شعاع العلوم الشرعية مقالات- ارشاد- توجيه- خواطر تهدف للدعوة الى الله- حملات دعوية و ثقافة إسلامية.... |
الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||||
| |||||||||||||
"وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ لِيُسجِّل التاريخ ذلك المساء المختلف، كعلامةٍ فارِقة في سِجلَّات عُمري .. كنتُ هائمة على وجهي في ردهات الحياة بين مسارِب التفكير .. وبين الفينة والأخرى أُطلِق زفراتٍ مصحوبة بتسابيح ثم أعود لما كنت فيه دونَ أن يتغير فيَّ شيء سوى حركة الشفتين واللسان، كانت هذهِ نظرتي للذكر (مجرد تمتمات تلقائية أستجلِبُ بها عددًا من الحسنات وأُسكِت وَخزات ضميري بعد طولِ غَفلة)! حتى وقع بصري على الحديث الذي زلزل كياني، واهتزَّت له مشاعري وأعاد بناء تصوّري للذكر .. في الحديث القدسي من صحيح البخاري: يقول اللهُ تعالَى: "أنا عندَ ظنِّ عبدي بي، وأنا معه إذا ذكَرَنِي، فإن ذَكَرَنِي في نفسِه ذكرتُه في نفسي، وإن ذكَرَنِي في ملأ ذكرتُه في ملأ خيرٌ منهم ..." لبثتُ دقائق أُحدِّق به مَشدوهة، لم أستطِع استيعابه، قرأته مرة أخرى وثالثة ..! - ( وأنا معه إذا ذكرني ) بالله عليك اقرأها بقلبك؛ أنا معه! مَن هوَ الذي معك ؟ تغدو في عملك، تمضي وسط جَمهرةٍ من الناس، على حافة الطريق، تجلس مغمورا في آخر المقاعد هناك .. لا يُؤبه لك؛ لكن الله معك! من يغلبك آنذاك؟ من يؤذيك، أتخشى شيئًا، أتهابُ أمرًا والله معك؟ - (فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي) أنتَ من أنت وهو من هو سبحانه ..! الملك، القُدُّوس، المُهيمن، العزيز، الجبَّار المتكبِّر، هناك في مَلَكوته وجَبروته، في عَليائِه يتفضَّل عليك ويذكرك في نفسه! يذكرك أنت! وأنت الهباءَة في هذا الكون العظيم؛ وسط لفيفٍ من البَشر يذكرك من بينهم فكأنما هالَـةٌ مِن نور تحيط بك .. يقشعِّر الجسد وينتفضُ الفؤاد مَهابة وحبا وجَذلا وشعورًا آخر لا يُوصف .. أشعر وكأن روحي تحلِّق عاليا، تسمو عن هذه الدنيا، ترتقي شيئا فشيئا إلى عالَمٍ ربَّاني، فأغفو لحظات في هذا الشَرَف الإلهي .. -(وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم) في الملأ الأعلى في العالم العُلويّ حيث ملائكة النُّور، حيث الأنبياء الكِرام، أمامَ هذه الصفوة : يذكرك الربُّ العظيم، يُثني عليك . فَلْتتهاوَى ثناءات البشر، ومحافلهم، وتكريماتهم مُلـوكا وأفرادًا..! * * * * * * في هجيعِ الليل : عندما يغلبني الشَّجى، وأختنِق بالدموع، وتثورُ لواعِج الأسى بداخلي؛ يأتي النداء الربَّاني يتردَّد بين جَنباتي : (من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ...) عندما تهيجُ بي ذِكرى الأحباب، ويلوحُ لي طَيفهم جاثِما في الأفق وتضيق بي الدنيا، وأشعر بسياطِ الوحدة تقطِّعني، حتى كأن نفسي التي بين جنبيّ جَفَتني فجأة؛ يعلو النداء : ( وأنا مَعه إذا ذكرني ) أجيءُ شريدًا حزينا مضطربا فتنزل علي الكلمات بَردًا وسلاما، تُدثِّرني دِثارا حانِيا تنفض عنِّي كل شائبة حُزنٍ وكآبة ويأس ..! * * * * * * ( اللهُ أَكبَر ) .. استشعِر العَظمة وأنتَ تتلفظ بها انطقها بكل نبضاتِ التعظيم والإجلال والإكبار! أكبرُ من تحالفاتِ الأعداء وأسلحتهم وجيوش الظلام، وحكومات المصالح، وتُجَّار المناصِب .. أكبر من قاضي الجَور ومحكمته، مِن ذلك السجَّان الذي وضع القيد في مِعصم قريبك، مِن الزوج البائس الذي انتزع أطفالكِ منكِ، من ظالمٍ افترى عليك، مِن الألم .. من القهر .. من كل مُعتَركات الحياة كلهم أقزام .. واللهُ أكبر ..! ( الحمدُ لله ) .. قُلها بعميق الامتِنان، دع كل ذرة في وِجدانك تلهَج بالشكر .. الحمد لله على أن جعلني عبدًا له، على رؤية الجمال في هذه الحياة، على أن جعلنا نمضي في سبيلنا دون عجلات كرسيٍ متحرك، على ما اعتدنا عليه من نِعم حتى باتَت جامدة في عيونِنا أحمدُكَ بجوارِحي وأخجلُ أن أعصيك بها. الحمدُ لله الذي ألهَمنا الحمدَ له..! ( لا إله إلا الله ) .. أشكو بثِّي لك وحدك، أفوِّض أمري خالصًا لك لا أرجو من أحدٍ سواك نفعًا ولا ضرًا أعوذُ بك أن أتزلَّف إلى أحدهم أستجديهِ حاجة، أستعصِرُ قطراتٍ مِن عطفه وأنت القديرُ الرحيم أنتَ العليم بما يعتلج في صدري، بما أعاني، بحاجتي، بهمِّي .. هؤلاءِ عبيدُك .. وأنتَ الإله ..! * * * * * * مَشهَدان : - التقى الجيشان، اصطفَّت الصفوف، دقّاتُ القلوب