منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع التاريخ الإسلامي و الغربي (https://hwazen.com/vb/f176.html)
-   -   بحث قيم ..عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .."في حادثة الإسراء والمعراج" (https://hwazen.com/vb/t11763.html)

عطر الجنة 04-12-2016 10:01 PM

بحث قيم ..عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .."في حادثة الإسراء والمعراج"
 
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: groove; border-width: 5px; border-color: rgb(158, 88, 232); width: 80%;"][postback=http://b.top4top.net/p_1028jea1.gif]
[formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: rgb(0, 0, 0); font-weight: normal; font-style: normal; text-align: center; background-color: rgb(255, 255, 255); border-style: solid; border-width: 5px; border-color: rgb(131, 115, 138); width: 91%; background-image: url(http://c.top4top.net/p_102r5bz1.png);"]






http://i687.photobucket.com/albums/v...-Ln/91-aLp.png


بحث قيم .. عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام ..
"في حادثة الأسراء والمعراج"

http://up.graaam.com/forums/127164/01294727518.png

http://data.zyzoom.org/vb_cache1/201...d0d3a1dded.gif

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.



لاشك بأن حادثة الإسراء والمعراج والتي حدثت مع النبي محمد عليه الصلاة والسلام

هي آية حقيقية من آيات الله وكل إنسان لا يصدق بها فهو كافر باجماع العلماء

لأنه أتى الحديث عنها من الله عز وجل في سورة الإسراء

وأما بالنسبة لموضوع المعراج فقد اتى ذكره في سورة النجم

سنتحدث عن الأسباب والحقائق التي جعلت القدس

هي مكان عروج المصطفى عليه الصلاة والسلام إلى السماء وليس مكان آخر


http://www.geocities.ws/athens/atlan...6/ornament.gifhttp://www.geocities.ws/athens/atlan...6/ornament.gif


"القدس مركز السلام والتعايش"

http://i1220.photobucket.com/albums/...h5/7647684.png
كانت القدس في التاريخ الإسلامي مركز سلام وتعايش ما بين مختلف الأديان السماوية الأصل (أهل الكتاب)، يعيدنا الكتاب لنتملَّى في هذه الحقيقة الراسخة، ويدفعنا في هذه اللحظة بالذات بالمعالم المصيرية التي تبدو فيها المدينة المقدسة مهدّدة، إلى استذكار أنها شهدت منذ الفتح الإسلامي (العمري) الذي لم يرتق أي من غزاة المدينة وفاتحوها إلى مستوى عدالته وتسامحه لحظتين كارثيتين أو نكبتين في تاريخها، هما: اللحظة الصليبية المندثرة، واللحظة اليهودية الصهيونية الإسرائيلية المعاصرة، والتي تمثلها الدولة العدوانية العبرية، هما من لحظات الخطيئة الكبرى في التاريخ، فلم تؤكد الهويتان الصليبية والصهيونية نفسيهما إلاّ من خلال محاولة تدمير الوجود الإسلامي في القدس ، وهدم القدس التاريخية العربية ـ الإسلامية وتغيير شخصيتها تغييراً كلياً، في حين تميَّزت الرؤية الإسلامية للقدس عقائدياً وتاريخياً بأنها رؤية تسامح وتعايش وسلام ما بين أبناء إبراهيم عليه السلام.


يقصد بالإسراء الرحلة العجيبة التي بدأت من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى بالقدس.

ويقصد بالمعراج ما عقب هذه الرحلة من ارتفاع في طباق السموات حتى الوصول إلى مستوى تنقطع عنده علوم الخلائق ولا يعرف كنهه أحد، ثم الأوبة -بعد ذلك- إلى المسجد الحرام بمكة. وقد أشار القرآن الكريم إلى كلتا الرحلتين في سورتين مختلفتين، وذكر قصة الإسراء وحكمته بقوله:
{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
وذكر قصة المعراج وثمرته بقوله:

{وَلَقَدْ رَآهُ-يعني جبريل- نَزْلَةً أُخْرَى. عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى. عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى. إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى. مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى. لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى}.
فتعليل الإسراء -كما نصت الآية- أن الله يريد أن يري عبده بعض آياته.
ثم أوضحت آيات المعراج أن الرسول عليه الصلاة والسلام شهد -بالفعل- بعض هذه الآيات الكبرى.

