شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||||||||||
| ||||||||||
المطالب الثمينة لانشراح الصدر إن الدنيا دار لا تخلو من الشدة واللأواء، ولا يسلم فيها الإنسان من الهموم والغموم والشقاء، قال -صلى الله عليه وسلم-: (الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر)[1]. إن المتأمل لأهل هذا العصر يجد كثرة الشكوى من الكآبة والضيق، والتضجر والقلق بسبب الهموم المتنوعة والأمراض النفسية المختلفة، حتى وصل الأمر عند البعض إلى الانتحار -والعياذ بالله-؛ لهذا فالحاجة ماسَّة لمعرفة المنهج الذي يُقيم الحياة الطيبة، ويكفُل انشراح الصدور، ويجلب الفرح والحبور والبهجة والسرور. وهذه وقفات عند الأسباب التي تحقق تلك المطالب الثمينة والمعاني السامية وَفق منهج الوحيين وسيرة سيد الأنبياء والمرسلين -عليه أفضل الصلاة والتسليم- فأولُ هذه الأسباب: * تحقيقُ الإيمان بالله -جل وعلا– الإيمان المتضمنُ محبةَ الله ومحبة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وإفراد الله -جل وعلا- بالخوف والرجاء، وتفويض الأمور إليه والاعتماد عليه وحده، والوقوف عند حدوده {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النحل: 97]، {وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا} [الطلاق: 2]. * التحلي بالصبر عند المصائب، والتخلُّق به عند المضايق، قال -صلى الله عليه وسلم-:(عجبًا لأمر المؤمن إنَّ أمره كلَّه له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراءُ شكر فكان خيرًا له، وإن أصابته ضراءُ صبر فكان خيرًا له)[2]، إنه الصبر الذي يحدو بصاحبه إلى عدم التضجر والتسخط، بل صبر المؤمن الذي يوقن بما أخبر به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- بقوله: (ما يصيب المسلمَ من نصب ولا وصب، ولا هم ولا حزن، ولا أذى ولا غم، حتى الشوكةِ يُشاكها إلا كفر الله بها خطاياه)[3]، وفي رواية مسلم: (ما يصيب المسلم من وصب ولا نصب، ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كُفِّر به من سيئاته). * أن يجعل العبدُ همَّه الأكبرَ الآخرةَ، والعمل لها والسعي من أجلها، فمن أهمته الدنيا فقط وجعلها أكبر همه؛ حمَّله الله همومها وغمومها وأنكادها، صح عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (من كانت الآخرةُ همه؛ جعل الله غناه في قلبه، وجمع له شمله، وأتته الدنيا وهي راغمة، ومن كانت الدنيا همه؛ جعل الله فقرَه بين عينيه، وفرَّق عليه شمله، ولم يأته من الدنيا إلا ما قُدِّر له). * المحافظة على الصلوات المفروضة، والإكثار من نوافلها بتدبر وخشوع، كما كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يصلي. قال -جل وعلا-: {وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} ورسولنا -صلى الله عليه وسلم- فيما صحَّ عنه يقول: (يا بلال أرحنا بالصلاة)، (وجُعلت قُرَّةُ عيني في الصلاة). * ومن أقوى الأسباب لانشراح الصدور وإزالة الغموم الإكثارُ من ذكر الله -جل وعلا-:{أَلَا بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 28]، ومن أفضل الأذكار الإكثار من تلاوة القرآن بتدبر، يقول -جل وعلا-:{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ} [يونس: 57]، وكذلك المحافظةُ على أذكار الصباح والمساء، والإكثار من الاستغفار، ومن ذلك أيضًا الإكثار من الصلاة والتسليم على النبي الكريم، ففي حديث أبي بن كعب -رضي الله عنه- حينما قال: "يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك"، وفي الحديث قال: قلت أجعل لك صلاتي