08-23-2021
|
#107 |
بيانات اضافيه [
+
] | رقم العضوية : 6 | تاريخ التسجيل : May 2013 | العمر : 40 | أخر زيارة : منذ يوم مضى (07:54 AM) | المشاركات : 16,389 [
+
] | التقييم : 43872 | الدولهـ | MMS ~ | SMS ~ | | لوني المفضل : Darkviolet | |
رد: الأمالي في لغة العرب للبغدادي ( لا أشتكي نوشة الأيام من ورقى ** إلا إلى من أرى أن سوف يشكيها )
( لدلهم مأثرات قد عرفن له ** أن المآثر معدود مساعيها )
( تنمي به من بني لأي دعائمها ** ومن جمانة لم تخضع سواريها )
( بنى له في بيوت المجد والده ** وليس من ليس يبنيها كبانيها )
( مجلس في لا جرم وتفسيرها والوجوه فيها ) قال أبو علي حدثنا أبو بكر محمد ابن القاسم قال ذهب بعضهم إلى أن لا جرم أصله تبرئة ونفي بمنزلة لا بد ولا محالة ثم نقل عن التبرئة إلى القسم كما قالوا لاقومن حقا يقينا ثم قدموا حقا فجعلوه قسما فقالوا حقا لأزورنك وجرم اسم منصوب بلا على التبرئة ولا خبر ههنا للتبرئة إذ لم يقصد لها إنما قصد للأقسام والحلف وإلى هذا القول ذهب الفراء وأصحابه وفيه جواب آخر وهو أن أصله فعل ماض فحول عن طريق الفعل ومنع التصرف فلم يكن له مستقبل ولا دائم ولا مصدر وجعل مع لا قسما وتركت الميم على فتحها الذي كان لها في معنى المضى وإن كان الحرف منقولا إلى الأداة كما نقلوا حاشى وهو فعل ماض مستقبله يحاشي ودائمه محاش ومصدره محاشاة من باب الأفعال إلى باب الأدوات لما أزالوه عن التصرف فقالوا قام القوم حاشا عبد الله فخفضوا به ولو كان فعلا ما عمل خفضا وأبقوا عليه لفظ الفعل الماضي وكما نقلوا ليس وأصلها الفعل الماضي عن أصلها إلى سبيل الأدوات لما أزالوها عن التصرف وخروج المصدر منها فأقروا آخرها على أمرها الأول ( فإن قيل ) كيف تكون لا جرم قسما وليس فيه معظم يقسم به ( قيل ) إن الأقسام عند العرب على ضربين أحدهما يقع الأقسام فيه بمن يجل قدره وتعلو منزلته وهو الذي تسبق إليه الأفهام ويستعمل في أكثر الكلام حين يقول القائل وإلهي لأفعلن ذلك وكقيل العرب في الجاهلية والرحم لأقصدنك والعشيرة لأقضين حقك وهو مكروه عند أهل العلم لأنه لا ينبغي أن يحلف حالف بغير الله تبارك وتعالى والضرب الثاني أن يعتقد الحالف اليمين والحلف بالعظيم عندهم الكبير في
نفسه ثم يأتي ببدل منه فيقول حلفا صادقا لأزورنك فجعل حلفا صادقا مكتفي به عن المحلوف به عند وضوح المعنى ولو أظهر اليمين ولم يبن على الإكتفاء والإختصار لقال أحلف بالله حلفا صادقا ولهذه العلة أقسموا بالحق فقالوا حقا لأفعلن ذلك إذ جعلوه عوضا من اليمين وحملوا على الحق ألفاظا معناهم فيها كمعناه فقالوا كلا لأطيعنك يعنون حقا وقالت الفصحاء جير لأفعلن وعوض لأجلسن يعنون بتينك اللفظتين حقا فاحتملت لا جرم من معنى الأقسام مثل الذي احتملت كلا وجير وعوض قال أعشى بكر
( رضيعي لبان ثدي أم تحالفا ** بأسحم داج عوض لا نتفرق )
وقال الآخر
( وقلن على الفردوس أول مشرب ** أجل جيران كانت أبيحت دعاثره )
قال ابو بكر دعاثره يعني حياضا وقال الكميت
( أأسلم ما تأتي به من عداوة ** وبغض لهم لا جير بل هو أشجب )
وقال الآخر
( إن الذي أغناك يغنيني جير ** والله نفاح اليدين بالخير )
وقال الآخر
( جامع قد أسمعت من تدعو جير ** ولا ينادي جامع إلى خير )
وقال الآخر
( كلا زعمتم بأنا لا نقاتلكم ** إنا لأمثالكم يا قومنا قتل )
