الموضوع
:
حديث ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )
عرض مشاركة واحدة
#
1
02-09-2016
إدارة قناة اليوتوب
قـائـمـة الأوسـمـة
لوني المفضل
Darkturquoise
رقم العضوية :
426
تاريخ التسجيل :
Mar 2014
فترة الأقامة :
3702 يوم
أخر زيارة :
منذ يوم مضى (01:06 AM)
المشاركات :
16,177 [
+
]
التقييم :
9330
معدل التقييم :
بيانات اضافيه [
+
]
حديث ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )
حديث ( وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار )
[markbg=#bcd4db]
حديث (
وأنا
الدهر
بيدي
الأمر
أقلب
الليل
والنهار
)
عن
أبي هريرة
رضي الله عنه قال : قال رسول الله -
صل الله عليه وسلم
-
(
قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يسب
الدهر
،
وأنا
الدهر
بيدي
الأمر
،
أقلب
الليل
والنهار
)
رواه
البخاري
و
مسلم .
وجاء الحديث بألفاظ مختلفة منها رواية
مسلم
(
قال الله عز وجل : يؤذيني ابن آدم يقول : يا خيبة
الدهر
، فلا يقولن أحدكم : يا خيبة
الدهر
، فإني أنا
الدهر
أقلب
ليله ونهاره فإذا شئت قبضتهما
) .
ومنها رواية للإمام
أحمد
:
( لا تسبوا
الدهر
فإن الله عز وجل قال : أنا
الدهر
الأيام والليالي لي أجددها وأبليها وآتي بملوك بعد ملوك )
وصححه
الألباني
.
&
معاني المفردات
&
السب :
الشتم أو التقبيح والذم .
الدهر :
الوقت والزمان .
يؤذيني :
أي ينسب إليَّ ما لا يليق بي .
وأنا الدَّهر :
أنا ملك
الدهر
ومصرفه ومقلبه .
&
معنى الحديث
&
أقسم الله تعالى بالعصر والزمان لعظمته وأهميته ، فهو ظرف العمل ووعاؤه ، وهو سبب الربح والخسارة في الدنيا والآخرة ، وهو الحياة ، فما الحياة إلا هذه الدقائق والثواني التي نعيشها لحظة بلحظة ، ولهذا امتن الله به على عباده فقال
{
وهو الذي جعل
الليل
والنهار
خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا
}
(الفرقان: 62)
فمن فاته عمل
الليل
قضاه بالنهار ، ومن فاته عمل النهار قضاه بالليل .
وكان أهل الجاهلية إذا أصابتهم مصيبة ، أو حُرِموا غرضاً معيناً أخذوا يسبون
الدهر
ويلعنون الزمان ، فيقول أحدهم : " قبح الله
الدهر
الذي شتت شملنا " ، و" لعن الله الزمان الذي جرى فيه كذا وكذا " ، وما أشبه ذلك من عبارات التقبيح والشتم ، فجاء هذا الحديث لرد ما يقوله أهل الجاهلية ومن شابههم وسلك مسلكهم ، فبيَّن أن ابن آدم حين يسب الدّهر والزمان ، فإنما يسب - في الحقيقة - الذي فعل هذه الأمور وقدَّرها ، حتى وإن أضاف الفعل إلى
الدهر
، فإن الدَّهر لا فعل له ، وإنما الفاعل هو ربُّ
الدهر
المعطي المانع ، الخافض الرافع ، المعز المذل ، وأما
الدهر
فليس له من
الأمر
شيء ، فمسبتهم للدهر هي مسبة لله عز وجل ، ولهذا كانت مؤذية للرب جل جلاله .
ومَثَلُ من يفعل ذلك كرجل قضى عليه قاض بحق أو أفتاه مفت بحق ، فجعل يقول : " لعن الله من قضى بهذا أو أفتى بهذا " ، ويكون ذلك من قضاء النبي - صلى الله عليه وسلم - وفتياه فيقع السبُّ عليه في الحقيقة ، وان كان السابُّ لجهله أضاف
الأمر
إلى المبلِّغ ، مع أن المبلِّغ هنا ناقل للحكم ، فكيف بالدهر والزمان الذي هو مجرد وعاء ، وطرف محايد لا له ولا عليه ، والله تعالى هو الذي يقلبه ويصرفه كيف يشاء .
إذاً فالإنسان بسبِّه للدهر يرتكب جملة من المفاسد ، منها أنه سبَّ من ليس أهلاً للسب ، فإن
الدهر
خلق مسخَّر من خلق الله ، منقاد لأمره متذلل لتسخيره ، فسابُّه أولى بالذم والسب منه .
