منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع العلوم الشرعية (https://hwazen.com/vb/f38.html)
-   -   هل قلوبنا سليمة أم سقيمة (https://hwazen.com/vb/t10189.html)

دكتورة سعاد 12-12-2015 12:59 AM

هل قلوبنا سليمة أم سقيمة
 

لنحاسِب أنفسنا قبل أن نحاسَب:

أن من أهم ما ينبغي على المسلم إصلاحه والعناية به قلبه الذي بين جنبيه، فإن القلب أخواتي في الله هو أساس الأعمال وأصل حركات البدن، فإن طاب القلب طاب البدن وإن فسد فسد، وقد كان صلى الله عليه وسلم يهتم بإصلاح القلب غاية الاهتمام، ويعتني به تمام العناية، ويوصي بذلك في كثير من أحاديثه الشريفة، ويضمِّن ذلك كثيرا من أدعيته المنيفة، فكان صلى الله عليه وسلم يقول في دعائه: "اللهم اجعل في قلبي نورا "، ويقول في دعائه: "اللهمّ إني أعوذ بك من قلب لا يخشع"، ويقول في دعائه: "اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس"، ويقول في دعائه: "اللهم آت نفوسنا تقواها زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها"، ويقول في دعائه: "يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك"، والنّصوص في هذا المعنى كثيرة جدا .



والواجب علينا أخواتي أن نهتم بتزكية قلوبنا وإصلاحها، وتنقيتها مع العناية بإصلاح ظاهرنا، إذ لا عبرة بصلاح الظاهر مع فساد الباطن، ومتى ما أصلح المسلم قلبه بالأعمال الزّاكية والإخلاص والصدق والمحبة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم، استقامت جوارحه وصلح ظاهره، كما في الصحيحين من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب"،

ولنقف مع أنفسنا وقفة محاسبة لنعرف هل نحن من أصحاب القلوب السليمة أم من أصحاب القلوب السقيمة، ولنعرف ذلك أخواتي لابد لنا من معرفة علامات صحة القلوب وسقمها.

علامات صحة القلب ونجاته:

قال ابن القيم - رحمه الله - في علامات صحة القلب ونجاته:

1- أنه لا يزال يضرب على صاحبه حتى يتوبَ إلى الله ويُنيب.

2- أنه لا يفتُرُ عن ذِكر ربه، ولا يسأَمُ من عبادته.

3- أنه إذا فاته وِرْدُه وجد لفواته ألَمًا أشدَّ من فوات ماله، وهنا وقفة! رحم الله ابن القيم، فما عساه أن يقول فيمن ليس له وردٌ، بل ما عساه أن يقول فيمن إذا فاتته الصلاة المفروضة لا يجد ألَمًا وحسرة، وكأنه لم يسمَعْ حديثَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((من فاتته صلاةُ العصر فكأنما وُتِر أهلَه ومالَه))؛ (أي: كأنما فقَد أهلَه ومالَه وهلَكوا).

4- أنه يجد لذة في العبادة أكثر من لذة الطعام والشراب، [فهل يجد أحدُنا لذة في العبادة؟! أو يجد اللذة إذا خرَج منها؟!].

5- أنه إذا دخَل في الصلاة ذهَب غمُّه وهمه في الدنيا، ونحن لا تجتمعُ الأمور والأعمال علينا إلا في الصلاة، حتى قال لي أحد الإخوة: إنه رأى رجلًا بعد أن دخل في الصلاة أخرج فاتورة للحساب، وأخذ يراجع الحسابات، وهو في الصلاة، إلى قصص كثيرة تبين ذهاب الخشوع، والخضوع بين يدي الله - عز وجل - في الصلاة.

فأين لذة الصلاة عند هؤلاء؟وأين الصلاةُ التي كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- يقول فيها: ((أرِحْنا بالصلاة يا بلال))، ويقول: ((وجُعِلت قرةُ عيني في الصلاة))، فإن لسان حال كثير من المصلين: "أرحنا من الصلاة"، وتجد أحدهم لو أطال الإمام القراءة، سرد عليه محفوظاته في الأحاديث التي تأمُرُ برعاية حال المأمومين، بينما لو أخلَّ الإمام بأدائها وواجباتها لم يجد من ينبِّهُه، إلا من رحم الله، والله المستعان.

