منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - محاضرة قيمة للدكتور النابلسي عن ادارة الوقت

&#91center&#93&#91b&#93&#91ft=tahoma&#93&#91size=5&#93&#91color=#008000&#93بسم الله الرحمن الرحيم &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين أيها الأخوة الكرام: لو أن نقطة حركناها لرسمت خطاً، لو أن خطاً حركناه لرسم سطحاً، لو أن سطحاً حركناه لشكل حجماً، لو أن حجماً حركناه لكان وقتاً، فالوقت بالتعريف الدقيق هو البعد الرابع للأشياء ، وحقيقة الوقت أقرب إلى الفلسفة منها إلى العلم، ذلك لأن أحد كبار العلماء أكتشف أن السرعة المطلقة في الكون هي 300 ألف كم تقريباً، السرعة المطلقة في الكون للضوء هي 300ألف كم في الثانية، وأي شيء سار مع الضوء أصبح ضوءً فأصبحت كتلته صفراً وحجمه لا نهاية، ولا يزال موضوع الوقت كما قلت قبل قليل أقرب إلى الفلسفة منه إلى العلم على كلٍ الإنسان في حقيقته وقت، من أدق تعريفات الإنسان التي ذكرها الإمام الجليل الحسن البصري: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93 &#91b&#93الإنسان هو بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منه&#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 هو وقت بل رأس مال هو الوقت، بل أثمن شيء يملكه هو الوقت، والوقت من أخطر الموضوعات في حياة الإنسان، ذلك لأنه إذا مضى لا يعود، لذلك ربنا جل جلاله في سورة قصيرة جامعة مانعة يقول ويقسم بمطلق الوقت بمطلق الزمن يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة العصر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 وَالْعَصْرِ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93قسم وجواب القسم: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إن الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93خالق الإنسان العليم الحكيم يؤكد بالقسم بهذه الآية أن الإنسان خاسر لا محالة، ما وجه الخسارة ؟ وجه الخسارة لأن الإنسان بضعة أيام وكلما مضى يوم انقضى بضع منه، مضي الزمن وحده يستهلك الإنسان والإنسان حينما يعيش عمراً ينبغي أن يعد هذا العمر عداً تنازلياً لا عداً تصاعدياً ينبغي أن يقول من حين إلى آخر كم بقي لي ؟ فالإنسان وقت أو رأس ماله هو الوقت، أو أثمن شيء يملكه هو الوقت، ولقد أقسم الله لهذا المخلوق الأول، وأقول أول لأن الله حينما قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً72&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الأحزاب &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إذاً الكون كله أشفق من حمل الأمانة، والإنسان حملها وتصدى لها، وقال يا رب أنا أهل لها، فلما قبل هذا الإنسان حمل الأمانة سخر الله له الكون بأكمله بنص القرآن الكريم: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الجاثية الآية: 13 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93ولا شك أن المسخر له أكرم عند الله من المسخر، لذلك الإنسان هو المخلوق الأول وهو المخلوق المكرم لقوله تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آَدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً 70&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الإسراء &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فهذا الإنسان بضعة وأيام كلما أنقضى يوم أنقض بضع منه، وقد قال الإمام الحسن البصري: &#91b&#93ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا بنى آدم أنا خلق جديد وعلى &#91/b&#93&#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93&#91b&#93عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة &#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 هذا المعنى ألمح إليه النبي عليه الصلاة والسلام حينما كان يستيقظ من منامه يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 الحمد لله الذي رد إلي روحي وعافني في بدني وأذن لي بذكره &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أي أن الإنسان إذا استيقظ ينبغي أن يعلم أن الله سمح له أن يعيش يوم جديد فالإنسان خاسر لأن مضي الزمن يستهلكه لكن رحمة الله جل جلاله لهذا الإنسان أنه أشار في هذه السورة الجامعة المانعة في سورة العصر التي قال عنها الإمام الشافعي: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93&#91b&#93لو تدبر الناس هذه السورة لكفتهم&#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 والتي كان بعض الصحابة، أو جل الصحابة لا يتفرقون إلا على قراءتها فالإنسان خاسر لا محالة لأن مضي الزمن يستهلكه، لكن جاءت كلمة &quot إلا &quot إلا &quot تثبت ما بعدها وتنفي ما قبلها، بمعنى أن الإنسان يستطيع تلافي هذه الخسارة عن طريق إدارة الوقت إما أن ينفق الوقت إنفاقاً استهلاكياً، وإما أن ينفق الوقت إنفاق استثمارياً، وفرق كبير بين إنفاق المال استهلاكاً، وبين إنفاقه استثماراً، كيف نستهلك الوقت استهلاكاً ؟ كما يفعل معظم الناس في أرجاء الأرض، يأكلون ويشربون ويتمتعون كما تتمتع الأنعام، ثم يداهمهم الموت عندئذٍ يقع الندم وتقع الخسارة ويقول الإنسان: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي 24&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الفجر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة المؤمنون الآيتان: 99 ـ 100 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ 27 مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيَهْ 28 هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ 29&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الحاقة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إلى آخر الآيات ينفق الوقت استهلاكاً حينما نسترسل على سجيتنا ونفعل ما نرغب ونلتقي مع من نرغب ونستمع بالحياة من دون تفكر بالعواقب، ذلك لأن النبي عليه الصلاة والسلام يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة ألا وإن عمل النار سهل بسهوة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91 