كلَّها، قال: (إذًا يكفيك الله ما أهمك من أمر دينك وآخرتك، ويغفر لك ذنبك). * التوجُّهُ إلى العظيم الكريم –سبحانه- والتضرع إليه، قال أنس: "كنت أخدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا نزل، فكنت أسمعه كثيرًا يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن...) إلى آخر الحديث الذي رواه البخاري. * النظرُ إلى النعم التي لا تحصى مما أنعم الله بها عليك أيها المسلم، وأن تستيقن أن ما أصابك من المكروه لا يكون شيئا بالنسبة للنعم التي تعايشها، قال -صلى الله عليه وسلم-: (انظروا إلى من هو أسفلُ منكم، ولا تنظروا إلى من هو فوقكم؛ فإنه أجدرُ ألا تزدروا نعمة الله عليكم)[4]. * أن يعيش المسلم متفائلًا مستبشرًا، نظره دائمًا يقع إلى الحسن لا إلى السيئ يلحظ المحاسن فيغلبها، ويتغاضى عن المساوئ ويتناساها، فتحل حينئذٍ المحبة في قلبه، وتنزل السكينة فؤاده،(لا يَفرَك مؤمنٌ مؤمنة، إن كره منها خلقًا رضِيَ منها آخر)[5]. * ومن الأسباب المعينة على انشراح الصدور في حال نزول الضيق والضنك أن يستشير المسلم ذوي الرأي، ويستمع لذوي النصح من أهل العلم والفضل والصلاح؛ ففي ذلك تسليةٌ للقلوب وأنس للأفئدة، وطردٌ للهموم والكروب. * ومما يجلب السرور ويزيل الهم الذي يحدث بسبب خوف من المستقبل، ويرفع الحزن الذي على الماضي أن يحرص المسلم على الجد والاجتهاد في إصلاح حاضره في دينه ودنياه، وأن يشغل نفسه بالأمور النافعة، ولا ينقاد للكسل الضار، ولا يستسلم للأمور المكروهة التي قد مضت ونفذت؛ فاشتغال الفكر بها من باب العبث والمحال، فحينئذ يمضي قُدمًا في أمور دينه لتحصيل الخيرات ودفع المضرات، قال -صلى الله عليه وسلم-: (المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، احرص على ما ينفعك ولا تعجز واستعن بالله، وإن أصابك شيءٌ فلا تقل لو أني فعلتُ كذا وكذا لكان كذا وكذا، ولكن قل قدَّر الله وما شاء فعل)[6]. للشيخ: حسين آل الشيخ –حفظه الله- (بتصرف) م.ق [1] رواه مسلم. [2] رواه مسلم. [3] رواه البخاري. [4] متفق عليه. [5] رواه مسلم. [6] رواه مسلم. [5] رواه مسلم. [6] رواه مسلم. آخر تعديل إسمهان الجادوي يوم
07-18-2013 في 12:58 PM. |
07-18-2013 | #2 |
| السلام عليكم و رحمة الله و بركاته اللهم اشرح لي صدري و يسر لي أمري جزاكِ الله خيرا و بارك الله فيكِ على هذا الطرح القيم أختي ينقل للقسم المناسب |
|
07-18-2013 | #3 |
لا إله إلا الله | ~||طرح جميل ومميز سلمت يمناك ع الانتقاء والسرد لاحرمنا الله من عبير تواجدك دمت بسعادهـ بحجم السمآء لقلبك طوق من الياسمين||~ |
إذا غبت عنكم ولم تروني .... هذي مشاركاتي تذكروني وإن طــالت مدة غيـــابي... فدعواكم لي ولا تنـســوني وإذا بلغكم خــبر وفــاتي ...فأسترجعوا الله وأستغفرولي فلا تبخلوا على يا اخواتي بدعوة ... لعل الله أن يغفر ذنــوبي |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 0 : | |
لا يوجد أعضاء |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تعلم السحر ....اسراره ...كيف تتقنه! | ام بشري | شعاع العـــام | 4 | 08-13-2014 09:47 PM |
إبداع على أوراق الشجر | أم يعقوب | موسوعة شعاع للصور | 9 | 06-17-2014 03:48 AM |
هل تحس بضيق في الصدر | حمامة الاسلام | شعاع العـــام | 9 | 05-27-2014 12:08 AM |
الإرادة والعزيمة تكسر حتى الصخر !!! | أم يعقوب | موسوعة شعاع للصور | 14 | 05-15-2014 03:02 AM |
من علامات الأيمان ... سلامة الصدر واللسان | ام عبدالله وامنه | شعاع العلوم الشرعية | 5 | 09-07-2013 02:18 PM |