منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القصص الوعظية (https://hwazen.com/vb/f23.html)
-   -   عنوسة في ريعان الشباب!! (https://hwazen.com/vb/t10429.html)

ناجية عثمان 01-02-2016 11:31 PM

عنوسة في ريعان الشباب!!
 

عنوسة في ريعان الشباب!!


FGYR FGYR FGYR FGYR


كانت كل الأحاديث حولي تدور حول تفوقي الدراسي وهمتي الفريدة في مساعدة والدتي في

شئون المنزل ومهارتي في الطبخ، حتى أن أمي كانت تتباهى بي في كل محفل وعند كل وليمة نعدها بالمنزل للضيوف من الأقارب والأحباب، واتسمت من بواكير شبابي بسداد الرأي فكان كل من بالبيت والعائلة يحرص دوما على مشورتي في مجريات الأحداث وتلمس رأيي الشخصي .

pppo pppopppo pppo



كانت الدنيا كلها ملكي، وكنت أعيش بمعادلة واحدة «من جد وجد ومن زرع حصد».. لكن مع دخولي في سن الزواج بدأت الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن.. حتى الآن لم يتقدم أحد لخطبتي رغم أن رفيقاتي وقريباتي بدأن في دخول القفص الذهبي الواحدة تلو الأخرى، وانتبهت لأمور لم تخطر على بالي يوما.. إني سمراء في مجتمع يعشق شبابه الشقراوات!


جرت السنون سراعا ودخلت على أعتاب الثلاثين وبدأت كلمة «عانس» ترن في أذني وترد مرارا على خاطري.. معقولة أنا عانس؟!!.. يا إلهي.. بأي ذنب وجريرة.


لقد بدأت المعادلة التي كنت أعيش بها تهتز، وأيقنت مع تجارب الأيام أن ليس بحتم أن كل من جد وجد وليس كل من زرع حصد! وكم في السجن من مظاليم، وكم في الحياة من مساكين، بلا جريرة تذكر ولا خطيئة تؤثر ولكنها الأقدار.





كانت مناسبات الزواج السعيدة من حولي أشبه بمأتم شخصي يذكرني بزوجي وفقيدي الذي لم يأت، وكانت تهنئة «عقبالك» كسكين يغرز في قلبي ووجداني، وأتمنى ساعتها لو انشقت الأرض وابتلعتني من شدة الإحراج الذي أحاول أن أدفعه بكل ما أوتيت من إرادة وعزيمة كي لا يبدو على قسمات وجهي.


كنت أحس بالغربة عندما أرى زوجة قد تعلقت بيد زوجها في الطريق وأمامهما طفلين جميلين أشبه بالعصفورين، وكنت كالصماء بين السيدات اللاتي يتحدثن عن أزواجهن وغيرتهم أو غضبهم أو حنانهم.





رغم أنفي في عالم غريب
إن العنوسة عالم غريب دخلته رغما عن أنفي، وأغرب ما فيها أنني ما تصورتها بحياتي يوما، ولا تخيلت أنني سأعيش كالمتهمة تلاحقني نظرات الشفقة حينا ونظرات التهمة حينا آخر.


ولقد دفعني الفضول لأن أغوص في هذا العالم وأتعرف على مكنوناته وأسراره، فوجدت أن المختصين قالوا: إن العانس قد تعاني من بعض السلوكيات النفسية الغريبة كالانطوائية، أو الميل للعدوانية نحو النساء المتزوجات كنوع من التعبير عن الحقد عليهن، أو التعلق الزائد بالوالد لإرواء الحاجة بوجود رجل في حياتها، أو السخط على المجتمع عامة وأفراد الأسرة خاصة ـ وبالذات لو كان قرار الأب أو الأم عائقا في تزويجها كغلاء المهر أو الانتماء القبلي أو تزويج الكبرى أولا أو غيرها من الآفات الاجتماعية التي توقع البنت المسكينة في شراك العنوسة بلا ذنب ولا جريرة.
وقالوا أيضا: إن العانس تكون غارقة في أحلام اليقظة عن فتى الأحلام الذي تصبو نفسها إليه، مع النزعة التشاؤمية وفقدان المعنى من الحياة.


أما الفقهاء الإسلاميين فتناولوا الآفات الاجتماعية التي تعرقل الزيجاب بما يعرف باسم «العضل»، حيث يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهاً وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً}[النساء:19]





لكني اليوم ـ ومع طول خبرة في أيام العنوسة ـ أدركت أنني كنت خاطئة بهذه المشاعر المبالغ فيها.. إنني اليوم أكثر نضجا مما مضى، وأكثر تفهما لطبيعة الحياة، فبعد استيعاب الصدمة وهدوء المشاعر والتفكير بواقعية وعقلانية أكثر تبين لي أن العنوسة لا تعدو كونها قدر وابتلاء ومحنة كسائر المحن، ومن منا استقامت له الحياة دوما على دروب السعادة والهناء.. إن لكل منا أزمته ومحنته مع اختلاف الصور والأشكال لا أكثر ولا أقل.


فكم من معاق أغلى أمانيه أن يرد الله له صحته، وكم من فقير تمنى أن يسد الله فاقته، وكم من سجين تمنى أن يفك الله حبسته، وكم من خائف تمنى أن يؤمن الله روعته، وكم من غريب تمنى أن ينهي الله غربته. وكم من مدين وتعيس وجاهل ومكروب ومأزوم.. والقائمة تطول.