6- أن يكون همه لله، وفي ذات الله، وهذا مقام رفيع.

7- أن يكون أشحَّ بوقته أن يذهب ضائعًا أشد من شح البخيل بماله.

8- أن يكون اهتمامه بتصحيح العمل أكثر من اهتمامه بالعمل ذاته، [وهذه نقطة مهمة جدًّا. فيجب أن يكون اهتمام الإنسان بتصحيح العمل كبيرًا؛ في تصحيح القصد، وتحقيق المتابعة، وتحقيق العبودية في العمل؛ فإن هذا هو الغايةُ من العمل.

فهذه علامات لسلامة القلب وصحته، وإليك - أختي في الله - علامات شقاوته وعلّته.

علامات مرض القلب وشقاوته:

حيث ذكر ابن القيم من علامات مرضه جملة، منها:

1- أنه لا تؤلمه جراحاتُ القبائح.

فهل نتألم نحن لجراحات قلوبِنا، وما نقترفه من معاصٍ وآثامٍ في الليل والنهار؟



وهل نندم ونعزم على التوبة كلما أذنبنا؟

وهل آلمنا ما نراه في مجتمعنا من معاصٍ ومنكَرات؟

وهل عمِلْنا على تغييرها ما استطعنا، وهذا أمر - لا شك - عظيمٌ؛ فإن القلب الذي لا يعرف معروفًا، ولا يُنكِر منكَرًا في نفسه ولا في مجتمعه، قلبٌ يحتاج صاحبه إلى تدارُكِ نفسه قبل فوات الأوان.

2- أنه يجد لذة في المعصية، وراحة بعد عملها، [وإنما حال المؤمن إذا عصى اللهَ أن يندم ويستغفرَ ويتحسر على ما فات، ويسارع في التوبة إلى الله].

وهناك من الناس - للأسف - من ينطبق عليه كلامُ ابن القيم؛ فبعض مشاهدي الأفلام نجده يجد لذة في مشاهدتها، ولا تكاد تُفارِقُه تلك اللذة لمدة طويلة.

وكذلك نجد من متابعي المباريات من يجد لذة في مشاهدتها وحضورها، ولا تُفارِقُه النشوة لفترة - خاصة إذا فاز فريقه - فهل نعي بعد ذلك خطورة هذا الأمر؟

3- أنه يقدم الأدنى على الأعلى، ويهتم بالتوافِهِ على حساب معالي الأمور، [فماذا نقول عن بعض المسلمين ممن أصبح لا يهتمُّ بحال إخوانه وشؤون أمته، بينما يعرف من التوافِهِ أكثرَ مما يعرف عن أمورِ دينه، وأخبار علماء الإسلام وأئمته؟!].

وكم يتأسف الإنسان على أموال كثير من شبابنا ممن أغرم بحب الرياضة والفن، ويهتم لها ويحزن ويغتمُّ، أكثر مما يهتم لقضايا إخوانه، في أفغانستان، فلسطين، الفلبين، أريتريا... إلخ، فهل هذا قلبه سليم؟ بل نقول لهذا: أدرِكْ قلبك؛ فهو على شفا هلَكةٍ.

4- أنه يكره الحقَّ، ويضيق صدرُه به، وهذا بداية طريق النفاق، بل غايته.

5- أنه يجد وحشة من الصالحين، ويأنس بالعصاة والمذنبين، [فتجد مِن الناس مَن لا يُطيق الجلوس مع الصالحين، ولا يأنَس بهم، بل يستهزئ بهم ومجالسهم، ولا ينشرح صدرُه إلا في مجالسة أهل السوء وأرباب المنكَرات، ولا شك أن هذا دليلٌ على ما في قلب صاحبه من فساد ومرض].

6- قَبولُه الشبهة، وتأثُّره بها، وحبُّه للجدل، وعزوفه عن قراءة القرآن.

