الموضوع
:
شرح شروط لااله الا الله
عرض مشاركة واحدة
05-05-2014
#
2
إدارة سابقة
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
17
تاريخ التسجيل :
May 2013
أخر زيارة :
09-04-2022 (07:10 PM)
المشاركات :
9,745 [
+
]
التقييم :
18886
SMS ~
وما من كاتب إلا سيمضي
ويبقى الدهر ماكتبت يداه
لوني المفضل :
Deeppink
شروط شهادة أن لا إله إلا الله
وبشروط سبعة قد قيدت
وفي نصوص الوحي حقا وردت
فإنه لم ينتفع قائلها
بالنطق إلا حيث يستكملها
(
وبشروط سبعة
) متعلق بقيدت (
قد قيدت
) أي قيد بها انتفاع قائلها بها في الدنيا والآخرة من الدخول في ا
لإسلام والفوز بالجنة والنجاة من النار . وفي نصوص الوحي من الكتاب والسنة (
حقا وردت
) صريحة صحيحة (
ف
إنه
) أي الشأن وذلك علة تقييدها بهذه الشروط السبعة (
لم ينتفع قائلها
) أي قائل لا إله إلا الله (
با
لنطق
) أي بنطقه بها مجردا (
إلا حيث يستكملها
) أي هذه الشروط السبعة ، ومعنى استكمالها اجتماعها في ال
عبد والتزامه إياها بدون مناقضة منه لشيء منها ، وليس المراد من ذلك عد ألفاظها وحفظها فكم من عام
ي اجتمعت فيه والتزمها ولو قيل له أعددها لم يحسن ذلك . وكم حافظ لألفاظها يجري فيها كالسهم وتراه يق
ع كثيرا فيما يناقضها ، والتوفيق بيد الله ، والله المستعان .
والعلم واليقين والقبول
والانقياد فادر ما أقول
[
ص:
419 ]
والصدق والإخلاص والمحبه
وفقك الله لما أحبه
.
هذا تفصيل الشروط السبعة السابق ذكرها التي قيدت بها هذه الشهادة ، فأصغ سمعك وأحضر قلبك لإملاء أ
دلتها وتفهمها وتعلقها ، ثم اعمل على وفق ذلك تفز بسعادة الدنيا والآخرة إن شاء الله عز وجل ، كما
وعد الله تعالى ذلك إنه لا يخلف الميعاد :
الأول (
العلم ) بمعناها المراد منها نفيا وإثباتا المنافي للجهل
بذلك ، قال الله عز وجل : (
فاعلم أنه لا إله إلا الله
) (
محمد : 19 ) وقال تعالى : (
إلا من شهد بالحق
) (
الزخرف : 86 ) أي بلا إله إلا الله . (
وهم يعلمون
)
بقلوبهم معنى ما نطقوا به بألسنتهم . وقال تعالى : (
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم
) (
آل عمران : 18 ) وقال تعالى : (
قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون إنما يتذكر أولو الألباب
) (
الزمر : 9 ) وقال تعالى : (
إنما يخشى الله من عباده العلماء
) (
فاطر : 28 ) وقال تعالى : (
وتلك الأمثال نضربها للناس وما يعقلها إلا العالمون
) (
العنكبوت : 43 ) وفي الصحيح عن
عثمان
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله دخل الجنة
" .
(
واليقين )
أي والثانى
اليقين المنافي للشك
بأن يكون قائلها مستيقنا بمدلول هذه الكلمة يقينا جازما ، فإن الإيمان لا يغني فيه إلا علم اليقين لا ع
لم الظن ، فكيف إذا دخله الشك ؟ ! قال الله عز وجل : (
إنما المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله
) -
إلى قوله - (
أولئك هم الصادقون
) (
الحجرات : 15 ) فاشترط في صدق إيمانهم بالله ورسوله كونهم لم يرتابوا ; أي لم يشكوا ، فأما المرتاب فهو من
المنافقين - والعياذ بالله - الذين قال الله تعالى فيهم : (
إنما يستأذنك الذين لا يؤمنون بالله واليوم الآخر وارتابت قلوبهم فهم في ريبهم يترددون
) (
التوبة : 45 )
[
ص:
420 ]
وفي الصحيح من حديث
أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله ، لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة
"
وفي رواية : " لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما فيحجب عن الجنة " وفيه عنه رضي الله عنه من حديث طويل
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه بنعليه فقال : "
من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة
"
الحديث . فاشترط في دخول قائلها الجنة أن يكون مستيقنا بها قلبه غير شاك فيها ، وإذا انتفى الشرط انتفى ا
لمشروط .
