منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   مواضيع تخص رمضان (https://hwazen.com/vb/f118.html)
-   -   لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري (https://hwazen.com/vb/t12268.html)

حمامة الاسلام 05-17-2016 01:40 PM

لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري
 
صوم رمضان ركن من أركان الإسلام، فيجب على كل مسلم القيام به طاعة لله تعالى، ولمحبة الله تعالى له، ولما فيه من الجوائز الربانية الكثيرة الدنيوية والأخروية، وتعظيماً لما عظم الله سبحانه.
مقدمة بين يدي رسالة: لماذا نصوم نحن المسلمين؟

الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعص الله ورسوله فلا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئاً.
أما بعد:
فإن أصدق الحديث كتاب الله تعالى وخير الهدي هدي سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة.
أيها الأبناء والإخوة المستمعون! ويا أيتها المؤمنات المستمعات! إننا في مثل هذه الليلة، ليلة السبت من يوم الجمعة في سالف أيامنا ندرس السيرة النبوية العطرة من كتاب: هذا الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم يا محب، ونظراً لقرب رمضان -قد يكون بعد غد- فرأينا أن نذكر أنفسنا بأحكام الصيام، وهي من الضروريات، يجب على من أراد أن يدخل في عبادة أن يعرفها ويعرف كيف يؤديها ويعرف فضائلها؛ حتى تنتج له زكاة نفسه وطهارة روحه.
هل نحن في حاجة إلى تزكية نفوسنا وتطهيرها؟
نعم، لقد صدر حكم الله على البشرية جمعاء أن من لم يزك نفسه خاب وخسر، ومن زكاها أفلح ونجا وفاز، وإن قلت: من أين لك هذا؟ قلت:
ألم تقرأ سورة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشمس:1]؟ أما قال تعالى بعد الأيمان الثمانية أو التسعة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشمس:9-10]؟ أبعد هذا تسأل؟
صدر حكم الله علينا -الأولون كالآخرين- أن من زكى نفسه وطيبها وطهرها فأصبحت كأرواح الملائكة دخل الجنة، ومن خبَّثها ولوثها بأدران الذنوب والآثام وكانت كأرواح الشياطين فهي في جهنم دار البوار.
ويجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحفظ هذه الجملة: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الشمس:9-10]، هذا حكم الله.
بم نزكي أنفسنا، وما هي مواد التزكية والتطهير؟
الإيمان والعمل الصالح، مع إبعاد النفس عما يدسيها من الشرك والذنوب والمعاصي، فكل عبادة سرها أنها تولد لك الطاقة النورانية لنفسك؛ فلهذا إن لم تخلص في العبادة لله بطل مفعولها، ووالله لا تنتج لك نوراً ولا إيماناً.
ثانياً: إن أديت على خلاف ما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم والله ما تزكي نفسك، وهي باطلة، وعندكم فقهاؤكم قل له: يا شيخ! أنا صليت الصبح وزدت فيها ركعة؛ لأني فارغ ليس عندي ما يشغلني فزدت ركعة ثالثة؟ لن يقول لك: صلاتك صحيحة؛ لأنها عملية لتوليد النور المعبر عنه بالحسنات، فإذا أنت زدت فيها أو نقصت بطلت، أو قدمت أو أخرت بطلت؛ فلهذا يجب على كل من يريد دار السلام أن يزكي نفسه بالإيمان وصالح الأعمال، وبإبعادها عن أوضار الشرك والآثام.
فمن هنا بين أيدينا رسالة من رسائل الدعوة وهي: لماذا نصوم نحن المسلمين؟
أولاً: لماذا نصوم نحن المسلمين وغيرنا لا يصومون؟
ثانياً: كيف نصوم؟
لقد عرفتم أن العبادة عبارة عن عملية توليد النور وتزكية النفس، إن لم تكن مشروعة من قبل الله تعالى لم تنفع، يستحيل أن يقوم رجل أو مليون من علماء الأرض بإنتاج كلمة فقط من قالها زكت نفسه، أو إيجاد حركة طويلة أو قصيرة متعبة أو مريحة ثم يقولون: من فعل هذا زكت نفسه، والله ما كان ولن يكون؛ ولهذا العبادات شرعها الله في كتابه وبينها رسوله وحبيبه صلى الله عليه وسلم، فمن زاد فيها أو نقص منها أو قدم أو أخر بطلت، أي: لم تنتج الطاقة المفروضة، ولم تولد النور للنفس البشرية، واسمعوا قوله صلى الله عليه وسلم: ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد )، أعطيكم مثالاً محسوساً: لو تجتمع البشرية كلها هل تستطيع أن توجد لنا غذاء وهواء وماء غير ما خلق الله للحفاظ على الجسم البشري؟ مستحيل، فكذلك الروح يستحيل أن يوجد لها إنسان ما يزكيها أو يطهرها، إنه لا يقدر على ذلك.
لو قال لكم أحد: قوموا الليلة نطوف بالحجرة الشريفة سبعة أشواط من فعلها كان له كذا وكذا، والله لا يمكنه ولا حسنة واحدة، والله ولا أقل ما يكون من زكاة النفس وتطهيرها.
الآن عرفتم لماذا ندرس الصيام، لنتعلم كيف نصوم، وحتى ينتج صومنا لنا زكاة أرواحنا وطهارة نفوسنا، عملية للنفس ما هي للبدن.




