منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع اللغة العربية (https://hwazen.com/vb/f97.html)
-   -   بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة (https://hwazen.com/vb/t11320.html)

عطر الجنة 03-07-2016 08:59 PM

بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
[postback=http://b.top4top.net/p_667sic1.jpg][formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 5px; border-color: rgb(95, 161, 9); width: 91%; background-image: url(http://b.top4top.net/p_666iqj1.png);"]




http://i226.photobucket.com/albums/d...haa/glii30.gif



http://s4.rimg.info/efd4f1205d9c7143...b6471ba2b5.gif
بحث
عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامه


http://s4.rimg.info/efd4f1205d9c7143...b6471ba2b5.gif



http://lh3.googleusercontent.com/-6U...2-Ic42/dje.gif
التعبير


هو تصوير المعاني بالألفاظ، وشأنه في الخطابة عظيم؛ لأنه كساء الكلام به تنال الخطبة رونقها وبهاءها؛ كالثوب يزين لابسه ويكسبه حسنًا وجمالاً، فإذا لم يراع الخطيب حسن التعبير فلا أثر له في إرادة السامع، ولا سلطان له على قلبه؛ بل تبقى عواطفه نائمة لا حراك لها فلا يندفع إلى العمل بما يقصده منه.


http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif
"التعبير لفظاً"

هو الإبانة والإفصاح عما يجول في خاطر الإنسان من الأفكار والمشاعر بحيث يفهمه الآخرون.


http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif
"اصطلاحاً"

هو العمل المنهجي الذي يسير وَفْقَ خطة متكاملة، للوصول بالإنسان إلى مستوًى يمكّنه من ترجمة أفكاره ومشاعره وأحاسيسه ومشاهداته وخبراته الحياتيَّة شفاهاً وكتابةً بلغةٍ سليمةٍ، وَفْقَ نَسَقٍ فكريٍّ معيّن.


ومن خلال هذا التعريف يتبين لنا أن التعبير الأدبي هو توضيح ما يجول في خاطر الإنسان من الأفكار والمشاعر والأحاسيس. وبمعنًى آخر: هو وسيلة التخاطب والتفاهم بين الناس، ليعبّر كلٌّ منهم عمّا يجول في نفسه، وبالتالي يؤدّي إلى تنظيم حياتهم، وإدراك مقاصدهم وطلباتهم بكلّ سهولةٍ واطمئنان.

اتفقَ أهلُ اللغة والأدب على وجود نوعين من التعبير الأدبي، هما:

- التعبير الشفوي:
وهذا التعبير يعتمد اعتماداً كلياً على أداة واحدة وهي اللسان.


- والتعبير الكتابي:

وهذا التعبير يعتمد اعتماداً كلياً على أداة واحدة وهي القلم.

وسنقوم بالحديث عن هذين النوعين بالتفصيل:


أولاً: التعبير الشفوي:

هو التعبير عمّا يجول في خاطر المُتحدث من خلال استخدام اللسان، وبمعنًى آخر: هو مهارةُ التحدّث مع الآخرين لإيصالِ ما يريدُه الفردُ إليهم.


http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif

ومن مزايا هذا النوع:
1- أنّ التعبير الشفوي يساعد على تخليص عامل الخجل الزائد الموجود عند المتحدث، والذي يقف حجرَ عثرةٍ أمام قدرة بعض هؤلاء الناس على توضيح الأفكار والمعاني التي تجيش في عقولهم، ويحُول دون إيصالها للآخرين. وإن التغلب على هذا العامل سيؤدي في نهاية المطاف إلى تشجيع المتحدث الخجول على مواجهة الآخرين، والتحدث معهم.

2- التعبير الشفوي يساعد على تنمية القدرة الخطابيّة لدى المتحدث، كما يساعد على تنمية القدرة على الارتجال الكلامي، حتى يصبح في وضع تتوالد فيه الأفكار والخواطر لديه بسهولة وسرعة.
3- أن تشجيع المتحدث وعدم تحطيمه - من خلال التعبير الشفوي المبدئي - على مواجهة الآخرين ومحاورتهم تدفع به إلى الامتثال والانصياع لقواعد الحوار وآدابه، وخاصة فيما يتعلق بالإصغاء، واحترام آراء الآخرين.


وتكمن المهارة في تحويل هذه المزايا إلى أهداف يسعي المُتحدث إلى تحقيقها عن طريق:



1- المعرفة التامّة بشخصيات الأفراد الذين يتحدث إليهم، ومن مختلف الجوانب.

2- إلمام المتحدث بشكل جيد بمحتوى المادة، التي يتحدث عنها، وترتيبها بشكل متسلسل منطقي وزمني.

