ختم الآيات بالأسماء والصفات الإلهية محمد شلبي محمد ختم الآيات بالأسماء والصفات الإلهية لها فوائدَ جمة تظهر في جوانب كثيرة: &#128314عقَدية وشرعية ولُغَوية &#127744ولبُّ هذه القضية أن الأسماءَ والصفات الإلهية لها آثار تقتضي وجودَها في الواقع؛ &#128314كما تقتضي رحمتُه تعالى وجودَ مرحومين، &#128314وكما يقتضي رزقُه تعالى وجودَ مرزوقين، &#128314وهكذا سائر الأسماء والصفات، لكل صفةٍ أثرٌ تقتضيه &#128308 فجاءت ظاهرةُ خَتْم الآيات بالأسماء والصفات لبيانِ هذه الآثار من خلال دلالات كثيرة يمكن أن نتناوَلَها في المباحثِ التالية: 1&#65039&#8419 المبحث الأول: ختم الآيات بالأسماء والصفات لتعليل الأحكام: &#127744يذكُرُ &quotابن القيِّم&quot أنه تعالى: &#128314&quotيعلِّل أحكامَه وأفعاله بأسمائه&quot&#128314، فذكر أمرين: أنَّ بين الصفاتِ وآثارها علاقةَ تعليل، وأن هذا التعليل تتنوع معه الآثار: إما أحكام وإما أفعال &#128313أما تعليل الأحكام الشرعية بالأسماء والصفات: فقد وردت بذلك آيات كثيرة، منها قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَالْمُنَافِقِينَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا &#64830 &#91الأحزاب: 1&#93، والمعنى: أنه: &quotلو علِم اللهُ عز وجل أن مَيْلَك إليهم فيه منفعة لَمَا نهاك عنه؛ لأنه حكيم&quot ، فجعل الخَتْم تعليلاً للحُكم الشرعي، وهو هنا النهي &#8617&#65039وكذلك قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ &#64830 &#91المائدة: 38&#93، فهو &#9889&#65039&#64831 عَزِيزٌ حَكِيمٌ &#64830؛ &quotولذلك شرع هذه الشرائعَ المنطوية على فنون الحِكَم والمصالح&quot، فجعل الختم تعليلاً للتشريع، وهو هنا الأمر &#8617&#65039وكقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91التوبة: 5&#93، فقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91التوبة: 5&#93: &quotتعليل للأمر؛ أي: فخلُّوهم؛ لأن اللهَ غفور رحيم&quot ، ومثله قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا &#64830 &#91النساء: 29&#93 &#128313ويتعلَّقُ بالأحكام تعليل الجزاء: &#127744فجاء في تعليل الثواب قولُه تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ &#64830 &#91فاطر: 34&#93؛ فإنهم: &quotلَمَّا صاروا إلى كرامتِه بمغفرته ذنوبَهم، وشكرِه إحسانَهم، قالوا: &#9889&#65039&#64831 إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ &#64830 &#91فاطر: 34&#93، وفي هذا معنى التعليل؛ أي: بمغفرته وشُكرِه وصَلْنا إلى دار كرامته&quot &#127744وجاء في تعليل العقاب قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ &#64830 &#91البقرة: 20&#93، فالمعنى: &quotلأن اللهَ على كل شيء قدير؛ فالذهابُ بالسمع والأبصار لا يتحقَّقُ إلا مع القدرة على ذلك&quot &#128313 وأما تعليل أفعال الله تعالى التي مرجعها مشيئته: &#128314 فكما قال في توبته على آدمَ عليه السلام: &#9889&#65039&#64831 فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ &#64830 &#91البقرة: 37&#93، والمعنى: &quotلأنه هو التواب الرحيم غافرُ الذنب وقابل التَّوْب&quot &#128314 وقوله تعالى في إحيائه الموتى: &#64831 فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ &#64830 &#91الروم: 50&#93، فقوله تعالى: &#64831 وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ &#64830: &quotتعليل لعظم قدرته، وأنه قادرٌ على إحياء الموتى، وعلى فِعل كلِّ شيء أراده&quot &#128314 وقوله في تأخير عقوبته: &#64831 قُلْ أَنْزَلَهُ الَّذِي يَعْلَمُ السِّرَّ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ غَفُورًا رَحِيمًا &#64830 &#91الفرقان: 6&#93، وذكَر ذلك بعد افتراء الكفَّار الذي يوجب العقاب، فهو: &quotتعليل لِما هو مُشاهَد من تأخير عقوبتهم مع استيجابِهم إيَّاها؛ أي: فهو يُمهِل ولا يُعاجِل؛ لمغفرته ورحمته&quot &#128314 وقال في تأليفه القلوب: &#64831 وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ &#64830 &#91الأنفال: 63&#93، فبهذا الختم: &quotعلَّل نفوذَ فعله وأمره فيه بقوله: &#64831 إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ &#64830 ؛ أي: لأنه لولا عزتُه التي تغلِبُ كلَّ شيء ولا يغلِبُها شيء، وحكمته التي يُتقِن بها ما أراد، بحيث لا يمكن لأحد أن يغيِّرَ شيئًا منه لَمَا تَألَّفُوا&quot &#127744وكما علل أفعاله وأحكامه، علل استحقاقَه التنزيهَ والإفراد بالعبادة: &#128314 فقال في خشية عباده له: &#64831 إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ &#64830 &#91فاطر: 28&#93، فالختم هنا: &quotتعليل لوجوب الخشية؛ لدلالتِه على عقوبة العصاة وقهرِهم، وإثابة أهل الطاعة والعفوِ عنهم&quot، وعلل بصفاته لاستحقاقه التسبيح فقال: &#64831 يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا ي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ &#64830 &#91التغابن: 1&#93؛ فإن جملة &#9889&#65039&#64831 لَهُ الْمُلْكُ &#64830: &quotاستئنافٌ واقعٌ موقعَ التعليل والتسبُّب لمضمون تسبيح لله ما في السموات وما في الأرض&quot &#128314 وعلَّل غناه تعالى عن خَلقه، فقال: &#9889&#65039&#64831 مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ * إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ &#64830 &#91الذاريات: 57، 58&#93، فإن قوله: &#9889&#65039&#64831 هُوَ الرَّزَّاقُ &#64830 : &quotتعليل لعدم طلب الرزق، وقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 ذُو الْقُوَّةِ &#64830: تعليل لعدَمِ طلَبِ العمل؛ لأن مَن يطلب رزقًا يكون فقيرًا محتاجًا، ومن يطلب عملاً من غيره يكون عاجزًا لا قوةَ له، فصار كأنه يقول: ما أريدُ منهم من رزق؛ فإني أنا الرزَّاق، ولا عملَ؛ فإني قوي&quot ، إلى غير ذلك مما ورد في تعليل الآثار بالأسماء والصفات 2&#65039&#8419المبحث الثاني: &#127811ختم الآيات بالأسماء والصفات لدلالة &quotالشرطية&quot&#127811: &#127744حيث تأتي الصفات مأتى جملة الشرط، وقد تأتي مأتى جواب الشرط: &#128311 فأما إتيانها مأتى جملة الشرط: &#128314 فيأتي الأثر جوابًا؛ وذلك في مثل قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91هود: 41&#93، فالمعنى أنه لولا مغفرةُ ربِّي ورحمتُه لغرقتم، فاركَبوها باسمه، فقوله: &#9889&#65039&#64831 إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91هود: 41&#93: &quotجملة مستأنَفة، بيان للموجب الإنجاء&quot &#128314وكذلك قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ &#64830 &#91المجادلة: 2&#93، فقد ختم سبحانه الآيةَ بقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ &#64830 &#91المجادلة: 2&#93، وذلك: &quotفيه إشعار بقيام سبب الإثم الذي لولا عفوُ الله ومغفرته لأخذ به&quot ، فأقام سبحانه اسميه: &quotالعفو الغفور&quot مقامَ الشرط الذي لولاه لعُوقِب الآثِم &#128314ومثله قوله تعالى - وهو ظاهر -: &#9889&#65039&#64831 وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ وَأَنَّ اللَّهَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91النور: 20&#93؛ أي: لولا ذلك لحدَث ما لا تحبُّون، وكلُّ ذلك يقع الأثرُ فيه جوابًا لها، سواء أكان الأثر الإنجاء أو العقاب &#128311 وأما إتيانها مأتى جواب الشرط: &#128314فيكون الأثر فعل الشرط، ويكون جوابه أثرًا