت مال السرور ألفى دينار فأخذت بالبيتين ألفي دينار وما كان البيتان يساويان عندي درهمين وأنشدني أبو بكر لمحمد بن صالح
( طرب الفؤاد وعاده أحزانه ** وتشعبت شعبا به أشجانه )
( وبدا له من بعدما ما أندمل الهوى ** برق تتابع موهنا لمعانه ) |
| |