شعاع القران الكريم وعلومه تفسير | اعجاز | علوم القران |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
من أسرار قوله تعالى : { وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم ... } بِسمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ قال الإمامُ ابنُ قيِّم الجَوزيَّة -رحمهُ اللهُ- في قَولِه -تَعالى-: ((وَعسَى أن تَكرَهُوا شَيْئًا وَهُو خيرٌ لَكُمْ وعَسى أن تُحبُّوا شَيْئًا وهُو شَرٌّ لَكُمْ وَاللهُ يَعلمُ وأَنتُم لا تَعلَمونَ)) [البقرة: 216]: «في هذه الآية عدَّة حِكمٍ وأسرارٍ ومصالحَ للعبدِ: فإن العبدَ إذا علِم أن المكروهَ قد يأتي بالمحبوبِ، والمحبوبَ قد يأتي بالمكروهِ؛ لم يأمَنْ أن تُوافيَهُ المَضرَّةُ مِن جانبِ المَسرَّةِ، ولم يَيأسْ أن تأتيَه المسرَّةُ مِن جانبِ المَضرَّةِ؛ لعدمِ عِلمهِ بالعواقِب؛ فإن اللهَ يعلمُ منها ما لا يعلمُه عبدُه... ومِن أسرارِ هذه الآيةِ: أنَّها تقتضي مِن العبدِ التَّفويضَ إلى مَن يَعلمُ عواقبَ الأُمور، والرِّضا بما يَختارُه له ويَقضيهِ له؛ لما يَرجو فيه مِن حُسنِ العاقبةِ. ومِنها: أنَّه لا يقترحُ على ربِّه، ولا يَختارُ عليه، ولا يسألُه ما ليس له به عِلمٌ؛ فلعلَّ مضرَّتَه وهلاكَه فيه وهو لا يعلمُ! فلا يختارُ على ربِّه شيئًا؛ بل يسألُه حُسنَ الاختيارِ له، وأَن يُرَضِّيَه بما يختارُه؛ فلا أنفعَ له مِن ذلك. ومنها: أنه إذا فوَّض إلى ربِّه، ورضِيَ بما يختارُه له؛ أمدَّهُ فيما يختارهُ له بالقُوَّةِ عليه والعزيمةِ والصَّبرِ، وصرَفَ عنه الآفاتِ التي هي عُرضَةُ اختِيارِ العبدِ لنفسِه، وأَراهُ مِن حُسنِ عواقبِ اختِيارِه له ما لم يكنْ لِيصلَ إلى بعضِه بما يختارُه هو لنفسِه. ومِنها: أنَّه يُريحُه مِن الأفكارِ المُتعِبةِ في أنواعِ الاختِياراتِ، ويُفرِّغُ قلبَه من التَّقديراتِ والتَّدبيراتِ التي يصعدُ منها في عَقَبةٍ وينزِلُ في أُخرى، ومع هذا: فلا خُروجَ له عمَّا قُدِّر عليه، فلو رَضِيَ باختِيارِ الله؛ أصابَه القدَرُ وهو محمودٌ مشكورٌ ملطوفٌ به فيه، وإلا: جرَى عليه القَدَرُ وهو مذمومٌ غيرُ ملطوفٍ به فيه؛ لأنَّه مع اختِيارِه لنفسهِ. ومتى صحَّ تفويضُه ورِضاهُ؛ اكتنفَهُ في المقدورِ العطفُ عليه، واللُّطفُ به؛ فيصيرُ بين عطفِه ولُطفِه، فعطفُهُ يَقيهِ ما يَحذَرُه، ولُطفُه يُهوِّن عليه ما قدَّرَهُ. إذا نفذَ القدرُ في العبدِ؛ كان مِن أعظمِ أسبابِ نُفوذِه تحيُّلُه في ردِّه. فلا أنفعَ له مِن الاستِسلام، وإِلقاءِ نفسِه بين يدي القدَر طريحًا كالمَيْتةِ؛ فإنَّ السَّبُعَ لا يَرضَى بأكلِ الجِيَفِ». [«فوائد الفوائد»، 174-176] منقول للفائدة أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 7 : | |
, , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حكم وأسرار في قوله تعالى {وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم} | دكتورة سعاد | شعاع القران الكريم وعلومه | 5 | 04-28-2015 10:53 AM |
في رحاب قوله تعالى ولو انهم فعلوا مايوعظون به لكان خيرا لهم | مريم مصطفى رفيق | شعاع القران الكريم وعلومه | 5 | 04-19-2015 05:18 PM |
تأملات في قوله تعالى:(وَقَالُوا حَسْبُنَا اللهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ) | أم يعقوب | شعاع القران الكريم وعلومه | 6 | 05-12-2014 07:00 PM |
اعجاز القرآن في قوله تعالى (ناصية كاذبة خاطئة) | أم يعقوب | شعاع القران الكريم وعلومه | 6 | 05-04-2014 12:46 PM |
تأملات في قوله تعالى ( ياأهل الكتاب قد جاءكم رسولنا...) | ام عبدالله وامنه | مكتبة القران الكريم | 4 | 04-11-2014 11:27 PM |