منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع الفقه (https://hwazen.com/vb/f284.html)
-   -   السجع والتعدي في الدعاء (https://hwazen.com/vb/t1136.html)

هوازن الشريف 07-25-2013 02:57 AM

السجع والتعدي في الدعاء
 
وبالنسبة للسجع فالاصل فيه الاباحة ملم يقترن بقرينه تدخله في الكراهة او التحريم او الوجوب
الا اني اكرهه اتبداءاً مالم يكن سجيةً وارتجالاً , فيكون مباحاً ساعتئذ

- وقد يتوجب اذا كان في مقابل دحض باطلٍ من جنسه , كحال هجو شعراء الاسلام شعراء الجاهلية , وما كان من حال حسان , وهجوه المشركين , فهذا من اجل القربات

- وقد يكون مكروهاً اذا ماكان رياءاً وسمعة والتفاتً وتشدقاً , وقد يتفاقم الى التحريم اذا كان مصاحباً للتكبر واحتقار الاخرين . وقد صحح الالباني حديثاً مرفوعاً يقرر هذا " إن من شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ، الذين يطلبون ألوان الطعام و ألوان الثياب ، يتشدقون بالكلام" 1891

ومثله في هذا الباب ما ثبت عند الامام احمد وابي داود عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه و سلم فيما يعلم نافع أنه قال : " ان الله عز و جل يبغض البليغ من الرجال الذي يتخلل بلسانه كما تخلل الباقرة بلسانها"

وقد شرح ابو الطيب في عون المعبود " أي التوسع في الكلام من غير احتياط واحتراز , وقيل المتشدق المتكلف في الكلام فيلوي به شدقيه والشدق جانب الفم "

وقد نقل المناوي " قال الغزالي : مر بعض السلف بقاص يدعو بسجع فقال له : أعلى الله تتبالغ ؟ ادع بلسان الذلة والافتقار لا بلسان الفصاحة والإنطلاق .

قال في الأذكار : فيكره التقعير في الكلام بالتشدق وتكلف السجع والفصاحة والتصنع بالمقامات التي يعتادها المتفاصحون وزخارف القول فكله من التكلف المذموم وكذا تحري دقائق الأعراب ووحشي اللغة حال مخاطبة العوام

قال بعض العارفين : لا تقاوم فصاحة الذات إعراب الكلمات ألا ترى كيف جعل الله موسى أفضل من أخيه عليهما السلام لفصاحة ذاته وكان هارون عليه السلام أفصح منه في نطقه وبلاغته " الله أعلم حيث يجعل رسالته " ..."


- وقد يتوجب اذا كان في مقابل دحض باطلٍ من جنسه , كحال هجو شعراء الاسلام شعراء الجاهلية , وما كان من حال حسان , وهجوه المشركين , فهذا من اجل القربات


- وقد يكون محرماً ابتداءاً اذا كان في الصد عن الحق , وتأويل الحق وتنميق الباطل

فقد صح عن المغيرة بن شعبة أن امرأة قتلت ضرتها بعمود فسطاط فأتى فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقضى على عاقلتها بالدية وكانت حاملا فقضى فى الجنين بغرة. فقال بعض عصبتها أندى من لا طعم ولا شرب ولا صاح فاستهل ومثل ذلك يطل قال فقال « سجع كسجع الأعراب ».مسلم

وفي رواية " كسجع الجاهلية " , وفي رواية " كسجع الكهان "


قال الحافظ " والحاصل أن المنهي عنه ما كان متكلفا أو متضمنا لباطل لا ما جاء عفوا عن غير قصد إليه"


وقد لخص المباركفوري في تحفة الاحوذي اقوال اهل العلم " قال الطيبي : وإنما قال ذلك من أجل سجعه الذي سجع ولم يعبه بمجرد السجع دون ما تضمن سجعه من الباطل أما إذا وضع السجع في مواضعه من الكلام فلا ذم فيه وكيف يذم وقد جاء في كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم كثيرا انتهى

قال الحافظ بن حجر: والذي يظهر لي أن الذي جاء من ذلك عن النبي صلى الله عليه و سلم لم يكن عن قصد إلى التسجيع وإنما جاء اتفاقا لعظم بلاغته وأما من بعده فقد يكون كذلك وقد يكون عن قصد وهو الغالب ومراتبهم في ذلك متفاوتة جدا انتهى