3- تجنب الحديث بشكل يوحي بالتعالي على المستمعين.

4- عدم الإطالة في مدة الحديث إلاّ إذا ألزم ذلك.

5- الاهتمام بإظهار الانفعالات التي تتناسب مع فحوى الحديث للتأثير على السامعين والتحدث بصوت معتدل.


http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif

ثانياً: التعبير الكتابي


هو التعبير عما يجول في خاطر الكاتب من خلال استخدام القلم، وبمعنًى آخر: هو مهارة الكاتب لإيصال ما يريده من أهداف وأفكار، و ما إلى ذلك.

ومن مزايا هذا النوع مايلي:
1- يساعد هذا النوع من التعبير على تنمية ملكات الكاتب من خلال إكثار عملياته الكتابيَّة.

2- يساعد على توثيق عُرى الصداقة والأُلفة بين الكاتب والكتابة.

3- يساعد على التخلص من الأخطاء اللُغويَّة والأسلوبية.

4- يجعل الكاتب قادراً على التعبير عن إحساسه وأفكاره.

5- يجعل الكاتب قادراً على استخدام محصوله اللغوي الذي اكتسبه من خلال دراسته لمختلف حقول المعرفة العلميَّة.

6- يجعل الكاتب قادراً على تلخيص ما يقرأ أو ما يسمع مستخدِماً في ذلك لغته الخاصة.

7- يساعد على الارتقاء بأسلوب الكاتب وإنتاجه التعبيري.

ومن أجل كتابة موضوع تعبيري، اتبع الخطوات الآتية:



1- اقرأ عنوان الموضوع الذي ستكتب عنه، وكرر قراءة العنوان أكثر من مرة حتى تدرك المقصود منه.

2- حلِّل عنوان الموضوع إلى عناصره الرئيسة؛ لأن لكل موضوع عناصره الرئيسة التي يجب أن تظهر واضحةً عند كتابة الموضوع المُعَّبر عنه، ثم تحليل هذه العناصر الرئيسة إلى أفكار جزئية متسلسلة.

3- رتّبْ عناصر الموضوع الرئيسة ترتيباً تراعي فيه التسلسل المنطقي والزمني لتلك العناصر.

4- ضع مقدّمةً مناسبةً تمهّد بها للموضوع، وحاول قدر استطاعتك أن تكون هذه المقدمة مشوقةً، تحث القارئ على متابعة قراءة الموضوع بعد الفراغ منها، وحاول أن تكون المقدمة قصيرة لا تبعث الملل في النفس.

5- بعد كتابة المقدمة، ابدأ بكتابة الموضوع، وفق المخطط الذي رسمته حينما قمت بترتيب عناصر الموضوع بشكلٍ منطقي.

6- استخدم العباراتِ البليغةَ، والألفاظَ الجميلة التي تبعث الراحة في النفس.

7- تجنب التكرار، ولا تكرر الفكرة والعبارات التي استخدمتها والألفاظ، دفعاً للملل الذي قد يشعر به القارئ، وللحيلولة دون إفراغ المحتوى من مضمونه.

8- حاذِرْ من الوقوع في الأخطاء الإملائية والنحوية، فإذا اختلط عليك الأمر، بادر بكتابة الجملة بصيغةٍ أخرى، وبعد الانتهاء من كتابة الموضوع، ابحث في الكتب، وأسأل أهل الاختصاص والعلم عن المشكلة التي اعترضتك، حتى لا تقع فيها مرةً أخرى.

9- تجنب الخروج عن عناصر الموضوع الرئيسة التي تتحدث عنها حتى لا توقع القارئ في تشتت.

10- اكتب بأسلوبٍ سهلٍ، وبفكرٍ واضحٍ، حتى لا يضطر القارئ إلى إعمال فكره في تفهّم ما تريد التعبير عنه.

11- تجنب استخدام العباراتِ المتكلَّفة والألفاظِ المهجورة.

12- اجعل عبارتك قصيرةً إلى حدٍّ معقولٍ؛ لأن الإطالة فيها قد توقعك في الخطأ، وقد تبعث الملل في نفس القارئ.

13- استخدم علامات الترقيم في أماكنها المناسبة؛ لأنها تساعد على توضيح المراد.

14- بعد الانتهاء من كتابة الموضوع، ضع خاتمةً تثبت فيها تلخيصاً مكثفاً للفكرة العامة، والمَغْزَى العامِّ له.





http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif


"يتبع بإذن الله"


http://i226.photobucket.com/albums/d...nhaa/glii9.gif



[/formatting][/postback]

عطر الجنة 03-07-2016 09:38 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 5px; border-color: rgb(4, 69, 181); width: 91%; background-image: url(http://b.top4top.net/p_66j8ej1.png);"]



http://tavola.zip.net/images/ivy_bar22.gif


http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
يدخل التعبير في فن الإنشاء


حينما يكون المنشئ والخطيب بمنزلة واحدة من حيث توجيه الكلام نحو الغير للإفهام لم تكن للخطيب حاجة إلى قواعد خاصة لتأدية مراده أكثر مما هو معلوم في فن الإنشاء.