وقد اختلف العلماء من قديم: أكان هذا السُّرى الخارق بالروح وحده، أم بالروح والجسد جميعاً؟ والجمهور على القول الأخير.
وللدكتور هيكل رأي غريب، فقد اعتبره استجماعاً ذهنياً ونفسياً لوحدة الوجود الأول من الأزل إلى الأبد، في فترة من فترات التألق النفساني الفذّ، الذي اختص به بشر نقيٌّ جليل مثل محمد (صلَّ الله عليه وسلم).

وفي إبان هذا التألق الذي استعلى به على كل شيء -استعرض حقائق الدين والدنيا، وشاهد صور الثواب والعقاب..الخ.

فالإسراء حق..وهو عنده -روحي لا مادي، ولكنه في اليقظة لا في المنام، فليس رؤيا صادقة كما يرى البعض، بل هو حقيقة واقعة على النحو الذي صوره، ثم قال فيه بعدئذ:"وليس يستطيع هذا السمو إلا قوة فوق ما تعرف الطبائع الإنسانية".
والحق أن الحدود بين القوى الروحية والقوى المادية أخذت تضمحل وتزول، وأن ما يراه الإنسان ميسوراً في عالم الروح ليس بمستوعر في عالم المادة.
وأحسب أنه بعدما مزق العلم من أستار عن أسرار الوجود؛ فإن أمر المادة أضحى كأمر الروح، لا يعرف مداه إلا قيوم السموات والأرض.

وإن الإنسان ليقف مشدوهاً، عندما يعلم أن الذرة تمثل في داخلها نظام المجموعة الشمسية الدوارة في الفلك، وأنها -وهي هباءة تافهة- تكمن فيها حرارة هائلة عندما أطلقت أحرقت الأخضر واليابس.
إن الرسول (صلَّ الله عليه وسلم) أسري به وعُرج. كيف؟ هل ركب آلة تسير بأقصى من سرعة الصوت كما اخترع الناس أخيراً؟

لقد امتطى البراق، وهو كائن يضع خطوه عند أقصى طرفه، كأنه يمشي بسرعة الضوء. وكلمة "براق" يشير اشتقاقها إلى البرق، أي أن قوة الكهرباء سخرت في هذه الرحلة.
لكن الجسم -في حالته المعتادة- يتعذر عليه التنقل في الآفاق بسرعة البرق الخاطف، لابد من إعداد خاص، يحصن أجهزته ومسامه لهذا السفر البعيد.

وأحسب أن ما روي عن شق الصدر، وغسل القلب وحشوه، إنما هو رمز هذا الإعداد المحتوم.. وقصة الإسراء مشحونة بهذه الرموز، ذات الدلالة التي تدق على السذج.

إن الإسراء والمعراج وقعا للرسول عليه الصلاة والسلام بشخصه في طور بلغ الروح فيه قمة الإشراق، وخفّت فيه كثافة الجسد حتى تفصَّى من أغلب القوانين التي تحكمه.
واستكناه حقيقة هذه الرحلة، وتتبع مراحلها بالوصف الدقيق، مرتبط بإدراك العقل الإنساني لحقيقة المادة والروح، وما أودع الله فيهما من قوى وخصائص.

ولذلك سنتجاوز هذا البحث إلى ما هو أيسر وأجدى، أي إلى تسجيل المعالم المتصلة بالإسلام باعتباره رسالة عامة وتشاريع محددة.