أراد حقا زعمتم والراء في جير مكسورة والضاد في عوض مضمومة ومن العرب من يغير لفظ جرم مع لا خاصة لتحولها عن لفظ الفعل فيقول بعضهم لا جرم بضم الجيم وسكن الراء ويقول آخرون لا جر بفتح الجيم والراء وحذف الميم ويقال لا ذا جرم ولا ذا جر بغير ميم ولا أن ذا جرم ولا عن ذا جرم ومعنى اللغات كلها حقا وأنشد الفراء هذا البيت وبعض الثاني
( لأهدرن اليوم هدرا صادقا ** هدر المعنى ذي الشقاشق اللهم )
( إن كلابا والدي لا ذا جرم ** )
( قال أبو علي ) وحدثنا ابو بكر قال قال يحيى بن خالد الحسود عدو مهين لا يدرك وتره ولا ينال ثأره إلا بالمنى ( قال ) وقال عبد الملك بن مروان للحجاج بن يوسف الثقفي أنه ليس من أحد إلا وهو يعرف عيب نفسه فعب نفسك قال أعفني يا أمير المؤمنين قال لتفعلن قال أنا لجوج حسود حقود فقال عبد الملك ما في الشيطان شيء شرا مما ذكرت وقال الأحنف بن قيس الملول ليس له وفاء والكذاب ليست له حيلة والحسود ليست له راحة والبخيل ليست له مروأة ولا يسود سيء الخلق ( قال ) وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال رأس العقل الإيمان بالله والتودد إلى الناس وما استغنى رجل استبد برأيه ولم يهلك أحد عن مشورة وإذا أراد الله بعبد هلكة كان أول ما يهلكه رأيه وكان يقال لا ظهير أوثق من المشورة ( قال ) وسئل رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الحزم فقال أن تستشير ذا الرأي وتطيع أمره وقال أعرابي ما غبنت قط حتى يغبن قومي قيل وكيف ذلك قال إني لا أفعل شيأ حتى أشاورهم ( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد النحوي في الحمى
( تفاءلت باسم سواها لها ** كأن ليس لي باسمها خبره )
( فطورا ألقبها سخنة ** وطور ألقبها فترة )
( ويربوا الطحال إذا ما أكلت ** فيعلو الترائب والصدره )
( كأني إذا رحت من منزلي ** لبست الثياب على زكره )
( قال ) وحدثنا الزبير قال حدثنا إبراهيم بن منذر عن مطرف بن عبد الله بن خويلد الهذلي عن أبيه عن جده قال بينا أنا وأبي نطوف بالبيت إذا نحن بعجوز كبيرة تضرب أحد لحييها بالآخر أقبح عجوز رأيتها قط فقال لي يا بني أتعرف هذه قلت ومن هذه قال هذه التي يقول فيها الشاعر
( سلام ليت لسانا تنطقين به ** قبل الذي نالني من قيله قطعا )
( أدعو إلى هجرها قلبي فيتبعني ** حتى إذا قلت هذا صادق نزعا )
( يلومني فيك أقوام أجالسهم ** فما أبالي أطار اللوم أم وقعا )
قال وأنشدنا الزبير
( فلو كان يستغني عن الشكر ماجد ** لعزة مجد أو علو مكان )
( لما أمر الله العباد بشكره ** فقال اشكروا لي أيها الثقلان )
( قال ) وأنشدني الرياشي قال أنشدنيها تمام للحرث بن عباس بن مرداس السلمى يوصى ابنه رضي الله تعالى عنهما
( احفظ بني وصية أوصيكها ** إن كنت تؤمن بالكتاب المنزل )
( أكرم خليل ابيك حيث لقيته ** ولقد عققت أباك إن لم تفعل )
( والجار أكرم جار بيتك مادنا ** حتى يبين ثواءكم في المنزل )
( والضيف إن له عليك وسيلة ** لا يتركنك ضحكة للنزل )
( ورفيق رحلك لا تجهل إنما ** جهل الرفيق على الرفيق النيطل )
( واشغب بخصمك أن خصمك مشغب ** وإذا علوت على الخصوم فأجمل )
( واستوص خيرا بالعشيرة كلها ** ما حملوك من المثاقل فاحمل )
( يصلوا جناحك يا بني وإنما ** يعلو الشواهق ذو الجناح الأجدل )
( ان امرأ لا يستعد رجاله ** لرجال آخر غيره كالأعزل )
( وإذا أتتك عصابة في شبهة ** يتحاكمون إليك يوما فاعدل )
( واصدق إذا حدثت يوما معشرا ** وإذا عييت بأصل علم فاسأل )
( وذر المجاهل إنها مشؤومة ** وإن امرؤ وأهدى النصيحة فاقبل ) قال أبو بكر وحدثنا أبو زيد عمر بن شبة قال حدثني الباهلي قال حدثنا الهيثم بن
عدى عن مجالد وابن عياش عن الشعبي قال لما انهزم ابن الأشعث ضاقت بي الأرض وكرهت ترك عيالي وولدى فلقيت يزيد بن أبي مسلم وكان لي صديقا وكانت الصداقة تنفع عنده فقلت له قد عرفت الحال بيني وبينك وقد صرنا إلى ما ترى قال يا أبا عمرو أن الحجاج لا يكذب ولا يعوى ولا ينبح ولكن قم بين يديه وأقر بذنبك واستشهدني على ما شئت قال فوالله ما شعر الحجاج إلا وأنا ماثل بين يديه فقال أعامر قلت نعم أصلح الله الأمير قال ألم أقدم العراق فاحسنت إليك وأدنيتك وأوفدتك على أمير المؤمنين واستشرتك قلت بلى أيها الأمير قال فأين كنت من هذه الفتنة قلت استشعرنا الخوف واكتحلنا السهر وأحزن بنا المنزل وأوحش بنا الجناب وفقدنا صالح الأخوان وشملتنا فتنة لم نكن فيها بررة أتقياء ولا فجرة أقوياء وهذا يزيد بن أبي مسلم قد كان يعرف عذرى وكنت أكتب إليه فقال صدق أصلح الله الأمير قد كان يكتب إلي بعذره ويخبرني بحاله فقال الحجاج فهذا الأحمق ضربنا بسيفه ثم جاءنا بالأكاذيب كان وكان انصرف إلى أهلك راشدا ( قال ) وأنشدنا محمد بن يزيد النحوي قال أنشدنا التوزي لغلام يقوله في مؤدبة وكان أقعد فقال
( فرح المقعد لما أقعدا ** فرحة لله حتى سجدا )
( فسألناه لماذا قال لي ** أنني كنت زمانا مفسدا )
( أشتري الثوب فلا يقطعني ** فهو اليوم قميص وردا )
( قال ) وأنشدني الرياشي للربيع بن ضبع الفزاري هذه الأبيات
( ألا أبلغ بني بنى ربيع ** فأنذال البنين لكم فداء )
( بأني قد كبرت ورق عظمي ** فلا يشغلكم عني النساء )
( وإن كنائني لنساء صدق ** وما أشكو بني وما أساءوا )
( إذا جاء الشتاء فأدفؤني ** فإن الشيخ يهرمه الشتاء )
( وأما حين يذهب كل قر ** فسربال خفيف أورداء )
( إذا عاش الفتى مائتين عاما ** فقد أودى المسرة والفتاء )
قال أبو بكر ولبعض المحدثين شبيه بهذا
( لا تدع لذة يوم لغد ** وبع الغي بتعجيل الرشد )
( أنها إن أخرت عن وقتها ** باختداع النفس عنها لم تعد )
( فاشغل النفس بها عن شغلها ** لا تفكر في حميم وولد )
( أو ما خبرت عما قيل في ** مثل باق على مر الأبد )
( إنما دنياي نفسي فإذا ** تلفت نفسي فلا عاش أحد )
( قال أبو بكر ) وسألت بندار بن لدة عن قول عمر يشئز فقال لي يزعج وأنشدني
( أهاجك العارض الوميض ** نعم فقلبي له مهيض )
( يشئزني الشوق عن فراشي ** وكيف يشتاق من يبيض )
ومعنى يبيض يقيم فلا يبرح يقال باض فلان بالمكان وألب به وأرب به إذا لزمه فلا يبرحه ومعنى البيت كيف يشتاق من لا يتهيأ له أن يبرح موضعه ويقصد وطن محبوبه
( قال ) وحدثنا محمد بن يزيد قال قيل للأحنف بن قيس أي المجالس أطيب قال ما سافر فيه البصر واتدع فيه البدن وقيل للمأمون ما أحسن الأماكن قال ما بعد فيه نظرك ووقف استحسانك عليه فقيل له فأي الأشياء أحسن فقال أحسن الاشياء ما نظر إليه الناس ( قال ) وقال محمد بن يزيد حدثني بعض أولاد العجم قال قيل لشراعة بن الزندبو ذأي المواضع أطيب قال ما اجتمع حسنه وتوسطت مسافة النظر إليه وقيل له أي أوقات الشرب اطيب قال نشاط على غب قيل له فإذا استوى ذلك قال لا تقوم الخلافة بضحكات الصبوح قيل له فمن أمتع الجلساء قال الذي إذا عجبته عجب وإذا