لها دويٌّ كطبولِ حرب، كحوافر خيلٍ تضرب الأرض .. اهتزَّت الأقدام، سقط البعض صريعا من الرعب والآخر تَولَّى هاربا، هُيئت الرِّماح، سُلَّت السيوف ابتدأ السجال، اشتعلت المعركة .. ويقول الله -عزَّ وجل- : (يا أيُّها الذين آمنوا إذا لَقيتم فئةً فاثبُتوا واذكروا الله كثيرًا) - طاغية متجبِّر، ادَّعى الربوبية، هَيمن على البلاد، عَتى وبغى، قتل وسَفك يأتي موسى وهارون إليه في مهمةٍ جَليلة جَسيمة: دعوته للإيمان .. يتربَّعُ على كرسي مُلكه، مُحاطٌ بالملأ والخدم والسَّحرة، لا شيء يمنعه من قتلهما! لحظات وتبدأ المواجهة .. الأنفاس محبوسة الأعين تترَقَّب .. ويقول الله -عزَّ وجل- : (اذهب أنت وأخوك بآيتي ولا تَنِيَا في ذكري) لمــاذا برأيك ؟ لأنَّ الذكر قوةٌ لا تُقهَر، يمنح صاحبه ثباتا وأَنَفـة.. يجعله يَتسَربل في أرديةٍ من الشَّجاعةِ والشَّكيمة، وَيستظِل تحت رواق العِزَّ والكبرياء الذاكر يأوي إلى ركنٍ شديد، تُحيطهُ مَعيّة الله، تغشاه رحمته وسكينته ..! أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
05-17-2016 | #2 |
|
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح الحمد لله بارك الله فيك و نفعك و نفع بك مميزة دائمكا اختياراتك استادتي دمت لنا و دام عطاؤك بلا حدود |
|
05-17-2016 | #3 |
|
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح بارك الله فيكم معلمتى الحبيبة سلمت يداك أسأل الله أن يعيننا وإياكن على ذكره وشكره وحسن عبادته |
|
05-18-2016 | #4 |
إدارة قناة اليوتوب |
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح "اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك" سلمت يداك أ. هوازن التي خطت لنا هذا الموضوع القيم الذي يحمل في طياته الإرشاد والخير الكثير دمت لنا في شعاع نبراسا للعلم "جزاك الله خيرا" |
|
05-18-2016 | #5 |
العلوم الشرعية |
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح |
إن الأمور إذا ما اللهُ يسَّرها أتتكَ من حيث لا ترجو وتحتسبُ ثق بالإلهِ ولا تركن إلى أحدٍ ، فالله أكرمُ مَن يُرجى ويرتقبُ ♡. |
05-18-2016 | #6 |
إدارة سابقة |
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح ربي اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك بوركت اناملك أ .هوازن على الموضوع الرائع |
|
05-18-2016 | #7 |
|
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك جزاك الله خيرا معلمتي و بارك الله فيك |
|
05-19-2016 | #8 |
|
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح حمامة الاسلام بوركت على اروع اطلاله |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
05-19-2016 | #9 |
|
رد: "وأنا مَعَه ..." فارتَعشت الرُّوح ام زياد فرحت بردك الجميل دمتي.... |
أموت ويبقى ما كتبته ** فيا ليت من قرا دعاليا عسى الإله أن يعفو عني ** ويغفر لي سوء فعاليا قال ابن عون: "ذكر الناس داء،وذكر الله دواء" قال الإمام الذهبي:"إي والله،فالعجب منَّا ومن جهلنا كيف ندع الدواء ونقتحم الداءقال تعالى : (الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) ولكن لا يتهيأ ذلك إلا بتوفيق الله ومن أدمن الدعاءولازم قَرْع الباب فتح له" السير6 /369 قال العلامة السعدي:"وليحذرمن الاشتغال بالناس والتفتيش عن أحوالهم والعيب لهم فإن ذلك إثم حاضر والمعصية من أهل العلم أعظم منها من غيرهم ولأن غيرهم يقتدي بهم. ولأن الاشتغال بالناس يضيع المصالح النافعة والوقت النفيس ويذهب بهجة العلم ونوره" الفتاوى السعدية 461 |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 9 : | |
, , , , , , , , |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تخريج حديث "دب إليكم داء الأمم قبلكم الْبَغْضَاءُ وَالْحَسَدُ" | عطر الجنة | شعاع الحديث الشريف و أصوله | 4 | 05-04-2016 05:32 PM |
""كيف تتقرب إلى الله -وكيف تنال الخير"" الشيخ أحمد جلال | الشيماء | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 8 | 09-07-2015 12:36 PM |
برنامج افضل مكمل غذائى حلقة بعنوان " الزعتر " | هدير عبد الفتاح | شعاع الطب البديل | 4 | 08-18-2015 06:52 PM |
الفرق بين " البُهرة " و " الرافضة " ، وهل يكفر أتباع الطائفتين ؟ | ام مصطفى | شعاع العلوم الشرعية | 7 | 04-02-2014 09:28 PM |