وسنذكر الآن ما يهم الخطيب منه، وهو أمور:


الأول: التفنُّن
وهو أن يأخذ بأنواعٍ منَ الكلام وأفانينَ منَ القول، ويذهب فيه إلى طُرُقٍ شَتَّى، وأساليبَ مُتَنَوِّعة، فيلبس المعنى الواحد عدة أثواب، ويكسو غرضه حللاً مختلفة من الجمل والتراكيب، فيكون قد أتى بشيء يجذب النفوس إلى استماعه، فإنها ميالة إلى حب الجديد، بخلاف ما إذا التزم أسلوبًا واحدًا من الكلام، فإنه بذلك يوقع السامعين في الملل والسآمة، فقد جبل الإنسان على الملال من الاستمرار على شيء واحد، فكلما انتقل من أسلوب إلى أسلوب انشرح صدره، وتجدَّدَ نشاطُه، وتَكامَلَ ذَوْقُه ولذَّتُه، وصار أقربَ إلى فهم معناه والعمل بِمُقتَضَاهُ، وكان كمنِ انْتَقَلَ من بلد إلى بلد، أو من بُستانٍ إلَى بُستان، أو فاكهةٍ لذيذةٍ إلَى أُخْرَى، وفي ذلك ما فيه من ترويح النفس وتنشيطها، قال أبو علي القالي: التفنن موجب لإيقاظ السامع وتحريكه للجد في الإصغاء، فإن تغيير الكلام المسوق لمعنى من المعاني وصرفه عن سننه المسلوك ينبئ عن اهتمام جديد بشأنه من المتكلم، ويستجلب مزيد رغبة فيه من المخاطب.

والقرآن الكريم أعدل شاهد على التفنن مع متانة الأسلوب، وحسن السياق، وعذوبة الألفاظ، ودقة المعاني وبعدها عن مظنة التكرار، وذلك كما في قصة آدم عليه السلام وأكله من الشجرة، وهبوطه من الجنة، وكما في قصة إبراهيم عليه السلام مع ضيفه، ومع أبيه وقومه، وقصة موسى عليه السلام مع فرعون، فإن هذه القصص ذكرت في القرآن الحكيم في عدة مواضع مع تفنن في العبارة مما يظنه الجاهل بأساليب البلاغة تكرارًا وليس به، بل هو غاية في الإبداع ونِهاية في الإعجاز، واعلم أنَّ التَّفنُّن المذكور غيرُ الافتنان الذي هو نوع من أنواع البديع، وهو ارتكابُ فنَّيْن من الكلام في سياق واحد عند ذكر ما يَقْتَضِيهِ كالجمع بين التعزية والتهنئة في قول عبدالله بن همام السلولي حين مات معاوية رضي الله عنه وتولَّى الخلافة بعده ابنه يزيد، وقد حار الناس فيما يقولون، أيعزون أم يهنئون؟ فدخل عليه وجمع بين التعزية والتهنئة حيث قال: آجرك الله على الرزية، وبارك لك في العطية، وأعانك على الرعية، فقد رزئت جسيمًا، ورزقت عظيمًا، فاشكر الله على ما رزقت، واصبر على ما رزئت فقد فُقِد الخليفة، وأعطيت الخلافة،
ففارقت خليلاً ووهبت جليلاً:




اصْبِرْ يَزِيدُ فَقَدْ فَارَقْتَ ذَا مِقَةٍ

وَاشْكُرْ حِبَاءَ الَّذِي بِالمُلْكِ أَصْفَاكَ



لاَ رُزْءَ أَصْبَحَ فِي الأَقْوَامِ نَعْلَمُهُ

كَمَا رُزِئْتَ وَلاَ عُقْبَى كَعُقْبَاكَ


وكالجمع بين الفخر والهجاء في قصيدة السموأل المشهورة، فقد جمع بين الفخر لنفسه وقومه، والهجاء لقبيلتي عامر وسلول في قوله:



لَنَا جَبَلٌ يَحْتَلُّهُ مَنْ نُجِيرُهُ

مَنِيعٌ يَرُدُّ الطَّرْفَ وَهْوَ كَلِيلُ


رَسَا أَصْلُهُ تَحْتَ الثَّرَى وَسَمَا بِهِ

إِلَى النَّجْمِ فَرْعٌ لاَ يُنَالُ طَوِيلُ


وَإِنَّا لَقَوْمٌ مَا نَرَى القَتْلَ سُبَّةً

إِذَا مَا رَأَتْهُ عَامِرٌ وَسَلُولُ


يُقَرِّبُ حُبُّ المَوْتِ آجَالَنَا لَنَا

وَتَكْرَهُهُ آجَالُهُم فَتَطُولُ




الثاني: متانة الأسلوب
ومما ينبغي رعايته أن يعمد الخطيب بعد استحضار المعاني إلى الألفاظ التي يريد أداءها بها، فيفرغ المعنى في قالب يناسبه، فالمعاني الجزلة لا بد لها من جمل وتراكيب في غاية الضخامة والفخامة، والمعاني الرقيقة المستملحة لا بد لها من ألفاظ تناسبها رقة وسلاسة؛ ليحصل التشاكل بين النوعين، وتكون المعاني مع الألفاظ كالعروس المجلوَّة في الثوب القشيب، والحلي الفاخر، مع إعطاء كل موضوع حقه من شدة العبارة ولينها في النطق ليكون ذلك أدل على المعنى المقصود، كما سيأتي، وأصدق شاهد على ذلك ما تراه في قوارع القرآن الكريم من جزالة المعاني، وفخامة التراكيب عند ذكر مفارقة الدنيا والحساب والعذاب وأهوال يوم القيامة.

وما تراه أيضًا عند ذكر الرحمة والمغفرة، وما يدل على البشارة والملاطفات في خطابات الأنبياء والمرسلين والتائبين والمنيبين من العباد، وغير ذلك مما استعمل فيه رقيق العبارة مع تمام الانسجام بين المعاني والألفاظ، فالأوَّل كقوله تعالى:
﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ * وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا وَوُضِعَ الْكِتَابُ وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَدَاءِ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ * وَوُفِّيَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَفْعَلُونَ * وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آَيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ ﴾ [1].


هذه الآيات الكريمة المتضمنة ذكر المحشر على تفاصيل أحواله، وشديد أهواله وذكر النار والعذاب لا تجد فيها كلمة إلا وهي جزلة مستعذبة على ما فيها من الضخامة الملائمة لجزالة المعنى المقصود منها، وكذلك كل آية سيقت للإرهاب والتخويف، والإنذار والوعيد، تراها في منتهى الجزالة، وضخامة التراكيب، ومتانة الأساليب البالغة حد الإعجاز.


http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif

والثاني: كقوله تعالى:
﴿ وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاؤوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ * وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاءُ فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ * وَتَرَى المَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ العَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ وَقِيلَ الحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ العَالَمِينَ ﴾ [2].


فإنها لاشتمالها على دخول الجنة والتمتع بما فيها من النعيم المقيم، والحصول على ما تشتهيه الأنفس وتلذ الأعين قد اشتملت على رقيق الألفاظ ولطيف المعاني المسوقة للتشويق إلى نيل تلك المنزلة العالية والمرتبة السامية.

وانظر إلى حسن الملاطفة ولطف الملاينة في أدق معانيها، وأرق مبانيها في مخاطبة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:
﴿ وَالضُّحَى * وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى * مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى[الضحى: 1 - 3].

فإنك تجدها تشفُّ عن تمام العطف عليه، والرضا عنه صلوات الله وسلامه عليه

وانظر إلى تقديم العفو قبل العتاب في قوله تعالى:
﴿ عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ ﴾ [3].

فإنها على وجازتها دلت على عدم المؤاخذة، وكمال الملاطفة، وتمام الرضا عنه
صل الله عليه وسلم وبالتأمل ترى سبيل القرآن الكريم في كلتا الحالتين من الجزالة والرقة على هذا الأسلوب الحكيم الذي أعجز أساطين البلاغة عن معارضته، والإتيان بأقصر سورة من مثله.



http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif


الثالث: الاقتباس
وهو أن يأخذ المتكلِّم شيئًا من كلام غيره فيدرجه في كلام نفسه بعد التمهيد له لتأكيد ما أتى به من المعنى، فإن كان قليلاً فهو إيداع، وإن كان كثيرًا فهو تضمين، وعلى كل فإنه يكون من كلام الله عز وجل أو من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من كلام البلغاء وغيرهم، وقد رخَّص بعض العلماء في تضمين بعض آيات القرآن في الخطب والمواعظ من غير إفراط حتى استعمله كثير من الناس ما لم يخرج القرآن في التضمين عن الغرض المسوق له، وكان يعطي الكلام حلاوة وطلاوة وإلا منع منه، فمن الجائز قول بعضهم:


اغْتَنِمْ فَوْدَكَ الفَاحِمَ قَبْلَ أَنْ يَبْيَضّْ ♦♦♦ فَإِنَّمَا الدُّنْيَا جِدَارٌ يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضّْ

وقوله:

رُبَّ بَخِيلٍ لَوْ رَأَى سَائِلاً

لَظَنَّهُ رُعْبًا رَسُولَ المَنُونْ



لا تَطْمَعُوا فِي النَّزْرِ مِنْ نَيْلِهِ

هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونْ

وقوله:
أَيُّهَا السَّائِلُ قَوْمًا

مَا لَهُمْ فِي الخَيْرِ مَذْهَبْ



اتْرُكِ النَّاسَ جَمِيعًا

وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ

وقول الآخر:

اعْبُدِ اللَّهَ وَدَعْ عَنْ

كَ التَّوَانِي بِالهُجُودْ



وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ

وَإِدْبَارَ السُّجُودْ



وقول الحريري في صفة عبد أراد شراءه:

"وقد لبس ثوبًا من الجمال وحلة من الكمال، فلما تأملت خلقه القويم، وخلقه الصميم، خلته من ولدان جنة النعيم، وقلت: ما هذا بشرًا، إن هذا إلا ملك كريم" وما إلى ذلك؛ مما لا إفراط فيه، ولا خروج عن الغرض المسوق له.


ومن الممنوع:
قول عبدالله بن طاهر لابن السري حين ملك مصر، وقد ردَّ رسوله وهديَّتَهُ إليه: لو قَبِلْتُ هديَّتَكَ نَهارًا لقبِلْتُها ليلاً، بل أنتم بهديتكم تفرحون، وقال لرسوله:
﴿ ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لاَ قِبَلَ لَهُمْ بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُمْ مِنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ ﴾ [4].


وكقول رجلٍ لآخر جاء في وقت حاجته إليه:
﴿ ثُمَّ جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى ﴾ [5].

وكقول الحجاج لمن في سجنه:
وقد طلبوا الإفراج عنهم، والرحمة بهم: ﴿ اخْسَؤوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ ﴾ [6].

وعلة المنع ما فيه من صرف كلام الله تعالى عن وجهه، وإخراجه عن المعنى الذي سيق لأجله، ولما فيه من الإخلال بإجلال كلام الله وتعظيمه.


هذا؛ والتضمين لا غنى للخطابة عنه، لكن على الخطيب أن يكون فيه حكيمًا يضع كل شيء في محله، والله الهادي إلى سواء السبيل.





http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif


"يتبع بإذن الله"
[/formatting]

عطر الجنة 03-07-2016 09:47 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Groove; border-width: 5px; border-color: Rgb(2, 59, 112); width: 91%; background-image: Url(http://b.top4top.net/p_66j8ej1.png);"]

http://tavola.zip.net/images/ivy_bar22.gif



http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
الرابع: الأداء الخطابي

تمهيد:
قال الفلاسفة:
النفس شَيْءٌ واحد، وإن تعدَّد ما يصدر عنها، وأقلُّ قُواها الإدراك الحسي، ولا يتعدَّى صفة الشيء إلى جوهره، وفوقه قوة الحس المشترك، وهي التي تجمع الإدراكات من الحواسِّ، وتقرن بعضها ببعض، وفوقه قوة الخيال، وبِها تَجتمع صور الأشياء من غير شعور بأنَّها من إدراكات حِسِّيَّة سابقة، وأعلى منها القوة التي تحفظ الصور مدركة لها من إدراكات حسية ماضية وتعرف بالحافظة، ويَليها قوة خامسة هي الذاكرة، تستطيع أن تحضر ما في الحافظة من صورٍ أمامَ العقل باختيارها، وفوقها العقل وتعرف قدرته على التفكير قبل الفعل بالعقل القابل، فإن فكر بالفعل سمي عقلاً فاعلاً.



http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif

والأداء الخطابِي

هو إلقاء الخطبة بما يليق بها من حسن اللفظ وموافقة الصوت وحركات الجسم، وشأنه في الخطابة عظيم؛ لأنه بحسن الأداء ينقل إلى نفس السامع مشاعره ويحرك أهواءه ويجذبه إلى حيث يقصد من الغاية، وبحسن الأداء يجعل للخطابة فضلاً على قراءتها في صحيفة، فكم من خطبة يحسن الرجل إلقاءها فيجد الناس في سماعها من الارتياح وهزة الطرب فوق ما يجدون عندما يقرؤونها في صحيفة، أو يستمعون إلى مَن يَسردها عليهم سردًا متشابِهًا، فالخطبة دون جودة الأداء شجرةٌ غير مثمرة، وجسم لا روح فيه، ولا بد في الأداء من أشياء، الذاكرة وحسن اللفظ، والصوت، والإشارة؛ لأن جودة الأداء تستدعي أن يتذكر الخطيب للحال ما يريد بيانه من المعاني، وأن يوصلها إلى السامعين بالصوت الخاص ناطقًا بها، ولا غنى له معهما عن إشارات تؤيد الكلام، وتزيد المعاني وضوحًا، وبذلك يصل إلى المقصود من قلوب الحاضرين.