(
و ) الثالث (
القبول ) لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه
، وقد قص الله عز وجل علينا من أنباء ما قد سبق من إنجاء من قبلها وانتقامه ممن ردها وأباها ، كما ق
ال تعالى : (
وكذلك ما أرسلنا من قبلك في قرية من نذير إلا قال مترفوها إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم
مقتدون
قال أولو جئتكم بأهدى مما وجدتم عليه آباءكم قالوا إنا بما أرسلتم به كافرون
فانتقمنا منهم فانظر كيف كان عاقبة المكذبين
) (
الزخرف : 23 - 25 ) وقال تعالى : (
ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا كذلك حقا علينا ننج المؤمنين
) (
يونس : 103 ) وقال تعالى : (
ولقد أرسلنا من قبلك رسلا إلى قومهم فجاءوهم بالبينات فانتقمنا من الذين أجرموا وكان حقا علينا نص
ر المؤمنين
) (
الروم : 47 ) وكذلك أخبرنا بما وعد به القابلين لها من الثواب ، وما أعده لمن ردها من العذاب ، كما قال تعال
ى : (
احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون
من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم
وقفوهم إنهم مسئولون
) -
إلى قوله - (
إنهم كانوا إذا قيل لهم لا إله إلا الله يستكبرون
ويقولون أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون
) (
الصافات : 22 - 36 )
[
ص:
421 ]
فجعل الله تعالى علة تعذيبهم وسببه هو استكبارهم عن قول لا إله إلا الله ، وتكذيبهم من جاء بها فلم
ينفوا ما نفته ولم يثبتوا ما أثبتته ، بل قالوا إنكارا واستكبارا : (
أجعل الآلهة إلها واحدا إن هذا لشيء عجاب
وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشيء يراد
ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق
) (
ص : 5 - 7 ) وقالوا هاهنا : (
أئنا لتاركو آلهتنا لشاعر مجنون
)
فكذبهم الله عز وجل ورد ذلك عليهم عن رسوله صلى الله عليه وسلم فقال : (
بل جاء بالحق وصدق المرسلين
) (
الصافات : 37 ) إلى آخر الآيات . ثم قال في شأن من قبلها : (
إلا عباد الله المخلصين
أولئك لهم رزق معلوم
فواكه وهم مكرمون
في جنات النعيم
) (
الصافات : 41 ) إلى آخر الآيات .
وقال تعالى : (
من جاء بالحسنة فله خير منها وهم من فزع يومئذ آمنون
) (
النمل : 89 ) وفي الصحيح عن
أبي موسى
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أرضا ، فكان منها نقية قبلت الماء فأنب
تت الكلأ والعشب الكثير ، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا وسقوا وزرعوا ، وأص
اب منها طائفة أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بع
ثني الله به فعلم وعلم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به
" .
(
و ) الرابع (
الانقياد ) لما دلت عليه المنافي لترك ذلك
قال الله عز وجل : (
وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له
) (
الزمر : 54 ) وقال تعالى : (
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن
) (
النساء : 125 ) وقال تعالى : (
ومن يسلم وجهه إلى الله وهو محسن فقد استمسك بالعروة الوثقى
) (
لقمان : 22 ) أي بلا إله إلا الله (
وإلى الله عاقبة الأمور
)
ومعنى يسلم وجهه ; أي ينقاد وهو محسن موحد ، ومن لم يسلم وجهه إلى الله ولم يك محسنا فإنه لم يستم
سك بالعروة الوثقى ، وهو
[
ص:
422 ]
المعني بقوله عز وجل بعد ذلك : (
ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور
نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ
) (
لقمان : 23 - 24 ) وفي حديث صحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به
"
هذا هو تمام الانقياد وغايته .
