المكتبة العامة الكتب العلمية و الأدبية |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع)
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #2 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) الجزء الاول للطلاع والتشويق الفهرس
الجزء الأول ذكر المخلوقاتذكر خلقَ الأرض لما روينا أن الله تعالى خلق الأرض قبل السماء ابتدأنا بذكر ما روىأبو الضحى عن ابن عباس قال: خلق الله النون فوق الماء ثم كبس الأرض عليه. وروى عنه أبو ظبيان: دحا الأرض على ظهر النون فاضطرب النون فمادتالأرض فأثبِتتْ بالجبال فإنها لتفنخرعلى الأرض: وروى السدي عن أشياخه قال: أخرجمن الماء دخانًا فسمى عليه فسماه سماء ثم أيبس الماء فجعله أرضًا واحدة ثم فتقهافجعلها سبع أرضين فخلق الأرض على حوت وهو النون والحوت في الماء والماء على ظهرصفاة والصفاة على ظهر ملك والملك على صخرة والصخرة في الريح. وروينا أن الكعبة خلقت قبل الأرض. روى عكرمة عن ابن عباس قال: وضع البيت على الماء على أربعة أركانقبل أن يخلق الله الدنيا بألفي عام ثم دحيت الأرض من تحت البيت. وروى عطاء عن ابن عباس قال: لما أراد الله تعالى أن يخلق الخلقخلق الريح فأرسلها وروى قتادة عن أبي الجلد قال: الدنيا أربعة وعشرون ألف فرسخاثنا عشر منها للسودان وثمانية للروم وثلاثة لأهل فارس وألف للعرب. وقال غيره: أرض الحبشة مسيرة سبعة فراسخ والفرسخ عشرة ألف ذراع. وقال معتب بن سمي: الأرض ثلاثة أثلاث فثلث للناس والشجر والدوابوثلث هواء وثلث بحار. قال أبو الوفاء بن عقيل: ونقلت من كتاب الهندسة: ذكر علماءالهندسة أن الأرض على هيئة الكرة على تدوير الفلك موضعه في جوف الفلك كالمحة في جوفالبيضة وأن النسيم يحيط بها كالبياض من البيضة حول المحّة وأن الفلك يحيط بالنسيمكإحاطة القشرة البيضاء بالبياض المحيط بالمحة والأرض مقسومة نصفين بينهما خطالاستواء وهو من المشرق إلى المغرب وهو طول الأرض وهو أكبر خط في كرة الأرض كما أنمنطقة البروج أكبر خط في الفلك وعرض الأرض من القطب الجنوبي الذي تدور حوله بناتنعش. واستدارة الأرض في موضع خط الاستواء ثلاثمائة وستون درجة والدرجةخمسة وعشرون فرسخًا والفرسخ اثنا عشر ألف ذراع والذراع أربعة وعشرون إصبعًا والإصبعست حبات من شعير مضمومة فتكون جميع ذلك تسعة آلاف فرسخ وبين خط الاستواء وبين كلواحد من القطبين تسعون درجة واستدارتها عرضًا مثل ذلك إِلا أن العمارة بعد خطالاستواء أربع وعشرون درجة ثم الباقي قد غمره البحر الكبير فنحن على الربع الشماليمن الأرض. والربع الجنوبي خراب لشدة الحر والنصف الذي تحتنا لا ساكن فيه وكلربع من الشمالي والجنوبي سبعة أقاليم والاقليم هو البلدان التي يتفق عرضها في مسيرالشمس وارتفاع درجها. وقال بعضهم فِي تقدير ما غمر من الأرض بالبحار: إن موضع البر منهاكسواد القمر من القمر ومعمورها كسرًا منه. وذكر بعض العلماء أن غاية ما يمكن ارتفاع البنيان في الجو مقدارميلين فإنه مبلغ أعالي الجبال على استقامتها بغير تقريح ولا تدريج. باب ذكر البلاد قال كعب الأخبار: تجد في كتاب الله عز وجل معنى التورية أن الأرضعلى صفة النسر فالرأس الشام والجناحان المشرق والمغرب والذنب اليمن ولا يزال الناسبخير ما لم يقرع الرأس فإذا قرع الرأس هلك الناس. وقال غيره من العلماء: الأرض كلها سبعة أقاليم فالإقليم الأولالهند والثاني الحجاز والثالث مصر والرابع بابل والخامس الروم والسادس الترك ويأجوجومأجوج والسابع الصين ومقدار كل أقليم سبعمائة فرسخ في سبعمائة فرسخ من غير أن يدخلفي ذلك جبل ولا واد والبحر الأعظم محيط بذلك كله يحيط به جبل قاف. قال أبوالحسن أحمد بن جعفر: أما الإقليم الأول: فإنه يبتدئ منالمشرق من أقاصي بلاد الصين فيمر على بلاد الصين على ساحل البحر مما يلي الجنوبوفيه مدينة ملك الصين ثم يمر على ساحل البحر في جنوب بلاد الهند ثم بلاد السند ثميقطع البحر إلى جزيرة العرب وأرض اليمن فيكون فيهم من المدائن المعروفة مدينة ظفاروعمان وحضرموت وصنعاء وعدن والتبالة وجرش وسبأ ثم يقطع الإقليم بحر القلزم فيمر فيبلاد الحبشة ويقطع نيل مصر وفيه مدينة مملكة الحبشة وتسمى جَرْمَى وتسمى دونقلةمدينة النوبة ثم يمر الإقليم في أرض المغرب على جنوب بلاد البربر إلى أن ينتهي إلىبحر المغرب. والإقليم الثاني: يبتدىء من المشرق فيمر على بلاد الصين ثم يمرعلى بلاد الهند ثم ببلاد السند وفيه مدينة المنصورة والديبل ثم يمر لملتقى البحرالأخضر وبحر البصرة ويقطع جزيرة العرب في أرض نجد وأرض تهامة وفيه من المدائن:اليمامة والبحرين وهجر ويثرب ومكة والطائف وجدة ثم يقطع بحر القلزم ويمر بصعيد مصرفيقطع النيل فيه من المدائن تومن وأخميم وأسوان ثم يمر في أرض المغرب على وسط بلادأفريقية ثم يمرعلى بلاد البربر وينتهي إلى بحر المغرب. والإقليم الثالث: يبتدىء من المشرق فيمرعلى شمال بلاد الصين ثمعلى بلاد الهند ثم على شمال بلاد السند ثم على بلاد كابل وكرمان وسجستان والسيرجانثم يمر على سواحل بحر البصرة وفيه مدينة اصطخر ونسا وسابور وشيراز وسيراف مهروبانثم يمر بكور الأهواز والعراق وفيه البصرة وواسط وبغداد والكوفة والأنبار وهيت ثميمر على بلاد الشام وفيه حمص ودمشق والصور وعكا والطبرية وقيسارية وبيت المقدسوالرملة وعسقلان وغزة ثم يقطع أسفل أرض مصر وفيه من المدن هنالك تنيس ودمياط وفسطاطمصر والفيوم والاسكندرية ثم يمر على بلاد افريقية وينتهي إلى بحر المغرب. والإقليم الرابع: يبتدىء من المشرق فيمر ببلاد التبت ثم علىخراسان وفيه: فرغانة وسمرقند وبلخ وبخارى وهرا ة ومَرو وسرَخسَ وطوس ونيسابوروجرجان وقومس وطبرستان وقزوِين والري وأصفهان وقم وهمذان ونهاوند والدينور وحلوانوشهرزور وسرَمن رأى والموصل وبلد ونصيبين وآمد وراس عين وقاليقا وسُمَيْسَاط وحرّانوالرقة وقرقيسيا ثم يمر على شمال الشام وفيه من المدن: بالسر ومنبج وملطية وحلبوقنسرين وأنطاكية وطرابلس والمصيصة وصيدا وأزنة وطرسوس وعمورية. ثم يمر في بحر الشام على جزيرة قبرس ثم في أرض المغرب على بلاد طنجةوينتهي إلى بحر المغرب. والإقليم الخامس: يبتدىء من المشرق من بلاد يأجوج ومأجوج ثميمرعلى شمال خراسان وفيه: خوارزم وشاش وأذربيجان وسنجار وأخلاط ثم يمر في بلادالروم على خرشة ورومية ويمر على بلاد الأندلس حتى ينتهي إلى بحر المغرب. والإقليم السادس: يبتدئ من المشرق فيمرعلى بلاد يأجوج ومأجوج ثمعلى بلاد الخزر ويمر على القسطنطينية وينتهي إلى بحر المغرب. والإقليم السابع: يبتدىء من المشرق من شمال بلاد يأجوج ومأجوج ثمعلى بلاد الترك ثم على سواحل بحر جرجان ثم يقطع بحر الروم فيمر على الصقالبة وينتهيإلى بحر المغرب. وذكر غيره: أن المسكون من الأرض على تفاوت أقطاره مقسوم بين سبعأمم وهم: الصين والهند والسودان والبربر والروم والترك والفرس والفرس في وسط هذهالممالك. قال الأزهري: وإنما سمي الإقليم إقليمًا لأنه مقلوم من الأقاليمالتي بنى ناحيته أي مقطوع عنه. وقال الحسن: الأمصار المدينة والشام ومصر والجزيرة والكوفةوالبصرة والبحرين. وقال قتادة: هي عشرة فزاد: دمشق وحمص والأردن وفلسطينوقنسرين. وقال الأصمعي: العراقان البصرة والكوفة. وسواد البصرة: الأهواز وفارس. وسواد الكوفة من كسكر إلى حلوان. وقد ذكر عن بطليموس الملك أنه أحصى مدن الدنيا في زمانه فإذا هيأربعة آلاف ومائتا مدينة. ويقال: بلاد الأندلس مسيرة شهر في مثله يحتوي أربعين مدينة وبلادسرنديب مسيرة ثمانين فرسخًا في مثلها وفي بلاد رومية ألف ومائتا كنيسة وأربعون ألفحمام وبها سوق للطير فرسخ ولا يقدر غريب أن يدخلها إلا بدليل لأن مدخلها دف تقريحولا يقف عليها إلا أصلهان وكذلك عمورية عظيمة زعموا أن حول سورها ألف عمود ومائتيعمود وعشرين عمودًا فيها رهابين. وفي القسطنطينية من العجائب سبعة أسوار سُمْكُ سورها الكبير احدىوعشرون ذراعًا وسمك سور الفصيل عشرة أذرع وسمك الفصيل مما يلي البحر خمسة. أذرع وبينها وبين البحر وجه يكون نحو خمسين ذراعًا في سورها مائةباب. ومملكة الروم يدخل فيها حدود الصقالبة ومن جاورهم والسرير بينه وبينالحزر مسيرة فرسخين. ويقال: كان هذا السرير لبعض الأكاسرة وديوان ملك الروم موسوم علىمائة ألف رجل على كل عشرة آلاف بطريق جزائر الروم خمس: جزيرة قبرص ودورها مسيرةستة عشر يوم وجزيرة أقريطس ودورها مسيرة خمسة عشر يومًا وجزيرة الراهب وبها يخصالخدم وجزيرة الفضة وجزيرة الصقلية ودورها مسيرة خمسة عشرة يومًا وهي بإزاء افريقيةوالحبشية على بحر القلزم وبينها وبين المصر مفازة فيها معدن الذهب ومدينة أصحابالكهف من عمل الروم والكهف في جبل بابجلوس وأما أصحاب الرقيم فبحرية وهي رستاق بينعمورية وبنتيه. وأما طول بلاد الصين على البحر فمسيرة شهرين بها وبها ثلاثمائةمدينة كلها عامرة. ويقال ما دخل الصين أحد واشتهى أن يخرج منها سيما بلاد من الصينيدعى الاشبيلا يكون بها الذهب والهند سبعة أجناس وهم اثنتان وأربعون ملة منهمالبراهمة. ومدينة الاسكندر على ساحل البحر بينها وبين مصر أربعون فرسخاَ بناهاالاسكندر الأول وهو ذو القرنين في ثلاثمائة سنة. وبلغنا أن أهلها مكثوا سبعين سنة لا يمشون فيها بالنهار إلا بخرقسود حيال أعينهم مخافةً على أبصارهم من شدة بياض حيطانها. وفيها المنارة التي هي أحد عجائب الدنيا يصعد على أعلاها مشيًا ولايبين لمن يصعدها أنه يرتقي لأنه يدور ولا ينقل قدميه على درج إنما يمشي كأنه علىالأرض وكان فيها سوى أهلها ستمائة ألف من اليهود خولًا لأهلها. ومدينة فرعون التي كان ينزلها كان لها سبعون بابًا وجعل حيطانهابالحديد والصفر مبنية وأجرى فيها الأنهار ونصب سريره في وسط الأنهار فكان الماءيجري تحت سريره بمقدار يستحسن ولا يضر. ويقال: أن أنزه الأرض وأجمعها طيبًا وحسن مستشرف سمرقند. قالوا: وأحسن الأرض مصنوعة الريّ وأحسنها مفروقة جرجان وطبرستانوأحسنها مستخرجة نيسابور وأحسنها قديمًا وحديثًا جند نيسابور ولها حسن الأنهاروأعظم بلاد اللّه بركة الشام وأكثرها أنهارًا البصرة وأعدلها هواء اليمن وأغناها منالدواب والبرس أصفهان وأرشها العراق. وذكر أبو منصور الأزهري: أن جابلق وجابلس مدينتان أحديهما بالمشرقوالأخرى بالمغرب ليس وراهما. وقال بعضهم: بفتح اللام فيهما. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابتأخبرنا أبو طالب ابن عمر بن إبراهيم الفقيه أخبرنا محمد بن اسماعيل بن محمد بناسماعيل بن زنجي الكاتب قال: حدثني أبي أخبرنا عسيل بن ذكوان قال: قالالأصمعي: أحسن الدنيا ثلاثة أنهار نهر الايلة وغوطة دمشق وسمرقند وحشوش الدنياثلاثة: عمان واردبيل وهيت. أخبرنا الحسن بن محمد البارع أخبرنا أبو جعفر بن المسلمة أخبرنا أبوالطاهر المخلص أخبرنا أحمد بن سليمان بن داود الطوسي أخبرنا الزبير بن بكار قال:حدثني علي بن صالح عن عامر بن صالح عن هشام بن عروة عن أبيه عروة: أن الفرع أولقرية مارت لأم اسماعيل النبي صلى الله عليه وسلم الثمر بمكة وكانت من عمل عاد شقتلها بين جبلين ثم كملت السبيل فيه. قال بعض العلماء: سميت خراسان بخراسم الشمس أي مطلع الشمس. وحد خراسان من الدامغان إلى شط نهر بلخ وعرضها من حد زرنج إلى حدجرجان ومدنها الكبار أربعة: وتفسير خوارزم: أرض الهوان لأن أهلها لا يطيعون إلاعلى هوان. بلخ بناها لهراسب. هراة بناها الضحاك. مرو بناها مرو الشاهجان تفسير مرو: مرج والشاه: الملك والجان:الروح وكأنه يقال: مرج نفس الملك. موقان واردبيل والبيلقان وجرجان وحوران سميت بأسماء أصحابها. حلوان بحلوان بن عمر بن السحار بن قضاعة. رامهرمز بناها هرمز بن شابور والمذ والهند إخوان من أولاد سام. الصين سميت بصين بن يعبر بحد ما بين الحجاز والشام إلى الطائف. تهامة ما سائر البحر بمكة. الموصل سميت لأنها وصلت ما بين دجلة والفرات. واعلم أن مملكة الإسلام شرقها أرض الهند وغربها مملكة الروم وشمالهامملكة الصين وجنوبها بحر فارس. وأما مملكة فارس فشرقها بلاد الإسلام وغربها وجنوبها البحرالمحيط. أخبرنا ابن ناصر أخبرنا أحمد بن عبد الملك النيسابوري أخبرنا عبدالقاهر بن طاهر أخبرنا إبراهيم بن أحمد البزاري أخبرنا جعفر بن أحمد بن المفلسأخبرنا عمر بن عبد اللّه الأودي أخبرنا إسماعيل بن حماد عن القاسم بن معن عن بيانعن حكيم بن جابر قال: قالت الصحة أنا لاحقة بأرض العرب قال الجوع: أنا معك قالالإيمان: أنا لاحق بأرض الشام قال الموت: أنا معك قال الملك. أنا لاحق بأرض العراق قال القتل: أنا معك. قال ابن عباس: كانت الأرض تميد حتى القيت فيها الجبال وكان أبوقبيس أول جبل وضع في الأرض وإن الجبال لتفخرعلى الأرض. أخبرنا ابن الحصين: أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفرالقطيعي أخبرنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي أخبرنا يزيد بن هارونأخبرنا العوام بن حوشب عن سليمان بن أبي سليمان عن أنس بن مالك عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: " لما خلق الله الأرض جعلت تميد فخلق الجبال فألقاها عليهافاستقرت فتعجب الملائكة من خلق الجبال فقالت: يا رب هل من خلقك شيء أشد من الجبالقال: نعم الحديد قالت: يا رب فهل من شيء أشد من الحديد قال: نعم النارقالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد من النار قال: نعم الماء قالت: يا رب فهل منخلقك شيء أشد من الماء قال: نعم الريح قالت: يا رب فهل من خلقك شيء أشد منالريح قال: نعم ابن آدم يتصدق بيمينه ويخفيها من شماله ". قال قيس بن عباد: إن اللّه تعالى لما خلق الأرض جعلت تمور فقالتالملائكة: ما هذه تموه على ظهرها أحدًا فأصبحت الملائكة صبحًا وفيها رواسيها لميدروا من أين خلقت قالوا: يا ربنا هل من فعلك شيء أشد من هذا قال: نعمالحديد. فذكر نحوما تقدم إلى أن قالوا: هل من خلقك شيء أشد من الريحقال: نعم الرجل قالوا: ربنا فهل من خلقك من مشاهير الجبال قال العلماءبالسير: أبو قبيس هو الجبل المشرف على الصفا سمي برجل من مذحج كان يكنى أبا قبيسلأنه أول من بنى فيه. وكان يسمى في الجاهلية الأمين لأن الركن كان مستودعًا فيه عامالطوفان وهو أحد الأخشبين. وأحد من جبال المدينة. وثور من جبال مكة والأحمر جبل وجهد جهينة مشرف على قينقاع كان يسمىالأعرف في الجاهلية. الحجون الجبل المشرف الذي بحذاء مسجد البيعة الذي يلي شعبالجزارين. المُحَصَّب جبل مشرف على ذي طوى وحَضَن نجد. ذباب جبل بالمدينة. يذبل جبل بين اليمامة وطريق البصرة. جبل ذو خيش شمام جبل شبام جبل باليمن. الظهران جبل عسيب جبل لبني هذيل وعشيب جبل لقريش حبود جبل المناقبجبل. قال أبو الحسين بن المبادي: جبل طي عظيمان طويلا المسير. جبل العَرْج الذي بين مكة والمدينة يمضي إلى الشام حتى يتصل بلبنانمن حمص ثم يسير من دمشق فيمضي حتى يتصل بجبال أنطاكية والمصيصة ويسمى هنالك الأكامثم يتصل بجبال ملطية وشميشاط وقاليقلا أبدا إلى بحر الخزر. وأما ساتيد وتبل فحيطان. وأما جبال سرنديب فشامخات أيضًا ومنها الجبل الذي أهبط عليه آدم منالجنة واسمه واش وقيل: واشم. وزعموا أن فيه أثر قدم عليه السلام وهو جبل عال يرى في مراكب البحرمن مسيرة أيام وزعموا أنه مسحوا أثر قدم آدم فإذا هو مقدار سبعين ذراعًا قالوا:وعلى هذا الجبل شبيه البرق شتاء وصيفًا طول السنة لا يذهب وحول هذا الجبل ياقوتوألوانه كثيرة. وفي وادي هذا الجبل الماس الذي يقطع الزجاج والصخور ويثقب اللؤلؤوغيره. وعلى هذا الجبل العود والفلفل والأفاوية وفيه دابة الزباد ودوابالمسك ثم يعدل إلى جبال الصين وفيها ألوان من النبات والطيب والمنافع الكثيرة. جبال الأندلس وجبال القمر فموصوفات بالعظم طولًا وسعة الشقةمسيرًا. وأما جبال بلاد أرمينية فعظام كثيرة جبال بلاد الروم ومنها جبلقيسارية وذو الكلاع وحصير وجبل الرقيم وجبل الروم الذي اعتمله " ذو القرنين وجعلوراه يأجوج ومأجوج طوله سبعمائة فرسخ بدوه خارج العمران في الإقليم السابع وطرفمبدأه مستقبل المشرق وينعطف هذا الجبل في موضع مبدأه إلى ناحية الجنوب ثم يستقيمفيمر طولًا إلى أن ينتهي طولأ إلى البحر المظلم فيتصل به والروم المعمول سدًا دونيأجوج ومأجوج هو في واد متوسط هذا الجبل. وببلاد اليمن جبلان عظيمان مسيرة ما بينهما في السهل ثلاثة أيامورأسهما متقاربان يناول الرجل صاحبه ما يريد من أحدهما إلى الآخر. وباليمن جبل يقال له المصانع طويل ممتنع ووراءه جبل آخر وبينهما فضلمتقارب. وجبال فرنجة من جبال الأندلس وهناك جبل فيه نار تتقد في ترإب وحجارةما طفئت قط وجبال الصقالبة وبلاد خراسان ونواحي المشرق كثيرة. وبمكة أبو قبيس وحراء وثبير وبعرفات جبل يقال له كبكبا وبالمدينةأحد ودرقان وعينين واليسقون وذباب وسلع ورانج وجبل بني عبيد وهمدان بين الجحفةوقديد وببلاد الجزيرة في نفس باقردي الجودي الذي أرسلت عليه السفينة وطوررتيا برأسعين وببلاد نجد جبيل منيف يقال له حصن بخيبر جبل يقال له: ذو الرقبة وبين قديدوعسمفان جبل يسمى المشلل بالكديد وفي الأرض جبال كثيرة لا تحصى. تعالى من يثبتها اليوم ويسيرها غدا. قال المصنف: وباليمن جبل يقال له شعبان. أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرنا أبو عمربن حيوية الخراز أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعدأخبرنا عبداللّه بن محمد الشعباني حدثنا أشياخ من شعبان منهم محمد بن أبي أمية وكانعالمًا: أن مطرًا أصاب اليمن فحجفت السيل موضعًا فأبدى عن أزج عليه باب من حجارةفكسر الغلق ودخل فإذا بهو عظيم فيه سرير من ذهب فإذا عليه رجل مسجى فشبرناه فإذاطوله اثنا عشر شبرًا وإذا عليه حباب من وشي منسوجة بالذهب وإلى جنبه مِحْجَن من ذهبوعلى رأسه تاج من ذهب عليه ياقوتة حمراء وإذا رجل أبيض الرأس واللحية له ضفيرتانوإلى جنبه لوح من ذهب مكتوب فيه بالحميرية: " باسمك اللهم رب حمير أنا حسان بنعمرو القيل إذ لا قيل إلا الله عشت بأملٍ ومت بأجل أيام الطاعون هلك فيه اثنا عشرألف قيل فكنت آخرهم قيلًا فأتيت جبل في شعبين ليجيرني من الموت فأخفرني قال عبدالله بن محمد: هو حسان بن عمر بن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن عونوحسان هو ذو الشعبين وهو جبل باليمن نزله هو وولده فنسبوا إليه فمن كان بالكوفةقيل: هم شعبيون منهم عامر الشغبي ومن كان بالشام قيل لهم: شعبانيون ومن كانباليمن قيل لهم: آل شعبين ومن كان بمصر والمغرب قيل لهم: الأشعوب وهم جميعًابنو حسان بن عمرو ذي شعبين. أنبأنا علي بن عبيد الله الزعفراني أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد بنالمسلمة أخبرنا ابن العباس محمد بن عبد الرحمن المخلص أخبرنا أبو محمد عبيد الله بنعبد الرحمن السكري أخبرنا عبد الله بن عمرو بن عبد الرحمن المعروف بابن أبي سعدالوراق أخبرنا عبد الرحمن بن محمد بن عبد الملك أبو الأشعث الكندي قال: أملى عليعرام بن الأصبغ السلمي قال: أسماء جبال تهامة وسكانها وما فيها من القرى وما ينبتعليها من الأشجار وما فيها من المياه. أولها رضوى من ينبع على يوم ومن المدينة على سبع مراحل ميامنه طريقمكة مياسره طريق البريراء لمن كان مصعدًا إلى مكة وعلى ليلتين من البحر وبحذائهاعَزْوَر وبينها وبين رضوى طريق المُعْرقة تختصره العرب إلى الشام وإلى مكة. والمدينة بين جبلين قدر شوط الفرس. وهما جبلان شاهقان منيعان لا يروقهما أحدينا بهما الشوحة والنبعوالزنق وهو شجر شبه الضهياء والضهياء شجر شبه العناب تأكله الإبل والغنم لا ثمر لهوللضهياء ثمر شبه العصفر لا يؤكل ولا ريح له ولا طعم. وفي الجبلين جميع مياه وأوشال والوشل ماء يخرج من لا يطورها أحد ولايعرف متفجرها ويسكن وراءها وأجوازها نهد وجهينة في الوبر خاصة دون المدر ولهم هناكيسار ظاهر. ويصب الجبلان في وادي غيقة وغيقة تصب في البحر ولها مساك وهوموضعيمسك الماء. ومن عن يمين رضوى لمن كان منحدرًا من المدينة إلى البحرعلى ليلة منرضوى ينبع. وفيها مغبر وهي قرية كبيرة غناء سكانها الأنصار وجهينة وليثأيضًا. وفيها عيون. عذاب غزيرة وواديها يليل يصب في غيقة. والصفراء قرية كثيرة النخل والمزارع وماؤها عيون كلها وهو فوق ينبعمما يلي المدينة وماؤها يجري إلى ينبع وهي لجهينة والأنصار ولبني فهر ونهد. ورضوى منها من ناحية مغيب الشمس على يوم وحواليها قنان واحدها قنةوضعضاع وجمعها ضعاضع و في والقنان والضعاضع جبل وفي يليل هذا عين كبيرة تخرج من جوفرمل من أغزر ما يكون من العيون وكثرها يجري في الرمل فلا يمكن للزارعين عليها أنيزرعوا عليها إلا في مواضع يسيرة بين أحناء الرمل فيها نخيل ويتخذ فيها البقولوالبطيخ وتسمى هذه العين بحير. ويتلوها الجارعلى شاطىء البحر ترفأ إليها السفن من أرض الحبشة ومصرومن البحرين والصين. وبها منبر وهي قرية كبيرة آهلة يشرب أهلها من البحيرة. وبالجار قصور كثيرة ونصف الجار في جزيرة من بحر العرب ونصفها علىالساحل. وبحذاء الجارقرية في جزيرة من البحر تكون ميلًا في ميل لا يعبرإليها إلا في سفن وهي مرسا الحبشة خاصة يقال لها: قراقف وسكانها تجار كنحو أهلالجار ويؤتون بالماء من فرسخين. ووادي يليل يصب في البحر. يبتع<<<< |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #3 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) ثم من عند عنقه اليسرى مما يلي المدينة عن يمين المصعد إلى مكة منالمدينة وعن يسار المصعدين من الشام إلى مكة - جبلان يقال لأحدهما: ثافل الأصغروثافل الأكبر وهما لضمرة خاصة وهم أصحاب حلال ودعة ويسار. وبينهما ثنية لا تكون رمية سهم. وبينهما وبين رضوى وعزور ليلتان نباتهما العرعر والقرظ والظيانوالأيدع والشبيام والظيان له ساق غليظة وهو كثيرالشوك والحطب وله سنفة كسنفة العشرقوالسنفة ما تدلى كمًا من ثمر وخرج من أغصانه والعشرق ورق يشبه الحَنْدَقُوق منتنةالريح والأيدع شجر شبه الدلب إلا أن أغصانه أشد تقاربًَا من أغصان الدلب لها وردةحمراء طيبة الريح وليس لها ثمر نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن كسر شيء منأغصانها و عن السدر والتنطب والسرح والشهانة لأن هؤلاء جميعًا ذوات ظلال يسكن الناسفيها من البرد والحر وللسدر ثمر وللتنطب ثمر ويقال له الهمقع يشبه المشمش يؤكلطيبًا. وفي ثافل الأصغر ماء في دوار في جوقة يقال لها القاحة عذبتانغزيرتان وهما جبلان كبيران شامخان وكل جبال تهامة تنبت الغضور وبينهما وبين عزورورضوى سبع مراحل وبين هذه الجبال جبال صغار وقَرادد. ولمن صدر من المدينة مصعدًا أول جبل يلقاه من عن يساره ورقان وهوجبل أسود عظيم كأعظم ما يكون من الجبال ينقاد من سيالة إلى المتَعشّى بين العرجوالرويثة وفي ورقان أنواع الشجر المثمر كله وغير المثمر وفيه القرظ والسمِّاقوالرمان والخَزَم وهو شجر يشبه ورقه ورق البردى وله ساق كساق النخلة تتخذ منهالأرشية الجياد. وقيل: به أوشال وعيون عذاب سكانه بنو أوس من مزينة أهل عمود ولهميسار. وهم أهل صدق. وبسفحه من عن يمينه سيالة ثم الروحاء ثم الروثية ويفلق بينه وبينالقدس الأبيض ثنية بني عقبة يقال لها وكزبة ثم يقطع بينه وبين القدس الأسود عقبةيقال لها: حَمَت. ونبات القدسين جميعًا العرعر والقرظ والشوحط. والقدسان جميعًا لمزينة وأموالهم ماشية من الشاء والبعير وهم أهلعمود وفيه أوشال كثيرة. ويقابلها من عن يمين الطريق المصعد جبلان يقال لهما نهبان نهبالأسفل ونهب الأعلى ما في دوار من الأرض بئر واحدة كبيرة غزيرة الماء مثلها عليهامباطخ وبقول نخلات وفي نهب الأسفل أوشال. وفيه العرج ووادي العرج يقال له مسيحة بناتها المرخ والأراك والثمامومن عن يسار الطريق مقابلًا قدس الأبيض والأسود جبل من أشمخ ما يكون من الجبال يقاللها آرة وهو جبل أحمر تخرج من جوانبه عيون على كل عين من جانبه قرية فمنها قريةغناء كبيرة يقال لها: الفرع وهي لقريش والأنصار ومزينة ومنها أم العيال قرية صدقةفاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومنها قرية غناء كبيرة يقال لها المضيق. ومنها قرية يقال لها العمرة وقرية يقال لها: خضرة وقرية يقاللها: الفغوة وفي كل هذه القرى نخيل وزرع وهي من السقيا على ثلاث مراحل وواديهايصب في الأبواء وفي ودان وهي قرية من أمهات القرى. والستارة قرية تتصل بجبلة واديها واحد ويزعمون أن جبلة أول قريةاتخذت بتهامة وبجبلة وشمنصير جبل مُلَمْلَم لم يعله قط أحد ولا أدري ما على ذروتهوبأعلاها القرود وبغربيه قرية بحذائها جبل صغير يقال له ضُعَاضِع وهذه القرية لسعيدوبني سروح وهم الذين نشأ فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهذيل فيها شيء ولفهمأيضًا. وعن يمين الطريق جبل الأبواء ثم هرشي وهو على ملتقى الشام وطريقالمدينة وهرشي في أرض مستوية وهي هضبة مُلَمْلَمَة لا ينبت الله فيها شيئًا وأسفلمنه ودان على ميلين مما يلي مغيب الشمس من عن يمينها بينها وبين البحر يقطعهاالمصعدون من حجاج المدينة وينصبون منها منصرفين من مكة ويتصل بها مما يلي مغيبالشمس من عن يمينها بينها وبين البحر خبت والخبت الرمل الذي لا ينبت فيه غير الأرطيوهوحطب وفيها متوسط الخبت جبيل صغير أسود شديد السواد يقال له: طفيل ثم ينقطع عندالجبال ثلاثة أودية ينبت فيها الأراك والمرخ والدوم وهو المُقل والنَخْلُ. ومنها واد يقال له كُليهّ بأعلاه ثلاثة أجبل صغار متفرقات من الجبالودون الجحفة على ميل واديها غدير خم وواديه يصب في البحر لا ينبت إلا المرخ والثماموالأراك وغدير خم لا يفارقه أبدًا ماء من ماء المطر وبه ناس من خزاعة وكنانة. ثم الشراة وهو جبل مرتفع شامخ يأرَيه الفرد وينبت النبع والشوحطوالقرظ. ثم مر الظهران ومر هي القرية والظهران الوادي وبمر عيون كثيرة ونخيلكثيرة. ثم تؤم مكة متحدرًا من برية يقال لها جَفْجَف. وتنحدر في حد مكة في واد يقال له وادي تُرْبة تنصب إلى بستان بنيعامر وحواليه بين الجبال السراة ويسوم وفرقد معدن البُرْم وجبلان يقال لهما شوانانواحدها شوان. وهذه البلاد كلها لغامد. وفي جبال السراة الأعناب وقصب السكر. ومن جبال مكة: أبو قبيس والصفا والجبل الأحمر والجبل الأسودومرتفع يقال له الهَيْلاء يقطع منه الحجارة للبناء وللأرحاء. والمروة جبل مائل إلى الحمرة وثبير جبل شامخ يقابله حراء وهو أرفعمن ثبير في أعلاه قلةٌ شاهقة وليس في جبل مكة نبات إلا شيء من الضهياء يكون فيالجبل الأحمر وليس في شيء منها ماء. ثم جبال عرفات تتصل بها جبال الطائف وفيها مياه كثيرة الأوشال. والأخشبان جبلان بعرفات بينهما يعرف الناس وقُعَيقعان قرية بها مياهكثيرة وزرع ونخيل وفواكه وهي اليمانية. والطائف ذات مزارع ونخيل وأعناب وموز وسائر الفواكه وفيها مياهجارية وأودية تنصب وحد الحجاز من معدن النقرة إلى المدينة فنصف المدينة حجازيونصفها تهامي ومن القرى الحجازي بطن نخل وبحذاء نخل جبل يقال له الأسود نصفه نجديونصفه حجازي وهو جبل أسود شامخ. ثم الطرف لمنْ أم المدينة يكتنف ثلاثة أجبل أحدها ظَلِمٌ وهو جبلأسود شامخ لا ينبت فيه شيئًا. والشَوْرَان جبل مطل على السد كبير مرتفع. ومن قبل المدينة جبل يقال له الصاري وأحد وجبل حذاء شوران يقال لهسن وجبال كبار شواهق لا ينبت فيها شيئًا بل يقطع منها الأرحاء والصخور للبناء تنقلإلى المدينة وما حواليها. وحذاها جبيل ليس بالشامخ يقال له قنة الحجر وهناك واد. ثم تمضي مصعدًا نحو مكة فتميل إلى واد يقال له عريفطان ليس بها ماءولا رعي وحذاءه جبل يقال له أبلى وفي أبلى مياه منها بئر معونة وحذاء أبلى جبل يقالله ذو الموقعة من شرقيها وهو جبل معدن بني سليم يكون به اللازورد كثيرًا وحذاؤه منعن يمينه جبل يقال له أحامر ليس فيه ماء. وجبل يقال له بُرثُم وجبل يقال له تِعار وهما جبلان عاليان لاينبتان شيئًا فيهما النمران كثيرة. والخرب جبل بينه وبين القبلة لا ينبت فيه شيئًا وجبل يقال له أقزاحشامخ مرتفع أجرد لا ينبت فيه شيئًا كثيرة النمور والأراوي. ثم جبل يقال له صفار وجبل يقال له شُواحِط وجبل لصفينة يقال لهالستار وبصفينة مزارع ونخيل كثيرة يعدل إليها أهل الحجاز إذا عطشوا وجبل يقال لههَكْرَان وجبل يقال له عُنّ والوفقا جبل لبني طال حذاه جبل يقال له: بُس. وذكر أبو منصور الأزهري عن قعيقعان موضع بمكة اقتتل عنده قبيلان منقريش فسمي قعيقعان بتقعقع السلاح فيه. قال: وقال السدي: إنما سمي قعيقعان لأن حربهما كانت تجعل فيهقسيها وجعابها وعرقها فكانت تقعقع وتصوت. قال: وقعيقعان جبل بالأهواز ومنه نحت أساطين مسجد البصرة. قال السدي: الجبل الذي تطلع الشمس من ورائه طوله ثمانون فرسخًا. فصل ذكر قدامة بن جعفر الكاتب قال: الذي وجد في الإقليم الأول منالجبال تسعة عشرجبلًا منها جبل سرنديب وطوله مائتان ونيف وستون ميلًا. والإقليم الثاني فيه سبعة وعشرون جبلًا منها جبل كرمان وطولهثلاثمائة ونيف وثلاثون ميلًا. والإقليم الثالث فيه أحد وثلاثون جبلًا والإقليم الرابع فيه منالجبال أربعة وعشرون جبلًا ومنها جبل الثلج بدمشق طوله ثلاثمائة وثلاثون ميلًا وجبلاللكام لهذه الناحية وطوله مائة ميل وجبل متصل بحُوّان وطوله مائة وخمسة وعشرونميَلًا. والإقليم الخامس فيه تسعة وعشرون جبَلًا. وفي الإقليم السادس أربعة وعشرون ذكر التلاع والعقاب والتلالوالتلاع والعقاب اسم لما هو دون الجبل في الرفعة وكذلك الضراب والصوى وذلك لا يحصىعدده إِلا من أعظمها عقبة همذان من بلاد المشرق بالحجاز عقبة هرشى وبطريق مكة منوجه العراق عقبة واقصة فإذا علوت نحو الحجاز فعقبة كراع. ذكر الرمال الرمال تتلاقى وتنتقل بعضها إلى بعض إلا أن من الرمال مايوطيء من القدم ومنها ما يوفض فيه الرجل لوقته وربما ابتلع الشخص فمن الرمال ما بينالعراق والمدينة والرجل يثبت عليه وكذلك الرمل التي في تيه بني إسرائيل فيما بينمصر ومكة وبلاد اليمن في أماكن القرعة رمالها لينة يتاه فيها لطول المسافة وتنقلهاالريح من مكان إلى مكان فيصير الوادي هضبة والهضبة واديًا فتشتبه المسالك. وببلاد الصمد في البحر الشرقي الكثير الأحمر وأهله عظام الأجسام سودالألوان ورمل عالج طويل المسافة. ذكرالقلاع إنما اتخذ الملوك والجبارون القلاع لتعصمهم من الأعداءوهي أكثر من أن تحصى. قال أبو الحسين ابن المنادي: ومن أعجبها بنيانًا وأمنعها قلعةماردين فإنها أسست على مصابرة الطالب أربعين عامًا فلو نزل عليها ملك بجيشه هذاالمقدار لما افتتحها لأنه يدخر فيها قوت أربعين سنة ولا يتغير وتسع بيوتهاومناراتها من المدخر هو أكثر مقدارًا من ذلك وفيها من العيون العذبة عشرات كثيرة. وقلعة بعلبك وقلعة تدمر وقلعة فامية وقلعة الشوش بالأهواز وهماقلعتان إحداهما فوق الأخرى ومثلها قلعة السوس الأقصى على بنائها وببلاد الروم حصونوقلاع كثيرة وببلاد أرمينية من القلاع والحصون ألوف أحصنها قلعة مليح الكبيروبخراسان وسجستان وبلاد المشرق قلاع على جبال شوامخ كثيرة العلا وهنالك قلعةسليمان. قال الحسن: كان سليمان يغدو من جبال بيت المقدس فيقيل باصطخر ثميروح من اصطخر فيبيت بقلعة خراسان يقال لها قلعة سليمان عليه السلام. ذكر الأبنية الحصينة هي كثيرة العدد إلا أن المشتهر المنتهى منهامدينة فرعون التي كان ينزلها وصرحه الذي بناه له هامان ومدائن كسرى وخورنق بهرامصور بالكوفة ومدينة الاسكندر على ساحل البحر ورومية وقسطنطينية وعمورية. يتبع<<<< |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #4 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) ذكر المعادن قد أحصى بعض القدماء المعادن المعروفة كالجص والنورة فوجدوهاسبعمائة معدن. ذكر البحار أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بنجعفر أخبرنا عبدالله قال حدثني أبي أخبرنا يزيد أخبرنا العوام قال: حدثني شيخ كانمرابطًا بالساحل قال: لقيت أبا صالح مولى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال:أخبرنا عمر بن الخطاب عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " ليس من ليلةإلا والبحر يشرف على الأرض ثلاث مرات يستأذن الله في أن يتنصح عليهم فيكفه الله عزوجل ". وروى محمد بن شعيب بن شابور عن عمر بن يزيد المنقري: أن بحرنا هذاخليج من قنطس وقنطس خلفه محيط بالأرض كلها فهو عنده كعين على سيف البحر ومن خلفهالأصم محيط بالأرض كلها فقنطس وما دونه كعين على سيف البحر ومن خلفه البحر المظلممحيط بالأرض كلها فالأصم وما دونه كعين على سيف البحر ومن خلفه الماس محيط بالأرضكلها فالمظلم وما دونه عنده كعين على سيف البحر ومن خلفه الباكي وهو ماء عذب أمرهالله تعالى أن يرتفع فأراد أن يستجمع فزجره فهو باكي يستغفر اللّه محيط بالأرض كلهافالماس وما دونه عنده كعين على سيف البحر ومن خلفه العرش محيط بالدنيا فالباكي ومادونه عنده كعين على سيف البحر. قال أبو الحسين ابن المنادي: ثم بلغنا آن البحر المعروف بالقنطسرا من وراء قسطنطينية يجيء من بحر الخزر وعرض فوهته ستة أميال فإذا بلغ أندس صاربين جبلين وضاق حتى يكون عرضه علوه منهم بين أندس هذه وبين قسطنطينية مائة ميل فيمستوَى من الأرض ثم يمر الخليج حتى يصب في أرض الشام وعرضه عند مصبه ذلك مقدار علوهمنهم وهنالك زعمو صخرة عليها برج فيه سلسلة تمنع ا المسلمين من دخول الخليج وطولالخليج من بحر الخزر إلى بحر الشام ثلاث وعشرون ميلًا ينحدر الراكب فيه من بحرالخزر وتلك النواحي ويصعد فيه من بحر الشام إلى القسطنطينية. قالوا: وأما البحر الذي خلف الصقالبة فلا يجري فيه الفلك ولاالقوارب ولا يجيء منه خبر. وإما البحر الغربي فممنوع من الخير وفي ركوبه خطر وليس من البحرأعظم بركة من البحر الشرقي وطوله من القلزم إلى العد قواق وذلك مقدار آربعة آلافوخمسمائة فرسخِ فيجيء من السند الخيزران والقثا والقسط ويجيء من سندان الساج والقثاأيضًا ويجيء من مل الفلفل وعلى كل عنقود من عناقيد الفلفل ورقة تكنّه من المطر فإذاانقطع حين المطر ارتفعت العدق عنه فإذا عاد المطر عادق عليه ويجيء من سرنديب الماسوهناك الياقوت ويجيء من جزيرة الرامي البقم ويقال أن عروق البقم نافع من سم سباعةالأفاعي وقد جربه البحريون من لدغ أفعى ويجيء من هناك الخيزران أيضًا ويجيء منجزيرة لبكيا لوس النارجيل ومن جزيرة كله وهي معدن الرصاص ومن جزيرة الخيزران أيضًاومن جزيرة صالوس الكافور ومن جزيرة جابه وشلامط السنبل والصندل والقرنفل ومن الصينالمسك والعود والجولنجان والدارسيني ومن الوقواق الذهب والأبنوس ومن الهند العودوالكافور وجوزبّوا ومن اليمين العنبر والورس. وقال بعض العلماء: أعظم البحار بحر فارس وبحر الروم وهما خليجانمتقابلان يأخذان من البحر المحيط وأعظمها طولًا وعرضًا بحر فارس وبحر القلزم وهوالذي انفلق لموسى عليه السلام وغرق فيه فرعون. والأرض كلها مستديرة والبحر المحيط مختف بها كالطوق. وفي البحار ما لا يعيش فيها حيوان أصلًا إما لشدة حرارة مائة أولشدة برده. والبحر الغربي لا يجري فيه السفن لأن فيه جبالًا من حجارة المغناطيسإذا انتهت السفن إليها جذبت ما فيها من المسامير فأسقطت وفيه سمك على صورة الناس. وفي بحر الهند حيتان تبلع القارب وفيه سمك طيارة. وفي بحر الشرقي سمك طول السمكة مائة باع ومائتا باع وسمك بمقدارالذراع وجوهها كوجوه البوم وسمك على خلقة البقر يعمل من جلودها الدرق وسمك على خلقةالجمال وسمك طول السمكة عشرون ذراعًا في جوفها مثلها وفي الآخرى مثلها إلى أربعسمكات وسلاحف دوران السلحفاة عشرون ذراعًا وفي بطنها مقدار ألف بيضة. وذكر أبو عبد الله أحمد بن محمد بن اسحاق الفقيه في كتاب البلدانفقال: قال ابن عباس الزرقي: البحار أربعة: البحر الكبير الذي ليس في العالمأكبر منه هو يأخذ من المغرب إلى القلزم وهو مر مالح لا يستمد من غيره وهو يمر منالقلزم على وادي القرى ثم يمر إلى جدة ثم يبلغ عدن ثم الشحر ثم إلى بربر ثم إلىعمان فيمر بالديل وفيه جزائر لا يحصى وفيه أربعة آلاف فرسخ وخمسمائة فرسخ وعرضه مثلذلك. ويخرج من هذا البحر خليج من ناحية القبلة حتى بلغ ايلة البصرة. ثم البحر الغربي الرومي من أنطاكية إلى قسطنطنية ثم يدور آخذًا إلىناحية الدبور حتى يخرج خلف باب الأبواب من ناحيهَ الخزر وعليه المدن وفيه جزيرةفيها اثنا عشر مدينة وعليه من ناحيِة مصر ودمياط وعليه جزائر ثلاثمائة وعليه بلادأسقلية وفي هذه الجزائر والسواحل ملوك متوجون لا يردون الطاعة إلى صاحبقسطنطينية. والبحر الثالث: الخراساني عليه جبال موقان وطبرستان وري وجرجانحتى يبلغ خوارزم وفي الجانب الشمالي أربعة آلاف ومائة مدينة وفي يد ملك النوبة ألفمدينة من العين وفي ناحية الشمال ثلاثة بحور ويقال أن بحر الهند طوله من المغرب إلىالمشرق ألف ميل وعرضه آلفا ميل وسبعمائة ميل وبجانبه جزيرة يستوي فيها الليلوالنهار وفيه من الجزائر ألف وثلاثمائهَ وستون جزيرة فيها جبال ومبلغ الأقاليمالسبعة ثمانية وثلاثون ألف فرسخ وعرضها ألف وتسعمائة وخمس وتسعون فرسخًا. وذكروا أن الفلك ثلاثمائة وستون درجة محيط بالأرض كالمحة في جوفالبيضة ويحيط بالبحرمن أسفل وفوق. والأرض في وسط الفلك. قال أبو عبد الله الفقيه: قد جعل الله سبحانه وتعالى لكل بحرجزرًا ومدًا وفي بحر فارس الماء ثلاثون باعًا إلى سبعين باعًا وفيه اللؤلؤ الجيد ثمبعد ذلك بحر فيه ملوك من العرب يكون على الزنج والصقالبة وفي هذه الجزيرة عنبركثيرة فيله لا يحصى وجزائر الواق ألف وسبعمائة جزيرة ملكتها امرأة. قال موسى بن المبارك السيرافي: دخلت مملكتها فرأيتها تقعد لأهلمملكتها عريانة على السريروعليها تاج وعلى رأسها أربعة آلاف وصيفة عراة أبكار. وفي بلادها من السمك ما يكون مائة ذراع ومائتي ذراع يخاف على السفرمنها أن يضربها بأجنحتها فتغرق المركب فإذا سلك المركب هناك ضربوا بالخبث بالليلكله مخافة من هذا السمك وفيه سلاحف السلحفاة استدارت عشرون ذراعًا يخرج من بطنالواحدة ألف بيضهَ وفيه طين يجمع على رأس الماء أشياء وتبيض عليها وتحضنه. وفيه سمك على خلقة البقر. وثم جزيرة سرنديب فإذا مات الميت هناك قطع أربعة أرباع واحرق بالناروأهله ونساؤه يتهافتون حوله حتى يحرقوا أنفسهم معه. وثم الكركورن وناس حفاة عراة لا يفهم كلامهم مأواهم رؤوس الشجروطعامهم ثمر الشجر ويستوحشون من الناس وهناك أشجار الكافور تُظل الشجرة مائة رجلومائتين ويسيل الكافور كما يسيل الصمغ ومن ورائهم قوم يأكلون الناس مأواهم رؤوسالجبال ثم هناك جزيرتان فيهما قوم سود يأكلون الرجال دون النساء وبعد ذلك يخرج فيهحيات يبتلع الرجال وثم قردة بيض كالجواميس وسنانير لها أجنحة والبد صنم بالهنديحجون إليه من مسيرة سنة وأكثر ويتقربون إليه وطوله أرجح من عشرين ذراعًا على صورةرجل ويزعمون أنه نزل من السماء وهو من حجر ألبس صفائح من ذهب وله سدنة ويمار فيالرجل وقد لف على أصابعه قطنًا وصب عليها دهنا ويشعل فيها النار فلا يزال واقفًاحتى يحترق وبين الهند والصين ثلاثون ملكًا أصغر ملك بها يملك ما يملكه العرب ومنذبح ببلاد الهند بقرة يذبح. باب المياه التي تسمى بالبحيرات : تشبيهًا بالبحر ولانبساطها وخروجها عن حدود الأنهار كبطائحالبصرة المتصلة بدجلة وبحيرة طبرية بدمشق وبحيرة بنواس والماء المستطيل بعمقأنطاكية ومياه الأودية التي يسكن فيها ذكر الأنهار والعيون أخبرنا هبة الله بن محمدالشيباني قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر قال:حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عفان وأخبرنا عبد الأول بنأحمد قال: أخبرنا الدَرَاوْردي قال: أخبرنا ابن أعين قال: حدثنا البخاريقال: حدثنا هدبة قالا: حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك أن مالك بن صعصعةحدثه عن النبي صلى الله عليه وسلم بحديث المعراج قال: " ثم رفعت إلى سدرةالمنتهى وإذا أربعة أنهار نهران باطنان ونهران ظاهران فقلت: ما هذا يا جبريلقال: أما الباطنان فنهران في الجنة وأما الظاهران فالنيل والفرات ". أخرجاه في الصحيحين. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز قال: أخبرنا أحمد بن علي بنثابت قال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن الصلت قال: أخبرنا أبو عبد اللهمحمد بن مخلد قال: قرأت على العباس بن اليزيد قلت له: حدثكم مروان بن معاوية عنادريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " نهرانمن الجنة النيل والفرات ". أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبوالفتح ابن أبي الفوارس قال: أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال: حدثنا الحارث بنمحمد قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: أخبرنا محمد بن عمرو عن أبي سلمة عن أبيهريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فجرت أربعة أنهار من الجنة: النيلوالفرات وسيحان وجيحان ". وفي حديث ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ينزل في الفرات كل يوم مثاقيل من بركة الجنة ". وروى أبوعميس عن القاسم قال: " مد الفرات فجاء برهانه مثلالبصير وكانوا يتحدثون أنها من الجنة ". أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر بن ثابت قال:أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد الواعظ قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال:حدثني أبو بكر محمد بن ادريس الشعراني قال: حدثنا موسى بن إبراهيم الأنصاري عناسماعيل بن جعفر المدني عن عثمان بن عطاء عن أبيه قال: أوصى الله تعالى إلىدانيال أن احفر لي سيبين نهرين بالعراق قال دانيال: إلهي بأي مكاتل وبأي مساحيوبأي رجال وبأي قوة أحفر لك هذين النهرين فأوحى الله إليه أن أعدً سكةً من حديدواجعلها في خشبة والقها خلف ظهرك فإني باعث إليك الملائكة يعينونك على حفر هذينالسيبين. فحفر وكان إذا انتهى إلى أرض أرملة أو يتيم حاد عنها حتى حفر دجلةوالفرات ". أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرثا أحمد بن علي قال: أخبرنا علي بنمحمد بن علي بن يعقوب قال: أخبرنا أحمد بن يوسف بن خلاد قال: حدثنا الحارث بنمحمد قال: حدثنا سعيد بن شرحبيل عن ليث عن يزيد بن أبي حبيب عن أبي الخير قال:قال كعب: نهر النيل نهر العسل في الجنة ونهر دجلة نهر اللبن في الجنة ونهر الفراتنهر الخمر في الجنة ونهر سيحان نهر الماء في الجنة قال: قال الله: نورهنليصيرهن إلى الجنة. أخبرنا عبد الرحمن قال: أخبرنا أحمد بن علي قال: أخبرنا أبو عليبن شاذان قال: أخبرنا محمد بن عبد الله بن ابراهيم الشافعي قال: حدثنا محمد بناسماعيل السلمي قال: حدثنا سعيد بن سابق قال: حدثني سلمة بن علي عن مقابل بنحبان عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أنزل الله منالجنة إلى الأرض خمسة أنهار: سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلةوالفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر. أنزلها اللّه تعالى من غير واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة مندرجاتها على جناحي جبريل عليه السلام فاستودعها الجبال وأجراها في الأرض وجعل فيهامنافع للناس في أصناف معايشهم فذلك قوله تعالى: {وَأنْزلنا مِنَ السمَاءِمَاءً بِقدر فَأسْكنَاهُ فِي الأرْض}. فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل اللّه تعالى جبريل فرفع منالأرض القرآن والعلم كله والحجر من ركن البيت ومقام ابراهيم وتابوت موسى بما فيه. وهذه الأنهار الخمسة فرفع كل ذلك إلى السماء فذلك قوله تعالى: {وَإِنَّا عَلَىذَهَابِ بِهِ لَقَادِرون}. فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد خير الدين والدنيا فقد جاء فيحديث آخر: " نهران مؤمنان ونهران كافران فأما المؤمنان فالنيل والفرات وأماالكافران فدجلة ونهر بلخ ". قال ابن قتيبة: قال ذلك على وجه التشبيه لأن النيل والفرات يعرضانعلى الأرض ويسقيان بلا تعب ولامؤونة ودجلة ونهر بلخ لا يسقيان إلا قليلًا بتعبمؤونة فهذان في قلة النفع كالكافرين وهذان في كثرة النفع كالمؤمنين. مخارج الأنهار قال أبو العالية: كل ماء عذب في الأرض من أصلالصخرة التي في بيت المقدس يهبط من السماء ثم يتصرف في الأرض. قال أبو الحسين بن المنادي: مخرج نهر بلخ واسمه جيحون من جبالالتبت ثم يمر ببلخ والترمذ وخوارزم حتى يصب في بحر جرجان ومخرج مهْران وهو نهرالسند من جبال سندان ثم يمر بالبصرة ويصب في بحر الشرقي الكبير بعد أن يحمل منهأنهار بلاد الهند. ومخرج الفرات من قاليقلا حتى يمر بأرض الروم ويستمد من عيون حتىيخرج على ميلين من ملطية ثم يبلغ إِلى شمشاط فتحمل من هناك السفن ثم تبلغ إلىالكوفة من فوق دقما وإلى حلة من هناك أيضاَ وتصب في دجلة. ومخرج دجلة من جبال آمد ثم يستمد من عيون كثيرة من نواحي أرمينية ثميمر ببلد ومن هناك تحمل السفن وتستمد من الزاب الأعلى والزاب الأسفل وتصب فيالبطائح ثم يصب البطائح في البحر الشرقي. وفي بعض الكتب السالفة أن الشياطين حفرت دجيل لسليمان بن داودواحتفر هو في نهر الملك فإن الشياطين لما حفرت دجيل ألقت ترابه بين خانقين وقصرشيرين ومخرج الراسي نهر أرمينية من قاليقلا ومنتهاه بحر جرجان. ومخرج الزابين من جبال أرمينية ثم يصبان في دجلة يصب الكبيربالحديثة والصغير بالسن. ومخرج النهروان من جبال أرمينية ثم يمر بباب الصلولي ويسمى هناكتامرًا ويستمد من القواضل فإذا مر بباب كسرى سمي النهروان ثم يصب في دجلة أسفلجبل. ومخرج الخابور من رأس عين ويستمد من الهرماس ثم يصب في الفراتبقيرقيسيا. ومخرج نيل مصر من جبال القمر ثم يصب خلف بحرين خلف خط الإستواءويطيف بأرض النوبة ويجيء إلى مصر فيصير بعضه بدمياط في البحر الرومي ويسقي باقيهالقسطنطينية حتى يصب أيضًا في البحر الرومي. ومخرج الهيد ميذ من جبال سجستان وله من ورائها مفيض عظيم إلى صراةفي فضاء من الأرض وحول ذلك البساتين والمزارع يسير على سمت مستقيم ثم يعوج حتىيحاذي مجاذب توديه إلىالبحر الشرقي. ويخرج سيحان نهر أذنه من بلاد الروم ثم يمر على موضع من بلادأرمينية ثم يمتد إلى اذنه وهناك يدعى سيحان ثم يسير حتى يصب في البحر الشامي. ومخرج جيحان نهر المصيصة من بلاد الروم على مراحل منها ثم يِصب فيالبحراللبناني ويستمد من وادي الزنج ثم يصب في البحر الشامي. ومخرج الأرند نهر أنطاكية من أرض دمشق مما يلي طريق البربر وهويجريمع الجنوب ولذلك يدعى المقلوب ثم يصير في البحر الرومي. ومخرج نهر دمشق من ذلك الموضع ويسقي الغوطة ثم يصب في بحيرة دمشق. ومخرج قويق نهر حلب من قرية تدعى سبتات على سبعة أميال من دابق ثميمر إلى حلب ثمانية عشر ميلًا ثم إلى مدينة قنسرين اثني عشر ميلًا ثم يفيض فيالأجمة هذه المشتهرة بالذكر وقد أخبرنا عبد الرحمن بن محمد قال: أخبرنا أحمد بنعلي بن ثابت قال: ذكر بعض من تقدم من العلماء بأخبار الأوائل أن ملك الأردوان وهمالنبط كان في السواد قبل ملك فارس وأن النبط هم الذين استنبطوا الأرض وعمروا السوادوحفروا الأنهار العظام ويقال لهم ملوك الطوائف قال: وحكى الهيثم بن عدي عن عبداللّه بن عياش قال: ملك النبط سواد العراق ألف سنة وكان حد ملك النبط الأنبار إلىعانات كسكر إلى ما والاها من كور دجلة إلى جوخي. وكانت سرة الدنيا في أيد النبط واعتبر ذلك أن الفرات ودجلة ينصبانمن الشام والجزيرة ولا ينتفع بهما حتى يأتيا بلادهم فيفجرونها في كل موضع ثم يسوقونبقيتهما إلى البحر وكان ملكهم ألف سنة وإنما سموا نبطًا لأنهم انبطوا الأرض وحفرواالأنهار العظام منها الصراة العظمى. ونهر آبا ونهر سورا ونهر الملك وحفروا الصراة العظمى فيروز حشش وحفرنهر آبا أبا ابن الصامغان وحفر نهر الملك أفقورشة وكان آخر ملوك النبط ملك مائتيسنة ثم وليت ملك فارس فحفروا أنهار كوثى والصراة الصغرى التي عليها ابن هبيرة وكلسيب بالعراق. ثم حفروا النهروان. وقال غيره: حفر الصراة العظمى أفريدون وحفر أقفور بن بلاش نهرالملك وحفرآبا ابن الصمغان نهر الأنبار وبنى قناطر هذا النهر قباد بن فيرون وحفرتخماني بنت بهمن أردشير تامرا وهو القاطول الأول وشقت منه أنهارًا وحفر أردشير دجيلوحفر الزاب زو بن الطهما سب وحفر براز الروز رجل من فارس اسمه بران وحفر الحجاجالنيل وحفر خالد بن عبد الله القسري نهر الصلح ونهر المبارك وحفر الرشيد قاطول نهرالسلام وهو عمود نهرين واستخرج منه الخالص. يتبع>>> |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #5 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) فصل وذكر القاضي أبو العباس أحمد بن بختيار قال: أول العيون عين تخرجمن جبل القمر وراء خط الاستواء ثم ينبعث منها عشرة أنهار ويخرج منها بحرهو نيل مصرحتى يمر بمدينة النوبة ويقطع الإقليم الأول حتى يجاوره إلى الاقليم الثاني ثم يمدإلى مصر ثم ينقسم النيل سبعة أقسام يمر الغربي منها إلى الإسكندرية. ومسير النيل من ابتدائه إلى انتهائه ألفا ميل ونيفًا. وعين أخرى مركزها تحت خط الاستواء يخرج منها نهر يمر إلى النيل حتىيصب فيه عند مدينة النوبة. وعين أخرى في جزيرة الفضة التي في بحر الصين يخرج منها ثلاثة أنهارتصب في البحر. وعين أخرى من وراء خط الاستواء يخرج منها نهران يصبان في البحر. قال: وفي الإقليم الأول من الأنهار والعيون ثلاثة وعشرون كلهاجارية إلا عينًا وا حدة. وفي الإقليم الثاني من الأنهار والعيون أربعة وعشرون والبحيرةالمعروفة بطبرية وهي مدورة مقدارها ثلاثة وثلاثون ميلًا ويخرج منها نهر يمر على قربأنطاكية حتى يصب في البحر. وفي الإقليم الرابع أنهار وعيون لم يذكر عددها. وفي الإقليم الخامس خمسة وعشرون نهرأ منها دجلة تخرج من بين جبلينعند مدينة آمل وتصير إلى بلد ثم الموصل ثم المدينة ويصب إلى بغداد ثم إلى واسط ثمالبطائح ثم يفترق فرقتين فرقة تمر إلى البصرة وفرقة إلى المدار ويصب الجميع إلى بحرفارس ومسافتها ثمانمائة ميل ونصف. وفي الإقليم السادس ستة وعشرون نهرًا منها الفرات أولها من عين فيبلد الروم وطولها عند طلوعها في بلد الإسلام سبعمائة وخمسة وثلاثون ميلًا. وفي الإقليم السابع ثمانية وعشرون نهرًا منها جيحان يصب في بحرالشامي وطوله سبعمائة ونيف وثلاثون ميلًا وفيه نهر بلخ. أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بنجعفر القطيعي حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا معتمر بنسليمان عن الصباح بن أشرس قال: سئل ابن عباس عن المد والجزر فقال: إن ملكًاموكل بقاموس البحر فإذا وضع رجله فاضت ذكر طرف من عجائب ما في الأرض انبأنا محمد بنناصر قال: أخبرنا عبد الله بن أحمد الكسائي قال: أخبرنا أبو نصر عبد الوهاب بنعبد الله المري قال: حدثنا عبد الوهاب بن الحسن الكلابي قال: أخبرنا علي بنمحمد بن كاس النخعي قال: حدثنا خضر بن أبان قال: حدثنا منصور بن عمار قال:حدثنا ليث بن سعد عن عقيل بن خالد عن شفي بن ماتع عن عبد الله بن عمرو قال: منالعجائب التي وصفت في الدنيا أربع: منارة الإسكندرية عليها مرآة من حديد يقعدالقاعد تحتها قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فيرى من بالقسطنطينية وبينها عرض البحروسوداني من نحاس على قضيب من نحاس على الباب الشرقي برومية فإذا كان أوان الزيتونصفَّر ذلك السوداني صفرة فلا تبقى سودانية تطير إلا جاءت معها بثلاث زيتونات فيرجليها وزيتونة في منقارها فألقته على ذلك السوداني فيحمله أهل رومية فيعصرون مايكفيهم لسرجهم وإدامهم إلى العام المقبل. ورجل من نحاس بأرض اليمن ما بين الشجر مادًا يده إلى وراء كأنهيقول: ليس ورائي مذهب ولا مسلك وهو أرض رجراجة لا تستقر عليها الأقدام غزاها ذوالقرنين في سبعين ألفا فخرج عليهم نمل كنجاتي وكانت النملة تخطف الفارس عن سرجه. وبطة من نحاس بين عمود من نحاس فيما بين الهند والصين بأرض يقال لهاكثار فإذا كان يوم عاشوراء شربت البطة من الماء حاجتها ومدت منقارها فيفيض من فيهاالماء ما يكفيهم لزروعهم ومواشيهم إلى العام المقبل. وقد روي لنا هذا الخبر على وجه آخر فأنبأنا محمد بن ناصر قال:أنبأنا عبد المحسن بن محمد قال: أخبرنا أبو أحمد عبد اللهّ بن محمد الدهان قال:حدثنا أبو جعفر أحمد بن الحسين البردعي قال: حدثنا أبو هريرة أحمد بن عبد اللهّبن أبي العصام قال: حدثني اسحاق بن ابراهيم الأزرق قال: حدثنا محمد بن أبي موسىقال: حدثنا حجاج بن أبي لهيعة عن أبي قسيل عن عبد اللّه بن عمرو عن العجائب التيوضعت في الدنيا أربع: مرآة كانت معلقة بمنارة الإسكندرية فكان الجالس يجلس تحتهافيرى مَن بالقسطنطينية وبينها عرض البحر وعمود من نحاس بأرض رومية فإذا كان لقاطالزيتون لم يبق سودانية إلا جاءت إليه بثلاث زيتونات فيعصرها أهل رومية لادامهمومصابيحهم وفرس من نحاس عليه راكب من نحاس بأرض طليلة قريبة من قرى الأندلس منخلفها بأرض رجراجة لا يطأ عليها أحد إلا ابتلعه والفرس قافل بيده هكذا مكتوب فيجبهته ليس ورائي مسلك وعمود من نحاس عليه شجرة من نحاس تمثال عاد فإذا كان أشهرالحرم هطل منها الماء فملىء منه الحياض ويشرب الناس منه وسقطوا ظهورهم فإذا تصرمتأشهر الحرم انقطع ذلك عنهم. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك قال: أخبرنا أبو الحسين بن عبدالجبار قال: أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبد الله بن خلف قال: حدثنا جدي محمد بنعبد الله قال: حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن حاتم قال: حدثنا عمرو بن شبة قال:حدثنا سليم بن منصور بن عمار عن أبيه قال: حدثني عبد ربه عن نافع عن أبي مدركالسعدي قال: أتيت طليلة من وراء الأندلس فرأيت صنمين من نحاس رؤوسهما في الهواءقائمين على رجل واحدة كل واحدة منها واضع كفه اليسرى بين عينيه مكتوب: ليس خلفيمسلك. قال: وقد أخبرني أناس من أهل تلك الناحية أن ذا سرح الملك سار فيالجموع حتى وصل إلى تلك الناحية فخرج عليه خلق يشبه النمل وإن كانت الدابة من تلكالدواب لتخطف برجليها رجلين وتأخذ الرجل. مع بقرة معه فتحمله فما يقدر على نفسه فلما رأى ذلك ذو سرح الملكانصرف بالجمع. وقد ذكر بعض العلماء في العجائب: أنه بأرض مصر أسطوانتان من بقاياأساطين كانت هناك في رأس كل اسطوانة طوق من نحاس يقطر من أحديهما ماء من تحت الطوقإلى نصف والهرمتان بمصر سمك كل واحد منهما أربعمائة ذراع طولًا في أربعمائة ذراععرضًا كلما ارتفع البناء دق وهما من رخام ومرمر مكتوب عليها طب وسحر وتحتَ ذلكمكتوب: " إني بنيتها بملكي فمن يدعي قوة في ملكه فليهدمها فإن الهدم أيسر منالبناء ". قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: وبلغنا أنهم قدروا فإذا خراج الدنيامرارًا كثيرة لا يقوم بهدمها ويقال إنه ما من بناء بالحجارة أبهى من كنيسة حمص ولابناء بالآجر والجص أبهى من ايوان كسرى بالمدائن ولا منارة أعجب من منارة الاسكندريةولا بناء بالحجارة أحكم ولا أبهى من شاذروان تستر لأنها بالصخر وأعمدة الحديد وطاطالرصاص. وأعجب من هذا كله سد ذي القرنين الذي أمده الله لبنائه وسيأتي ذكرهفي أخبار في القرنين إن شاء الله. ومن العجائب: نار بصقلية تجيء بالهند وبالأندلس تشعل في حجارة ولايمكن أن يوقد منها. وأهل اليمن يمطرون في الصيف وليس بصقلية نمل. ومن العجائب: بيتان وجدا بالأندلس عند فتحها في مدينة الملوك ففتحأحد البيتين وهو بيت المال فوجد فيه أربعة وعشرون تاجًا عدة ملوكهم لا يدرى ما قيمةالتاج منها وعلى كل تاج اسم صاحبه ومبلغ سنه وكم ملك من السنين ووجد فيه مائدةسليمان بن داود. ووجد على البيت الآخر أربعة وعشرون قفلًا كان كلما ملك ملك منهم زادقفلًا ولا يدرون ما في البيت فلما ملك آخر ملوكهم قال: لا بد لي من أن أعرف ما فيهذا البيت وتوهم أن فيه مالًا فاجتمعت إليه الأساقفة والشمامسة وأعظموا ذلك وسألوهأن يأخذ بما فعله الملوك قبله فأبى وقال: انظر ما تحطب على مالك من مال يظن أنهفيه فنحن ندفعه إليك من أموالنا فلا تفتحه. فعصاهم وفتح الباب فإذا فيه تصاوير العرب على خيولهم بعمائمهمونعالهم وقسيهم ونبلهم فدخلت العرب جزيرة الأندلس في السنة التي فتح فيها الباب. ووجد قتيبة بن مسلم بمدينة تدعى بيكند قدورًا عظامًا يصعد إليهابسلاليم. أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أنبأنا جعفر بن أحمد السراجقال: أخبرنا أبو القاسم عبيد الله بن عمر بن شاهين قال: حدثنا أبي قال: حدثناعلي بن محمد بن أحمد المصري قال: حدثنا عبد الله بن عيسى المدني قال: حدثناإبراهيم بن المنذر قال: حدثني هشام بن محمد بن السائب قال: حدثني حفص بن عمر بنالنعمان البخاري قال: حدثني أبي عن جدي قال: سمعت حميدًا دهقان الفلوجة السفلىوكان عمر قد فرض له في ألفي مع عدة من الدهاقين قال: كان ببابل سبع مدائن في كلمدينة أعجوبة ليست في الأخرى وكان في المدينة الأولى التي منها ملكها تمثال الأرضجميعًا فإذا أتوى عليه بعين أهل مملكته بخراجها خرق أنهارها عليهم فعرفت حيث كانتفلا يستطيعون لها سدًا حتى يؤدون ما عليهم فإذا سدها عليهم في وفي المدينة الثانيةحوض فإدا أراد الملك أن يجمعهم لطعامهم إلى من أحب منهم بما لا أحب من الأشربة نصبهفي ذلك الحوض فاختلط جميعًا ثم تقدم السقاة فأخذوا الآنية فمن صب في انائه تنينًاصار في شرابه الذي جاريه. وفي المدينة الثالثة طبل إذا غاب من أهلها غائب فأرادوا أن يعلمواأحي هو أم ميت أتوا الطبل فضربوه فإن كان حيًا صوت الطبل وإن كان ميتًا لم يسمع لهصوت. وفي المدينة الرابعة: مرآة من حديد إذا غاب الرجل عن أهله فأحبواأن يعلموا حاله كيف هو أتوا المرآة فنظروا فيها فأبصروه على حاله التي هو عليها. وفي المدينة الخامسة: أوزة من نحاس إذا دخل المدينة غريب صوتتصوتًا فسمعه جميع أهل المدن فيعلم أنه دخلها غريب. وفي المدينة السادسة: قاضيان جالسان على الماء فيجيء المحقوالمبطل فيمشي المحق على الماء حتى يجلس مع القاضي ويغمس المبطل في الماء. وفي المدينة السابعة: شجرة لا تظل إلا ساقها فإن جلس تحتها رجلإلى ألف أظلتهم وإن زاد واحد جعلوا كلهم في الشمس. أول من سكن الأرض الجن وما زالوا يعمرون الأرض ويعبدون اللّه عز وجلحتى طال عليهم الأمد فيتناول بعضهم بعضًا فنهاهم بعض ملوكهم واسمه يوسف ويقال إنهكان نبيًا ولا يثبت مثل هذا فأرسل الله عليهم جندًا من الملائكة فيهم ابليس فأجلوهمعن الأرض. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: كان الجن سكان الأرض والملائكة سكانالسماء وهم عمارها لكل سماء ملائكة ولكل أهل سماء صلاة وتسبيح ودعاء فكل أهل سماءأشد عبادة وأكثر دعاء وصلاة وتسبيحًا من الذين تحتهم. وقد قال بعض العلماء: عمروا الأرض ألفي سنة. وقال بعضهم: أربعين سنة. وروى سماك بن حرب عن بشر بن قحيف عن ابن عباس قال: إن الكلاب منالجن وهي من ضعفاء الجن. وقد روى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إنالله لعن شيطان الجن فمسخهم دواب في الأرض فهي هذه الكلاب السود وهي الجن ". ياب ذكر سكان الأرض روى عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلىالله عليه وسلم أنه قال: " إن الله تعالى خلق ألف أمة ستمائة منها في البحروأربعمائة في البر ". وقد روينا نحو هذا عن يحيى بن أبي كثير موقوفًا. وقال وهب بن منبه: " إن لله تعالى ثمانية عشر ألف عالم الدنيامن ذلك واحد ". وقال أبو العالية: الجن عالم والإنس عالم وسوى ذلك ثمانية عشر ألفعالم من الملائكة على الأرض والأرض أربع زوايا كل زاوية منها أربعة آلاف وخمسمائةعالم خلقهم الله لعبادته. أخبرنا اسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا عاصم بن الحسن قال: أخبرناأبو الحسين بن بشران قال: حدثنا أبو صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال:حدثني إسحاق بن حاتم المدائني قال: حدثنا يحيى بن سليم عن عثمان بن أبي دهرسقال: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن بهذا المغرب أرضًابيضاء مسيرة للشمس أربعين سنة بها خلق من خلق الله لم يعصوا الله طرفة عين قالوا:فأين الشيطان عنهم قال: " ما تدرون خلق الشيطان أم لم يخلق " قالوا: ومنوراء آدم هم قال: " وما تدرون خلق آدم أم لم يخلق ". باب ذكر من ملك الأرض كلها قد روينا في الحديث عن مجاهد أنه قال: ملك الأرض أربعة أنفس:مؤمنان وكافران فأما المؤمنان فسليمان بن داود وذو القرنين وأما الكافران فبخت نصرونمرود. وقد حكى أبو الحسين بن جعفر المنادي أن هشام بن محمد والشرقي بنقطامي قالا: ملك الدنيا كلها من الجن والإنس ثمانية: فثلاثة منهم من ولد جان:جيومرث وبعضهم يقول جيومرب بالباء ثم ملكها بعده طهمورث ثم ملكها من بعده ابنهأوشنج فخلق اللّه تعالى آدم على عهد أوشنج وكان أول من ملك الدنيا من أولاد آدمجمشاد بن بونجهان من ولد قابيل وكان يقطع الدنيا كل يوم كما تقطعها الشمس يضحيبالمشرق ويمسي بالمغرب ملكها بين آدم ونوح. والثاني: نمرود بن كنعان بن حام بن نوح. والثالث: بوارسب وهو الضحاك بين الأهبوب. والرابع سليمان. والخامس ذو القرنين. قلت: وإذا أضيف بخت نصر صاروا ستة إلا أن هذا القول لا أراهثابتًا. وسنذكر جيومرث وطهموث في أولاد آدم. باب ذكر ما تحت الأرض اعلم أن الأرض كان طبقًا واحدًا فشقها سبحانه سبعًا وكذلك السماء. قال كعب: هنه الأرض على صخرة خضراء في كف ملك وذلك الملك قائم علىظهر الحوت وذلك الحوت منطو بالسموات السبع من تحت الأرض. وقال ابن عباس: الصخرة على منكبي ملك والملك على الثور والثورعلىالماء والماء متن الريح. وقال وهب: اسم الحوت بهموت. باب ذكر سكان الأرضين السبع روى عطاء بن يسار أنه سأل كعب الأحبار فقال له: من ساكن الأرضالثانية فقال: الريح العقيم لما أراد اللّه عز وجل هلك قوم عاد أوحى إلى خزنتهاأن افتحوا منها بابا قالوا: يا ربنا مثل منخر الثور قال: اذن تتلف الأرض بمنعليها فاستأذنوا ربهم فضيق ذلك حتى جعله مثل حلقة الخاتم قال: فقلت: من ساكنالأرض الثالثة قال حجارة جهنم قال: قلت: فمن ساكن الرابعة قال: كبريت جهنمقلت: فمن ساكن الأرض الخامسة قال: حيات جهنم قال: قلت: وان لها الحياتقال: نعم والذي نفسي بيده كأمثال الأودية قلت: فمن ساكن السادسة فقال: عقاربجهنم كأمثال البغال ولها أذناب كالرماح يلقى إحداهن الكافر فيلسعه اللسعة فيتناثرلحمه على قدمه قلت: فمن ساكن السابعة قال: تلك سجين وفيها ابليس موثق يد أمامهويد خلفه ورجل أمامه ورجل خلفه فيأتيه جنوده بالأجنان في مكانه وقد روى الضحاك عنابن عباس قال: في كل أرض آدم كآدمكم ونوح كنوحكم. ومعنى هذا أن لكل الأرض ساعة يقوم كبيرهم ومتقدمهم مقام آدم ونوحفينا. باب ذكر الجن والشياطين هذا الجن ثلاثة أنواع: جان وجن وشياطين ولا خلاف أن الكل خلقواقبل آدم. فأما الجان: ففيه ثلاثة أقوال أحدها: أنه أبو الجن رواه أبوصالح والضحاك عن ابن عباس وهومخلوق من نار. أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بنجعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا عبد الرزاققال: حدثنا معمر عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول اللّه صلى اللهعليه وسلم: " خلق الجان من مارج من نار وخلقت الملائكة من نور ". وروى الضحاك عن ابن عباس قال: المارج لسان النار الذي يكون فيطرفها إذا التهبت. وروى عكرمة عن ابن عباس قال: كان أبو الجن اسمه سوما فقال اللهله: تمن فقال: أتمنى أن نرى ولا نرى وأن نغيب في الثرى وأن يصير كهلنا شابًافأعطي ذلك فإن الدهر ليمرعلى والثاني: أن الجان هو الاثنين قاله الحسن وعطاءوقتادة ومقاتل. والثالث: أن الجان مسيخ الجن. أخبرنا إسماعيل بن أحمد المقري وعبد اللّه بن محمد الحاكم ويحيى بنمحمد المدبر قالوا: حدثنا أبو الحسين بن النقور قال: أخبرنا عبيد الله بن جشامةقال: حدثنا البغوي قال: حدثنا هدبة قال: حدثنا همام عن قتادة عن عكرمة عن ابنعباس قال: الجان مسيخ الجن كما أن القردة والخنازير مسيخ الإنس. وأما الشياطين: فكل متجبر عات من الجن. وهو مأخوذ من شطن أي بعد عن الخير وقيل بعد غوره في الشر. وكذلك المارد والعفريت. وقد روى الضحاك عن ابن عباس قال: الشياطين ولدان ابليس لا يموتونإلا مع إبليس. والجن: يموتون ومنهم المؤمن ومنهم الكافر. وقال السدي: في الجن شيعة وقدرية ومرجئة. قال عبد الله بن عمرو بن العاص: خلق الله الجن قبل آدم بألفيسنة. وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سئل عن الغيلان فقال:" هي شجرة الجن ". وقيل عند عمر بن الخطاب رضي اللهّ عنه أن الغيلان تتحول عن خلقهافقال إنه ليس شيء وروى أبو الدرداء عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله الجن على ثلاث أصناف صنف حيات وعقارب وخشاش الأرض وصنف كالريح في الهواءوصنف عليهم الحساب والعقاب. وخلق الإنس على ثلاثة أصناف: صنف لهم قلوب لا يعقلون بها وصنفأجسادهم أجساد بني آدم وأرواحهم أرواح الشياطين وصنف في ظل اللّه يوم لا ظل إلا ظله". واختلف الناس هل يدخل مسلمو الجن الجنة فقال الضحاك: يدخلون الجنةويأكلون ويشربون. وقال مجاهد: يدخلونها ولكن لا يأكلون فيها ولا يشربون يلهمون منالتسبيح والتقديس ما يجد أهل الجنة من لذيذ الطعام والشراب. وقال ليث بن أبي سليم: ثوابهم أن يجاروا من النار ويقال لهم:كونوا ترابًا. باب ذكر ابليس لعنه الله اختلف العلماء هل كان من الجن أو من الملائكة على قولين. أحدهما: أنه كان من الملائكة وأعظمهم قبيلة. وإن من الملائكة قبيلة يقال لهم الجن وكان منهم وكان له سلطان سماءالدنيا وكان له سلطان الأرض يسوس ما بين السماء والأرض فعصى فمسخه الله شيطانًارجيمًا. وروى الضحاك عن ابن عباس قال: كان إبليس من حي من أحياء الملائكةيقال له الجن خلق من نار السموم من بين الملائكة وخلق الملائكة كلهم من نور غير هذاالحيّ وخلق الجن الذين ذكروا في القرآن من مارج من نار وأول من سكن الأرض الجنفافسدوا فيها وسفكوا الدماء وقتل بعضهم بعضًا فبعث اللّه عز وجل إليهم إبليس في جندمن الملائكة يقال لهم الجن فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطرافالجبال فلما فعل ذلك اغتر في نفسه فقال: لقد صنعت شيئًا لم يصنعه أحد. وقال السدي عن أشياخه: كان إبليس على مُلك السماء الدنيا وكان معمُلكه خازنًا فوقع في صدره كبر وقال: ما أعطانا الله هذا إلا لمزية علىالملائكة. وحكى أبو جعفر الطبري أن إبليس بعث حكمًا يقضي بين الجن في الأرضفقضى بينهم بالحق ألف سنة فسمي حَكَمًا فدخله الكبر فألقى بين الذين كان حكم بينهمالعداوة والبغضاء حتى اقتتلوا فبعث الله عز وجل عليهم نارًا فأحرقتهم فعرج السماءوأقام عند الملائكة يعبد اللّه إلى أن خلق آدم. والقول الثاني: إنه كان من الجن. قال الحسن: لم يكن إبليس من الملائكة قط. وقال شهر بن حوشب: كان إبليس من الجن الذين طردتهم الملائكة فأسرهبعض الملائكة وقال سعد بن مسعود: كانت الملائكة تقاتل الجن فسُبي أبليس وكانصغيرًا وكان مع الملائكة يتعبد معها فلما أمروا أن يسجدوا سجدوا وأبى إبليس. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان إبليس اسمه عزازيل ثمابليس بعد. وقال ابن جريج: كان اسم إبليس في السماء الحارث. وقد روى ثور بن يزيد عن خالد بن معدان قال: خلق الله ابليس منمارج من نار فلما خلق علق في الهواء فقال: يا هواء إن كنت فوقي فارفعني إليك وإنكنت أسفل مني فأهبطني إليك. فنودي: إن اللهّ بكل مكان ومع كل إنس وجان فاصطكت أسنانه وخرج منفيه شرر خلق من كل شررة شيطان مخلد. أخبرنا محمد بن عبد الباقي بن أحمد بن سليمان قال: أخبرنا أحمد بنأحمد الحداد قال: أخبرنا أبو نعيم أحمد بن عبد اللّه الحافظ قال: حدثنا أبيقال: أخبرنا أحمد بن محمد بن أبان قال: حدثنا أبوبكر بن عبيد قال: حدَثنايحيى بن عثمان قال: حدثنا بقية عن سفيان قال: أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليهالسلام إن أول من مات إبليس وذلك أنه أول من عصاني وأنا أعد من عصاني من الموتى. أنبأنا إسماعيل بن أحمد قال: أخبرنا عاصم بن الحسن قال: أخبرناأبو الحسين بن بشران قال: حدثنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال:حدثنا الحسن بن يحيى العبدي قال: أخبرنا عبد الرزاق قال: أخبرنا معمر عن قتادةقال: لما أهبط إبليس قال: يا رب قد لعنته فما عمله قال: السحر قال: فماقرآنه قال: الشعر قال: فما كتابه قال: الوشم قال: فما طعامه قال: كل ميتةوما لم يذكر اسم الله قال: فما شرابه قال: كل مسكر قال: فأين مسكنه قال:الحمام قال: فأين مجلسه قال: الأسواق قال: فما مؤذنه قال: المزمار قال:فما مصائده قال: النساء. قال القرشي: وحدثنا بشير بن الوليد الكندي قال: حدثنا محمد بنطلحة عن زبيد عن مجاهد قال: لإبليس خمسة من ولده قد جعل كل واحد منهم على شيء منأمره ثم سماهم فذكر بترو والأعور ومسوط وداسم وزلنبور. فأما بتر فهو صاحب المصيبات الذي يأمر بشق الجيوب ولطم الخدود ودعوىالجاهلية. وأما الأعور فهو صاحب الزنا يأمر به ويزينه. وأما مسوط فهو صاحب الكذب الذي يسمع فيلقي فيخبره بالخبر فيذهبالرجل إلى القوم فيقول لهم: قد رأيت رجلًا أعرف وجهه وما أدري ما اسمه حدثني بكذاوكذا وما هو الأمر. وأما زلنبور فهو صاحب السرقى الذي يركز رايته في السوق ولا يزالونملتطمين. وقال حوشب بن سيف قال: اسم الشيطان الذي يفتن الناس في الأسواقفنحواص. وقد روى سيف عن مجاهد ان إبليس نكح نفسه فباض خمس بيضات فهمأولاده. وهذا من أبعد الأقوال. وقال عكرمة: من أولاد إبليس القعقاع. أخبرنا هبة الله بن محمد قال: أخبرنا الحسن بن علي التميمي قال:أخبرنا أحمد بن جعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنيمحمد بن المثنى قال: حدثنا أبو داود قال: حدثنا خارجة بن مصعب عن يونس بن عبدعن الحسن عن عتى عن أبي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " للوضوء شيطان يقالله الولهان فاتقوه أو قال: فاحذروه ". قال أبو الحسين بن المنادي: وقد قيل ان أحد الشياطين يجيء في صورةطائر يقال له القرقصية يخفق بجناحه على عين الرجل الذي يقرأ على أهله الفاحشة فلاينكر بعد ذلك عليها. باب ذكر أجناس الطير وحيوان البر والبحر جميع أجناس الطير وجميع دواب الأرض كانت منتشرة في الأرض والهواءوالبحار قبل آدم عليه قال وهب بن منبه: فأري حمل البحر النسر قال: يا خطيبالطير أحدث حدث قال: نعم خلق خلق من أمره كذا من صفته كذا يضعفه يعني آدم غير أنهأعطي الرفق فقال: ويحك إنه من أعطي الرفق استتر لك من السماء واستخرجني منالبحر. قال سعيد بن جبير: لما أهبط آدم إلى الأرض كان فيها نسر في البروحوت في البحر وسيأتي هذا الحديث في انهباط آدم. يتبع> |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #6 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) باب ذكر جهنم قال عبد الله بن سلام: النار في الأرض. وما يدل على أن النار في الأرض ما أخبرنا هبة اللّه بن محمد قال:أخبرنا الحسن بن علي قال: أخبرنا جعفر قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدثني أبي قال: حدثنا حسين بن محمد قال: حدثنا خلف يعني ابن خليفة عن يزيد بنكيسان عن أبي خازم عن أبي هريرة قال: كنا عند رسول اللّه صلى الله عليه وسلميومًا فسمعنا وجبة فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " أتدرون ما هذا " قلنا:اللّه ورسوله أعلم قال: " هذا حجر أرسل في جهنم منذ سبعين خريفًا فالآن انتهىإلى قعرها ". انفرد بإخراجه مسلم. فإن قيل: كيف تكون جهنم في الأرض وقد رآها رسول اللّه صلى اللهعليه وسلم ليلة المعراج. فجوابه من وجهين أحدهما: أنه رآها في الأرض في طريقه إلى بيتالمقدس. وقد روينا عن عبادة بن الصامت أنه رؤي على سور بيت المقدس الشرقييبكي فقيل له في ذلك فقال: ههنا أخبرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه رأىجهنم. والثاني: أنه لا يمتنع في القدرة أن يرى جهنم في الأرض وهو فيالسماء وقد بكى له بيت المقدس وهو بمكة فوصفه للقوم. أخبرنا أبو الفتح الكروخي قال: أخبرنا أبو عامر الأزدي وأبو بكرالغورجي قال: أخبرنا الجراحي قال: حدثنا المحبوبي قال: حدثنا الترمذي قال:حدثنا عباس الدوري قال: حدثنا يحيى بن أبي بكير قال: حدثنا شريك عن عاصم عن أبيصالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أوقد على النار ألف سنةحتى احمرت ثم أوقد عليها ألف سنة حتى اسودت فهي سوداء مظلمة ". أخبرنا ابن الحصين قال: أخبرنا ابن المذهب قال: أخبرنا أحمد بنجعفر قال: حدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي قال: حدثنا محمد بن جعفرقال: حدثنا شعبة عن سليمان عن مجاهد عن ابن عباس قال رسول اللّه صلى الله عليهوسلم: " لو أن قطرة من الزقوم قطرت في الأرض لأمرت على أهل الدنيا معيشتهم فكيفبمن هو طعامه وليس له طعام غيره. أنبأنا أحمد بن الحسين البنا أخبرنا عنه أبن ناصر قال: أخبرنا أبوالحسين محمد بن أحمد بن الأبنوسي قال: أخبرنا أبو الحسين بن أخي هما: قال:أخبرنا ابن صفوان قال: حدثنا أبو بكر القرشي قال: حدثني إبراهيم بن سعيدالجوهري قال: حدثنا حجاج قال: أخبرنا ابن جريج في قوله تعالى: {لَهَا سَبْعَةُ أبواب} أولها جهنم ثم لظى ثم الحطمة ثم السعير ثم السقر ثم الجحيموفيها أبو جهل ثم الهاوية. قال القرشي: وحدثني حمزة بن العباس قال: أخبرنا عبد الله بنعثمان قال: حدثنا ابن المبارك قال: أخبرنا عنبسة بن سعيد عن حبيب بن أبي عمرةعن مجاهد قال ابن عباس: أتدري ما سعة جهنم قلت: لا قال: إن بين شحمة أذنأحدهم وبين عاتقه مسيرة سبعين خريفًا يجري فيها أودية القيح والدم قلت له: أنهارقال: لا بل أودية. قالى كعب: الفلق بيت في النار إذا فتح صاح منه جميع أهل النار. وقال أبو المثنى الأملوكي: إن في النار أقوامًا يربطون بنواعير مننار يدور بهم ملك النواعير ما لهم فيها راحة ولا فترة. باب ذكر السماء والسموات قال: لما خلق عز وجل الماء ثار منه دخان فبنى منه السموات وتمتوما فيها من الشمس وقال أبو الخلد: والسماء موج مكفوف. وقال كعب: السماء أشد بياضًا من اللبن. قال القاسم بن أبي برة: السماء بيضاء ولكن من بعد ترى خضراء. وقال إياس بن معاوية: السماء على الأرض مثل القبة. وقال الربيع بن أنس: السموات أولها موج مكفوف والثانية من صخروالثالثة من حديد والرابعة من صفر ونحاس والخامسة من فضة والسادسة من ذهب والسابعةمن ياقوته حمراء. وذكر أبو الحسين أحمد بن جعفر: أن لا اختلاف بين العلماء في أنالسماء مثال الكرة وأنها تدور بجميع ما فيها من الكواكب كدور الكرة على قطبينثابتين غير متحركين أحدهما في ناحية الشمال والآخر في ناحية الجنوب. ويدل على ذلك أن الكواكب جميعًا تبدو من المشرق فترتفع قليلًا علىترتيب واحد في حركاتها وتقادير أجرامها إلى أن تتوسط السماء ثم تنحدر على ذلكالترتيب كأنها ثابتة في كرة تديرها جميعأ دورًا واحدًا. وكذلك أجمعوا على أن الأرض بجميع أجرامها من البرد مثل الكرة ويدلعليه أن الشمس والقمر والكواكب لا يوحد طلوعها وغروبها على جميع من في نواحي الأرضفي وقت واحد بل على المشرق قبل المغرب وكرة الأرض مثبتة في وسط كرة السماء كالنقطةمن الدائرة يدل على ذلك أن جرم كل كوكب يرى في جميع نواحي السماء على قدر واحد فيدلعلى ذلك أن ما بين السماء والأرض من جميع الجهات بقدر واحد كاضطرار أن تكون الأرضوسط السماء. ذكر ما بين السماء والسماء أخبرنا هبة اللّه بن القاسم أخبرنا الحسنبن علي قال: أخبرنا أحمد بن جعفر أخبرنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبيحدثنا عبد الرزاق أخبرنا يحيى بن العلاء عن عمه شعيب بن خالد قال: حدثني سماك بنحرب حدثنا عبد اللّه بن عميرة عن عباس بن المطلب قال: كنا جلوسًا مع رسول اللّهصلى الله عليه وسلم بالبطحاء فمرت سحابة فقال: " أتدرون ما هذا قلنا: السحابقال: والمزن قلنا: والمزن قال: والعنان. قال: فسكتنا قال: هل تدرون كم بين السماء والأرض. قلنا: الله ورسوله أعلم قال: " بينهما مسيرة خمسمائة سنة وبينكل سماء إلى سماء مسيرة خمسمائة سنة وكثف كل سماء خمسمائة سنة وفوق السماء السابعةبحر بين أسفله وأعلاه كما بين السماء والأرض ثم فوق ذلك ثمانية أوعال بين ركبهنوأظلافهن كما بين السماء والأرض والله تعالى فوق ذلك وليس يخفى عليه من أعمال بنيآدم شيء ". قال العلماء: وكذلك الأرضون السبع في كثافتها وبعد ما بين الواحدةوالأخرى فذلك مسيرة أربعة عشر ألف سوى ما تحت الأرض من الظلمة والنور وما فوقالسموات من الحجب والظلمة إلى العرش وهذا على قدر سير الآدمي الضعيف فأما الملكفإنه يجرد ذلك في ساعة. وقد سأل ابن الكوا علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه عن مسافة ذلكفقال: دعوة عبد صالح. ذكر الشمس والقمر والنجوم أخبرنا ابن ناصر قال: أخبرنا أحمد بنعلي بن سوار قال: أخبرنا أبو محمد الجوهري قال: أخبرنا أبو عمر بن حيوية قال:أخبرنا أحمد بن جعفر بن المناعي قال: حدثني هارون بن علي بن الحكم قال: حدثناأحمد بن عبد العزيز بن مرداس حدثنا عبد الله بن محمد بن سعيد القرشي حدثنا محمد بنموسى حدثنا مسلمة بن الصلت حدثنا جارية بن المنذر حدثنا الأعمش عن سليمان بن موسىعن القاسم بن مخيمرة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما أبرماللّه عز وجل خلقه فلم يبق غيرآدم خلق شمسين من نور عرشه فأما ما كان في سابق علمهأن يطمسها ويحولها قمرًا فإنه خلقها دون الشمس في الضوء ولوتركها شمسين لم يعرفالليل من النهار ولكان الصائم لا يدري إلى متى يصوم فأرسل جبريل فأمر جناحه على وجهالقمر ثلاث مرات فمحا عنه الضوء وبقي فيه النور وخلق للشمس عجلة لها ثلثمائة وستونعروة ووكل بها ثلاثمائة وستين ملكًا قد يعلق كل ملك بعروة وإذا أراد أن يري العبادآية خرت الشمس عن عجلتها فوقعت في بحر وتسجد الشمس تحت العرش بمقدار الليل ثم تؤمربالطلوع فإذا ما دنت القيامة جعلت الشمس ثم يتبعها القمر ثم يطلعان من المغرب ثميعود إلى ما خلق اللّه ". وروى طاووس عن ابن عباس أنه قال: قال الله عز وجل للسماء: أخرجيشمسك وقمرك ونجومك " وقال للأرض: شققي أنهارك وأخرجي ثمارك " فقالتا: أتيناطائعين. وقد أشكل هذا قوم غلبت عليهم الظواهر وقل فهمهم وظنوا أنه قولالسماء حقيقة وأنها أخرجت شمسها بفعل وهذا سوقهم لأن قوله أتيا طوعًا معناه كونابتكويننا وهوتقريب إلى الأفهام تقريره لا بد من فعل ما يريده لوقدرنا أن السماءموجودة أن يوافق أو يخالف ويوضح هذا أنهما إن كانتا حالة الخطاب معدومتين فالمعدوملا يخاطب وإن كانتا موجودتين استغنتا بوجودهما عن التكوين ثم أي قدرة لهما في إخراجشمس أو قمر وهل خالق إلا الله وإنما المرادكوني بتكويني إياك ومثله قوله تعالى:{إنمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أرَدْنَاهُ أنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون}. وقوله:{كُونُوا قِرَدةً خَاسِئين}. {كونوا حجارة أو حديدًا} وهذا من توسع العرب في الخطابيقصدون به اعلام قال مجاهد في قوله تعالى: {رب المشرقين وربالمغرِبَيْن} قال: مشرق الشتاء ومشرق الصيف ومغرب الشتاء ومغربالصيف. قال ابن عباس: يطلع كل سنة في ثلاثمائة وستين كوة كل يوم في كوةفلا يرجع إلى تلك الكوة في ذلك اليوم من العام للمقبل. وقد روى عبد اللّه بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه رأىالشمس حين غابت فقال: " في نار الله الحامية لولا ما يزعها من أمر الله عز وجللأهلكت ما على الأرض ". قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: قد نظر بعض الناس أن ذلك دعاء علىالشمس وليس كذلك إنما هو وصف للعين التي تواري الشمس في قوله تعالى: " تغْربفِي عين حَامئَة ". قال سعيد بن المسيب: إن الشمس إذا أرادت أن تطلع تقاعست كرامة أنتعبد من دون الله فيدفعها ثلاثمائة وستون ملكًا. وقال ابن عباس: لا تطلع إلا وهي كارهة تقول: يا رب لا تطلعنيعلى عبادك فإني أراهم يعصونك. أخبرنا محمد بن ناصر أخبرنا أبو الخطاب علي بن عبد الرحمن الجراححدثنا عبد الملك بن بشران أخبرنا أحمد بن الفضل بن العباس بن خريم حدثنا إبراهيم بنالهيثم حدثنا أبو اليمان حدثنا عمير بن المعدان بن عامر عن أبي أمامة قال: قالرسول الله صلى الله عليه وسلم: أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداودي أخبرنا ابن أعينحدثنا الفربري حدثنا البخاري حدثنا ابن نعيم أخبرنا الأعمش عن ابراهيم التيمي عنأبيه عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد حين وجبتالشمس فقال: " يا أبا ذر تدري أين تذهب الشمس قلت: الله ورسوله أعلم قال:فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي الله عز وجل فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها وكأنها قدقيل لها: ارجعي حيث جئت فتطلع من مغربها ". أخرجاه في الصحيحين. قال ابن عقيل: قد ذكر أصحاب علوم الهندسة أن بعد الشمس من الأرضأربعة آلاف وثمانمائة وعشرون ألف ميل ونصف. وذكروا أن جرم القمر جزء من تسعة وثلاثين جزءًا من الأرض وإنالمشتري أعظم من الأرض يزيد جرمه على جرم الأرض مائتين وثمانين مرة ونصف وربع. وزحل أعظم من الأرض تسعة وسبعين مرة ونصف. وأما الكواكب الثابتة فأعظمها الخمسة عشر العظام نيرة مثل الشعرىوالسماك وقلب الأسد يكون جرم كل كوكب منها أعظم من الأرض بأربع وسبعين مرة ونصف. ذكر البيت المعمور اختلف العلماء في أي سماء وهو على ثلاثة أقوال:أخبرنا به عبد الأول أخبرنا الداوودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربري حدثنا البخاريحدثنا هدبة حدثنا همام عن قتادة عن أنس بن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليهوسلم حدثهم عن ليلة أسري به فذكر صعوده من سماء إلى سماء حتى أتى السماء السابعةقال: ثم رفع إلى البيت المعمور يدخله كل يوم سبعون ألف ملك لا يعودون فيه. القول الثاني: إنه في السماء الدنيا رواه أبوهريرة عن النبي صلىالله عليه وسلم. قال ابن عباس: هو حيال الكعبة ويسمى الصراح. وقال الربيع بن أنس: كان البيت المعمور مكان الكعبة في زمان آدمفلما كان زمن نوح أمر الناس بحجه فعصوه فلما طفى الماء رفع فجعل بحذاء البيت فيالسماء الدنيا. والقول الثالث: إنه في السماء السادسة قاله علي رضي اللّه عنه. ذكر ما بعد السموات السبع من ذلك سدرة المنتهى وهي بعد السماءالسابعة وقد قيل أنها في السادسة والأول أصح. أخبرنا هبة اللهّ بن محمد قال: حدثنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بنجعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا هدبة حدثنا همامعن قتادة عن أنس بن مالك عن مالك بن صعصعة أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر معراجهإلى السماء السابعة قال أحمد: وحدثنا ابن نمير أخبرنا مالك بن مغول عن الزبير بنعدي عن طلحة عن مرة عن عبد اللّه قال: لما أسري برسول اللّه صلى الله عليه وسلمانتهي به إلى سدرة المنتهى وهي في السماء السادسة إليها ينتهي ما يعرج به من الأرضفيقبض منها وإليها ينتهي ما يهبط به من فوقها فيقبض منها فأعطي رسول اللّه صلى اللهعليه وسلم ثلاثًا: أعطي الصلوات الخمس وأعطي خواتيم سورة البقرة وغفر لمن لا يشركباللّه من أمته شيئًا المقحمات ". هذا الحديث من أفراد مسلم والذي قبله متفق عليه. ثم الكرسي. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " ما السموات السبع في الكرسيإلا كحلقة ملقاة في أرض فلاة. ثم العرش. روى اسماعيل بن أبي خالد عن سعد الطائي قال: العرش ياقوتةحمراء. ذكر الملائكة. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق أخبرنا معمر عن الزهري عن عروة عنعائشة قالت: قال رسول الله: " خلقت الملائكة من نور ". انفرد بإخراجه مسلم. ذكر حملة العرش. من أعظم الملائكة خلقًا حملة العرش وعددهم اليوم أربعة أحدهم علىصورة البشر قد وكل بالدعاء لنسل الآدمي والآخر على صورة النسر وقد وكل بالدعاءلأجناس الطير والآخر على صورة الثور قد وكل بالدعاء لنسل البهيمي والآخر على صورةالسبع قد وكل بالدعاء لأجناس السباع فإذا جاءت القيامة صاروا ثمانية قال الله عزوجل: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبك فَوْقَهم يَوْمَئذٍثَمَانِيَةٌ}. وقد قال سعيد بن جبير: ثمانية صفوف من الملائكة. وقد روى أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه وصف أحد حملةالعرش فقال: قدماه على الأرض السابعة من الأرضين والذي نفس محمد بيده لوأن الطيرسخرت ما بين أصل عنقه إلى منتهاها من رأسه لحففت فيه سبعمائة عام قبل أن تقطعه". أخبرنا عبد الأول بن عيسى أخبرنا أبو اسماعيل عبد الله بن محمدالأنصاري أخبرنا إسحاق بن أبي إسحاق الحافظ أخبرنا أبو الحارث علي بن القاسم حدثناعبد اللّه بن محمد بن الحسن الشرقي حدثنا أحمد بن حفص حدثنا أبي حدثنا ابراهيم بنطهمان عن موسى بن عتبة عن محمد بن المنكدر عن جابر قال: قال رسول الله صلى اللهعليه وسلم: " أذن لي أن أحدث عن ملك من ملائكة اللّه من حملة العرش ما بين شحمةأذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة سنة ". أخبرنا عبد الأول أخبرنا أبو اسماعيل أخبرنا أحمد بن ابراهيمالنيسابوري أخبرنا محمد بن جعفر بن مطر حدثنا أبو إسحاق ابراهيم بن اسحاق الأنماطيحدثنا ابو الفضل سهل الأعرج حدثنا إسحاق بن منصور حدثنا إسرائيل عن معاوية بن اسحاقعن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل أذن لي أن أحدث عن ملك قد لزقت رجلاه الأرض وعنقه مثنية تحت العرشوهو يقول: سبحانك ما أعظمك ربنا قال: فيرد عليه ما يعلم ذلك الذي يخلف بهكاذبًا ". ذكر الملك المسمى بالروح قد روينا عن علي بن أبي طالب رضي الله عنهأنه قال: هو ملك من الملائكة له سبعون ألف وجه لكل وجه سبعون ألف لغة يسبح اللهبتلك اللغات كلها ويخلق من كل تسبيحة ملك يطير مع الملائكة إلى يوم القيامة. أخبرنا ابن ناصر أخبرنا نصر بن أحمد بن البطر أخبرنا ابن رزقويهحدثنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا إسحاق بن ابراهيم الحنبلي حدثنا العلاء بن عمروالخراساني حدثنا عبد الله بن الحكم البجلي حدثنا القاسم بن الحكم العربي عن الضحاكعن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إذا كانت ليلة القدر يأمرالله تعالى جبريل فيهبط في وكيله من الملائكة وله ستمائة جناح منها جناحان لاينشرهما إلا في ليلة القدر فينشرهما تلك الليلة فيجاوزان المشرق والمغرب ". ذكر إسرافيل روى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" إن ملكًا من ملائكة اللهّ تعالى يقال له إسرافيل يحمل زاوية من زوايا العرش علىكاهله وقدماه في الأرض السفلى قد رنق رأسه في السماء السابعة. قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: والملائكة خلقت من نور وقد قيل أنالمستأنف منها يخلق دموع إسرافيل. ذكر أصناف الملائكة روى معدان بن أبي طلحة عن عمر البكالي قال:قال عبد الله بن عمرو بن العاص: الملائكة عشرهّ أجزاء الكروبيون الذين يسبحونالليل والنهار لا يفترون تسعة أجزاء وجزء واحد الذين وكلوا بخزانة كل شيء والملائكةوالجن عشرة أجزاء تسعة أجزاء الملائكة وجزء واحد الجن والجن والإنس عشرة أجزاءفتسعة أجزاء الجن وجزء واحد الإنس فإذا ولد واحد من الإنس ولد تسعة من الجن والإنسعشرة أجزاء يأجوج ومأجوج وجزء واحد سائر الإنس وما من السماء موضع اهاب إلا عليهملك ساجد أو قائم. أخبرنأ أبو الفضل محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا المبارك بن عبد الجبارأخبرنا علي بن الحسين بن القنوجي أخبرنا محمد بن عبد الرحيم المازفي حدثنا أبو عليالحسين بن القاسم الكوكبي حدثني أبو عبيدة الحسن بن علي بن الجعد حدثنا محمد بن سعدعن الواقدي عن اسماعيل بن أبي سعيد عن يوسف بن عبد الله بن سلام عن أبيه قال: لماخلق اللّه عز وجل الملائكة واستووا على أقدامهم رفعوا رؤوسهم إلى السماء فقالوا:ربنا مع من أنت قال: مع المظلوم حتى يؤدى إليه حقه. ذكر أعمال الملائكة جمهور الملائكة مشغولون بالتعبد كما قال اللّهعز وجك: {يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنهَارَ لا يَفْتُرون}. فمنهم قيام في التعبد ومنهم ركوع ومنهم سجود وكل من رتب لعبادة فهومقيم عليها إلى يوم القيامة. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبداللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أسود عن ابراهيم بن مهاجر عن مجاهد عن مورقعن أبي ذر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اني أرى ما لا ترونوأسمع ما لا تسمعون أطت السماء وحق لها أن تئط فما فيها موضع أربع يعني أصابع إلاعليه ملك ساجد ومن الملائكة موكل بعمل فمنهم حملة العرش قد وكلوا لحمله جبريل هوصاحب الوحي والغلظة فهو ينزل بالوحي ويتولى إهلاك المكذبين وميكائيل صاحب الرزقوالرحمة وإسرافيل صاحب اللوح والصور وعزرائيل قابض الأرواح وله أعوان وهؤلاءالأربعة هم المقسمات أمرًا. ومنهم كتاب على بني آدم وهم المعقبات ملكان في الليل وملكان فيالنهار ". أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبداللّه بن أحمد. قال: حدثني أبي حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر بن همام عن أبي هريرةعن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " والملائكة يتعاقبون فيكم ملائكة الليلوملائكة النهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج إليه الذين باتوا فيكمفيسألهم وهوأعلم: كيف تركتم عبادي فقالوا: تركناهم وهم يصلون ". أخرجاه في الصحيحين. روى أبو أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان كاتب الحسناتعلى يمين الرجل وكاتب السيئات على يساره وكاتب الحسنات أمير على كاتب السيئات فإذاعمل حسنة كتبها له صاحب اليمين عشرًا وإذا عمل سيئة فأراد صاحب الشمال أن يكتبهاقال صاحب اليمين: أمسك فيمسك عنه سبع ساعات فإن استغفر منها لم تكتب وإن لم يستغركتبت عليه سيئة. وفي حديث علي رضي الله عنه إن مقعد الملكين على الثنيتين. وقال الحسن: إن مجلسيهما تحت الشعرعلى الحنك. ومن الملائكة من قد وكل بالشمس ومنهم موكل بالقطر والرعد صوت ملكيزجر والسحاب والبرق ضربه إياه بمخاريق ومنهم موكل بالرياح والأشجار. روى مجاهد عن ابن عباس قال: ليس أحد من خلق الله أكثر من الملائكةليس من شجرة إلامعها موكل بها. ومنهم ملكان يقول أحدهما: اللهم. أعط منفقًا مالًا خلفًا ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكًا تلفًا. وملكان يقول أحدهما: يا باغي الخير أبشر ويقول الآخر: يا باغيالشر أقصر. ومنهم ملائكة يساحون في الأرض يتبعون مجالس الذكر وملائكة يبلغونرسول اللّه صلى الله عليه وسلم من أمته السلام. وملائكة موكلون بمكة والمدينة ليمنعوا عنها الدِّجال إذا خرج. ومن الملائكة من هو مشغول بغرس شجر الجنة. قال الحسن: إن أحدهم ليفتر فيقال له: ما لك فيقول: فتر صاحبيمن العمل. وكان الحسن يقول: أمدوهم رحمكم الله. ومنهم موكل بصياغة حليّ الجنة. روى شمر بن عطية عن كعب قال: إن في الجنة ملكًا يصوغ حلية أهلالجنة منذ خلق إلى أن تقوم الساعة لو شئت أن أسميه لسميته ولو أن قُلبًا منها خرجلردّ شعاع الشمس. قال مؤلف الكتاب: فلو ذهبنا نكتب كل شيء من هذا طال ذلك. ذكر تسبيح الملائكة أخبرنا محمد بن ناصر اُخبرنا جعفر بن محمدأخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أبو بكر بن مالك قال: حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال:حدثنى أبي أخبرنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو قال: سمعت خالد بن معدانيقول: إن لله عز وجل ملائكة أربعة يسبحون تحت العرش يسبح بتسبيحهم أهل السمواتيقول الأول سبحان ذي الملك والملكوت ويقول الثاني: سبحان ذي العزة والجبروت ويقولالثالث: سبحان الحي الذي لا يموت ويقول الرابع: سبحان الذي يميت الخلق ويموت. وقال هارون بن رباب: حملة العرش ثمانية يتجاوبون بصوت رخيم يقولأربعة: سبحانك وبحمدك على حلمك بعد علمك ويقول الأربعة الأخرى: سبحانك وبحمدكعلى عفوك بعد قدرتك. قال سعيد بن جبيرة أتى جبريل رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم فقال:" إن أهل السماء الدنيا سجود إلى يوم القيامة يقولون: سبحان ذي الملك والملكوتوأهل السماء الثاني ركوع إلى يوم القيامة يقولون سبحان ذي العزة والجبروت وأهلالسماء الثالثة قيام إلى يوم القيامة يقولون: سبحان الحي الذي لا يموت. وقد روينا أن في الملائكة ملكًا نصفه من نار ونصفه من ثلجوهويقول: يامن ألف بين الثلج والنار فلا النار تذيب الثلج ولا الثلج يطفىء النارألف بين عباد المؤمنين. باب ذكر الجنة الجنة والنار مخلوقتان قبل آدم. قال عبد اللهّ بن سلام: والجنة في السماء. ويدل عليه قوله: {عند سدرة المنتهى عِنْدَهَا جنةُ الْمَأوَى}. وقال مجاهد: {وَفِي السمَاء رِزْقُكُم} قال: المطر{وماتوعدون}قال: الجنة. ويدل على أن الجنة قد خلقت قوله تعالى: "اسْكُنْ أنْتَ وَزَوْجُكَالجنة". وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان عرش اللّه على الماءثم اتخد جنة ثم اتخذ دونها أخرى ثم أطبقها بلؤلؤة واحدة فقال: {وَمِن دونِهمَاجنتَان}. أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداودي أخبرنا ابن أعين حدثنا الفربريحدثنا البخاري حدثنا روح بن عبد المؤمن حدثنا يزيد بن زريع حدثنا سعيد عن قتادة عنأنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن في الجنة لشجرة يسير الراكب فيظلها مائة عام لا يقطعها ". أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر بن مالك أخبرناعبد اللهّ بن أحمد قال: حدثنا أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا أبو قدامة الحارث بنعبيد حدثنا أبو عمران عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه عن النبي صلى اللهعليه وسلم قال: " جنات الفردوس أربع: ثنتان من ذهب آنيتهما وحليتهما ومافيهما وثنتان من فضة آنيتهما وحليتهما وما فيهما وليس بين القوم أن ينظروا إلى ربهمعز وجل إلا رداء الكبرياء على وجهه عز وجل في جنة عدن ". قال أحمد: وحدثنا أبو النضر حدثنا زهير حدثنا سعد أبو مجاهد حدثناأبو المدلّه أنه سمع أبا هريرة يقول: قلنا: يا رسول اللهّ حدثنا عن الجنة مابناؤها قال: لبنتها فضة وملاطها المسك الأذخر وحصباؤها اللؤلؤ والياقوت وترابهاالزعفران من يدخلها ينعم لا يبؤس ويخلد لا يموت لايبلى ثيابه ولايفنى شبابه ". هذا الحديث حسن واللذان قبله في الصحيحين.باب ذكر آدم عليه السلام روى السدي سن أشياخه قال: بعث اللهّ عز وجل جبرئيل إلى الأرضليأتيه بطين منها قالت الأرض: إني أعوذ باللهّ منك أن تنقص مني أو تَشينني فرجعولم يأخذ وقال: رب إنها عاذت بك فأعذتُها. فبعث ميكائيل فعاذت منه فأعاذها فبعث ملك الموت فعاذت منه فقال:وأنا أعوذ باللّه أن أرجع ولم أنفذ أمره فأخذ من وجه الأرض وخلط فلم يأخذ من مكانواحد وأخذ من تربة حمراء وبيضاء وسوداء فلذلك خرج بنو آدم مختلفين. فصعد به فَبَلَ التراب حتى عاد طينًا ثم تُرك حتى تغير وأنتن وهوقوله {مِنْحَمَأٍ مَسْنُون} قال: مُنْتِن. وقد روى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: بعث رب العزة إبليس فأخذمن أديم الأرض ومن عذبها ومن ملحها فخلق آدم فمن ثَمَّ سُمّيَ آدم لأنه خلق من أديمالأرض ومن ثَم قال إبليس: {أسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا} أي هذه الطينةأنا جئت بها. وقد رواه ابن جبيرعن ابن مسعود. فأخبرنا به محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهريأخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروفأخبرنا الحارث بن أبي أسامة أخبرنامحمد بن سعد أخبرنا حسين بن الحسن الأشقر حدثنا يعقوب بن عبد الله القُميَ عن سعيدبن جبير عن ابن مسعود قال: إن اللّه بعث إبليس فأخذ من أديم الأرض من عذبهاومالحها فخلق منه آدم فكل شيء خلقه من عذبها فهو صائر إلى الجنة وإن كان ابن كافروكل شيء خلقه من مالحها فهو صائر إلى الناروإن كان ابن نبي. قال: فمن ثم قال ابليس: {أأسجد لمن خلقتطينًا} لأنه جاء بالطينة وسمي آدم لأنه خلق من أديم الأرض. أخبرنا عبد الأول أخبرنا الداوي أخبرنا ابن أعين السرخسي أخبرناابراهيم بن خريم حدثنا عبد بن حميد حدثنا هوفق بن خليفة حدثنا عوف عن قَسَام بنزُهَير عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله عز وجل خلق آدممن قبضة قبضها من جميع الأرض فجاء بنو آدم على قدر الأرض جاء منهم الأبيض والأحمروالأسود وبين ذلك والخبيث والطيب والسهل والحَزْن وبين أخبرنا ابن الحصين أخبرناابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهّ بن أحمد حدثني أبي أخبرنا أبو عامرعبد الملك بن عمرو حدثنا زُهَير بن محمد عن عبد اللّه بن محمد بن عَقِيل عن عبدالرحمن بن محمد بن يزيد الأنصاريّ عن أبي لُبابة البدري أن رسول الله صلى الله عليهوسلم قال: " سيد الأيام يوم الجمعة وأعظمُها عنده وأعظم عند الله عز وجل من يومالفطر ويوم الأضحى وفيه خمس خلال: خلق اللّه تبارك وتعالى فيه آدم وأهبط الله فيهآدم إلى الأرض وفيه توفَّى آدم وفيه ساعة لا يسأل العبد فيها شيئًا إلا أتاه اللهإياه ما لم يسأل حرامًا وفيه تقوم الساعة ما من ملك مقرب في السماء والأرض ولا رياحولا جبال ولا بحر إلا وهن يستغفرون من يوم الجمعة ". قال أحمد: وحدثنا أبو عامر حدثنا زهير عن عبد اللهّ بن محمد عنعمرو بن شرحبيل بن سعد بن عبادة عن أبيه عن جده سعد بن عبادة أن رجلًا من الأنصارأتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: أخبرنا عن يوم الجمعة ماذا فيه من الخير. قال: " فيه خمس خلال: فيه خُلقَ آدم وفي أهبط آدم وفيه تُوفّيوفيه ساعة لا يسأل عبد فيها شيئًا إلا أتاه اللهّ ما لم يسأل مأثمًا أوقطيعة رحموفيه تقوم الساعة وما من ملك مقرب ولا سماء ولا أرض ولا جبال ولا حجر فصل: فلماصور اللهّ تعالى آدم تركه أربعين ليلة جسدًا ملقى لا روح فيه هكذا رواه الضحاك عنابن عباس. وقال السدي عن أشياخه: بقي جسدًا بين طين وماء أربعين سنة. والمراد بذلك من أعوامنا. وقد روى أبو عثمان النهدي عن سلمان الفارسي قال: خمر اللّه عز وجلطينة آدم أربعين يومًا. فعلى هذا يكون التخمير قبل التصوير ". وقد روينا عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " في يومالجمعة خلق آدم ". وقال مجاهد: خلق بعد كل شيء آخر النهار من يوم الجمعة. فصل روى السدي عن أشياخه قال: لما أراد اللهّ عز وجل أن ينفخ فيهالروح قال للملائكة: فإذا نفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين. فنفخ فيه الروح فدخل فيه الروح من رأسه فعطس فقالت له الملائكة:قل الحمد لله فقال: الحمد للهّ فقال اللهّ: رحمك ربك فلما دخل الروح في عينيهنظر إلى ثمار الجنة فلما دخل في جوفه اشتهى الطعام فوثب قبل أن تبلغ الروح رجليهعجلان فذلك قوله: {خُلِقَ الإنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ}. فسجد الملائكة كلهم أجمعون إلا إِبليس. وروى الضحاك فقال: أتته النفخة من قبل رأسه فجعل لا يجري في شيءمن جسده إلا صار لحمًا ودمًا فلما انتهت النفخة إلى سرته فنظر إلى جسده فاعجبه فذهبلينهض فلم يقدر فلما تمت النفخة عطس فقال: الحمد للّه فقال له ربه: يرحمكربك. أخبرنا أبن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبداللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي حدثنا حسين وعفان قالا: حدثنا حماد بنسلمة أخبرنا ثابت البناني عن أنس بن مالك قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليهوسلم: " إن الله عز وجل لما صور آدم تركه ما شاء الله أن يتركه فجعل إبليس يطيفبه فلما رآه أجوف عرف أنه خلق لا يتمالك ". قال أحمد: وحدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن همام بن منبه حدثناأبو هريرة قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " خلق اللهّ عز وجل آدمعلى صورته طوله ستون ذراعًا فلما خلقه قال له: اذهب فسلم على أولئك النفر وهمنفرمن الملائكة جلوس فاستمع ما يحيونك فإنها تحيتك وتحية ذريتك فقال: السلامعليكم فقالوا: السلام عليك ورحمة الله وبركاته فزادوه ورحمة الله فكلَ من يدخلالجنة على صورة آدم وطوله فلم يزل الخلق ينقص بعد ". هذا حديث متفق عليه والذي قبله من أفراد مسلم. أخبرنا زاهر بن طاهر النيسابوري أخبرنا الحاكم أبو سعد محمد بن محمدبن علي أخبرنا أبو بكر حدثنا يحيى بن اسماعيل أخبرنا مكي بن عبدان حدثنا أحمد ابنالأزهر حدثنا روح بن عبادة حدثنا حماد بن زيد بن جدعان عن سعيد بن المسيب عن أبيهريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " كان طول آدم ستين ذراعًا في سبعةأذرع عرضًا ". وقد روي عن مجاهد: أن نفس آدم كان يؤذي أهل السماء فحط إلى ستينذراعًا. وليس هذا بشيء. قال أبو الحسن: هذا من كتب السريانيين ليس للإسلاميين فيه أكثر منالرواية عنهم. ذكر الحوادث التي في زمان آدم عليه السلام هذه الحوادث تنقسم ثلاثةأقسام: فالقسم الأول ما حدث وآدم في السماء والثاني ما حدث وهو في الجنة والثالثما حدث وآدم في الأرض. ذكر القسم الأول: ما حدث وآدم في السماء: من ذلك أن الله تعالىلما أكمل خلق آدم ونفخ فيه الروح علمه الأسماء كلها. قال ابن عباس: علمه أسماء كل شيء. قال الحسن: علمه اسم كل شيء: هذه الخيل وهذه البغال والإبلوالجن والوحوش. والصحيح العموم وقد شرحنا هذا في التفسير وهناك أليق بسط هذا. ثم أمر الملائكة بالسجود له فسجدوا إلا إبليس. أخبرنا محمد بن عمر الأوحدي أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بنالمهتدي أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا عبد اللّه بن سليمان حدثنا هارون بن زيدبن أبي الزرقاء حدثنا عثمان بن ربيعة عن قادم بن المسور قال: قال عمر بن عبدالعزيز: لما أمر اللّه عز وجل الملائكة بالسجود لآدم عليه السلام أول من سجد لهإسرافيل فأثابه اللهّ بأن كتب القرآن في جبهته. ومن أعظم ذكر الحوادث السماوية في زمان آدم امتناع ابليس من السجودله تكبرًا وقد سبق بيانه في ذكر أخبار ابليس. ذكر القسم الثاني: ما حدث وآدم في الجنة: وهو ما حدث وآدم فيالجنة لما سجدت الملائكة لآدم وأبعد الله إبليس أسكن آدم الجنة فما حدث أباح آدمجميع أشجار الجنة سوى شجرة واحدة اختلفوا فيها فقيل: هي الحنطة وقيل: الكرمةإلى غير ذلك مما قد شرحناه في التفسير. ومما حدث: ما روى السدي عن أشياخه: لما أسكن آدم الجنة كان يمشيفيها وحشًا ليس له زوج فنام نومة فاستيقظ فإذا عند رأسه امرأة قاعدة خلقها الله منضلعه فسألها: ما أنت. قالت امرأة قال: ولم خلقت. قالت: تسكن إلي قالت له الملاَئكة ينظرون ما بلغ علمه: ما أسمهايا آدم قال: حواء قالوا: ولم سمت حواء. قال: لأنها خلقت من شيء حيّ فقال اللهّ: يا آدم اسكن أنت وزوجكالجنة. قال قتادة: خلق حواء من ضلع من أضلاعه. قال مجاهد: خلقت من قصيرى آدم. ومما حدث: احتيال إبليس في الدخول إلى الجنة لاستذلال آدم. روى السدي عن أشياخه قال: لما أراد إبليس أن يدخل الجنة إلى آدمفمنعه الخزنة فأتى الحية وهي دابة لها أربع قوائم كأنها البعير وهي كأحسن الدوابّفكلمها أن تدخله في فمها فأدخلته في فمها فقال: يا آدم هَلْ أدُلكَ عَلَىشَجَرَةِ الْخلْد فأبى أن يأكل فقدمت حواء فأكلت ثم قالت: يا آدم قد أكلتُ ولميضرني فلما أكل بدت لهما سوآتهما. وروى طاووس عن ابن عباس قال: إن إبليس عرض نفسه على الدواب لتحملهحتى تدخله الجنة حتى يكلم آدم وكل الدواب أبى ذلك عليه حتى كلّم الحية فجعلته بيننابين من أنيابها ثم دخلت به وكانت كاسية أعلى أربع قوائم فأعراها اللّه تعالىوجعلها تمشي على بطنها. وقال وهب بن منبه: لما دخلت الحية الجنة خرج من جوفها فأخذ منالشجرة وجاء بها إلى حواء فقال: انظري إلى هذه الشجرة ما أطيب ريحها وطعمها وأحسنلونها فأكلت منها وذهبت بها إلى آدم فقالت: انظر إلى هذه ما أطيب ريحها وطعمهافأكل فبدت لهما سوآتهما فدخل آدم في جوف الشجرة فناد ربُّه: يا آدم أين أنت. قاد: أنا هذا يا ربّ قال: يا حواء أنت غَرَرْتِ عبدي فلا تحملينحَمْلًا إلا حملتِه كرهًا فإذا أردت أن تضعي ما في بطنك أشرفت على الموت مرارًا. وقال للحية: أنت الذي دخل الملعون في جوفك حتى غرّ عبدي ملعونةأنت لعنة تتحول قوائمك في بطنك ولا يكنْ لك رزق إلا التراب أنتِ عدوّة بني آدم وهمأعداؤك حيث لقيت منهم أحدًا أخذت تسميه وحيث لقيَك شدَخ رأسك. وروى محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم: ان آدم لما رأى نعم الجنةقال: لو أن خالدًا فاغتنمها إبليس فأتاه من قبل الخلد. قال ابن إسحاق: وحديث ان أول ما ابتدأهما به من كيده أنه ناحعليهما نياحة أحزنتهما حين سمعاها فقالا له: ما يُبْكِيك قال: أبكي عليكماإنكما تموتان فتفارقان ما أنتما فيه من النعمة والغبط فوقع ذلك في أنفسهما ثمأتاهما فوسوس إليهما وقال: يا آدم هل أدلك على شجرة الخلد. وقال ابن زيد: وسوس الشيطان إلى حواء في الشجرة حتى أتى بها إليهاثم حسنها في نفسه قال: فدعاها آدم لحاجته فقالت: لا إلا أن تأتي هذا قال: ماآتي. قالت: تأكل من هذه الشجرة فأكلا منها فبدت سوآتهما وذهب آدمهاربًا إلى الجنة فناداه ربُّه يا آدم أني أتيت. قال: لا يا رب ولكن حياء منك وقال: يا آدم أنَّى أتِيتَ. قال: من قِبَل هذا أي رب قال: فقال اللهّ: إن لها عليّ أنآدميها في كل شهر مرة كما آدمت هذه الشجرة وأن أجعلها سفيهة فقد كنت خلقتها حليمةوأن أجعلها تحمل كرهًا وتضع كرهًا. وكان سعيد بن المسيب يحلف باللّه ما يستثني: ما أكل آدم من الشجرةوهو يعقل ولكن حواء سقتْه الخمرحتى إذا سكر قادته إليها فأكل. قال المؤلف: وفي هذا بعد من جهتين أحدهما: أن خمر الجنة لا يسكرلقوله تعالى: {لا فيهَا غَول}. والثاني: أنه لا يخلو أن يكون شربه مباحًا له أو محظورًا وقد حظرهلأن الظاهر إباحته جميع ما في الجنة له سوى تلك الشجرة ومن فعل المباح لم يؤاخذ بمايؤثره على أن راوي هذا الحديث محمد بن إسحاق وفيه مقال. ومما حدث إخراج آدم من الجنة: قال العلماء: لما واقع آدم وحواءالخطيئة أخرجهما الله تعالى من الجنة وسلبهما ما كانا فيه من النعمة وأهبطهماوعدويهما إبليس والحية إلى الأرض. ذكر مقدار مكثه في الجنه روى أبو صالح عن ابن عباس: أن آدم مكث فيالجنة نصف يوم من أيام الآخرة وهو خمسمائة سنة. وقال أبو العالية: مكث في الجنة خمس ساعة. وقد روينا أنه خلق آخر النهار من يوم الجمعة فعلى هذه يكون فيالساعة الأخيرة فمكث جسدًا أربعين سنة من سنيها كان مكثه في السماء بعد تصويره فيالجنة إلى أن أصاب الخطيئة واهبط ثلاثًَا وأربعين سنة وأربعة أشهر. وقال الحسن البصري: كان الساعة التي لبثها آدم في الجنة مقدارأربعين ومائة من سنينكم. ذكر الوقت الذي أخرج فيه: روى سعد بن عبادة عن النبي صلى اللهعليه وسلم أنه قال: " في يوم الجمعة خلق آدم وفيه أهبط ". وروى أبو صالح عن ابن عباس: أن آدم أخرج بين الصلاتين صلاة الظهروصلاة العصر. وقد ذكرنا انه اسكن وأخرج في ساعة واحدة من ساعات ذلك اليوم. قال ابن جرير: فأهبط قبل غروب الشمس. ذكر المكان الذي اهبط إليه قال علي بن أبي طالب وابن عباس وقتادة وأبو العالية: أهبطبالهند. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: أهبط على جبل بالهند يقال لهنَوْد. وقال ابن اسحاق: أهل التوراة يقولون: أهبِط بالهند على جبل يقالله واسم عند واد يقال له بهيل بين الدهنج والمندل: بلدين بأرض الهند. فقال قوم: بل أهبط بَسَرْنْديب على جبل يقال له: نَوْذ وأهبطتحواء بجدة من أرض مكة وإبليس بميسان والحية بأصفهان. وقال آخرون: أهبطت الحية بالبرية وإبليس بالساحل من بحر الأبُلَّة. وقيل: كان الجبل الذي أهبط عليه أقرب من جميع الجبال إلىالسماء. ذكر ما هبط معه من الجنة: قال أبو موسى الأشعري: لما أخرجه اللهمن الجنة زوده من ثمارها فثماركم هذه من ثمارها. وقال ابن عباس: كان حين أخرج لا يمر بشيء إلا عبث به فقيلللملائكة: دعُوه فليتزودْ منها ما شاء فنزل بالهند وإن هذا الطيب الذي يُجَاء بهمن الهند مما خرج به آدم. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: نزل آدم معه ريحُ الجنة فعلقبشجرها وأوديتها يعني الهند وأنزل معه الحجر الأسود وكان اشدَ بياضًا من الثلج وعصاموسى وكانت من آس الجنة وقال أبو العالية: أخرج ومعه غصن من شجر الجنة وعلى رأسهتاج أو إكليل من شجر الجنة. وقال قتادة: أهبط آدم على جبل بالهند وعلى رأسه إكليل من شجرالجنة فعبق ريح ذلك الإكليل بشجر ذلك الجبل فصار طيبًا. أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبوالحسين أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق أخبرنا أبو الحسن بن البر قال: أهبط آدمبالهند في جزيرة سرنديب على جبل يدعى نَوْذ وعلى آدم الورق الذي خصفه فيبس فتحاتفنبت منه أنواع الطيب والثمار فعلى ذلك الجبل: العود والسنبل والقرنفل والأفاويةودابة المسك ودابة الزباد وحول الجبل الياقوت وفي واديه الماس وفي أرض تلك الجزيرةالسفاذج وفي أنهارها البلور وفي بحرها اللؤلؤ. وأخرج آدم من الجنة معه صرة حنطة وثلاثين نصيبًا من ثمر الجنة عشرةفي القشور: الجوز واللوز والفستق والبندق والخَشخاش والبلُّوط والشاهبلوط والجوزالهندي والرمان والموز. وعشرة لها نوى: الخوخ والمشمش والإجّاص والرُطَب والغبيراء والنبقوالزُّعرور والعنّاب وا لمُقْل والشاملوك. وعشرة لا قشور لها ولا نوى: التُفّاح والسفرجل والكمثرى والعنبوالتوت والتين وأنزل على آدم من الصحف احدى وعشرون صحيفة وحرم عليه الميتة والدمولحم الخنزير وفرض عليه صلاة خمسين ركعة. أخبرنا موهوب بن أحمد ومحمد بن ناصر قالا أخبرنا على بن أحمد بنبيان قال: أخبرنا القاضي أبو العلاء محمد بن علي الواسطي قال: أخبرنا أبو محمدعبد اللّه بن محمد بن عثمان السقا الحافظ قال: قريء على أبي عمرمحمد بن يوسفالقاضي حدثنا محمد بن الوليد حدثنا وهب بن جرير حدثنا شعبة عن أبي التياح عن أنس بنمالك قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " لما أهبط اللهّ آدم من الجنةإلى الأرض حزن عليه كل شيء جاوره إلا الذهب والفضة فأوحى اللّه إليهما: جاورتكمابعبد من عبادي ثم أهبطه من جواركما فحزن عليه كل شيء إلا أنتما قالا: إلهناوسيدنا أنت تعلم أنك جاورتنا به وهو لك مطيع فلما عصاك لم نحب أن نحزن عليه فأوحىالله إليهما: وعزَّتي وجلالي لأعِزَّنكما حتى لايُنال كل شيء إلاَّ بكما ". هذا حديث إسناده حسن ومتنه غريب. أخبرنا ابن ناصر أنبأنا عبد المحسن بن محمد أخبرنا عبد الله بن عمربن شاهين قال: حدثني أبي حدثنا الحسن بن محمد بن عنبر حدثنا ابراهيم بن عامرالأصبهاني حدثنا أبي حدثنا يعقوب بن جعفر عن سعيد بن جبير قال: أهبط آدم عليهالسلام إلى الأرض وليس في الأرض إلا حوت ونسر فكات النسر إذا أمسى آوى إلى الحوتفيبيت عنده فلما رأى النسرآدم أتى إلى الحوت فقال: يا حوت قد أهبط إلى الأرض شيءيمشي على رجليه ويبطش بيده فقالت: إن كنت صادقًا فما لي في البحر مهرب ولا لك فيالبر مهرب. يريد أنه يحتال عليهما. ذكر القسم الثالث: وهو ما حدث وآدم فى الأرض فمن ذلك أن آدم حيننزل شكى حاله: فروى أبو صالح عن ابن عباس قال: لما رأى اللّه عز وجل عري آدموحواء أمره أن يذبح كبشًا من الضان أمن الأزواج الثمانية فذبحه ثم أخذ صوفه فغزلتهحواء فنسج آدم جُبًة لنفسه وجعل لحواء درعًا وخِمارًا فلبسا ذلك. ثم أنزل عليه بعد العلاوة والمِطرقة والكلبتان فنظر إلى قضيب نابتمن حديد وأخذه فجعل يكسر أشجارًا قد يبست بالمطرقة ثم أوقد على ذلك الغصن حتى ذابأفكان أول شيء ضربه مُدْية فكان يعمل بها ثم ضرب التنّور الذي ورثه نوح ونفرت منهالوحوش إلى البر وكان لباسهما من جلود الضان والسباع. وروى الضحاك عن ابن عباس: إن جبريك أتى آدم بالجَلَم وأمره أن جزالشاة ففعل فغزلت حواء وحاكه آدم فالخذ منه عباءة لنفسه وأخرى لحواء. وروى عطاء عن ابن عباس: ان جبريل أتى آدم بالثورين وصمدهما لهوأمره بالزراعة. وروى سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: علم آدم صنعة الحديد وأمرالحرث فحرث وزرع ثم سقى حتى إذا بلغ حَصَدَه ثم داسه ثم طحنه. ثم عجنه ثم خبزه ثم أكله فلم يبلغ منه حتى بلغ منه ما شاء اللّه أنيبلغ. قال سعيد: وأهبط إلى آدم ثور أحمر فكان يحرث عليه ويمسح العرق عنجبينه. وحكى أبو جعفر الطبري عن آخرين قالوا: جاع آدم فاستطعم ربه فجاءهجبريل بسبع حبات من حنطة فوضعها في يده فقال: ما أصنع بهذا قال: تتركه في الأرضففعل فأنبته اللّه من ساعته ثم أمره فحصده ثم أمره فجمعه وفركه بيده ثم أمره أنيفرِّيه ثم أتاه بحجرين فطحنه ثم أمره أن يخبزه مَلَّةً. إن عجنه وجمع له جبريل الحجر والحديد فقدحَه فخرجت النار فهو أولمَنْ خبز الملَة. ومن الأحداث أن قال ابن عباس: بكى آدم وحواء على ما فاتهما من نعمالجنة مائتي سنة لم يأكلا ولم يشربا أربعين يومًا ولم يقرب آدم حواء مائة سنة. أخبرنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبارأخبرنا علي بن أحمد الملطي أخبرنا أحمد بن محمد بن دوست حدثنا ابن صفوان حدثنا أبوبكر القرشي قال: حدثني محمد بن الحسين حدثنا روح بن عبادة حدثنا هشام عن الحسنقال: أهبط آدم من الجنة فبكى ثلاثمائة سنة لا يرفع رأسه إلى السماء ولا يلتفت إلىالمرأة ولا يضع يده عليها. قال القرشي: وحدثنا محمد بن يحيى بن أبي حاتم قال. حدثني سعد بن يونس عن أبي عمرو الشيباني عن أبي الهذيل عن وهب بنمنبه قال: أوحى الله إلى آدم: يا آدم ما هذه الكآبة التي بوجهك والبلية التي قدأحاطت بك. قال. خروجي من دار البقاء إلى دار الفناء من دار النعم إلى دار الشقاء. قال: ثم ان آدم سجد سجدة على جبل الهند مائة عام يبكي حتى جرتدموعه في وادي سرنديب فأنبت اللّه لذلك الوادي من دموع آدم الدار صيني والقرنفلوجعل طير ذلك الوادى الطواويس ثم ان جبريل أتاه فقال: يا آدم ارفع رأسك فقد غفرلك فرفع رأسه ثم أتى البيت فطاف أسبوعًا فما أتمه حتى خاض في دموعه إلى ركبتيه ثمأتى موضع المقام وصلى فيه ركعتين وبكى حتى جرت دموعه على الأرض. قلت: وكان السبب في قبول توبة آدم أنه تلقى كلمات فقالها فتيبعليه وذلك قوله تعالى: {فَتَلَقَّى آدم مِنْ رَبِّه كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ}. واختلف المفسرون في تلك الكلمات على وجوه قد ذكرناها في التفسيروالذي نختاره من الأقوال. ما أخبرنا به محمد بن عبد اللّه بن حنيف أخبرنا علي ابن الفضلأخبرنا محمد بن عبد الصمد أخبرنا عبد اللهّ بن أحمد. حدثنا ابراهيم بن خريم حدثنا عبد الحميد بن حميد حدثنا أبو غسانحدثنا مالك بن إسماعيل النهلي عن زهير بن معاوية الجشمي عن خُصيف عن مجاهد: {فَتَلَقَى آدم مِنْ ربهِ كَلِمَات}. قال: هو قوله: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أنْفسَنا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا}. إلى آخر الآية. قال قتادة: تاب اللّه على آدم يوم عاشوراء. ومن الأحداث إن اللّه عز وجل أنزل ياقوتة من الجنة فجعلها في موضعالكعبة وأمر آدم أن يتوجه إلى مكة فيطوف قال قتادة: قال اللهّ: يا آدم إنيأهبطت لك بيتًا تطوف به كما يطاف حول عرشي وتصلي عنده كما يصلى عند عرشي فانطلقإليه آدم فمد له في خطوه وكان بين خطوه مفازة فلم تزل وفي حديث أبي صالح عن ابنعباس: أن آدم بنى البيت من خمسة أجبل من طور سيناء وطور زيتا ولبنان والجودي وبنىقواعده من حراء فلما فرغ من بنائه خرج به الملك إلى عرفات فأراه المناسك التييفعلها الناس ثم قدم به مكة فطاف بالبيت اسبوعًا. قال ابن عباس: حج من الهند أربعين حجة على رجليه. وقيل: ان آدم التقى بحواء على عرفات فتفارقا ثم رجع بها إلى الهندفاتخذا مغارة يأويان إليها. ومن الأحداث أن اللّه تعالى مسح ظهرآدم بنَعْمَان وأخرج ذريته. أخبرنا هبة الله بن محمد بن الحصين أخبرنا الحسن بن علي التميميأخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا أبي حدثنا حسينبن محمد حدثنا جرير يعني ابن حازم عن كلثوم بن جبر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عنالنبي صلى الله عليه وسلم قال: " أخذ اللّه الميثاق من ظهر آدم بنَعْمَان يعنيعرفة فأخرج من صلبه كلَّ ذرية ذَرَأها فنثرهم بين يديه كالذر ثم كلمهم قُبُلًا "أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّهبن أحمد قال: حدثني يعقوب الرماني حدثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت أبي يحدثعن الربيع بن أنس عن أبي العالية عن أبي بن كعب في قول اللّه عز وجل:{وَإِذْ أخَدَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدم مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُريتَهُم} قال: جمعهم فجعلهمأزواجًا ثم صورهم واستنطقهم فتكلموا ثم أخذ عليهم العهد والميثاق {وَأشْهَدَهُمْ عَلَى أنْفُسِهِمْ ألسْتُ بِرَبِّكُمْ} قال: فإني أشهد عليكم السمواتالسبع والأرضين السبع وأشهد عليكم أباكم آدم أن تقولوا يوم القيامة لم نعلم بهذااعلموا أنه لا إله غيري ولا تشركوا بي شيئًا سأرسل إليكم رسلي يذكرونكم عهديوميثاقي وأنزل عليكم كتبي قالوا: شهدنا بأنك ربنا وإلهنا لا رب لنا غيرك فرفععليهم آدم ينظر إليهم فرأى الغني والفقير والحسن الصورة ودون ذلك فقال: يا رب ألاسويت بين عبادك فقال: إني أحببت أن أشكر ورأى آدم الأنبياء فيهم مثل السرج عليهمالنور خصوا بميثاق أخرى في الرسالة والنبوة وهو قوله تعالى: {وَإِذْ أخَذْنَا مِنَ النبِيينَ مِيثَاقَهُمْ} إلى قوله {عِيسَى ابن مريم} وكان في تلك الأرواح. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أبو بكر بن مالك حدثناعبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا روح حدثنا مالك عن زيد بن أبي أنيسة أنعبد الحميد بن عبد الرحمن أخبره عن مسلم بن يسار الجُهني عن عمر بن الخطاب عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه قال: " إن اللهّ عز وجل خلق آدم ثم مسح ظهره بيمينهفاستخرج منه ذرية فقال: خلقتَ هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون ثم مسح علىظهره فاستخرج منه ذرية فقال: خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون. فقال رجل: يا رسول الله ففيم العمل فقال: " إن اللهّ عز وجلإذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة فيدخل به الجنة فإذا خلق العبد للناراستعمله بعمل أهل النارحتى يموت على عمل من عمل أهك النار فيدخله به النار ". قال أحمد: وحدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة عن علي بن زيد عن يوسفبن مهران عن ابن عباس قال: لما نزلت آية الدَين قال رسول اللهّ صلى الله عليهوسلم: " إن أول من جحد آدم عليه السلام إن اللّه تعالى لما خلق آدم مسح ظهرهفأخرج منه ما هو ذار إلى يوم القيامة فجعل يعرض عليه ذريته فرأى فيهم رجل يزهَرفقال: أي رب من هذا. قال: ابنك داود قال: أي رب كم عمره قال: ستون عامًا قال: أيرب زد في عمره قال: لا إلا أن أزيده من عمرك وكان عمر آدم ألف عام فزاده من عمرهأربعين عامًا فكتب اللّه عليه بذلك كتابًا وأشهد عليه الملائكة فلما احتُضِر آدموأتته الملائكة لتقبضه قال: إنه قد بقي من عمري أربعون عامًا فقيل: إنك وهبتهالإبنك داود قال: ما فعلت فأبرز اللّه عليه الكتاب وأشهد عليه الملائكة ". وقد رواه الحسن بن الأشيب عن حماد فزاد فيه " ثم أكمل اللّه لآدمألف سنة وأكمل لداود مائة سنة ". ومن الأحداث وجود أولاد آدم عليه السلام ولدت حواء لآدم آربعينولدًا من ذكر وأنثى في عشرين بطنًا قالوا: وكانت لا تلد إلا توأمين ذكرًاوأنثى. وأول الأولاد: قابيل وتوأمته قليما ويقال قيثما وآخرهم عبد المغيثوتوأمته أمة المغيث. وعد منهم ابن اسحاق: قين وتوأمته وهابيل وليوذا وآشوث بنت آدموتوأمها وشيث وتوأمته وحزورة وتوأمها ثم إياد وتوأمته ثم بالغ. ويقال: باتح وتوأمته ثم أثاثي وتوأمته ثم توبة وتوأمته ثم بنانوتوأمته ثم شبوبة وتوأمته ثم حيان وتوأمته ثم ضرابيس وتوأمته هدز وتوأمته ثم نجودوتوأمته ثم سندل وتوأمته ثم بارق وتوأمته. وكان الرجل منهم ينكح أي اخواته شاء إلا التي ولدت معه فإنها لا تحلله. وقد روي عن ابن عباس: ان أول ولد ولدته حواء سمته عبد الرحمن ثمسمت الثاني صالحًا ثم الثالت عبد الحارث. قال أبو جعفر الطبري: ولد لآدم بعد قتل هابيل بخمس سنين شيث وزعمأهل التوراة أنه لم يولد معه توأم وتفسير شيث عندهم " هبة اللّه " ومعناه أنهخلف هابيل. وقال أبو صالح عن ابن عباس: ولد شيث وأخته عزورا وهو بالعربية شثوبالسريانية شاث وبالعبرانية شيث وإليه أوصى آدم وكان آدم يوم ولد له شيث ابنثلاثين ومائة سنة. وقد زعم أكثر علماء الفرس أن جُيُو مَرْت هو آدم. وزعم بعضهم أنه ابن آدم لصلبه من حواء. وقال آخرون: هو حام بن يافث بن نوح. وأكثر العلماء على أن جُيُو مَرْت هو أبو الفرس من العجم وإنمااختلفوا هل هو آدم أم غيره. وقال قوم: انه ملك وتجبر وتزوج ثلاثين امرأة وكثر نسله وتسمى بآدموما زال ملكه وملك أولاده منتظمًا بأرض المشرق إلى أن قتل يَزْدَجِرْد بن شهريارأيام عثمان بن عفان. وقد ذكر أبو الحسن بن البراء: أن جُيُو مَرْت ملك ثلاثين سنة ثمكان من سوى الملك هوشَنْك من أولاد أولاده ملك أربعين سنة ثم ملك طهمورث من أولادأولاد هوشنك ودان بدين الصابئين ثلاثين سنة ثم ملك أخوه جمشيذ ستمائة وست عشرة سنةثم ملك هوار سب ألف سنة ومن قبله كان نمرود صاحب ابراهيم ثم ملك فريدون مائتي سنةوقسم الملك بين أولاده في حياته ثم ملك ابنه ايرج ست سنين ثم انتقل الملك إلىمنوشهر ثمانين سنة إلى أن غلبه التركي اثنتي عشرة سنة ثم غلبه منوشهر فملك ثمانيًاوعشرين سنة. وقد حكينا آنفًا عن أبي الحسين بن المنادي أن جيومرث وطهمورث منأولاد الجان والله أعلم. وقد روى ابن اسحاق عن بعض أهل الكتاب: ان حوإء حملتَ بقين بن آدموهو الذي يقال له: قابيل في الجنة وتوأمته فلم تجد وحَمًا ولا وصَبًا وولدتهماولم تر معهما دمًا لطهر الجنة فلما نزلت إلى الأرض حملت بهابيل وتوءمته. وفي هذا بعد وليس مما يوثق بنقله. ومن الأحداث احتيال ابليس على آدم وحواء في تسمية عبد الحارث أخبرنامحمد بن ناصر أخبرنا المبارك بن عبد الجبار قال: أخبرنا أبو بكر المنكدري أخبرناأبو الحسن بن الصلت حدثنا أبو بكر الأنباري حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا الحسن بنموسى الأشيب حدثنا عتاب بن الخزرجي عن خصيف عن سعيد بن جبير ومجاهد وعكرمة عن ابنعباس: ان حواء لما حملت جاءها إبليس فقال: إني أخرجتكما من الجنة لئن لمتطيعيني لأجعلن لولدك قرنين يشقان بطنك أولأخرجته ميتًا فقضى الله أن خرج ميتًافلما حملت بالثاني جاءها فقال لها مثل مقالته الأولى فقضى اللّه أن الولد خرج ميتًافلما حملت الثالث جاءها فقال لها مثل مقالته فقالت: وما الذي تريد أن نطيعك فيهقال: سمياه عبد الحارث ففعلت فقال اللّه: "جعلا له شركاء فيما آتاهما ". قال عثمان: وحدثنا يعلى بن عبد حدثنا عبد الملك قال: قيل لسعيدبن جبير: يا أبا عبد اللهّ أشْرَك آدم قال: معاذ الله أن تقول أشرك آدم إن حواءلما حملت وأثقلت أتاها إبليس فقال لها: أرأيت هذا الذي في بطنك من أين يخرج. أمن فيك ام من منخرك أم من أذنيك أرأيت إن خرج سويًا صحيحًا لم يضركأتطيعيني في اسمه قالت: نعم فلما ولدت قال: سمياه عبد الحارث. فسمياه عبد الحارث. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبداللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الصمد حدثنا عمر بن ابراهيم حدثنا قتادةعن الحسن عن سمرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لما حملت حواء وطاف بهاإبليس فكان لا يعيش لها ولد فقال: سميه عبد الحارث فإنه يعيش فسمته عبد الحارثفعاش ". أعطى آدم ملك الأرض نبأه وجعله رسولًا إلى ولده وأنزل عليه إحدىوعشرين صحيفة كتبها بخطه وعلمه جبريل إياها. ذكره أبوجعفر الطبري قال: وقيل: ان مما أنزل عليه حروف المعجمفي احدى وعشرين ورقة وتحريم الميتة والدم ولحم الخنزير. وقد روى أبو أمامة أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:يا نبي اللهّ أنبيًا كان آدم. قال: " نعم مكلّمًا ". وروى ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أولالمرسلين آدم ". أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزاز أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرناأبو عمر بن حيوية حدثنا أحمد بن معروف حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعدحدثنا عمرو بن الهيثم وهاشم بن القاسم قال: حدثنا المسعودي عن ابن عمر الشامي عنعبيد بن الحشاش عن أبي ذر قال: قلت للنبي صلى الله عليه وسلم: أي الأنبياءأول. قال: " آدم " قلت: أنبيًا كان قال: " نعم نبيًا مكلمًا". أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بنعلي بن ثابت الخطيب أخبرنا الحسن بن علي الجوهري أخبرنا عبد العزيز بن جعفر الخرقيحدثنا الحسين بن اسماعيل حدثنا الحسن بن شبيب حدثنا خلف بن خليفة عن أبي هاشمالرماني عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: لما أهبط اللّه آدم إلى الأرض كثرتذريته فاجتمع إليه ذات يوم ولده وولد ولده وولد ولد ولده فجعلوا يتحدثون حوله وآدمساكت لا يتكلم فقالوا: يا أبانا مالنا نحن نتكلم وأنت ساكت لا تتكلم قال: يابني ان اللهّ عز وجل لما أهبطني إلى الأرض من جواره عهد إليّ فقال: يا آدم أقلالكلام حتى ترجع إلى جواري. ومن الأحداث ما روي أنه ضرب الدنانير أنبأنا محمد بن عبد الباقيقال: أنبأنا أحمد بن علي بن ثابت أخبرنا أبو الحسين بن بشران أخبرنا أبو علي بنالصواف أخبرنا محمد بن خلف وكيع حدثنا المشرف بن سعد أبو زيد الواسطي حدثنا كثير بنهشام حدثنا عيسى بن إبراهيم الهاشمي حدثنا معاوية بن عبد اللهّ قال: سمعت كعبًايقول: أول من ضرب الدنانير والدراهم آدم عليه السلام وقال: لا تصلح المعيشة إلابها. أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا جعفر بن أحمد السرج أخبرنا عبدالعزيز بن الحسن بن إسماعيل الضراب حدثنا أبي حدثنا أحمد بن مروان حدثنا عبد المنعمعن أبيه عن وهب بن منبه قال: لما ضربت الدراهم والدنانير حملهما ابليس فقبلهماوقال: سلاحي وقَرّة عينىِ وثمرة قلبي بكما أغري وبكما أطغي وبكما أكفر ابن آدموبكما تستوجب النار ابن آدم. ومن الأحداث قتل قابيل أخاه هابيل اختلفوا في السبب الذي قتلهلأجله: فروى السدي عن أشياخه قال: كان لا يولد لآدم مولود إلا ومعه جارية وكانيزوج غلام هذا البطن جارية هذا البطن الآخر وجارية هذا البطن غلام هذا البطنالآخر. حتى ولد له قابيل وهابيل وكان قابيل صاحب زرْع وهابيل صاحب ضَرْعوكان قابيل الأكبر وكانت له أخت أحسن من أخت هابيل وطلب هابيل أن ينكح أخت قابيلفأبى عليه وقال: هي أحسن من أختك وأنا أحق أن أتزوجها فأمره آدم أن يزوجه إياهافأبى. فقربا قربانًا وكان آدم قد ذهب إلى مكة فقالَ آدم للسّماء: احفظيولدي بالأمانة فأبت وقال للأرض فأبت وقال للجبال فأبت فقال لقابيل فقال: نعم ترجعفتجد أهلك كما فلما انطلق آدم قربا قربانًا قرب هابيل جَذعَة سمينة وقرب قابيل حزمةسنبل فنزلت فأكلت قربان هابيل وتركت قربان قابيل فغضب وقال: لأقتلنك حتى لا تنكحأختي فطلبه ليقتله فذهب إلى رؤوس الجبال فأتاه يومًا وهو نائم في الجبل فرفع صخرةفشدخ بها رأسه فمات وتركه بالعراء لا يدري كيف يًدْفن إلى أن بعث الله غرابينفاقتتلا فقتل أحدهما الآخر ثم حفر له ثم حثا عليه فقال حينئذ: أعَجَزْتُ أنْأكُونَ مِثْلَ هَذَا الغُرَاب. أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرناأبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بنسعد حدثنا موسى بن اسماعيل التبوذكي حدثنا حماد بن سلمة عن عبد الله بن عثمان بنخثيم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: كان لآدم أربعة أولاد توءم ذكر وانثى منبطن وذكر وانثى من بطن فكانت أختَ صاحب الحرث وضيئة وكانت أخت صاحب الغنم قبيحةفقال صاحب الحرث: أنا احق بها وقال صاحب الغنم: ويحك أتريد أن تستأثر بوضاءتهاعلي تعال حتى نقرب قربانًا فإن تقبل قربانك كنت أحق بها وإن تقبل قرباني كنت أَحقبها. قال: فقربا قربانيهما فجاء صاحب الغنم بكبش أعن أقرن أبيض وجاءصاحب الحرث بصبرة من طعامه فقبل الكبش فجعله الله في الجنة أربعين خريفًا وهو الكبشالذي ذبحه إبراهيم فقال قال موسى: وحدثنا حماد عن علي بن زيد عن يوسف بن مهران عنابن عباس قال: كان آدم يزوج ذكر هذا البطن بانثى هذا البطن وانثى هذا البطن بذكرهذا البطن. وقد ذكر ابن اسحاق عن بعض أهل الكتاب: أن قابيل كان يفتخر علىهابيل ويقول: أنا وأختي من ولادة الجنة فامتنع من تزويجه فقتله بعد هذا. وروى العوفي عن ابن عباس: أنهما قربا قربانًا تطوعًا لأجل المرأةفلم يتقبل قربان قابيل فغضب وقتل أخاه وقال: لا ينظر الناس إليّ وإليك وأنت خيرمني. وقد روينا عن الحسن ان ابني آدم هذين من بني إسرائيل ولم يكونا منصلب آدم وان أول من مات آدم. وفي هذا بعد فإنا قد ذكرنا أن حواء لم يكن لها ولد فسمت ولدها عبدالحارث ويقال ان أول من مات آدم. أخبرنا هبة الله بن محمد أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أحمد بن جعفرحدثنا عبد الله بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أبو معاوية حدثنا الأعمش عن عبداللّه بن مرة عن مسروق عن عبد اللّه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تقتل نفس ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها " لأنه كان أول منسن القتل. أخرجاه في الصحيحين. يتبع>>> |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #7 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) أخبرنا أبو منصور عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بنعلي بن ثابت أخبرنا الأزهري أخبرنا علي بن عمر الحافظ. حدثنا اسماعيل بن العباس الوراق حدثنا أبو البختري عبد اللّه محمدبن شاكر قال: حدثني أحمد بن محمد المخرمي عنعبد العزيزبن الرياح عن سفيان بنعيينة عن ابن أبي نجيح عن مجاهد عن ابن عباس قال: لما قتل ابن آدم أخاه قال آدمعليه السلام: تَغَّيرَتِ البِلاد ُوَمَنْ عَلَيْهَا ** فَوَجْهُ الأرْض مُغْبرٌّقَبيحُ تَغَيَّركُلُّ ذِي طَعْم وَلَوْنٍ ** وَقلَّ بَشَاشَةُ الوجه الصبيح قتل قابيل هابيلا أخاه ** فواحزنًا مضى الوجه المليح فأجابه إبليس لعنه الله: تنحَ عن البلاد وساكنيها بنى ** في الخلد ضاق لك الفسيح وكنت بها وزوجك في رخاء ** وقلبك من أذى الدنيا مريح فما انفكت مكايدتي ومكري ** إلى أن فاتك الثمن الربيح فلولا رحمة الجبّار أضحى ** بكفِّك من جنان الخلد ريح ومن الأحداث إن قابيل بعد أن قتل أخاه هرب إلى اليمن وشاع في أولادهالزنا وشرب الخمر والفساد فأوصى آدم أن لا ينكح بنو شيث بني قابيل فجعل بنو شيث آدمفي مغارة وجعلوا عليه حافظًا لا يقربه أحد من بني قابيل. وكان الذين يأتونه ويستغفر لهم بنو شيث فقال مائة من بني شيثصباح: لونظرنا ما فعل عمنا. يعنون بني قابيل فهبطت المائة إلى نساء من بني قابيل فاحتبسوهن ثمقال مائة أخرى: لونظرنا ما فعل اخوتنا فهبطوا فاحتبسهم النساء ثم هبط بنوشيث كلهمفجاءت المعصية فكثر بنوقابيل حتى ملاؤا الأرض والذين غرقوا أيام نوح. أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا عبد الصمد بن علي بنالمأمون أخبرنا عبد الله بن محمد بن حنانه حدثنا البغوي حدثنا أبو نصر التمار حدثناحماد بن سلمة عن علي بن زيد عن أبي عثمان عن ابن مسعود وابن عباس قالا: لما كثربنوآدم دعت عليهم السماء والأرض والجبال والملائكة: ربنا أهلكهم فأوحى اللّهتعالى إلى الملائكة: إني لو أنزلت الشيطان والشهوة فيكم منزلتهما من بني آدملفعلتم كما يفعلون فحدثوا أنفسهم بانهم إن ابتلوا سيعتصمون فأوحى الله إليهم أناختاروا من أفضلكم ملكين فاختاروا هاروت وماروت فاهبطا إلى الأرض حكمين وهبطتالزهرة في صورة امرأة. وأهل فارس يسمونه بيدخت وكان الملائكة قبل ذلك يستغفرون للذين آمنوافلما وقعا أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبد اللهبن أحمد حدثني أبي حدثنا يحيى بن آبي بكير حدثنا زهير بن محمد عن موسى بن جبير عننافع عن ابن عمر أنه سمع النبىِ صلى الله عليه وسلم يقول: " إن آدم لما أهبطهالله تعالى إلى الأرض قالت الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها نحن أطوع لك من بنيآدم فقال تعالى للملائكة: هلموا ملكين من الملائكة حتى نهبطهما إلى الأرض ننظركيف يعملان قالوا: هاروت وماروت. وأهبطا إلى الأرض ومثلت لهما الزهرة امرأة من أحسن النساء فجاءتهمافسألاها نفسها فقالت: لا واللهّ حتى تتكلما بهذه الكلمة من الشرك فقالا: واللهلا نشرك باللهّ شيئًا فذهبت عنهما ثم رجعت بصبي فسألاها نفسها فقالت: لا واللهحتى تقتلا هذا الصبي فقالا: لا والله لا نقتله أبدًا ثم رجعت بقدح خمر أتحملهفسألاها نفسها فقالت: لا واللّه حتى تشربا هذه الخمر فشربا فسكرا فوقعا عليهاوقتلا الصبي فلما أفاقا قالت المرأة: والله ما تركتما شيئًا مما أبيتما علي إلاقد فعلتما حين سكرتما فخيرا بين عذاب الدنيا والآخرة فاختارا عذاب الدنيا وقيل انذلك بعد رفع إدريس. ومن الأحداث نزول الموت بآدم عليه السلام: قد روينا أن ملك الموتجاء ليقبض آدم وقد مضى من عمره ألف سنة سوى أربعين وهبها لابنه داود فقال: قد بقيلي أربعون سنة فقيل له: إنك وهبتها لداود قال: ما فعلت. وأن اللّه تعالى أتم له ألف سنة. وقال محمد بن إسحاق: لما حضرت آدم الوفاة دعا ابنه شيثًا فعهدإليه عهده وعلِّمه ساعات الليل والنهار وعلّمه عبادة الحق في كل ساعة منهن وكتبوصيته. وكان شيث وصي آدم. قال أبو جعفر الطبري: ان آدم مرض أحد عشر يومًا ودفع إلى شيث كتابوصيته وأمره أن يخفيه من قابيل فاستخفى شيث وولده بما عندهم من العلم ولم يكن عندقابيل وولده علم ينتفعون به. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد قال: حدثنا هدبة بن خالد حدثنا حماد بن سلمة عن حميد عن الحسنقال: رأيت شيخًا بالمدينة يتكلم فسألت عنه فقالوا هذا أبي بن كعب فقال: ان آدمعليه السلام لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني إني أشتهي من ثمار الجنة فذهبوايطلبون له منها فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوط ومعهم الفؤوس والمساحيوالمكاتل فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون. قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة قالوا لهم: ارجعوا قدقَضى أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم فقال: إليك عني إنماأتيت من قبلك خلي بيني وبين ملائكة ربي تبارك وتعالى فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوهوحفروا له وألحدوا له وصلوا عليه ثم دخلوا قبره فوضعوه في قبره ووضعوا عليه اللبنثم خرجوا من القبر ثم حثوا عليه ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم. أخبرنا عبد الحق بن عبد الخالق أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد أخبرنامحمد بن عبد الملك حدثنا الدارقطني حدثنا البغوي حدثنا الفضل بن الصباح حدثنا أبوعبيده الحداد عن عثمان بن سعد عن الحسن عن أبي بن كعب أن رسول اللّه صلى الله عليهوسلم قال: " إن الملائكة صلت على آدم وكبرت عليه أربعًا وقالوا: هذه سنتكم يابني آدم ". قال الدارقطني: وحدثنا محمد بن مخلد حدثنا أحمد بن محمد بن سليمانالعلاف حدثنا صباح بن مروان حدثنا عبد الرحمن بن مالك بن مغول عن عبد الله بن مسلمبن هرمز عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال: صلى جبريل على آدم كبر عليه أربعًاوصلى جبريل بالملائكة يومئذ ودفن في مسجد الخيف واحد من قبل القبلة ولحد له وكتمقبره. وقال عروة بن الزبير: أتاه جبريل بثياب من الجنة وحنوط من حنوطهافكفنه وحنطه وحملته الملائكة حتى وضعته بباب الكعبة وصلى عليه جبريل ثم حملتهالملائكة حتى دفنته في مسجد وقال ابن اسحاق: قبر عند منى أول قرية كانت في الأرضقال: وبلغني أنه مات بمكة وقال قوم: قبرفي غارأبي قبيس. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: مات آدم على نود الجبل الذي أهبطعليه فقال شيث لجبريل: صلّ على آدم فقال: تقدم أنت وكبر عليه ثلاثين تكبيرة. ولما ركب نوح حمل معه آدم فلما خرجِ من السفينة دفن آدم ببيت المقدسولم يمت آدم حتى بلغ ولده وولد ولده أربعين ألفاَ ورأى فيهم الزنا وشرب الخمروالفساد. وقد ذكرنا أنه توفي يوم الجمعة. باب ذكر خلافة شيث أباه آدم عليه السلام قد ذكرأن شيث بن آدم كان وصي أبيه. وروينا عن النبي صلى الله عليه وسلم: " أنزل على شيث خمسونصحيفة وأنه كان نبيًا وإلى شيث أنساب بني آدم كلهم اليوم وذلك أن نسل سائر بني آدمغير نسل شيث انقرضوا. ولم يزل شيث مقيمًا بمكة يحج ويعتمر وجمع ما أنزل عليه من الصحف إلىصحف أبيه آدم فعمل بها. ذكر الأحداث التي جرت في ولاية شيث من ذلك موت أمه حواء فإنهم ذكرواأنها عاشت بعد آدم سنة ثم ماتت فدفنت مع آدم وأنهما لم يزالا هنالك حتى استخرجهمانوح وجعلهما في تابوت ثم حملهما معه في السفينة فلم ذهب الطوفان ردهما إلىأماكنهما. ومن ذلك أن شيث بن آدم بنى الكعبة بالحجارة والطين. وقد زعم قوم أنه لم تزل القبة التي جعلت لآدم في مكان البيت إلىأيام الطوفان. ومن الأحداث التي كان ابتداؤها في زمن آدم وامتدت بعده أن قابيل لماقتل أخاه هرب إلى اليمن فأتاه ابليس فقال: إنما قبل قربان أخيك لأنه كان يخدمالنار ويعبدها فانصب أنت نارًا تكون لك ولعقبك. فبنى بيت نار فهو أول من نصب النار وعبدها. وجاء من أولاده جبابرة وفراعنة ثم انقرض ولده وكذلك أولاد آدم انقطعنسلهم إلا ما كان من شيث. وقيل: إن بعض أولاد قابيل اتخذ آلات اللهو من المزامير والطبوالوالعيدان والطنابير والمعازف فانهمك ولد قابيل في اللهو فذهب إليهم قوم من أولادشيث ثم نزل آخرون فأما ما يتعلق بشيث فإنه كان قد ولد له أنوش في زمن أبيه آدموأوصى شيث إلى أنوش بعد موت أبيه بسياسة الملك وتدبير الرعايا على منهاج أبيه منغيرتغير ولا تبديل وهوأول من غرس النخل وزرع الحبّ ونطق بالحكمة وعاش تسعمائة وخمسسنين. وولد لأنُوش قَيْنَان في زمن آدم أيضًا وأوصى أنوش إلى قَيْنَان. وولد لقينان مَهلائيل في زمن آدم أيضًا. فوصى قَيْنَان إليه وكان مَهْلاَئِيل على منهاج أبيه. وولد لمَهْلاَئِيل يَرْدإه فأوصى إليه وقيل إن يَرْد ولد في زمانآدم أيضًا. وولد ليَرْد خَنُوخ وهو إدريس النبي عليه السلام. وهذه الأسماء لا يكاد الرواة يتوافقون عليها فإني رأيت أبا الحسن بنالمنادي قد ضبط بخطه لمك بتسكين الميم وحنوح بالحاء غيرمعجمة. وقد ذكر قوم أن اوشْهَنْج هو ابن آدم لصلبه وأنه أول ملك ملك الأرضوقوم يزعمون أنه من ولد نوح فقال قوم: أوشْهَنْج وهو مَهْلائِيل بن قَيْنَان وأنأوشهَنج كان في زمان آدم رجلًا وأنه خلف جده خيومرث وملك الأقاليم السبعة وكانفضلًا محمودًا وهو أول من استنبط الحديد في ملكه فاتخذ منه الأدوات للصناعاتواستخرج المعادن ورتب الممالك وحضَّ الناس على الزراعة واتخذ الملابس من جلودالسباع وأمر بذبح البهائم والأكل من لحومها ووضع الحدود فيَ الأحكام وكان ملكهأربعين سنة وأنه بنى مدينة الريّ وأنها أول مدينة بنيت بعد مدينة جيومرث التي كانيسكنها بدنبا وتَدمن طبرستان وبنى مدينة بابل والسوس. بعد في البلاد وجلس على السرير وأنه نزل الهند وعقد على رأسه تاجًاونفى أهل الفساد والذعار من البلدان إلى البراري وجزائر البحار وألجأهم إلى رؤوسالجبال وقرب أهل الصلاح وانتهى ملكه إلى طهمورث وهومن ولده إلا أن بينهما عدةآباء. فصل. فأما يَرْد أبو إدريس فإنه عاش تسعمائة سنة. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: في زمان يَرْد عُبدت الأصنام. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك الحافظ أخبرنا أبو الحسن بن عبدالجبار أخبرنا أبو جعفر محمد بن أحمد ابن المسلمة قال: أنبأنا أبو عبد الله محمدبن عمران المرزباني أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمد بن عبد الله الجوهري حدثنا أبو عليالحسن بن عليل العنبري حدثنا أبو الحسن علي بن الصباح بن الفرات أخبرنا هشام بنالسائب الكلبي قال: أخبرني أبي قال: أول ما عبدت الأصنام ان آدم عليه السلاملما مات جعله بنوشيث في مغارة في الجبل الذي أهبط عليه بأرض الهند ويقال للجبلنود. وقال هشام: وأخبرني أبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: فكانبنوشيث يأتون جنب آدم في المغارة فيعظمونه ويترحمون عليه فقال رجل من بني قابيل:إن لبني شيث دواراَ يدورون حوله ويعظمونه وليس لكم شيء فنحت لهم صنمًا فكان أول منعملها. وأخبرني أبي قال: كان ودّ وسواع وبغوث ويعوق ونمر قومًا صالحينفماتوا في شهر فجزع عليهم أهاليهم وأقاربهم فقال رجل من بني قابيل: يا قوم هل لكمأن أعمل لكم خمسة أصنام على صورهم غير أني لا أقدر أن أجعل فيها أرواحًا قالوا:نعم فنحت لهم خمسة أصنام على صورهم ونصبها لهم وكان الرجل يأتي أخاه وعمه وابن عمهليعظمه ويسعى حوله حتى ذهب ذلك القرن الأول وعملت على عهد يرد بن مهلائيلَ ثم جاءقرن آخر فعظموهم أشد من تعظيم القرن الأول ثم جاء من بعدهم القرن الثالث فقالوا:ما عظم أولونا هؤلاء إلا وهم يرجون شفاعتهم عند الله فعبدوهم وعظم أمرهم واشتدكفرهم فبعث اللّه إليهم إدريس فدعاهم ولم يزل أمرهم يشتد حتى بعث نوحًا وجاءالطوفان فأهبط الماء هذه الأصنام من أرض إلى أرض حتى قذفها إلى أرض جدة. والصحيح ان هذه الأصنام الخمسة عملتَ بعد نوح على ما سنذكره فيجوزأن يكونوا عملوها اتباعًا لفعل قدمائهم. باب: ذكر إدريس عليه السلام واسمه خنوخ بن يرد بن مهلائيل بن قينان بن أنوش بن شيث بن آدم. قال الزبير بن بكار: وهو إدريس بن اليارد بن مهلائيل بن قينان بنالطاهر بن هبه وهو شيث بن آدم وإنما قيل له إدريس لأنه أول من درس الوحي المكتوب. وقد أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهريأخبرنا أبو عمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف الخشاب أخبرنا الحارث بن أبي أسامةحدثنا محمد بن سعد أخبرنا هشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن أبي صالح عنابن عباس قال: إن أول نبي بعد آدم إدريس عليه السلام وهو حنوخ بن يرذ وكان يصعدله في اليوم من العمل ما لا يصعد لبني آدم في السنة فحسده إبليس وعصاه قومه فرفعهالله مكانًا عليًا وأدخله الجنة. قلت: كذا في هذه الرواية لاحنوخ بالحاء المهملة ثم بالخاء المعجمةويرذ بالذال المعجمة. ورويت الكلمة الأولى بخاءين معجمتين ويرد بدال مهملة. وزعم ابن اسحاق أن إدريس أول نبي أعطي النبوة. وقد روى أبو ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " أربع منالرسل سريانيون: آدم وشيث وأحنوح وهو إدريس ونوح ". وقال علماء السير: نبأ الله تعالى إدريس في حياة آدم وقد مضى منعمر آدم ستمائة واثنتان وعشرون سنة وأنزل عليه ثلاثون صحيفة فدعا قومه ووعظهموأمرهم بطاعة اللهّ ومخالفة الشيطان وأن لا يلامسوا أولاد قابيل فخالفوا فجاهدهموسبى منهم واسترق. وهو أول نبي خط بالقلم وقطع الثياب وخاطها ورفع إدريس وهو ابنثلاثمائة وخمس وستين سنة وأبوه حي فعاش أبوه بعد ارتفاعه مائة وخمسًا وثلانينسنة. قال زيد بن أسلم: كان يصعد لإدريس من العمل مثل ما يصعد لجميعبنىِ آدم فجاءه ملك فاستأذن اللّه في جلسة فأذن له فهبط إليه في صورة آدمي وكانيسجد فلما عرفه قال: إني أسألك حاجة قال: ما هي قال: تذيقني الموت فلعلي أعلمما شدته فأكون له أشد استعدادًا ؤأوحى اللهّ إليه أن أقبض روحه ساعة ثم أرسله فافعلثم قال: كيف رأيت. قال: أشد ما بلغني عنه وإني أحب أن تريني النار قال: فحملهوأراه إياها قال: إني أحب أن تريني الجنة فأراه إياها فلما دخلها وطاف فيها قالله ملك الموت: اخرج فقال: واللّه لا أخرج حتى يكون اللهّ تعالى يخرجني فبعثاللهّ ملكًا يحكم بينهما فقال. ما تقول يا ملك الموت فقص عليه ما جرى فقال: ما تقول يا إدريسقال: إن اللهّ تعالى قال: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَة الْمَوْتِ} وقد ذقته وقال:{وَإِن مِنْكُمْإِلاَّ وَاردهَا} وقد وردتها. وقال لأهل الجنة {وَمَا هُم مِنْها بمخرَجِينَ} فو الله لا أخرج حتىيكون اللّه يخرجني فسمع هاتفًا من فوقه يقول: بإذني دخل وبأمرىِ فعل فخل سبيله. فإن قيل: أين هذه الآيات لأدريس فالجواب: إن الله أعلم بوجوبالورود وامتناع الخروج من الجنة وغير ذلك فقاله. ذكر الأحداث التى كانت في زمن إدريس عليه السلام منها أنه ملكالدنيا كلها في عهد إدريس بِيوَراسب ويقال: بوراسب وهو الضحاك بن الأهنوب وهوصديق إبليس قبل إدريس ظهره وظهرت في منكبه حيتان وكان دينه فى دين البراهمة فبقيملكًا للأقاليم جميعًا ألف سنة إلا نصف يوم. ذكر الأحداث بعد إدريس استخلف إدريس ولده مَتُوشَلَخ على أمر اللّه وأوصاه قبل أن يرفعوكان أول من ركب البحر وملك بطريق الطاعة لله سبحانه. ثم ولد لمتوشلخ لمك في حياة آدم ثم ولد للَمَك نوح روى عكرمة عن ابنعباس في قوله تعالى: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى} قال: كان فيما بيننوح وإدريس وكانت ألف سنة وإن بَطْنين من ولد آدم كان أحدهما يسكن السهل والآخريسكنالجبال وكان رجال الجبال صِباحًا وفي المساء دمامة وكان نساء السهل صِباحًا وفيالرجال دمامة وأتى إبليس رجلًا من أهل السهل في صورة غلام فآجر نفسه منه وكان إبليسيخدمه فأخذ ابليس مثل هذا الذي يزمُر فيه الرِّعاء فجاء فيه بصوت لم يسمِع الناسمثله فبلغ ذلك مَنْ حولهم فانتابوهم يسمعون إليه أواتخذوا عيدًا يجتمعون إليه فيالسنة فتتبرج النساء للرجال. قال: وينزل الرجال لهن. وإن ررجلًا من أهل الجبل هجم عليهم وهم في عيدهم ذلك فرأى النساءوصبَاحتهنَ فأتى أصحابه فأخبرهم بذلك ثم تحولوا إليهن فنزلوا معهن فظهرت الفاحشةفيهن فهو قوله تعالى:{وَلاَ تَبرَّجْنَ تَبَرًّجَ الجاهِلِيةِ الأولَى}. وقد كانت أحداث كثيرة وقرون بين آدم ونوح لا يعلم أكثرها. وروى أبو أمامة أن رجلًا سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: كمكان بين آدم ونوح. قال: " عشرة قرون ". قال الشيخ الإمام أبو الفرج: وقد اختلف في ترتيب هذه القرونوالأحداث الكائنة فيها فمن ذلك: أن قومًا قالوا: ملك طَهْمُرث ويقال: طهمورببالباء كذلك ضبط أبو الحسين ابن المنادي. ويقال: طهومرت وهو من ولد أوشنج وبينهما عدة آباء فسلك طريق جدهوملك الأقاليم كلها وبنى الموضع الذي جدده بعد ذلك شابور ملك فارس ونزله ونفىالأشرار وهو أول من كتب بالفارسية واتخذ الخيل والبغال والحمير والكلاب لحفظالمواشي واستمرت أحواله على الصلاح. ثم ملك أخوه جم الشيذ وتفسيره سد الشعاع سمي بذلك لأنه كان جميلًاوضيئًَا فملك الأقاليم وسلك السيرة الجميلة وزاد في الملك بأن ابتدع عمل السيوفوالسلاح دلّ على صنعة الإبريْسم والقز وغيره ومما يُغزَل. وأمر بنسج الثياب وصبغها و نحت السروج والأكُف وتذليل الدواب بها. وصنف الناس أربع طبقات: طبقة مقاتلة وطبقة كتّابًا وطبقة صنَّاعًاوحراثين وطبقة خدمًا. وعمل أربعة خواتم: خاتمًا للحرث والشرط وكتب عليه الأناة وخاتمًاللخراجِ وجباية الأموال وكتب عليه العمارة. وخاتمًا للبريد وكتب عليه الرخاء. وخاتماَ للمظالم وكتب عليه العدل فبقيت هذه الرسوم في ملوك الفرسإلى أن جاء الإسلام. وألزم من غلبه من أهل الفساد بالأعمال الصعبة من قطع الصخور منالجبال وعمل الرخام والجص والبناء والكَلْس والحمامات. وأخرج من البحار والجبال والمعادن والفلوات كل ما ينتفع به الناس منالذهب والفضة وما يذاب من الجواهر وأنواع الطيب والأدوية وأحدث النوروز فجعلهعيدًا. ثم إنه بطر وجمع الخلق فأخبرهم أنه مالكهم والدافع عنهم بقوته الهرموالسقم والموت وجحد إحسان اللّه إليه وأدعى الربوبية. فأحس بذلك الملك بيورَاسب الذي يسمى الضحاك وهو من ولد جيومرث ويزعمقوم ان جم الشيذ زوج أخته بعض آشراف أهل بيت فولدت له الحكم فانتدب إلى جم بنفسهفهرب منه ثم ظفربه الضحاك فامتلخ أمعاءه ونشره بمنشار. وقد روينا عن وهب بن منبه قصة تشبه أن تكون قصة جم لولا أن فيها ذكربخت نصر وبين جم وبخت نصر بون بعيد إلا أن يكون الضحاك سمي بذلك الزمان بخت نصر. فأخبرنا عبد الخالق بن أحمد بن يوسف أخبرنا علي بن محمد بن اسحاقاليزدي أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الرازي أخبرنا جعفر بن عبد الله الروياني حدثناأبو بكر محمد بن هارون حدثنا أحمد بن يوسف حدثنا خلف حدثنا إسماعيل حدثنا عبد الصمدبن معقل قال: إن رجلًا ملك وهو شاب فقال: إني لأجد للمُلْك لذة ولا أدري أكذلكيجد الناس الملك أم أنا أجده من بينهم فقيل: بل الملك كذلك فقال: ما الذي يقيمهلي فقيل له: يقيمه أن تطيع اللّه ولا تعصيه فدعا ناسًا من خيارمن كان في ملكهفقال لهم: كونوا بحضرتي وفي مجلسي فما رأيتم أنه طاعة الله فمروني أن أعمل به ومارأيتم أنه معصية اللهّ فازجروني عنه أنزجر ففعل ذلك هو وهم فاستقام ملكه أربعمائةسنة مطيعًا للّه. ثم إن إبليس انتبه لذلك فقال: تركت رجلًا يعبد اللّه ملكًاأربعمائة سنة فجاء فدخل عليه وتمثل له برجل ففزع منه الملك فقال: من أنت. فقال ابليس: لا تُرَعْ ولكن أخبرني من أنت فقال الملك: أنا رجلمن بني آدم فقال له إبليس: لوكنت من بني آدم لقد مت كما يموت بنو آدم ألم تَرَكَمْ قد مات من الناس وذهب أمن القرون ولكنك إله فادعُ الناس إلى عبادتك. فدخل ذلك في قلبه ثم صعد المنبر فخطب الناس فقال: يا أيها الناسإني قد كنت أخفيت عليكم أمرًا بان لي إظهاره لكم أتعلمون أني ملكتكم أربعمائة سنةفلو كنت من بني آدم لقد مت كما ماتوا ولكني إله فاعبدوني فأرعش مكانه فأوحى اللّهتعالى إلى بعض من كان معه فقال: أخبره أني قد استقمت له ما استقام لي فارعوى منطاعتي إلى معصيتي فلم يستقم لي فبعزتي حلفتُ لأسلِّطَنَّ عليه بخت نصر فليضربن عنقهوليأخذن ما في خزانته وكان في ذلك الزمان لا يسخط اللّه على أحد إلا سلط عليه بختنصر فضرب عنقه وأوقر من خزانتهسبعين سفينة ذهبًا. باب: ذكر نوح عليه السلام وهو نوح بن لمك بن متوشلخ بن إدريس. وقال الزبير بن بكار: نوح بن ملكان بن مثوب بن إدريس وكان بين آدمونوح ألف سنة وولد نوح عليه السلام بعد وفاة آدم بثمانمائة وست وعشرين سنة فلما بلغقال له أبوه: قد علمت انه لم يبق في هذا الموضع غيرنا فلا تستوحش ولا تتبع الأمةالخاطئة فما زال على حاله حتى بعثه اللهّ تعالى بعد أن تكامل له خمسون سنة وقيل:ثلاثمائة وخمسون وقيل: كان ابن أربعمائة وثمانين سنة فبعث وليس في الزمان من يأمربالمعروف وكانوا يعبدون الأوثان فدعاهم وكانوا يضربونه حتى يغشى عليه. أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا الجوهري أخبرنا أبوعمر بنحيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد أخبرناهشام بن محمد بن السائب الكلبي عن أبيه عن ابن عباس قال: كان للمك يوم ولد نوحًااثنتان وثمانون سنة ولم يكن أحد في ذلك الزمان ينهى عن منكر فبعث الله نوحًا إليهموهو ابن أربعمائة وثمانين سنة ودعاهم مائة وعشرون سنة وركب السفينة وهو ابن ستمائةسنة ثم مكث بعد ذلك ثلاثمائة وخمسين سنة. أخبرنا أبو المعمر الأنصاري أخبرنا يحيى بن عبد الوهاب بن مندهأخبرنا أبو طاهر بن عبد الرحيم أخبرنا أبو محمد بن حبان حدثنا محمد بن أحمد بنمعدان حدثنا أبو عمير حدثنا أبو ضمرة عن سعيد بن حسن قال: كان قوم نوح يزرعون فيالشهر مرتين وكانت المرأة تلد أول النهار فيتبعها ولدها في آخره. قال علماء السير: فرض الله على نوح الصلاة والحلال والحرام وأمرهالله عز وجل بصنعه السفينة فغرس شجرة فعظمت ثم قطعها وجعل يعمل سفينة فيمرون عليهفيسخرون منه. قال سلمان الفارسي: أنبت الساج أربعين سنة وعملها في أربعمائةسنة. قال قتادة: ذكر لنا أن طولها ثلاثمائة ذراع وعرضها خمسونوارتفاعها في السماء ثلاثون. وقيل: طولها ألف ذراع وكانت ثلاث طبقات فطبقة فيها الدواب والوحشوطبقة فيها الإنس وطبقة فيها الطير فلما كثرت أرواث الدواب أوحى الله تعالى إلى نوحأن اغمز ذنَب الفيل فغمزه فوقع منه خنزير وخنزيرة فأقبلا على الروث فلما وقع الفأربخرز السفينة يقرضه أوحى الله إلى نوح أن اضرب بين عيني الأسد فخرج من منخره سنوروسنورة فأقبلا على وروى يوسف بن مِهْران عن ابن عباس قال: أول ما حمل في الفلك منالدواب الذرة وآخر ما حمل الحمار. قال ابن عباس: كانوا ثمانين رجلًا منهم سام وحام ويافث. وكنائنه نساء بنيه هؤلاء وثلاثة وسبعون من ولد شيث. وقال قتادة: كانوا ثمانية: نوح وامرأته وبنوه الثلاثةونساؤهم. وقال الأعمش: كانوا سبعة ولم يذكر امرأة نوح. وقال ابن اسحاق: كانوا عشرة. قال ابن جريج: حدثت أن حامًا أصاب امرأته في السفينة فدعا عليهنوح فتغير نطفته فجاء بالسودان. وقال الحسن: كان التنور الذي فار منه الماء حجارة. واختلفوا أين فار التنور فروى عكرمة عن ابن عباس انه فار بالهند. وقال الشعبي ومجاهد بالكوفة. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك حدثنا أبو الحسين بن علي الطناجيريأخبرنا عمرو بن أحمد بن شاهين حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا شيبان بن فروخ حدثناسعيد بن عبد العزيز عن أبيه عن أنس قال: لما ركب نوح السفينة جاء إبليس فتعلقبالسفينة وقال: من أنت قال: إبليس قال: ما جاء بك قال: جئت لتسأل لي ربك هللي من توبة قال: فأوحى الله إليه أن توبته أن يأتي قبرآ فيسجد له فقال: أنا لمأسجد له حيّاُ وأسجد له ميتًا فذلك قوله تعالى: " أبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَمِنَ الكَافِرِينَ ". قال علماء السير: فلما استقرنوح بمن معه فتحت أبواب السماء بماءمنهمر فغطى السفينة وكان بين أن أرسل الله الماء وبين أن احتمل السفينة أربعونيومًا ثم ارتفع الماء فوق الجبال فهلك كل ما على وجه الأرض من في روح وشجر فلم يبقسوى نوح ومن معه. ويزعم أهل الكتاب أنه بقي عوج بن عناق أيضًا. روى أبو صالح عن ابن عباس قال: أرسل اللّه المطر أربعين يومًاوأربعين ليلة فأقبلت الوحش والدواب كلها إلى نوح وسخرت له فحمل له منها من كل زوجيناثنين وحمل جسد آدم فجعله حاجزًا بين النساء والرجال فركبوا فيها لعشر ليال مضيْنمن رجب وخرجو منها يوم عاشوراء فسارت بهم السفينة وطافت بهم الأرض كلها في ستة أشهرلا تستقر حتى أتت الحرم فلم تدخله ودارت بالحرم اسبوعًا ورفع البيت الذىِ بناه آدمرفع من الغرق وهو البيت المعمور والحجر الأسود على أبي قبيس ثم انتهت بهم إلىالجودي وهو جبل في أرض الموصل فاستقرت عليه و " قيل يا أرض ابلغي ماءك ويا سماءأقلعي ". فصار ما نزل من السماء هذه البحور التي ترون في الأرض فآخر ما بقيمن الطوفان في الأرض ماء بحِسْمَى بقي في الأرض أربعين سنة بعد الطوفان ثم ذهب. قال العلماء: أرسل الله الطوفان لمضي ستمائة سنة من عمر نوحولتتمة ألفي سنة ومائتي سنة وست وخمسين سنة من لَدُن هبوط آدم وكان ذلك لثلاث عشرةخلت من آب وأقام نوح في السفينة إلى أن غاض الماء فلما خرج اتخذ بناحية بقردى منأرض الجزيرة موضعًا وابتنى هناك قرية سموها ثمانين لأنه كان فيها لكل انسان معه بيتفهي إلى اليوم تسمى سوق ثمانين. أنبأنا عبد الوهاب بن المبارك أخبرنا أبو الحسين بن عبد الجبارأخبرنا الحسين بن علي الطناجيري أخبرنا عمر بن أحمد بن شاهين حدثنا موسى بن عبدالله بن يحيى قال: حدثني عبد الله بن أبي سعد حدثني محمد بن الهيثم بن عدي حدثنيأبو يعقوب بن سابق حدثنا هشيم عن الكلبي عن ابن صالح عن ابن عباس قال: كان مجتمعالناس حيث خرجوا من السفينة ببابل فنزلوا سوق ثمانين بالجزيرة فابتنى كل واحد منهمبيتًا وكانوا ثمانين رجلًا فسمي سوق ثمانين ثم ضاقت بهم حتى خرجوا فنزلوا موضع بابلوكان طول بابل اثني عشر فرسخًا في اثني عشر فرسخًا وكان سورها عند النيل وبابهاعنددَاوَرْدان فمكثوا بها حتى كثروا وملكهم يومئذ نمرود بن كنعان بن حام بن نوح فلماكفروا بلبل الله ألسنتهم ففرقوا على اثنين وسبعين لسانًا وفهم الله العربية عمليقوأمَيم وطسم بن لوط بن سام وعاد وعبيل ابني عوص بن إرم بن سام وثمود وجديس بن جاثمبن إرم بن سام وقنطود بن عابر بن شالخ بن أرفخسد بن سام. فخرجت عاد وعبيل فنزلت عاد الشَحْر ونزلت عبيل يثرب ونزلت عماليقصنعاء وما حولها ونزلت أميم أبار ومضى بعضهم مع عاد ومضت طسم وجديس فنزلوا اليمامةونزلت ثمود الحجر وما والاها. فهلكتَ عاد والعماليق بصنعاء وتحولت العماليق فنزلت مكة ثم مضىبعضهم إلى يثرب ويثرب اسم رجل منهم. قال ابن شاهين: وحدثني أبي حدثنا محمد بن علي حدثنا القعنبي حدثناأبو ضمرة عن مالك بن أنس قال: كان الرجل في زمان نوح ينتسب إلى خمسة عشر أبًاكلهم حي. قال العلماء: عاش نوح بعد الطوفان ثلاثمائة وخمسين سنة على خلاففي عدد السنين وكان جميع عمر نوح ألف سنة إلا خمسين عامًا ويقال أكثر وإنما ذلكمقدار لبثه في الإنذار والله أعلم. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: ولد نوح سامًا وفي ولده بياضوآدمة وحامًا وفي ولده سواد وبياض قليل ويافث وفيهم الشقرة والحمرة وكنعان وهو الذيغرق والعرب تسميه يامًا. قال ابن عباس في قوله تعالى: "وجعلنا ذريته همالباقين " قال: لم يبق إلا ذرية نوح. وقال قتادة: الناس كلهم من ذرية نوح. وهو بيوراسب. لما قهر جمًا الملك ملك مكانه وسار في الناس بجور شديد. وذكر بعض المؤرخين أن نوحًا بعث في زمان هذا الرجل إليه وإلى أهلمملكته ممن تمرد وعصى وأنهم هلكوا بمخالفته فلذلك ذكرنا خبره ها هنا. كان الضحاك عظيم المملكة. ويقال: ان جمًا الملك زوج أخته من بعض أشراف أهل بيته وملكه علىاليمن فولدت له الضحاك. واليمن تدعيه وتزعم أنه من أنفسها وأنه الضحاك بن علوان بن عبيد بنعويج وأنه ملك على مصر أخاه سنان بن علوان وهو أول الفراعنة وأنه ملك مصر حين قدمهاالخليل. والفرس تنسب الضحاك غير هذا النسب فترفع نسبه إلى جيومرث وقيل:كان كثير الإقامة ببابل. وعامة المؤرخين ذكروا أنه ملك الأقاليم السبعة كلها وأنه كان ساحرًافاجرًا. قال هشام بن محمد: ملك الضحاك بعد جم فيما يزعمون ألف سنة وساربالجور والقتل وكان أول من سن الصلب والقطع وأول من وضع العُشور وضرب الدراهم وأولمن تَغنَّى وغُنَيَ له. ويقال انه خرج في منكبه سِلْعتان كانتا تضربان عليه حتى يطليهمابدماغ إنسان وكان يقتل لذلك في كل يوم رجلين ويَطْلي سِلْعتيه بدماغيهما فإذا فعلذلك سكن مايجد. بَلْ كَانَ كَالضَحَّاكِ في سَطَوَاتِهِ بالعالمين وَأنْتَ أفريدونوأفريدون من نسل جم الملك الذي كان من قبل الضحاك ثم قدمإلى منزل الضحاك فاحتوىعليه وأوثق الضحاك وسمي ذلك اليوم مهرجانًا وعلا أفريدون سرير الملك. وكان عرض صدر الملك أفريدون أربعة أرماح. والفرس تزعم أن الملك لم يكن إلا للبطن الذي منه أوشهنج وجموطَهمُورث وأن الضحاك كان غاصبًا غصب أهل الأرض بسحره أوخبثه. وكان على منكبيه ناتئتان كل واحدة كرأس الثعبان فكان يسترهما ويزعمأنهما حيتان يقتضيانه الطعام وكانتا تتحركان إذا جاع وزعم أنه نبي. وقيل: ما زال الناس معه في جهد حتى وثب رجل اسمه كابي من أهلأصبهان كان قد قتل له ابنين فجمع الناس لقتاله فهرب الضحاك وولى مكانه أفريدونفاحتوى على ملك الضحاك. وملك أفريدون خمسمائة سنة وكان عمر الضحاك ألف سنة وملكه ستمائة سنةوقد زعم بعض نسابي الفرس أن أفريدون هو نوح الذي قهر الضحاك وغلبه وسلبه ملكه. وقال قوم: أفريدون هو ذو القرنين. وقال بعضهم: هو سليمان بن داود وقال الفرس: أفريدون من ولد جمالملك وهو التاسع من ولده. وكان أفريدون قد أمر بالعدل ورد المظالم وهو أول من نظر في النجوموالطب وأول من ذلل الفيلة وامتطاها وقاتل بها الأعداء واتخذ الأوز يقال له " كَيْأفريدون " وهي كلمة معناها التنزيه أي: هو منزه متصل بالروحانية. وأنه ملك الأرض فقسمها بين أولاد له ثلاثة فوثب اثنان منهم علىالثالث فقتلاه واقتسما الأرض فملكاها ثلاثمائة سنة. ثم بغى منهم طوج بن أفريدون ثم نشأ له أفراسياب بن ترك الذي تنسبإليه الترك من ولد طوج. ويقال: الضحاك هو نمرود الخليل وأن الخليل ولد في زمانه وأنهصاحبه الذي أراد إحراقه. واللّه أعلم. ذكر أولاد نوح عليه السلام أخبرنا ابن الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبداللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا عبد الوهاب عن شعبة عن قتادة عن الحسن عنسمرة أن نبي اللّه صلى الله عليه وسلم قال: " لاسام أبو الترك وحام أبو الحبشْويافث أبو الروم ". وقال سعيد بن المسيب: ولد نوح ثلاثة أولاد: سام وحام ويافث. فولد سام العرب وفارس والروم وولد حام السودان والبربر والقبط وولديافث الترك والصقالبة و يأجوج ومأجوج. وقال وهب بن منبه: سام أبو العرب وفارس والروم وحام أبو السودويافث أبو الترك وأبو ويزعم أهل التوراة أن نوحًا نام فانكشفت عورته ورآها حام فلميغطها ورآها سامٍ ويافث وألقيا عليها ثوبًا فلما انتبه علم بالحال فدعا على أولادحام أن يكونوا عبيدًا لإخوته. وروى أبو صالح عن ابن عباس قال: لما ضاقت بولد نوح سوق ثمانينتحولوا إلى بابل فبنوها وهي بين الفرات والصراة وكانت اثني عشر فرسخًا في اثني عشرفرسخًا وكثروا بها حتى صاروا مائة ألف. ذكر أولاد سام من أولاد سام: فارس وطسم وعمليق وهو أبو العماليق كلهم وإرموأرفخشد وأولاد أرفخشد الأنبياء والرسل وخيار الناس والعرب كلها والفراعنة - ومنأولاد إرم: عابر وعوص ومن ولد عابر ثمود وجديس وكانوا عربًا وولد عوص عاد. وكانت طسم والعماليق وهاشم يتكلمون بالعربية وفارس يتكلمون باللسانالفارسي وكانت العرب تقول لهذه الأمم العرب العاربة لأنه لسانهم الذي جبلوا عليهوتقول لبني إسماعيل العرب المتعربة لأنهم كانوا يتكلمون بلسان هذه الأمم حتى سكنوابين أظهرهم. وولد لعابر فالغ ومعناه بالعربية قاسم وإنما سمي بذلك لأنه قسمالأرض بين بني نوح. وولد لعابر أيضًا أرغوا وولد لأرغوا ساروغ وولد لساروغ ناخور وولدلناخور تارخ أبو ابراهيم وولد لعابر أيضًا قحطان وقحطان أول من ملك اليمن وأول منسُلًم عليه " أبيت اللعن ". وولد لقحطان يعرب وولد ليعرب شجب سبأ وسبأ هو الذي ينسب القبيلةالذين قال لهم سبأ إليه. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثناعبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا أبو عبد الرحمن حدثنا ابن لهيعة عن عبداللّه بن مسرة الشيباني عن عبد الرحمن بن وعلة قال: سمعت ابن عباس يقول: انرجلًا سأل رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم عن سبأ ما هو أرجل أم امرأة أم أرض. قال: " بل هورجل ولد عشرة فسكن اليمن منهم ستة وبالشام منهمأربعة فأما اليمانيون فمذحج وكندة والأزد والأشعرون وأنمار وحمير. وأما الشامية فلخم وجذام وعاملة وغسان ". أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرناأبو عمر بن حيويه أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا الحسن بنالحكم النخعي أخبرنا أبو سبرة النخعي عن فروة بن مسيك المرادي قال: أتيت رسولاللهّ صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول اللّه ألا أقاتل من أدبر من قومي بمنأقبل منهم قال: " بلى " قال: ثم بدا لي فقلت: يا رسوك اللّه لا بل أهلسبأ هم أعز وأشد قوة فأذن لي في قتال سبأ فلما خرجت من عنده أنزل اللهّ في سبأ ماأنزال فأرسل رسول اللّه إلى منزلي فوجدني قد سرت فردّني فلما أتيته وجدته قاعدًاوحوله أصحابه فقال: " ادع القوم فمن أجابك منهم فاقبل ومن أبى ولا تعجل عليهحتى تحدث إلىِ فقال رجل من قوم: يا رسول الله وما سبأ أرض أو امرأة. قال: " ليست بأرض ولا امرأة ولكنه رجل ولد عشرة من العرب فأماستة فتيامنوا أما أربعة فتشاموا. فأما الذين تشاموا: فلخم وجذام ومحسمان وعاملة ". وأما الذين تيامنوا: فالأزد وكندة وحمير والأشعرون وأنهار ومذحج" فقال رجل: يا رسول اللهّ وما أنمار قال: " هم الذين منهم خثعم وبجيلةوالفرس والنبط من أولاد سام أيضًا ". ذكر أولاد يافث من أولاده يونان وولد ليونان نبطي ومن أولادهالروم. ومن أولاد يافث ملوك العجم كلها من الترك والخزر والفرس. ذكر أولاد حام منهم كوش وولد لكوش نمرود المتجبر وهو أول ملك ملكبعد الطوفان بثلاثمائة عام. وعلى عهده قسمت الأرض وتفرق الناس والألسن. ونمرود الأخير من أولاد نمرود هذا هوالذي ولد في زمن إبراهيمالخليل. ومن أولاد حام تيرش ومن أولاده الترك والخزر. ومنهم موعج ومن أولاده يأجوج ومأجوج. و منهم نوار ومن أولاده الصقالبة والنوبة والحبشة وأهل السواحلوالهند والسند. ذكر الأحداث التي كانت بين نوح وإبراهيم عليهما السلام فمنالأحداث: اقتسام أولاد نوح الأرض: وقد ذكرنا أن يالغ بن عامر قسم الأرض فنزلبنو سام سرِّة الأرض وهو ما بين ساتيدما إلى البحر وما بين اليمن إلى الشام وجعلالله سبحانه فيهم النبوة والكتاب والجمال والآدمة والبياض ونزل بنو حام مجرى الجنوبوالدّبور وجعل الله فيهم أدمة وبياضًا قليلأ ورفع عنهم الطاعون. ونزل بنو يافث مجرى الشمال والصبا وفيهم الحمرة والشقرة وأخلي اللهأرضهم فاشتد بردها وأخلى سماءهم فليس يجري فوقهم شيء من النجوم السبعة الجاريةلأنهم صاروا تحتَ بنات نعش والجدْي والفرقدين وابتلوا بالطاعون. ثم لحقت عاد بالشَحْر فعليه هلكوا بواد يقال له مغيث. ولحقت عبل وهوعبل بن عوص بن آدم صنعاء قبل أن تسمى صنعاء ثم انحدربعضهم إلى يثرب فأخرجوا منها عبل فنزلوا موضع الجحفة فأقبل سيل فاحتجفهم فذهب بهمفسميت الحجفة. ولحقت ثمود بالحجر ولحقت طسم وجديس باليمامة ولحقت بنو يقطن بن عامرباليمن فسميت اليمن حيث تيامنوا إليها. ولحق قوم من بني كنعان بالشام فسميت الشام حيث تشاموا وكانت الشاميقال لها أرض كنعان. وكانت العماليق في بلدان شتى وكان منهم بالمشرق إلى عمان وبالبحرينطائفة وكان بالشام ومصر ومكة والمدينة والحجاز ونجد منهم طائفة. والطائفة التي كانت منهم بالشام يقال لهم لا الكنعانيون وكانواأصحاب أوثان يعبدونها وهم الجبابرة المعروفون. والطائفة التي كانت بمصر يقال لهم الفراعنة ومنهم فرعون يوسف وكاناسمه الريّان بن الوليد وفرعون موسى وكان اسمه وائل بن مصعب. وكان بمكة أيضًا طائفة منهم وكان سيدهم بكر بن معاوية وهو الذي نزلعليه وفد عاد حين ذهبوا يستسقون لعاد وكان معاوية هذا نازلًا بظاهر مكة خارجًا منالحرم وكان يتخذ منهم ناس يقال لهم: بديل وراجل. فكان بالمدينة منهم بنوحف وسعد بن هزان وبنو مطر وبنو الأرزن وكانملك الحجاز منهم الملك الذي يدعى الأرقم وكان منزله تيماء وكانت منازلهم المدينةإلى تيماء وإلى فدك. ومن الأحداث التي كانت بعد نوح عبادة الأصنام: روى البخاري فيأفراده من حديث ابن عباس قال: ود وسواع ويغوث ويعوق ونسر أسماء قوم صالحين من قومنوح فلما هلكوا أوحى الشيطان إلى قومهم أن انصبوا في مجالسهم أنصابًا وسموهابأسمائهم ففعلوا فلم تعبد حتى هلك أولئك ونسخ العلم فعبدت وصارت تلك الأوثان فيالعرب بعد. أما ود فكان لكلب بدومة الجندل وأما سواع فكان لهذيل وأما يغوث فكانلمراد بني غطيف بالجرف وأما يعوق فكان لهمدان وأما نسر فكان لحميرلآل في الكلاع. ومن الأحداث بين نوح وابراهيم طغيان جنين من أولاد إرم: وهما:عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح وهي عاد الأولى وثمود بن جاثر ابن إرم وهم كانواالعرب العاربة. يتبع>>> |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #8 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) ذكر قصة قوم عاد وكفرانهم لما تجبروا وعتوا وعبدوا الأوثان أرسل اللهّ تعالى إليهمهود بن عبد اللهّ بن رباح بن الخلود بن عاد بن عوص بن إرم بن سام بن نوح ومنالنسابين من يقول: الخلود بضم الخاء واللام كذلك رأيته بخط المنادي قال: ويقالبالجيم المكسورة واللام المفتوحة. ومنهم من يقول هود هو: عابر بن شالخ بن أرفخشد بن سام بن نوح. فدعاهم إلى التوحيد وترك الظلم فكذبوه وقالوا: من أشدُ منا قوَّةفلم يؤمن منهم بهود إلا القليل فبالغ في وعظهم فزاعوا في طغيانهم إلى أن قالوا:{ سواء عليناأوعظت أم لم تكن من الواعظين} فحبس اللّه عز وجل عنهم المطر ثلاث سنينحتى جهدوا فبعثوا إلى مكة وفدًا حتى يستسقي لهم منهم: قيل ولقيم وجلهم ومرثدبنسعد وكان يكتم إيمانه ولقمان بن عاد فنزلوا على بكربن معاوية فجعل يسقيهم الخمروتغنيهم الجرادتان شهرًا ثم بعثوا آخر فدعا فقال: اللهم إني لم أجئك لأسيرفأفاديه ولا لمريض فأشفيه فاسق عادًا ما كنت مسقيه. فرفعت له سحابة فنودي منها: اختر فجعل يقول: إذهبي إلى بني فلانواذهبي إلى بني فلان. فمرت سحابة سوداء فقال: إذهبي إلى بني فلان واذهبي إلى بنيفلان. فمرت سحابة سوداء فقال: إذهبي إلى عاد فنودي منها: خذها رمادًارمددًا لا تدع من عاد أحدًا. قال: وكتمهم والقوم عند بكر بن ساوية يشربون. وفي رواية: أن بكر بن معاوية لما رأى طول مقامهم عنده قال: هلكأخوالي وأصهاري وهؤلاء ضيفي وما أدري ما أصنع واستحى أن يأمرهم بالخروج فشكى ذلكإلى قينتيه الجرادتين فقالتا له: قل شعرًا نغنيهم به. قال:: فَيسقِي أرْضَ عادًٍا إِنَ عادًا قَد امسوا لا يُبِينُونَالكَلاما من العطش الشَّديد فليس نرجو به الشيخَ الكبيرَولا الغلاما وَقَد كانتْنساؤُهُمُ بخيِرِ فقدأمستْ نِساؤُهُمُ عَيَامَا وإنَّ الوحشَ تأتيهمْ جهارًاولاتخشَى لعادي سِهاما وأنتم هاهنا فيما اشتهيتم نَهارَكمُ وليلَكُمُ التماما فقبَحوفدكُمْ من وَفْد قوم ولا لُقوا التحية والسلاما فلما سمعوا هذا قالوا: ويلكمادخلوا الحرم فاستسقوا لقومكم فقال مرثد: إنكم واللّه لا تسقون بدعائكم ولكن إنأطعتم نبيكم سقيتم. فقال جلهم: احبسوا هذا عنا ولا يقدمن معنا مكة فإنه قد اتبع دينهود. ثم خرجوا يستسقون فنشأت سحابة وقيل له: اختر فاختار سحابة سوداءفساقها الله تعالى إلى عاد حتى خرج عليهم من واد لهم يقال له مغيث فلما رأوهااستبشروا بها فقالوا: {هذا عارض ممطرنا}. فكان أول من رأى ما فيها امرأة منهم فصاحت وصعقت فقيل لها: مارأيت قالت: ريحًا فيها كشهب النار أمامها رجالٌ يقودونها فسخرها الله عليهم {سَبْعَ ليال وثمانيةَأيام حُسُومًا}. فاعتزل هود ومن معه من المؤمنين في حظيرة ما يصيبه منها إلا ماتلينالجلود وتلتذّ عليه النفوس فكانت تقلع الشجر وتهدم البيوت فمن لم يكن في بيته هبتالريح حتى تقطعه بالجبال وكانت ترفع الظعينة ما بين السماء والأرض وترميهمبالحجارة. فوصل الخبر إلى الوفد وكانوا قد قيل لهم: قد أعطيتم مناكم لدعائكمفاختاروا. فقال مرثد: يا رب أعطني برًا وصدقًا فأعطىِ ذلك. وقيل لقيل: ما تريد فقال: أن يصيبني ما أصاب قومي. وقال لقمان بن عاد: أعطني عمر سبعة أنسر فعمر عمر سبعة أنسر يأخذالفرخ حين يخرج من البيضة فيأخذ الذكر لقَوِّته حتى إذا مات أخذ غيره فلما لم يبقغير واحد قال له ابن أخيه: يا عم ما بقي من عمرك إلا عمر هذا النسر فقال لقمان:هذا لُبد - ولبد بلسانهم الدهر فلما انقضى عمر النسر طارت النسور ولم ينهض فماتلقمان. ذكر قصة عجيبة للقمان بن عاد أخبرتنا شهدة بنت أحمد قالت: أخبرنا أبو محمد بن السراج أخبرناالقاضي أبوعبد اللّه بن محمد بن سلامة القضاعي أخبرنا أبومسلم الكاتب أخبرنا ابندريد حدثنا العكلي عن ابن أبي خالد عن الهيثم عن مجاهد عن الشعبي قال: كان لقمانبن عاد عاديًا الذي عمّر عمر سبعة أنسر مبتلى بالنساء فكان يتزوج المرأة فتخونه حتىتزوج جارية صغيرة لم تعرف الرجال ثم نقر لها بيتًا في صفح جبل وجعل له درجه بسلاسلينزل بها ويصعد فإذا خرج رفعت السلاسل حتى عرض لها فتى من العماليق فوقعت في نفسهفأتى بني أبيه فقال: واللهّ لأجتنين عليكم حربًا لا تقومون بها قالوا: وما ذاكقال: امرأة لقمان بن عاد هي أحب الناس إلي. قالوا: فكيف نحتال لها قال: اجمعوا سيوفكم ثم اجعلوني فيهاوشدوها حزمة عظيمه ثم ائتوا لقمان فقولوا: إنا أردنا أن نسافر ونحن نستودع سيوفناحتى نرجع وسمّوا له يومًا ففعلوا وأقبلوا بالسيوف فدفعوها إلى لقمان فوضعها في بيتهوخرج لقمان وتحرك الرجل فحلت الجارية عنه وكان يأتيها فإذا أحست بلقمان جعلته بينالسيوف وحتى انقضت الأيام ثم جاءوا إلى لقمان فاسترجعوا سيوفهم فرفع لقمان رأسه بعدذلك فإذا بنخامة يبوس في سقف البيت فقال لامرأته: من نخم هذه. قالت: أنا قال: فتنخمي ففعلت فلم تصنع شيئًا فقال: يا ويلتاهالسيرف دهتني ثم رمى بها من ذروة الجبل فتقطعت قطعًا وانحدر مغضبًا فإذا ابنة لهيقال لها صحر فقالت له: يا أبتاه ما شأنك قال: فأنت أيضًا من النساء فضرب رأسهابصخرة فقتلها فقالت العرب: ما أذنبت إلا ذنب صحر. فصار مثلًا. قال العلماء بالسير: كان عمر هود مائة وخمسين سنة. وقد ذكرنا قصة عاد في تفسير القران ذكر قصة ثمود وكانوا قد عتوا وكفروا بالله وأفسدوا في الأرض وكانوا قد مدتأعمارهم وكانوا يسكنون الحجر إلى وادي القرى من الحجاز والشام فكان أحدهم يبنيالمساكن من المدر فتنهدم والرجل منهم حيً فلما رأوا ذلك اتخذوا من الجبال بيوتًافنحتوها وجابوها وجوفوها. فبعث اللّه تعالى إليهم بعد هلاك قوم عاد صالح بن عبيد بن جاذربنجابربن ثمود ويقال: ابن جاثر بالثاء فدعاهم إلى التوحيد فلم يزدهم دعاؤه إلاطغيانًا فقالوا: ائتنا بآية فقال اخرجوا إلى هضبة من الأرض فخرجوا فإذ هي تمخضتمخّض الحامل ثم انفرجت فخرجت من وسطها ناقة فقال: {هذه ناقة الله فذروها تأكلفي أرض الله}. وكانت تشرب ماء يومًا ويشربون يومًا ويحتلبونها في يوم شربها عوض ماشربت. وكان صالح لا يبيت عندهم بل في مسجد له فهموا بقتله فكمنوا له تحتصخرة يرصدونه فرضختهم الصخرة فأصبح الناس يقولون قتلهم صالح فاجتمعوا على عقرالناقة فذهبوا إليها وهي على حوضها قائمة فضرب أحدهم واسمه قدار بن سالم عرقوبهافوقعت تركض فجاء الخبر إلى صالح فأقبل فأخذوا يعتذرون إليه ويقولون: إنما عقرهافلان. فقال: انظروا هل تدركون فصيلها فإن أدركتموه فعسى يرفع عنكمالعذاب فخرجوا وقد صعد إلى رأس الجبل فلم يقدروا عليه فرغا ثلاثًا فقال صالح: لكلرغوة أجل يوم تمتعوا في داركم ثلاثة أيام. ألا إن آية العذاب أن اليوم الأول تصبح وجوهكم مصفرة أواليوم الثانيمحمرة واليوم الثالث مسودة فأصبحوا كأنما طليت وجوههم بالخَلوق صغيرهم وكبيرهمذكرهم وأنثاهم. فلما أمسوا صاحوا بأجمعهم: ألا قد مضى يوم من الأجل وحضركمالعذاب. فلما أصبحوا إذا وجوههم محمرة كأنما خضبت بالدماء فضجوا وبكواوعرفوا آية العذاب فلما أمسوا صاحوا: ألا قد مضى يومان فلما أصبحوا اليوم الثالثإذا وجوههم مسودة كأنما طليت بالقار فتحنطوا بالصبر وتكفنوا بالأنطاع ثم ألقوانفوسهم بالأرض لا يدرون من أين يأتيهم العذاب فلما أصبحوا في اليوم الرابع أتتهمصيحة من السماء فيها صوت كل صاعقة فتقطعت قلوبهم في صدورهم وهلكوا. وكان منهم رجل بالحرم يقال له أبو رغال منعه الحرم من العذاب. وذكر أن صالحًا أقام في قومه عشرين سنة وتوفي بمكة وهو ابن ثمانوخمسين سنة. وقيل: بل عاثس مائتي سنة وسبعين ثم بعث الله تعالى بعده إبراهيمالخليل. أخبرنا محمد بن عبد الله الأنصاري أخبرنا المبارك بن عبد الجبارأخبرنا محمد بن علي بن الفتح أخبرنا علي بن الحسين بن سكينة حدثنا محمد بن أبيالقاسم بن مهدي حدثنا علي بن أحمد بن أبي قيس حدثنا عبد الله بن محمد القرشي حدثناعلي بن الجعد حدثنا معاوية عن الأعمش عن سالم بن أبي الجعد قال: كان رجل في قومصالح قد أذاهم فقالوا: يا بني الله ادع الله عليه فقال: اذهبوا فقد كفيتموه. وكان يخرج كل يوم فيحتطب فخرج يومئذٍ ومعه رغيفان فأكل أحدهما وتصدقبالآخرة فاحتطب ثم جاء بحطبه سالمًا فجاؤا إلى صالح فقالوا: لقد جاء بحطبة سالمًالم يصبه شيء فدعاه صالح فقال: أي شيء صنعت اليوم قال: خرجت ومعي قرصتان فتصدفَبإحديهما وأكلت الأخرى فقال له صالح: حل حطبك فحله فإذا فيه أسود مثل الجذع عاضعلى جزل من الحطب فقال له صالح: فهذا دفع عنك. يعني بصدقتك عن الرغيف. وكان بين نوح وإبراهيم دانيال الأكبر فأما دانيال الأصغر فكان فيزمان بخت نصر. أخبرنا أبو منصور القزاز أخبرنا أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت قال:أخبرنا علي بن عبد الله المعدل أخبرنا عثمان بن أحمد الدقاق حدثنا محمد بن أحمد ابنالبراء قال: أخبرنا الفضل بن غانم قال: حدثنا الهيثم بن عمي عن الكلبي عن أبيصالح عن ابن عباس قال: أوحى الله عز وجل إلى دانيال الأكبرأن يجري لعبادي نهرينواجعل مفيضهما البحر فقد أمرت الأرض أن تعطيك قال: فأخذ قناة أو قصبة فجعل يخد فيالأرض ويتبعه الماء وإذا مر بأرض شيخ كبيرأو يتيم ناشده الله فيحيد عن أرضه فعواقيلدجلة والفرات من ذلك. وقد ذكرنا مثل هذا الحديث في أول الكتاب. أنبأنا محمد بن ناصر الحافظ قال: أنبأنا جعفر بن أحمد السراجقال: أخبرنا عبد للة بن عمر بن شاهين قال: حدثنا أبي قال: حدثنا محمد بنزكريا قال: حدثنا أحمد بن محمد بن يحيى بن زيد قال: حدثنا زيد بن الحباب قال:حدثنا حماد بن سلمة عن أبي عمران الحوفي قال: كان أنف دانيال ذراعًا. باب ذكر إبراهيم الخليل عليه السلام هو: إبراهيم بن تارخ بن ناحور بن ساروغ بن أرغو بن فالغ بن عابربن شالخ بن قينان بن أرفخشد بن سام بن نوح. قال الزبير بن بكار: ويقولون إبراهيم بن آزر بن الناحور بن الشارغبن القاسم الذي قسم الأرض بين أهلها ابن يعبر بن السالح بن سنحاريب. واسم أمه نونا بنت كرنبا بن كوثا من بني أرفخشد بن سام. وكرنبا هو الذي كرى نهر كوثا. وكان بين الطوفان وإبراهيم ألف سنة وتسع وتسعون سنة. وقيل: ألف ومائتا سنة وثلاث وستون وذلك بعد خلق آدم بثلاثة آلافسنة وثلاثمائة وثلاثين سنة. وقد روى أبو أمامة أن رجلًا سأل رسول اللهّ صلى الله عليه وسلمفقال: كم بين نوح وإبراهيم فقال: عشرة قرون. أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيوية أخبرناأحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد حدثنا محمد بن عبدالله الأسدي حدثنا سفيان بن سعد عن أبيه عن عكرمة قال: كان إبراهيم الخليل يكنىأبا الأضياف. واختلفوا في المكان الذي ولد فيه فقال بعضهم: ولد في بابل من أرضالسواد وقال بعضهم: بالسواد بناحية كوثى وقال بعضهم: ولد بالسوس من أرضالأهواز. وقيل: كان بناحية كسكر ثم نقله أبوه إلى ناحية كوثى وهي المكانالذي كان به نمرود. وقيل: كان مولده بحران ولكن أباه نقله إلى أرض بابل. وعامة العلماء على أن الخليل ولد في عهد نمرود بن كنعان بن سنحاريببن نمرود بن كوش بن حام. وكان نمرود هذا قد ملك الشرق والغرب. وبعض المؤرخين يقول: نمرود هذا هو الضحاك قال السدي عن أشياخه:أول ملك ملك الأرض شرقها وغربها نمرود بن كنعان. وكانت الملوك الذين ملكوا الأرض كلها أ أربعة: نمرود وسليمان بنداود وذو القرنين وبخت نصر. قال العلماء بالسير: لم يكن بين نوح وإبراهيم نبيّ إلا هود وصالحفلما أراد الله تعالى إظهار إبراهيم قال المنجمون لنمرود: إنا نجد في علمنا أنغلاما يولد في قريتك هذه يقال له إبراهيم يفارق دينكم ويكسرأوثانكم في شهر كذا وكذامن سنة كذا وكذا فلما دخلت السنة المذكورة بعث نمرود إلى كل امرأة حاملة بقريتهفحبسها عنده ولم يعلم بحمل أم إبراهيم فجعل لا يولد غلام في ذلك الشهر إلا ذبحه. فلما وجدت أم إبراهيم الطَّلْق خرجت ليلًا إلى مغارة ثم ولدتإبراهيم فيها وأصلحت من شأنه ثم سدت عليه المغارة ثم رجعت إلى بيتها وكانت تطالعهفي المغارة لتنظر ما فعل فتجده يمص إبهامه قد جعل الله رزقه في ذلك وكان آزر قدسألها عن حملها فقالتَ: ولدت غلامًا فمات فسكت عنها. فكان إبراهيم يشب في شهر شباب سنة. فلما تكلم قال لأمه: أخرجيني أنظر فنظر وقال: إن الذي رزقنيوأطعمني ما لي رب غيره ثم رأى كوكبًا ثم رأى الشمس فقال ما قصه الله تعالى علينا. ثم ذهبت به أمه إلى أبيه فأخبرته ما صنعت به فسر بسلامته. وكان آرز يصنع الأصنام ويقول لإبراهيم: بعها فيقول ابراهيم: منيشتري ما يضره ولا ينفعه. فشاع بين الناس استهزاؤه بالأصنام ثم أراد أن يباديَ إبراهيم قومهبالمخالفة فخرجوا إلى عيد لهم فقال: " إنِّي سَقِيمٌ " فلما ذهبوا قال:{لأكيدَنَّأصْنَامُكُمْ}. فسمعها بعضهم ثم دخل إبراهيتم إلى بيت الالهة وقد جعلوا بين يديهاطعامًا فقال: ألا تأكلون. فلما لم يجبه أحد قال: ما لكم لا تنطقون فراغ عليهم ضربًا باليمينثم علق الفأس في عنق الصنم الأكبرثمٍ خرج. فلما رجع القوم قالوا: {مَنْ فَعَلَ هَذَابِآلِهَتِنَا} ثم ذكروا فقالوا: {سَمِعْنَا فَتىيَذْكُرُهُم} أي: يسبهم فجاءوا به إلى ملكهم نمرود فقال: {أأنتَفَعَلْتَ هَذَا يَا إبْرَاهِيمُ}. {قَالَ بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا} غضب أن تعبدمعه هذه الصغار وهو أكبر منها فكسرهن فقالوا: ما نراه الا كما قال فقال لهنمرود: فما إلهك الذي تعبد قال: ربي الذي يحيي ويميت قال نمرود: أنا أحييوأميت آخذ رجلين قد استوجبا القتل في حكمي فأقتل أحدهما فأكون قد أمته وأعفوعنالآخر فأكون قد أحييته فقال له إبراهيم: {فَإن الله يأتي بِالشمْسمِنَ المَشْرِقِ فَأتِ بِهَا مِنَ المغْرِبِ فبهت} عند ذلك نمرودوحبسه سبع سنين. أخبرناَ محمد بن أبي القاسم أخبرنا أحمد بن أحمد أخبرنا أبو نعيمالأصبهاني حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد حدثنا عبد الله بن سيبويه حدثنا إسحاق بنراهويه حدثنا بهز حدثنا سليمان التيمي عن أبي عثمان عن سلمان قال: جُوًع لإبراهيمعليه السلام أسدان ثم أرسلا عليه فجعلا يلحسانه ويسجدان له. قال علمأء السير: ثم أجمع نمرود وقومه على تحريقه فقالوا:أحرقوه. ذكر قصة إلقائه في النار قال شعيب بن الجبائي: ان الذي قالحَرِّقُوهُ خسف به الأرض فهويتجلجل فيها إلى يوم القيامة. وألقي إبراهيم في الناروهو ابن ست عشرة سنة. قال علماء السير: أمر نمرود بجمع الحطب فجمعوا حتى ان كانت المرأةلتنذر في بعض ما تطلب مما تحب إن قالت كذا لتحتطبن على نار إبراهيم احتسابًا فيدينها فلما أوقدوا النار أجمعوا على قذفه فيها قالت الخلائق: أي ربنا! إبراهيمليس في أرضك أحد يعبدك غيره يحرق بالنار فيك! فَاذَنْ لنا في نصرته. قال: فإن استغاث بشيء منكمِ فأغيثوه وإن لم يدع غيري فأنا وليهفلما ألقي قي النار قال: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وسلاماَ عَلَىإِبْرَاهِيمَ}. وجاء جَبْرئيل وابراهيم موثق قال: ألك حاجة. قال: أمَّا إليك فلا. قال كعب: ما أحرقت النار إلا وثاقه. قال عبد اللّه بن عمرو: أول كلمة قالها إبراهيم حين قال السدي عنأشياخه: رفع إبراهيم رأسه إلى السماء وقال: اللهم أنت الواحد في السماء وأناالواحد في الأرض ليس في الأرض أحدأ يعبدك غيري حسبي اللّه ونعم الوكيل فقذفوه فيالنار فقال: {يَا نَارُ كُونِي بَرْدًا وسَلاَمًا عَلَىإِبرَاهيم}. قال ابن عباس: لو لم يتبع بردها سلامًا لمات ابراهيم من بردها ولمتبق نار يومئذ في الأرض إلا طَفِئَتْ ظنت أنها هي التي تُعنى. فلما طفئت النار نظروا إلى ابراهيم فإذا هو ورجل آخر معه فإذا رأسابراهيم في حجره يمسح عن وجهه العرق وذكروا أن ذلك الرجل هو ملك الظل فأخرجواإبراهيم وأدخلوه على الملك. وقال ابن إسحاق: بعث الله ملك الظل فقعد مع إبراهيم يؤنسه فمكثنمرود أيامًا لا يشك أن النار قد أكلت ابراهيم ثم ركب فنظر فإذا إبراهيم وإلى جنبهرجل جالس فناداه نمرود: يا إبراهيم كبير إلهك الذي بلغتَ قدرته أن حال بين ما أرىوبينك هل تستطيع أن تخرج منها فقام إبراهيم يمشي حتى خرج فقال له: يا إبراهيم منالرجل الذي رأيت معك. قال: ملك الظل أرسله ربي ليؤنسني. فقال: إني مقرب إلى إلهك قربانًا لما رأيت من قدرته فقال: إنهلا يقبل منك ما كنت على دينك فقال: لا أستطيع ترك ملكي ولكن سوف أذبحها له فذبحأربعة آلاف بقرة وكفً عن ابراهيم. واستجاب لإبراهيم رجال من قومه لما رأوا من تلك الآية على خوف مننمرود فأمن له لوط وكان ابن أخيه وهو لوط بن هاران بن تارخ وهاران أخو ابراهيم وهوالذي بنى مدينة حرّان وإليه تنسب. وآمنت به سارة وهي ابنة عمه فتزوجها. قال السدي عن أشياخه: لما انطلق إبراهيم ولوط إلى الشام لقيإبراهيم سارة وهي بنت ملك حَران وقد طعنت على قومها في دينهم فتزوجها على أن لايغيرها. ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام أنه دعا أباه آزر إلىالإيمان فقال: يا أبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئًا فأبى أبوهأن يطيعه فأعرض عنه إبزاهيم وقد كان ابراهيم يجاهده. وقال أبو الحسن بن البراء: كان لإبراهيم ثلاثمائة يقاتلونبالعصي. ولم يحارب من الأنبياء إلا هو وموسى وداود ومحمد عليهم السلام. ومن الأحداث هجرة الخليل عليه السلام وذلك أن إبراهيم ومن معه منأصحابه المؤمنين أجمعوا على فراق قومهم فخرج إبراهيم مهاجرًا إلى ربه عز وجل وخرجمعه لوط مهاجرًا وسارة زوجته. وقد ذكرنا أنه تزوجها في طريق هجرته بحران وخرج بها من حَران حتىقدم مصر وبها فرعون من الفراعنة الأول. وكانت سارة أحسن الناس فلما وصف لفرعون حسنها بعث يطلبها. أخبرنا هبة اللّه بن الحصين أخبرنا الحسن بن علي التميمي أخبرناأحمد بن جعفر حدثنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا علي بن حفص عن ورقاءعن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دخلإبراهيم قرية فيها ملك من الملوك أو جبار من الجبابرة فقيل: دخل إبراهيم الليلةبامرأة من أحسن الناس. قال: فأرسل إليه: من هذه معك قال: أختي قال: أرسل بهاقال: فأرسل بها إليه وقال: لا تكذبي قولي فإني قد أخبرت أنك أختي أن ليس علىالأرض مؤمن غيري وغيرك قال: فلما دخلت إليه قام إليها. قال: فأقبلت تصلي وتقول: اللهم إن كنت تعلم أني آمنتَ بكوبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلَطْ عليَ الكافر. قال: فَغُطَّ حتى ركض برجله. قال أبو الزناد: قال أبو سلمة عن أبي هريرة: أنها قالت: اللهمإن يمت قيل هي قتلته. قال. فأرسل ثم قام إليها فقامت تصلي وتقول: الهم إن كنت تعلم أني آمنتبك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي فلا تسلط علي هذا الكافر. قال: فَغُط حتى ركض برجله. قال أبو الزناد: قال أبو سلمة عن أبي هريرة: قالت: اللهم إنيمت قيل هي قتلته فأرسل. قال: فقال في الثالثة أو الرابعة: ما أرسلتم إلا شيطانًاأرجعوها إلى ابراهيم وأعطوها هاجر. قال: فرجعت إلى إبرإهيم فقالت لإبراهيم: أشعرت ان اللّه عز وجلرد كيد الكافر وأحذم وليدةً. قال ابن إسحاق: وكانت هاجر جارية ذات هيئة فوهبتها سارة لإبراهيموقالت: إني أراها امرأة وضيئة فخذها لعل اللّه يرزقك منها ولدًا وكانت سارة قدمنعت الولد فوقع عليها فولدت له إسماعيل. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا فتحتم مصر فاستوصوابأهلها فإن لهم ذمة ورحمًا". قال الزهري. الرحم أن أم إسماعيل كانت منهم. ثم ان إبراهيم خرج من مصر إلى الشام فنزل السبْع من أرض فلسطين ونزللوط بالمؤتفكة وهي من السبع على مسيرة يوم وليلة أوأقرب. فبعثه الله نبيًا. وأقام إبراهيم بذلك المقام فاحتفر به بئراَ فكانت غنمه تردها واتخذبه مسجدًا ثم ان أهلها آذوه فخرج حتى نزل بناحية فلسطين فنضب ماء تلك البئر التياحتفرها فندم أهل ذلك المكان على ما صنعوا وقالوا: أخرجنا من بين أظهرنا رجلًاصالحًا ولحقوه فسألوه أن يرجع قال: ما أنا براجع إلى بلد أخرجت منه قالوا: فإنالماء الذي كنت تشرب منه ونحن معك قد نضب فأعطاهم سبع أعنز من غنمه وقال: أوردوهاالماء تظهر ولا تغرفن منها حائض. فخرجوا بالأعنز فلما وقفت على البئر ظهر إليها الماء. وكان اللّه تعالى قد أوسع على ابراهيم وبسط له في الرزق والخدم وكانيضيف كل من نزل به وهو أول من أضاف الضيف وأول من ثرد الثريد وأول من رأى الشيب. وروى عيسى بن يونس عن سعد بن ابراهيم عن أبيه قال: أول من خطب علىالمنابر إبراهيم عليه السلام. هاجر ولدت إسماعيل ومن الحوادث أن سارة لما وهبت هاجر لإبراهيمليتسرى بها ولدت إسماعيل وهو أكبر ولد ابراهيم فغارت سارة فأخرجتها وحلفت لتقطعنمنها بضعة فخفضتها ثم قالت: لا تساكنيني في بلد. فأوحى اللهّ تعالى إلى إبراهيم أن يأتي مكة فذهب بها وبابنها إلىمكة. وزعم السدي عن أشياخه: أن سارة حملت بعد هاجر وأنهما ولدتا وكبرالولدان فاقتتلا. وليس هذا بصحيح لأن إسماعيل إنما خرج وهو مرضع. ومن الحوادث وروى ابن إسحاق عن أشياخه: أن إبراهيم خرج ومعهجبرئيل فكان لا يمر بقرية إلا قال: بهذه أمرت يا جبرئيل فيقول جبرئيل: امضه حتىقدم به مكة وهي ذات عِضاء وسلَمَ وسَمُرة وبها أناس مايقال لهم العماليق خارج مكةوحولها والبيت يومئذ ربوة حمراء فقال لجبرئيل: أها هنا أمرت أن أضعهما قال: نعمفعمد بهما إلى موضع الحجر فأنزلهما فيه وأمر هاجر أن تتخذ فيه عريشًا ثم انصرف إلىالشام فتركهما ". أخبرنا عبد الأول أخبرنا ابن طلحة الداروردي أخبرنا ابن أعينالسرخسي حدثنا أبو عبد اللهّ الفربري حدثنا البخاري حدثنا عبد الله بن محمد حدثناعبد الرزاق أخبرنا معمر عن أيوب السختياني وكثير بن كثير بن المطلب. ابن أبي وداعة يزيد أحدهما على الآخر عن سعيد بن جبير قال: قالابن عباس: أول ما اتخذ النساء المِنْطَقَ من قبل أم إسماعيل اتخذت منطقًا لتعفيأثرها على سارة ثم جاء بها ابراهيم وبابنها إسماعيل وهي ترضعه حتى وضعها عند البيتعند دوحة فوق زمزم في أعلى المسجد وليس بمكة يومئذ أحد وليس بها ماء فوضعهما هنالكووضع عندهما جرابًا فيه تمر وسقاء فيه ماء ثم قفى إبراهيم منطلقًا فتبعته أمإسماعيل فقالت: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه أنيس ولاشيء فقالت له ذلك مرارًا وجعل لا ثم رجعت فانطلق ابراهيم حتى إذا كان عند الثنيةحتى لا يروه استقبل بوجهه البيت دعا بهؤلاء الدعوات ورفع يديه فقال:{ربنا إني أسكنت من ذريتيبواد غير ذي زرع " حتى بلغ " يشكرون}. وجعلت أم إسماعيل ترضع ابنها وتشرب من ذلك الماء حتى إذا نفد ما فيماء السقاء عطشت وعطش ابنها وجعلت تنظر إليه يتلوى - أو قال: يتلبط فانطلقتكراهية أن تنظر إليه فوجدت الصفا أقرب جبل في الأرض يليها فقامت عليه ثم استقبلتالوادي تنظر هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا فهبطت من الصفا حتى إذا بلغت الوادي رفعتطرف دِرْعِها ثم سعت سعي الإنسان المجهود حتى جاوزت الوادي ثم أتت المروة وقامتعليها ونظرت هل ترى أحدًا فلم تر أحدًا ففعلت ذلك سبع مرات. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " فلذلك سعىالناس بينهما ". فلما أشرفت على المروة سمعت صوتًَا فقالت: صه تريد نفسها ثم تسمعتفسمعت أيضًا فقالت: قد أسمعت إن كان عندك غِواث فإذا هي بالملك عند موضع زمزمفبحث بعقبه أو قال: بجناحه حتى ظهر الماء فجعلت تُحَوضُهُ وتقوك بيدها هكذا وجعلتتغرف من الماء في سقائهما وهو يفور بعدما تغرف. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله أمإسماعيل لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عينًا معينًا ". قال: فشربت وأرضعت ولدها فقّال لها الملك: لا تخافوا الضيعة فإنها هنا بيتًا للّه يبنيه هذا الغلام وأبوه وإن اللهّ لا يضيع أهله وكان البيتمرتفعًا من الأرض كالرابية وتأتيه السيول فيأخذ عن يمينه وعن شماله فكانت كذلك حتىمرت بهم رفقة من جرهم مقبلين من طريق كداء فنزلوا في أسفل مكة فرأوا طائرًا عائفًافقالوا ان هذا الطائر ليدورعلى ماء لَعَهْدُنا بهذا الوادي وما فيه ماء. فأرسلوا جَريًا أو جريين فإذا هم بالماء فقال: أتأذنين لنا أنننزل عندك. فقالت: نعم ولكن لاحق لكم في الماء. قالوا: نعم. قال ابن عباس: قال النبي صلى الله عليه وسلم: فألفى ذلك أمإسماعيل وهي تحبُ الإنس فنزلوا وأرسلوا إلى أهاليهم فجاءوا فنزلوا معهم حتى إذا كانبها أهلُ أبيات منهم وشب الغلام وتعلَم العربية منهم وأنسهم وأعجبهم حين شبّ فلماأدرك زوّجوه امرأة منهم. وماتت أم إسماعيل فجاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته فلميجد إسماعيل فسأل امرأته عنه فقالت: خرج يبتغي لنا ثم سألها عن عيشهم وهيئتهمفقالت: نحن بشر نحن في ضيق وشدة فشكت إليه. فقال: إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام وقولي له يغيرعتبة بابه. فلما جاء إسماعيل كأنه آنس شيئًا فقال: هل جاءكم من أحد قالت:نعم جاءنا شيخ من صفته كذا وكذا فسألني عنك فأخبرته فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنافي جهد وشدة قال: فهل أوصاك بشيء. قالت: نعم أمرني أن أقرأ عليك السلام ويقول لك: غيِّر عتبةبابك. قال: ذلك أبي وقد أمرني أن أفارقك فالحقي بأهلك فطلقها وتزوج منهمأخرى. فلبث عنه إبراهيم ما شاء اللهّثم أتاهم فلم يجلى فدخل على امرأتهفسألها عنه فقالت خرج يبتغي لنا قال: كيف أنتم. وسألها عن عيشهم وهيئتهم. فقالت: نحن بخير وسعة وأثنت على اللهّ فقال: ما طعامكم قالت:اللحم قال: فما شرابكم قالت: الماء قال: اللهم بارك لهم في اللحم والماء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لاولم يكن لهم يومئذ الحَبُولوكان لدعا لهم فيه بالبركة ". قال: فهما لا يخلوا عليهما أحد بغير ملة إلا يوافقاه. قال: فإذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ومريه أن يثبت عتبةبابه. فلما جاء إسماعيل قال: هل أتاكم من أحد قالت: نعم أتانا شيخ حسنالهيئة وأثنت عليه فسألني كيف عيشنا فأخبرته أنا يخير قال: أفأوصاك بشيء قالت:نعم هو يقرأ عليك السلام ويأمرك أن تثبت عتبة بابك فقال: ذاك أبي وأنت العتبةأمرني أن ثم جاء بعد ذلك وإسماعيل يبري نبلًا تحت دوحة قريبًا من زمزم فلما رآه قامإليه وصنعا كما يصنع الوالد بالولد والولد بالوالد ثم قال: يا إسماعيل إن الله قدأمرني بأمر قال: فاصنع ما أمرك ربك قال: أوتعينني قال: وأعينك قال: فإناللهّ أمرني أن أبني ها هنا بيتًا وأشار إلى أكمة مرتفعة على ما حولها. قال: فعند ذلك رفعا القواعد من البيتَ فجعل إسماعيل يأتي بالحجارةوإبراهيم يبني حتى إذا ارتفع البناء جاء بهذا الحجر فوضعه وقام عليه يبني وإسماعيليناوله الحجارة وهما يقولان: " ربنا تقبل منا أنت السميع العليم ". انفرد بإخراجه البخاري. وقد روى عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذاالحديث: أن زوجة إسماعيل الثانية قالت لإبراهيم لما قدم: انزل رحمك الله حتىأغسل رأسك فقد شعث فلم ينزل به فجاءته بالمقام فوضعته عن شقه الأيمن فوضع قدمه عليهفبقي أثر قدمه عليه فغسلت شق رأسه الأيمن ثم حولت المقام إلى شقه الأيسر فغسلت شقهالأيسر. فقال لها: إذا جاء زوجك فاقرئيه السلام وقولي له: قد استقامتعتبة بابك. ومن الحوادث قد ذكرنا أن ابراهيم عليه السلام قدم مكة بهاجروإسماعيل فوضعهما هنالك ثم قدم لزيارة ابنه ثلاث مرات فلقيه في الثالثة وقال له:إن اللّه قد أمرني أن أبني بيتًا ها هنا. وقد روى خالد بن عرعرة عن علي عليه السلام قال: أوحى اللّه تعالىإلى ابراهيم أن ابن لي بيتًا في الأرض فضاق إبراهيم بذلك ذرعًا فأرسل عز وجلالسكينة وهي ريح خَجُوج ولها رأسان فانتهت به إلى مكة فتطوَّقت على موضع البيتكتطوّي الجحفة وأمر إبراهيم أن يبني حيث تستقر السكينة فبنى إبراهيم وبقى حجرفانطلق الغلام يلتمس له حجرًا فأتاه فوجده قد ركب الحجر الأسود في مكانه فقال: ياأبت من أتاك بهذا الحجر قال: أتاني به من لم يتكل على بنائك جاء به جبرئيل منالسماء. وروى حارثة بن مضرّب عن علي رضي الله عنه قال: لما قدم إبراهيممكة رأى على رأسه في موضع البيت مثل الغمامة فيه مثل الرأس فكلًمه فقال: ياإبراهيم ابن على ظلّي ولاتزد ولاتنقص. حدثنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيويه أخبرناأحمد بن معروف حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمرحدثنا موسى بن محمد بن ابراهيم عن أبي بكر بن أبي الجهم عن أبي بكر سليمان بن أبيخيثمة عن أبي جهم بن حذيفة بن غانم قال: أوحى الله إلى إبراهيم أن يبني البيت وهويومئذ ابن مائة سنة وإسماعيل يومئذ ابن ثلاثين سنة فبناه معه. فإن قيل: هل بني البيت قبل إبراهيم قلنا: ذكرنا في قصة آدم أنالله عز وجل أنزل ياقوتة فجعلها مكان البيت وأمرآدم بالطواف حولها. وفي رواية: أن آدم بناه ثم بناه بعده بنوه إلأ أن الغرق عفى أثرهوبقي مكانه أكمة إلى أن بناه الخليل. فأما حدود الحرم: فأول من وضعها الخليل عليه السلام وكان جبرئيليأمر به ثم لم يتحرك حتى كان قصيّ بن كلاب فجددها فقلعتها قريش في زمن نبينا صلىالله عليه وسلم فاشتد ذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجاءه جبريل فقال:إنهم سيعيدونها فرأى رجال منهم في المنام قائلًا يقول: حرم أعزكم الله به نزعتمأنصابه الآن يتخطفكم العرب فأعادوها فقال جبريل للنبي صلى الله عليه وسلم: يامحمد أعادوها فقال: فأصابوا. قال: ما وضعوا منها نصبًا إلا بيد الملك. ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم في عام الفتح تميم بن راشدفجددها ثم جددها عمر بن الخطاب ثم جددها معاوية ثم عبد الملك بن مروان. فإن قال قائل: ما السبب في بعد بعض الحدود وقرب بعضها ففيه ثلاثةأجوبة: أحدها: انه لما أهبط الله عز وجل على آدم بيتًا من ياقوت أضاء ما بينالمشرق والمغرب ففرت الجن والشيطان وأقبلوا ينظرون فجاءت ملائكة تردهم فوقفوا مكانحدود الحرم. رواه سعيد بن جبيرعن ابن عباس. والثاني: انه كان في ذلك البيت قناديل فيها نور فانتهى ضوء ذلكالنور إلى مواضع الحرم. قاله وهب بن منبه. والثالث: انه لما وضع الخليل الركن أضاء فالحرم إلى موضع انتهاءنوره. ومن الأحداث: أنه لما فرغ إبراهيم من بناء البيت أمره اللّه عزوجل أن يؤذن في الناس بالحج قال ابن عباس: لما بني البيت أوحى الله تعالى إليه:أن "أذن فِيالناس بالحج ". فقال: يا رب وما يبلغ صوتي قال: أذِّن وعلّي البلاع. فقام على الحجر فنادى: أيها الناس إنّ ربكم قد اتخذ بيتًا وأمركمأن تحجوه فسمعه من بين السماء والأرض وأسمع من في أصلاب الرجال وأرحام النساءفأجابه من سبق في علم الله أنه يحج إلى يوم القيامة: لبيك اللهم لبيك فاستجاب لهما سمعه من حجرأو شجرأوأكمة أوتراب أو شيء: لبيك اللهم لبيك. لبيك لبيك ثم إلى الشام فأجيب لبيك لبيك. أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيويه أخبرنامحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد أخبرنا هشام بن محمدعن أبيه قال: خرج إبراهيم إلى مكة ثلاث مرات دعا الناس إلى الحج في آخرهن فأجابهكل شيء سمعه فأول من أجابه جرهم قبل العماليق ثم أسلموا ورجع إبراهيم إلى بلد الشامفمات به وهو ابن مائتي سنة. ومن الحوادث أنه ابتدأ بفعل الحج بعد فراغه من البيت فروى ابن أبيمليكة عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " أتى جبرئيلإبراهيم يوم التروية فراح به إلى منى فصلى به الظهر والعصر والمغرت والعشاء الآخرةوالفجر بمنى ثم غدى به إلى عرفات فأنزله حيث ينزل الناس فصلى به الصلاتين جميعًا:الظهر والعصر ثم وقف به حتى إذا كان كأعجل ما يصلّي أحدٌ من الناس المغرب أفاض حتىأتى جمعًا فصلى به الصلاتين جميعًا: المغرب والعشاء ثم أفاض حتى إذا كان كأبطأ مأيصلي أحد من المسلمين الفجر أفاض به من منى فرمى الجمرة ثم ذبح وحلق ثم أفاض إلىالبيت ثم أوحى إلى محمد: {أنِ اتَّبعْ ملَةَ إِبْرَاهِيم}. ومن الحوادث أن اللّه عز وجل أنزل على الخليل عشر صحائف أخبرنا أبوبكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا أبو الحسن محمد بن علي بن المهتدي أخبرنا الحسن بنأحمد بن علي الغساني حدثنا أبي عن جدي عن أبي إدريس الخولاني عن أبي ذر قال:قلت: يا رسول الله كم كتاب أنزله الله. قال: مائة كتاب وأربعة كتب أنزل على آدم عشر صحائف وعلى شيث خمسينصحيفة وعلى خنوخ ثلاثين صحيفة وأنزل على إبراهيم عشر صحائف وأنزل التوراة والإنجيلوالزبور والفرقان. قال: قلت: يا رسول اللّه فما كان في صحف إبراهيم قال: كانتأمثالًا كلها: أيها الملك المسلّط المبتلى المغرور إني لم أبعثك لتجمع الدنيابعضها على بعض ولكني بعثتك لترد عني دعوة المظلومِ فإني لا أردُّها وإن كانت منكافر. وكان فيها أمثال: وعلى العاقل ما لم يكن مغلوباَ على عقله أن يكونله ساعات ساعة يناجي فيها ربه وساع يفكِّر فيها في صنع الله وساعة يحاسب فيها نفسهفيما قدم وأخر وساعة يخلو فيها لحاجته من الحلال في المطعم والمشرب. وعلى العاقل أن لا يكون طاغيًا إلا في ثلاث: تزوّدٌ لمعاد ومرمّةلمعاش ولذة في غير محرم وعلى العاقل أن يكوت بصيرًا بزمانه مقبلًا على شأنه حافظًاللسانه. ومن حسب كلامه من عمله قلَّ كلامه إلا فيما يعنيه وسلام على من أكرمالضيف ومن أهانه فهو في الدرك الأسفل من النار. قال أبوذر: فلهذا كان إبراهيم لا يأكل إلا مع الضيف. من الحوادث اتخاذ اللّه عز وجل إبراهيم خليلًا اختلف العلماء في سببذلك على ثلاثة أقوال: أحدها: لإطعامه الطعام فكان لا يأكل إلا مع ضيف لسعةكرمه. وفي حديث عبد اللّه بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلمأنه قال: " يا جبريل لم اتخذ الله إبراهيم خليلًا قال: لإطعامه الطعام يامحمد ". والثاني: أن الناس أصابتهم سنة فأقبلوا إلى باب إبراهيم يطلبونالطعام وكانت له ميرة من صديق له بمصرمن كل سنة فبعث غلمانه بالإبل إلى صديقه فلميعطهم شيئًا فقالوا: لو احتملنا من هذه البطحاء ليرى الناس أنا قد جئنا بشيءفملأوا الغرائر رملًا ثم أتوا إبراهيم فأعلموه فاغتم إبراهيم لأجل الخلق فنام وجاءتسارة وهي لا تعلم ما كان ففتحت الغرائر فإذا دقيق حواري فأمرت الخبازين فخبزواوأطعموا الناس فاستيقظ إبراهيم فقال: من أين هذا الطعام فقالت: من عند خليلكالمصري قال: بل من عند خليلي الله. فيومئذ اتخذه الله خليلًا. رواه أبو صالح عن ابن عباس. والثالث: أنه اتخذه خليلًا لكسره الأصنام وجداله قومه. قاله مقاتل. أخبرنا محمد بن أبي طاهر البزاز أخبرنا محمد الجوهري أخبرنا أبو عمربن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعدأخبرنا هشام بن محمد عن ابيه عن ابن عباس قال: لما اتخذ الله إبراهيم خليلًاونبيًا كان له يومئذ ثلاثمائة عبد أعتقهم وأسلموا وكانوا يقاتلون معه بالعصي. أخبرنا أبو منصور بن خيرون عن أبي محمد الجوهري عن الدارقطني حدثناعمربن الحسن بن علي حدثنا عبد اللهّ بن محمد بن عبد قال: حدثني محمد بن يحيىحدثنا يمان بن سعيد حدثنا خالد بن يزيد المقري حدثنا أبو روق عن الضحاك بين مزاحمعن ابن عباس قال: أول من عمل القسي العربية ابراهيم عليه السلام عمل لإسماعيلقوسًا ولإسحاق قوسًا وكانوا يرمون بها وعلمهما الرمي. وأول من اتخذ القسيّ الفارسية نمرود. سؤاله ربه عز وجل أن يريه كيف يحيي الموتى واختلف العلماء في سؤالهذلك على أربعة أقوال: أحدها: أنه رأى ميتة تمزقها الهوام والسباع فسأل ذلك. قال ابن عباس: مر إبراهيم برجل ميت على ساحل البحر فرأى دوابالبحر وسباع الأرض تأكل منه وقال قتادة: مر على دابة ميتة. وقال ابن جريج: مر على جيفة حمار. وقال ابن يزيد: مر على حوت ميتة. والثانى: انه لما بشر بأن اللّه تعالى قد اتخذه خليلًا سأل ذلكليعلم بإجابته صحة البشارة. رواه السدي عن أشياخه. والثالث: أنَّه أحبَّ أن يزيل عوارض الوساوس. وهو مذهب عطا بن أبي رباح. والرابع: أنه لما قال: ربي الذي يحيي ويميت أحب أن يرى ما أخبربه عن ربه. ذكره ابن إسحاق. وزعم مقاتل بن سليمان أن هذه القصة جرت لإبراهيم بالشام قبل أن يكونله ولد وقيل نزول الصحف عليه وهو ابن خمس وسبعين سنة. ومن الحوادث أن اللّه تعالى أمر بكلمات فأتمهن أحدها: أنه ابتلاهبالإسلام فأتمه. رواه عكرمة عن ابن عباس. والثاني: ابتلاه بالطهارة خمس في الرأَس وخمس في الجسد فيالرأس: قص الشارب والمضمضة والاستنشاق والسواك وفرق الرأس. وفي الجسد: تقليم الأظفار وحلق العانة والختان ونتف الإبط وغسلأثر الغائط والبول بالماء. رواه طاووس عن ابن عباس. والثالث: أنها ست في الإنسان: حلق العانة والختان ونتف الإبطوتقليم الأظفار وقص الشارب والغسل يوم الجمعة. وأربع في المشاعر: الطواف والسعي بين الصفا والمروة ورمي الجماروالإفاضة. رواه حَنَش عن ابن عباس. والرابع: أنها مناسك الحج خاصة. رواه قتادة عن ابن عباس. والخامس: أنها قوله تعالى: {إِنِّي جَاعِلُكَ لِلناسإِمَامًا} وآيات النسك. قاله أبو صالح. والسادس: انه ابتلاه بالكواكب والقمر وبالشمس وبالنار وبالهجرةوبالختان. أخبرنا أبو الحصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبداللهّ بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا علىِ بن حفص أخبرنا ورقاء عن أبي الزناد عنالأعرج عن أبي هريرة قال: قال رسول اللهّ صلى الله عليه وسلم: " اختتنإبراهيم خليل الرحمن عز وجل بعدما أتت له ثمانون سنة واختتن بالقدوم ". أخرجاه في الصحيحين وليس في حديثهما ذكر سنه يومئذ. والقدوم: موضع. وقد أخبرنا عليّ بن عبد الواحد الدينوري أخبرنا علي بن عمر القزوينيأخبرنا علي بن عمربن سهل الجريري حدثنا أحمد بن عمير بن حوصا حدثنا محمد بن الوزيرالدمشقي حدثنا الوليد بن مسلم أخبرنا الأوزاعي عن يحيى بن سعيد بن المسيب عن أبيهريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: " اختتن ابراهيم وهو ابنعشرين ومائة سنة ثم عاش بعد ذلك ثمانين سنة ". يتبع<<< |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #9 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) وروى الضحاك عن ابن عباس قال: إبراهيم أول من أضاف الضيف وأول منثرد الثريد أول من لبس النعلين وأول من قاتل بالسيف والسن وأول من قسم الفيء وأولمن اختتن في موضع يقال له القدوم وهوختن نفسه. وروى أبو الحسين بن المنادي من حديث ابن عباس أنه قال: كانإبراهيم بزازًا يبيع الثياب فدعا ربه أن يستره إذا قام يصلي فأهبط اللّه إليه جبريلفقطع له السراويل وخاطته سارة فهوأول سراويل لبس في الأرض. اللّه عز وجل ابتلى الخليل بذبح ولده بعد فراغه من الحج وقد اختلفالعلماء في الذبيح هل هو إسماعيل أو إسحاق. فروى علي بن زيد بن جدعان عن الحسن عن الأحنف بن قيس عن العباس بنعبد المطلب عن النبي صلى الله عليه وسلم:{وفديناه بذبحعظيم}. قال: " إسحاق ". وقد رواه مبارك عن الحسن فوقفه على العباس وهوأصح وكذلك روى عكرمةعن ابن عباس قال: الذبيح إسحاق. وبه قال ابن مسعود وكعب وعبد بن عمير ومسروق وأبوميسرة في خلقكثير. وقد روى معاوية عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن رجلًا جاءهفقال: يا ابن الذبيحين فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم. يشيرإلى إسماعيل وعبد اللّه والد رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنعبد المطلب نذر أن يذبحه وهذا الحديث لا يثبت ثم أن رسول الله لم يقر به وجائز أنيكون العم أبًا كما قال عز وجل: " نعبد إلهك وإله آبائك وإسماعيل وإسحاق ". فأدخل إسماعيل في الآباء وهوعم يعقوب. وقد روى الشعبي وسعيد بن جبير ومجاهد وعطاء بن أبي رباح ويوسف بنمهران عن ابن عباس أنه إسماعيل. وبه قال الشعبي وقال: رأيت قرني الكبش في الكعبة. وإليه يذهب الحسن ومجاهد والقرظي واحتج بأن الله تعالى لما فرغ منقصة الذبيح قال: {َبَشَرْنَاهُ بإِسْحَاقَ}. والقول الأول أصح فإن الخليل لما هاجر عن قومه قال: {هَبْ لِي مِنَالصَالِحِينَ فَبَشَرْنَاهُ بِغلامٍ حَلِيمٍ}. والبشارة كانت لسارة فَلًمّا بَلَغَ مَعَهُ السًعْيَ أي كبر وبلغأنه سعى مع ابنه. فأما إسماعيل فقد ذكرنا أنه أسكنه مكة ولم يره حتى تزوج امرأتين. والاحتجاج بقرني الكبش ليس بشيء لأنه من الجائز أن يكونا حملا منالشام واحتجاج المحتج بقوله: {وَبَشَرْنَاهُ} يدل على أنه إسحاق لأن الواو لاتقتضي الترتيب. الإشارة إلى قصة الذبح سبب أمر اللّه خليله بذبح ولده: ما روىالسدي عن أشياخه أن جبريل لما بشر سارة بإسحاق قالت: وما آية ذلك فأخذ عودايابسًا في يده فلواه بين أصابعه فاهتز أخضر فقال ابراهيم: هو لله إذًا ذبيح فلماكبر إسحاق أتى ابراهيم في النوم فقيل له: أوف بنذرك الذي نذرت فقال لإسحاق:انطلق نقرب قربانًا إلى الله فأخذ سكينًا وحبلًا ثم انطلق معه حتى إذا ذهب به بينالجبال قال له الغلام: يا أبتاه أين قربانك قال: يا بني إني أرى في المنام أنيأذبحك فقال إسحاق: اشدد رباطي حتى لا اضطرب واكفف عني ثيابك حتى لا ينتضح عليهامن دمي فتراه سارة فتحزن وأسرع مَرّ السكين على حلقي ليكون أهون للموت عليّ وإذاأتيت سارة فاقرأ عليها السلام. فأقبل عليه إبراهيم يقبله وقد ربطه وهويبكي وإسحاق يبكي ثم إنه جرّالسكين على حلقه فلم يُحِك السكين فأضجعه على جبينه فنودي: يا إبراهيم قد صدقتالرؤيا. فإذا بكبش فأخذه وخلى عن ابنه وأكب على ابنه يقبله ويقول: اليوميا بني وُهِبْتَ لي. فرجع إلى سارة فأخبرها الخبر فجزعت سارة وقالت: يا إبراهيم أردتأن تذبح ابني ولا تعلمني. قال شعيب الجبائي: لما علمت بذلك ماتت يوم التالث. وروى ابن إسحاق عن بعض أهل العلم: إن إبراهيم لما خرج بابنهليذبحه اعترضه إبليس فقال: أين تريد أيها الشيخ فقال: أريد هذا الشعب لحاجة ليفيه فقال: واللّه إني لأرى الشيطان قد جاءك في منامك فأمرك بذبح ابنك. فعرفه إبراهيم فقال: إليك عني عدو اللهّ فواللهّ لأمضين لأمر ربيفيه فلما يئس عدو الله إبليس من إبراهيم اعترض الولد فقال: يا غلام هل تدري أينيذهب بك أبوك. قال: يحتطب لأهلنا من هذا الشعب قال: واللّه ما يريد إلا أنيذبحك قال: لم قال: زعم أن ربه أمره بذلك قال: فليفعل ما أمره ربه فسمعًاوطاعة فلما امتنع منه الغلام ذهب إلى أمه فقال: هل تدرين أين ذهب ابراهيم بابنهفقالت: ذهب به يحتطبان من هذا الشعب قال: ما ذهب به إلا ليذبحه قالت: هو أرحمبه وأشد حبًا من ذلك قال: إنه يزعم أن اللهّ يأمره بذلك قالت: فإن كان ربه أمرهبذلك فتسليمًا لأمر اللهّ. فرجع عدو الله لم يصب من آل إبراهيم شيئًا مما أراد. فقال: يا أبت إذا أردت ذبحي فاشدد رباطي فإن الموت شديد واشحذشفرتك حتى تُجهز عليّ فتريحني. فإذا أنت أضجعتني فعلى وجهي فإني أخشى إن نظرت في وجهي أن تدركك رقةتحولُ بينك وبين أمر اللهّ فيَّ وإن رأيت أن ترد قميصي إلى أمي فإنه عسى أن يكونأسلَى لها عنَي. فقال له إبراهيم: نعم العون أنت يا بني على أمر اللهّ. فربطه كما أمره ثم شحذ شفرته ثم تله للجبين واتق النظر في وجهه ثمأدخل الشفرة فقبلها اللهّ تعالى ونودي: قد صدقت الرؤيا. قال ابن عباس: خرج عليه كبش من الجنة قد رعاها قبل ذلك أربعينخريفًا وهو الكبش الذي قربه هابيل فنحره في منى. وقال علي بن أبي طالب رضي اللهّ عنه: كان كبشًا أبيض أقرن أعينمربوطًا بسَمُر في ثبير. وقال الحسن: أهبط عليه من ثبير. قال وهب بن منبه وشعيب الجبائي وغيرهما: كان ذلك بإيليا من أرضالشام. ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام احتيال نمرود في صعود السماءوبنيان الصرح رأى نمرود سلامة إبراهيم من النار وما آمن ثم زاد عتوه وتمرور فبقيأربعمائة عام لاتزيده الحجج إلا تماديًا. ثم انه حلف ليطلبن إله إبراهيم. قال السدي عن أشياخه: أخذ نمرود أربعة أفرخ من فراخ النسور فرباهنباللحم والخمر حتى إذا كبرن وغلظن واستعلجن قرنهن بتابوت وقعد في ذلك التابوت ثمرفع رجلًا من لحم لهنَّ فطرن به حتى إذا ذهبن في السماء أشرف ينظر إلى الأرض فرأىالأرض تحته كأنها فلكة في ماء ثم صعد فوقع في ظلمة فلم يرما فوقه ولا ما تحته ففزعفألقى اللحم فاتبعته منقضّات فلما رأت الجبال ذلك كادت تزول فذلك قوله تعالى: {وَإِنْ كَانَمَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الجبَال}. فلما رأى أنه لم يطق شيئًا أخذ في بنيان الصرح فبناه ثم ارتقى ينظروسقط الصرح وتبلبلت ألسن الناس يومئذ من الفزع. قال زيد بن أسلم: بعث اللّه إلى نمرود ملكًا أن آمن بي وأتركك علىملكك. قال: فهل ربّ غيري. فأتاه الثانية فقال له ذلك فأبى عليه ثم أتاه الثالثة فقال له ذلكفأبى عليه فقال له الملك: اجمع جموعك إلى ثلاثة أيام فجمع جموعه فأمر اللّه الملكففتح عليه بابًا من البعوض وطلعت الشمس فلم يروها من كثرتها فبعثها الله عليهمفأكلت لحومهم وشربت دماءهم فلم يبق إلا العظام والجباركما هو لم يصبه من ذلك شيءفبعث اللهّ عليه بعوضة فدخلت في منخره فمكث أربعمائة سنة يضرب رأسه بالمطارق وأرحمالناس به من جمع يديه ثم ضرب بهما رأسه فعذبه الله أربعمائة عام كما ملكه وأماتهاللّه. وهو الذي بنى صرحًا إلى السماء فأتى اللّه بنيانه من القواعد وهوقال اللّه: {فأتى الله بنيانهم من القواعد}. وقد ذكرنا أن قومًا يقولون نمرود هو الضحاك الذي سبق ذكره وليس كذلكلأن نسب نمرود في النَبَط ونسب الضحاك في عجم الفرس. وذكر قوم أن الضحاك ضم إلى نمرود السَّواد وما اتصل بها وكان عاملًاله وكانت ولايته. بابل من قبل الضحاك فلما ملك أفريدون وقهر الضحاك قتل نمرود وشردالنبط. والله أعلم. ومن الأحداث في زمن الخليل عليه السلام وكان إبراهيم بفلسطينوإسماعيل إلى جرهم ولوط إلى سدوم ويعقوب إلى أرض كنعان فهؤلاء كلهم أرسلوا فيزمانه. ومن الأحداث في أيام الخليل عليه السلام هلاك قوم لوط قد ذكرنا أنلوطًا عليه السلام هاجر مع عمه إبراهيم عليه السلام مؤمنًا به متبعًا له على دينهإلى الشام معهما سارة. وقد قيل: كان معهم تارخ أبو إبراهيم وهو على غير دينه حتى صارواإلى حران فمات تارخ بحران على كفره. وشخص إبراهيم ولوط وسارة إلى الشام واختتن لوط مع إبراهيم ولوط ابنثلاث وخمسين سنة ثم مضوا إلى مصر فصادفوا هناك فرعونا من فراعنتها ويقال له أخوالضحاك وجهه الضحاك عاملًا عليها من قبله فرجعوا عودًا على بدئهم إلى الشام فنزلإبراهيم فلسطين ونزل لوط الأردن فأرسل اللهّ تعالى لوطًا وذلك في وسط عمرإبراهيم. وهو: لوط بن هاران بن تارخ ورأيت بخط أبي الحسين بن المنادي:هازن بالزاء المعجمة من غير ألف. بعث إلى أهل سَدُوم فكانوا أهل كفر باللّه وركوب الفاحشة. قال مجاهد: كان بعضهم يجامع بعضًا في المجالس. قال العلماء بالسير: كان لوط يدعوهم إلى عبادة اللّه وينهاهم عنالفاحشهَ ولا يزجرهم وعيده ولا يزيدهم إلا عتوًا فسأل اللّه تعالى أن ينصره عليهمفبعث اللّه تعالى جبرئيل وميكائيل وإسرافيل فأقبلوا مشاة في صورة رجال شباب فنزلواعلى إبراهيم وكان قد احتبس عنه الضيف أيامًا ففرح بهم ورآهم في غاية الحسن والجمالفقام يخدمهم فجاء بعجل سمين فأمسكوا فقال: ألا تأكلون. فقالوا: لا نأكل طعامًا إلا بثمنه قال: فإن له ثمنًا قالوا:وما هو. قال: تذكرون اسم الله على أوله وتحمدونه على آخره فنظر جبرئيل إلىميكائيل وقال: حق لهذا أن يتخذه اللّه خليَلاَ ثم رأى إمساكهم ففزغ منهم وظنهملصوصًا قالوا: لا تخف إنا أرسلنا إلى قوم لوط فضحك سارة تعجبًا وقالت: لحقتمبابنا ولا تأكلون طعامنا. فقال جبرئيل: أيتها الضاحكة أبشري بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوبوكانت بنت تسعين سنة وإبراهيم ابن مائة وعشرين سنة. فلما سكن روعه وأعلموا لماذا أرسلوا فناظرهم في ذلك كما قال اللهّعز وجل: {فلماذهب عن إبراهيم الروع وجاءته البشرى يجادلنا في قوم لوط}. وكان جداله إياهم أن الملائكة قالوا: {إنا مهلكوا أهل هذهالقرية}. فقال لهم: أتهلكون قرية فيها أربعمائة مؤمنون. قالوا: لا قال: ثلاثمائة. قالوا: لا قال مائتان قالوا: لا قال: مائة قالوالا قال:أربعون قالوا لا قال: أربعة عشر قالوا: لا. وكان يعدهم أربعة عشر مع امرأة لوط. فسكت واطمأنت نفسه. هذا قول سعيد بن جبير. قال ابن عباس: قال الملك لإبراهيم: إن كان فيها خمسة يصلون رفععنهم العذاب. قال حذيفة: جاءت الرسل لوطًا وهو في أرض له يعمل فيها وقد قيل لهمواللّه أعلم: لا تهلكوهم حتى يشهد عليهم لوط فأتوه فقالوا: إِنّا مضيفوكالليلة. فانطلق بهم فلما مشى ساعة التفت فقال: أما تعلمون مايعمل أهل هذهالقرية واللهّ ما أعلم على ظهر الأرض ناسًا أخبث منهم. فانطلق بهم فلما بصرت عجوز السوء امرأته بهم انطلقت وأنذرتهم. وقال السدي عن أشياخه: لما خرجت الملائكة من عند إبراهيم نحو قريةلوط أتوهم نصف النهار فلما بلغوا نهرسدوم لقوا ابنة لوط تستقي الماء لأهلها وكانتله ابنتان اسم الكبرى ريثا والصغرى رعرثا فقالوا لها: يا جارية هل من منزل. قالت: نعم مكانكم لا تدخلوا حتى آتيكم فزعت عليهم من قومها فأتتأباها فقالت يا أبتاه أدركت فتيانًا على باب المدينة ما رأيت وجوه قوم هي أحسن منوجوههم لا يأخذهم قومك فيفضحوهم وقد كان قومه نهوه أن يضيف رجلًا فجاء بهم فلم يعلمأحد إلا أهل بيت لوط فخرجت امرأته فأخبرت قومها وقالت إن في بيت لوط رجالًا مارأيتمثل وجوههم قط. فجاء قومه يهرعون إليه. قال علماء السير: فلما أتاه قومه جعل يلطف بهم ويقول: اتقوااللهّ ولا تخزوني في ضيفي. ويقول: هؤلاء بناتي أهن أطهر لكم مما تريدون ". فلما لم يلتفتوا إلى قوله قال: {لَوْ أن لِي بِكُمْقوَّةً} أي: لو أن لي أنصارًا ينصرونني عليكم أو عشيرة يمنعوننيمنكم لحلت بينكم وبين ما جئتم. فلما اشتد الأمر عليه قالت له الرسل: إنا رسل ربك لن يصلوا إليكفقال: أهلكوهم الساعة. فقال جبرئيل: إن موعدهم الصبح. فطمس جبرئيل أعينهم فقالوا: يا لوط جئتنا بقوم سحرة كما أنت حتىتصبح. فأمر أن يُسري بأهله فخرج وقت سحر ثم أدخل جبرئيل جناحه في أرضهمفرفعها وكانت خمس قريات أعظمها سدوم حتى سمع أهل السماء صياح الديكة ونباح الكلابفجعل عاليها سافلها ورموا بالحجارة فكانوا أربعآ آلاف ألف وتبعت الحجارة شذاذ القوموسمعت امرأة لوط الهدة فقالت: واقوماه فأدركها حجر فقتلها. وتوفي لوط وهو ابن ثمانين سنة وعلى مقتضى الحساب يكون وفاة لوط قبلإبراهيم بسنين كثيرة. ومن الحوادث في أيام الخليل عليه السلام فإنها توفيت بالشام وقيل:ماتت بأرض كنعان وهي بنت مائة وسبع وعشرين سنة فدفنت بمزرعة اشتراها إبراهيم. وأما هاجر فقد ذكرنا في الحديث الصحيح أنها ماتت بمكة قبل بناءالبيت. ومن الحوادث تزوج الخليل بعد سارة قال ابن إسحاق: لما ماتت سارةتزوج بعدها من الكنعانيين من العرب العاربة واسمها قَنْطورا بنت يقطان. ويقال: بنت مقطور وقد قال حذيفة: يوشك بنو قنطورا أن يخرجوا أهلالبصرة منها. قال شيخنا أبو منصور اللغوي: يقال ان قنطورا كانت جارية لإبراهيمفولدت أولادًا والترك من نسلها. قال ابن إسحاق: ولدت له قنطورا ستة نفر: منهم مدين وأولادهالذين أرسل إليهم شعيب وقيل: تزوج أخرى اسمها حجون فولدت له خمس بنين. وكان ممن يتبع في زمن ابرِاهيم الخليل عليه السلام ذو القرنين وإنكانوا قد اختلفوا في زمان كونه. فروي عن علي رضي الله عنه أنه قال: كان من القرون الأول من ولديافث بن نوح. وقيل: انه من ولد عيلم بن سام. وانه ولد بأرض الروم حين نزلها ولد سام. وقال الحسن البصري: كان بعد ثمود. وذكر أبو الحسين بن المنادي أنه كان في زمان فقد روى الفضل بن عطيةعن عطاء عن ابن عباس: أن ذا القرنين لقي إبراهيم الخليل بمكة فسلم عليه وصافحهواعتنقه. وجاء في حديث آخر: أن إبراهيم الخليل كان جالسًا في مكان فسمعصوتًا فقال: ما هذا الصوت قيل له: هذا ذو القرنين في جنوده. فقال لرجل عنده: إئت ذا القرنين وأقرئه مني السلام فأتاه فقال:إن إبراهيم يقرأ عليك السلام قال: ومن إبراهيم. قال: خليل الرحمن قال: وإنه لها هنا. قال: نعم فنزل عن فرسه ومشى فقيل له: إن بينك وبينه مسافةفقال: ما كنت أركب في بلد فيه إبراهيم فمشى إليه فسلم عليه وأوصاه وأهدى إليهإبراهيم بقرًا وغنمًا. واختلف العلماء في اسم ذي القرنين على أربعة أقوال: أحدها: عبدالله. قاله علي رضي الله عنه. وقال ابن عباس: اسمه عبد الله بن الضحاك. والثاني: الإسكندر قاله وهب. وقيل: هو الإسكندر بن قيصر. قاله أبو الحسين ابن المنادي وكان قيصر هذا أول القياصرة وأقدمهموإنما سمي بذي القرنين بعد ذلك بزمان طويل. والثالث: عياش قاله محمد بن علي بن الحسين. والرابع: الصعب بن جاثر بن القلمس. ذكره أبو بكر بن أبي خيثمة. واختلفوا هل كان نبيًا أم لا. فقال عبدالله بن عمرو وسعيد بن المسيب والضحاك بن مزاحم: كاننبيًا. وخالفهم الأكثرونْ في هذا فروينا عن علي رضىِ الله عنه أنه قال:كان عبدًا صالحًا أمر قومه بتقوى الله لم يكن نبيًا ولا ملكًا. وقال وهب: كان ملكًا ولم يوح إليه. وقال أحمد بن جعفر المنادي: كان على دين إبراهيم. واختلفوا في سبب تسميته بذي القرنين. على عشرة أقوال: أحدها: أنه دعا قومه إلى الله تعالى فضربوه علىقرنه فهلك فغبر زمانًا ثم بعثه اللّه تعالى فدعاهم إلى الله فضربوه على قرنه الآخرفهلك فذلك قرناه. قاله علي بن أبي طالب رضي الله عنه في رواية. والثاني: انه سمي بذي القرنين لأنه سار إلى مغرب الشمس وإلىمطلعها رواه أبوصالح عن ابن عباس. وأخبرنا محمد بن عمر الأرموي أخبرنا أبو الحسين بن المهتدي أخبرناعمر بن شاهين حدثنا محمد بن سليمان الباغندي حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبوأسامة قال: حدثني زائدة عن سماك بن حرب عن حبيب بن جادم قال: قال رجك لعلي رضياللّه عنه: كيف بلغ ذو القرنين المشرق والمغرب. فقال علي: سخر له السحاب ومدت له الأسباب وبسط له النور. وفي رواية أخرى عن علي رضي الله عنه أنه قال: كان عبدًا صالحًاناصح لله وأطاعه فسخر له والثالث: لأن صفحتي رأسه كانتا من نحاس. والرابع: لأنه رأى في النوم كأنه امتد من السماء إلى الأرض فأخذبقرني الشمس فقص ذلك على قومه فسمي بذي القرنين. والخامس: لأنه ملك فارس والرّوم. والسادس: لأنه كان في رأسه شبه القرنين. رويت هذه الأقوال الأربعة عن وهب ابن منبه. والسابع: لأنه كانت له غديرتان من شعر. قاله الحسن. قال أبو بكر بن الأنباري: والعرب تسمى الضفيرتين من الشعر غديرتينوضفيرتين وقرنين. ومن قال سمي بذلك لأنه ملك فارس والروم قال: لأنهما عاليان علىجانبين من الأرض فقال لهما قرنان. والثامن: لأنه كان كريم الطرفين من أهل بيت ذوي شرف. والتاسع: لأنه انقرض في زمانه قرنان من الناس وهو حي. والعاشر: لأنه سلك الظلمة والنور. ذكر هذه الأقوال الأربعة أبو إسحاق الثعلبي. قال مجاهد: ملك الأرض أربعة مؤمنان وكافران فالمؤمنان: سليمانبن داود وذو القرنين والكافران: نمرود وبخت نصر. قال أبو الحسين أحمد بن جعفر: زعموا أن ذا القرنين أحد عظماء ملوكالأرض إلا أن الله أعطاه مع ذلك التوحيد والطاعة واصطناع الخير ومدّ له في الأسبابوأعانه على أعدائه وفتح المدائن والحصون وغلب الرجال وعمر عمرًا طويلًا بلغ فيهالمشارق والمغارب وبنى السد فيما بين الناس وبين يأجوج ومأجوج وكان في ذلك رحمةللمؤمنين وحرزًا منيعًا من البلاء الذي لاطاقة لهم به. ذكر طرف من أخباره روى أبو الحسين بن المنادي بإسناد له عن عتبة بنعامر الجهني أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر ذا القرنين فقال: " إن أول أمرهأنه كان غلامًا من الروم أعطي ملكًا حتى أتى أرض مصر فابتنى عندها مدينة يقال لهاالاسكندرية فلما فرغ من بنائها أتاه ملك فعرج به فقال له: انظر ما تحتك قال: ماأرى مدينتي وأرى مدائن معها ثم عرج به فقال له: انظر فقال: قد اختلطت المدائنثم زاد فقال له: انظر فقال: أرى مدينتي وحدها لا أرى غيرها فقال له الملك:إنما تلك الأرض كلها وهذا السواد الذي ترى محيطًا به البحر وإنما أراد اللهّ أنيريك الأرض وقد جعل لك سلطانًا فيها فسر في الأرض علّم الجاهل وثبت العالم. فسار حتى بلغ مغرب الشمس ثم أتى السدين وهما جبلان لينان ينزل عنهماكل شيء فبنى السد ثم سار فوجد يأجوج ومأجوج يقاتلون قومًا وجوههم كوجوه الكلاب ثمقطعهم فوجد أمة قصارًا يقاتلون الذين وجوههم كوجوه الكلاب ثم مضى فوجد أمة منالغرانيق يقاتلون القوم القصار ثم مضى فوجد أمة من الحيّات تلتقم الحية منها الصخرةالعظيمة ثم أفضى إلى البحر المدير بالأرض. وروى أبو الحسين بإسناد له عن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن جدهعلي بن أبي طالب رضي اللهّ عنهم أنه قال: كان ذو القرنين عبدًا صالحًا وكان قدملك ما بين المشرق والمغرب وكان له خليل من الملائكة اسمه رفائيل يأتي ذا القرنينويزوره فبينما هما يومًا يتحدثان قال ذو القرنين: يا رفائيل حدثني كيف عبادتكم فيالسماء فبكى رفائيل وقال: يا ذا القرنين وما عبادتكم عند عبادتنا ان في السمواتمن الملائكة هو قائم أبدًا لا يجلس ومنهم الساجد لا يرفع رأسه أبدًا ومنهم الراكعلا يستوي قائمًا أبدًا ومنهم الرافع وجهه لا يجلس أبدًا وهم يقولون: سبحان الملكالقدوس رب الملائكة والروح ربنا ما عبدناك حق عبادتك. فبكى ذو القرنين بكاء شديدًا ثم قال: يا رفائيل إني لأحب أن أعيشفأبلِغ من عبادة ربي حقَّ طاعته. فقال رفائيل: أوتحب ذلك قال: نعم قال: فإن للّه عيناَ فيالأرض تسمى عين الحياة فيها عزيمة أنه من شرب منها شربة إنه لن يموت حتى يكون هوالذي يسأل الموت. قال ذو القرنين: فهل تعلمون أنتم موضع تلك العين فقال رفائيل:لا غير أننا نتحدث في السماء أن للهّ في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولا جان فنحن نظنأن تلك العين هي التي في تلك الظلمة فجمع ذو القرنين حكماء أهل الأرض وأهل دراسةالكتب وآثار النبوة وقال: أخبروني هل وجدتم فيما قرأتم من كتب الله وما جاءكم منأحاديث الأنبياء وحديث من كان قبلكم من العلماء أن الله وضع في الأرض عينًا سماهعين الحياة فقالت العلماء: لا فقال ذو القرنين: فهل وجدتم فيها أن الله وضع فيالأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولا جان. قالوا: لا فقال عالم من العلماء واسمه أفشنجير: أيها الملك لمتسأل عن هذا. فأخبره بالحديث وما قال له رفائيل في العين والظلمة فقال: أيهاالملك إني قرأت وصية آدم فوجدت فيها أن الله وضع في الأرض ظلمة لا يطؤها إنس ولاجان فقال ذو القرنين: فأي أرض وجدتها في الأرض. قال: وجدتها على قرن الشمس. فبعث ذو القرنين في الأرض فحشر الناس إليه الفقهاء والأشراف والملوكثم سار يطلب مطلع الشمس فسار إلى أن بلغ طرف الظلمة ثنتي عشرة سنة فإذا الظلمة ليستبليل وظلمة تفور مثل الدخان فعسكَرثم جمع علماء عسكره فقّال: إني أريد أن أسلكهذه الظلمة فقالت العلماء: أيها الملك إنه من كان قبلك من الأنبياء لم يطلبوا هذهالظلمة فلا تطلبها فإنّا نخاف أن يتفق عليك منها أمر تكرهه ويكون فيها فساد الأرضفقال: ما بد من أن أسلكها فخرت العلماء سجدًا وقالوا: أيها الملك كف عن هذهالظلمة ولا تطلبها فإنا لو نعلم أنك إن طلبتها ظفرت بما تريد ولكنا نخاف العتب مناللّه ويتفق عليك أمر يكون فيه فساد الأرض وما عليها فقال: ما بد من أن أسلكهافقالت العلماء: شأنك بها فقال ذو القرنين: أي الدواب بالليل أبصر. قالوا: الخيل قال: فأيها أبصر. قالوا: الإناث أبصر قال: فأي الإناث. قالوا: البكارة. فأرسل ذو القرنين فجمع له ستة آلاف فرس أنثى بكارة ثم انتخب من أهلعسكره أهل الجلد والعقل ستة آلاف رجل فدفع إلى كل رجل فرسًا وعقد للخضر على مقدمتهعلى ألفين وكان الخضر وزير ذي القرنين وهو ابن خالته. وبقي ذو القرنين في أربعة آلاف فقال ذو القرنين للناس: لا تبرحوامن عسكركم هذا اثنتي عشرة سنة فإن نحن رجعنا إليكم فذلك وإلا فارجعوا إلى بلادكمفقال الخضر: أيها الملك إنا نسلك ظلمة لا ندري كم السير فيها ولا يبصر بعضنابعضًا فكيف نصنع بالضلال إذا أصابنا فدفع ذو القرنين إلى الخضر خرزة حمراء فقال:حيث يصيبك الضلال فاطرح هذه الخرزة إلى الأرض فإذا صاحت فليرجع إليها أهلالضُّلال. فسار الخضر بين يدي في القرنين يرتحل ونزل ذو القرنين وقد عرف الخضرما يطلب ذو القرنين وذو القرنين يكتم الخضر. فبينما الخضر يسير إذ عارضه واد فظن الخضر أن العين في الوادي فلماقام على شفير الوادي قال لأصحابه: قفوا ولا يبرحن رجل من موقفه ورمى بالخرزة فيالوادي فمكث طويلًا ثم أضائته الخرزة وطلب صوتها فانتهى إليها فإذا هي على حافةالعين فنزع الخضر ثيابه ثم دخل العين فإذا ماء أشد بياضًا من اللبن وأحلى من الشهدفشرب واغتسل وتوضأ ثم خرج فلبس ثيابه ثم رمى بالخرزة نحو أصحابه فصاحت فرجع الخضرإلى صوتها وإلى أصحابه فأخذها وركب فسار. ومرّ ذو القرنين فأخطأ الوادي فسلكوا تلك الظلمة أربعين يومًاوأربعين ليلة فخرجوا إلى ضوء ليس بضوء شمس ولا قمر وأرض حمراء ورملة. وإذا قصر مبني في تلك الأرض طوله فرسخ في فرسخ مسور ليس عليه بابفنزل ذو القرنين بعسكره ثم خرج وحده حتى دخل القصر فإذا حديدة طرفاها على حافتيالقصر وإذا طائر أسود كأنه الخطاف أو شبه بالخطاف مذموم بأنفه إلى الحديدة معلق بينالسماء والأرض فلما سمع الطائر خشخشة ذي القرنين قال: من هذا قال: اُنا ذوالقرنين فقال الطائر: يا ذا القرنين أما كفاك ما وراءك حتى وصلتَ إلي يا ذاالقرنين حدثني هل كثر البناء بالأجر والجص. قال: نعم. فانتفض الطائر انتفاضة ثم انتفخ فبلغ ثلث الحديدة ثم قال: هل كثرتشهادات الزور في الأرض. قال: نعم. فانتفض الطائر ثم انتفخ فبلغ ثلثي الحديدة ثم قال: يا ذاالقرنين: حدثني هل كثرت المعازف في الأرض قال: نعم. فانتفض ثم انتفخ فملأ الحديدة وسد ما بين جداري القصر فاجتث ذوالقرنين فرحًا فقال الطائر: هل ترك الناس شهادة أن لا إله إلا اللهّ. قال: لا فانضم الطائر ثلثًا ثم قال: هل تركت الصلاة المفروضة. قال: لا فانضم الطائر ثلثًا ثم قال: هل ترك الناس غسل الجنابةقال: لا فعاد الطائر كما كان ثم قال: يا ذا القرنين اسلك هذه الدرجة إلى أعلىالقصر فسلكها فإذا سطح وعليه رجل قائم فلما سمع خشخشة ذي القرنين قال: من هذا. قال: أنا ذو القرنين قال: يا ذا القرنين أما كفاك ما وراءك حتىوصلت إليّ قال: ومن أنت قال: أنا صاحب الصور وإن الساعة أقتربت وأنا أنتظر أمرربي أن أنفخ فأنفخ. ثم ناوله حجرًا فقال: خذها فإن شبع شبعت وإن جاع جعت فرجع به إلىأصحابه فوضعوا الحجرفي كفه ووضعوا حجرًا آخر مقابله فإذا به يميل فتركوا آخر كذلكإلى ألف حجر فمال ذلك الحجر بالكل. فأخذ الخضر كفًا من تراب وتركه في احدى الكفتين وأخذ حجرًا من تلكالحجارة فوضعه في الكفة الأخرى وترك معه كفًا من تراب فوضعه على الحجر الذي جاء بهذو القرنين فاستوى في الميزان فقال الخضر: هذا مثل ضرب لكم إن ابن آدم لا يشبعأبدًا دون أن يحثى عليه التراب كما لم يشبِع هذا الحجر حتى وضعت عليه التراب. قال: صدقت يا خضر لا جرم لا طلبت أثراَ في البلاد بعد مسيري هذافارتحل راجعًا حتى إذا كان في وسط الظلمة وطىء الوادي الذي فيه زبرجد فقال منمعه: ما هذا الذي تحتنا فقال ذو القرنين: خذوا منه فإنه من أخذ ندم ومن تركندم. فأخذ قوم وترك قوم فلما خرجو من الظلمة إذا هو بزبرجد فندم الآخذوالتارك. ثم رجع ذو القرنين إلى دومة الجندل وكانت منزله فأقام بها حتىمات. قال الحسن البصري: ان ذا القرنين كان يركب وعلى مقدمته ستمائة ألفوعلى ساقته ستمائة ألف. كتاب أم الإسكندر إليه قال كعب الأحبار: إن أم ذي القرنين كانتحازمة عاقلة فلما بلغها أن ابنها قد فتح المدائن واستعبد الرجال ودانت له الملوككتبت إليه. بسم اللهّ الرحمن الرحيم. من روقية أم الإسكندر إلى الإسكندر الموتى له الضعيف الذي بقوة ربهقوي وبقدرته قهر وبعزته استعلى يا بني لا تدع للعجب فيك مساغًا فإن ذلك يرديك ولاتدع للعظمة فيك مطمعًا فإن ذلك يضعفك يا بني ذلل نفسك للذي رفعك. واعلم أنك عن قليل محوَّل عما أنت فيه يا بني إياك والشح فإن الشحيرديك ويزري بك وانظر هذه الكنوز التي جمعتها أن تعجل حملها إليّ كلها مع رجل مفردعلى فرس أجرد. فلما ورد عليه الكتاب جمع الناس فقال: انظروا فيما كتبت أميوسألتني فيه: أن أرسل بهذه الأموال فقالوا: وكيف السبيل إلى حملها على فرسفقال: هل عندكم غير هذا. قالوا: لا فدعا كاتبه فقال: أكتب كلَّ مال جمعته فاحصه واجعلهفي كتاب وبين مواضعها وعدتها ففعل الكاتب ثم ختم الكتاب وحمل رجل على فرس ثم قالله: امض بهذا الكتاب إلى أمي ثم قال لهم: إنما سألتني أمي أن أبعث إليها بعلممالي أجمع ومواضعها. قال: إن ذلك إلى اليوم معروف بالروم في بيت مملكتهم وبيوت أموالهميجدون علم ذلك في أرض كذا وكورة كذا وموضع كذا وكذا ومن المال كذا وكذا مما كنزهالإسكندر وكان اللهّ لم يجعل فيه من الحرص شيئًا ولم يجمعالدنيا إلا ما كان يسربمن معه فيقويهم على ذلك وكان مسيرة ذلك رحمة للمؤمنين. صفة بناءالسد ذكر أبو الحسين بن المنادي عن الموجود في أيدي الفرسعن كتبهم الموروثة: أن ذا القرنين لما عزم على المسير إلى مطلع الشمس أخذ علىطريق كابل في الهند وتبت فتلقته الملوك بالهدايا العظيمة والتحايا الكريمة والطاعةوالأموال إلى أن صار إلى الأرض المنتنة السوداء فقطعها سيرًا في شهر ثم جاءتهالأدلاء فانتهوا به إلى الحصون الشامخة والمدن المعطلة من أهلها وقد بقيت منهم فيهابقايا سألوه بأجمعهم أن يسد عنهم الفج الذي بينهم وبين يأجوج ومأجوج فسار إليه ونزلبجيشه العظيم الهائل ومعه الفلاسفة والصناع والحدادون فاتخذ قدور الحديد الكباروالمغارف الحديدية وأمر أن يجعل كل أربعة من تلك القدور على ديكدان طول كل واحدخمسين ذراعًا أو نحوها وأمر الصناع أن يضربوا اللبن الحديد فاتخذوا النحاس والحديدوأضرموا عليه النار فصارت حجارة لم ير الناس مثلها كأنها تشبه جبل السد. طول كل لبنة ذراع ونصف بالذراع الأعظم وسمكها شبر. فما زالوا يبنون السد من جانب الجبل وجعل في وسطه بابأ عظيمًا طولهأقل من عرضه فالعرض مائة ذراع كل مصراع خمسين ذراعًا والطول خمسين ذراعًا وعليه قفلعظيم نحو عشرة أذرع وفوقه بأذرع غلق أطول من ذلك القفل! وكل ذلك أملس كملاسةالجبل وبلونه. فذكروا أنه لما فرغ من بناء السد أمر بالنار فاضرمت عليه من أسفلهإلى أعلاه فصار معجونًا كأنه حجر واحد مثل الجبل سواء فلما فرغ من بنائه مال راجعًابعد أن لقي الأمم التي خلف يأجوج ومأجوج. قال أبو الحسين: وبلغني عن خردا ذبه قال: حدثني سلامالترجمان: أن الواثق لما رأى في المنام أن السد الذي سده ذو القرنين ببناء بينيأجوج ومأجوج انفتح وجهني فقال: عاينه واتني بخبره وضم إليَ خمسين رجلًا ووصلنيبخمسة آلاف دينار وأعطاني ديتي عشرة آلاف درهم وأمر بإعطاء كل رجل معي ألف درهمورزق ستة أشهر وأعطاني مائتي بغل يحمل الزاد والماء. فشخصنا من سر من رأى بكتاب من الواثق إلى إسحاق بن إسماعيل صاحبأرمينية وهو بتفليس في إنفاذنا فكتب لنا إلى إسحاق صاحب السرير وكتب لنا ذاك إلىملك الدان فكتب لنا إلى قلانشاه فكتب لنا إلى ملك الخرز وسرنا من عند ملك الخرزيومًا وليلة ثم وجه معنا خمسين رجلًا أدلاء فسرنا من عنده خمسة وعشرين يومًا ثمسرنا إلى أرض سوداء منتنة الريح وقد كنا تزودنا قبل دخولها طيبًَا نشمه للرائحةالمكروهة فسرنا فيها عشرة. أيام ثم صرنا إلى مدن خراب فسرنا فيها سبعة وعشرين يومًا فسألنا عنتلك المدن التي كان يأجوج ومأجوج طرقوها فخربوها ثم صرنا إلى حصون بالقرب من جبلالسد في شعب منه. وفي تلك الحصون قوم يتكلمون بالعربية والفارسية مسلمون يقرأونالقرآن لهم كتاتيب ومساجد فسألوا: من أين أقبلتم فأخبرناهم أنا رسل أمير المؤمنينفأقبلوا يتعجبون ويقولون: أمير المؤمنين! قلنا: نعم فقالوا: أشيخ هوأم شابفقلنا: شاب فتعجبوا وقالوا: أين يكون قلنا: بالعراق في مدينة يقال لهاسرمنرأى فقالوا: ما سمعنا بهذا قط. ثم سرنا إلى جبل أملس ليس عليه خضراء وإذا جبل مقطوع بواد عرضه مائةوخمسون ذراعًا وفيه السد وإذا عضادتان مبنيتان للمشي مما يلي الجبل من جنبتي الواديعرض كل عضادة خمسة وعشرون ذراعًا الظاهر من تحتها عشرة أذرع خارج الباب وعليه بناءمكين من حديد مغيب في نحاس في سمك خمسين ذراعًا. يتبع<< |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
12-25-2015 | #10 |
|
