منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع التاريخ الإسلامي و الغربي (https://hwazen.com/vb/f176.html)
-   -   هل من المنتظر انتهاء محنة السورييين؟ (https://hwazen.com/vb/t11056.html)

إسمهان الجادوي 02-14-2016 01:12 AM

هل من المنتظر انتهاء محنة السورييين؟
 
هل من المنتظر انتهاء محنة السورييين؟


لقد وضعت الخطط الإستراتيجية للدولة اليهودية منذ إنشائها في عام 1948م على أن ضمان بقائها هو تطويقها بدول طائفية قوية ، أو علمانية عميلة ، تحمي حدودها ، وتكون حاجزًا بينها وبين الدول والشعوب المسلمة في المنطقة، وسارت هذه الخطة على قدم وساق وبدعم غربي وشرقي حتى تحقق لإسرائيل ما أرادت ولعقود متتالية وبعد الثورة السورية تبخر كل شيء وما بُني في عقود يكاد يتلاشى في شهور، لتتحرك السياسات الغربية والشرقية ومن ورائها العربية العميلة لتغيير الواقع وركوب هذه الموجات وتغيير وجهتها بما يحقق الأهداف الغربية ومن ورائها اليهودية ..
لقد تفهمت دول القرار في الغرب والشرق هذا الأمر ؛ ولذا قررت أن هناك ممنوعات دولية لا يمكن الرضا بها، ومن هذه الممنوعات إقامة دولة سنية في سورية ، وهو الشيء الذي زل به لسان وزير الخارجية الروسي عندما صرح بأن روسيا ضد قيام دولة سنيّة في سورية بحجة الخوف على الأقليات في سورية ولبنان والعراق!!! وما أقبحها من حجة ! وهل البديل تسليط الأقليات على الأغلبية؟!
ومن خلال مواقف القوى المحلية والإقليمية وتحريض اللوبي الصهيوني لقوى الغرب ضد الثورة السورية يمكن أن نقول: إن الخيارات المطروحة من القوى الغربية على الثوار السوريين هي خياران لا ثالث لهما :
الأول : ذبح الشعب وتدمير البلاد وإضعافها ومحاصرتها وإنشاء الدولة النصيرية مع الدعم الكامل لها أسوة بما هو قائم في لبنان من خلال تحكم أقلية شيعية ( حزب الله) بالأغلبية السنية ، وأن تكون هذه الدولة حاجزًا بين الدولة السورية المستقبلية الضعيفة وبين إسرائيل ، ولعل التهجير القسري للسنة من حمص وإسكان الشيعة في منازلهم إرهاصات على ذلك ، وهو ما يتوافق مع خرائط البنتاغون المنشورة ، وخط الحياة لإيران وما يؤيده موقف أمريكا من السكوت على تمدد داعش في سورية على حساب قوى الثورة في الأراضي المسماة محررة. أو بالإبقاء على الوضع الحالي للدولة السورية (البنية الطائفية) من خلال تحكم الأقلية النصيرية بمفاصل الدولة الرئيسية لاسيما الجيش مع إعطاء السنة جزء من الكعكة ممثلة بمناصب شكلية كرئاسة الدولة أو رئاسة الوزراء وهو شبيه بما هو قائم في لبنان والعراق، بعد القضاء على قوى الثورة.
والخيار الثاني: هو المفضل لدى الغرب ويرغبون في تحقيقه ، قبول الحلول الجزئية تحت الضغوط ، ومنها إعطاء الضوء الأخضر للمجرم بممارسة أبشع أنواع الجرائم والمجازر دون حسيب أو رقيب ، مع محاصرة قوى الثورة حتى تصل الأمور للاقتناع بالرؤية الغربية القائمة بالإبقاء على النظام والبنية الطائفية للجيش أو حرب طائفية سينتج عنها كيان نصيري قوي حامٍ لإسرائيل ، ومكمل للقوس الشيعي في مقابل دولة هزيلة منهكة للمسلمين! .
والواضح أن هناك خطة لإطالة أمد الصراع من خلال تزويد النظام بأعتى أنواع السلاح الروسي والإيراني ، وتزويد قوى المعارضة بسلاح يسمح باستمرار القتال فقط ، لكنه لا يسمح بحسم الأمور على الأرض، ولا حتى بتحجيم قوة النظام ، وهذا وحده دليل كافٍ على أن المطلوب في سورية استمرار الاستنزاف والدمار.
وأعتقد أن مخططات قوى الشر العالمية ليس قدراً مقدوراً ، وأن للشعب السوري خياراً آخر من خلال المنظور الشرعي وأخبار الغيب التي حدثنا عنها النبي صلى الله عليه وسلم .
أولًا: إن الشام أرض مباركة كما جاء في القرآن ، وهي ليست بأرض فتن كما قال صلى الله عليه وسلم: " اللهم بارك لنا في مكتنا ، اللهم بارك لنا في مدينتنا ، اللهم بارك لنا في شامنا ، و بارك لنا في صاعنا، و بارك لنا في مدنا . فقال رجل: يا رسول الله! و في عراقنا، فأعرض عنه، فرددها ثلاثًا، كل ذلك يقول الرجل: وفي عراقنا فيعرض عنه ، فقال بها الزلازل والفتن، وفيها يطلع قرن الشيطان " (24) .
والملائكة باسطة أجنحتها على الشام وقت السلم ، فكيف بزمن الفتن والحروب! . يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، يا طوبى للشام ، فقال الصحابة : يا رسول ، وبمَ ذلك ، قال : لأن ملائكة الرحمن باسطة أجنحتها عليه " (25) .