وقصة الإسراء والمعراج تهمنا من هذه الناحية.
ألم تر أن "علم النفس" لم يستبحر وينطلق إلا يوم تحرر من البحث في الروح والخبط في مدلولها؟؟

لماذا كانت الرحلة إلى بيت المقدس، ولم تبدأ من المسجد الحرام إلى سدرة المنتهى مباشرة؟.
إن هذا يرجع بنا إلى تاريخ قديم، فقد ظلت النبوات دهوراً طوالاً وهي وقف على بني إسرائيل، وظل بيت المقدس مهبط الوحي، ومشرق أنواره على الأرض، وقصبة الوطن المحبب إلى شعب الله المختار.
فلما أهدر اليهود كرامة الوحي وأسقطوا أحكام السماء، حلت بهم لعنة الله، وتقرر تحويل النبوة عنهم إلى الأبد! ومن ثم كان مجيء الرسالة إلى محمد (صلَّ الله عليه وسلم) انتقالاً بالقيادة الروحية في العالم، من أمة إلى أمة، ومن بلد إلى بلد، ومن ذرية إسرائيل إلى ذرية إسماعيل.

وقد كان غضب اليهود مشتعلاً لهذا التحول، مما دعاهم إلى المسارعة بإنكاره {بِئْسَمَا اشْتَرَوْا بِهِ أَنفُسَهُمْ أَنْ يَكْفُرُوا بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ بَغْيًا أَنْ يُنَزِّلَ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ فَبَاءُوا بِغَضَبٍ عَلَى غَضَبٍ}.
لكن إرادة الله مضت وحمَّلت الأمة الجديدة رسالتها، وورث النبي العربي تعاليم إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب، وقام يكافح لنشرها وجمع الناس عليها، فكان من وصل الحاضر بالماضي وإدماج الكل في حقيقة واحدة أن يعتبر المسجد الأقصى ثالث الحرمين في الإسلام، وأن ينتقل إليه الرسول في إسرائه، فيكون هذا الانتقال احتراماً للإيمان الذي درج -قديماً- في رحابه..
ثم يجمع الله المرسلين السابقين من حملة الهداية في هذه الأرض وما حولها ليستقبلوا صاحب الرسالة الخاتمة. إن النبوات يصدق بعضها بعضاً، ويمهد السابق منها للاحق. وقد أخذ الله الميثاق على أنبياء بني إسرائيل بذلك.
{وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ النَّبِيِّينَ لَمَا آتَيْتُكُمْ مِنْ كِتَابٍ وَحِكْمَةٍ ثُمَّ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَكُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَلَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَأَقْرَرْتُمْ وَأَخَذْتُمْ عَلَى ذَلِكُمْ إِصْرِي قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَأَنَا مَعَكُمْ مِنْ الشَّاهِدِينَ}.
وفي السنة الصحيحة أن الرسول صلَّى بإخوانه الأنبياء ركعتين في المسجد الأقصى فكانت هذه الإمامة إقراراً مبيناً بأن الإسلام كلمة الله الأخيرة إلى خلقه، أخذت تمامها على يد محمد بعد أن وطّأ لها العباد الصالحون من رسل الله الأولين.
والكشف عن منزلة محمد (صلَّ الله عليه وسلم) ودينه ليس مدحاً يساق في حفل تكريم. بل هو بيان حقيقة مقررة في عالم الهداية، منذ تولت السماء إرشاد الأرض، ولكنه جاء في إبّانه المناسب.
فإن جهاد الدعوة الذي حمله محمد (صلَّ الله عليه وسلم) على كواهله، عرَّضه لعواصف عاتية من البغضاء والافتراء، ومزق شمل أتباعه، فما ذاقوا -مذ آمنوا به- راحة الركون إلى الأهل والمال. وكان آخر العهد بمشاق الدعوة، طرد "ثقيف" له، ثم دخوله البلد الحرام في جوار مشرك. إنّ هوانه على الناس -منذ دعاهم إلى الله- جعله يجأر إلى ربِّ الناس، شاكياً راجياً.
فمن تطمين الله له، ومن نعمائه عليه أن يهيىء له هذه الرحلة السماوية لتمس فؤاده المعنَّى ببرد الراحة. وليشعر أنه بعين الله، مذ قام يوحده ويعبده، ويعلم البشر توحيده وعبادته..

إن الإسراء والمعراج يقعان قريباً من منتصف فترة الرسالة التي مكثت ثلاثة وعشرين عاماً، وبذلك كانا علاجاً مسح متاعب الماضي، ووضع بذور النجاح للمستقبل.
إن رؤية طرف من آيات الله الكبرى في ملكوت السموات والأرض له أثره الحاسم في توهين كيد الكافرين، وتصغير جموعهم، ومعرفة عقباهم.

