02-11-2016
|
|
منظومة عُقود الدُّرَر في عُلُوم الأَثَر
| | | | [postback=massy/images/backgrounds/60.gif] للحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي رحمه الله تعالى (ت842) الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فهذه منظومة لطيفة لحافظ الشام في وقته محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين الدمشقي، نَظَمها في تعداد ألقاب الحديث، على طريقة بعض العلماء من التفنن في التورية والمحسنات البديعية، ولعل أشهر قصائد هذا النوع هي القصيدة الغرامية لابن فَرْح الإشبيلي (ت699)، وإن كانت هذه القصيدة تفوقها في ذكر أنواع علوم الحديث، وخيرٌ منها في اسم المقصود بالأبيات! وهي من بحر البسيط. وللناظم شرحان على المنظومة، وذكر شرحه لها مع اسم القصيدة في كتابه الآخر توضيح المشتبه (3/170). وممن عزى له المنظومة أيضاً:
ابن حجر في المجمع المؤسس (3/287)، والتقي ابن فهد في لحظ الألحاظ (321)، والنجم ابن فهد في المعجم (239)، والسخاوي في الضوء اللامع (8/104)، والنعيمي في الدارس (1/32)، وابن العماد في الشذرات (7/243).
ترجمة مختصرة للناظم: عن الإمام الحافظ المصنّف: هو أبو عبد الله، الشمس محمد بن أبي بكر عبد الله بن محمد بن أحمد بن مجاهد بن يوسف بن محمد بن أحمد بن علي القَيْسي، الحَموي الأصل، الدمشقي، الشافعي، المعروف بابن ناصر الدين. وُلد[1] في العشر الأول من محرم سنة 777 بدمشق، ونشأ بها، فحفظ عدة مختصرات، وسمع في صغره من الحافظ القدوة ابن المحب الصامت، وجوّد الخط على طريقة الحافظ الذهبي، وجدّ في طلب الحديث، وتخرج بالحافظ الجمال ابن الشرائحي، وحمل عن شيوخ بلده والقادمين إليها بقراءته وقراءة غيره، وارتحل، وأتقن فن الحديث، واشتهر به، حتى صار المشار إليه فيه ببلده وما حوله، وأفاد، وسعى في إحياء الحديث بدمشق بعد أن ضَعُف بعد الكائنة العظمى، وبقي يسعى لذلك ويُسمِع ويُملي ويصنف، بل كان يقرأ للطلبة على الشيوخ ويُفيدهم إلى أواخر حياته[2]. ولي الإمامة والخطابة بالجامع الناصري من مسجد القَصَب منذ إنشائه، وكذلك مشيخة دار الحديث الأشرفية سنة 837، وبقي على وظائفه هذه إلى وفاته. وصنَّف التصانيف المفيدة، ومن أشهرها: توضيح المشتبه في تحرير المنتبه، والرد الوافر على من زعم أن من سمى ابن تيمية شيخ الإسلام كافر، والإعلام بما وقع في مشتبه الذهبي من الأوهام، وبديعة البيان عن موت الأعيان، وشرحها، وجامع الآثار في السير ومولد المختار، وكلها طبعت، وأخرج الشيخ مشعل بن باني المطيري مجموعاً فيه عدة رسائل له، وله غير ذلك من المؤلفات المطبوعة والمخطوطة. وله نظم على طريقة العلماء، وعدّه ابن حجر والمرداوي من الشعر الوسط. وأثنى عليه جماعة من معاصريه وأصحابه، ومنهم: ابن حجر، وسبط ابن العجمي، والمقريزي، والتقي والنجم ابنا فهد، والعلاء المرداوي، والناصر ابن زريق، وقرّظ له كبار علماء وقته كتابه الرد الوافر[3]. وكان صاحب عبادة وزهد، رفيع الأخلاق، حسن السيرة والسريرة والاعتقاد، محبوباً من الناس، قليل الوقيعة فيهم، ولا يواجه أحداً بما يكره، ولو آذاه. وقُتل شهيداً -إن شاء الله- في بعض قرى دمشق في ربيع الآخر سنة 842، وصُلِّي عليه بجامع التوبة، ودفن بمقابر الفَرادِيس[4] بدمشق، ولم يخلّف بها بعده في مجموعه مثله؛ كما قاله جمع. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. ومن مصادر ترجمته: المجمع المؤسس (3/285)، ولحظ الألحاظ (317)، والمعجم للنجم ابن فهد (238)، والضوء اللامع (8/103)، والقبس الحاوي (2/249)، وشذرات الذهب (7/243). وذكر الشيخ مشعل المطيري أنه أفرد له ترجمة موسعة. النسخة المعتمدة: تقدم أن ناظم القصيدة شَرَحها في كتابين: مختصر ومطول، فاعتمدتُ على سياقه من الشرح المختصر، وله نسخة تامة في المكتبة الظاهرية برقم (9624 عام)، بخط عبد الرحمن بن محمد المقدسي سنة 877، وصرّح أنه نقله عمّن أخذه عن خط المصنف[5]. وساق الشارح القصيدة كاملة في مطلعها (2/ب و3/أ)، ووقع في السياق هنات يسيرة للناسخ، تم استدراكها وضبطها من مواضعها في الشرح، إذ امتاز بتشكيل غالب الأبيات، خلافاً لما أورده في الطليعة، وأسميتُ الطليعة: «الأصل». وزاد الشارح بيتاً آخِرَ القصيدة، وذكرتُ كلامه في ذلك عند التعليق، وأسأل الله السداد والتوفيق. وذُكرت للمنظومة نسخة في مكتبة الشيخ سليمان بن صالح البسام الخاصة في عنيزة، وسعيت للحصول عليها دون التكلل بالنجاح. • هذا؛ وقد طبع الشرح المختصر بتحقيق شيخنا المحدّث صبحي السامرائي مع الشيخ مصطفى إسماعيل، ط1، 1426 دار ابن حزم. وطُبع أيضاً في مصر بتحقيق عبد الله علي مرشد، في مكتبة العباس. وأما الشرح المطول فقال عنه عبد الحي الكتاني في فهرس الفهارس (2/676):
«عندي عليه خطه، في مجلد». وطلبتُ من بعض الزملاء المغاربة البحث عنه، ولم يتيسر تحصيله للآن. = وكنتُ صححتُ القصيدة تصحيحاً أولياً في الكويت لغرض قراءتها ضمن دورة المصطلح على شيخنا الحافظ ثناء الله بن عيسى خان المدني -مفتي أهل الحديث في باكستان- وذلك في شهر جمادى الأولى سنة 1430، ثم أعدتُ مقابلتها على أصلها الخطي وخدمتها في منزلي بالرياض ظهر الأحد 9 صفر سنة 1431، والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات. إسنادي للمنظومة: قرأتها على سماحة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل في منزله بالرياض، ثم على شيخنا الحافظ ثناء الله في الكويت، قالا: أنبأنا عبد الحق بن عبد الواحد الهاشمي، عن أحمد بن عبد الله بن سالم البغدادي، عن عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ، عن جدّه الإمام محمد بن عبد الوهاب، عن عبد الله بن إبراهيم بن سيف الفرضي، عن أبي المواهب محمد بن عبد الباقي البَعْلي، وهو -مسلسلاً بالصوالحة- عن علي بن إبراهيم القبردي وأيوب بن أحمد الخلوتي، كلاهما عن إبراهيم بن محمد بن الأحدب، عن النجم بن حسن الماتاني، عن يوسف بن حسن بن عبد الهادي، عن العلاء علي بن سليمان المرداوي، عن الناظم سماعاً عليه[6]. (ح) وبرواية أبي المواهب عالياً عن النجم محمد الغزي، عن أبيه البدر محمد، عن أبي الفتح محمد بن محمد المزي، عن الناظم إجازة إن لم يكن سماعاً. • وقرأتها أيضاً على المشايخ الأجلاء والمسندين الفضلاء: زهير بن مصطفى الشاويش، وصبحي بن جاسم السامرائي مجتمعَين في الحازمية، ومحمد بن عبد العلي الأعظمي وعبد الوكيل بن عبد الحق الهاشمي مجتمعَين في الكويت، وعبد الرحمن بن عبد الحي الكتاني، ومحمد بن الحسن الفزازي، وحماد الصقلي الضرير مفترقِين في فاس، ومحمد عبد الرحمن بن محمد الزمزمي الكتاني في الرباط، وعائشة وكَنْزَة ابنتي محمد المهدي الكتاني مجتمعتَين في سَلَا، بأسانيدهم المتنوعة. قال الإمام الحافظ محمد بن أبي بكر بن ناصر الدين الدمشقي ــ رحمه الله ـ :
[/postback] | | | | | آخر تعديل عطر الجنة يوم
02-11-2016 في 01:30 AM. |