وهل كل من تزوج فهو سعيد، حتى لو اختار الزوجة الجميلة وعنده الطفل البريء والمسكن الهنيء؟.. كلا وألف كلا، فأين الزوج البخيل والشكاك وضعيف الشخصية والفاشل والمدمن والسلبي والحقود والغيور؟!.. وأين الزوجة الثرثارة والغير نظيفة والمتهورة والغبية والخائنة؟.. أليست كلها مشكلات تعشش في القفص الذهبي؟.. أليس من الأزواج من يتحسر على أيام الشباب والانطلاق ويسخط على أيام زواجه وعظيم مسئولياته؟.. أليس من الزوجات من تصبح كل يوم على أمل أن يقبض الله روح زوجها لتستريح من ضربه المبرح أو إدمانه أو نزواته أو ألفاظه الجارحة وتصرفاته الخشنة؟.





إن من العباد من إن أغناه الله فسد حاله، ومنهم من إن أفقره الله صلح حاله، ورسالة الإنسان الجوهرية ليست في الزواج وحسب، بل رسالته في أن يقيم العبودية، والصبر على الأقدار أحد مقاماتها بل من أشرفها على الإطلاق، وهذا ما يميز المؤمن عن غيره، حتى صار مضرب المثل ومكمن العجب، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له، فسبحان من يبتلي عباده ليكرمهم ويعظم أجرهم، فتلمس عوض الجليل والنعيم المقيم يهون كل بلاء وييسر كل عسير، ومن يرد الله به خيرا يصب منه، ويبتلى المرء على قدر دينه.


فاللهم ارزقنا الرضا في السراء والضراء، وارزقنا شكر نعمك العديدة ومنحك المديدة، واجعل عاقبتنا في الأمور كلها إلى خير، ولا تكلنا إلى أنفسنا فنزل ونشقى، أنت حسبنا ونعم الوكيل، وأنت المستعان على الكثير والقيل والجليل والحقير.

منقول




أم انس السلفية 01-03-2016 01:34 AM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
اوه ناجية جميل جدا ما نقلت
جزاك الله خيرا
دمت بتميز

ناجية عثمان 01-03-2016 01:38 AM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
شرف لي المرور و التعقيب أم أنس

أم يعقوب 01-03-2016 01:56 AM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
وهل كل من تزوج فهو سعيد، حتى لو اختار الزوجة الجميلة وعنده الطفل البريء والمسكن الهنيء؟.. كلا وألف كلا، فأين الزوج البخيل والشكاك وضعيف الشخصية والفاشل والمدمن والسلبي والحقود والغيور؟!.. وأين الزوجة الثرثارة والغير نظيفة والمتهورة والغبية والخائنة؟.. أليست كلها مشكلات تعشش في القفص الذهبي؟.. أليس من الأزواج من يتحسر على أيام الشباب والانطلاق ويسخط على أيام زواجه وعظيم مسئولياته؟.. أليس من الزوجات من تصبح كل يوم على أمل أن يقبض الله روح زوجها لتستريح من ضربه المبرح أو إدمانه أو نزواته أو ألفاظه الجارحة وتصرفاته الخشنة؟.




رسالة بليغة
موضوع يستحق المشاهدة
سلمت الانامل


ناجية عثمان 01-03-2016 07:37 PM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
عطرت الموضوع بتواجدك و ردك الجميل

هوازن الشريف 01-04-2016 12:58 AM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
ورسالة الإنسان الجوهرية ليست في الزواج وحسب، بل رسالته في أن يقيم العبودية


صدقت


ننتظر جديدك عزيزتي


عطر الجنة 01-04-2016 05:31 PM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
رغم أنفي في عالم غريب
إن العنوسة عالم غريب دخلته رغما عن أنفي، وأغرب ما فيها أنني ما تصورتها بحياتي يوما، ولا تخيلت أنني سأعيش كالمتهمة تلاحقني نظرات الشفقة حينا ونظرات التهمة حينا آخر.










رأي ..
أن المجتمع العربي الغريب في تقاليده التعصبية وأفكاره السلبية


هم من قيدوا البنت في الأسرة العربية ووضعوا لها اسم العنوسة

من قال أن المرأة في هذا العمر قد عنست
لم أسمعها البته في أيام العرب وقت الجاهلية ولا في عصر الرسول صل الله عليه وسلم.
كانت المرأة العربية جميلة ومرغوبة في الزواج بجميع مراحل عمرها ..
أمنا خديجة رضي الله عنها حينما تزوجت رسولنا عليه الصلاة والسلام كانت في الأربعين من عمرها وكان أن ذاك عمره 25 عاما
إذا حدث هذا الأمر في وقتنا الحالي لنزل النقض والقيل والقال على من تزوجت أصغر منها سنا

المرأة في الهند اذا بلغت الثلاثون يقلون عنها طفله

والغرب الأوربيون لا يهتمون بعمر المرأة المهم أن تكون جميلة وذات قدرات على الحياة ؛ وقد سمعنا عندهم زواج الثمانون من العجائز
عندنا تكون طامة كبرى
فسبحانك ربي .. في شأن أمتنا العربية الإسلامية
قيدوا أنفسهم وعقدوها وعقدوا من حولهم


أشكرك جزيل الشكر .. عزيزتي ناجية
على موضوعك الأكثر من راائع
والمثير للإهتمام
تحياااتي لك pppo



ناجية عثمان 01-04-2016 07:04 PM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
أجزل لكما شكري معلمتي و أختي عطر على المرور و الرد الطيبين

أم إلياس 01-05-2016 01:12 AM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
ماشاء الله اختيارمميز كصاحبته
سلمت اناملك ناجية ا شتقت لمواضيعك
دمت بصحة وعافية


aqzse pppo aqzse



إسمهان الجادوي 01-05-2016 12:17 PM

رد: عنوسة في ريعان الشباب!!
 
بارك الله فيك

ننتظر دوما جديدك


الساعة الآن 05:49 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)