وقد عرف محمد صل الله عليه وسلم في هذه الرحلة أن رسالته ستعم الأرض، وتتوطن الأودية الخصبة في النيل والفرات، وتنتزع هذه البقاع من مجوسية الفرس وتثليث الروم.

بل إن أهل هذه الأودية سيكونون حملة الإسلام جيلاً في أعقاب جيل. وهذا معنى رؤية النيل والفرات في الجنة، وليس أن مياه النهرين تنبع من الجنة كما يظن السذّج والبله.

لقد روى الترمذي مثلاً أن رسول الله
صل الله عليه وسلم قال:
"إذا أُعطي أحدكم الريحان فلا يرده فإنه خرج من الجنة" فهل ذلك يدل
على أن الريحان من الجنة، ونحن نقطف أزهاره من الحقول والحدائق؟.



ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام وما فيه من حكم وفوائد

إن المتأمل للآية الأولى من سورة الإسراء يجد أنها ربطت المسجد الأقصى بالمسجد الحرام، وربطت بيت المقدس بمكة المكرمة؛ إذ أُسرِي به- صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- من المسجد الحرام بمكة إلى المسجد الأقصى ببيت المقدس، وكان من الممكن أن يعرج الرسول- صل الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- إلى السماوات العُلا من المسجد الحرام مباشرةً دون أن يُسرَى به على المسجد الأقصى ويعرج منه.. نلاحظ أن هذا الربط كان مقصودًا، ونحسب- والله أعلم- أن وراء ذلك دلالاتٍ وفوائدَ..

فما هذه الدلالات والفوائد؟!

اولا: وحدة الجغرافيا الدينية

تقوم المنظومة الجغرافية الإسلامية على الوحدة، وتتألّف هذه الوحدة من ثلاثة أطراف متدرجة القداسة
، إلاّ أنها متكاملة ومترابطة، وهي: مكة (البيت الحرام) والمدينة (المسجد النبوي) والقدس (المسجد الأقصى والصخرة الشريفة).


وفي إطار الرؤية الإبراهيمية لتاريخ الأديان السماوية، إن تراتبية أطراف المنظومة الجغرافية الإسلامية للأرض المباركة (مكة، المدينة، المقدس) لا تنفي أبداً أن مكة تبطن القدس في داخلها كما أن القدس تبطن مكة. ولقد بلغ من عمق تجذر هذه الجغرافيا المقدسة في وعي المسلمين أن بعض المفسرين فسروا الآيات القرآنية المتعلقة بها في ضوء وحدة تلك الجغرافيا نفسها.

ومن هنا فقد نظر الإسلام إلى الأنبياء على أنهم بالدرجة نفسها أنبياء الإسلام، ومن هنا شملت رؤيته للجغرافيا المقدسة (المباركة) المجال الجغرافي المقدس لهؤلاء الأنبياء، وأصبحت أطراف هذه الجغرافيا
(مكة والمدينة والقدس)،



وإذا كانت المنظومة الجغرافية الإسلامية تضع القدس في إطار ترابطية أطرافها في الموقع الثالث بعد البيت الحرام فإنها تشير وفق الحديث المتفق على صحته إلى أنَّ بناء المسجد الأقصى كان بعد المسجد الحرام بأربيعين عاما وقد بناه دواود عليه السلام وسليمان عليه السلام . بل إن بناء البيت الحرام في وادٍ غير ذي زرع يشبه في الرؤية الإسلامية الرمزية بناء القدس وسط سلسلة جبلية ومحيط صخري قاحل.