مقدَّرًا دلَّت عليه صفتُه تعالى، ومن ذلك قوله: &#9889&#65039&#64831 وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ &#64830 &#91البقرة: 215&#93، فقوله: &#9889&#65039&#64831 وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ &#64830: &quotفي معنى الشرط، &#9889&#65039&#64831 فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ &#64830 جوابه؛ أي: إن تفعلوا خيرًا فإن اللهَ يعلَمُ كُنْهَه، ويوفي ثوابه&quot ، فجعل الله تعالى عِلمه معبرًا عن أثَره الذي هو إثابة المنفِق &#128314ومنه قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَإِنَّ اللَّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ &#64830 &#91البقرة: 158&#93، فأقام الصفة مقام أثرِها، وهو الجواب، والمعنى أن من تطوَّع أثابه الله؛ لأن مِن صفاته أنه شاكرٌ عليم بمن يستحقُّ الإثابة؛ ولذلك لَمَح فيها المفسِّرون معنى التعليل المستفاد من معنى قيام الصفة مقامَ جواب شرط؛ فالختم بشاكر وعليم: &quotعلةٌ لجواب الشرط، قائمٌ مقامه، كأنه قيل: ومن تطوع خيرًا جازاه الله وأثابه؛ فإن اللهَ شاكر عليم&quot &#128314ومِن ذلك قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91الأنفال: 69&#93، فقوله: &#9889&#65039&#64831 وَاتَّقُوا اللَّهَ &#64830؛ أي: في مخالفةِ أمره ونهيِه، &quot&#9889&#65039&#64831 إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830، فيغفر لكم ويرحَمكم إن اتَّقَيْتموه&quot ، فكان من باب السبب والنتيجة، وهو الشرط، وأقام الصفة مقام أثرها، والمعنى: اتقوا الله يغفِرْ لكم، ومثله قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91البقرة: 192&#93، وقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ &#64830 &#91البقرة: 211&#93، ومثل ذلك كثير &#128311وفي معنى الشرط يأتي أسلوبُ الأمر ونتيجته؛ ففي قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91البقرة: 199&#93، ختَم الله تعالى الآية باسميه: &quotالغفور الرحيم&quot بعد فِعل الأمر &#9889&#65039&#64831 وَاسْتَغْفِرُوا &#64830؛ حيث: &quotجاءت جملة: &#9889&#65039&#64831 إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830، بعد فعل الأمر: &#9889&#64831 وَاسْتَغْفِرُوا &#64830، فكانت كأنها جواب شرط مقدَّر، تقديره: إن استغفرتموه غفَر لكم&quot 3&#65039&#8419المبحث الثالث: &#127811ختم الآيات بالأسماء والصفات لتقرير الأحكام&#127811: &#11088&#65039 تأتي الأسماء الإلهية في ختم الآيات مقرِّرة لآثارها، فتكون من قبيل تأكيد صدور الفعل عن الصفة التي اقتضته؛ وذلك مثل قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَمَغْفِرَةً وَرَحْمَةً وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا &#64830 &#91النساء: 96&#93، فالختم باسميه: &quotغفور رحيم&quot: &quot تذييل مقرِّر لِمَا وعد من المغفرة والرحمة&quot &#11088&#65039ومن ذلك قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ &#64830 &#91البقرة: 105&#93، فقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ &#64830: &quotتذييل لِما سبق، مقرِّر لمضمون الآية، وفيه إيذان بأن إيتاء النبوة من فضله العظيم&quot ، وذلك تقرير؛ لأن الاختصاص بالرحمة فضل؛ لأنه زائدٌ على عمومها المعهود في جرَيانها على العالَمين &#11088&#65039وقد يرِدُ التقرير باعتراض الأسماء في ختم الآية بين معنيين؛ كقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ &#64830 الآية، &#91البقرة: 29، 30&#93، فقوله: &#9889&#65039&#64831 وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ &#64830: &quotاعتراض تذييلي مقرِّر لِمَا