رد: كتاب المنتظم في تاريخ الملوك والأمم (رائع) وإذا دروند حديد طرفاه على العضادتين طوله مائة وعشرون ذراعًا قدركب على العضادتين على كل واحد بمقدار عشرة أذرع في عرض خمسة أذرع وفوق الدروندبناء بذلك الحديد المغيب في النحاس إلى رأس الجبل فىِ ارتفاعه مدّ البصر وفوق ذلكشرف حديد في كل شرفة قرنان يشير كل واحد منهما إلى صاحبه وإذا باب حديد مصراعينمعلقين عرض كل مصراع خمسون ذراعًا في ارتفاع خمسين ذراعًا في ثخن خسمة أذرعوقائمتاهما في دوارة في قدر وعلي الباب قفل طوله سبعة أذرع في غلظ ذراع الاستدارةوارتفاء القفل من الأرض خمس وعشرون ذراعًا وفوق القفل بقدر خمس أذرع غلق طوله أكثرمن طول القفل وقعر كل واحد منهما ذراعان وعلى الغلق مفتاح مغلق طوله ذراع ونصف ولهاثنتا عشرة دندانجة كل واحد كدستج أكبر ما يكون من هاوون معلق في سلسلة طولهاثمانية أذرع في استدارة أربعة أشبار والحلقة التي فيها السلسلة مثل حلقة المنجنيقوعتبة الباب عشرة أذرع بسط مائة ذراع سوى ما تحت العضادتين والظاهر منها خمس أذرعوهذا الذراع كله بالذراع السوداء. ورئيس تلك الحصون يركب في كل جمعة في عشرة فوارس مع كل فارس مرزبةحديد في كل واحدة خمسون ومائة منّ فيضرب القفل بتلك الموزبات في كل يوم مرّات ليسمعمن نقباء الباب الصوت فيعلموا أن هنالك حفظة ويعلم هؤلاء أن أولئك لم يحدثوا فيالباب حدثا وإذا ضرب أصحابنا القفل وضعوأ اذانهم فيسمعون بمن داخل دويًا. وبالقرب من هذا الموضع حصن كبير يكون وعشرة فراسخ في عشر فراسخ بكسرمائة فرسخ ومع الباب حصنان يكون كل واحد منهما بمائتي ذراع قي مائتي ذراع وعلى بابهذين الحصنين شجرتان وبين الحصنين عين عذبة في أحد الحصنين آلة البناء الذي كان بنيبه السد من القدور والحديد والمغارف الحديد على كل أنصبة أربع قدور مثل قدورالصابون وهنالك بقية من اللبن قد التزق بعضها ببعض من الصداء واللبنة ذراع ونصف فيسمك شبر. وسألوا من هنالك: هل رأوا أحدًا من يأجوج ومأجوج فذكروا أنهم رأوامرّة عددًا فوق الشرف فهبت ريح سوداء فألقتهم إلى جانبهم فكان مقدار الرجل منهم فيرأي العين شبرًا ونصفًا. قال سلام الترجمان: فلما انصرفنا أخذتنا الأدلاء إلى ناحية خراسانفسرنا إليها حتى خرجنا خلف سمرقند سبع فراسخ وقد كان أصحاب الحصون زودونا ما كفاناثم صرنا إلى عبد اللّه بن طاهر. قال سلام: فوصلني بمائة ألف درهم ووصل كل رجل معي بخمسمائةدرهم. وأجرى للفارس خمسة دراهم وللراجل ثلاثة دراهم في كل يوم إلى الذي. فرجعنا إلى سرمن رأى بعد خروجنا بثمانية وعشرين شهرًا. وقد روى أن يأجوج ومأجوج يحفرون السد كل يوم. أخبرنا ابن الخصين أخبرنا ابن المذهب أخبرنا أخبرنا أحمد بن جعفرأخبرنا عبد اللّه بن أحمد قال: حدثني أبي حدثنا حدثنا سعيد بن أبي عروبة عن قتادةحدثنا أبو رافع عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: لا إن يأجوجومأجوج ليحفرون السد كل يوم حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم ارجعوافستحفرونه غدًا فيعودون إليه فيرونه أشد ما كان حتى إذا بلغت مدتهم وأراد اللّه عزوجل أن يبعثهم على الناس حفروا حتى إذا كادوا يرون شعاع الشمس قال الذي عليهم:ارجعوا فستحفرون غدًا إن شاء الله فيعودون إليه وهو كهيئته حين تركوه فيحفرونهويخرجون على الناس فينشفون المياه ويتحصَّن الناس منهم في حصونهم فيرمون بسهامهمنحو السماء فترجع وعليها كهيئة الدم فيقولون: قهرنا أهل الأرض وعلونا أهلالسماء. فيبعث الله عز وجل نغفًا في أقفائهم فيقتلهم بها ". فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " والذي نفس محمد بيده إندواب الأرض لتسمن وتشكر من لحومهم ودمائهم ". أخبرنا عبد الرحمن بن محمد القزاز أخبرنا أحمد بن علي بن ثابتأخبرنا أبو الحسن محمد بن إبراهيم بن مخلد حدثنا محمد بن عمرو بن البحتري حدثنا أبوطاهر أحمد بن بشر الدمشقي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن حدثنا عبد الله بن عبد الرحمنبن يزيد بن جابر عن أبيه عن يحيى بن جابر عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن أبيهجبير بن نفير عن النواس بن سمعان الكلابي قاك: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلمذكر يأجوج ومأجوج فقال: " ليستوقد المسلمون من جعابهم وثيابهم وتراسيهم وقسيهمسبع سنين ". [IMG]file:///C:\Users\alshamel\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\ 01\clip_image001.gif[/IMG]ذكر أشياء جرت لذي القرنين في المسير أخبرنا محمد بن ناصر الحافظ أخبرنا محفوظ بن أحمد الفقيه أخبرنا أبوعلي محمد بن الحسين الجارزي حدثنا المعافى بن زكريا حدثنا عبد اللهّ بن محمد بنجعفر الأزدي حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا القاسم بن هاشم حدثنا الحكم بن نافعحدثنا صفوان بن عمرو بن عبد الرحمن بن عبد اللهّ الخزاعي: أن ذا القرنين أتى علىأمة من الأمم ليس في أيديهم شيء مما يستمتع به الناس من دنياهم وقد احتفروا قبورًافإذا أصبحوا تعهدوا تلك القبور وكنسوها وصلّوا عندها ورعوا البقل كما ترعى البهائموقد قيض لهم في ذلك معاش من نبات الأرض فأرسل ذو القرنين إلى ملكهم فقال الرسول:أجب الملك فقال: ما لي إليه حاجة فأقبل إليه ذو القرنين فقال: إني أرسلت إليكلتأتيني فما أتيت فها أنا ذا قد جئتك فقال: لو كانتَ لي إليك حاجة لأتيتك فقال لهذو القرنين: ما لي أراكم على الحال التي رأيت لم أر أحدًا من الأمم عليها. قالوا: وما ذاك قال: ليس لكم دنيا ولا شيء أفلا اتخذتم الذهبوالفضة واستمتعتم بها فقال: إنما كرهنا لأن أحدًا لم يعط منها شيئًا إلا تاقتنفسه إلى أفضل منه فقال: ما بالكم قد احتفرتم قبورًا فإذا أصبحتم تعهدتموهاوكنستموها وصليتم عندها قالوا: أردنا: إذا نظرنا إليها وألهتنا الدنيا منعتقبورنا من الأمل قال: وأراكم لاطعام لكم إلا البقل من الأرض أفلا اتخذتم البهائممن الأنعام فاحتلبتموها وذبحتموها واستمتعتم بها فقالوا: رأينا أن في نبات الأرضبلاغًا ثم بسط ملك تلك الأرض يده خلف ذي القرنين فتناول جمجمة فقال: يا ذاالقرنين أتدري من هذا. قال: لا من هو. قال: ملك من ملوك الأرض أعطاه اللّه سلطاناَ على أهل الأرض فغشموظلم وعتى فلما رأى الله ذلك منه حسمه بالموت فصار كالحجر الملقى قد أحصى الله عليهعمله حتى يجازيه به في آخرته. ثم تناول جمجمة أخرى إليه فقال: يا ذا القرنين هل تدري من هذا. قال: لا من هذا. قال: ملك ملكه الله بعده قد كان يرى ما يصنع الذي قبله بالناس منالظلم والغشم التجبر فتواضع وخشع لله عز وجل وعمل بالعدل في أهل مملكته فصار كماترى قد أحصى الله عليه عمله حتى يجزيه في آخرته شم أهوى إلى جمجمة ذي القرنينوقال: وهذه الجمجمة تصير إلى ما صارتَ إليه هذه الجماجم فانظر يا عبد اللّه ماأنت صانع فقال له ذو القرنين: هل لك في صحبتي فأتخذك وزيرًا وشريكًا فيما أنا فيهمن هذا المال فقال: ما أصلح أنا وأنت في مكان قال: ولم قال: من أجل أن الناسكلهم لك عدّو ولي صديق قال: ولم ذلك قال: يعادونك لما في يدك من الملك ولا أجدأحدًا يعاديني لرفضي ذلك فانصرف عنه ذو القرنين. وذكروا أن ذا القرنين لما رجع عن سلوك الظلمة قصد بلاد خراسان فلماصار إلى نهر بلخ هاله أمره فأمرهم بشق الخشب الغلاظ وترقيقها ثم أمر الحدادينفضربوا المسامير ثمِ أمر بثلاثمائة سفينة فصنعت وأمر بحبال من ليف وبحبال من قنبفصنعت غلاظًا طوالاَ فأمر ببناء جسر من جانبي النهر وشدت تلك الحبال منهما ممدودًاعلى الماء عرضًا وجعلت السفن جسرًا بين الحبال في صدور السفن وفي إعجازها لتمسكهاثم أمر بالخشب فقطع بمقدار عرض السفن وقصدت سقفًا وهيل عليه التراب ولب بالماء حتىاطمأن ونشف فلما أمكن العبورعليه عبره بجيوشه سائرًا إلى قومس فاشتكى فأخذه الرعافحتى مات في طريقه وقد كان حين بلغ الصين أمر بمدن كثيرة فبنيت هنالك فمنها:الدبواسية وحمدان وشيرك وبرج الحجارة وكذلك أمرحين بلغ الهند فبنى هنالك مدينةسرنديب وله غير هذه الأبنية في النواحي التي طافها. أخبرنا ابن الحصين أخبرنا أبو علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر بنحمدان أخبرنا عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال: حدثني أبي قال: حدثني الحسن بنيحيى من أهل مرو حدثنا أوس بن عبد اللهّ بن بريدة قال: أخبرني أخي سهل بن عبدالله بن بريدة عن أبيه عن جده بريدة قاك: سمعت رسول اللهّ صلى الله عليه وسلميقول: " سيكون بعدي بعوث كثيرة فكونوا في بعث خراسان ثم انزلوا مدينة مرو فإنهبناها ذو القرنين ودعا لها بالبركة ولا يضر أهلها بسوء ". ذكر وفاته قد روينا أن الخضر شرب من عين الحياة وفاتت ذا الفرنين فزعم أقوامأنها لما فاتته اغتم فقال له الحساب: لا تحزن إنا نرى لك مدة وإنك لا تموت إلاعلى أرض من حديد وسماء من خشب فانصرف راجعًا يريد الروم فأقبل يدفن كنوز كل أرض بهاويكتب ذكر ذلك ومبلغ ما دفن وموضعه وحمل الكتاب معه حتى بلغ بابل فرعف وهو في مسيرفسقط عن دابته فبسط له درع وكانت الدروع إذ ذاك صفائح فنام على تلك الدرع فآذتهالشمس فدعوا ترسًا فأظلوه تطرفًا فإذا هو مضطج على حديد وفوقه خشب فقال: هذه أرضمن حديد وسماء من خشب فأيقن الموت. ذكركتابه إلى أمه يعزيها عن نفسه أنبأنا ثابت بن يحيى بن بندارقال: أخبرني أبي أخبرنا أبو علي الحسن بن الحسين بن دوما أخبرنا مخلد بن جعفر بنمخلد الباقرجي أخبرنا الحسن بن علي القطان أخبرنا إسماعيل بن عيسى العطار أخبرناأبوحذيفة إسحاق بن بشر القرشي عن عبد اللهّ بن زياد قال: حدثني بعض من قرأالكتب: أن ذا القرنين لما رجع من مشارق الأرض ومغاربها بلغ أرض بابل فمرض مرضًاشديدًا أشفق من مرضه أن يموت بعدما دَوَّخَ البلاد وجمع الأموال فنزل بابل فدعاكاتبه فقال: خفِّفْ عليَّ في الموتة بكتاب تكتبه إلى أمي تعزيها بي واستعن ببعضعلماء أهل فارس ثم اقرأه عليّ. فكتب الكتاب. بسم اللّه الرحمن الرحيم من الإسكندر بن قيصر رفيق أهل الأرض بجسدهقليلًا ورفيق أهل السماء بروحه طويلًا إلى أمه روقية ذات الصفاء التي لم تمتعبثمرتها في دار القرب وهي مجاورته عما قليل في دار البعد يا أمتاه يا ذات الحكمةأسألك برحمتي وودي وولادتك إياي هل وجدت لشيء قرارًا باقيًا وخيالًا دائمًا ألم تريإلى الشجرة كيف تنضر أغصانها وتخرج ثمرتها وتلتف أوراقها ثم لا يلبث الغصن أن يتهشموالثمر أن يتساقط والورق أن يتباين. ألم تري النبت الأزهر يصبح نضيرًا ثم يمسي هشيمًا. ألم تري إلى النهار المضيء ثم يخلفه الليل المظلم. ألم تري إلى القمر الزاهر ليلة بدره كيف يغشاه الكسوف! ألم تريإلى شهب النار الموقدة ما أوشك ماتخمد! ألم تري إلى عذب المياه الصافية ما أسرعهاإلى البحور المتغيرة. ألم تري إلى هذا الخلق كيف يعيش في الدنيا قد امتلأت منه الافاقواستعلت به الأشياء وولهت به الأبصار والقلوب. إنما هما شيئان: إما مولود وإما ميت كلاهما مقرون بالفناء أنم تريأنه قيل لهذه الدار روحي بأهلك فإنك لست لهم بدار. يا واهبة الموت ويا موروثة الأحزان ويا مفرقة بين الأحبة ويا مخربةالعمران ألم تري إلى كل مخلوق يجري على ما لا يدري هل رأيت يا أماه معطيًا لا يأخذومقرضًا لا يتقاضى ومستودعًا لا يسترد وديعته! يا أماه إن كان أحد بالبكاء حقيقًافلتبك السماء على نجومها ولتبك الحيتان على بحورها وليبك الجوعلى طائره ولتبك الأرضعلى أولادها والنبت الذي يخرج منها وليبك الإنسان على نفسه التي تموت في كل ساعةوعند كل طرفة. يا أمتاه إن الموت لا يعتقني من أجل أني كنت عارفًا أنه نازل بي فلايتعبك الحزن فإنك لم تكوني جاهلة بأني من الذين يموتون. يا أمتاه إني كتبت كتابي هذا وأنا أرجوأن تعتبري به ويحسن موقعه منكفلا تخلفي ظني ولا تحزني روحي يا أمتاه إني قد علمت يقينًا أن الذي أذهب إليه خيرمن مكاني الذي أنا فيه وأطهر من الهموم والأحزان والأسقام والنصب والأمراض فاغتبطملي بمذهبي واستعدي لاتباعي يا أمتاه إن ذكري قد انقطع من الدنيا وما كنت أذكر به منالملك والرأي فاجعلي لي من بعدي ذكرًا أذكر به في حلمك وصبرك والرضا بما يقولالحكماء يا أمتاه إن الناس سينظرون إلى هذا منك وهم راض وكاره ومستمع وقائل فأحسنيإلي وإلى نفسك في ذلك يا أمتاه السلام في هذا الدار قليل زائل فليكن عليك وعلينا فيدار الأزل السلام الدائم. فتفكري بفهم وديعة نفسك أن تكوني شبه النساء في الجزع كما كنت لاأرضى شبه الرجال في الاستكانة والضعف ولم يكن ذلك يرضيك في. ثم مات رحمه اللّه. وفي رواية أنه كان في كتابه إليها: أيا أماه اصنعي طعامًا واجمعيمن قدرت عليه من نساء أهل المملكة ولا يأكل طعامك من أصيب بمصيبة. فصنعت طعامًا وجمعت الناس وقالت: لا يأكل من أصيب بمصيبة قط فلميأكل أحد فعلمت ما أراد. فلما حمل تابوته إليها تلفتت بعظماء أهل المملكة فلما رأته قالت:يا ذا الذي بلغِ السماء حلمه وجاز أقطار الأرض ملكه ودانت الملوك عنوة له مالكاليوم نائماَ لا تستيقظ وساكتًا لا تتكلم من بلغك عني بأنك وعظتني فاتعظت وعزيتنيفتعزَيت فعليك السلام حيًّا وميتًا. ثم أمرت بدفنه. واختلف في قدر عمره فذكر عن أهل الكتاب أنه عاش ثلاثة آلاف سنة. وذكر أبو بكربن أبي خيثمة أنه عاش ألفًا وستمائة سنة. فأما من يقول عاش نحوًا من أربعين سنة فإنما اشتبه عليه بالإسكندراليوناني وذلك يأتي ذكره ومن الحوادث وفاة الخليل صلوات اللّه عليه وسلامه لما أراداللّه عز وجل قبض إبراهيم أمر ملك الموت أن يتلطف له. فروى السدي عن أشياخه قال: كان إبراهيم يطعم الناس ويضيفهم فبيناهو يطعم الناس إذا هو بشيخ كبيريمشي في الحر فبعث إليه بحصان فركبه حتى إذا أتاهأطعمه فجعل الشيخ يأخذ اللقمة يريد أن يدخلها فاه فيدخلها في عينه وأذنه ثم يدخلهافاه فإذا دخلت جوفه خرجت من دبره وكان إبراهيم قد سأل ربه أن لا يقبض روحه حتى يكونهو الذي يسأله الموت. فقال إبراهيم للشيخ: ما بالك يا شيخ تصنع هذا قال: يا إبراهيمالكبر قال: ابن كم أنت قال: فزاد على عمر إبراهيم سنتين فقال إبراهيم: إنمابيني وبينك سنتان فإذا بلغت ذلك صرت مثلك قال: نعم قال إبراهيم: اللهم أقبضنيإليك فقام الشيخ فقبض نفسه. واختلفوا في قدر عمر إبراهيم فقال قوم: مائتا سنة. وقال آخرون: مائة وخمس وسبعون. ودفن عند قبر سارة في مزرعة حَبْرُون. باب ذكر إسماعيل صلوات الله عليه وسلامه إسماعيل أكبر بنيه ولد له وهو ابن تسعين سنة وولد إسحاق بعدهبثلاثين سنة وقد ذكرنا أن سارة وهبت هاجر لإبراهيم وأنه ولد له منها إسماعيل وأنالخليل هاجر به وبأمه إلى مكة وانه زوج إسماعيل امرأة من جرهم ثم أخرى. قال ابن إسحاق: ولد لإسماعيل اثنا عشر ولدًا منهم: نابت وقيمرويقال قيدار الذي نشر اللّه منه العرب ويقال: بل العرب من نابت ومن قيدر. وقيل: سميت العرب العاربة لأن إسماعيل نشأ بعربة وهي من تهامة. وقيل: بل لأن أول من نطق بلسان العرب يعرب بن قحطان وهوأبو اليمنفهم العرب العاربة. واتخذ اللهّ إسماعيل نبيًا بعد إبراهيم وبعث إلى العماليق وجرهموقبائل اليمن فنهاهم عن عبادة الأوثان فآمنت له طائفة منهم وكفر الأكثرون. أخبرنا محمد بن عبد الباقي البزار أخبرنا أبو محمد الجوهري أخبرناابن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف حدثنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد حدثنامحمد بن عمر قال: حدثني أسامة بن زيد بن أسلم عن أبيه قال: لما بلغ إسماعيلعشرين سنة توفيت هاجر وهي بنت تسعين سنة فدفنها إسماعيل في الحجر. أنبأنا أبوعبد اللّه الحسين بن محمد بن عبد الوهاب الدّباس أخبرناأبوجعفر بن المسلمة أخبرنا أبو طاهر محمد بن عبد الرحمن المخلص أخبرنا أبو عبداللّه أحمد بن إسماعيل بن داود الطوسي حدثنا الزبيربن بكار قال: حدثني إسماعيل بنأبي أوشى عن أبيه عن الربيع بن قريع الغطفاني عن عقبة بن بشير قال: سألت محمد بنعلي بن الحسين قلت: يا أبا جعفر من أول من تكلم بالعربية قال: إسماعيل وهويومئذ ابن ثلاث عشرة سنة قلت: فما كان كلام الناس قبل ذلك. قال: العبرانية. وفي رواية عن أبي جعفر قال: ألهم اللهّ إسماعيل العربية فنطقبها. قال علماء السير: لما حضرت إسماعيل الوفاة أوصى إلى أخيه إسحاقوزوج ابنته من العيص بن إسحاق وعاش إسماعيل مائة وسبعًا وثلاثين سنة ودفن في الحِجرعند قبرأمه هاجر. قال عمر بن عبد العزيز: شكا إسماعيل إلى ربه عز وجل حرمكة فأوحىاللّه إليه: أني أفتح لك بابًا من الجنة في الحِجر يجري عليك منه الروح إلى يومالقيامة. وفي ذلك الموضع توفي. قال خالد المخزومي: فيرون أن ذلك الموضع ما بين الميزاب إلى بابالحجر الغربي فيه قبره. وقال صفوان بن عبد اللّه الجمحي: حفر ابن الزبير الحجر فوجد فيهسفطًا من حجارة أخضر فسأل قريشًا عنه فلم يجد عند أحد منهم فيه علمًا فأرسل إلى أبيفسأله فقال: هذا قبر إسماعيل عليه السلام. وفي رواية: أنه وجد حجارة خضراء منطبقًا بها فقيال له: هذا قبرإسماعيل. وقيل: بل قبره مقابل الحجر الأسود. وقال ابن الزبير: هذا المحدودب يشير إلى ما يلي الركن الشامي منالمسجد الحرام فقبور عذارى بنات إسماعيل. قال: وذلك الموضع سوي مع المسجد ولا يثبت أن يعود محمودبًا كماكان. قال علماء السير: لما توفي إسماعيل دبرأمر الحرم بعده ابنه نابتبن إسماعيل وقيل: اسمه نبت وأمه الجرهمية ثم مات نبت ولم يكن ولد إسماعيل فغلبتجرهم على ولاية البيت. أخبرنا محمد بن عبد الباقي أخبرنا الجوهري أخبرنا ابن حيوية أخبرناأحمد بن معروف أخبرنا الحارث بن أبي أسامة حدثنا محمد بن سعد أخبرنا محمد بن عمرحدثنا موسى بن إبراهيم عن أبي بكر بن عبد اللّه بن أبي الجهم عن أبي بكر بن سليمانبن أبي خيثمة عن أبي الجهم بن حذيفة بن غانم قال: توفي إسماعيل بعد إسحاق فدفنداخل الحِجر مما يلي الكعبة مع أمه هاجر. وولي نابت بن إسماعيل البيت بعد أبيه مع أخواله جرهم. قال ابن سعد: وأخبرنا خالد بن خداش حدثنا عبد الله بن وهب المعبريقال: حدثني حرملة بن عمران عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي فروة أنه قال: ما يعلمموضع قبر نبي من الأنبياء إلا ثلاثة: قبر إسماعيل فإنه تحت الميزاب بين الركنوالبيت وقبر هود فإنه في خصف تحت جبال اليمن عليه شجرة نداء وموضعه أشد الأرض حرًّاوقبر رسول اللّه صلى الله عليه [IMG]file:///C:\Users\alshamel\AppData\Local\Temp\msohtmlclip1\ 01\clip_image001.gif[/IMG]باب ذكر إسحاق عليه الصلاة والسلام زعم الضحاك بن مزاحم أن إسحاق أوّل مرسل بعد ابراهيم قال: ولم يمتإبراهيم حتى بعث إسحاق إلى أرض الشام وبعث يعقوب بن إسحاق إلى كنعان وبعث إسماعيلإلى جرهم وبعث لوط إلى سدوم. قال: وكان هؤلاء كلهم أحياء على عهد إبراهيم أو كان إبراهيم قدزوج ابنه إسحاق أروقة بنت بتاويل بن ناحور بن آزر فولدت لإسحاق العيص ويعقوب وهوابن ستين سنة. فأما العيص فإنه تزوج بنت عمه إسماعيل وولدت له الروم وكل بنيالأصفر من ولده. وإنما سمي ولد ولده الأصفر لأنه كان فيه آدمة. وكثر أولاوده حتى غلبوا الكنعانيين بالشام وصاروا إلى البحروالسواحل وناحية الاسكندرية وصار الملوك من ولده وهم اليونانية وسيأتي ذكر يعقوب إنشاء اللهّ تعالى. وقد ذكر السدي وغيره: أن عيصًا ويعقوب اعترضا في بطن أمهما وكاناتوأمًا فقال العيص: أنا أخرج قبلك فخرج فسمي عيصًا وسمي يعقوب لأنه تبعه. قال المصنف: ومثل هذا قبيح أن يذكر لأن يعقوب اسم أعجمي ليس بمشتقمن العقب ولا عيصًا من المعصية وإثبات خصومة بين حملين من أبعد الأشياء قد نزهتكتابنا عن مثل هذه الأشياء التي تملأ مثلها التواريخ والمبتدآات. قال علماء السير: عاش إسحاق مائة وستين سنة وتوفي بفلسطين ودفنعند قبر أبيه إبراهيم وانتقل الملك إلى ولد إسحاق فملك منهم ملوك. وكان من زمن كيومرت إلى انتقال الملك إلى ولد إسحاق ألف سنةوتسعمائة واثنتان وعشرون سنة. باب ذكر يعقوب عليه السلام قد ذكرنا أن يعقوب ولد في زمن إبراهيم ونبىء في زمانه أيضًا. قال علماء السير: كان إسحاق يميل إلى يعقوب ويدعو له. ويقال: إنه قال للعيص أطعمني لحم صيد أدع لك فسمع يعقوب فجاءهبلحم فدعا له فظنه العيص فتوعد العيص يعقوب بالقتل فخرج هاربًا إلى خاله لابانفزوجه ليا فولدت له روبيل وشمعون ولاوي ويشحب وزبالون وقيل: زيلون. ثم توفيت فتزوج أختها راحيل فولدت له يوسف وابن يامين ومعناه: ابنالوجع لأنها ماتت في نفاسه. وذكر الطبري أنه بنيامين وهو بالعربية شداد وولد له من غيرهما أربعةنفر وكان بنو يعقوب اثني عشر ولدًا. وأهل الكتاب يقولون: كانوا أنبياء ومختلف في ألفاظ أسمائهم فأماروبيل فهو أكبر ولد يعقوب ثم شمعون ويقال سمعان ثم يهوذا وهو في الرئاسة أعلاهموكان داود وعيسى جميعًا من ولد يهوذا ثم لاوي وكان موسى وهارون من ولده ثم يساخر ثمزيلون ويقال: زيالون ويقال: زيولون وقد يقال بالراء والباء ربولون ثم جادر ثمأشيز ثم ودان ثم نفثالي ويقال: نفثال ويقال: نفثول ثم بنيامين ويوسف وكانت أمروبيل وشمعون ويهوذا ولاوي ويساخر وزيلون اسمها ليا بنت لايان خال يعقوب وهؤلاء أختمنها ومن يعقوب أبيهم يقال لها دنيا وكانت امرأة أيوب وكانت أم جاذر وأشيرا إسمهابلها وكانت أمها راحيل كانت أم يوسف وبنيامين اسمها راحيل وهي أخت ليا بنت لايان. ومن الحوادث في زمان يعقوب ما جرى ليوسف عليهما السلام فإن أمهراحيل لما ولدته دفعه يعقوب إلى أخته تحضنه. قال مجاهد: أول ما دخل على يوسف من البلاء فيما بلغنا أن عمتهابنة إسحاق وكانت أكبر ولد إسحاق وكانت إليها مِنْطقة إسحاق وكانوا يتوارثونهابالكبر وكان من أختانها ممن وليها كان له سلَمًا لا ينازع فيه يصنع فيه ما شاء فلماحضنت يوسف أحبته حبًا شديدًا حتى إذا ترعرع طلبه يعقوب فقالت: ما أصبر عنهفقال: وكذلك أنا. قالت: فدعه عندي أيامًا فلما خرج من عندها يعقوب عمدت إلى منطقةإسحاق فشدتها على يوسف من تحت ثيابه ثم قالت: قد فقدت منطقة إسحاق فانظروا منأخذها فوجدت مع يوسف فقالت: إنه يسلَمَ لي أصنع به ما شئت فقال يعقوب: أنت وذاكفأمسكته فلم يقدر عليه يعقوب حتى ماتت وبذلك عيّره أخوتَه في قولهم: {إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْسَرَقَ أخ لَهُ مِنْ قَبْلُ}. قال علماء السير: لما رأى أخوة يوسف شدة محبة يعقوب له وعلمواالمنام الذي رآه وأن الشمس والقمر والنجوم سجدوا له دخلهم الحسد فاحتالوا عليهبقولهم: " أرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًَا يَرْتَعْ وَيَلْعَب " فلما خرجوا به إلىالبرية أظهروا له العداوة وجعل هذا يضربه فيستغيث بالآخر فيضربه فجعل يصيح: ياأبتاه يا يعقوب لوتعلم ما يصنع بابنك فألقوه في الجب فجعلوا يُدْلونه فيتعلق بشفيرالبئر فربطوا يديه ونزعوا قميصه فقال: يا اخوتاه ردُّوا عليّ قميصي أتوارى به فيالجبّ فقالوا: ادع الشمس والقمر والكواكب تؤنسك. فألقوه في الماء فآوى إلى الصخرة في الجب ثم أرادوا أن يرضخوه بصخرةفمنعهم يهوذا وقال: قد أعطيتموني موثِقًا أن لا تقتلوه وكان يهوذا يأتيه بالطعامفأوحى اللّه تعالى " ليُنئَنَّهُمْ بأمرهم هذا " ثم جاءوا أباهم عشاء يبكونفقال: أين يوسف قالوا: أكله الذئب وكانوا قد ذبحوا جديًا فلطخوا بدمه القميصفجاءت سيارة بعد ثلاثة أيام فورد واردهم فتعلق به فصعد فقال: " يَا بُشْرىهَذَا غلام ". فقال اخوته: هذا غلام آبق منا. واشتروه منهم بعشرين درهمًا ثم باعوه بمصر فاشتراه قُطْفير وكان علىخزائن مصر وفرعون مصر يومئذ الريان بن الوليد من أولاد سام بن نوح. ويقال: إن هذا الملك لم يمت حتى آمن بيوسف ثم مات ويوسف حيّ ثمملك بعده قابوس بن مصعب فدعاه يوسف إلى الإسلام فأبى. فلما اشتراه قطفير أتى به منزله فقال لامرأته واسمها راعيل: أكرميمثواه وكان لا يأتي النساء فراودته عن نفسه {وَقَالَتْ: هَيْتَلَك} أي: تهيأت لك قَالَ: {مَعَاذَاللّه}. فأما قوله: {وهَمَّ بِهَا} فإنه حديث الطبع وتمنيه نيل الشهوة لوكانت مباحة فإن الإنسان إذا صام اشتهى شرب الماء غير أن الصوم مانع فرأى البرهانوهو علمه بأن اللهّ تعالى حرّم الزنا ولا يلتفتَ إلى ما يروى في التواريخ والتفاسيرمن أنه رأى يعقوب عاضًا على يده فإن مرتبة يوسف كانت أعلى من هذا. وقد شرحنا هذا في التفسير. والشاهد الذي شهد كان طفَلًا صغيرًا تكلم هكذا. قال علماء السير: " فَلًمّا رَأى " زوج المرأة {قَمِيصَهُ قدَّ مِنْدُبُرٍ} قال لزوجته {إِنهُ مِنْ كَيْدِكُنّ} ثم قال ليوسف: {أعْرِضْ عَنْهَذَا} أي لا تذكره لأحد {وَاسْتَغْفِرِيلِذَنْبِك}. فشاع الحديث وجعل النسوة يقلن: {امْرَأةُ الْعَزِيزِتُرَاوِدُ فَتَاهَا عَنْ نَفْسِه} فلما سمعت بذلك أعدت لهن طعامًا ومايتكئن عليه من الوسائد {وأتَتْ كُلَّ وَاحدَةٍ مِنْهُنَّ سِكِّينًا} لقطعالأترج ثم قالت ليوسف: اخرج فخرج عليهن فقطعن أيديهن بالسكاكين وهُنَّ يحسبن أنهنيقطعن الأترج فقالت لهن: {فَذَلِكُنّ الَّذِي لُمتنِي فِيهِ وَلَقَدْرَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فاسْتَعْصَمَ وَلَئِنْ لَمْ يَفْعَلْ مَا آمُرُهُلَيُسْجَنن} فاستغاث يوسف بربه عز وجل وقال: {رَبِّ السِّجْنُ أحبإِلَيّ} قالت لزوجها: إن هذا العبد العبراني قد فضحني بين الناسيعتذر إلى الناس ولا يطيق أن اعتذر فإما أن تأذن لي فأعتذر وإما أن تحبسه فحبسهفأدخل معه السجن فتيان من فتيان الملك وكان أحدهما صاحب طعامه فبلغه أنه يريد أنيسمه فحبسه وحبس صاحب شرابه ظنًا أنه مالأه على ذلك وكان يوسف قد قال في السجن:اني أعبر الرؤيا فسألاه عن مناميهما المذكورين في القرآن وقد قيل: إنهما لم يرياشيئًا وإنما جرّبا عليه فدعاهما إلى التوحيد أولا بقوله أرباب متفرقون. ثم فسر مناميهما فقالا: ما رأينا شيئًا فقال: {قُضِيَالأمْرُ} ثم قال للذي ظن أنه ناج منهما: {اذْكُرْنِي عِنْدَرَبِّك}. وأخبره أنه محبوس ظلْمًا. فأوحى إليه: يا يوسف اتخذت من دوني وكيلًا! لأطيلن حبسك فبكىوقال: يا رب أنسى قلبي كثرة البلوى فقلت كلمة فويل لإخوتي! فلبث في السجن سبعسنين ثم رأى الملك منامًا وهو قوله: {إِنِّي أرَى سَبْعبَقَراتٍ سِمَانٍ} فقصها على أصحابه فقالوا: {أضْغَاثُأحلام} ٍ فقال الذي نجا من الفتيين وهو الساقي " وادَّكَر "أي: ذكر حاجة يوسف {أنا أنبِّئكُمْ بتأوِيٍلهِ فَارْسِلُون} ِفأرسلوهفأتى يوسف فأخبره وقال: {تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِين}. ومعناه: ازرعوا. فعاد إلى الملك فأخبره. فقا الملك: {ائتوني به} فأبى يوسف أن يخرج حين رابه مما قرب بهفقال: {ارجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْالْة مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاتي قطَّعْنَأيْدِيَهُن}َّ فجمع الملك النسوة وقال: {ومَا خطبُكُنً إِذْ رَاودتُنَّ يوسفَعَنْ نَفْسِهِ قُلْنَ حَاش لِلَّه}. ولكن امرأة العزيز أخبرتنا أنها راودته فقالت امرأة العزيز: {أنَارَاوَدتُهُ} فقال يوسف: ذلك الفعل الذي فعلت من ترديدي رسول الملكليعلم قطفير سيدي {أنِّي لَمْ أخُنْهُ بَالْغَيْب}. فلما تبين للمك عذر يوسف ورأى أمانته قال: {ائْتُونِي بِهِأسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلًمّا} أتي به فكلمه {قَالَ إِنَّكَ الْيَوْمَلَدَيْنَا مَكِينٌ أمِين} فقال: {اجْعلنِي عَلَى خَزَائنِالأرْض} أي على حفظ الطعام {إنيحَفِيظٌ} لما استودعتني {عَلِيم} بسني المجاعة فولاه عمل قطفيروعزل قطفير فهلك قطفير في تلك الأيام وزوج الملك يوسف امرأة قطفير فلما دخلت عليهقال: أليس هذا خيرًا مما كنت تريدين فقالت: أيها الصادق لا تلمني فإني كنتامرأة حسناء في ملك ودنيا وكان صاحبي لا يأتي النساء وكنت فيما أعطاك ربك من الحسنفغلبتني نفسي فيزعمون أنه وجدها عذراء فأصابها فولدت له أفراييم وميشا فولدلأفراييم نون وولد لنون يوشع فتى موسى وولد لميشا موسى وهو نبي قبل موسى بنعمران. وقد روي في حقها غير هذا على ما سيأتي. فلما ولي يوسف أمر الناس بالزرع فزرعوا فأمر بترك الزرع في سنبلهودخلت السنون. المجدية وقحط الناس وأجدبت بلاد فلسطين وباع يوسف الطعام بالدنانيروالدراهم والحلي والجلل ثم باعهم في السنة الأخرى بالعبيد والإماء ثم باعهم بعد ذلكبالخيل والدواب ثم بالمواشي والبقر والطير ثم بالقرى والضياع والمنازل ثم باعهمبأنفسهم فلم يبق بمصر رجل ولا امرأة ولا صغير ولا كبير إلا صار في ملك يوسف. أخبرنا أبو المعمر الأنصاري أخبرنا صاعد بن سيار أخبرنا أحمد بن أبيسهل الغورجي أخبرنا إسحاق بن إبراهيم الحافظ إجازة أخبرنا محمد بن أحمد بن حمزةحدثنا محمد بن المنفر قال: حدثني مطروح بن شاكر حدثنا علي بن معبد العبدي حدثناعمر بن عبد الله القرشي قال: جاء سيل بمصر فحسر عن بيت من ذهب في أصل جبل عليهمصراعان وفيه امرأة عليها سبعة عقود وسبعة أسورة وإلى جانبها صخرة مكتوب فيها:أنا شادة بنت فلان الملك أصابتنا مجاعة على عهد يوسف فبذلت صاعًا من درهم بصاع منطعام فلم أقدر عليه ثم بذلت صاعًا من دنانير بصاع من طعام فلم أقدرعليه ثم بذلتصاعًا من لؤلؤ بصاع من طعام فلم أقدر عليه فعمدت إلى اللؤلؤ فسحقته ثم شربته فزادنيجوعًا فمت جوعًا فأيما امرأة طلبت الدنيا بعد فأماتها الله موتي فإني إنما متجوعًا. وقد روي أن زليخا صارت في ملك يوسف لأنها اشترت منه بجميع ملكها ثمبنفسها فأخرجها يوسف من مدينته فابتنت لنفسها مسكنًا على قارعة طريق يوسف فغيرتهاالسنون ونسيها يوسف واشتغل بملكه عليه السلام وكبرت وعميت وانحنى صلبها. وكان يوسف يركب في كل شهر ركبة في ثمانمائة ألف وفي ألف دواء وألفيسيف يدور في عمله وينتصب لأهل مملكته وينصف للمظلوم من الظالم. وكانت زليخا تلبس جبة صوف وتشد حقويها بحبل من ليف وتقف على قارعةالطريق فإذا حاذاها يوسف نادته فلا يسمع نداءها ففعلت ذلك مرارًا فركب يومًافنادته: أيها العزيز سبحان من جعل العبيد بالطاعة ملوكًا. وجعل الملوك بالمعصية عبيدًا فسمعها فبكى والتفت إلى فتاه فقال:انطلق بهذه العجوز معك إلى دار الملك واقض لها كل حاجة فقال لها الغلام: ما حاجتكيا عجوز فقالحت له: إن حاجتي محرمة أن يقضيها غير يوسف فأقبل يوسف من موكبه فدعابها وقال: من أنت يا عجوز قالت: أنا معتقتك ومذللتك أنا زليخا فبكى وقال: مافعل حسبك وجمالك قالت: ذهب به الذي ذهب بذلّتك ومسكنتك وأعطاك هذا الملك فقال:يا زليخا إن لك عندي قضاء ثلاث حوائج فسلي فوحق شيبة إبراهيم لأقضينها فقالت:حاجتي الأولى أن تدعو اللّه أن يرد عليّ بصري وشبابي فدعا اللّه لها فرد بصرهاوشبابها فلما نظر إلى حسنها وجمالها لم يتمالك أن ضحك ثم قالت: ادع الله أن يردعليّ حسني كما كان فدعا اللّه فرد حسنها وجمالها وزادها كرامة ليوسف فصارت كأنهابنت ثماني عشرة سنة وكان لها يومئذ مائة وعشرون سنة فقالت: حاجتي الثالثة. قال ما هي قالت: ليست حاجتي إليك قال: فما حاجتك قالت: أنتتزوج بي فأوحىِ الله إليه أن تزوج بها وزينها بكل زينة ثم دخل بها فأصابها بكرًاوأولدها اثني عشر ولدًا. ذكر هذه القصة أبو الحسين بن المنادي من حديث وهب بن منبه وغيره. قال العلماء: وبلغ الجدب أرض كنعان وهلكت ماشية يعقوب ودوابه وجاعهو وأولاده فقال لهم: انطلقوا فاشتروا لنا من عزيز مصر طعامًا. وكان يوسف قد أقعد صاحب جوازه على الطريق وأمره أن لا يترك أحدًا منأهل الشام يدخل ممر إلا سأله عن حاله وقصته فلما قدم ولد يعقوب سألهم من أين همفقالوا: نحن كنعانيون من بني يعقوب النبي عليه السلام وكتب إلى يوسف بذلك وأنهميريدون اشتراء طعام فورد الكتاب على يوسف فبكى بكاء شديدًا ثم قال: عزعلي يا نبياللّه بما قاسيت من فقراء الشام وجوعها وأنا ملك مصر ثم أدخلهم عليه {فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُمُنكِرُون} فجعته العبرة ثم قال: من أين أنتم قالوا: من واديكنعان قال: ومن أنتم قالوا: بنو يعقوب النبي ابن إسحاق بن إبراهيم الخليلفقال: حياكم الله يا ولد يعقوب ألكم حاجة قالوا: نعم أصابتنا خصاصة فوجهنايعقوب إليك نمتار منك طعامًا فأمر بصرارهم فأخذت ثم دعا فتاه من حيث لا يشعرونفأمره أن يجعل كل صرة في حمل من الأحمال التي يكيل فيها الطعام لهم وكان هو يتولىالكيل بنفسه ويخيط الحمل بنفسه فلما أرادوا الرحيل قال: كيف رأيتم سيرتي وحسنضيفي قالوا: جزاك اللهّ خيرًا فقال: إن لي إليكم حاجة قالوا: وما حاجتكقال: تخبروني كم ولد يعقوب قالوا: اثنا عشر قال: فما أرى إلا عشرة قالوا:أما أحدهما وكان يقال له يوسف وكان أجملنا فأكله الذئب قال: فالآخر قالوا: موكلبخدمة يعقوب يتسلى به قال: فاتوني بأخيكم هذا {فَإِنْ لَمْ تَأْتُونِيبِهِ فلا كَيْلَ لَكُمْ عِندِي ولا تَقْرَبُونِ}. فرجعوا إلى يعقوب فقصوا عليه قصتهم فبكى يعقوب وقال: {هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهإِلاَّ كَمَا أمِنتُكُمْ عَلَى أخِيهِ مِنْ قَبْل} ثم فتحوا متاعهمفوجدوا الصرار فقالوا: {يَا أبَانَا مَا نَبْغِي هذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْإِلَيْنَا}. ثم ما زالوا بيعقوب حتى بعث معهما ابن يامين ثمِ أنه كره أن تصيبهمالعين فقال: فلما وصلوا إليه فرأى يوسف ابن يامين خنقته العبرة فلما جلسوا نصبلهم موائد ستة وأمر كل واحد منهم أن يأخذ بيد أخيه من أمه وأبيه فيجلسان على مائدةوأخذ كل واحد بيد أخيه فبقيت مائدة خالية وابن يامين قائم وحده فقال يوسف: ياغلام ما لك لا تقعد مع اخوتك قال: ليس لي قرين ولقد كان لي أخ فأكله الذئبفقال: أتحب يا غلام أن أجلس أنا معك قال: نعم فجلس معه فجعل ابن يامين يبكيقال: ما لك قال: أرى في وجهك علامات طال ما كنت أراها في وجه أخي يوسف. فلما كان لهم أمر فتاه أن يجعل الصواع في رحل ابن يامين فلما خرجوانادى مناد: {أيًتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُون}. فجرى لهم ما قصّ في القرآن إلى أن ظهر الصواع في رحل ابن يامينفأقبلوا يلطمون وجه ابن يامين وهو يقول: وحق شيبة إبراهيم ما سرقت ولا علمت كمالم تعلموا أنتمِ بصراركم قبل ذلك فلما رجعوا إلى أبيهم تخلف روبيل وقال:{فَلَنْ أبْرَحَالأرْض حَتَّى يَأْذَنَ لِي أبِي}. فلما أخبروا يعقوب قال: {عَسَى اللًهُ أنْيَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا} ثم أعرض عنهم {وَقَالَ يَا أسَفَاعَلَى يُوسُفَ} فقالوا له: لا تزال {تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَىتَكُونَ حَرَضًا}. فقال: {إِنَّمَا أشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللّه} لاإليكم {وأعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لا تَعْلَمُون} من صدقرؤيا يوسف. وقيل: إن يعقوب سأل ملك الموت: هل قبضت روح يوسف قال: لا فقاللأصحابه: {إِذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأخِيه} فرجعوا إلى مصر فدخلوا على يوسف فقالوا: {مَسَّنَا وَأهْلَنَاالضُّرًّ وَجِئنَا بِبِضَاعةَ مُزْجَاةٍ} وكانت سمنًا وصوفًا فسألواالتجاوز عنهم وقالوا له: {وَتَصدقْ عَلَيْنَا} أي: بفضل ما بين الرديءوالجيد وقيل: ترد أخانا. فبكى وقال: {هَلْ عَلِمْتُم مَا فَعَلْتم بِيُوسُفُ وَأخِيهِ}فقالوا: {إِنَّكَ لأنْتَ يُوسُفُ قَالَ أنَا يُوسُفُ وَهَذَا أخِي} فقالوا:{لَقَدْآثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا} فقال: ما فعل أبي قالوا: عمي منالحزن فقال: " اذْهَبُوا بِقَمِيصي هَذَا أفَألْقُوهُ على وَجْهِ أبِي يَأْتِبَصِيرًا وَأتُونِي بِأهْلِكُمْ أجْمَعِينَ ". فلما فصلوا بالقميص قال يعقوب: {إني لأجِدُ رِيحَيُوسُف} فكان بينهما مسيرة ثمانية أيام. قال العلماء: واستأذنت الريح ربها أن تأتي بريح القميص يعقوب قبلالبشر فأذن لها. فلما وصل وهو يهوذا وكان قد قال: أنا ذهبت بالقميص ملطخًا بالدمفأخبرته أنه أكله الذئب وأنا أذهب اليوم بالقميص فأخبره أنه حيِّ فأفرحه كما أحزنتهفألقاه على وجه يعقوب فارتد بصيرًا فقال أولاده: {يَا أبَانَا اسْتَغْفِرْلَنَا}. {قَالَ سَوْفَ أسْتَغْفِرُ لَكُم}. فأخر ذلك إلى ليلة الجمعة وقت السحر. ثم دخل يعقوب وأولاده وأهله إلى مصر فلما بلغوا خرج يوسف يتلقاه فيألوف كثيرة فنظر يعقوب إلى الخيل فقال لابنه يهوذا وهو يتوكأ عليه: هذا فرعون مصرفقال: لا هذا ابنك يوسف. فلما التقيا قال يعقوب: السلام عليك يا مذهب الأحزان فلما دخلوامصر رفع أبويه على العرش وهو السرير. والمراد بأبويه: أبوه وأمه وقيل: بل خالته وكانتَ أمه قدماتت. وخروا له الوالدان والأخوة سجدًا. وكانت تحية الناس قديمًا. فقال يوسف: {يَا أبتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي} التي رأيتهاوكان بين الرؤيا وتأويلها أربعون سنة. قاله سلمان وقال الحسن: ثمانون. قال الحسن: ألقي يوسف في الجب وهو ابن سبع عشرة سنة وكان بين ذلكوبين لقاء يعقوب ثمانين سنة وعاش بعد ذلك ثلاثًا وعشرين سنة ومات وهو ابن عشرينومائة سنة. وقد زعم بعض أهل الكتاب أن يوسف دخل مصر وله سبع عشرة سنة وأقام فيمنزل العزيز ثلاث عشر سنة فلما تمت له ثلاثون سنة استوزره فرعون ملك مصر واسمهالريان بن الوليد وأن هذا الملك آمن به ثم مات. وقال بعض علماء السير: أقام يعقوب عند يوسف بمصر أربعًا وعشرينسنة وقيل: سبع عشرة ومات وهو ابن مائة وسبع وأربعين سنة وعاش يوسف بعد يعقوبثلاثًا وعشرين سنة وأوصى إلى يوسف أن يدفنه عند أبيه إسحاق فحمله إلى هناك وأوصىيوسف إلى أخيه يهوذا أن يدفن إلى جنب آبائه. ومات. يتبع<< |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 13 : | |
, , , , , , , , , , , |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
الموسوعة الفقهية للدرر السنية كتاب الكتروني رائع | أم انس السلفية | مكتبة العقيدة والفقه الإسلامي | 5 | 02-16-2015 02:16 AM |
أسرار التكرار في القرآن للكرماني كتاب الكتروني رائع | أم انس السلفية | مكتبة القران الكريم | 5 | 11-08-2013 07:02 PM |
تاريخ الخلفاء للسيوطي كتاب الكتروني رائع | هوازن الشريف | مكتبة الحديث والسيرة النبوية | 3 | 07-20-2013 04:12 AM |
صحيح الأحاديث القدسية للعدوي كتاب الكتروني رائع | هوازن الشريف | مكتبة الحديث والسيرة النبوية | 4 | 07-20-2013 04:07 AM |
اعراب القرآن للسيوطي كتاب الكتروني رائع | هوازن الشريف | مكتبة القران الكريم | 3 | 07-20-2013 04:01 AM |