{وقالوا كونوا هوداً أو نصارى تهتدوا، قل بل ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين} [البقرة/ 135]

{ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً، ولكن كان حنيفاً مسلماً، وما كان من المشركين} [سورة آل عمران/ 67]،


ثانيا: التبادل الديني بين القبلتين القدس ومكة:

يمثل تبادل مكة (البيت الحرام) والقدس (المسجد الأقصى) دور «قبلة» المسلمين مظهراً من أهم مظاهر وحدة القداسة الإسلامية التي تربط مكة مع القدس. إن مكة هي القبلة التي يوجه المسلمون وجوههم نحوها أنى كانوا لإقامة الصلاة، وقد كانت القدس قبلتهم الأولى إلى أن نزل الوحي الإلهي بتوجيه القبلة شطر المسجد الحرام. ويجد هذا تفسيره بأن المسجد الحرام هو أول ما بناه الله تعالى قبل الخليقة ثم وصله ببيت المقدس ، من هنا تعبر هذه الرمزية عن الوحدة البدئية الجوهرية الإلهية ما بين المسجدين الحرام والأقصى في أن الكعبة ومكة والمدينة ستؤوب يوم النشور إلى بيت المقدس، فتزفُّ الكعبة بجميع حجاجها إلى بيت المقدس وتزف جميع مساجد الأرض إلى بيت المقدس، كما تذكر الروايات بهذا المعنى.

كان بيت المقدس وما يزال أولى القبلتين، لا يفارق هذا الوصف وعي أي مسلم حتى اليوم، وإن نقل القبلة منه إلى الكعبة في عصر النبوة لم يغيّر من مكانة القدس في المنظومة الرمزية الإسلامية وإن كان أعطى مكة أفضليّة نسبية، وربما كان في هذا التحويل ما ساعد المسلمين على تكوين هويتهم الإسلامية التوحيدية المميَّزة حين أداروا ظهورهم لتقاليد أسلافهم الوثنية.

لقد كانت مكة حينئذ ملوثة بالأوثان، فكان توجه المسلمين نحو المركز الروحي لأهل الكتاب أي القدس، علامة على التوجيه نحو العقيدة الإبراهيمية الأصلية، وعلامة على استمرار دين الوحي بها، إلى أن نزلت الآية القرآنية بالتحول إلى الكعبة المشرفة، ولقد وصف البعض تغيير القبلة بأنه أكثر إيحاءات الإسلام إبداعاً، إذ كان ذلك التغيير علامة على عودة المسلمين إلى عقيدة إبراهيم الأصلية قبل تحريفها، ومثَّل ذلك محاولة لاستعادة وحدة اعتقادية ديانية {كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين} مفتقدة، يمثلها البيت العتيق (البيت الحرام) الذي أعاد بناءه إبراهيم المسلم الحق، وانطوى ذلك على تأكيد الإسلام لأنه لن ينحني لأي من الديانات المحرفة القائمة، بل لله الواحد:

{إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شيء، إنما أمرهم إلى الله ثم ينبئهم بما كانوا يفعلون.. قل إنني هداني ربي إلى صراط مستقيم، ديناً قيماً ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين ، قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين}





ثالثا :الحجر الأسود وصخرة بيت المقدس

روايات عديدة ـ على اختلاف في درجاتها وصحتها ـ تؤكد أن الحجر الأسود نزل من الجنة ويروى عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنه ـ قوله: إن جبريل عليه السلام نزل بالحجارة من الجنة، وأنه وضعه حيث رأيتم، إنكم لم تزالوا بخير ما دام بين ظهرانيكم، فتمسَّكوا به ما استطعتم.

وإذا كان هذا شأن الحجر الأسود، فإن البيت المقدس وصخرته هي أيضاً سماوية، فد روي عن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ قوله:
«من أراد أن ينظر إلى بقعة من بقع الجنة فلينظر إلى بيت المقدس»


، وعن ابن عباس أن صخرة بيت المقدس من صخور الجنة.. وروايات عديدة أخرى تؤكد ذلك، وهذا يعني أن للمسجد الحرام والمسجد الأقصى في الرؤية الإسلامية ما يجسدهما في السماء ؛ بل إن حجرهما (الحجر الأسود والصخرة الشريفة) هو حجر سماوي يلاحم ما بينهما ضمن تصور إسلامي لمكان مقدس واحد.



