شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
هل تديننا حقيقي ام صناعي؟ هل تديننا حقيقي أم صناعي؟ الكاتب: د.جاسم المطوع. (بطاقة للفقير ، وبيوت للقطط ، وفريق خاص للمعاقين ، وحاويات جميلة في الطرقات ، وألعاب ترفيهية للأطفال عند كل بناية)، هذا ما لفت نظري في زيارتي الأخيرة لتركيا، فقد زرنا مدينة (باشاك شهير) 👈وهذه المدينة كانت مشهورة بكثرة أماكن الدعارة وبيع المخدرات وكثرة الجريمة ، وقد وضعت لها البلدية خطة تطويرية منذ خمس سنوات،فتحولت المدينة إلى أجمل مكان سياحي ، بتنظيم بنائها ونظافة طرقها وجمال حدائقها وبساتينها ، وفيها وادٍ كانت مياه المجاري تسيل فيه ، والآن تراه جميلا بالألعاب الرياضية والحدائق المعلقة والمطاعم التركية الشهيرة ، وبعد هذه الجولة الجميلة في المدينة ، 👈زرنا رئيس بلديتها لنتعرف على تجربتهم في كيفية تحويل المدينة من مدينة كانت رمزا للجريمة والمجرمين، إلى أشهر مدينة سياحية ، تمتاز بالتكافل الاجتماعي بين الجيران والاهتمام بالفقير والمعاقين! 👈وبعد شرح الخطة التطويرية ، ذكر لنا ابتكارا طبقته البلدية للتعامل مع الفقراء ، يحفظ لهم كرامتهم ولا يشعرهم بذل السؤال ، وذلك من خلال صرف بطاقة لكل فقير ، يشتري بها ما يحتاج إليه شهريا من الأسواق ، وقد تفاعل معها الفقراء وشعروا باحترام وتقدير لذاتهم ، ثم تحدث معنا عن تشكيل فرقة تطوعية تتكون من خمسين شابا وفتاة ، يجلسون على الكراسي المتحركة لذوي الاحتياجات الخاصة ، ويجوبون كل أسبوع في شوارع المدينة وسككها ، فيكتشفون الطرق التي لا تصلح لسير كرسي المعاق ، فيرفعوا فيها تقريرا ليتم تسويتها وإصلاحها، ثم سألناه عن سبب كثرة ألعاب الأطفال التي رأيناها ونحن نمشي بالمدينة ، فقال: إن قانون البلدية في تركيا لا يسمح لأي تاجر يبني بناية تجارية ليس فيها حديقة ومكان مخصص لألعاب الأطفال ، وإلا لا يسمح له بالبناء ولا يرخص له ، وحسب ما أفاد فإن في المدينة أكثر من ألف بناية تجارية للسكن. 👈كرر لنا رئيس البلدية أكثر من مرة، أن شعارهم هو "خدمة الناس ودعم العمل الاجتماعي وتطويره"، ولهذا فإن البلدية تتبنى مثل هذه المبادرات الاجتماعية ، بل ومن جميل ما رأيت على الأرصفة وأنا أمشي بالطرقات ، بيوتا صغيرة على شكل مثلث ، فسألت صاحبي: ما هذه الأكشاك الصغيرة؟ فقال: هذه بيوت جديدة عملتها البلدية للقطط الضالة بالشوارع ، تحتمي فيها ليلا أو وقت البرد ، وقد تم توزيع هذه البيوت في كل شوارع استانبول. 👈مثل هذه المشاريع الاجتماعية من أشخاص حريصين على خدمة الناس وكسب قلوبهم ليحققوا لهم العيش الاجتماعي الآمن، 👍ذكرني بما كان يفعله عمر الفاروق رضي الله عنه لتحقيق الأمن الاجتماعي ، وذلك بفرض مبلغ لكل رضيع ، وتحديد مدة سفر المجاهد حتى لا يطيل على أهله ، وقد زرت أكثر من مؤسسة اجتماعية في تركيا ولمست حبهم للدين وخدمته من خلال المشاريع الاجتماعية ، وتلمست التدين الحقيقي عندهم على الرغم من أننا نتعامل مع أشخاص أحيانا لا يوحي شكلهم أنهم متدينون ، ولكنهم ذوو أخلاق عالية ، وملتزمون بصلاتهم ويسعون لخدمة الناس ومجتمعهم ، ففتذكرت كلمة جميلة للأديب والمؤرخ المصري أحمد أمين (متوفى 1954)،، 👈عندما قال "هل تعرف الفرق بين الحرير الطبيعي والحرير الصناعي ، وبين الأسد وصورة الأسد ، وبين النائحة الثكلى والنائحة المستأجرة؟.. فإذا عرفت ذلك ، عرفت الفرق بين التدين الحقيقي والتدين الصناعي"، تذكرت هذه الكلمات وأنا أرى تدين الأتراك ، فالمشاريع التي يقيمونها مستمرة لا تتوقف ، وهم منطلقون في خدمة الإسلام والمسلمين ، بل إنني زرت أكاديمية الفاتح واجتمعت مع مديرها وهو(د.آدم) فعلمت أن من أهدافه تعليم اللغة العربية لخمسة ملايين تركي ، وقد حقق حتى الآن ثلث هدفه ، فسألته عن سبب ذلك فقال: إن اللغة العربية هي لغة القرآن ، وهي هويتنا ، كما أنها جزء من عقيدتنا ، وهي وسيلة الخطاب والتفاهم بين كل المسلمين. إن هناك فرقا واضحا بين من يحمل الدين برأسه ، ومن يحمله بقلبه ، وهناك فرق بين من يتغنى بالدين ، ومن يكون الدين همه ويعمل لتحقيقه ، وهناك فرق بين من يكثر الكلام بالدين ، ومن يكثر العمل به ، وهناك فرق بين المتدين الفاضي الذي يجوب بالأسواق ويقلب صفحات النت ، ويدمن على شبكات التواصل الاجتماعي ، والمتدين صاحب المشروع الذي يعمل من أجله، 👈كما أن هناك فرقا بين المتدين الحقيقي والصناعي.👉 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 6 : | |
, , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
همسة عطاء حقيقي | امي فضيلة | شعاع العـــام | 2 | 11-04-2014 05:41 PM |