أخرجه ابن سعد البيهقي في شعب الإيمان عن أبي البجير &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لمجرد أن يسهو الإنسان ويلهو إذا هو ينفق الوقت إنفاقاً استهلاكياً، والخسارة كبيرة جداً عند انتهاء عمره، ذلك لأن الله سبحانه وتعالى يبين في آيات كثيرة أن الإنسان سوف يندم، وهذا الندم دليل عدم استعمال عقله، لأنه من شأن العاقل أنه لا يندم، وما دام الإنسان يندم إذاً لم يحسن إدارة الوقت، ومن أدق تعريفات الذكاء هو التكيف والذي يعيش المستقبل هو في أعل درجات الذكاء، والذي يعيش الحاضر أقل ذكاء، والذي يعيش الماضي يعد غبياً، لذلك ورد في بعض القصص الرمزية لابن المقفع: أن صيادين مرا بغدير وفيه سمكات ثلاث، كيسة و أكيس منها وعاجزة فتواعدا أن يرجعا و معهما شباكيهما ليصيدا ما فيه من السمك، فسمع السمكات قولهما، أما أكيسهن فإنها ارتابت وتخوفت وقالت العاقل يحتاط للأمور قبل وقوعها ـ هذا من إدارة الوقت ـ ثم إنها لم تعرج على شيء حتى خرجت من المكان الذي يدخل منه الماء من النهر إلى الغدير فنجت ـ هذه الأعقل، هذه الأكيس ـ وأما الكيسة الأقل عقلاً والأقل ذكاء فبقيت في مكانها حتى عاد الصيادان، فذهبت لتخرج من حيث خرجت رفيقتها فإذا بالمكان قد سد فقالت: فرطت وهذه عاقبت التفريط ـ الذي لا يستخدم عقله يندم، وعلامة إدارة الوقت أنك لا تندم، وعلامة استهلاك الوقت استهلاكاً أنك تندم ـ لكنها على شيء من العقل ثم تماوتت فطفت على وجه الماء منقلبة تارة على ظهرها وتارة على بطنها، فأخذها الصيادان و وضعاها على الأرض بين النهر والغدير فوثبت في النهر فنجت ـ لكن أعصابها تحطمت ـ وأما العاجزة الغبية فبقيت في مكانها وصالت وجالت حتى اصطيدت وأكلت لذلك قال عليه الصلاة والسلام: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91 أخرجه أبو داود عن عوف بن مالك &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 ألا وإن عمل الجنة حزن بربوة ألا وإن عمل النار سهل بسهوة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الآن على مستوى الدول، الدول العملاقة والمتطورة تخطط لعشرين عام قادمة والدول الأقل تقدماً سياستها ردود فعل باستمرار، تكون في أزمة ففعلها رد لهذه الأحداث الطارئة، وأما الدول المتخلفة تتغنى بالماضي فقط أيها الأخوة الكرام: يمكن أن يكون بالتعريف الدقيق الجامع المانع أن إدارة الوقت رسم هدف ثم تحقيقه، لو سألت المراجع العلمية في إدارة الوقت، أو لو سألت الجهات الأكاديمية في العالم عن إدارة الوقت ما زاد التعريف الجامع المانع عن أن تكون إدارة الوقت رسم هدف، ثم العمل على تحقيقه، يؤكد هذا المعنى قوله تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 22&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الملك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93شتان بين من يمشي سويا على صراط مستقيم أهدافه واضحة، الوسائل التي تتحقق بها هذه الأهداف واضحة جداً وبين من يمشي خبط عشواء، الذي يسيء أكثر ممن يحسن، لكن رحمة الله عز وجل في كلمة &quot إلا &quot يعني أيها الإنسان أنت خاسر لا محالة، إلا إذا فعلت كذا وكذا وكذا، هذه الأشياء الأربعة التي ذكرت في الآية هي في الحقيقة كما سماها الإمام الشافعي &#91b&#93أركان النجاة،&#91/b&#93 أربعة أشياء إن فعلتها كل يوم فقد نجوت من خسارة الوقت نجوت من قول الله عز وجل: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93ما هي الأشياء الأربعة قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني إذا عرفت الله، عرفت أنه موجود وواحد وكامل، عرفت أسمائه الحسنة وصفاته الفضلى، عرفت أن الله سبحانه وتعالى بيده كل شيء &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الْأَرْضِ إِلَهٌ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الزخرف الآية: 84 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة هود الآية: 123 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831مَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا يُشْرِكُ فِي حُكْمِهِ أَحَداً 26&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الكهف &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إذا عرفت أن الأمر بيد الله وحده وأن الله موجود وواحد وكامل، وأن المصير إليه، وأنه خلق الإنسان ليسعده في جنة عرضها السماوات والأرض، وأن هذه الدنيا في حقيقتها ممر وليست مقر، مرحلة من أجل أن تدفع ثمن الآخرة فيها، حينما تعرف هذه الحقائق، حينما تعرف من أين وإلى أين ولماذا ؟ حينما تعرف سر وجودك وغاية وجودك حينما تعرف الأمانة التي حملتها، حينما تعرف التكليف الذي كلفت به، حينما تعرف أنك المخلوق الأول والمخلوق المكرم والمخلوق المكلف، حينما تعرف أن السماوات والأرض مسخرة لك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة ص الآية 24 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93من أنت ؟ أيها الأخوة الكرام: الإنسان حينما تأخذه الحياة وحينما تستهلكه الحياة، وحينما يصبح رقماً، وحينما يصبح شيئاً تافهاً لا قيمة له يعيش هموم طاحنة ولا يتطلع إلى شيء هذا الإنسان انتهى انتهت سعادته، لذلك هذا الإنسان جور إلى جهة أرضية، والإنسان لأنه المخلوق الأول هو لله لا ينبغي أن يكون لغير الله &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة البقرة الآية: 130 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أنت يمكن أن ترفض أشياء كثيرة لأنك تحتقرها، إلا أنك إذا رفضت الدين فإنك تحتقر نفسك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أنا حينما أقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لا أقصد هذا الإيمان الساذج هذا الإيمان الشائع بين الناس، هذا الإيمان الذي لا يقدم ولا يؤخر، هذا الإيمان الذي لا يحمل صاحبه على طاعة الله، هذا الإيمان الذي يعد إيماناً شكلياً بل لأن إبليس قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831قَالَ فَبِعِزَّتِكَ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة ص الآية: 82 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إذاً آمن بربه وآمن أنه عزيز، وقال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الأعراف الآية 12 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93آمن أنه خالق وقال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831قَالَ أَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ 14&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الأعراف &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93هذا إيمان، لكنه إبليس ومصيره إلى النار، الإيمان الذي عنته الآية هو الإيمان الذي يحملك على طاعة الله &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93وما قيمة الإيمان إن لم يدعم بالعمل الصالح &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة العصر الآية: 3 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني الإيمان اعتقاد وحركة، الإيمان اعتقاد وطاعة، الإيمان تصور والتزام وما جاءت الآيات في كتاب الله إلا وتجمع بين الإيمان والعمل الصالح: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93بل لأن تعريف العبادة بالأصل طاعة طوعية ممزوجة بمحبة قلبية أساسها معرفة يقينية تفضي إلى سعادة أبدية، يعني كأن في هذا التعريف كلية معرفية، وكلية سلوكية، وكلية جمالية، فالكلية السلوكية هي الأصل، والمعرفية هي السبب، والجمالية هي الثمرة، لأن الله سبحانه وتعالى خلقنا ليسعدنا، هذه حقيقة صارخة بدليل أن الله عز وجل يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلَا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ 118 إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة هود الآيات 118 ـ 119 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93خلقهم ليرحمهم، لكن الشقاء الذي نراه في بني البشر بسبب الجهل، فالجاهل عدو نفسه، والجاهل يفعل في نفسه ما لا يستطيع عدوه أن يفعله به، إن أعدا أعداء الإنسان هو الجهل، والجهل أيها الأخوة سبب الشقاء، بل إن أهل النار وهم في النار قضيتهم العلم بدليل: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ 10&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الملك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لذلك إذا أردت الدنيا فعليك بالعلم، وإذا أردت الآخرة فعليك بالعلم، وإذا أردتهما معاً فعليك بالعلم، والعلم لا يعطيك بعضه إلا إذا أعطيته كلك، فإذا أعطيته بعضك لم يعطيك شيئاً، وطالب العلم يؤثر الآخرة على الدنيا فيربحهما معاً، والجاهل يؤثر الدنيا على الآخرة فيخسرهما معاً &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الإيمان الذي يحملك على طاعة الله، ولا شيء أيها الأخوة يعلو في حياة الإنسان على الإيمان، هو القصد الأول أن تكون مؤمناً، ثم أن تعمل بما تعلم: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93وعالم بعلمه لم يعملن معذب من قبل عباد الوثن ***&#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93مرة أيها الأخوة اطلعت على كتاب في أول صفحة فيه أربعة أدعية، لفتة نظري الدعاء الأول يقول مؤلف الكتاب: اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني، يعني أكبر مصيبة أن تتفنن في عرض قضية وأن ينتفع الناس بها وأن يسعدوا بها وأن يستحقوا الجنة بها، والذي قالها من أهل النار اللهم إني أعوذ بك أن يكون أحد أسعد بما علمتني مني اللهم إني أعوذ بك أن أقول قولاً فيه رضاك ألتمس به أحداً سواك اللهم إني أعوذ بك أن أكون عبرة لأحد من خلقك، ألا أكون عبرة يا رب اللهم إني أعوذ بك أن أكون عاملاً بما أعلم يعني قضية العلم من دون عمل خطيرة جداً، بل إن هذا العلم الذي لا يدعمه عمل حجة على صاحبه، لذلك قالوا العلم ما عملوا به فإن لم يعمل به كان الجهل أولى &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يجب أن تؤمن ويجب أن تعمل، لذلك العلم من دون عمل عملٌ تافه، ذلك لأن العلم في الإسلام ليس هدفاً لذاته إنما هو وسيلة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة العصر الآية: 3 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أيها الأخوة: هذه الآية تعد دليلاً قطعياً على أن الدعوة إلى الله فرض عين على كل مسلم هناك دعوة تعد فرض كفاية، التبحر، والتفرغ، والتعمق، وأن تمتلك الأدلة التفصيلية وأن تستطيع أن ترد على كل الشبهات، هذه دعوة هي فرض كفاية إذا قام بها البعض سقطت عن الكل، ولكن الدعوة التي هي فرض عين في حدود ما تعلم ومن تعرف تغطيها هذه الآية ألم يقل الإمام الشافعي: إن هذه الأشياء الأربعة أركان النجاة، فلذلك إن تخلفت واحدة النجاة ليست محققة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني يجب أن تعلم ويجب أن تعمل بما تعلم، ويجب أن تدعو إلى ما تعلم، تعلم وتعمل وتدعو، فالدعوة في هذه الآية فرض عين على كل مسلم من ملامح الحديث الشريف: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 بلغوا عني ولو آية &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91أحمد في مسنده وصحيح البخاري والترمذي عن ابن عمرو &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93ولو أن كل مسلم استمع في خطبة جمعة إلى حقيقة ناصعة تأثر بها ونقلها إلى من حوله، نقلها إلى أسرته، إلى زملائه، إلى جيرانه، إلى أصدقاءه لكنا بحال غير هذا الحال &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لكن الدعوة التي هي فرض عين تغطى بآية ثانية لعلها أكثر وضوحاً قال تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ 108 &#64830 &#91/size&#93 سورة يوسف &#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فالذي لا يدعو على بصيرة ليس متبعاً لرسول الله، من لوازم إتباع رسول الله أن يدعو إلى الله على بصيرة، وقد فسر بعض العلماء البصيرة بأنها الدعوة بالدليل والتعليل والدعوة التي لا ترقى إلى مستوى الأدلة والتعليلات المنطقية لا تكون دعوة ناجحة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لكن