غني طرب وإذا أعطى شرب قيل له فأي المواضع أطيب للشرب قال إذا لم تكن شمس محرقة ولا مطر مغرق فالشرب على وجه السماء وأنشدنا الزبير لعبد الرحمن بن حسان في آل سعيد بن العاص رضي الله تعالى عنهم
( أعفاء تحسبهم ملحياء ** مرضى تطاول أسقامها )
( يهون عليهم إذا يغضبون ** سخط العداة وإرغامها )
( ورتق الفتوق وفتق الرتوق ** ونقض الأمور وإبرامها )
( قال ) وأخبرنا الزبير قال حدثنا عمر بن عثمان قال حدثني رجل من أهل منبج قال قدم علينا الحكم بن المطلب بن عبد الله بن المطلب بن حنطب ولا مال معه فأغنانا كلنا فقلنا كيف ذاك قال علمنا مكارم الأخلاق فعاد غنينا على فقيرنا فغنينا كلنا قال عمر بن عثمان قال الراثجي يرثى الحكم بن المطلب
( ماذا بمنبج لو ننبش مقابرها ** من التهدم بالمعروف والكرم )
( سالوا عن المجد والمعروف ما فعلا ** فقلت أنهما ماتا مع الحكم )
( قال ) وحدثنا الزبير قال حدثنا ابن عياش السعدي عن أبيه قال رأيت جارية من العرب وضيئة أعجبتني فماشيتها إلى مظلتها فقالت لي عجوز بفناء المظلة مالك ولهذا الغزال النجدي والله لا تحلى منه بشيء فقالت الجارية دعيه يا أماه يكن كما قال ذو الرمة
( وإن لم يكن إلا معرس ساعة ** قليل فإني نافع لي قليلها )
( قال ) وحدثنا أبو العباس عن ابن عائشة قال وقف وفد بباب عمر بن عبد العزيز فابطأ عليهم إذنه فقال أحدهم ما يصلح هذا أن يكون عبد اللحجاج فنمت الكلمة إليه فأذن لهم فدخلوا فقال أيكم القائل كذا وكذا قال فأرموا فقال حقا لتقولن فقال رجل من القوم أنا قلتها وما ظننتها تبلغ ما بلغت قال فإن الله يغفر لك كيف ذكرت الحاج وما كانت له دنيا ولا آخرة فهلا فضلت علي زيادا الذي جمع لهم كما تجمع الذره وحاطهم كما تحوط الأم
البره ( قال ) وحدثنا محمد بن يزيد قال خرج سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنهم إلى منتزه له وحمل معه بناته فاتبعه أشعب فلم يجد مسلكا للدخول عليه فتسور الجدار فقال له وقد بصر به يا أشعب اتق الله بناتي بناتي فقال أشعب لقد علمت ما لنا في بناتك من حق وإنك لتعلم ما نريد قال فضحك منه وأدخله ( قال ) وحدثني محمد بن يزيد قال حدثني علي بن عبد الله قال دخل قوم على عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه فكلمهم فأغلظوا له فغضب فقال له ابنه عبد الملك وما يغضبك يا أمير المؤمنين وإنما يحبسك أن تأمر فتطاع فقال أما غضبت أنت يا عبد الملك قال بلى والله ولكن ما ينفعني حلمي إذا لم أرده على غضبي فيسكن وأنشد
( وما الحلم إلا ردك الغيظ في الحشا ** وصفحك بالمعروف والصدر واغر )
( ترى المجد والأحلام فينا فما ترى ** سفيها هفات إلا وآخر زاجر )
( قال ) وأنشدنا الزبير قال أنشدني عمي مصعب بن عبد الله قال الزبير وأنشدنيه سعيد بن عمر الزبيري عن عبد الرحمن بن أبي الزناد قال قال عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود رضي الله تعالى عنهم هذه الأبيات
( تغلغل حب عثمة في فؤادي ** وباديه مع الخافي يسير )
( تغلغل حيث لم يبلغ شراب ** ولا حزن ولم يبلغ سرور )
( صدعت القلب ثم ذررت فيه ** هواك فليم فالتأم الفطور )
( أكاد إذا ذكرت العهد منها ** أطير لو أن انسانا يطير )
( وأنفذ قادحاك سواد قلبي ** فأنت علي ما عشنا أمير )
( قال ) وأنشدنا الزبير
( لا تشتمن امرأ من أن تكون له ** أم من الروم أو صفراء دعجاء )
( فرب معربة ليست بمنجية ** وربما أنجبت للفحل عجماء ) |
| |