لماذا نصوم نحن المسلمين؟

نصوم كوننا مسلمين

قال المؤلف غفر الله له ولكم ورحمه وإياكم وسائر المؤمنين: [ بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وآله وصحبه.
وبعد:
لماذا نصوم نحن المسلمون؟
نصوم لأننا مسلمون ]، أي: أسلمنا قلوبنا ووجوهنا لله، هذا هو الإيمان.
لم نصوم؟ قال: [ لأننا مسلمون، آمنا بالله رب العالمين رباً، وبالإسلام دين الله ديناً، وبمحمد رسول الله نبياً ورسولاً؛ فلذا نحن المسلمين نصوم تنفيذاً لأمر ربنا وطاعة له عز وجل ].


نصوم طاعة لله تعالى



نصوم لم؟
قال: [ نصوم تنفيذاً لأمر الله ربنا ].
وماذا؟


[ وطاعة له عز وجل حيث كتب على عباده المؤمنين الصيام وفرضه عليهم بقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183-184] ].
قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183] من الأمم.
وقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183] أي: ليعدكم لتقوى الله عز وجل، لعل هنا الإعدادية، تعد الصائمين لتقوى الله عز وجل وتساعدهم على ذلك.
وقوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:184] ليست أعواماً ولا أشهراً عديدة.

نصوم لإخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم أن رمضان من قواعد الدين

قال: [ ونصوم لأن رسولنا صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا أن ديننا مبناه ].
أي: ما ينبني عليه.
قال: [ على خمسة أمور منها: الصيام ].
قواعد الإسلام خمس منها الصيام.

قال: [ فقد روي في الصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: ( بني الإسلام على خمس ) ].
أي: دعائم.
قال: [ ( شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله ) ].
هذه هي الدعامة الأولى.
قال: [ ( وإقامة الصلاة ) ].
الثانية.
قال: [ ( وإيتاء الزكاة ) ].
الثالثة.
قال: [ ( وحج البيت ) ].
الرابعة.
[ ( وصوم رمضان ) ].
القاعدة الخامسة.
[ فلذا نحن نعتبر الصوم ركن الإسلام، وتاركه هادماً له ].
أي: للإسلام قال: [ غير مسلم ]؛ ولهذا قال: (نعتبر) نحن المسلمون، (الصوم ركن الإسلام وتاركه هادماً له)، لو أن شعباً أو قبيلة أو جماعة قالوا: لن نصوم فلن يبقى لهم إسلام؛ لأنهم هدموه، فالبناء إذا قام على خمس دعائم وسقطت دعامة يبقى.



نصوم كون مولانا عز وجل يحب الصوم والصائمين

قال: [ ونصوم أيضاً: لأن مولانا عز وجل يحب الصوم والصائمين ].
فنتملق إليه بهذه العبادة؛ لعلمنا أنه عز وجل يحب الصوم والصائمين.
قال: [ فنصوم تزلفاً إليه سبحانه وتعالى وتحبباً ].
نصوم تقرباً إليه وتحبباً ليحبنا.
قال: [ فقد أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم فقال: قال الله عز وجل:.. ].
هذا من الأحاديث القدسية ليست من القرآن ولكن أوحيت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم كإيحاء القرآن، لكنها خارجة عن الكتاب الكريم.

قال: [ فقد أخبر عنه رسوله صلى الله عليه وسلم: ( قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له، إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به ) ].
هذا الحديث يرفع درجة الصيام والصائمين.
قال: [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ) ].
قوله: (لخلوف فم الصائم) أي: رائحته الكريهة من جراء عدم الأكل والشرب، تتغير الرائحة بالصوم، هذه الرائحة الكريهة أطيب عند الله من ريح المسك، والمسك هذا عطر معروف.
فإن تفق الأنام وأنت منهم فإن المسك بعض دم الغزال
هذا المسك رائحة طيبة توجد في الغزلان في جبال التبت، تصاب الغزالة بخراج في بطنها فلما يؤذيها وتتآكل لحومها تأتي إلى الصخرة وتتمرغ عليها حتى تفقأها، فيأتي الهندي فيأخذ ذلك القيح، فالمسك هو قيح حقيقة كقيوح الجراحات عندنا، لكن شاء الله أن يكون في درجة الطيب ولا طيب أفضل منه؛ فلهذا قال الشاعر:
فإن تفقِ الأنام وأنت منهم
فلا عجب.
فإن المسك بعض دم الغزال
إذاً: رائحة فم الصائم تكون كريهة بعدم الأكل والشرب كذا ساعة، لكن هذه الرائحة الكريهة عند الله أطيب من ريح المسك، فكيف إذاً لا نتقرب بها إلى الله؟
وقال: [ ( للصائم فرحتان ) ].
قوله: (للصائم) ذكراً كان أو أنثى.
قال: [ ( فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره، وإذا لقي ربه فرح بصومه ) رواه البخاري ].
قال: ( والذي نفس محمد بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما ) الأولى: ( إذا أفطر فرح بفطره ) أوفيكم من لا يفرح؟ ترانا مسرعين إلى التمر والرطب، ( وإذا لقي ربه ) أي: يوم القيامة بعد أن يموت يفرح بالصوم.