لأن معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية ولكي يدفع المؤمن ثمن قراره الإيماني ولينال في الآخرة مرتبة عالية عند الله بسبب هذا القرار كانت هذه المعركة بين الحق والباطل تصوروا أيها الأخوة لو أن الله خلق الكفار في قارة والمؤمنين في قارة، لا في معارك، ولا في مناوشات، ولا في فتوح، ولا في عدوان، ولا في كيد، ألغيت الجنة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لَانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة محمد الآية: 4 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إذاً لأن هناك معركة أزلية أبدية في الحياة هذه معركة مستمرة من آدم إلى يوم القيامة، وأي شيء يدهشكم في الكيد للمسلمين إنه يندرج تحت عنوان هذه المعركة الأزلية الأبدية المستمرة بين الحق والباطل، لذلك قال تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّاً شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُوراً وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ 112 وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآَخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ 113&#64830 &#91/size&#93 سورة الأنعام &#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فقضية العداوة لا بد منها، بل إنه قد ورد في بعض الآثار أن سيدنا موسى عليه السلام في المنجاة قال: &#91b&#93يا ربي لا تبقي لي عدواً، فقال الله له ربه يا موسى هذه ليست لي أليس هناك أعداء لله عز وجل &#91/b&#93 فإذاً قضية معركة الحق والباطل معركة أزلية أبدية لذلك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يجب أن تصبر على طلب العلم، ويجب أن تصبر على العمل بالعلم ويجب أن تصبر على الدعوة إلى العلم &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 إِلَّا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يجب أن تعلم، ويجب أن تعمل بما تعلم، ويجب أن تدعو إلى ما تعلم ويجب أن تصبر على طلب العلم وعلى تطبيق العلم وعلى الدعوة إلى العلم أيها الأخوة الكرام: حينما نفعل هذا نتلافى الخسارة، ألغيت الخسارة: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَالْعَصْرِ 1 إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ 2 إِلَّا الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ 3 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93هذه للصورة القصيرة هي في حقيقتها تعد أبلغ دليل على إدارة الوقت، أنت بضعة أيام، كلما انقضى يوم انقضى بضع منك، ما من يوم ينشق فجره إلا وينادي يا ابن آدم أنا خلق جديد وعلى عملك شهيد فتزود مني فإني لا أعود إلى يوم القيامة ، إدارة الوقت مغطاة بهذه الآية الكريمة: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ 22&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الملك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أيها الأخوة: الآن هناك حقيقة دقيقة، العلاقة بين الوقت والمال، لابد من مثل، لو أن إنساناً أصابه مرض، ولهذا المرض علاج عن طريق عملية جراحية تكلفه ثمن بيته، هناك عمليات غالية الثمن، تكلف ثمن بيت الإنسان، هل تجد واحداً يتردد ثانية واحدة في بيع بيته الوحيد الذي يملكه ويسكنه من أجل أن يجري عملية جراحية يتوهم من خلالها أنه يمد في عمره بضعة سنوات ؟! ماذا يعني أن يبيع الإنسان بيته الوحيد الذي يسكنه ليجري بثمنه عملية جراحية يقع في وهمه أنها تمد في عمره بضعة سنوات، ذلك أنه مركوز في أعماق الإنسان أن الوقت أثمن من المال، في فطرته، في المسلمات التي ينطوي عليها، الوقت أثمن من المال ، يبيع البيت الوحيد الذي يسكنه من أجل أن يدفع ثمنه مقابل عملية جراحية يتوهم أنها تمد له في عمره بضعة سنوات الآن لو إنسان جاء بمليون ليرة وأحرقها أمامنا، ماذا نحكم على عقله ؟ نحكم عليه بالسفه، لا مليون دولار أريح، إنسان يمسك مليون دولار ويحرقه بالنار أمام أعين الناس يحكم عليه بالسفه قولاً واحداً، إذا كان قد ركب في أعماق الإنسان أن الوقت أثمن من المال هذا الذي يمضي أوقاتاً بتوافه الأعمال، بكلام فارغ، بمسلسلات فارغة، ألا يعد أشد سفاهاً بربكم ؟! بالمقابل إذا كان إتلاف المال سفاهة أيما سفاهة، فإتلاف الوقت هو سفاهة أشد لذلك الوقت أثمن شيء تملكه، الوقت رأس مالك، الوقت هو أنت، القوت وعاء عملك الوقت وعاء عبادتك، هذا هو الوقت أيها الأخوة الكرام: رجال الاقتصاد يحددون عوامل الإنجاز، قالوا المواد، والمعلومات، والأفراد والوقت، ما من مشروع يمكن أن يحقق إلا بهذه العوامل، يحتاج إلى مواد، ويحتاج إلى معلومات في تصنيع هذه المواد، ويحتاج إلى مال لينفق على هذه المؤسسات ، ويحتاج إلى وقت، ولو ألغي الوقت ألغي كل شيء، لأن الوقت وعاء تحصيل المواد ووعاء تصنيعها ووعاء الخبرات ووعاء كل شيء، فإذا كان الوقت أحد العناصر مبدئياً هو أصل كل هذه العناصر، لكن الحقيقة المؤلمة والمؤسفة إلى أبعد الحدود أنه ما من شيء في العالم الثالث أو في البلاد المتخلفة أكثر هدراً وأقل استثماراً من الوقت، هدر الوقت في العالم الثالث شيء يؤلم ألماً لا حدود له، وقت الإنسان رخيص، وهذا الوقت أيضاً يهدر بلا ثمن، لذلك إذا سألت عن صفات الأذكياء الموفقين أو عن صفات الناجحين في الحياة هو إدارتهم للوقت، و من لم يحسن إدارة الوقت عليه أن يدير نفسه، هناك خلل كبير في شخصيته، فإن لم تكن صالحاً لإدارة وقتك ابحث عن إدارة لنفسك، ابحث عن منطلقاتك النظرية، عن سر وجودك وغاية وجودك الوقت لا يجمع، المال يجمع، والوقت لا يعوض، والوقت لا يرجع، ما مضى فات، والمؤمل غيب، ولك الساعة التي أنت فيها، أنت بين يوم مفقود، هو الماضي، ويوم مشهود، ويوم مورود، ويوم موعود، ويوم ممدود، وأخطر هذه الأيام الخمسة هو اليوم المشهود، هذا اليوم المشهود له علاقة بالأيام الثلاثة القادمة، المفقود ؛ هو الماضي ولا جدوى من الحديث فيه إطلاقاً، ما مضى فات، والمؤمل غيب، والذي سيأتي غيب، ولك الساعة التي أنت فيها، لا تملك إلا هذه الساعة، فإما أن تنتفع بها، فأنت من الموفقين، أو