08-23-2021
|
#105 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ يوم مضى (02:51 PM) | المشاركات : 16,402 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( قال ) وأخبرني عمي عن أبيه عن ابن الكلبي قال أبعد قبور اخوة على الأرض قبور بني أم الفضل الهلالية أم ولد العباس بن عبد المطلب واحد بالمدينة وآخر بالطائف وآخر بالشام مات في طاعون عمواس بالشام في سلطان عمر رضي الله تعالى عنه وعبد الله بن العباس الحبر دفن بالطائف وصلى عليه محمد بن علي رضي الله تعالى عنه وآخر بإفريقية وآخر بسمرقند والفضل بن العباس رضي الله تعالى عنه رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم مات في طاعون عمواس بالشام وعبيد الله بن العباس الجواد مات بالمدينة وقثم بن العباس شبيه النبي صلى الله عليه وسلم مات بسمرقند زمن معاوية في إمارة سعيد بن عثمان وعبد الرحمن بن العباس قتل بإفريقية زمن عمر رضي الله تعالى عنه أمهم أم الفضل الهلالية وهي لبابة بنت الحرث بن حزن بن بجير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة
( قال ) وأخبرنا الأشنانداني عن التوزي قال كان للخليل بن أحمد صديق يكنى أبا المعلى مولى لبني يشكر وكان أصلع شديد الصلع فبينا هو والخليل جالسان عند قصر أوس إذا مرت بهما امرأة يقال لها أم عثمان من ولد المعارك بن عثمان ومعها بنات لها فقال أبو المعلى للخليل يا أبا عبد الرحمن ألا نكلم هذه المرأة قال ويحك لا تفعل فإنهن أعد شيء جوابا والقول إلى مثلك يسرع فجلسن يتروحن فقال لأمهن يا أمة الله ألك زوج قالت لا والله ولا لواحدة منا قال فهل لكن في أزواج قالت وددنا والله قال فأنا أتزوجك ويتزوج هذا إحدى بناتك فقالت له أما أنت فقد اتبلاك الله ببلاءين أما أحدهما فإنه قد قرع راسك بمسحاة وجعل لك عقصة في قفاك بيضاء فكأنما صارت في قفاك نخامة فبلغ من نوكك أنك خضبتها بحمرة فلو كنت إذا ابتليت خضبت بسواد فغطيت عوارك هذا الذي أبداه منك ثم قالت له أظنك من رهط الأعشى فقال لها أبو المعلى أنا مولى لبني يشكر قالت أفتروي بيت الأعشى
( وأنكرتني وما كان الذي نكرت ** من الحوادث إلا الشيب والصلعا )
فما بقي بعد هذا إلا الموت هزالا ثم التفتت إلى الخليل فقالت من أنت يا عبد الله فقال أنا الخليل بن أحمد كفي رحمك الله فقد والله نهيته عن كلامك وحذرته هذا قالت أما إنك قد نصحت له أما علم هذا الأحمق أن النساء يخترن من الرجال المسحلاني المنظراني المخبراني الغليظ القصره العظيم الكمره الذي إذا طعن فأصاب حفر وإذا أخطأ قشر وإذا أخرجه عقر قال فضحك الخليل ثم قامت المرأة ومعها بناتها يتهادين فتمثل أبو المعلى بقول عمر بن أبي ربيعة المخزومي
( فتهادين وانصرفن ثقال الحقائب ** )
فقالت يا أحمق أما تدري ما قال الشاعر في قومك قال لا فقالت قال
( ويشكر لا تستطيع الوفاء ** وتعجز يشكر أن تغدرا )
وإني أقسم بالله لو كان لكل واحدة منا من الأحراج بعدد ما أهدى مالك العكلى إلى عمرة بنت الحرث النميري ما أعطيناك ولا صاحبك منها شيأ فقال الخليل نشدتك بالله كم كانت الهدية التي أهداها العكلي إلى النميرية قالت له أراك حاذقا بالتجميش قليل الرواية للشعر ثم أنشدته قول العكلي
( هديتي أخت بني نمير ** لحرك يا عمرة ألف عير )
( في كل عير ألف كر أير ** )
قال فقال الخليل إما إنه قد قصر أفلا جعل لإستها بعض الهدية ولم يدعها فارغة قالت قد أشفق على هديته أن تحترق أمل تر وبيت جرير حيث يقول
( ولو وضعت فقاح بني نمير ** على خبث الحديد إذا لذابا )
فقال الخليل لأبي المعلى
( نصحتك يا محمد أن نصحي ** رخيص يا رفيقي للصديق )
( فلم تقبل وكم من نصح ود ** أضيع فحاد عن وضح الطريق )