نصوم كوننا نعلم جزاء الصائمين يوم القيامة وكرامتهم عند ربهم

قال: [ ونصوم أيضاً: لما نعلم من كرامة الصائمين وجزائهم يوم القيامة ].
لسنا دراويش أو بهاليل نصوم بلا معنى، إننا نصوم على علم؛ لأننا نكتفي بالعظائم من هذا الصيام.
ففي يوم القيامة حين نبعث من قبورنا نحن ومن مات من آبائنا وأجدادنا، ستأتي ساعة لا يبقى فيها على الأرض حي، ثم بعد ذلك تجري الترتيبات الإلهية ونبعث من قبورنا بنفخة واحدة، هذا يوم القيامة.

قال: [ فقد روى البخاري رحمه الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: ( إن في الجنة باباً يقال له: الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق فلم يدخل منه أحد ) ].
يبقى هل يكفي صيام رمضان، أو لابد من صيام يوم بعد يوم، أو صيام الخميس والإثنين، أو صيام الثلاثة الأيام البيض؟
على كلٍ كلمة: (الصائمون)، (أل) هنا في لغة القرآن ذات أثر، أي: هم الصائمون بحق وبصدق وبكمال، وسواء كان رمضان أو غير رمضان، أما الصوم إذا لم يؤد على الوجه المطلوب فلا ينتج هذه النتيجة الطيبة؛ فلهذا قال: (إن في الجنة باباً يقال له: الريان) مأخوذ من الري وهو ضد الظمأ والعطش، (يدخل منه الصائمون يوم القيامة لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخل أغلق فلن يدخل منه أحد).
[ وقال صلى الله عليه وسلم: ( ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله تعالى ) ].
لا في سبيل أمور أخرى؛ لا للصحة ولا للشهرة .. ولا لأي شيء آخر لا يريد إلا وجه الله وأن يرضى عنه سبحانه.
قال: [ ( إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً ) ].
أي مسافة سبعين عاماً يبعد عن النار بصوم يوم واحد، الحمد لله، ولو كنا يهوداً أو نصارى لم نحصل على هذا، أو كنا هنادك أو بوذيين أو مجوساً أو شيوعيين لن نظفر بهذا الخير؟ فالحمد لله؛ فلهذا إن أحدنا يرضى أن يقطّع أو يصلّب أو يحرّق ولا يستبدل بالإسلام ديناً آخر.
قال: [ وقال صلى الله عليه وسلم: ( ثلاثة لا ترد دعوتهم ) ].
إذا دعوا الله وسألوه.
قال: [ ( الصائم حين يفطر ) ].
خذها جائزة لما يؤذن المؤذن وتتناول الرطب أو التمر قبل أن تأكل ادع دعوة فإنها مقبولة، وسواء كان الصيام صيام رمضان أو صيام تطوع ونافلة، وقبل أن تتناول كأس الماء أو اللبن أو التمر ادع الله عز وجل بما تحب، واسأل أفضل ما تريد أن تسأل، اسأل الحور العين في دار السلام.
قال: [ ( ثلاثة لا ترد دعوتهم: الصائم حين يفطر، والإمام العادل ) ].
الإمام العادل لم يبلغ هذه الدرجة إلا لأنه النائب عن الله في تنفيذ أحكامه بعد بيانها والسهر عليها، ولهذا لم يهمله الله، فلم يسوّ بينه وبين غيره وهو نائب عنه في أحكامه القضائية التي يمثلها ويطبقها.
قال: [ ( ودعوة المظلوم يرفعها الله فوق الغمام وتفتح لها أبواب السماء ويقول الرب: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين ) رواه أحمد والترمذي وحسنه ].
ومعنى هذا: إياكم أن تظلموا فقد يدعو عليكم مظلوم وأنتم لا تدرون، ( إياكم والظلم فإن الظلم ظلمات يوم القيامة )، لا تظلم مؤمناً لا في دمه ولا في عرضه ولا في ماله، ( كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله ).
والذي نفسي بيده لقد ظُلِمْنا ودعونا الله وأرانا في الظالمين ما أرانا من العقوبات، ومن ثم أصبحنا لا ندعو على ظالم، والله العظيم إن دعوة المظلوم لا ترد ولو بعد حين، فإياي وإياكم أن نظلم أي مخلوق أبداً.
قال: (وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين).



نصوم كون الصيام يكسب أجسامنا قوة وصحة

قال: [ ونصوم أيضاً لأن الصوم يكسب أجسامنا التي نعبد بها ربنا ونخدمه طول الحياة يكسبها قوة وصحة ].
لا نقصد هذا وحده، وإنما نقصد بعبادتنا أن يرضى عنا ربنا، وأن يفتح لنا أبواب الجنة وندخلها، ولكن هذه بركات وعطايا إلهية، منها: أن الصيام يساعدنا على حفظ أبداننا، تلك الأبدان التي بها نعبد الله عز وجل.
قال: [ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ].
ورسول الله هو محمد صلى الله عليه وسلم، وكان في المدينة النبوية، ولا يزال فيها قبره وبيته وحجرته الطاهرة المبارك فيها، وهذه نعمة عظيمة والحمد لله.