وقال الشوكاني: وفي قوله في حديث بن عباس أسجع الجاهلية وكهانتها دليل على أن المذموم من السجع إنما هو ما كان في ذلك القبيل الذي يراد به إبطال شرع أو إثبات باطل أو كان متكلفا
وقد حكى النووي عن العلماء أن المكروه منه إنما هو ما كان كذلك لا غيره انتهى "

وتنميق الباطل وتزوريقه فجور قد نهى الرب عنه ووجعله من فعل الشياطين واعوانهم فقد قال سبحانه " وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا ولو شاء ربك ما فعلوه فذرهم وما يفترون ولتصغى إليه أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة وليرضوه وليقترفوا ما هم مقترفون "

فسمى تنميقهم للباطل فرية , يغتر بها الجهلة من ارباب الباطل ,ليرتضوه حقاً دون الحق الذي شرعه الله , وماذاك الا بسبب سوء طويتهم , ولن يهلك على الله الا هالك

قال الحافظ ابن كثير " أي: يلقي بعضهم إلى بعض القول المزين المزخرف، وهو المزوق الذي يغتر سامعه من الجهلة بأمره .... " ولتصغى إليه " أي: ولتميل إليه -قاله ابن عباس -" أفئدة الذين لا يؤمنون بالآخرة " أي: قلوبهم وعقولهم وأسماعهم.

وقال السدي: قلوب الكافرين، " وليرضوه " أي: يحبوه ويريدوه. وإنما يستجيب لذلك من لا يؤمن بالآخرة "

وقد اجاد السعدي في وصفهم في تفسيره فيرجع اليه خشية الاطالة

وقد لخص النووي في المنهاج اقوال اهل العلم في ذلك "قال العلماء : إنما ذم سجعه لوجهين : أحدهما : أنه عارض به حكم الشرع ورام إبطاله .
والثاني : أنه تكلفه في مخاطبته ، وهذان الوجهان من السجع مذمومان .

وأما السجع الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوله في بعض الأوقات وهو مشهور في الحديث فليس من هذا ؛ لأنه لا يعارض به حكم الشرع ، ولا يتكلفه ، فلا نهي فيه ، بل هو حسن ، ويؤيد ما ذكرنا من التأويل قوله صلى الله عليه وسلم : ( كسجع الأعراب ) ، فأشار إلى أن بعض السجع هو المذموم والله أعلم "

اما السجع في الدعاء فيدخل في التعدي فيه , وعليه محاذير منها :

- فيه تكلف , وتقرير المقرر من الشرع , وتكرير المكرر , ولما سألوا النبي صلى الله عليه وسلم الزيادة الدعاء فقال الله اكثر , فعن عبادة بن الصامت حدثهم أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال ما على الأرض مسلم يدعو الله بدعوة إلا آتاه الله إياها أو صرف عنه من السوء مثلها مالم يدع بإثم أو قطيعة رحم فقال رجل من القوم إذا نكثر قال الله أكثر " الترمذي

وفيه ملاحظات بالنسبة للامام ومن يأتمون به , جراء هذا التكلف

* انه يشق على من خلفه في دعائه , وفيه نوع فتنة فقد زجر النبي صلى الله عليه وسلم امام العلماء حيث قال له " افتان انت يا معاذ " لما اطال الصلاة , وعلل بأن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة
وقد ارشد الى ان من صلى وحده فليطل ما شاء .

* فيه باعثٌ على الملل , فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لما ذُكر عنده المراة تذكر من عبادتها فقال " مه فوالله لا يمل الله حتى تملوا " او كما قال صلى الله عليه وسلم

* لم يكن على عهد الاول فقد روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس قوله " فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك . يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب "

قال ابن بطال " إنما نهى عن السجع فى الدعاء ، والله أعلم ؛ لأن طلب السجع فيه تكلف ومشقة ، وذلك مانع من الخشوع وإخلاص التضرع لله تعالى وقد جاء فى الحديث : ( إن الله لا يقبل من قلب غافل لاه ) . وطالب السجع فى دعائه همته في تزويج لكلام وسجعه ، ومن شغل فكره وكد خاطره بتكلفه ، فقلبه عن الخشوع غافل لاه لقول الله تعالى : ( ما جعل الله لرجل من قلبين فى جوفه ) [ الأحزاب : 4 ] .

