منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   البلاء و الابتلاء في القران (https://hwazen.com/vb/t12053.html)

حمامة الاسلام 05-01-2016 10:29 PM

البلاء و الابتلاء في القران
 
ما من أحدٍ في هذه الدنيا إلا وقد تعرّض للعديد من المِحن في حياته، كالوقوع في المرض أو فقدان شخصٍ عزيزٍ على قلبه، إنّ الانسان في هذه الدنيا يمرّ بأمور عصيبة تكون أقوى منه وكلّها بتقدير من الله، فإمّا أن تكون بلاءً عليه وهي عقاب له على ما فعل بيديه من خراب ومعاصٍ وأذى، وإما أن تكون ابتلاءً قدّره الله له ليمحي به ذنوب عبده.

https://pointofviewofquran.files.wor...2012-85835.png

البلاء
إنّ لله حكمته في هذه الدنيا، فهو الخالق الذي قدّر كل شيء وأحاط كلّ شيء علماً، فحكمته تتمثّل في الثواب والعقاب، ولا يمكن للبشر القاصرة عقولهم أن يستوعبوا طريقة سير الأمور، أو أن يجدوا تبريراً لكلّ ما يجري في هذه الحياة من حولهم أو ما يقع عليهم، يقول الله تعالى: ( وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ ) إنّ قدر الله لا يستوعبه البشر، فكثير من الناس الذين يعيثون في الأرض فساداً تراهم لا يعانون من فقرٍ أو مرض، وتكون حياتهم كاملة، ولكن هنا قد تكون المعادلة مختلفة، فالله تعالى يمدّهم في طغيانهم كما جاء في الكتاب الكريم: ( وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ) فتكون النعم التي لديهم نقمة عليهم وحجة عليهم يوم القيامة، هذه حكمته سبحانه وتعالى، وهذا بلاؤه على من عصى وعاث في الأرض فساداً.

الابتلاء
إنّ من رحمة الله تعالى على الانسان أنّه سنّ سُنة الابتلاء في الأرض، فهو يُطهّر العبد من الذنوب، وهو يحثّ الإنسان على مراجعة نفسه وتصحيح مساره، وهو خيرٌ يرحم العبد يوم القيامة إذا صبر، فيُدخله جنة عرضها السماوات والأرض، كما قال تعالى: ( وبَشّرِ الصابِرينْ ) والابتلاء لا يقعُ إلاّ على المسلم القريب من الله، وعلى من يحبّه الله، كما قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله إذا أحب عبداً، ابتلاه) فما يجب على المسلم فعله هو أن يصبر على قضاء الله، وأن يستعين بالصبر لينال بذلك الأجر العظيم، فهو خير له حتى وإن رآه بعين القصور البشريّة على أنّه شر له. ونرى في القَصص أنّ الابتلاء ميراث النبوة، فمن قلّ حظه من الابتلاء قلّ حظه من ميراث النبوة، كما قال أحد الصالحين، فالأنبياء هم أكثر البشر ابتلاءً، فليبتسم كلّ من أصابه ابتلاء من الله تعالى، وليصحّح سيره لكي لا يكون الابتلاء بلاءً عليه والعياذ بالله.

أولاً // يجب أن يُشار إلى أن (( البلاء )) هو اسم المصدر للفعلين (( يبلو )) و (( يبلي )) على السواء ..ومن الفعل يبلي اشتق الفعل (( يبتلي )) ..و التاء هي تاء الجهد و التّكليف ..
ثانياً // لم يرد المصدر (( ابتلاء )) في القرآن الكريم ..
يَبلي .. و منه يَبتلي
***************
يَبلي … تعني يَختبِر و يَمتحِن كَتَكليف من جهة أعلى ..
ورد الفعل يبلي بهذه الصيغة مرة واحدة ..وجاء بصيغة (( يبتلي )) مرات كثيرة ..و التاء هنا هي تاء الجهد و التّكليف ..
فهنا الامتحان فيه تقرير مصير لبداية مرحلة جديدة ..وفيه اتخاذ قرار حاسم .. وهذا الامتحان وحده قادر على بيان شخصية الفرد و يمكن الاعتماد عليه ..وغالبا ما يحدث لمرة واحدة ..فاجتياز هذا الامتحان كفيل بتقرير مصير و بداية مرحلة جديدة ..فمن خلال هذا الاختبار يمكن الحكم على هذا الانسان و اعطاء حكم نهائي لمرحلة جديدة .فتكون النتيجة التي يحصل عليها نتيجة استحقاقية بحتة .و النتيجة إمّا النّجاح او الإخفاق . …فالأمر فيه تكليف من مصدر أعلى ..و على المُكَلّف ان يؤديه على أحسن وجه
*


[tef]فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَنًا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ
الانفال [/tef]17
كان هذا امتحان تكليفي للمؤمنين وامتحان قوة صبرهم و تحمّلهم ( ليبلي ) ..و مدى ثباتهم .. و يخبرهم ان الله تعالى هو من قتلهم وهو من رمى برغم انهم كانوا يقتلون و يرمون .. فالهدف من هذه الموقعة هو اختبار قدرات المؤمنين على الثبات ..وهنا ناخذ عبرة و درس مفيد .. ان الانسان عندما يحاول سيصل .. لانّ الله تعالى معه و يعلم بنيّته و سريرته ..و يعينه في كلّ احواله ..و ان الله تعالى هو الفاعل و المحرّك لكلّ امر و لكلّ شيء . .. فالبلاء الحسن هنا هو الترقية واصدار حكم نهائي .. فهنا نجح المؤمنون بثباتهم و إصرارهم على الثّبات فاستحقّوا لقب المؤمنين ..


*
(( [tef]إِنَّا خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن نُّطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَّبْتَلِيهِ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعًا بَصِيرًا[/tef]))
الانسان 2
نبتليه …هنا نلاحظ التكاليف التي كلف الله تعالى بها الانسان و عليه اداؤها في الحياة الدنيا ليرتقي الى مرتبة أفضل وذلك في نعيم الجنّة كمرحلة جديدة .. أو أنّه لا يؤدّيها كما يجب وكما أمره الله تعالى فيذهب الى النّار و بدء مرحلة جديدة ..
*


[tef]وَابْتَلُواْ الْيَتَامَى حَتَّىَ إِذَا بَلَغُواْ النِّكَاحَ فَإِنْ آنَسْتُم مِّنْهُمْ رُشْدًا فَادْفَعُواْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلاَ تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَن يَكْبَرُواْ وَمَن كَانَ غَنِيًّا فَلْيَسْتَعْفِفْ وَمَن كَانَ فَقِيرًا فَلْيَأْكُلْ بِالْمَعْرُوفِ فَإِذَا دَفَعْتُمْ إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ فَأَشْهِدُواْ عَلَيْهِمْ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا[/tef]
النساء 6
و هي حالة ابتلاء اليتامى قبل دفع أموالهم اليهم ..فهذا اختبار لهم ليشقّوا طريقهم فيما بعد .. فالمتكفّل باليتيم عليه ان يختبر اليتيم و يكلّفه ببعض التّكاليف .. فان نجح فيها ..فيأخذ أمواله و تكون له حرّية التّصرّف فيها ..وإن لم ينجح .. فلا يعطيه الكافل أمواله .. .إلى حين امتحان جديد ..
..
*
[tef]وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ
قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ
إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ
وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ[/tef]
الصافات 104 / 105 / 106 / 107
هذا حال نبي الله ابراهيم مع ابنه اسماعيل في حادثة الذبح .. فكان ذلك امر من الله تعالى بان يذبح ابنه بسبب الرؤيا المتكررة و التي تعتبر بمثابة أمر للانبياء .. فكان هذا تكليف من الله تعالى لابراهيم و اسماعيل معا .. نفّذاه بكل حبّ و دون تذمّر ..فاستحقّا عليه ترقية .. وكان بمثابة امتحان لاسماعيل ليكون نبيّا فيما بعد (( إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاء الْمُبِينُ..)) بعد ان فداه الله تعالى بذبح عظيم .. فهذا امتحان تكليفي لكليهما معا وقد اجتازاه بنجاح ومع مرتبة الشّرف ….لذلك فان البلاء هنا هو مصدر للفعل يبتلي وليس للفعل يبلو . . ونستطيع ان نميّز ذلك من خلال سياق النّص .


*
[tef]وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ[/tef]
البقرة 124
و نرى كذلك ابتلاء الله تعالى لابراهيم بكلمات فأتمّهنَ على أحسن وجه ..فأثبت بهن نفسه .. لذلك استحقّ أن يجعله الله تعالى إماما للناس ..و بداية مرحلة جديدة ..وهذا خير مثال نفهم به حقيقة البلاء ( من الفعل يبلي أو يبتلي ) …
*


[tef]فَأَمَّا الإِنسَانُ إِذَا مَا ابْتَلاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ
وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ[/tef]
الفجر 15 / 16
إنّ الله تعالى يبتلي الإنسان ببعض التّكاليف كأن يعطيه المال و القوّة حتّى لو لم يستحقّهما ..و المطلوب منه ان يستعملها في وجوه الخير من مساعدة المحتاجين و الضّعفاء ..و لكنّ هذا الإنسان لا يستوعب ذلك .. فيظنّ أنّ الله تعالى أكرمه لذاته .. و هذا ليس صحيحا ..انّما هو امتحان تكليفي لم يدركه ..
وكذلك فإنّ الله تعالى قد يبتلي الإنسان بأن يقدر عليه رزقه دون استحقاق بامتحان تكليفي لاثبات قوة صبره وعلوّ همّته .. فيظنّ ظنّا خاطئا أنّ الله تعالى قد أهانه ..
يَبلو …
******
هو امتحان ليعالج الإنسان نفسه و ينقّيها ..بسبب كثرة ذنوبه ..و هو عقاب محض .. فيبلوه الله تعالى إمّا بالخير أو بالشر ليرى كيف يتصرّف .. ؟و يكون هذا النوع من البلاء استحقاقيّا ..والله تعالى يبلو الانسان باستمرار ليحسّن الانسان من احواله ..و لمحو الذّنوب إن أدرك الإنسان ذلك ..فهذا الأمر يدلّ على مراقبة الله تعالى له ..و الهدف من هذا البلاء ان يعيد الإنسان النّظر في أسلوب حياته ..و لم يكن الله تعالى ليبلوه بهذا البلاء لولا انّه كان مخطئا و كثير الذّنوب ..فقد يبتليه الله تعالى مثلا بمرض ما ..وعليه ان يراجع ما له و ما عليه ..بالتوبة و الإصلاح ..فإن كشف الله تعالى عنه العذاب فقد وصل الى درجة الامان و نجح .. وان زاد عذابه فقد فشل ..و إنّ ما يحصل اليوم في أرض المسلمين من اهوال و نوائب و مصائب .. ما هو إلا بلاء استحقاقي ..و سيستمرّ الوضع و يتفاقم بسبب الآثام ..
*


[tef]وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوْفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمْوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ[/tef]
البقرة 155
ان الله تعالى يعاقب النّاس بشيء من الخوف و الجوع و نقص من الأموال و الانفس و الثّمرات ..كحالة عقابية كتبها الله تعالى على الانسان ..فهنا يعدّد الله تعالى الحالات التي يمكن ان يعاقب بها الإنسان بسبب ذنوبه .. فإن أصاب الإنسان شيئا منها بسبب ذنوبه فعليه ان يعيد حساباته وفي نفس الوقت عليه ان يصبر ..و صبره هذا نتيجة ادراكه انّ هذا عقاب و سينتهي في حال أصلح من نفسه ..
*


[tef]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لَيَبْلُوَنَّكُمُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِّنَ الصَّيْدِ تَنَالُهُ أَيْدِيكُمْ وَرِمَاحُكُمْ لِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَخَافُهُ بِالْغَيْبِ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ[/tef]
المائدة 94
إنّ قول الله تعالى في الآية : فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ..يدلّ على أنّ هذا عقاب لهم لانّهم قد اعتدوا قبل هذا بان اصطادوا وهو محرّم عليهم ….فكان عقابهم أن ياتيهم الصّيد قريب منهم ولا يتمكّنون من صيده ليزدادوا حنقا .. فإن صبروا و لم يصيدوه كان خيرا لهم ..وان صادوه ثانية فلهم عذاب أليم ..
*
[tef]وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ[/tef]
الأعراف 163
إنّ قول الله تعالى : كذلك نبلوهم بما كانوا يفسقون .. يدلّ على انّ هذا البلاء بلاء عقاب لهم ..وهو يشبه حالة الصيد الذي تناله أيدي الذين آمنوا في الآية السّابقة ..
*


[tef]وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الأَرْضِ أُمَمًا مِّنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ[/tef]
الأعراف 168
فالله تعالى عاقبهم بأحداث حسنة و اخرى سيئة لعلهم يرجعون عما هم فيه ..
*


[tef]وَإِذْ نَجَّيْنَاكُم مِّنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءكُمْ وَفِي ذَلِكُم بَلاء مِّن رَّبِّكُمْ عَظِيمٌ[/tef]
البقرة 49
كان بنو اسرائيل في حالة عقاب عندما كان فرعون يذبّح أبناءهم و يستحيي نساءهم ..و سبب عقابهم انّ فرعون كان يستضعفهم لانّهم أطاعوه ….وكان ذلك البلاء و العذاب عظيما … و الله تعالى نجاهم منه كحالة خاصّة دون ان يبدو اي تغيير منهم ..وذلك نعمة من الله على بني اسرائيل الذين فضّلهم الله تعالى على العالمين …وفي هذا البلاء كان الله تعالى يبلوهم و لا يبتليهم ..
*


[tef]كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ[/tef]
الانبياء 35
و نبلوكم بالشر و الخير فتنة .. فالله تعالى يعاقب الناس بالخير و بالشر عقابا استحقاقيا .. فنحن نفهم كيف يعاقب الله تعالى بالشرّ ..و لكن كيف يعاقب بالخير ؟ ..نجد ذلك واضحا جليّا في القرآن الكريم بقول الله تعالى :
[tef]أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُم بِهِ مِن مَّالٍ وَبَنِينَ
نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَل لّا يَشْعُرُونَ[/tef]
المؤمنون 55 / 56
فالمال و البنون هي من الخيرات .. ولكنّها عقاب يعاقب به الله تعالى الظالمين وهم لا يشعرون ..
*


[tef]إِنَّا بَلَوْنَاهُمْ كَمَا بَلَوْنَا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ[/tef]
القلم 17
ان الله تعالى عاقب أصحاب تلك الجنة الذين منعوا الفقراء من ثمرها عقابا استحقاقيا بأن طاف عليها طائف لتصبح كالصّريم ..ولكن نجد بانّ أصحاب الجنّة عادوا الى رشدهم و قالوا : سُبْحَانَ رَبِّنَا إِنَّا كُنَّا ظَالِمِينَ .. وقالوا : يَا وَيْلَنَا إِنَّا كُنَّا طَاغِينَ … و قالوا : عَسَى رَبُّنَا أَن يُبْدِلَنَا خَيْرًا مِّنْهَا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا رَاغِبُونَ .. فاستفادوا من هذا البلاء الذي حلّ بهم ..وأصلحوا من أحوالهم .. وهذا خير مثال نفهم به حقيقة االبلاء ( من الفعل يبلو ) …..

• الفرق بين الابتلاء والعقوبة:
الفرق الأول: من حيث زمن الوقوع، فإن الابتلاء يكون في الدنيا، وأما العقاب فإنه يكون في الدنيا والبرزخ والآخرة.
الفرق الثاني: من حيث السبب والباعث , فإن الابتلاء يكون لاختبار حال الإنسان، كما في قوله سبحانه "لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً" [الملك:2]. أو يكون، أو رفعة في الدرجات، أما العقاب فلا يكون إلا جزاءً على الذنب.
الفرق الثالث: الابتلاء عام للمكلفين من الجن والإنس فهو يقع على الأنبياء والصالحين، كما في الحديث "أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل ... ". أما العقاب فإنه خاص إذ يقع على أهل الذنوب والمعاصي فقط.

• الفرق بين المصيبة والابتلاء:
الفرق الأول: المصيبة لا تكون إلا ضراء أما الابتلاء فقد يكون بالضراء وقد يكون بالسراء.
الفرق الثاني: المصيبة تكون في الدنيا والبرزخ والآخرة وأما الابتلاء فلا يكون إلا في الدنيا.
الفرق الثالث: الابتلاء خاص بالمكلفين أما المصيبة فهي عامة تشمل المكلفين وغيرهم كالبهائم والأطفال.

• الفرق بين المصائب العامة والخاصة:
الغالب أن المصائب العامة هي عقوبات أما المصائب الخاصة التي تصيب الأفراد وآحاد الناس، فهذه قد تكون فعلاً عقوبة، وقد تكون ابتلاء من الله-عز وجل لرفعة العبد.





نعمة الابتلاء



إن من السنن الكونية وقوع البلاء على المخلوقين اختباراً لهم, وتمحيصاً لذنوبهم , وتمييزاً بين الصادق والكاذب منهم قال الله تعالى [tef]( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) [/tef]
وقال تعالى[tef]( وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) [/tef]
و قال تعالى( الم*[tef] أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ [/tef]) وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن عظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط. رواه الترمذي وقال حديث حسن.
وأكمل الناس إيمانا أشدهم إبتلاء قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد به بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة. أخرجه الإمام أحمد وغيره.


و فوائد الإبتلاء :
• تكفير الذنوب ومحو السيئات .
• رفع الدرجة والمنزلة في الآخرة.
• الشعور بالتفريط في حق الله واتهام النفس ولومها .
• فتح باب التوبة والذل والانكسار بين يدي الله.
• تقوية صلة العبد بربه.
• تذكر أهل الشقاء والمحرومين والإحساس بالآمهم.
• قوة الإيمان بقضاء الله وقدره واليقين بأنه لاينفع ولا يضر الا الله .
• تذكر المآل وإبصار الدنيا على حقيقتها.


والناس حين نزول البلاء ثلاثة أقسام:
الأول: محروم من الخير يقابل البلاء بالتسخط وسوء الظن بالله واتهام القدر.

الثاني : موفق يقابل البلاء بالصبر وحسن الظن بالله.

الثالث: راض يقابل البلاء بالرضا والشكر وهو أمر زائد على الصبر.
والمؤمن كل أمره خير فهو في نعمة وعافية في جميع أحواله قال الرسول صلى الله عليه وسلم " عجباً لأمر المؤمن إن أمره كله خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن: إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له. رواه مسلم.
واقتضت حكمة الله اختصاص المؤمن غالباً بنزول البلاء تعجيلاً لعقوبته في الدنيا أو رفعاً لمنزلته أما الكافر والمنافق فيعافى ويصرف عنه البلاء. وتؤخر عقوبته في الآخرة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل المؤمن كمثل الزرع لا تزال الريح تميله ولا يزال المؤمن يصيبه البلاء ومثل المنافق كمثل شجرة الأرز لا تهتز حتى تستحصد" رواه مسلم.
والبلاء له صور كثيرة: بلاء في الأهل وفى المال وفى الولد, وفى الدين , وأعظمها ما يبتلى به العبد في دينه.
وقد جمع للنبي كثير من أنواع البلاء فابتلى في أهله, وماله, وولده, ودينه فصبر واحتسب وأحسن الظن بربه ورضي بحكمه وامتثل الشرع ولم يتجاوز حدوده فصار بحق قدوة يحتذي به لكل مبتلى .


والواجب على العبد حين وقوع البلاء عدة أمور:

(1) أن يتيقن ان هذا من عند الله فيسلم الأمرله.

(2) أن يلتزم الشرع ولا يخالف أمر الله فلا يتسخط ولا يسب الدهر.

(3) أن يتعاطى الأسباب النافعة لد فع البلاء.

(4) أن يستغفر الله ويتوب إليه مما أحدث من الذنوب.

• ومما يؤسف له أن بعض المسلمين ممن ضعف إيمانه إاذا نزل به البلاء تسخط و سب الدهر , ولام خالقه في أفعاله وغابت عنه حكمة الله في قدره واغتر بحسن فعله فوقع في بلاء شر مما نزل به وارتكب جرماً عظيماً.

• وهناك معاني ولطائف اذا تأمل فيها العبد هان عليه البلاء وصبر وآثر العاقبة الحسنة وأبصر الوعد والثواب الجزيل :

أولاً: أن يعلم أن هذا البلاء مكتوب عليه لامحيد عن وقوعه واللائق به ان يتكيف مع هذا الظرف ويتعامل بما يتناسب معه.

ثانياً: أن يعلم أن كثيراً من الخلق مبتلى بنوع من البلاء كل بحسبه و لايكاد يسلم أحد فالمصيبة عامة , ومن نظر في مصيبة غيره هانت عليه مصيبته.

ثالثاً: أن يذكر مصاب الأمة الإسلامية العظيم بموت رسول الله صلى الله عليه وسلم الذى انقطع به الوحي وعمت به الفتنه وتفرق بها الأصحاب " كل مصيبة بعدك جلل يا رسول الله "

رابعاً: ان يعلم ما أعد الله لمن صبر في البلاء أول وهلة من الثواب العظيم قال رسول الله " إنما الصبر عند المصيبة الأولى "

خامساً: أنه ربما ابتلاه الله بهذه المصيبة دفعاً لشر وبلاء أعظم مما ابتلاه به , فاختار الله له المصيبة الصغرى وهذا معنى لطيف.

سادساً: أنه فتح له باب عظيم من أبواب العبادة من الصبر والرجاء , وانتظار الفرج فكل ذلك عبادة .

سابعاً:أنه ربما يكون مقصر وليس له كبير عمل فأراد الله أن يرفع منزلته و يكون هذا العمل من أرجى أعماله في دخول الجنة.

ثامناً: قد يكون غافلا معرضاً عن ذكر الله مفرطاً في جنب الله مغتراً بزخرف الدنيا , فأراد الله قصره عن ذلك وإيقاظه من غفلته ورجوعه الى الرشد.



فاذا استشعر العبد هذه المعاني واللطائف انقلب البلاء في حقه الى نعمة وفتح له باب المناجاة ولذة العبادة , وقوة الاتصال بربه والرجاء وحسن الظن بالله وغير ذلك من أعمال القلوب ومقامات العبادة ما تعجز العبارة عن وصفة .
قال وهب بن منبه: لا يكون الرجل فقيها كامل الفقه حتى يعد البلاء نعمة ويعد الرخاء مصيبة، وذلك أن صاحب البلاء ينتظرالرخاء وصاحب الرخاء ينتظر البلاء و قال رسول الله (: يود أهل العافية يوم القيامة حين يعطى أهل البلاء الثواب لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بالمقارض ) رواه الترمذي

ومن الأمور التي تخفف البلاء على المبتلى وتسكن الحزن وترفع الهم وتربط على القلب :

(1) الدعاء: قال شيخ الإسلام ابن تيمية: الدعاء سبب يدفع البلاء، فإذا كان أقوى منه دفعه، وإذا كان سبب البلاء أقوى لم يدفعه، لكن يخففه ويضعفه، ولهذا أمر عند الكسوف والآيات بالصلاة والدعاء والاستغفار والصدقة.

(2) الصلاة: فقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا حزبه أمر فزع الى الصلاة رواه أحمد.

(3) الصدقة" وفى الأثر "داوو مرضاكم بالصدقة"

(4) تلاوة القرآن: " وننزل من القرآن ماهو شفاء ورحمة للمؤمنين"ا

(5) الدعاء المأثور: "وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون" وما استرجع أحد في مصيبة إلا أخلفه الله خيرا منها.




عطر الجنة 05-03-2016 12:41 AM

رد: البلاء و الابتلاء في القران
 
الله يعطيك العافية ..أختي حمامة
موضوع قيم
كتب الله أجرك

جزاك الله خير الجزااء"


حمامة الاسلام 05-03-2016 10:18 PM

رد: البلاء و الابتلاء في القران
 
بارك الله فيك

ام عبدالله وامنه 05-04-2016 02:56 PM

رد: البلاء و الابتلاء في القران
 
قال سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم: ( إنّ الله إذا أحب عبداً، ابتلاه)
* حمامة الأسلام*
*****************
http://gulf-up.com/do.php?img=90401

حمامة الاسلام 05-12-2016 09:13 PM

رد: البلاء و الابتلاء في القران
 
بارك الله فيك اختي الطيب

إسمهان الجادوي 05-18-2016 10:04 AM

رد: البلاء و الابتلاء في القران
 
جزاك الله خيرا ونفع بك

حمامة الاسلام 05-22-2016 05:26 PM

رد: البلاء و الابتلاء في القران
 
بارك الله فيكن


الساعة الآن 12:57 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)