فالذَّاكرة قُوَّة يُقتدر بِها على استحضار المعاني، والحافظة قوَّة بِها تتمكَّنُ النَّفْسُ من حفظ المعانِي التي يدركها العقل، وليس للخطيب غِنًى عن هذه القوة، وما أحوجه إلى ذاكرة سريعة؛ لأن الخطب عادة تلقى عن ظهر القلب، فإن خانته ذاكرته تلعثم واضطرب، أو أدركه الحصر فسقط من عيون السامعين، وإن ارتجل الخطبة وجب عليه بقدر الإمكان أن يحكم معناها ويرتِّب أقسامها؛ ليأمَنَ من الاضطراب والتكرار ويسلم من الخروج عن الموضوع وتنال الخطبة رونقها وبَهاءها، وينتفع بِها السَّامعون، وهذا لا يتيسَّر إلا بقوة الذاكرة، وأقرب وسيلة إلى تقويتها الممارسة بأن يستظهر الخطيب طرفا من نظم القدماء، وملحًا من أقوال البلغاء، ويجهد ذاكرته في حفظها ومراجعتها، والتمرين على تأديتها بصوت عال دون عي، ولا لكنة، ولا تمتمة، مع التأني والتؤدة، فإنَّ الذاكرة مثل الحمَّال يقوى بالتمرين على حمل الأثقال، وترتيب أقسام الخطبة فإن المعاني الحسنة التنسيق يدعو بعضها بعضًا؛ كسلسلة متصلة الحلقات، وإن صعب عليه ذلك في أوَّل أمره فقريبًا يصير سهلاً بالتعود والتدريب، ففي الحكم المأثورة: من وقف حيث يكره وقف حيث يحب.


وللصوت في الخطابة التأثير الأكبر،
لأنه المترجم عن مقاصد الخطيب، والكاشف عن أغراضه لمصاحبته للألفاظ؛ كالشارح لما أريد بها مما لا تستقل بالكشف عنه، ولأنه الطريق إلى قلب السامع والممثل لصورة المعاني أمامه.


وطبقة الصوت واللفظ وهيئة الوجه وحركات الجسم
كلها تتضافر على بيان ما في النفس، وتصوير ما بالخاطر، فعلى الخطيب أن يراعي من جهة الصوت حسن اللفظ واعتدال الصوت والتفنن فيه، والمراد بحسن اللفظ أن يُعْطِي كل حرف حقَّه من الوضع المتعارف بين الأدباء، ويخرجه من مخارجه الطبيعية مع اجتناب لهجة العامة المُبْتَذَلة، والمُحافظة على الإعراب والبناء، فإنَّ التزامَ اللُّغة العربيَّة الفُصحى في الخطابة ألذُّ على الأسْماع، وأشهى للنفوس، وأقرب إلى فهْمِ السَّامعين من أي طبقة كانوا، متى كان الخطيب فصيح اللسان حسن البيان يعبر عما في نفسه بعبارة بليغة بعيدة عن اللبس والخفاء، ولا بأس إن تكلم بين الدهماء أن يتقرب منهم ويخاطبهم بلغتهم دون ركة ووحشية إذا اقتضى الحال ذلك.


واعتدال الصوت موافقته للأحوال والظروف،
فإنه يختلف باختلاف الحضور والمكان فيحتاج المكان الرحب مع وفرة السامعين إلى صوت أدق وأجهر.



