الموضوع
:
كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع)
عرض مشاركة واحدة
12-25-2015
#
5
بيانات اضافيه [
+
]
رقم العضوية :
1
تاريخ التسجيل :
May 2006
العمر :
52
أخر زيارة :
منذ 2 أسابيع (09:02 PM)
المشاركات :
14,442 [
+
]
التقييم :
59465
الدولهـ
MMS ~
SMS ~
يرحل الجميع ويبقى شعاع المحبة
لوني المفضل :
Crimson
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع)
فصل
وذكر القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار قال: أول العيون عين تخرج
من جبل القمر وراء خط الاستواء ثم ينبعث منها عشرة أنهار ويخرج منها بحرهو نيل مصر
حتى يمر بمدينة النوبة ويقطع الإقليم الأول حتى يجاوره إلى الاقليم الثاني ثم يمد
إلى مصر ثم ينقسم النيل سبعة أقسام يمر الغربي منها إلى الإسكندرية.
ومسير النيل من ابتدائه إلى انتهائه ألفا ميل ونيفًا.
وعين أخرى مركزها تحت خط الاستواء يخرج منها نهر يمر إلى النيل حتى
يصب فيه عند مدينة النوبة.
وعين أخرى في جزيرة الفضة التي في بحر الصين يخرج منها ثلاثة أنهار
تصب في البحر.
وعين أخرى من وراء خط الاستواء يخرج منها نهران يصبان في البحر.
قال: وفي الإقليم الأول من الأنهار والعيون ثلاثة وعشرون كلها
جارية إلا عينًا وا حدة.
وفي الإقليم الثاني من الأنهار والعيون أربعة وعشرون والبحيرة
المعروفة بطبرية وهي مدورة مقدارها ثلاثة وثلاثون ميلًا ويخرج منها نهر يمر على قرب
أنطاكية حتى يصب في البحر.
وفي الإقليم الرابع أنهار وعيون لم يذكر عددها.
وفي الإقليم الخامس خمسة وعشرون نهرأ منها دجلة تخرج من بين جبلين
عند مدينة آمل وتصير إلى بلد ثم الموصل ثم المدينة ويصب إلى بغداد ثم إلى واسط ثم
البطائح ثم يفترق فرقتين فرقة تمر إلى البصرة وفرقة إلى المدار ويصب الجميع إلى بحر
فارس ومسافتها ثمانمائة ميل ونصف.
وفي الإقليم السادس ستة وعشرون نهرًا منها الفرات أولها من عين في
بلد الروم وطولها عند طلوعها في بلد الإسلام سبعمائة وخمسة وثلاثون ميلًا.
وفي الإقليم السابع ثمانية وعشرون نهرًا منها جيحان يصب في بحر
الشامي وطوله سبعمائة ونيف وثلاثون ميلًا وفيه نهر بلخ.
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن
جعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر بن
سليمان عن الصباح بن أشرس قال: سئل ابن عباس عن المد والجزر فقال: إن ملكًا
موكل بقاموس البحر فإذا وضع رجله فاضت ذكر طرف من عجائب ما في الأرض انبأنا محمد بن
ناصر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الكسائي قال: أخبرنا أبو نصر عبد الوهاب بن
عبد الله المري قال: حدثنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي قال: أخبرنا علي بن
محمد بن كاس النخعي قال: حدثنا خضر بن أبان قال: حدثنا منصور بن عمار قال:
حدثنا ليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن شفي بن ماتع عن عبد الله بن عمرو قال: من
العجائب التي وصفت في الدنيا أربع: منارة الإسكندرية عليها مرآة من حديد يقعد
القاعد تحتها قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فيرى من بالقسطنطينية وبينها عرض البحر
وسوداني من نحاس على قضيب من نحاس على الباب الشرقي برومية فإذا كان أوان الزيتون
صفَّر ذلك السوداني صفرة فلا تبقى سودانية تطير إلا جاءت معها بثلاث زيتونات في
رجليها وزيتونة في منقارها فألقته على ذلك السوداني فيحمله أهل رومية فيعصرون ما
يكفيهم لسرجهم وإدامهم إلى العام المقبل.