قال: [ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( اغزوا تغنموا، وصوموا تصحوا، وسافروا تستغنوا ) ].
هذه تعاليم رسول الله صلى الله عليه وسلم، تعرفون أنه لا يكذب وحاشاه، يقول الرب تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الأَقَاوِيلِ * لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الحاقة:44-46]، فكل ما يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم آمن به إيمانك بلقاء الله.
واعلم أنه لا يخطئ، وكثيراً ما نقول: إذا قرر النبي صلى الله عليه وسلم قضية في السياسة.. في السلم.. في الحرب.. في الصحة.. في أي مجال، والله لو تجتمع البشرية كلها ما نقضتها، ولا استطاعت أن تردها؛ لأن البشرية تتلقى معارفها من بعضها البعض وهي تخطئ وتصيب وتكذب وتصدق، والرسول صلى الله عليه وسلم يتلقى معارفه من خالق المعارف، فكيف يخطئ؟
لو انعقد مؤتمر في باريس قالوا فيه: الصيام لن ينفع الجسم البشري، نصدق؟ والله لو اجتمع العالم كله ما ردوا عليه، إلا إذا لم يصح الخبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم فنعم، أما إذا صح الخبر وتواتر نقله فوالله لن نثق في واحد، ولا في البشرية كلها بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم.
http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النجم:1-5]، وشديد القوى جبريل.
هذه السورة لا تقرءونها على الموتى، فلهذا أكثرنا ما سمع آياتها.
يقسم الرب تبارك وتعالى ويحلف: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى * عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالأُفُقِ الأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى * مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى * أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى * وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النجم:1-13] أين؟ http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى * مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى * لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[النجم:14-18]، هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقوله صلى الله عليه وسلم: (اغزوا تغنموا).
أي: اغزوا المشركين والكافرين في عقر دارهم؛ لتنقذوهم من الشرك والظلم والخبث والفساد وتدخلوهم في رحمة الله، ومع هذا سوف تغنمون: (اغزوا تغنموا).
قوله: (وصوموا تصحوا) هذا الشاهد، فلم يقل: صوموا تمرضوا، وإنما قال: صوموا تصحوا.
قوله: (وسافروا تستغنوا)، السفر للتجارة، هذه إرشادات محمدية صلى الله على صاحبها وسلم تسليماً.
قال: [ وقال العدد الكثير من الأطباء قديماً وحديثاً: إن الصوم يفيد جسم الصائم فائدة صحية لم يكن ليحصل عليها إلا بالصوم؛ وذلك أن الصوم يطهر الأمعاء، ويصلح المعدة، وينظف البدن من الفضلات والرواسب، كما يخفف من وطأة السمن، وثقل البطن بالشحم ].
هذا معروف عند الأطباء.
إذاً: عرفتم لماذا نصوم. لسنا بهاليل أو دراويش يا أهل القرآن!

نصوم كون الصيام يزكي الأرواح ويهذب النفوس ويقوِّم الأخلاق


قال: [ ونصوم أيضاً: لأن الصوم يزكي أرواحنا ويهذب نفوسنا ويقوِّم أخلاقنا، بما يربي في الصائم من ملكة التقوى التي جعلها الله تعالى علة للصوم في قوله: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:183] ].
أي: ليعدكم للتقوى، وهل الصائم يزني.. يسرق.. يكذب.. يفجر.. يقول السوء والمنكر؟
لا؛ لأنه مع الله، فلهذا الصوم كان لله ليس فيه شيء لغير الله.
قال: [ وبالتقوى تشرق النفس وتطهر فتصبح ميالة إلى الطاعة والخير، منجذبة نحو الجميل والمعروف، تكره الفسوق والعصيان، وتبغض الفساد والباطل والشر ].
لعل بعض الناس لا يعرفون عن التقوى ما هي؟ التقوى حال تقيك عذاب الله عز وجل، شيء يقيك من عذاب الله، أي: يحميك.
بم نتقي عذاب الله وغضبه وسخطه؟ أبالأسوار العالية؟ أم بالخنادق تحت الأرض؟
نقي أنفسنا من عذاب الله بالتقوى، ما هي التقوى إذاً؟
التقوى هي: طاعة الله ورسوله بفعل ما أمرا به وترك ما نهيا عنه، وليس هناك شيء آخر، الله لا يتقى أبداً بأي وسيلة من وسائل المادة، إنما يتقى فقط بطاعته وطاعة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وذلك بفعل ما أمرا بفعله، وترك ما نهيا عن فعله، هذه التقوى فعل وترك.
والتقوى لها أسرار، فما سر التقوى هذه؟
سر التقوى تزكية النفس؛ لأن النفس الزكية هي التي يرضاها الله ويقبلها في جواره، والخبيثة المنتنة مطرودة ملعونة لا تفتح لها أبواب السماء، وهناك سر وراء ذلك: وهو أن تقوى الله تحقق للمتقين سعادة الدنيا والآخرة، وتقيهم المكروه، وتبعد عنهم البلاء والشقاء في دنياهم هذه؛ لأن الله لا يأمر إلا بما يسعد عبده، ولا ينهى إلا عما يشقي عبده في هذه الدنيا وفي الآخرة.
كيف تتقي؟ اسأل أهل العلم ما الذي يحب الله من العقائد والأقوال والأفعال، فإذا عرفت ذلك فقل لشيخك: كيف نفعل هذا؟ يعلمك كيف تفعل.
وإذا عرفت ما يحب الله وأصبحت تفعله بقي عليك معرفة شيء ثان: وهو ما يكرهه الله من أشياء فيجب أن تعرفها شيئاً بعد آخر من أجل أن تتركها فقط، لا كلفة ولا مشقة فإذا عرفت حرمة الخمر والكذب وتركتهما لم يكن في ذلك كلفة، أما الفعل فنعم فيه كلفة كالجهاد والصلاة والصيام.. والأعمال التي تحتاج إلى كيفية تؤديها عليها، أما ترك المحرمات فلا كلفه فيه، فعقوق الوالدين حرام، فلا تعق أمك ولا أباك، لكن الإحسان إليهما فيه كلفة، كأن تأخذ كأس الماء وتضعه في فم أبيك.