http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif

والتفنن فيه:
أن يجعله طبق المعاني التي يصورها بالألفاظ ويمثلها بالصوت بأن يعطي ألفاظ الاستفهام والتعجب، والتوبيخ واللوم، والتقريع والزجر، والتفخيم والتهويل، والتحزن والندم، والحيرة والوعد والوعيد، وما إلى ذلك حقها في النطق، فيكيف الصوت فيها بكيفيات خاصة وانفعالات تتناسب مع المعنى الذي يقصد، حتى يثير ذلك في نفس السامع الرغبة والرهبة والانزعاج والندم، ويحدث فيها هزة الفرح والارتياح والنشاط تبعًا لسير المعنى الذي يتكلم فيه، وأن يخفض صوته في موضع الخفض واللين، ويشتد في موضع الشدة، ويتأفف في موضع التأفف، ويَتَطَامَنُ في موضع التطامن؛ كالدعاء والاستعطاف، والاسترحام واستنداء الأكف عند جمع المال للأعمال النافعة أو الإنفاق على بيوتات مَجد أخنَى عليها الدهر، وما إلى ذلك، وأن يشمخ بأنفه ويُظْهِرَ العِزَّة وعلو النفس في مواضع الفخر والحماسة، وذكر شرف العلم والتقوى، وأن يتأثر حتى يظهر أثر الانفعال المعتدل في صوته وإشارته، وملامح وجهه عند ذكر حادثة مؤلمة أو حكاية خطب فظيع، أو ندم على فوات مطلب عزيز، بحيث تكون لهجته في جميع ذلك لهجة خطابة لا لهجة تِلاوة، يُسرد فيها الكلام سردًا، أو لهجة ترنُّمية تخرجها عن المألوف إلى نوع من الأغاني.

http://1.bp.blogspot.com/-Hd__Z_3rDc...lil%C3%A1s.gif


"يتبع بإذن الله"



http://tavola.zip.net/images/ivy_bar22.gif


[/formatting]

عطر الجنة 03-07-2016 09:58 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 5px; border-color: rgb(5, 70, 120); width: 91%; background-image: url(http://b.top4top.net/p_66j8ej1.png);"]

http://tavola.zip.net/images/ivy_bar22.gif


http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
وعلى الجملة ينبغي للخطيب أن يعطي الموضع حقه من:


1 - حسن العبارة.
2 - وقربها من الأفهام.
3 - وجودة الإلقاء والتشخيص لمقامات الخطابة، حتى يبكي أو يتباكى عندما تدعو إلى ذلك حاجة، مراعيًا ما يناسب الخطب الدينية وغيره من غير أن يظهر عليه أثر التصنع أو التكلف، وإلا سقط من العيون وانصرفت عنه الأسماع، وظل موضع النقد والسخرية، كما يلزم أن يتجنب التزام السجع البارد الممقوت، والجناس المتكلف، وعليه أن يرسل الكلام إرسالاً من غير تقعر ولا تكلف، فإن أتَى السَّجع أو الجناس عفوًا قارًّا في موضعه غير نادٍّ عن الذوق، ولم تظهر عليه مسحة التكلف فذاك، وإلا أساءَ حيث أراد الإحسان.

http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
أمَّا الإشارة الخطابية:

فهي حركات تبدو من جسم الخطيب ووجهه ورأسه وجوارحه من شأنِها تأييدُ الكلام الذي يتفوَّه به، وحسنها من تمام حسن البيان باللسان، وأفضل الإشارات الطبيعية اللطيفة المتوسطة بين غِلْظَةِ العامَّة ومُبالغة المتصنِّعين، ولها في الخطابة شأن عظيم؛ لأنَّها تشارك النطق في نقل الفكر وانفعالات الخطيب، متَّخذة البصر لها سبيلاً فهي اللغة العمومية التي يفهمها كل إنسان، وما يحدثه من التأثير لا تأتي بمثله لغات العالم، ولا يكاد صاحب حديث يستغني عنها، قال تمام بن أشرس: لو كان ناطق يستغني بمنطقه عن الإشارة لاستغنى جعفر بن يحيى عن الإشارة كما استغنى عن الإعادة، فهي ضرورية للخطيب، وبها يحرك الانتباه ويصل إلى ما ينبغي من التأثير، والصوت وحده لا يكفي للإفادة والإقناع والتعبير عن معاني اللذة والألم والغضب والرضا، واليأس والرجاء، والاحتقار والتوقير، وما إلى ذلك ما لم تساعده حركات اليد، وملامح الوجه وبريق العينين وإشارة الطرف والحاجب.


ففي الكلام العادي المعتدل كالوصف يجب الإقلال من الحركة، أما في الحماسة وغيرها من مثيرات العواطف، فالحركة الكبيرة الواسعة لازمة.



http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
أما الوقفة الموافقة للخطابة:
فهي الطبيعية أيضًا دون توتر في الجسم ولا تخنث، بحيث يبعد الخطيب فيها عن عظمة المتجبر، واضطراب الطائش الأرعن، ويحسن بالرأس أن يحيد عن الانتصاب الزائد، والانحناء المفرط، وبالوجه والنظر أن يكون كمرآة للنفس في بيان عواطفها، وباليدين أن لا ترخيا مهملتين، ولا تمدا بإفراط أو تلصقا بالصدر، وإن تحركت اليمنى فلا بد أن تشير بإشارات أنيقة حسنة الدلالة موافقة للمعنى وسابقة عليه سريعة في أولها كلما كان الكلام حادًّا ملتهبًا.