أن تهدرها هدراً فأنت من المحبطين أيها الأخوة الكرام: الوقت لا يجمع، ولا يعوض، لا يرجع، ولكن يتوهم الناس أن هذا الوقت يطول ويقصر، يطول ويقصر نفسياً، يعني دقيقة الألم ساعة، وساعة اللذة دقيقة، هذا منعكسه النفسي فقط، أما الوقت ثابت لا يتبدل ولا يتغير، فالذين نجحوا في الحياة وتفوقوا فيها معهم وقت كما تملك أنت، الوقت قاسم مشترك بين الجميع، العباقرة يملكون هذه الساعة ستين دقيقة، ويملكون هذا اليوم، وهذا العام، وهذا العمر، فالوقت لا يتبدل، ولا يتغير ولا يطول، ولا يقصر، الوقت يمشي سيراً منتظماً لكل الناس، فإما أن نستغله، وإما أن نستهلكه لذلك يقول: سيدنا عمر بن عبد العزيز كلمة رائعة جداً: &#91b&#93الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما، &#91/b&#93يعني أقوى دليل على ذلك أنك إذا نظرت إلى صورة قبل عشرين عاماً ملامح الوجه غير هذه الملامح الحالية، هذا من فعل الليل والنهار، الليل والنهار يعملان فيك فأنت كيف ترد على عملهما فيك، فاعمل فيهما الأعمال الصالحة، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني الآن المستقبل ماذا يخبئ ؟ بكلام صريح وقد يكون مزعجاً، لأن الحقيقة المرة أفضل ألف مرة من الوهم المريح، يعني هل يمكن أن أستيقظ كل يوم في المستقبل كاليوم الذي مضى ؟ من دون تطورات إطلاقاً، لكن كيف نغادر الدنيا، لا بد من يوم نستيقظ على طارئ من صحتنا فإذا كان هذا المرض بوابة الخروج يتفاقم إلى أن ينتهي بالوفاة فلذلك قضية الموت من أخطر موضوعات الإنسان، لأن الموت نهاية الوقت، نحن في عدٍ تنازلي، يعني أنت انظر إذا أردت أن تسافر إلى بلد فرضاً إلى طرابلس اللوحات دائماً 90 80 ـ 70 ـ 60 ـ 50 ـ 40 ـ 30 ـ 20 ـ 10 ـ 5 ـ طرابلس ترحب بكم، هذا هو العد التنازلي، وينبغي أن نعد أعمارنا عداً تنازلياً، ينبغي أن نسأل من حين لآخر كم بقي لي ؟ يعني أنا أروي قصة الحقيقة نموذجية لأنني عانيها، كنت مرة مدرساًً في ثانوية وقد نشأ وقت فراغ معين، ولا أستطيع أن أغادر وأن أعود لساعة واحدة، قلت أمضي هذا الوقت عند مدير الثانوية فرحب بي وجاء بضيافة وحدثني عن مشاريعه للمستقبل والله حدثني عن عشرين عام قادم سيسافر إلى المكان الفلاني، ويبقى خمس سنوات، ولا يعود إلى الشام يمضي الصيف الأول في فرنسا، والصيف الثاني في إيطاليا، والثالث في بريطانيا، والرابع في إسبانيا، يرى هذه البلاد ومتاحفها ، وثقافتها، وأسواقها، وجامعاتها، ويعود بعد هذه السنوات إلى بلده إلى الشام ويقدم طلباً للتقاعد من وظيفته، وينشئ عملاً تجارياً لطيفاً يبيع فيه التحف ولا علاقة لها بالتموين والتسعير وما إلى ذلك، وتابع الأمر ثم يزوج أبناءه ثم يجعل هذا المحل منتدى فكري، هكذا يقول، ومضت الساعة وخرجت من عنده، ودعني بكل ترحاب، وذهبت إلى الصف وألقيت الساعة الأخيرة، وعدت إلى البيت ومساءً نزلت إلى مركز المدينة عندي ساعات تدريس أردت أن أعود إلى البيت ماشياً فإذا نعوته على الجدران في اليوم نفسه، لذلك قالوا من عدا غداً من أجله فقد أساء صحبة الموت، لمجرد أن تقول غداً أفعل كذا أنت لا تعرف ما هو الموت، الموت يأتي بغتةً والقبر صندوق العمل فلذلك الاستعداد للموت من الدين، يقول عليه الصلاة والسلام: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 بادروا بالأعمال الصالحة فماذا ينتظر أحدكم من الدنيا &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الآن المستقبل ماذا يخبئ له ؟ أي إنسان &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 ما ينتظر أحدكم من الدنيا إلا غِنَىً مُطْغِياً، أو فَقْراً مُنْسِياً، أو مَرَضاً مُفْسِداً أو هَرَماً مُقَيِّداً، أو مَوْتاً مُجْهِزاً ؛ أو الدجال، فالدجال شرُّ غائِبٍ يُنْتَظَر؛ أو السَّاعَةُ والساعة أدهى وأَمَرّ &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الإنسان إذا توقع المتوقع ينجو من المتوقع، لذلك قال تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة التحريم الآية: 6 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الملك الآية: 2 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لماذا بدأ بالموت، أنت حينما تولد أمامك خيارات لا تعد ولا تحصى، لكن إذا جاءت ساعة المنية أمامك خياران لا ثالث لهما، فو الذي نفس محمد بيده ما بعد الدنيا من دار إلا الجنة أو النار، أمام الموت خياران فقط، فإما أن تكون من سعداء الآخرة أو من أشقياء الآخرة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الزمر الآية: 15 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إذاً أيها الأخوة: إدارة الوقت أن تعيش المستقبل، إدارة الوقت أن تعد لساعة مغادرة الدنيا، ما من إنسان أعقل من الذي يعد لهذه الساعة التي لا بد منها، الإنسان أيها الأخوة حينما يولد كل من حوله يضحك، لكنه يبكي وحده، بعد الولادة في بكاء الوليد، فإذا وافته المنية كل من حوله يبكي فإذا كان بطلاً يضحك وحده &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ 26 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة يس &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93إذا كان بطلاً يضحك وحده، معنى ذلك أنه إذا أدار الوقت إدارة ذكية موفقة يضحك وحده، والنجاح الحقيقي، والفلاح الحقيقي أن تزحزح عن النار أخوتنا الكرام: نحن نعيش قيماً مستنبطة من حركة الحياة، نقدر القوي، نقدر الغني، نقدر الذكي ، يلفت نظرنا الجميل، لكن القرآن ذكر قيماً اعتدها، ولم يعتمد غيرها قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الأنعام الآية: 132 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني حجمك عند الله بحجم عملك الصالح فقط، وذكر قيماً أخرى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ 11&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة المجادلة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فقيمتان في القرآن معتمدتان بتقييم الإنسان ـ العلم والعمل ـ ولا قيمة ثالثة لذلك يروى أن أحد التابعين كان قصير القامة، كان أسمر اللون، أحنف الرجل، غائر العينين، ناتئ الوجنتين، مائل الذقن، ليس شيء من قبح المنظر إلا وهو آخذ منه بنصيب وكان مع ذلك سيد قومه، إذا غضب غضبَ لغضبته مئة سيف لا يسألونه فيما غضب، وكان لغضبته مئة سيف لا يسألونه فيما غضب، وكان ذا علم أن الماء يفسد مروءته ما شربه كان في حضرة معاوية سأله تكلم يا أحنف عن يزيد، فقال كلمة رائعة قال &#91b&#93أخاف الله إن كذبت وأخافكم إن صدقت،&#91/b&#93 فكان تلميحاً أبلغ من تصريح، وكان سيد قومه فنحن حينما نعتمد قيم القرآن نقدر العلم والعمل ونلغي هذه القيم الأخرى التي هي شائعة بين الناس، بل إن الإنسان حينما يعتمد مقاييس الفوز في القرآن يكون قد أحسن إدارة الوقت، قال تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ 185&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة آل عمران &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لكن لو شققت على صدور الناس الآن ما هو الفوز ؟ أن تملك دخل كبير جداً أن تملك بيت فخم جداً، أن تملك مكانة قوية جداً، أن يكون الناس في خدمتك، هذا فوز في مقياس الأرض، ولكن في مقياس السماء الفوز أن تزحزح عن النار وأن تدخل الجنة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً 71&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الأحزاب &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فطاعة الله هي الفوز، وأقول دائماً مستحيل وألف ألف مستحيل أن تطيعه وتخسر ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تعصيه وتربح سبحانك إنه لا يذل من واليت ولا يعز من عاديت أيها الأخوة:الوقت نعمة، نعمة كبيرة، بل إن العلماء الذين فسوروا قوله تعالى: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ 1 حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ 2 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3 ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 4 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7 ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 8 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة التكاثر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93من النعيم الوقت، وقت الفراغ، ماذا فعلت به، كيف أنفقته، هل أنفقته في طاعة أم في معصية، هل أنفقته في عمل صالح أم في متعة، كيف أنفقته ؟ وهذه السورة أيضاً &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الهم هو الجمع، الجمع ثم فوجئ بالموت، كالذي حدثتكم عنه &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ 1 حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ 2 كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ 3&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93تهديد، يعني أنت الآن لا تعلم، لكن سوف تعلم &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93مرة عند الموت، ومرةً يوم القيامة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني إنسان يركب مركبة في طريق منحدر انحداراً شديداً، والنسيم عليل والمنظر جميلة لكن ينتهي هذا الطريق بمنعطف بزاوية قائمة، ثم اكتشف أن المكبح قد تعطل يقول هلكنا &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لو يعلم هذا الإنسان الشارد، هذا الإنسان التائه، هذا الإنسان العاصي ماذا ينتظره لأيقن بالجحيم &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7 ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 8 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93بنود النعيم الكفاية والصحة وقت الفراغ، لذلك قال عليه الصلاة والسلام: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91 أخرجه البخاري والترمذي وابن ماجة عن ابن عباس &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93بل إن سقراط يقول لا يعد الإنسان إنساناً إلا إذا كان عنده وقت فراغ، وقت العمل من أجل أن تكسب المال، لكن الوقت الذي يؤكد إنسانيتك، يؤكد مبدأك، يؤكد اتجاهك وقت الفراغ، لذلك الناس يتمايزون بوقت الفراغ، هذا الوقت كيف تمضيه، وما من مصيبة ألمت بالعالم الثالث كمصيبة الغزو الفكري، الناس جالسون وراء الشاشة، يتلقون بطريقة سلبية لا يحققون شيئاً، يتابعون مشكلات موهومة أو ممثلة تمثيل فيضيف الإنسان إلى مشكلاته الحقيقية مشكلات المسلسلات &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ 5 لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ 6 ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ 7 ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ 8 &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الوقت أيها الأخوة مسؤولية: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 لا تَزُولُ قَدَمَ ابنِ آدَمَ يَوْمَ القِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبّه حَتّى يُسْأَلَ عن خَمْسٍ: عن عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وعن شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلاَهُ، وَعن مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أَنْفَقَهُ وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91 أخرجه بن مسعود عن أبي ذر وعن أبي سعيد &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أنت مسؤول والله الذي لا إله إلا هو هذه الثانية التي تمر تسأل عنها، بل حتى المؤمن حينما توافيه المنية لا يندم إلا على ساعة مرت لم يذكر الله فيها، فبما أن الوقت نعمة مسؤول عنه، ماذا فعلت في هذا الوقت، لذلك النبي عليه الصلاة والسلام أقسم الله بعمره الثمين، قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ 72&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الحجر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93والحقيقة أيها الأخوة الأعمار لا تقاس بأزمانها، تقاس بالإنجازات التي فيها الآن تجد الإمام الشافعي عاش دون الخمسين، ترك كتب لا يعلم خيرها إلا الله، الإمام النووي عاش تقريباً 49 سنة