(
و ) الخامس (
الصدق ) فيها المنافي للكذب
، وهو أن يقولها صدقا من قلبه يواطيء قلبه لسانه قال الله عز وجل : (
الم
أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون
ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين
) (
العنكبوت : 1 - 3 ) إلى آخر الآية . وقال تعالى في شأن المنافقين الذين قالوها كذبا : (
ومن الناس من يقول آمنا بالله وباليوم الآخر وما هم بمؤمنين
يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون
في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون
) (
البقرة : 8 - 10 ) وكم ذكر الله تعالى من شأنهم وأبدى وأعاد وكشف أستارهم وهتكها وأبدى فضائحهم في غير ما
موضع من كتابه كالبقرة وآل عمران والنساء والأنفال والتوبة وسورة كاملة في شأنهم وغير ذلك . وفي الص
حيحين عن
معاذ بن جبل
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : "
ما من أحد يشهد أن لا إله إلا الله وأن
محمدا
عبده ورسوله صدقا من قلبه إلا حرمه الله على النار
"
فاشترط في إنجاء من قال هذه الكلمة من النار أن يقولها صدقا من قلبه ، فلا ينفعه مجرد اللفظ بدون موا
طأة القلب . وفيهما أيضا من حديث
أنس بن مالك
وطلحة بن
[
ص:
423 ]
عبيد الله
رضي الله عنهما من قصة الأعرابي وهو
ضمام بن ثعلبة
وافد
بني سعد بن بكر
لما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن شرائع الإسلام فأخبره . قال : هل علي غيرها ؟ قال : لا إلا أن
تطوع . قال : والله لا أزيد عليها ولا أنقص منها . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أفلح إن صدق " ، و
في بعض الروايات : " إن صدق ليدخلن الجنة " فاشترط في فلاحه ودخول الجنة أن يكون صادقا .
(
و ) السادس (
الإخلاص ) وهو تصفية العمل بصالح النية
عن جميع شوائب الشرك ، قال الله تبارك وتعالى : (
ألا لله الدين الخالص
) (
الزمر : 3 ) وقال تعالى : (
وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء
) (
البينة : 5 ) الآية . وقال تعالى : (
فاعبد الله مخلصا له الدين
) (
الزمر : 2 ) وقال تعالى : (
قل إني أمرت أن أعبد الله مخلصا له الدين
) (
الزمر : 11 ) (
قل الله أعبد مخلصا له ديني
) (
الزمر : 14 ) وقال تعالى : (
إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا
إلا الذين تابوا وأصلحوا واعتصموا بالله وأخلصوا دينهم لله فأولئك مع المؤمنين
) (
النساء : 146 ) وغير ذلك من الآيات . وفي الصحيح عن
أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم : "
أسعد الناس بشفاعتي من قال لا إله إلا الله خالصا من قلبه أو نفسه
"
وفي الصحيح عن
عتبان بن مالك
رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : "
إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله عز وجل
" .
وفي جامع
الترمذي
عن
أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
ما قال عبد قط لا إله إلا الله مخلصا إلا فتحت له أبواب السماء حتى تفضي إلى العرش
[
ص:
424 ]
ما اجتنبت الكبائر
"
قال
الترمذي
:
هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه .
وللنسائي
في اليوم والليلة من حديث رجلين من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم : "
من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير مخلصا بها قلبه يصد
ق بها لسانه إلا فتق الله لها السماء فتقا حتى ينظر إلى قائلها من أهل الأرض ، وحق لعبد نظر الله إلي
ه أن يعطيه سؤله
" .
(
و ) السابع (
المحبة ) لهذه الكلمة ولما اقتضته
ودلت عليه ولأهلها العاملين بها الملتزمين لشروطها وبغض ما ناقض ذلك ، قال الله عز وجل : (
ومن الناس من يتخذ من دون الله أندادا يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حبا لله
) (
البقرة : 165 ) وقال تعالى : (
ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين
أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم
) (
المائدة : 54 ) فأخبرنا الله عز وجل أن عباده المؤمنين أشد حبا له ، وذلك لأنهم لم يشركوا معه في محب
ته أحدا كما فعل مدعو محبته من المشركين الذين اتخذوا من دونه أندادا يحبونه كحبه ، وعلامة حب ال
عبد ربه تقديم محابه وإن خالفت هواه وبغض ما يبغض ربه وإن مال إليه هواه ، وموالاة من والى الله ور
سوله ومعاداة من عاداه ، واتباع رسوله صلى الله عليه وسلم واقتفاء أثره وقبول هداه . وكل هذه العلام
ات شروط في المحبة لا يتصور وجود المحبة مع عدم شرط منها . قال الله تبارك وتعالى : (
أرأيت من اتخذ إلهه هواه أفأنت تكون عليه وكيلا
) (
الفرقان : 43 ) الآيات .
وقال تعالى : (
أفرأيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة فمن يهد
يه من بعد الله
) (
الجاثية : 23 ) فكل من عبد مع الله غيره فهو في الحقيقة عبد لهواه ، بل كل ما عصى الله به من الذنوب فسببه
تقديم العبد هواه على أوامر
[
ص:
425 ]
الله عز وجل ونواهيه . وقال تعالى في شأن الموالاة والمعاداة فيه : (
قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الل
ه كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده
) (
الممتحنة : 4 ) الآية . وقال تعالى : (
لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخ
وانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان
) (
المجادلة : 22 ) الآية . وقال تعالى : (
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منه
م
) (
المائدة : 51 ) الآيات . وقال تعالى : (
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا آباءكم وإخوانكم أولياء إن استحبوا الكفر على الإيمان ومن يتولهم منك
م فأولئك هم الظالمون
) (
التوبة : 23 - 24 ) الآيتين .