ورجل من نحاس بأرض اليمن ما بين الشجر مادًا يده إلى وراء كأنه
يقول: ليس ورائي مذهب ولا مسلك وهو أرض رجراجة لا تستقر عليها الأقدام غزاها ذو
القرنين في سبعين ألفا فخرج عليهم نمل كنجاتي وكانت النملة تخطف الفارس عن سرجه.
وبطة من نحاس بين عمود من نحاس فيما بين الهند والصين بأرض يقال لها
كثار فإذا كان يوم عاشوراء شربت البطة من الماء حاجتها ومدت منقارها فيفيض من فيها
الماء ما يكفيهم لزروعهم ومواشيهم إلى العام المقبل.
وقد روي لنا هذا الخبر على وجه آخر فأنبأنا محمد بن ناصر قال:
أنبأنا عبد المحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو أحمد عبد اللهّ بن محمد الدهان قال:
حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسين البردعي قال: حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد اللهّ
بن أبي العصام قال: حدثني اسحاق بن ابراهيم الأزرق قال: حدثنا محمد بن أبي موسى
قال: حدثنا حجاج بن أبي لهيعة عن أبي قسيل عن عبد اللّه بن عمرو عن العجائب التي
وضعت في الدنيا أربع: مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان الجالس يجلس تحتها
فيرى مَن بالقسطنطينية وبينها عرض البحر وعمود من نحاس بأرض رومية فإذا كان لقاط
الزيتون لم يبق سودانية إلا جاءت إليه بثلاث زيتونات فيعصرها أهل رومية لادامهم
ومصابيحهم وفرس من نحاس عليه راكب من نحاس بأرض طليلة قريبة من قرى الأندلس من
خلفها بأرض رجراجة لا يطأ عليها أحد إلا ابتلعه والفرس قافل بيده هكذا مكتوب في
جبهته ليس ورائي مسلك وعمود من نحاس عليه شجرة من نحاس تمثال عاد فإذا كان أشهر
الحرم هطل منها الماء فملىء منه الحياض ويشرب الناس منه وسقطوا ظهورهم فإذا تصرمت
أشهر الحرم انقطع ذلك عنهم.
أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبد
الجبار قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الله بن خلف قال: حدثنا جدي محمد بن
عبد الله قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حاتم قال: حدثنا عمرو بن شبة قال:
حدثنا سليم بن منصور بن عمار عن أبيه قال: حدثني عبد ربه عن نافع عن أبي مدرك
السعدي قال: أتيت طليلة من وراء الأندلس فرأيت صنمين من نحاس رؤوسهما في الهواء
قائمين على رجل واحدة كل واحدة منها واضع كفه اليسرى بين عينيه مكتوب: ليس خلفي
مسلك.
قال: وقد أخبرني أناس من أهل تلك الناحية أن ذا سرح الملك سار في
الجموع حتى وصل إلى تلك الناحية فخرج عليه خلق يشبه النمل وإن كانت الدابة من تلك
الدواب لتخطف برجليها رجلين وتأخذ الرجل.
مع بقرة معه فتحمله فما يقدر على نفسه فلما رأى ذلك ذو سرح الملك
انصرف بالجمع.
وقد ذكر بعض العلماء في العجائب: أنه بأرض مصر أسطوانتان من بقايا
أساطين كانت هناك في رأس كل اسطوانة طوق من نحاس يقطر من أحديهما ماء من تحت الطوق
إلى نصف والهرمتان بمصر سمك كل واحد منهما أربعمائة ذراع طولًا في أربعمائة ذراع
عرضًا كلما ارتفع البناء دق وهما من رخام ومرمر مكتوب عليها طب وسحر وتحتَ ذلك
مكتوب: " إني بنيتها بملكي فمن يدعي قوة في ملكه فليهدمها فإن الهدم أيسر من
البناء ".
قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: وبلغنا أنهم قدروا فإذا خراج الدنيا
مرارًا كثيرة لا يقوم بهدمها ويقال إنه ما من بناء بالحجارة أبهى من كنيسة حمص ولا
بناء بالآجر والجص أبهى من ايوان كسرى بالمدائن ولا منارة أعجب من منارة الاسكندرية
ولا بناء بالحجارة أحكم ولا أبهى من شاذروان تستر لأنها بالصخر وأعمدة الحديد وطاط
الرصاص.
وأعجب من هذا كله سد ذي القرنين الذي أمده الله لبنائه وسيأتي ذكره
في أخبار في القرنين إن شاء الله.
ومن العجائب
:
نار بصقلية تجيء بالهند وبالأندلس تشعل في حجارة ولا
يمكن أن يوقد منها.
وأهل اليمن يمطرون في الصيف وليس بصقلية نمل.
ومن العجائب: بيتان وجدا بالأندلس عند فتحها في مدينة الملوك ففتح
أحد البيتين وهو بيت المال فوجد فيه أربعة وعشرون تاجًا عدة ملوكهم لا يدرى ما قيمة
التاج منها وعلى كل تاج اسم صاحبه ومبلغ سنه وكم ملك من السنين ووجد فيه مائدة
سليمان بن داود.
ووجد على البيت الآخر أربعة وعشرون قفلًا كان كلما ملك ملك منهم زاد
قفلًا ولا يدرون ما في البيت فلما ملك آخر ملوكهم قال: لا بد لي من أن أعرف ما في
هذا البيت وتوهم أن فيه مالًا فاجتمعت إليه الأساقفة والشمامسة وأعظموا ذلك وسألوه
أن يأخذ بما فعله الملوك قبله فأبى وقال: انظر ما تحطب على مالك من مال يظن أنه
فيه فنحن ندفعه إليك من أموالنا فلا تفتحه.
فعصاهم وفتح الباب فإذا فيه تصاوير العرب على خيولهم بعمائمهم
ونعالهم وقسيهم ونبلهم فدخلت العرب جزيرة الأندلس في السنة التي فتح فيها الباب.
ووجد قتيبة بن مسلم بمدينة تدعى بيكند قدورًا عظامًا يصعد إليها
بسلاليم.
أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أنبأنا جعفر بن أحمد السراج
قال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن شاهين قال: حدثنا أبي قال: حدثنا
علي بن محمد بن أحمد المصري قال: حدثنا عبد الله بن عيسى المدني قال: حدثنا
إبراهيم بن المنذر قال: حدثني هشام بن محمد بن السائب قال: حدثني حفص بن عمر بن
النعمان البخاري قال: حدثني أبي عن جدي قال: سمعت حميدًا دهقان الفلوجة السفلى
وكان عمر قد فرض له في ألفي مع عدة من الدهاقين قال: كان ببابل سبع مدائن في كل
مدينة أعجوبة ليست في الأخرى وكان في المدينة الأولى التي منها ملكها تمثال الأرض
جميعًا فإذا أتوى عليه بعين أهل مملكته بخراجها خرق أنهارها عليهم فعرفت حيث كانت
فلا يستطيعون لها سدًا حتى يؤدون ما عليهم فإذا سدها عليهم في وفي المدينة الثانية
حوض فإدا أراد الملك أن يجمعهم لطعامهم إلى من أحب منهم بما لا أحب من الأشربة نصبه
في ذلك الحوض فاختلط جميعًا ثم تقدم السقاة فأخذوا الآنية فمن صب في انائه تنينًا
صار في شرابه الذي جاريه.
وفي المدينة الثالثة طبل إذا غاب من أهلها غائب فأرادوا أن يعلموا
أحي هو أم ميت أتوا الطبل فضربوه فإن كان حيًا صوت الطبل وإن كان ميتًا لم يسمع له
صوت.