أيضاً، ترك كتب لا يعلم خيرها إلا الله فالإنسان حينما يدير وقته يجري الله الخير على يديه، إدارة الوقت أخطر شيء في حياة الإنسان ، لو حسبت الأوقات الضائعة والمهدورة والتي كانت في شيء تافه لأدركت قيمة الوقت أحد العلماء الكبار في الشام مر أمام مقهى رأى أناس يلعبون النرد قال يا سبحان الله لو أن الوقت يشترى من هؤلاء لاشتريناه منهم، لأن الإنسان حينما يعرف الله ويسعى إلى الجنة أثمن شيء هو الوقت، لذلك يتمنى أن يكون النهار خمسين ساعة أن يكون العام عشرين شهراً مثلاً، الوقت شيء ثمين جداً، لكن التافهين وقتهم تافه &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً 105&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الكهف &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فالوقت مسؤولية، والوقت أيها الأخوة له أهمية كبيرة، لذلك قال عليه الصلاة والسلام في الحديث الجامع المانع: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91الحاكم والبيهقي عن ابن عباس أحمد في مسنده عن عمرو بن ميمون &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93وهذا من إدارة الوقت، يعني كلمة إدارة الوقت كلمة حديثة، لكن كل هذه الآيات ألهاكم التكاثر ـ والعصر ـ هذه الأحاديث كلها عن الوقت، الإنسان بضعة أيام &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 اغتنم خمسا قبل خمس: حياتك قبل موتك، وصحتك قبل سقمك، وفراغك قبل شغلك، وشبابك قبل هرمك، وغناك قبل فقرك &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93بل إن النبي عليه الصلاة والسلام في حديث رائع جداً يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 إذا قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فإن استطاع أن لا يقوم حتى يغرسها فليفعل &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91 رواه هشام بن زيد عن أنس بن مالك &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93لأن الوقت ثمين جداً، لا يعرف قيمة الوقت إلا عند الموت &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة المؤمنون الآيات: 99 ـ 100 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يقول عليه الصلاة والسلام: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 ركعتان خفيفتان مما تحقرون وتنقلون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#91 أخرجه ابن المبارك عن أبي هريرة &#93 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93واحد يملك أضخم شركة بالعالم صاحب هذا القبر إلى ركعتين مما تحقرون من تنفلكم خير له من كل دنياكم، نحن الآن نعيش والقلب ينبض وفي العمر بقية، لكن لو أن إنسان وافته المنية يتمنى دقيقة يعبد الله فيها، يتمنى دقيقة يصلي فيها، يتمنى دقيقة يقدم خدمة لإنسان لوجه الله عز وجل لكن الوقت يمضي هكذا، فهذا الوقت نشعر بقيمته عند الموت: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي 24 فَيَوْمَئِذٍ لَا يُعَذِّبُ عَذَابَهُ أَحَدٌ 25&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الفجر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً 27&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الفرقان الآية: 26 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَاناً خَلِيلاً 28&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة الفرقان &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الآيات إذا جمعت حول حالة الندم التي تسحق الإنسان عند الموت تؤكد قيمة الوقت، الله عز وجل يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة البقرة الآية: 148 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أنت مخير أولاً في عمرك بقية والقلب ينبض وتعيش استيقظت، سمح له أن تعيش يماً جديداً: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة البقرة الآية: 148 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني هذه الحرية في الاختيار نعمة كبرى لا تعدلها لا تستمر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الآن: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831أَيْنَ مَا تَكُونُوا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة البقرة الآية: 148 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93في أي مكان كنتم، وفي أي مكانة كنتم: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ 148&#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 سورة البقرة &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يعني هذه النعمة الكبرى نعمة الحياة ونعمة الاختيار فرصة لا تعوض سوف تنتهي هذه النعمة، متى ؟ عند الموت &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أخوتنا الكرام: النبي عليه الصلاة والسلام أرسل أحد الصحابة الكرام قائداً لجيش هو زيد بن ثابت ، فإن قتل فجعفر ابن أبي طالب، فإن قتل فعبد الله بن رواحة هذه المعركة معركة مؤتة سيدنا زيد مسك الراية وقاتل بها حتى قتل، فجاء دور سيدنا جعفر أمسك الراية فقاتل بها حتى قتل، جاء دور من ؟ عبد الله بن رواحة فتردد عشر ثواني قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93يا نفس إلا تقتلي تموتـي هذا حمام الموت قد صليتي إن تفعلي فعلهما رضيتي وإن توليتي فقد شـــقيتي ***&#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93وأمسك الراية فقاتل بها حتى قتل، ماذا قال النبي لأصحابه ؟ قال: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93أخذ الراية أخوكم زيد فقاتل بها حتى قتل وإني لأرى مقامه في الجنة، ثم أخذ الراية أخوكم جعفر فقاتل بها حتى قتل وإني أراه يطير بجناحين في الجنة لأنه قطعت يمينه فأمسكها بيساره فقطعت يساره فأمسكها بعضديه ثم قتل، ثم سكت النبي عليه الصلاة والسلام، لما سكت قلق الصحابة على أخيهم الثالث عبد الله بن رواحة قالوا ما فعل عبد الله ؟ فسكت النبي بقدر تردده قال ثم أخذ الراية أخوكم عبد الله فقاتل بها حتى قتل وإني لأرى في مقامه ازوراراً عن صاحبيه هبط مقامه لأنه تردد في بذل نفسه &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الآن نقول لك تعال واحضر هذا الدرس فقط لا تكلف ببذل نفسك، ويتوانا ويتكاسل ، يعني لتعلموا الفرق بين الصاحبة الكرام لأنه تردد عشر ثواني فقط في بذل روحه هبط مقامه عند الله عز وجل أيها الأخوة الكرام: الوقت الذي نملكه نحن يملكه الناجحون، يملكه المتفوقون، فالوقت قاسم مشترك بيننا جميعاً، لكنهم أحسنوا إدارته وأخفقنا في إدارته، ولا أبالغ أنك إن التقيت بمئة إنسان قد لا تجد واحداً يحسن إدارة الوقت، الوقت محدود يمكن أن تستغل كل دقيقة فيه، يمكن أن تخطط له، يمكن أن تقوم بأعمال كثيرة بوقت واحد، لكن هذا الذي يعيش هكذا بلا تخطيط وبلا وعي يضيع وقته سدا أسأل الله لي ولكم التوفيق والنجاح وإلى الأسئلة إذا شئتم &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93&#91b&#93سؤال:&#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 هل بالإمكان أن توضح لنا مفهوم إنفاق الوقت إنفاقاً استهلاكياً وإنفاقه إنفاقاً استثمارياً &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93&#91b&#93جواب:&#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 الإنفاق الاستهلاكي كما يفعل الناس اليوم، يأكل، ويشرب، وينام، ويسمر ويسافر، وينغمس في المتع والشهوات بلا ضابط، ولا قيمة، ولا رادع، ولا منهج، ولا هدف، ولا وسيلة، يعيش هكذا، إن عمل النار سهل بسهوة، لكن إنفاق الوقت إنفاق استثماري يعلم ويعمل بما يعلم ويدعو إلى ما يعلم ويصبر على طلب العلم وعلى تطبيقه وعلى الدعوة إليه، يعمل للآخرة، الآن أي شيء ينتهي عند الموت من الدنيا، عندك بناء فخم جداً عندك مزرعة فخمة جداً، أي شيء ينتهي عند الموت من الدنيا، وأي شيء يدخل معك في القبر من الآخرة، فأنت في أية لحظة يمكن أن تقيم عملك هذا العمل يدخل معي في القبر أم يبقى في الدنيا، الإنسان إذا شيعه أقرباءه وصلوا إلى القبر، قد يأتي الناس إلى القبر وضع في القبر، ما الذي ينزل معه إلى القبر ؟ مركبته الفخمة ؟! لا، بيته الكبير ؟! له إطلالة رائعة ؟! لا، زوجته الجميلة ؟! لا، يدخل وحده، لكن شيئاً يدخل معه هو العمل الصالح &#91b&#93يا قييس إن لك قريناً تدفن معه وهو حي ويدفن معك وأنت ميت فإن كان كريماً أكرمك وإن كان لئيماً أسلمك ألا وهو عملك &#91/b&#93 لذلك العمل الصالح وحده هو إنفاق الوقت إنفاقاً استثمارياً &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93الآن الإنسان حينما تأتيه المنية يا ربي حتى أبيع البضاعة، لا يقولها، حتى أصب السقف، لا يقول هذا أبداً، يقول: &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93&#64831 رَبِّ ارْجِعُونِ 99 لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً &#64830 &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93&#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93فلذلك إنفاق الوقت إنفاقاً استثمارياً هو العمل الصالح، العلم والعمل والدعوة إلى الله &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93 &#91b&#93سؤال:&#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 إن التطورات التي أثرت في التكنولوجيا هي اختصار الوقت في كثير من المجالات العلمية هل بإمكاننا الاستفادة منها وكيف ذلك في المجال الديني، وهل يوازي مثلاً أخذ الدين وتعاليمه عبر الانترنيت لأخذ الدين وتعليمه من العلماء ؟ &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91center&#93&#91color=#ff0000&#93&#91size=5&#93&#91b&#93جواب:&#91/b&#93&#91/size&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91color=#008000&#93 &#91center&#93&#91size=5&#93 يعني أنا من المؤمنين وقد عرضت في هذه القاعة في العام الماضي علاقة الانترنيت بالدعوة إلى الله تذكرون، أنا مؤمن أنه لا بد من أن نستخدم الوسائل الحديثة في نشر الدعوة لأنه الحقيقة الوسائل الحديثة، سأقول كلام دقيق رفعت الدقة إلى 100 درجة وخفضت الجهد إلى الصفر، يعني الدقة ترتفع 100 مرة والجهد ينخفض 100 مرة شيء سهل جداً يعني ممكن أن تأخذ موضوعات كبيرة الآن بالإنترنيت فالانترنيت من لا يستخدمه هو أمي هذا العصر، الكمبيوتر والانترنيت طبعاً فيهما أخطار أيضاً لكن الإنسان مخير وأي شيء أمامك سلاح ذو حدين ، أي شيء أمامك حيادي، يمكن أن يوظف في الخير وفي الشر يمكن أن يكون سلماً ترقى به أو دركات تهوي بها، لكن المؤمن يختار الجانب الخير إذاً الوسائل الحديثة يجب أن نستخدمها، والذي لا يستخدمها يكون خارج العصر، أنا بالمناسبة والفضل لله لي موقع في الانترنيت الآن رواده 14 ألف بالأسبوع، صار في أحدث خمس خطب، أحدث خمس دروس تفسير، أحدث خمس دروس أحد، صوت، وفي لغة إنكليزية وفي فتاوى، وفي ستين ألف صفحة، والله حينما أسافر لبلد بعيد، مرة كنت بسدني أمين المكتبة رحب ترحيب غير معقول إذا به يأخذ كل معلوماته من موقعي بالانترنيت، قلت سبحان الله أنا في دمشق والأخ في سدني، في أقصى مكان في الدنيا، هذا هو الانترنيت كنت في الكويت قبل أسبوع قدموا لي هدية ثمينة جداً الموسوعة الفقهية أما حجمها كبير جداً 39 جزء أتيت بها إلى الشام وتجشمت مؤونة نقلها جئت إلى الانترنيت فتحت موقع وزارة الأوقاف مكتوب مربع الموسوعة الفقهية ضغط على هذا المربع الأجزاء كلها موجودة، ضغط على أحد الأجزاء نقل إلى الهارد عندي الجزء بكامله مضبوط بالشكل ملون بحث وطبع فندمت على حمل هذه الموسوعة نشكر لفضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي تكرمه بهذه المحاضرة الطيبة والشكر قليل طبعاً وهي كلمات مضيئة تنير لنا أوقاتنا، نسأل الله عز وجل أن يوفقنا للعمل في هذا المضمون، وأن لا نكون إلا كالسمكة الأولى حتى لا نصطاد، نشكره جزيل الشكر &#91/size&#93&#91/center&#93 &#91/color&#93 &#91size=5&#93 &#91center&#93&#91color=#222222&#93&#91ft=tahoma&#93&#91color=#008000&#93والحمد لله رب العالمين &#91/color&#93&#91/ft&#93&#91/color&#93&#91/center&#93 &#91/size&#93&#91/center&#93

[/color][/size][/font][/b]