فإن قيل : فقد وجد فى دعاء النبى ( صلى الله عليه وسلم ) نحو ما نهى عنه ابن عباس ، وهو قوله : ( اللهم منزل الكتاب سريع الحساب اهزم الأحزاب) .
وقال فى تعويذ حسن أو حسين : ( أعيذه من الهامة والسامة وكل عين لامة ) . وإنما أراد ملمة فللمقاربة بين الألفاظ واتباع الكلمة أخواتها فى الوزن قال : ( لامة ) .

قيل : هذا يدل أن نهيه ( صلى الله عليه وسلم ) عن السجع إنما أراد به من يتكلف السجع فى حين دعائه ، فيمنعه من الخشوع كما قدمنا ، وأما إذا تكلم به طبعا من غير مؤنة ولا تكلف ، أو حفظه قبل وقت دعائه مسجوعا فلا يدخل فى النهى عنه ؛ لأنه لا فرق حينئذ بين المسجوع وغيره ؛ لأنه لا يتكلف صنعته وقت الدعاء فلا يمنعه ذلك من إخلاص الدعاء والخشوع والله أعلم "
قال الحافظ " قوله ( وانظر السجع من الدعاء فاجتنبه )
أي لا تقصد إليه ولا تشغل فكرك به لما فيه من التكلف المانع للخشوع المطلوب في الدعاء ، وقال ابن التين : المراد بالنهي المستكره منه ، وقال الداودي الاستكثار منه ."


ومما ذكر في التعدي في الدعاء , ويندرج فيه السجع لزاماً

فقد صح عند ابي داود عن أبى نعامة عن ابن لسعد أنه قال سمعني أبي وأنا أقول اللهم إنى أسألك الجنة ونعيمها وبهجتها وكذا وكذا وأعوذ بك من النار وسلاسلها وأغلالها وكذا وكذا فقال يا بنى إنى سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول « سيكون قوم يعتدون فى الدعاء ». فإياك أن تكون منهم إن أعطيت الجنة أعطيتها وما فيها من الخير وإن أعذت من النار أعذت منها وما فيها من الشر."

وكذا عند ابن ماجه ان أن عبد الله بن معفل سمع ابنه يقول اللهم إني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها فقال أي بني سل الله الجنة وعد به من النار فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم : يقول" سيكون قوم يعتدون في الدعاء "

قال القرطبي: المعتدي هو المجاوز للحد ومرتكب الحظر

وكذا قاله بدر الدين العيني في شرح سنن ابي داود " هو الخروج فيه عن الوضع الشرعي والسُّنّة المأثورة"

قال المناوي " أي يتجاوزون فيه الحد ويدعون بما لا يجوز أو يليق أو يرفعون الصوت به أو يتكلفون السجع أو يتشدقون به"

فيدخل تحت هذا التعدي صورٌ كثيرة من الاعتداء في الدعاء اما في الدعاء على من لا يستحقه , او دعاء ما لا يحل له في تحليل محرم , او تحريم حلال , او اعراض عن عن حق واجب لازم
وقد يكون في كيفية الاداء , في التمطيط في الدعاء , والتلحين فيه , مع العلم ان هذا من شأن القرآن لورود النص على التغني في القرآن , وكون التخصيص طرأ على امر خُص من سائر الافعال , فادراج غيره من الامور تحت التغني بدعة !

وقد يكون في ايراد الفاظ مستشنعة , او ذكر صفات لا تليق بالله , او اسماء لم ترد , جراء الحماسة الزائدة , وكذا ايقاع الواناً من العذاب او الفرجات عجيبة , من تجميد الدم في العروق , وصب الرصاص في الفم , وتقليع الاعضاء ... الخ مما نسمعه !

وكذا طلب تفريج الفرج على هيئة معينة التي تنافي حكمة الرب ! وقد كان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم " واصرف عني شر ما قضيت , او سؤال العفو والعافية فقط ! وكذا لما دعا على الكفار
قال اللهم عليك بابي جهل , وعتبة ابن ربيعة , والوليد ... الخ !