قال ثم انصرفت المرأة وبقي الخليل وأبو المعلى متعجبين منها ومن ذرابة لسانها وسرعة جوابها ( قال أبو علي ) وحدثنا أبو بكر بن دريد قال أخبرنا أبو حاتم قال حدثنا العتبي ومحمد بن سلام كلاهما قالا كانت قريش تجارا وكانت تجارتهم لا تعدو مكة إنما تقدم عليهم الأعاجم بالسلع فيشترونها منهم ثم يتبايعونها بينهم ويبعنونها على من حولهم من العرب فكانوا كذلك حتى ركب هاشم بن عبد مناف إلى الشام فنزل بقيصر فكان يذبح كل يوم شاة ويصنع جفنة ثريد ويجمع من حوله فيأكلون وكان هاشم من أجمل الناس وأتمهم فذكر ذلك لقيصر فقيل له ههنا رجل من قريش يهشم الخبز ثم يصب عليه المرق ويفرغ عليه اللحم وإنما كانت العجم تصب المرق في الصحاف ثم تأتدم بالخبز فدعا به قيصر فلما رآه وكلمه أعجب به فكان يبعث إليه في كل يوم فيدخل عليه ويحادثه فلما رأى نفسه تمكن عنده قال له أيها الملك إن قومي تجار العرب فإن رأيت أن تكتب لي كتابا تؤمن تجارتهم فيقدموا عليك بما يستطرف من أدم الحجاز وثيابه فتباع عندكم فهو أرخص عليكم فكتب له كتاب أمان لمن يقدم منهم فأقبل هاشم بذلك الكتاب فجعل كلما مر بحي من العرب بطريق الشام أخذ من أشرافهم ايلافا والأيلاف أن يأمنوا عندهم في أرضهم بغير حلف إنما هو أمان الطريق وعلى أن قريشا تحمل إليهم بضائع فيكفونهم حملانها ويؤدون إليهم رؤس أموالهم وربحهم فأصلح هاشم ذلك الإيلاف بينهم وبين أهل الشام حتى قدم مكة فأتاهم بأعظم شيء أتوابه بركة فخرجوا بتجارة عظيمة وخرج هاشم معهم يجوزهم يوفيهم إيلافهم الذي أخذ لهم من العرب حتى أوردهم الشام وأحلهم قراها ومات في ذلك السفر بغزة وخرج المطلب بن عبد مناف إلى اليمن فأخذ من ملوكهم عهدا لمن تجر إليهم من قريش وأخذ الإيلاف كفعل هاشم وكان المطلب أكبر ولد عبد مناف وكان يسمى الفيض وهلك بردمان من اليمن وخرج عبد
شمس بن عبد مناف إلى الحبشة فأخذ إيلافا كفعل هاشم والمطلب وهلك عبد شمس بمكة فقبره بالحجون وخرج نوفل بن عبد مناف وكان أصغر ولد أبيه فأخذ عهدا من كسرى لتجار قريش وإيلافا ممن مر به من العرب ثم قدم مكة ورجع إلى العراق فمات بسلمان واتسعت قريش في التجارة في الجاهلية وكثرت أموالها فبنو عبد مناف أعظم قريش على قريش منة في الجاهلية والإسلام ( قال أبو علي ) حدثنا أبو بكر بن دريد عن أبي حاتم قال لما قتل عبد الله بن علي بني أمية بنهر أبي فطرس بعث إلي قال قد خلت عليه فإذا قت لى مصر وعين والخراسانية بين يديه بأيديهم الكافر كوبات فقال لي ما تقول في مخرجنا هذا قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه قال فما تقول في هؤلاء القتلى قلت ومن هؤلاء قال بنو أمية قلت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث كفر بعد إيمان أو زنا بعد احصان أو قتل نفس بغير نفس وتشاغل عني فخرجت وطلبني فحال الله بيني وبينه أنه على كل شيء قدير وحدثنا أبو بكر قال حدثنا أبو حاتم عن العتبي قال حدثني أبي قال اجتمعت عند خالد بن عبد الله القسري فقهاء الكوفة وفيهم أبو حمزة الثمالي فقال خالد حدثونا بحديث عشق ليس فيه فحش فقال أبو حمزة أصلح الله الأمير بلغني أنه ذكر عند هشام بن عبد الملك غدر النساء وسرعة تزويجهن بعد انقضاء عدتهن فقال هشام أنه ليبلغني من ذلك العجب فقال بعض جلسائه أنا أحدثك يا أمير المؤمنين عما بلغني عن امرأة من بني يشكر كانت عند ابن عم لها فمات عنها بعد مسئلته إياها عما تريد أن تصنع بعده فأخذ العهود عليها في ذلك وكان اسمه غسان بن جهضم بن العذافر وكان اسم ابنة عمه أم عقبة بنت عمرو بن الأبجر وكان لها محبا وكانت له كذلك فلما حضره الموت وظن أنه مفارق الدنيا قال ثلاثة أبيات ثم قال اسمعني يا أم عقبة ثم أجيبي فقد تاقت نفسي إلى مسألتك عن نفسك فقالت والله لا أجيبك بكذب ولا أجعله آخر حظي منك فقال
( أخبري بالذي تريدين بعدي ** ولاذي تضمرين يا أم عقبة )