نعظم رمضان كون ربنا عز وجل يعظمه


قال: [ لماذا نعظم رمضان؟
إننا نعظم رمضان ].
نسأل: لماذا معشر المستمعين والمستمعات نعظم رمضان ونجله ونكبره؟
قال: [ إننا نعظم رمضان ونجله ونكبره ونكبر من شأنه؛ لأن الله مولانا عظَّمه ].
الله عظَّم رمضان فكيف لا نعظمه؟ فما دام مولانا سيدنا ربنا جل جلاله قد عظَّم رمضان يجب أن نعظمه نحن بتعظيم الله؛ لأن الولاية التي نطلبها أن نحب ما يحب الله ونكره ما يكرهه الله.
الولاية تتحقق بالموافقة، فيا من يريد أن يكون ولياً لله وافق ربك تكن وليه، وموافقته بأن أحب ما يحب وأكره ما يكره، فالله عز وجل عظَّم رمضان ونحن نعظمه بتعظيم الله عز وجل له.

قال: [ قال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:185]، وزاده تعظيماً حيث خصه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر، فقال تعالى: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[القدر:1-3] ].
نعظم رمضان لأن الله عظمه، فبم عظمه؟
أنزل الله فيه القرآن، فلم ينزله في شعبان ولا في شوال، بل اختار رمضان فأوحى فيه إلى رسوله كتابه عز وجل، أما قال عز وجل: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:185]، أما تعرفون قيمة القرآن؟ إنه كلام الله، قانون البشرية الهادي إلى السعادة والكمال.
القرآن كلام الله، ستة آلاف ومائتان وأربعون آية، كل آية واحدة تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو ما عرفتم وزن القرآن؟
اسمع: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[الإسراء:88] والله ما أتوا، وهذه كافية.
والعرب على فصاحتهم وبلاغتهم وبيانهم يقول تعالى لهم: ائتوا بسورة فقط، فعجزوا، سورة فقط والله ما استطاعوا: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَإِنْ كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ * فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:23-24]، إذاً http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:24] (ولن تفعلوا).
نضرب مثالاً: لو أن اليابان الصناعي أنتج اليوم آلة من الآلات فلا يمكنه أن يقول: نتحدى العالم الإنساني لمدة سبعين سنة أن ينتجوا مثل هذه، كذلك أمريكا عندما تنتج سيارة لا يمكنها أن تقول: نتحدى العالم الإنساني لمدة مائة سنة أن ينتجوا مثل هذه؟ والله ما يقولون؛ لأنهم يخافون، والله يقول: (ولن تفعلوا) كم سنة مضت على هذه الكلمة؟ لقد مضى ألف وأربعمائة عام، هل استطاعوا أم طأطئوا رءوسهم وخذلوهم؟ (ولن تفعلوا)، فلم يبق إلا أن تقوا وجوهكم من النار، أي: بالإيمان وصالح الأعمال.
قوله: (وزاده تعظيماً حيث خصه بليلة القدر التي هي خير من ألف شهر).
ألف شهر كم عام فيها؟
ثلاث وثمانون سنة وربع أو ثلث.
إنها ليلة واحدة، وسر هذه الليلة أن النبي صلى الله عليه وسلم تقالّ أعمار أمته، الأمم السابقة كان أحدهم يعيش مائتي سنة.. ثلاثمائة سنة.. خمسمائة.. مائة وستين.. مائة وأربعين، أمة محمد في حدود الثلاث والستين كنبيهم يزيدون بقليل أو ينقصون، فقط.
فلما تقالّ أعمارهم أعطاه الله هذه الجائزة، فأيما مؤمن يدرك ليلة القدر بأخذ ثلاثاً وثمانين سنة كلها عبادة، وإذا أدركها في كل سنة في رمضان يصبح معه أكثر من نور، فإذا تحصل في كل رمضان على ليلة القدر وعاش أربعين سنة فاضرب أربعين في الثمانين.
قولوا: الحمد لله، الحمد لله، الحمد لله.
معاشر المستمعين نكتفي بهذا القدر، أتعبانكم، ونعود غداً إن شاء الله عز وجل.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.



