مهما أبدت
المرأة من صلابة وقوة تظل في النهاية مخلوقة بسيطة يكتنفها النقص من كل الجهات، ولديها نقاط ضعف تحيل مشاعرها إلى شتات تتلاعب به رياح الغلظة والجفاء إن هي وقعت ضحية رجل متسلط يهين أنوثتها ولا يكف عن أذيتها لإظهار رجولته، ومعنى قوامته، وهذا ظلم في حقها باعتبارها شريكة حياته وعليه أن يحسن معاملتها وأن يعاشرها بالمعروف كما أوصى النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي يستقوي على
المرأة لا يمكن أن يكون رجلا بأتم معنى الكلمة، وحري به أن يستقيل من منصبه في الأسرة حتى يترك مساحة للراحة منه مادام وجوده لا ينزل إلا الدمعة ولا يصنع إلا التعاسة والألم، إذ حتى وإن كانت هي عنيدة بطبعها وشرسة في تعاملها بإمكانه أن يروضها بسعة صدره ونبل أخلاقه وحلمه لعدة اعتبارات:
ـ يشعر الرجل بقوته فيغدق برحمته على
المرأة وتشعر
المرأة بضعفها فتقسو على الرجل.. ومعرفة هذه الحقيقة تحتم عليك أيها الزوج أن تعامل زوجتك بمنتهى الحب والاحترام، فعطفك وحنانك هو سر استقامتها، وبقائها مواضبة على العطاء، أما القسوة من طرفك والجفاء واللامبالاة فلا تصنع إلا الفرقة الروحية، ولا تنمي إلا بذور العناد بداخلها. ـ إذا استقوتك
المرأة استعطفتك بدموعها وإذا استضعفتك قتلتك بكبريائها.. وهنا فلتعلم عزيزي الزوج بأن
المرأة لا تستقوي إلا الرجل الهادئ، الطيب الذي يحقق إرادته دون استعمال عضلاته، لذلك فلا تعجب من تمرد زوجتك عليك بعد تهجمك عليها بمختلف أنواع الشتم والضرب، لأنها لا يمكن إلا أن تكون محتقرة لك، مستضعفة لقوتك الزائفة. ـ الرجل القوي هو الذي يخضع
المرأة لإرادته دون أن يأمرها بذلك "فلا تحسب أيها الزوج بأنك قد تصل إلى مبتغاك بطول اليد واللسان، وإنما باللين وحسن الفعل والكلام.
ـ الرجولة الحقيقية تقتضي وجود صفات عديدة تأسر قلب
المرأة وتجعلها تشعر بأنها تعيش إلى جانب شخص اختارها لتشاركه حياته دون أن تلغي شخصيتها بين يديه، لكن بتسلطك عليها أيها الزوج تصاب بخيبة أمل كبيرة وتسارع بالتخلص من قيود سيطرتك حتى لا تسمع نداءات نفسها الرافضة للخضوع.
ـ أرق النساء طبعا أكثرهن شراسة إذا أهينت أنوثتها وكرامتها، وهنا تخيل رد فعل
المرأة الشرسة في الأصل؟.. الصورة واضحة وجلية وعليك أن تكون حليما، رحيما، عطوفا، حنونا، حتى تكسب قلب امرأتك مهما كان طبعها ففي المقابل، أشرس النساء طبعا أكثرهن لينا إذا وجدت من يحبها ويقدرها.
ـ لين الجانب من طرفك أيها الزوج لا يعني ضعفك، وتهجمك المستمر لا يعني قوتك، لذلك وفر على نفسك استعمال العضلات وحاول أن تكسب راحة بالك بعقد الصلح مع زوجتك وبداية صفحة جديدة قائمة على المشاركة في كل شيء، فهذا خير لك حتى تنعم بالسعادة وتعيش في كنف الإستقرار.
منقوول