( تحفظيني من بعد موتي لما قد ** كان مني من حسن خلق وصحبه )
( أم تريدين ذا جمال ومال ** وأنا في التراب في سحق غربه )
فأجابته تقول
( قد سمعت الذي تقول وما قد ** يا ابن عمي تخاف من أم عقبه )
( أنا من أحفظ النساء وأرعاه ** لما قد أوليت من حسن صحبه )
( سوف أبكيك ما حييت بنوح ** ومراث أقولها وبندبه )
فلما سمع ذلك أنشأ يقول
( أنا والله واثق بك لكن ** احتياطا أخاف غدر النساء )
( بعد موت الأزواج يا خير من عوشر ** فارعي حقي بحسن الوفاء )
( إنني قد رجوت أن تحفظي العهد فكوني أن مت عند الرجاء ** )
ثم أخذ عليها العهود واعتقل لسانه فلم ينطق بحرف حتى مات فلم تمكث بعده إلا قليلا حتى خطبت من كل وجه ورغب فيها الأزواج لإجتماع الخصال الفاضلة فيها فقالت مجيبة لهم
( سأحفظ غسانا على بعد داره ** وأرعاه حتى نلتقي يوم نحشر )
( وإني لفي شغل عن الناس كلهم ** فكفوا فما مثلي بمن مات يغدر )
( سأبكي عليه ما حييت بدمعه ** تجول على الخدين مني فتهمر )
ولما تطاولت الأيام والليالي تناست عهده ثم قالت من مات فقد فات فاجابت بعض خطابها فتزوجها فلما كانت الليلة التي أراد الدخول بها فيها أتاها غسان في منامها وقال
( غدرت ولم ترعى لبعلك حرمة ** ولم تعرفي حقا ولم تحفظي عهدا )
( ولم تصبري حولا حفاظا لصاحب ** حلفت له بتا ولم تنجزي وعدا )
( غدرت به لما ثوى في ضريحه ** كذلك ينسى كل من سكن اللحدا )
فلما سمعت هذه الأبيات انتبهت مرتاعة كأن غسان معها في جانب البيت وأنكر ذلك من حضر من نسائها فأنشدتهن الأبيات فأخذن بها في حديث ينسينها ما هي فيه فقالت لهن والله ما بقى لي في الحياة من أرب حياء من غسان فتغفلتهن فأخذت مدية فلم يدركنها حتى ذبحت نفسها فقالت امرأة منهن هذه الأبيات
( لله درك ماذا ** لقيت من غسان )
( قتلت نفسك حزنا ** يا خيرة النسوان )
( وفيت من بعد ما قد ** هممت بالعصيان )
( وذو المعالي غفور ** لسقطة الإنسان )
( إن الوفاء من الله لم يزل بمكان ** )
فلما بلغ ذلك المتزوج بها قال ما كان فيها مستمتع بعد غسان فقال هشام بن عبد الملك هكذا والله يكون الوفاء ( قال أبو بكر ) وأنشدنا أبو عثمان عن التوزي عن أبي عبيدة لإبن ميادة المري
( حمراء منها ضخمة المكان ** ساطعة اللبة والجران )
( كأنها والشول كالشنان ** تميس في حلة أرجوان )
( لو جاء كلب معه كلبان ** أو لاعب في كفه دفان )
( وزافنان ومغنيان ** ما برحت أعظمها الثماني )
يعني قوائمها كما قال الآخر يصف ناقة طيبة النفس عند الحلب
( طوت أربعا منها على ظهر أربع ** فهن بمطوياتهن ثمان ) وكما قال الآخر
( نعوس لو أن الدف يضرب حولها ** لتنحاش عن قاذورة لم تناكر )
( قال أبو علي ) وأنشدنا جحظة قال أنشدني أبو عبد الله بن حمدون عن الزبير رحمه الله
( هجرتك لما أن هجرتك أصبحت ** بنا شمتا تلك العيون الكواشح )
( فلا يفرح الواشون بالهجر ربما ** أطال المحب الهجر والجيب ناصح )
وأنشدني لأعرابي يكنى بأبي الخيهفعى
( هجرت مشيمة فالفؤاد قريح ** ودموع عينك في الرداء سفوح )
( ولقد جرى لك يوم سرحة رابغ ** فيما يعيف سانح وبريح )
( أهوى القوادم بالبياض ملمع ** قلق المراتع بالفراق يصيح )
( حسن إلي حديث من أحببته ** وحديث ذي الشنآن منه قبيح )
( الحب أبغضه إلي ستيره ** صرح بذاك فراحة تصريح ) ( وقال ) قال الشنفرى
( أقيموا بني أمي صدور مطيكم ** فإني إلى أهل سواكم لأميل )
( فقد حمت الحاجات والليل مقمر ** وشدت لطياتي مطايا وأرحل )
( وفي الأرض منأى للكريم عن الأذى ** وفيها لمن خاف القلى متعزل )
( لعمرك ما بالأرض ضيق على امرئ ** سرى راغبا أو راهبا وهو يعقل )
( ولي دونكم أهلون سيج عملس ** وأرقط زهلول وعرفاء جيأل )
( هم الرهط لا مستودع السر شائع ** لديهم ولا الجاني بما جر يخذل ) |
| |