والتقيد بالالفاظ الشرعية اسلم من الوقوع في غيرها , كما هو مذهب لبعضهم , الا ان الصحيح ان الالفاظ لازمة لمن تمكن من حفظها في الفاظ الادعية المأثورة فقط
اما النوازل والحاجات فله ان يأتي بما يليق بسؤال الله سبحانه


ومما نقله المناوي عن ابن الهمام قوله " ما تعارفه الناس في هذه الأزمان من التمطيط، والمبالغة في الصياح، والاشتغال بتحريرات النغم إظهارا للصناعة النغمية، لا إقامة للعبودية، فإنه لا يقتضي الإجابة، بل هو من مقتضيات الرد، وهذا معلوم إن كان قصده إعجاب الناس به، فكأنه قال إعجبوا من حسن صوتي وتحريري، ولا أرى تحرير النغم في الدعاء كما يفعله القراء في هذا الزمان يصدر ممن يفهم معنى الدعاء والسؤال إذ مقام طلب الحاجة: التضرع، لا التغني، فاستبان أن ذاك ـ أي التغني والتمطيط ـ من مقتضيات الخيبة والحرمان"


وقال ابو سليمان الخطابي في شأن الدعاء " يكره في الدعاء السجع , وتكلف صنعةِ الكلامِ له , ولا يجوز أن يدعى بمُحال , وان يطلب ما لا مطمع فيه , كمن يدعو بالخلود في الدنيا , وقد علم ان الله سبحانه قد استأثر بالبقاء , وكتب بالفناء على جميع خلقه , ولا يدعو بمعصية ولا بقطيعة رحم , ونحوها من الامور المحظورة , وليتخير لدعائه , والثناء على ربه أحسن الالفاظ وانبلها , واجمعها للمعاني وأبينها ..." الخ ما ذكره من مرعاة الاعراب , والابتعاد عن تعسف الكلام , والاقعار فيه والتقاط الغرائب

وقد نبه على هذا ابو بكر الطرشوشي في الدعاء المأثور وادابه فقال " اعلموا ارشدكم الله , أني رأيت كثيراً من الناس يقصدون في الدعاء السجع , وازدواج الالفاظ
ويذهبون مذاهب الفصاحة , والبراعة والتنطع والفخامة , فيكون الدعاء مسجوعاً موزوناً يضاهي مكاتبات اهل الدنيا التي يقصد بها المباهاة بين الاقران , والمباراة بين النظراء والكتاب , وهذا منهي عنه في الدعاء .

روى البخاري باسناده الى عبد الله ابن عباس قوله " فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه فإني عهدت رسول الله صلى الله عليه و سلم وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك . يعني لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب "

قوال ابن شعبان الفرضي : كان عروة ابن الزبير اذا عرض عليه دعاء في سجع عن النبي صلى الله عليه وسلم واصحابه قال : كذبوا لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم ولا اصحابه سجاعين

ومر بعض السلف على قاص يدعو ويسجع , فقال : اعلى الله تبالغ ؟ لقد رأيتُ حبيباً العجمي يدعو ما يزيد على " اللهم اجعلنا جيديين , اللهم لا تفضحنا يوم القيامة
اللهم وفقنا للخير , والناس يدعون وراءه , وكان يعرف بركة دعاءه .

وكان ابو يزيد يقول : سله بلسان الحاجة لا بلسان الحكمة .

واعلموا ان مقام الداعي مقام تذلل وخشوع وبكاء وتضرع , واظهار فاقة وحاجة , والسجع تكلف وتصنع , واشتغال الخواطر بازدواج الالفاظ , واقامة الاوزان ينافي مقام الخشوع ... "الخ كلامه رحمه الله فقد ساق جملة من الادعية المأثورة كتاباً وسنةً وبين بلاغتها , المنافية لما نسمعه الان من الادعية التي تصم الاذان , وتفقد الوجدان مع تمني ايقافها , ومع ذلك فلا هي تثمر , ولا هي تزجر , ولله الامر من قبل ومن بعد



هذا ما تبين لي والله اعلم

مريم مصطفى رفيق 08-02-2013 06:20 AM


إسمهان الجادوي 08-02-2013 09:14 PM

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


جزاكِ الله خيرا و بارك الله فيكِ معلمتي




لؤلؤة الخير 08-02-2013 10:01 PM


نادية 08-03-2013 03:20 AM

السلام عليكم ورحمة الله
جزاك الله خيرا معلمتي
جعله الله في ميزان حسناتك يارب

صافي 08-10-2013 03:02 AM

تسلم يدك يارب

هوازن الشريف 08-13-2013 01:36 PM

احلى لمه واروع احبه

شكرا لكم بحجم السماء


الساعة الآن 05:12 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)