7- الخوف من غير الله؛ ولذلك يقول الإمام أحمد: لو صححت قلبك لم تخَفْ أحدًا، [وهذا العز بن عبدالسلام يتقدم أمام أحد الملوك الطغاة، ويتكلم عليه بكلامٍ شديد، فلما مضى قال له الناس: أما خِفْتَ يا إمام، فقال: تصورت عظمةَ الله، فأصبح عندي كالهرِّ، والآن نرى من الناس مَن يخاف من المسؤول والضابط، وغيرهما، أكثر من خوفِه من الله، وهذا لا شك دخَن في قلب صاحبه، والعاقل خصيمُ نفسِه].

8- وجود العشق في قلبه، قال شيخ الإسلام: وما يُبتلى بالعشق أحدٌ إلا لنقص توحيدِه وإيمانه، وإلا فالقلبُ المنيب فيه صارفانِ يصرفانِه عن العشق، إنابتُه إلى الله ومحبتُه له، وخوفُه من الله.

1- أنه لا يعرف معروفًا ولا ينكِرُ منكَرًا، ولا يتأثر بموعظة.


فعلى كل واحدة منا أخواتي أن تتحسس قلبها وتعرضه على علامات صحة القلوب وسقمها، فإن وجدت خيرًا فلتحمد الله، وإن وجدت تقصيرا فلتجتهد بمحاسبة نفسها لترتقي بقلبها إلى ما يرضي ربها قبل أن يقفل باب التوبة والإصلاح .


أم إلياس 12-12-2015 01:54 AM

رد: هل قلوبنا سليمة أم سقيمة
 


شكرا دكتورة سعاد
رووعه × رووووعه

ربي يعطيك العافيه
ع الانتقاء الرائع والمميز
ارقى التحايا لروحك الطيبه











http://www.karom.net/up/uploads/13343251573.gif

إسمهان الجادوي 12-12-2015 11:24 AM

رد: هل قلوبنا سليمة أم سقيمة
 
اللهم نق قلبي من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس

جزاكِ الله خيرا أستاذة سعاد

امي فضيلة 12-12-2015 03:04 PM

رد: هل قلوبنا سليمة أم سقيمة
 





حياك الله غاليتي دكتورة سعاد



اللهم اجعل قلوبنا نقية تقية صافية

اللهم اغسل قلوبنا بماء الثلج والبرد

واجعلها تقية نقية هنية مؤمنة

اللهم اشحن قلوبنا ايمانا وزدها نورا ويقينا

وطهرها من الحقد والغل والحسد

واجعلها كالشمس المشرقة بالدفء

وكالقمر المنير بالضياء

وكالنجم الذى يهتدى به فى الظلمات




جزاك الله خيرا على الطرح القيم


أسأل الله لكم راحة تملأ أنفسكم ورضى يغمر قلوبكم


وعملاً يرضي ربكم وسعادة تعلوا وجوهكم


ونصراً يقهر عدوكم وذكراً يشغل وقتكم


وعفواً يغسل ذنوبكم و فرجاً يمحوا همومكم


اللهم اجعلنا من ورثة جنتك وأهلا لنعمتك وأسكنا


قصورها برحمتك وارزقنا فردوسك الأعلى



حنانا منك ومنا و إن لم نكن لها أهلا فليس لنا من العمل ما يبلغنا



هذا الأمل إلا حبك وحب رسولك صلى الله عليه وسلم والحمد لله رب العالمين



ودمتم على طاعة الرحمن


http://img.khleeg.com/imgcache/2015/01/396050.gif

أم يعقوب 12-13-2015 11:38 AM

رد: هل قلوبنا سليمة أم سقيمة
 
موضوع يحيي القلوب حقا
اللهم ات نفسي تقوها وزكها انت خير من زكاها
موضوع مميز
نفع الله بك اختي

ام عبدالله وامنه 12-13-2015 05:18 PM

رد: هل قلوبنا سليمة أم سقيمة
 
ممتاز دكتوره سعاد
موضوع جدا مهم
كلا يسأل نفسه هل قلوبنا سليمه أو سقيمه؟
نفع الله بك الأسلام والمسلمين

http://www11.0zz0.com/2015/12/13/16/945432398.png


الساعة الآن 01:17 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)