وقفات مع نور الآيات [postback=massy/images/backgrounds/22.gif] http://gulf-up.com/do.php?img=94617 سلسلة ( وقفات مع نور الآيات ) (١٧ ) بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ، أما بعد : قال تعالى : إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ قال جل جلاله : وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ . إن أوكد الأمور في ديننا هي الأخوة في الإسلام ، فقد آخا الله بين الموحدين ، فالعربي أخو العجمي وأبيض أخو الأسود والفقير أخو الغني لا فرق بينهم إلا بالتقوى ، وقد رتّب علينا كمسلمين حق الأخوة وجعلت واجبة علينا ، فيجب تأديتها ومراعاتها . فهذا الدين العظيم جعل المسلمين كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو اشتكى سائر الجسد بالسهر والحمى ، وهذا أعظم رابط بين المسلمين وهو رابط الدين . فقد روى مسلم في صحيحه عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّىّّ . وهذا تمثيل لا مثيل له في الأخوة والعلاقة التامة بين المسلمين إذ جعلهم كالجسد الواحد ، إذا وقع عدو على مسلم فكأنما وقع على المسلمين بأَسرهم ، وإذا وقع ظلم على المسلم فكأنما وقع على المسلمين ، وهذه هي حقيقة الأخوة . فقد روى البخاري عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره. فمن حق المسلم على المسلم أن ينصره إن كان مظلوما ولا يخذله إن استطاع ، وأما إن كان ظالما فيجب عليه ردّه عن ظلمه دون أن يداهن أو يسكت عن الحق وإن كان الحق على أحد أقربائه . وقد نهانا الله عن خذلان المسلم ، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم أخو المسلم ، لا يظلمه ولا يخذله ، ولا يكذبه ولا يحقره . قال ابن رجب رحمه الله : فإن الأخ شأنه أن يوصل لأخيه النفع ، ويكف عنه الضرر ، ومن أعظم الضرر الذي يجب كفه عن الأخ المسلم الظلم . ( جامع العلوم والحكم ص٤٤١ ) فالمسلم لا يرفع الظلم عن أخيه لأنه في حزبه أو تنظيمه أو عشيرته أو عائلته بل لأنه مسلم ، والأخوة لا تتعلق بحمل بعض الأفكار وإن كانت بنظر المخالف مخطئ، ما دام في دائرة الإسلام فهو مسلم له الحق التام ، وللأسف نجد بعض الشباب لا يلفظ كلمة أخ إلا لملتحي أو كافف ثوبه والصحيح أنه كل مسلم أخٌ لنا ، فالمسلم أخو المسلم أحب أم كره . قال ابن القيم : إذا كان الله قد رضي أخاك المسلم لنفسه عبدا ، أفلا ترضى أنت به أخا ؟ فعدم رضاك به أخا ـ وقد رضي سيدك الذي أنت عبده عبدا لنفسه ـ عينُ الكِبر . صدق الإمام القيم ابن القيم فإنه عين الكبر أن لا ترضى بأخ لك في الإسلام وتتعزز عليه وتمشي أمامه مرحا عبوسا وأمام المرتدين مطأطئ الرأس ذليلا . فالأخوة في الله ليست كلاما يسطّر ولا قولا نتلفّظ به إنما هي صورة من أجمل الصور التي تُبرهن على أرض الواقع وقد مثّل لنا الصحابة رضي الله عنهم أجمل الأمثلة : روى أحمد في مسنده أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان يذكر الرجل من إخوانه في بعض الليل، فيقول: يا طولها من ليلة، فإذا صلى المكتوبة غدا إليه، فإذا التقيا عانقه . وأخرج ابن أبي الدنيا عن ابن مسعود رضي الله عنه كان إذا خرج إلى أصحابه قال: أنتم جلاء حزني . وقال الحسن البصري : إخواننا أحب إلينا من أهلينا ، إخواننا يذكروننا بالآخرة وأهلونا يذكروننا بالدنيا. قال محمد بن المنكدر :لما سئل ما بقي من لذته في هذه الحياة؟ قال: لقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم . وسئل سفيان: ما ماء العيش؟ قال:لقاء الإخوان، وقيل:حلية المرء كثرة إخوانه . وإن الأخوة في الله والمحبة في الله لتحمل في طياتها كل النقاء والصفاء بل وبذلك يكون استكمال الإيمان قال النبي صلى الله عليه وسلم : من أحب لله وأعطى لله وأبغض لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان ، فإن الأخوة في الله تسمو بها الحياة ، فإن كل لذة لا تساوي لذة الأخوة في الله . والأخوة هي مواقف يفدي بعضهم الآخر فهم في الشدة عدة وفي الرخاء زينة ، وروعة العمر إخاء في إخاء وجنة الدنيا حب ووفاء . وما المرء إلّا بإخوانه كما تقبض الكف بالمعصم ولا خير في الكف مقطوعة ولا خير في الساعد الأجذم كتبه / 💐أَبــُ جُـوَيـْرِيّـة ـو الـشَّـامِـي 💐[/postback] |
رد: وقفات مع نور الآيات بارك الله فيك |
رد: وقفات مع نور الآيات ربي يعطيك العافية على الانتقاء الرائع والمميز |
رد: وقفات مع نور الآيات |
رد: وقفات مع نور الآيات بارك الله فيك وزادك الله من فضلة pppo pppo |
رد: وقفات مع نور الآيات |
رد: وقفات مع نور الآيات |
رد: وقفات مع نور الآيات وقفات ربانية مع ايات اخلاقية نافعه بارك الله في اختيارك اختي |
رد: وقفات مع نور الآيات |
رد: وقفات مع نور الآيات لما سئل ما بقي من لذته في هذه الحياة؟ قال: لقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم . جزاك الله خيرا .. كلمات جميلة ... وانتقاء موفق .. http://vb.almstba.co/imgcache/almstb...578218_438.gif |
الساعة الآن 11:10 PM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)