وفي المدينة الرابعة: مرآة من حديد إذا غاب الرجل عن أهله فأحبوا
أن يعلموا حاله كيف هو أتوا المرآة فنظروا فيها فأبصروه على حاله التي هو عليها.
وفي المدينة الخامسة: أوزة من نحاس إذا دخل المدينة غريب صوتت
صوتًا فسمعه جميع أهل المدن فيعلم أنه دخلها غريب.
وفي المدينة السادسة: قاضيان جالسان على الماء فيجيء المحق
والمبطل فيمشي المحق على الماء حتى يجلس مع القاضي ويغمس المبطل في الماء.
وفي المدينة السابعة: شجرة لا تظل إلا ساقها فإن جلس تحتها رجل
إلى ألف أظلتهم وإن زاد واحد جعلوا كلهم في الشمس.
أول من سكن الأرض الجن وما زالوا يعمرون الأرض ويعبدون اللّه عز وجل
حتى طال عليهم الأمد فيتناول بعضهم بعضًا فنهاهم بعض ملوكهم واسمه يوسف ويقال إنه
كان نبيًا ولا يثبت مثل هذا فأرسل الله عليهم جندًا من الملائكة فيهم ابليس فأجلوهم
عن الأرض.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: كان الجن سكان الأرض والملائكة سكان
السماء وهم عمارها لكل سماء ملائكة ولكل أهل سماء صلاة وتسبيح ودعاء فكل أهل سماء
أشد عبادة وأكثر دعاء وصلاة وتسبيحًا من الذين تحتهم.
وقد قال بعض العلماء: عمروا الأرض ألفي سنة.
وقال بعضهم: أربعين سنة.
وروى سماك بن حرب عن بشر بن قحيف عن ابن عباس قال: إن الكلاب من
الجن وهي من ضعفاء الجن.
وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن
الله لعن شيطان الجن فمسخهم دواب في الأرض فهي هذه الكلاب السود وهي الجن ".
ياب ذكر سكان الأرض روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلى
الله عليه وسلم أنه قال: " إن الله تعالى خلق ألف أمة ستمائة منها في البحر
وأربعمائة في البر ".
وقد روينا نحو هذا عن يحيى بن أبي كثير موقوفًا.
وقال وهب بن منبه: " إن لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم الدنيا
من ذلك واحد ".
وقال أبو العالية: الجن عالم والإنس عالم وسوى ذلك ثمانية عشر ألف
عالم من الملائكة على الأرض والأرض أربع زوايا كل زاوية منها أربعة آلاف وخمسمائة
عالم خلقهم الله لعبادته.
أخبرنا اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا عاصم بن الحسن قال: أخبرنا
أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال:
حدثني إسحاق بن حاتم المدائني قال: حدثنا يحيى بن سليم عن عثمان بن أبي دهرس
قال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن بهذا المغرب أرضًا
بيضاء مسيرة للشمس أربعين سنة بها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قالوا:
فأين الشيطان عنهم قال: " ما تدرون خلق الشيطان أم لم يخلق " قالوا: ومن
وراء آدم هم قال: " وما تدرون خلق آدم أم لم يخلق ".
باب ذكر من ملك الأرض كلها
قد روينا في الحديث عن مجاهد أنه قال: ملك الأرض أربعة أنفس:
مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وأما الكافران فبخت نصر
ونمرود.
وقد حكى أبو الحسين بن جعفر المنادي أن هشام بن محمد والشرقي بن
قطامي قالا: ملك الدنيا كلها من الجن والإنس ثمانية: فثلاثة منهم من ولد جان:
جيومرث وبعضهم يقول جيومرب بالباء ثم ملكها بعده طهمورث ثم ملكها من بعده ابنه
أوشنج فخلق اللّه تعالى آدم على عهد أوشنج وكان أول من ملك الدنيا من أولاد آدم
جمشاد بن بونجهان من ولد قابيل وكان يقطع الدنيا كل يوم كما تقطعها الشمس يضحي
بالمشرق ويمسي بالمغرب ملكها بين آدم ونوح.