http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
وصفوة القول:
يجب على الخطيب أن يكون في وقوفه بعيدًا عن التكلف، والخروج عن المألوف في إشاراته وإلقائه، مُحافظًا ما أمكن على صوته الطبيعي، غير مقلد لغيره من الخطباء والوعاظ والممثلين مُجتنبًا التزام نبرة واحدة، وحركة واحدة، لئلاَّ يكون كالتلميذ في تلاوة درسه لا الخطيب في فَيضِ بَلاغَتِه، بعيدًا عن الإكثار من الإشارة، أو الإتيان بحركات مستهجنة، وعن التَّنَحْنُح والسُّعال وكل ما يدل على الضعف أو يورث الملل جاعلاً من تأثر نفسه في صوته وحركاته ليخلع على كلامه لباس الحياة، هذا؛ وإنَّ الارتياض مع مراقبة الخطباء البلغاء، وحسن الذوق أحسن معلم لهذا الفن.


http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
ومن آداب الأداء
أن يتمهَّل قليلاً بعد الوقوف وقبل التكلم؛ ليتم له الإصغاء ويوجه إليه أنظار السامعين، ولا سيما إذا كان صعوده إلى المنبر بعد نزول خطيب آخر عنه، فإن هذا التريث يساعد على لفت نظرهم، وجمع انتباههم بعد أن يتباعد عنهم صوت الخطيب السابق، ويذهب صداه من آذانهم فيكون للكلام الجديد أثره في القلوب، وأن يفتح الخطبة بصوت متوسط لا خافت ولا جهير، إلى أن تدعوه الحالة إلى الجهر شيئًا فشيئًا.


http://img1.liveinternet.ru/images/a...fo9u8xv7p7.gif
واعلم:
أن أحسن الكلام ما كان قليله يغني عن كثيره، ومعناه في ظاهر لفظه، وكان الله عز وجل قد كساه من الجلالة، وغشاه من نور الحكمة على حسب نية صاحبه وتقوى قائله، فإذا كان المعنى شريفًا واللفظ بليغًا وكان صحيح الطبع بعيدًا من الاستكراه والاختلال، مصونًا عن التكلف صنع في القلب صنيع الغيث في التربة الكريمة، ومتى فصلت الكلمة على هذه الشريطة ونفذت من قائلها على هذه الصفة أصحبها الله من التوفيق ومنحها من التأييد ما لا يمنع من تعظيمها به صدور الجبابرة، ولا يذهل عن فهمهما عقول الجهلة، وقد قال عامر بن عبدالقيس: الكلمة إذا خرجت من القلب وقعت في القلب، وإذا خرجت من اللسان لم تتجاوز الآذان.



http://i.imgur.com/W96xB9h.gif
[1] سورة الزمر: 68 - 72.
[2] سورة الزمر: 73 - 75.
[3] سورة براءة: 43.
[4] سورة النمل الآية: 37.
[5] سورة طه الآية: 40
[6] سورة المؤمنون الآية: 108.



http://saudi-girls.net/images/img_1/...a4edefa40b.gif



http://tavola.zip.net/images/ivy_bar22.gif


[/formatting]

أم يعقوب 03-07-2016 10:27 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
http://store2.up-00.com/2015-01/1422508052961.png

عطر الجنة 03-14-2016 11:49 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
جزيل الشكر
لتواصلك الطيب
"تحياتي وتقديري"


أم إلياس 03-15-2016 12:03 AM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
ماشاء الله موضوع في غاية الروووعة
تسلمين عطـــــــــــــر الجنة pppo
لاطالما كانت مواضعيك متميزة
لي عودة لاستمتع بالادب العربي







http://1.bp.blogspot.com/-CK0l78MvpH...806466lx91.gif



سها 03-15-2016 09:44 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
موضوع أستمتعت بقرائته واستفدت منه ...جزاك الله خيرا .

عطر الجنة 03-18-2016 05:33 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم إلياس (المشاركة 86660)
ماشاء الله موضوع في غاية الروووعة
تسلمين عطـــــــــــــر الجنة pppo
لاطالما كانت مواضعيك متميزة
لي عودة لاستمتع بالادب العربي







http://1.bp.blogspot.com/-CK0l78MvpH...806466lx91.gif






عطر الجنة 03-18-2016 05:35 PM

رد: بحث عن نظرية تعريف التعبير الأدبي ..ومزاياه الهامة
 
اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سها (المشاركة 86756)
موضوع أستمتعت بقرائته واستفدت منه ...جزاك الله خيرا .




الساعة الآن 01:26 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)