رابعا : الصور الجغرافية المقدسّة: سلوان، زمزم، الصخرة:

تشكل الينابيع المباركة إحدى هذه الصور الدلالية الجغرافية للمقدس في الإسلام، فليس المقصود في هذه الآليات «معنى» الماء بل «معنى معناه»، فصورة «عين سلوان» نبع القدس الشهير، وصورة عين «زمزم» الذي يقول المسلمون إن ماءها العذب لا يجف لأنه موصول بالجنة، كلاهما من الصور الجغرافية الإسلامية الرمزية التي ينبني أساسها على الترابط ما بين قدسية الكعبة والمسجد النبوي والمسجد الأقصى، فتتبادل العينان المباركتان: سلوان (في القدس) وزمزم (في مكة) الوظائف، وتتكرران فيما بينهما، وتوحي الأحاديث النبوية الشريفة بهذه الحميمية ما بين العينين، وتأسيساً على هذا التصور يقول الشاعر العربي أبو العلاء المعري:

وبعين سلوان التي في قدسها.. ... .. طعم يوهم أنه من زمزم

وتستمد الصخرة الشريفة مكانها القدسية من موقعها في رحلة الإسراء والمعراج النبوية التي أسرى فيها الملاك «جبريل» بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليلاً على «البراق» من المسجد الحرام في مكة إلى المسجد الأقصى في القدس، ومن «الصخرة» في هذا المسجد «عرج» الله تعالى به إلى السماء، وهو ما رسخ في الفكر الإسلامي إلى الأبد موقع القدس كبابٍ للسماء.

وهناك روايات عن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ في الفضائل تقول: «القدس هي الأرض المقدسة التي بارك الله فيها للعالمين، لأن كل ماء عذب في الأرض منها يخرج من أصل الصخرة التي في بيت المقدس، يهبط من السماء إلى الأرض، ثم ينصرف في الأرض، وهكذا تكاد الصخرة هنا تأخذ موضع مركز العالم وهو ما تؤكّده بعض الروايات عن الصحابة والتابعين: أن «صخرة بيت المقدس وسط الدنيا» (بلفظ مقاتل)،

وروي عن النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ مجيباً عبد الله بن سلام عن سبب تسمية مسجد القدس بـ «المسجد الأقصى» قال: «لأنه وسط الدنيا لا يزيد شيئاً ولا ينقص».

كما أن الصخرة هي في أصل ممر ماء الحياة وتدفقه إلى البشر، فإنها في أصل البشر أنفسهم، بوجود رأس آدم أبي البشر عندها كما تذكر بعض الروايات الضعيفة.

ومن هنا يذهب بعض المفسرين إلى أن إبراهيم الخليل قد اختار حين أراد أن يمتحن اللهُ صحة إسلامه الصخرة الشريفة مكاناً للتضحية بولده، حيث تم فداؤه في اللحظة الأخيرة بكبش سمين، أصبح فيما بعد يشكل أصل احتفال المسلمين جميعاً في شتى بقاع الأرض بعيد الأضحى، أو ما يسمى بتسمية رمزية دالة بـ «العيد الكبير» الذي يقع خلال موسم الحج السنوي إلى مكة، مع أن حادث الفداء لم يقع في مكة بل في القدس فوق الصخرة، وإن في الاحتفال بنحر الخراف التي أحل الله أكلها استعادة رمزية لحادث الافتداء.

أخيراً فإن القدس ترقد في صلب الرؤية الإسلامية لـ «نهاية العالم» (القيامة)، وفي آخر الزمان في الاعتقاد الإسلامي يعود المسيح
(عيسى ابن مريم) ليقضي على المسيح الدجال أو الأعور الدجال، وينهي طغيانه وعجرفته وفساده، وتمثل القدس مركزاً يختتم به المشهد الدنيوي، ويبدأ به المشهد الأخروي فعن النبي (صل الله عليه وسلم ): قال
«هو أرض المحشر والمنشر».

في عودة المسيح عندما تظلم الدنيا، وينتشر الكفر الذي يسيطر على يد (الدجال) يلتجئ المسلمون إلى القدس، فينقدهم المسيح (نبي الله) من المسيح الدجال، ويقتله عند باب لد في القدس، والمسيح الدجال ليس من المسلمين، وجميع المسلمين سيتبعون لزوماً المسيح ابن مريم عليه السلام في بيت المقدس، وسيكون المسيح عيسى بن مريم إمامهم في الصلاة، وهو ما تذهب إليه الروايات، حيث يعود ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت ظلماً وجوراً، وبذلك يكون الظهور الأخير للمسيح بمثابة استعادة للوحدة الأصلية للدين.

وتبدو رحلة الإسراء والمعراج النبوية إلى القدس، ومنها إلى السماء، وكأنها استعادة لرحلة النبي إبراهيم الخليل من الخليل إلى الكعبة ومن الكعبة إلى الخليل، وترسخ هذه الاستعادة الربط القدسي ما بين البيت الحرام والمسجد الأقصى بوصفه مركز الأرض المباركة، والتي كانت إسراء أرضيا سبق رحلة «إسراء» النبي صل الله عليه وسلم من البيت الحرام إلى المسجد الأقصى ومنه إلى السماء، لتكتمل الدائرة القدسية ما بين رحلة الجد الأول إبراهيم من الأرض المباركة إلى المسجد الحرام إلى الأرض المباركة، كانت رحلة الرسول رحلة مختارة بعناية إلهية ربطت ما بين عقائد التوحيد الكبرى، من لدن إبراهيم وإسماعيل إلى محمد ـ صل الله عليه وسلم ـ خاتم النبيين، كما أنها ربطت ما بين الأماكن المقدسة في ديانات التوحيد كلها، وكأنما أريد بهذه الرحلة على حد تعبير سيد قطب
أن تعلن وراثة النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ محمد لمقدسات الرسل قبله، واشتمال رسالته على هذه المقدسات وارتباط رسالته بهم جميعاً.

ويمكن القول إن الإسلام قد تأسس روحياً في إسراء النبي ـ صل الله عليه وسلم ـ من مكة المشرفة إلى القدس، قبل أن يتأسس تاريخياً ومدنياً في الهجرة من مكة إلى المدينة المنورة، ثم كانت العودة الصحراوية إلى مكة المشرفة للتركيز على الإيمان الجامع.

لقد انغرست القدس من خلال هذه الرحلة على نحوٍ أكثر تركيزاً وبشكل نهائي في الجغرافيا الإسلامية المقدسة، فكانت بمثابة خيط مقدس ربط نهائياً ما بين القدس ومكة والمدينة في قلب هذه المساحة القدسية الإسلامية، حيث ترابطت أطرافها في رباط تمتد نهايته القصوى إلى السماء.



"القدس في اعتقاد المسلمين"

القدس في اعتقاد المسلمين لها مكانة دينية، وقد اتفق على ذلك المسلمون بجميع طوائفهم ومذاهبهم وتوجهاتهم فهذا اجماع أمة باكمله من أقصاها إلى أقصاها.
ولا غرو أن يلتزم جميع المسلمين بوجوب الدفاع عن القدس والغيرة عليها والتذود عن حماها وحرماتها ومقدساتها وبذل النفس والنفيس في سبيل حماياتها ورد المعتدين عنها.



"انتهى بفضل الله "
"أخذ بحث الموضوع من عدة مصادر ومراجع"

http://data.zyzoom.org/vb_cache1/201...283b1f663d.gif

http://a.top4top.net/p_102us8h1.png


[/formatting]
[/postback]ش[/formatting]

دلال إبراهيم 04-13-2016 03:45 PM

رد: بحث قيم ..عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .."في حادثة الإسراء والمعراج"
 
جزاك الله خيرا اختي عطر

بحث رائع

دوما مميزة بأطروحاتك

دمت بصحة وعافية

عطر الجنة 04-17-2016 12:18 AM

رد: بحث قيم ..عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .."في حادثة الإسراء والمعراج"
 
وجزاك الله بالمثل وزياادة أختي دلال

جزيل الشكر لمرورك وردك الطيب

"تحياااتي وودي"


حمامة الاسلام 04-17-2016 12:40 AM

رد: بحث قيم ..عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .."في حادثة الإسراء والمعراج"
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

عطر الجنة 04-17-2016 10:05 PM

رد: بحث قيم ..عن ربط المسجد الأقصى بالمسجد الحرام .."في حادثة الإسراء والمعراج"
 
http://b.top4top.net/p_107apxx1.gif


الساعة الآن 05:52 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)