والثاني: نمرود بن كنعان بن حام بن نوح.
والثالث: بوارسب وهو الضحاك بين الأهبوب.
والرابع سليمان.
والخامس ذو القرنين.
قلت: وإذا أضيف بخت نصر صاروا ستة إلا أن هذا القول لا أراه
ثابتًا.
وسنذكر جيومرث وطهموث في أولاد آدم.
باب ذكر ما تحت الأرض
اعلم أن الأرض كان طبقًا واحدًا فشقها سبحانه سبعًا وكذلك السماء.
قال كعب: هنه الأرض على صخرة خضراء في كف ملك وذلك الملك قائم على
ظهر الحوت وذلك الحوت منطو بالسموات السبع من تحت الأرض.
وقال ابن عباس: الصخرة على منكبي ملك والملك على الثور والثورعلى
الماء والماء متن الريح.
وقال وهب: اسم الحوت بهموت.
باب ذكر سكان الأرضين السبع
روى عطاء بن يسار أنه سأل كعب الأحبار فقال له: من ساكن الأرض
الثانية فقال: الريح العقيم لما أراد اللّه عز وجل هلك قوم عاد أوحى إلى خزنتها
أن افتحوا منها بابا قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور قال: اذن تتلف الأرض بمن
عليها فاستأذنوا ربهم فضيق ذلك حتى جعله مثل حلقة الخاتم قال: فقلت: من ساكن
الأرض الثالثة قال حجارة جهنم قال: قلت: فمن ساكن الرابعة قال: كبريت جهنم
قلت: فمن ساكن الأرض الخامسة قال: حيات جهنم قال: قلت: وان لها الحيات
قال: نعم والذي نفسي بيده كأمثال الأودية قلت: فمن ساكن السادسة فقال: عقارب
جهنم كأمثال البغال ولها أذناب كالرماح يلقى إحداهن الكافر فيلسعه اللسعة فيتناثر
لحمه على قدمه قلت: فمن ساكن السابعة قال: تلك سجين وفيها ابليس موثق يد أمامه
ويد خلفه ورجل أمامه ورجل خلفه فيأتيه جنوده بالأجنان في مكانه وقد روى الضحاك عن
ابن عباس قال: في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم.
ومعنى هذا أن لكل الأرض ساعة يقوم كبيرهم ومتقدمهم مقام آدم ونوح
فينا.
باب ذكر الجن والشياطين
هذا الجن ثلاثة أنواع: جان وجن وشياطين ولا خلاف أن الكل خلقوا
قبل آدم.
فأما الجان: ففيه ثلاثة أقوال أحدها: أنه أبو الجن رواه أبو
صالح والضحاك عن ابن عباس وهومخلوق من نار.
أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بن
جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاق
قال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى الله
عليه وسلم: " خلق الجان من مارج من نار وخلقت الملائكة من نور ".
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: المارج لسان النار الذي يكون في
طرفها إذا التهبت.
وروى عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو الجن اسمه سوما فقال الله
له: تمن فقال: أتمنى أن نرى ولا نرى وأن نغيب في الثرى وأن يصير كهلنا شابًا
فأعطي ذلك فإن الدهر ليمرعلى والثاني: أن الجان هو الاثنين قاله الحسن وعطاء
وقتادة ومقاتل.
والثالث: أن الجان مسيخ الجن.
أخبرنا إسماعيل بن أحمد المقري وعبد اللّه بن محمد الحاكم ويحيى بن
محمد المدبر قالوا: حدثنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عبيد الله بن جشامة
قال: حدثنا البغوي قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابن
عباس قال: الجان مسيخ الجن كما أن القردة والخنازير مسيخ الإنس.
وأما الشياطين: فكل متجبر عات من الجن.
وهو مأخوذ من شطن أي بعد عن الخير وقيل بعد غوره في الشر.
وكذلك المارد والعفريت.
وقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: الشياطين ولدان ابليس لا يموتون
إلا مع إبليس.
والجن: يموتون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر.
وقال السدي: في الجن شيعة وقدرية ومرجئة.
قال عبد الله بن عمرو بن العاص: خلق الله الجن قبل آدم بألفي
سنة.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الغيلان فقال:
" هي شجرة الجن ".
وقيل عند عمر بن الخطاب رضي اللهّ عنه أن الغيلان تتحول عن خلقها
فقال إنه ليس شيء وروى أبو الدرداء عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "
خلق الله الجن على ثلاث أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواء
وصنف عليهم الحساب والعقاب.
وخلق الإنس على ثلاثة أصناف: صنف لهم قلوب لا يعقلون بها وصنف
أجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل اللّه يوم لا ظل إلا ظله
".
واختلف الناس هل يدخل مسلمو الجن الجنة فقال الضحاك: يدخلون الجنة
ويأكلون ويشربون.
وقال مجاهد: يدخلونها ولكن لا يأكلون فيها ولا يشربون يلهمون من
التسبيح والتقديس ما يجد أهل الجنة من لذيذ الطعام والشراب.
وقال ليث بن أبي سليم: ثوابهم أن يجاروا من النار ويقال لهم:
كونوا ترابًا.
باب ذكر ابليس لعنه الله
اختلف العلماء هل كان من الجن أو من الملائكة على قولين.
أحدهما: أنه كان من الملائكة وأعظمهم قبيلة.
وإن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن وكان منهم وكان له سلطان سماء
الدنيا وكان له سلطان الأرض يسوس ما بين السماء والأرض فعصى فمسخه الله شيطانًا
رجيمًا.
وروى الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكة
يقال له الجن خلق من نار السموم من بين الملائكة وخلق الملائكة كلهم من نور غير هذا
الحيّ وخلق الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وأول من سكن الأرض الجن
فافسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضًا فبعث اللّه عز وجل إليهم إبليس في جند
من الملائكة يقال لهم الجن فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف
الجبال فلما فعل ذلك اغتر في نفسه فقال: لقد صنعت شيئًا لم يصنعه أحد.
وقال السدي عن أشياخه: كان إبليس على مُلك السماء الدنيا وكان مع
مُلكه خازنًا فوقع في صدره كبر وقال: ما أعطانا الله هذا إلا لمزية على
الملائكة.
وحكى أبو جعفر الطبري أن إبليس بعث حكمًا يقضي بين الجن في الأرض
فقضى بينهم بالحق ألف سنة فسمي حَكَمًا فدخله الكبر فألقى بين الذين كان حكم بينهم
العداوة والبغضاء حتى اقتتلوا فبعث الله عز وجل عليهم نارًا فأحرقتهم فعرج السماء
وأقام عند الملائكة يعبد اللّه إلى أن خلق آدم.
والقول الثاني: إنه كان من الجن.
قال الحسن: لم يكن إبليس من الملائكة قط.
وقال شهر بن حوشب: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسره
بعض الملائكة وقال سعد بن مسعود: كانت الملائكة تقاتل الجن فسُبي أبليس وكان
صغيرًا وكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أمروا أن يسجدوا سجدوا وأبى إبليس.
وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان إبليس اسمه عزازيل ثم
ابليس بعد.
وقال ابن جريج: كان اسم إبليس في السماء الحارث.
وقد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: خلق الله ابليس من
مارج من نار فلما خلق علق في الهواء فقال: يا هواء إن كنت فوقي فارفعني إليك وإن
كنت أسفل مني فأهبطني إليك.
فنودي: إن اللهّ بكل مكان ومع كل إنس وجان فاصطكت أسنانه وخرج من
فيه شرر خلق من كل شررة شيطان مخلد.
أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بن
أحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال: حدثنا أبي
قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبان قال: حدثنا أبوبكر بن عبيد قال: حدَثنا
يحيى بن عثمان قال: حدثنا بقية عن سفيان قال: أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه
السلام إن أول من مات إبليس وذلك أنه أول من عصاني وأنا أعد من عصاني من الموتى.
أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا عاصم بن الحسن قال: أخبرنا
أبو الحسين بن بشران قال: حدثنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال:
حدثنا الحسن بن يحيى العبدي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادة
قال: لما أهبط إبليس قال: يا رب قد لعنته فما عمله قال: السحر قال: فما
قرآنه قال: الشعر قال: فما كتابه قال: الوشم قال: فما طعامه قال: كل ميتة
وما لم يذكر اسم الله قال: فما شرابه قال: كل مسكر قال: فأين مسكنه قال:
الحمام قال: فأين مجلسه قال: الأسواق قال: فما مؤذنه قال: المزمار قال:
فما مصائده قال: النساء.
قال القرشي: وحدثنا بشير بن الوليد الكندي قال: حدثنا محمد بن
طلحة عن زبيد عن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء من
أمره ثم سماهم فذكر بترو والأعور ومسوط وداسم وزلنبور.
فأما بتر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى
الجاهلية.
وأما الأعور فهو صاحب الزنا يأمر به ويزينه.
وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقي فيخبره بالخبر فيذهب
الرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيت رجلًا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذا
وكذا وما هو الأمر.
وأما زلنبور فهو صاحب السرقى الذي يركز رايته في السوق ولا يزالون
ملتطمين.
وقال حوشب بن سيف قال: اسم الشيطان الذي يفتن الناس في الأسواق
فنحواص.
وقد روى سيف عن مجاهد ان إبليس نكح نفسه فباض خمس بيضات فهم
أولاده.
وهذا من أبعد الأقوال.
وقال عكرمة: من أولاد إبليس القعقاع.
أخبرنا هبة الله بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال:
أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثني
محمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبد
عن الحسن عن عتى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للوضوء شيطان يقال
له الولهان فاتقوه أو قال: فاحذروه ".
قال أبو الحسين بن المنادي: وقد قيل ان أحد الشياطين يجيء في صورة
طائر يقال له القرقصية يخفق بجناحه على عين الرجل الذي يقرأ على أهله الفاحشة فلا
ينكر بعد ذلك عليها.
باب ذكر أجناس الطير وحيوان البر والبحر
جميع أجناس الطير وجميع دواب الأرض كانت منتشرة في الأرض والهواء
والبحار قبل آدم عليه قال وهب بن منبه: فأري حمل البحر النسر قال: يا خطيب
الطير أحدث حدث قال: نعم خلق خلق من أمره كذا من صفته كذا يضعفه يعني آدم غير أنه
أعطي الرفق فقال: ويحك إنه من أعطي الرفق استتر لك من السماء واستخرجني من
البحر.
قال سعيد بن جبير: لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر في البر
وحوت في البحر وسيأتي هذا الحديث في انهباط آدم.
يتبع>
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا
عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا
قال ابن عون:
"ذكر الناس داء،وذكر الله دواء"
قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى :
(الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب)
ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له"
السير6 /369
قال العلامة السعدي:"
وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم
فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم
ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة
والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره"
الفتاوى السعدية 461
فترة الأقامة :
6531 يوم
الإقامة :
ارض الحرمين
معدل التقييم :
زيارات الملف الشخصي :
3462
مواضيعي ~
•
ركني الهادي
•
شعاع الترحيب والضيافة
•
شعاع الإعلانات الإدارية
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل :
2.21 يوميا
هوازن الشريف
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى هوازن الشريف
زيارة موقع هوازن الشريف المفضل
البحث عن كل مشاركات هوازن الشريف