ثانياً : بما أن عنوان صلاح الأمة وفسادها، هو صلاح أهل الشام وفسادهم ، مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم : " إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم" (26) . وأن صلاح الجسد وفساده مرتبط بالقلب ، وأن أهل سورية ومن حولهم من أهل الشام هم قلب الأمة ، وبصلاحهم صلاحها وبفسادهم فسادها ، فإن ما تعيشه الشام اليوم من مخاض عسير هو لنفي الخبث والفساد من جسدها، وعلامة على بداية صلاحها ، والواقع يصدق ذلك ، فلم تقم للإسلام قائمة بعد سقوط الشام بأيدي النصيريين ، وقلب ناظريك في تاريخ الإسلام ، فالأمة تكون شامخة عزيزة ما دامت الشام شامخة ، ولعل من أكبر الأدلة التاريخية على بركة الشام أن الخلافة الإسلامية لم تتسع رقعتها كما كان حالها يوم أن كانت دمشق حاضرتها ، ولم يبدأ تناقص الأمة إلا بعد سقوطها ! .
ثالثاً : بما أن الشام ليست بأرض فتن ، كما أشار النبي صلى الله عليه وسلم ، فإن وقوع الفتن فيها هو أمر عرضي وقصير ، ومؤشر لأحداث عظمى ؛ ولذا أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى ذلك ، وأن وقوع الفتن فيها دليل على عودة الإيمانمن جديد وانتشاره بين الناس ، فقال صلى الله عليه وسلم : " ألا وإن الإيمان إذا وقعت الفتن بالشام " (27) . ولعل الفتن الواقعة اليوم في الشام هي مؤشر لعودة الإيمان من جديد .
رابعاً : إن فتنة الدجال، وهي من أعظم الفتن إن لم تكن أعظمها ، ستكون نهايتها في الشام كما أخبر الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم" : يأتي المسيح من قبل المشرق، همته المدينة، حتى ينزل دبر أحد، ثم تصرف الملائكة وجهه قبل الشام ، وهنالك يهلك " (28) . فإن كان صاحب أعظم فتنة في تاريخ البشرية سيهلكه الله على عتبات الشام ، فما بالك بمن هم دونه في الدجل والكفر؟!
خامساً : بما أن نصر الله والتمكين في الأرض لا يتأتى إلا بالإيمان ، فها هو يعود من جديد ، فها هم الشباب يعودون لدينهم ، وهذه قوافل الشهداءتتسابق إلى ساحات الوغى في جميع أرجاء سورية ، قال تعالى: ﴿ وَعَدَ ٱللَّهُ ٱلَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي ٱلأَرْضِ كَمَا ٱسْتَخْلَفَ ٱلَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ ٱلَّذِي ٱرْتَضَىٰ لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا ﴾ سورة النور:55
سادساً: إرهاصات صناعة الله لهذه الثورة ، وزوال كل ما بناه النظام في عقود، قال تعالى : " فَإِنَّ حَسْبَكَ ٱللَّهُ هُوَ ٱلَّذِيۤ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِٱلْمُؤْمِنِينَ.وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي ٱلأَرْضِ جَمِيعًا مَّآ أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـٰكِنَّ ٱللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ " سورة الأنفال :62- 63 .
إن مكر الغرب والشرق قد بلغ من عظمته وإجرامه أن تزول منه الجبال كما أخبر سبحانه: " وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ ٱلْجِبَال " سورة إبراهيم : 46 .
ولكن في المقابل: " وَمَكَرُواْ مَكْرًا وَمَكَرْنَا مَكْرًا وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ. فَٱنظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ مَكْرِهِمْ أَنَّا دَمَّرْنَاهُمْ وَقَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ " سورة النمل :50 ، 51 .
فالغرب بارك المذابح ظناً منه أنها سترغم الشعب السوري الأبي على الخضوع لمخططه ، ولكنه تناسى أن أهل الشام مباركون ، وهم غير الشعوب الأخرى ، وما يتعرضون له من ويلات ما هي إلا ضريبة التمكين الذي كتبه الله لهم في الغابرين لتسبق لهم السعادةفي الدنياوالآخرة ، ولكن بأخذهم بأسباب النصر التي ذكرنا ، وسيأخذون بها إن شاء الله ، وإن غداً لناظره قريب .
18/8/2014م
http://www.syriasc.net/images/qwertyuiop1.png



المصادر:




(24)أخرجه الهيثمي وصححه الألباني في السلسلة برقم 2246 .
(25) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 3920 .
(26) أخرجه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 702 .
(27) أخرجه المنذري والهيثمي وصححه الألباني في صحيح الترغيب برقم 3092 .
(28) أخرجه مسلم برقم 1380 .

المصدر:مركز سورية للبحوث و الدراسات


نصيرة 03-01-2016 11:07 PM

رد: هل من المنتظر انتهاء محنة السورييين؟
 
اللهم أنصر إخواننا في الشام والله بلد مبارك ،اللهم جنبنا الفتن ماظهر منها ومابطن

إسمهان الجادوي 03-06-2016 11:52 AM

رد: هل من المنتظر انتهاء محنة السورييين؟
 
امين يارب
شكرا لمرروكِ الذي عطر المكان
ونشر بشذاه أركان موضوعي
فبارك الله فيك ِ

حمامة الاسلام 09-17-2016 11:22 PM

رد: هل من المنتظر انتهاء محنة السورييين؟
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك


الساعة الآن 03:41 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)