اتمنى لكن الاستفادة









حمامة الاسلام 05-17-2016 01:48 PM

رد: لماذا نصوم 1-للشيخ ابو بكر الجزائري
 
عوامل تعظيم شهر رمضان

قال: [ وبم نعظم رمضان؟ ].
دلونا يرحمكم الله.
قال: [ نحن لا نعظم رمضان بإقامة المهرجانات ].
في ديارنا المغربية -المغرب الإسلامي أو العربي أيام كنا هناك- إذا قرب رمضان تبدأ الجهات المختصة بتسجيل المغنيات، وإعداد الإعلانات، وحفلات الرقص والأغاني احتفاء برمضان!
قال: [ نحن لا نعظم رمضان بإقامة المهرجانات، وإيقاد الشموع، ولا بالتفنن في ألوان الطعام وأصناف الشراب، ولا بملء لياليه باللهو واللعب، ولا بإحياء لياليه بالغناء والطرب ].
أعيد عليكم هذه الحال لتذكروها أو تحتجوا على نسائكم، إذا قالت: هات أو اشتر هذا في رمضان، فعلمها أنا لا نعظم رمضان بالطعام والشراب.
قوله: (نحن لا نعظم رمضان بإقامة المهرجانات، وإيقاد الشموع).
الآن الكهرباء ومن قبل كانت الشموع.
قوله: (ولا بالتفنن في ألوان الطعام).
الطعام في غير رمضان طعام واحد أو طعامان، لكن في رمضان ثلاثة أنواع أو أربعة أو خمسة، لماذا هذا؟
لا نعرف! إذاً صغار الشياطين هي التي تزين وتحسن.
قوله: (وأصناف الشراب، ولا بملء لياليه باللهو واللعب، ولا بإحياء لياليه بالغناء والطرب).
الآن الغناء والطرب أصبح في التلفاز والفيديو، سبحان الله! أيام عجب.
منذ خمسين سنة سمعت إذاعة بغداد في الجزائر تعلن: أنه إذا دخل رمضان غداً فلا يكون في الإذاعة طرب ولا أغان -وهذا عجب- لأنه شهر القرآن وشهر العبادة، هذا بإذني سمعته أيام كانت الملكية، ولما كان ولي العهد فيها صغيراً، وما إن تحولت إلى جمهورية حتى أصبحت كجمهورية الباطل، أوما فهمتم هذه الهمجية؟
أنا أقول: ينبغي إذا حل رمضان أن تحول إذاعتنا وأدوات البيان لنا إلى أنوار القرآن، فلا نسمع المؤمنين والمؤمنات الأغاني العاهرة والشر والفساد، ونحن لما غلبونا نقول: والله لن يدخل التلفاز بيتنا، أما الذين وضعوا الأدشاش أو الصحون الهوائية فبشروهم بالهلاك؛ لأنهم قد هلكوا.
لقد سمعت بهذه الأذن مؤمنة تقول: يا شيخ! ماذا نفعل، ولدي يفعل الفاحشة بأخته؟
من أين تعلم هذا؟ لقد تعلمها من فنون الخلاعة والدعارة، والأولاد صغار يتعلمونها كذلك، ومعاذ الله أن يسمح المسلم وهو مسلم أن يضع ذلك على سطحه ليدمر أسرته، وسوف يدمرون.
بلغ جارك وإخوانك حرمة هذا الدش وانزعه، فهذا يفسد عليك زوجتك وتصبح محبة لآخر وتكرهك أنت؛ لأنها تتعلم هذا، وتتعلم أن الرجل يقبل المرأة ويتحدث معها.
ثم الصور عندما تكون في البيت وهي صور حقيقية ناطقة جميلة هل يبقى ملك في البيت؟ وإذا رحلت الملائكة يحل محلها الشياطين، وإذا حلت المنزل الشياطين ماذا تصنع؟ هل توقظك آخر الليل تبكي بالقرآن؟
نقول: والله لو كان يوجد مؤمن بيننا حق الإيمان لذهب الآن إلى الدشوش وهدمها.
كتبنا لواحد كتاباً من ثلاثة أشهر قلت فيه: والله لو كتبت إلى يهودي وخوفته لأبعده. لا تقولوا: ما هذا؟ هذا بيت الله، هذا مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم نتعلم فيه الكتاب والحكمة.
قال: لا حول ولا قوة إلا بالله.‏

نعظم رمضان ببذل المعروف والإحسان إلى الفقراء والمساكين

قال: [ ولكن نعظم رمضان ببذل المعروف، وإسداء الجميل، بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، بإطعام جائعهم وكسوة عاريهم، وأسوتنا في ذلك نبينا صلى الله عليه وسلم، فقد كان أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل.

وقد كان يقول صلى الله عليه وسلم: ( من فطَّر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء ).
ويقول صلى الله عليه وسلم: ( من فطَّر صائماً على طعام أو شراب من حلال صلّت عليه الملائكة في ساعات شهر رمضان ) ].
وصلاة الملائكة عليه: اللهم اغفر له، اللهم ارحمه.
قال: [ ( وصلى عليه جبريل ليلة القدر ) ].

نعظم رمضان بصيامه وقيامه وتلاوة القرآن فيه


قال: [ ونعظم رمضان بصيامه وقيامه، وتلاوة كتاب الله وسماع آيه، إذ الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه ) رواه النسائي ].
قوله: (من قام رمضان إيماناً) بالله وبما عند الله واحتساب الأجر على الله لا من أجل فلان ولا فلان، (خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه) لا ذنب عليه؛ لأنه أقبل على الله وتاب وبكى واستغفر، والتوبة تجب ما قبلها، أما أن يقول: أنا سأقوم رمضان وهو يزني ويفجر ويأكل الربا فوالله ما يقوم، ولا يوفق لذلك ولا يفعل، لكن إذا أقبل على الله بصدق وقام رمضان بصدق فمعناه: أنه تاب وعاد إلى الطريق السوي.
قال: [ ويقول صلى الله عليه وسلم: ( من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ].

نعظم رمضان بالاعتكاف في بيوت الله والتماس ليلة القدر


قال: [ ونعظمه -أي: رمضان- بالاعتكاف في بيوت الله انقطاعاً إلى الله، والتماساً لليلة القدر التي هي خير من ألف شهر؛ إيماناً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )، وقوله صلى الله عليه وسلم: ( التمسوها -أي: ليلة القدر- في العشر الأواخر ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله تعالى جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق أبعد ما بين الخافين ) رواه الحاكم وصححه ].
قوله صلى الله عليه وسلم: (من اعتكف يوماً) أي يوماً وليلة، فاليوم ليس النهار فقط وإنما تدخل الليلة كذلك.
قوله: (من اعتكف يوماً) لماذا؟ (ابتغاء وجه الله عز وجل) طلباً لوجه الله، (جعل الله بينه وبين النار ثلاثة خنادق أبعد ما بين الخافقين) أي: أبعد ما بين الشرق والغرب.

نعظم رمضان بغض البصر وبعدم السماع إلى الحرام من فحش وغيبة ونميمة

قال: [ ونعظم رمضان ولكن لا بمجالس الغيبة والنميمة، ولا بندوات القمار، أو سهرات الفجار ].
وهذه تعرفونها؟
إن بعض الناس لا يرتاحون للعب القمار إلا في رمضان، وكذلك (الدومينو) وأنواع اللعب لا يلعبونها إلا في رمضان، ويصلون العشاء بسرعة -رأيناهم هكذا أيام الصبا- ثم يذهبون إلى اللهو إلى ما بعد نصف الليل، ثم يذهبون إلى الصحون يأكلون وينامون إلى الضحى، بلا صلاة فجر ولا غير ذلك، وما زال هذا النوع في العالم الإسلامي، ليس عندهم أيام يلهون أو يلعبون فيها إلا ليالي رمضان الطويلة؛ لأنهم ما عرفوا وما علموا.
قال: (ونعظم رمضان ولكن لا بمجالس الغيبة والنميمة، ولا بندوات القمار، أو سهرات الفجار).
قال: [ وإنما نعظمه بغض البصر عن النظر إلى أجنبية مسلمة كانت أو كتابية ].
ما تقول: هذه كافرة لا بأس ننظر إليها.
قال: [ وبترك السمع عن الإصغاء إلى الأغاني، أو سماع ما لا يحل سماعه من قول فحش أو بذاء أو كلام غيبة أو حديث نميمة ].
الحمد لله أننا من هؤلاء.
قد يقول قائل: لو غضضنا أبصارنا كيف نمشي والشوارع كلها نساء؟
أيها الفحول! أيها الرجال! النساء تملأ الطرقات، كاشفات الوجوه والمحاسن، ولا يحل لكم أن تنظروا إليهن، فما هو الحل؟ احتجبوا أنتم واتركوا النساء.
نقول: غض بصرك فعندما تفتح عينيك وتشاهد امرأة طأطئ الرأس فقط، النظرة الأولى معفو عنها لا تؤاخذ بها ولا تحدث سوءاً في نفسك، لكن الثانية، غض بصرك إذا عرفت أنها امرأة.
وقد صرخنا في النساء من يومين وخف الضغط قليلاً علينا، فقبل ثلاثة أيام تسمع أصوات النساء في الشوارع، وإذا كانت المرأة لا يحل لها أن يسمع ضيفها صوتها في حجرتها، فكيف بالشارع وهي تصيح بأعلى صوتها: يا فلانة كذا؟
هؤلاء زائرات متعودات على هذا الباطل في بلادهن، قلنا لها: استحي من الله غضي صوتك لا تتكلمي في الشارع، لا حاجة إلى ذلك، بل قلت: والله إن الرجال لا يرفعون أصواتهم كما يرفع النساء أصواتهن، نحن نستحي، لكن علة هذا الجهل، لأنهن ما ربين في حجور الصالحين.
كذلك عدم الأمر بالمعروف، لا يوجد في بلد غير مملكتنا فيها أمر بالمعروف، فليس هناك هيئات الأمر بالمعروف، أما المواطنون فلو ينهون يتقاتلون، ولهذا الأمر بالمعروف تكونه الحكومة، ففي كل حي لجنة من أشخاص صالحين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر، أما مع عدم وجود هيئات الأمر بالمعروف كيف يأمرون في القاهرة وفي دمشق؟ لأنك لو أمرت واحداً خاصمك.

نعظم رمضان بكف اليد والرجل عن اقتراف المحرمات

قال: [ ونعظمه أيضاً: بكف اليد أن تتناول محرماً بأخذ مال امرئ أو ضربه أو سفك دمه، أو بإيصال أي أذى إليه ].
نكف أيدينا بألا نتعاطى محرماً في تجارة، بأخذ مال امرئ ولو قرشاً، أو بضربه أو بصفعه، أو بسفك دمه ولو قطرة تسيل، أو بإيصال أي أذى إلى مؤمن، فنصوم بكف أيدينا كما نصوم بكف أعيننا.
قال: [ ونعظمه أيضاً: بمنع الرجْل أن تمشي إلى باطل، أو تسعى إلى فساد أو شر ].
فلا أمشي أبداً برجلي إلى مكان أعصي فيه الله عز وجل.