*
*
ومنها أن سبه قد يتضمن الإشراك بالله جل وعلا ، إذا اعتقد أن الدّهر يضر وينفع ، وأنه ظالم حين ضر من لا يستحق الضر ، ورفع من لا يستحق الرفعة ، وحرم من ليس أهلاً للحرمان ، وكثيراً ما جرى هذا المعنى في كلام الشعراء القدماء والمعاصرين ،
كقول بعضهم :
يا دهر ويحك ما أبقيت لي أحدا وأنت والد سوء تأكل الولــــــدا
وقول المتنبي :
قبحا لوجـهك يـا زمان كـــــأنه وجـه لــه من كـل قـبح بــــرقع
وقال آخر :
إن تبتلى بلـئام الـنـاس يـرفـعـهـم عليك دهر لأهل الفضل قد خانا
فسابُّ
الدهر
دائر بين أمرين لا بد له من أحدهما : إما مسبة الله ، أو الشرك به ، فإن اعتقد أن الدَّهر فاعل مع الله فهو مشرك ، وإن اعتقد أن الله وحده هو الذي فعل ذلك ، فهو يسب الله تعالى .
ثم إن في النهي عن سب
الدهر
دعوة إلى اشتغال الإنسان بما يفيد ويجدي ، والاهتمام بالأمور العملية ، فما الذي سيستفيده الإنسان ويجنيه إذا ظل يلعن
الدهر
ويسبه صباح مساء ، هل سيغير ذلك من حاله ؟ هل سيرفع الألم والمعاناة التي يجدها ؟ هل سيحصل ما كان يطمح إليه ؟ ، إن ذلك لن يغير من الواقع شيئاً ، ولا بد أن يبدأ التغيير من النفس وأن نشتغل بالعمل المثمر بدل أن نلقي التبعة واللوم على
الدهر
والزمان الذي لا يملك من أمره شيئاً .
نعيب زماننا والعـيـــــب فينا ومـا لـزماننا عـيـب سـوانا
وقد نهجوا الزمان بغير جرم ولو نطق الزمان بنا هجانا
هل
الدهر
من أسماء الله ؟
والدَّهر ليس من أسماء الله ، وذلك لأن أسماءه سبحانه كلها حسنى ، أي بالغة في الحسن أكمله ، فلابد أن تشتمل على وصف ومعنى هو أحسن ما يكون من الأوصاف والمعاني في دلالة هذه الكلمة ، ولهذا لا يوجد في أسماء الله تعالى اسمٌ جامدٌ لا يدل على معنى ، والدَّهرُ اسم جامد لا يحمل معنى سوى أنه اسم للوقت والزمن .
ثم إن سياق الحديث أيضاً يأبى أن يكون الدَّهر من أسماء الله لأنه قال
(
وأنا
الدهر
بيدي
الأمر
أقلب
الليل
والنهار
)
، والليل
والنهار
هما
الدهر
، فكيف يمكن أن يكون المقلَّب بفتح اللام هو المقلِّب بكسر اللام
؟
! ولذلك يمتنع أن يكون الدَّهر اسماً لله جل وعلا .
&
الأذى والضرر
&
وقد ذكر الحديث أن في سب
الدهر
أذية لله جل وعلا ، ولا يلزم من الأذية الضرر ، فقد يتأذى الإنسان بسماع القبيح أو مشاهدته أو الرائحة الكريهة مثلاً ، ولكنه لا يتضرر بذلك ، ولله المثل الأعلى ، ولهذا أثبت الله الأذية في القرآن فقال تعالى
{
إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذابا مهينا
}
(الأحزاب: 57)
.
ونفى عن نفسه أن يضره شيء ، فقال تعالى {
إنهم لن يضروا الله شيئا
}
(آل عمران: 176) .
وقال في الحديث القدسي (
يا عبادي إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني
) رواه
مسلم
.
وصل الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،
والحمد لله رب العالمين.
"والله ولي التوفيق"
[/markbg]
المصدر:
منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد
آخر تعديل عطر الجنة يوم 02-09-2016 في
04:55 PM
.
زيارات الملف الشخصي :
506
إحصائية مشاركات »
المواضيـع
الــــــردود
[
+
]
[
+
]
بمـــعــدل : 4.37 يوميا
MMS ~
عطر الجنة
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى عطر الجنة
البحث عن كل مشاركات عطر الجنة