03-05-2016
|
|
موعظة الجارية
روي عن احد السلف انه قال : دخلت لسوق النخاسين، فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب فاشتريتها بعشرة دنانير, فلما انصرفت بها -أي إلى المنزل- عرضت عليها الطعام
فقالت لي : إني صائمة
قال : فخرجت , فلما كان العشاء أتيتها بطعام فأكلت منه قليلا، ثم صلينا العشاء فجاءت إليّ و قالت :يا مولاي بقيت لك خدمة؟
قلت : لا
قالت : "دعني إذاً مع مولاي الأكبر"
قلت : لك ذلك فانصرفت إلى غرفة تصلي فيها, و رقدت أنا , فلما مضى من الليل الثلث ضربت الباب عليّ
فقلت لها : ماذا تريدين؟
قالت : يا مولاي أما لك حظ من الليل؟
قلت : لا فذهبت، فلما مضى النصف منه ضربت علي الباب و قالت : يا مولاي , قام المتهجدون إلى وردهم وشمر الصالحون إلى حظهم
قلت : يا جارية أنا بالليل خشبة أي جثة هامدة و بالنهار جلبة كثير السعي فلما بقي من الليل الثلث الأخير : ضربت علي الباب ضربا عنيفا و قالت : أما دعاك الشوق إلى مناجاة الملك, قدم لنفسك و خذ مكاناً فقد سبقك الخُدام
قال السري : فهاج مني كلامها و قمت فأسبغت الوضوء و ركعت ركعات ، ثم تحسست هذه الجارية في ظلمة الليل فوجدتها ساجدة و هي تقول : " الهي بحبك لي إلا غفرت لي "
فقلت لها : يا جاريةو من أين علمت أنه يحبك؟
قالت :لولا محبته ما أقامني وأنامك فقلت: اذهبي فأنت حرة لوجه الله العظيم
فدعت ثم خرجت و هي تقول : " هذا العتق الأصغر بقي العتق الأكبر" أي من النار
حزنت عندما قرأت قول ابن عثيمين رحمه الله :
إذا رأيت نفسك متكاسلآ عن الطاعه، فأحذر ان يكون الله قد كره طاعتك
قال تعالى في سورة التوبة " كره الله انبعاثهم فثبطهم" |