وقال تعالى : (
ياأيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء
) (
الممتحنة : 1 ) إلى آخر السورة ، وغير ذلك من الآيات . وقال تعالى في اشتراط اتباع رسوله صلى الله عليه وسل
م : (
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين
) (
آل عمران : 31 ) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب المرء ل
ا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد أن أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار
"
أخرجاه من حديث
أنس
رضي الله عنه . وفيهما عنه وعن
أبي هريرة
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين
" .
وفي كتاب الحجة بسند صحيح عن
عبد الله بن عمرو بن
[
ص:
426 ]
العاص
رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "
لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به
"
وذلك الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم هو الخبر عن الله والأمر بما يحبه الله ويرضاه ، والنه
ي عما يكرهه ويأباه ، فإذا امتثل العبد ما أمره به واجتنب ما نهى الله عنه وإن كان ذلك مخالفا لهواه ك
ان مؤمنا حقا ، فكيف إذا كان لا يهوى سوى ذلك . وفي الحديث : "
أوثق عرى الإيمان
الحب في الله والبغض فيه
.
وقال
ابن عباس
رضي الله عنهما : من أحب في الله وأبغض في الله ووالى في الله وعادى في الله فإنما تنال ولاية الله بذلك
.
وقد أصبح غالب مؤاخاة الناس اليوم على أمر الدنيا ، وذلك لا يجدي على أهله شيئا . وقال الحسن البصري وغ
يره من السلف : ادعى قوم محبة الله عز وجل فابتلاهم الله بهذه الآية : (
قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم
قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين
)
وقال
البخاري
رحمه الله تعالى : حدثنا
محمد بن سنان
قال : حدثنا
فليح
قال : حدثنا
هلال بن علي
عن
عطاء بن يسار
عن
أبي هريرة
رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "
كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى . قالوا : يا رسول الله ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني ف
قد أبى
" .
قال حدثنا
محمد بن عبادة
أخبرنا
يزيد
حدثنا
سليم
-
وأثنى عليه - حدثنا
سعيد بن ميناء
حدثنا - أو سمعت -
جابر بن عبد الله
رضي الله عنهما يقول :
جاءت ملائكة إلى
[
ص:
427 ]
النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم فقال بعضهم : إنه نائم . وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يق
ظان . فقالوا : إن لصاحبكم هذا مثلا فاضربوا له مثلا . فقال بعضهم : إنه نائم . وقال بعضهم : إن العين نائمة
والقلب يقظان . فقالوا : إن مثله كمثل رجل بنى دارا وجعل فيها مأدبة وبعث داعيا فمن أجاب الداعي دخل ال
دار وأكل من المأدبة ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة . فقالوا : أولوها له يفقه
ها . فقال بعضهم : إنه نائم . وقال بعضهم : إن العين نائمة والقلب يقظان . فقالوا : فالدار الجنة والداعي
محمد
صلى الله عليه وسلم ، فمن أطاع
محمدا
صلى الله عليه وسلم فقد أطاع الله ومن عصى
محمدا
صلى الله عليه وسلم فقد عصى الله ،
ومحمد
صلى الله عليه وسلم فرق بين الناس
.
ومن هنا يعلم أنه لا تتم شهادة أن لا إله إلا الله إلا بشهادة أن
محمدا
رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا علم أنه لا تتم محبة الله عز وجل إلا بمحبة ما يحبه وكراه
ة ما يكرهه فلا طريق إلى معرفة ما يحبه تعالى ويرضاه وما يكرهه ويأباه إلا باتباع ما أمر به رسول الل
ه صلى الله عليه وسلم واجتناب ما نهى عنه ، فصارت
محبته مستلزمة لمحبة رسول الله
وتصديقه ومتابعته ، ولهذا قرن محبته بمحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم في مواضع كثيرة من القر
آن ، كقوله عز وجل : (
قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها و
مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يه
دي القوم الفاسقين
) (
التوبة : 24 ) وغير ذلك من الآيات .
جمعته ام يعقوب من
كتاب
العقيدة
معارج القبول بشرح سلم الوصول إلى علم الأصول
حافظ بن أحمد الحكي
فترة الأقامة :
3995 يوم
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
517
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.44 يوميا
أم يعقوب
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى أم يعقوب
البحث عن كل مشاركات أم يعقوب