قبله من خلق السموات والأرض وما فيهما، على هذا النمط البديع المنطوي على الحِكم الفائقة والمصالحِ اللائقة&quot ، والمقرَّر أثرُ صفة أخرى وهي الخَلق، وهو يتضمَّن صفة العِلم &#11088&#65039ومثله قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ &#64830 &#91البقرة: 284&#93، فقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ &#64830 تذييل: &quotمقرِّر لمضمونِ ما قبله؛ فإن كمال قدرتِه تعالى على جميع الأشياء موجِبٌ لقدرته سبحانه على ما ذكر من المحاسبة، وما فرع عليه من المغفرة والتعذيب&quot ، فقد جاء الختم تقريرًا؛ لأن مِن القدرة الكاملة فِعلَ النقيضينِ ومن ذلك قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَإِنْ يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا مِنْ سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا &#64830 &#91النساء: 130&#93، فقوله: &#9889&#65039&#64831 مِنْ سَعَتِهِ &#64830: &quotأي: من شمول قدرته وغير ذلك من كل صفة كمال، ولمزيد الاعتناء بتقرير هذه المعاني في النفوس لإحضارها الشُّح، كرَّر اسمَه الأعظم الجامع فقال: &#9889&#65039&#64831 وَكَانَ اللَّهُ &#64830؛ أي: ذو الجلال والإكرام أزلاً وأبدًا &#9889&#65039&#64831 وَاسِعًا &#64830؛ أي: محيطًا بكل شيء &#9889&#65039&#64831 حَكِيمًا &#64830؛ أي: يضع الأشياء في أَقْوَمِ محالِّها&quot &#127744والجامع في إتيان الصفات تقريرًا أن يكون الأثر مقتضاها، فتأتي حينئذٍ مقرِّرة مؤكِّدة صدورَ الأثَرِ عن هذه الصفة 4&#65039&#8419المبحث الرابع: &#127811ختم الآيات بالأسماء والصفات للترغيب&#127811: &#127744تأتي الأسماء الإلهية بعد أثرٍ ما، فتأتي لمعنى الترغيب في أمر يقتضي فعلُه حدوثَ هذه الأسماء المرغوب أثرها؛ وذلك كقوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاؤُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ &#64830 &#91البقرة: 226&#93، فالله تعالى: &quotخَتَم حكمَ الفيء الذي هو الرجوع والعَوْد إلى رضا الزوجة والإحسان إليها بأنه غفور رحيم، يعود على عبده بمغفرته ورحمته إذا رجع إليه، والجزاء من جنس العمل، فكما رجع إلى التي هي أحسن، رجَع الله إليه بالمغفرةِ والرحمة&quot &#127744وكون هذا الختم أتى للترغيب في العمل الصالح مستفادٌ من قاعدةِ الجزاء من جنس العمل، كأنه قال: إن تُحسنوا بالفيء أُحسِنْ بالمغفرة والرحمة &#127744ومنه قوله تعالى: &#9889&#65039&#64831 وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ &#64830 &#91هود: 90&#93، فقوله: &#9889&#65039&#64831 وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ &#64830: &quotأي: اطلبوا ستر المحسن إليكم، ونبَّه على مقدارِ التوبة بأداة التراخي فقال: &#9889&#65039&#64831 ثُمَّ تُوبُوا &#64830، ثم علَّل ذلك مُرغِّبًا في الإقبال عليه بقوله: &#9889&#65039&#64831 إِنَّ رَبِّي &#64830؛ أي: المختص لي بما ترون من الإحسان دينًا ودُنْيَا &#9889&#65039&#64831 رَحِيمٌ وَدُودٌ &#64830&quot &#127744ولذلك يُعتَبَر هذا النوعُ من الختم من قَبيل الدعوة للدِّين وتأليف القلوب؛ كما قال تعالى: &#9889&#65039&#64831 لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا كَسَبَتْ قُلُوبُكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ حَلِيمٌ &#64830 &#91البقرة: 225&#93، فقوله: &#9889&#65039&#64831 وَاللَّهُ غَفُورٌ &#64830 أفاد أنه: &quotلم يؤاخذ باللغو، &#9889&#65039&#64831 حَلِيمٌ &#64830؛ حيث لم يعجل بالمؤاخذة على يمين الجد تربُّصًا بالتوبة&quot ؛ أي: تَأَلُّفًا إليها وتوقُّعًا لها ة

المصدر: منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد