منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

حوارٌ مع وردة 🌷

الشَّذا فيكِ والرٌّواء جميلُ
وبأوراقك الندى مشغولُ
أنتِ أودعتِ في التراب بذوراً
وزنُها في العيون وَزْنٌ ضَئيلُ
أنتِ سافرتِ في عوالم طينٍ
مابها فاضلٌ ولا مفضولُ
خبريني متى شقَقْتِ تراباً
وتراءى لكِ الضياءُ الهزيلُ ؟
خبريني متى صعدتِ إلينا
وتغنى بك النسيم العليلُ ؟
في ضمير التراب أصبحتِ سراً
تشتهي أن ترى مداه الحقولُ
لم تكوني تحت الثرى ذات شوكٍ
فلماذا أصابك التبديلُ ؟!
ولماذا وخزْتِ بالشوك كفاً
مدَّها عاشقٌ حزينٌ نحيلُ ؟!
صعَّدتْ عطرها إليَّ وقالت
شرح هذا الذي تريد يطولُ
كنتُ في باطن التراب حياةً
باب سرِّي أمامكم مقفولُ
بذرةً كنتُ وزنها ليس وزناً
في يديكم وأمرها مجهولُ
لم أكد انفض التراب وأبدي
رأس جذري حتى استبدَّ الفضولُ
ورأيت الأيديْ تُمَدُّ سراعاً
كل كفٍ ذراعُها مفتولُ
بشرٌ تحقرون شأن ضعيفٍ
ومقام القويِّ فيكم جليلُ
إنَّ شوكي وسيلةٌ لدفاعي
عن حياتي وللنجاة سبيلُ
كم نشرتم في النفس خوفاً عميقاً
وتراءى منكم خيالٌ ثقيلُ
كم بدا لي من أمركم مادعاني
لذهولٍ أخفُّ منه الذهولُ
كلَّ يومٍ يلوح لي وجهُ باغٍ
ويزفُّ الأسى إليَّ قتيلُ
أمركم أيُّها العباد عجيبٌ
أين أحلامكم وأين العقولُ ؟!
أوما يحسم الخلافات إلاَّ
منطقٌ غاشمٌ وسيفٌ صقيلُ ؟!
إيهِ ياوردة الصباح رويداً
ففؤادي يشكو وطرفي كَليلُ
والأسى عاصفٌ فلولا خيولٌ
للأماني يحلو لهنَّ الصهيلُ
لطوتني الأحزان طيَّ سِجِلٍّ
واستدارتْ إلى الوراء الخيولُ
إيهِ ياوردتي أطلي ليمحو
كلَّ همٍّ جبينُكِ المبلولُ
أنتِ أشبهتنا فنحن جميعاً
سوف نفنى وأيُّنا لايزولُ ؟
إن تركناكِ ماقطفناكِ حيناً
فسيسطو على حماكِ الذبولُ
نحن ياوردتي كذلك نحيا
ثم يأتي بعد المقام الرحيلُ
حالُنا في التراب حالُكِ لكن
مُكْثُنا نحن في التراب يطولُ !

عبدالرحمن العشماوي 🌿
الرياض - ١٤١١هـ