نعظم رمضان بحفظ اللسان عن كل محرم

قال: [ ونعظمه أيضاً: بحفظ اللسان أن يقول باطلاً أو زوراً أو كذباً أو سباً لمسلم أو شتماً ].
قال: [ كل ذلك عملاً بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( فإذا كان صوم أحدكم ) ].
سواء نافلة أو فريضة.
قال: [ ( فإذا كان صوم أحدكم فلا يرفث ) ].
والرفث: مقدمات الزنا من النظر إلى الغمز إلى اللمس إلى أن ينتهي بالفجور.
قال: [ ( فلا يرفث ولا يصخب ) ].
ولا يرفع صوته في الشارع ولا في السوق، وإذا كان الرجل لا يرفع صوته ولا يصخب فكيف بالنساء اللاتي يرفعن أصواتهن؟!
قال: [ ( فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني صائم، إني صائم ) رواه البخاري ].
إذا سابك جاهل أو شاتمك أو ضربك تقول: إني صائم، إني صائم.
قال: [ وقوله صلى الله عليه وسلم: ( من لم يدع ) ].
أي: يترك.
قال: [ ( قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع ) ].
أي: يترك.
قال: [ ( طعامه وشرابه ).
وقوله صلى الله عليه وسلم: ( الصيام جنة ما لم يخرقها ) ].
قوله: (الصيام جنة) كالتي يجتن بها المقاتل على رأسه، (ما لم يخرقها) فإن لم يخرقها لا تدخل الرصاص والنبال، (الصيام جنة ما لم يخرقها).
قال: [ ( فقيل: بم يخرقها يا رسول الله؟ قال: بكذب أو غيبة ) رواه النسائي وهو حسن ].
إذا كذب أو اغتاب انخرقت الجنة، فلا يصبح محفوظاً بالصيام.













حمامة الاسلام 05-17-2016 02:02 PM

رد: لماذا نصوم 1-للشيخ ابو بكر الجزائري
 
صفة الصوم وكيفيته
قال: [ كيف نصوم؟
أما كيف نصوم؟ فإننا نصوم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم ].
لأننا عرفنا أن الصيام قاعدة الإسلام، لكن كيف نصوم؟ يبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف نصوم.
قال: [ نصوم كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم؛ لأن كل عبادة لم تؤد على الكيفية التي بينها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأداها عليها فهي عبادة باطلة لا ثواب فيها، أو ناقصة الثواب ].
كل عبادة لا تؤدى كما أداها الرسول صلى الله عليه وسلم فهي إما باطلة أو ناقصة الثواب، هذه حقيقة مسلمة.
قال: [ فإذا كان أول ليلة من رمضان.
فإننا ننوي صيام شهر رمضان طاعة لله تعالى أو تقرباً إليه عز وجل ].
أنت مخير إن شئت أن تنوي أن تصوم لأن الله أمرك فتطيعه، أو أن تصوم لأن الله يحب الصوم وأنت تتقرب به إلى الله، المهم أن تعزم الليلة على أن تصوم غداً لله عز وجل إما تحبباً وتقرباً إليه، وإما طاعة له؛ لأنه أمرني فأطيعه، هذه النية هي شرط صحة الصيام بل ركن من أركانه.
قال: [ فإذا كان أول ليلة من رمضان فإننا ننوي صيام شهر رمضان طاعة لله تعالى أو تقرباً إليه عز وجل؛ وذلك لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إنما الأعمال بالنيات ) ].
الأعمال كلها متوقفة على النية، فإذا كانت النية صالحة كان العمل صالحاً، وإذا كانت النية فاسدة كان العمل فاسداً، ونحن نريد عملاً صالحاً يزكي أنفسنا ويقربنا من ربنا عز وجل، (إنما الأعمال) مطلق الأعمال، (بالنيات) حتى أخذك لنعليك تحتاج إلى نية، فالأعمال كلها بالنيات، ويثاب الإنسان بحسب نيته خيراً أو شراً.

حكم النية في الصيام
قال: [ فالنية ركن الصيام؛ بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له ) رواه الترمذي ].
علموا النساء والرجال: ( من لم يبيت الصيام بالليل فلا صيام له ) ولو صام النهار.
ففي أول ليلة من رمضان تنوي صيام رمضان كله وهذه النية تكفيك، وإن أردت زيادة فجدد النية كل ليلة ولا بأس، إلا إذا أفطرت لمرض أو سفر فتجديد النية واجب، لقول الحبيب صلى الله عليه وسلم: ( من لم يبيت الصيام بالليل فلا صيام له ) إلا النوافل فلا بأس، فإذا لم تنو الصيام وفي الصباح لم تأكل ولم تشربت وقلت: أريد أن أصوم اليوم فصم؛ اتباعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، إذ كانت تخبر عنه أم المؤمنين أنه صلى الله عليه وسلم يدخل عليها في الصباح ويقول: هل من طعام؟ فتقول: ما عندنا شيء يا رسول الله، فيقول: إني صائم، فينوي الصيام بعد صلاة الصبح في الضحى، أما الفريضة فلابد أن تكون النية من الليل.

حكم السحور


قال: [ وإذا كان آخر الليل ].
ماذا تصنعون؟

قال: [ تسحرنا بما تيسر من طعام أو شراب ناوين الصيام؛ لقول نبينا صلى الله عليه وسلم: ( تسحروا؛ فإن في السحور بركة ) ].
ولو كان حليباً، ولو قرص عيش، ولو حفنة تمر، ولو جرعة ماء، المهم أن تتسحر آخر الليل.
أما التائهون يسهرون إلى نصف الليل على الباطل ثم يتسحرون وينامون فلا يستيقظون لصلاة الصبح أبداً، فتفوتهم صلاة الصبح، لكن أمثالكم ينامون بعد صلاة التراويح أربع ساعات أو خمس ساعات، ثم يقومون فيتسحرون، فإذا أذن الصبح توضئوا وصلوا.

وجوب الامتناع عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس


قال: [ وإذا طلع الفجر أمسكنا ].
أي: امتنعنا [ عن المفطرات من طعام وشراب ووقاع وكل مفطر طوال النهار إلى غروب الشمس ].
والوقاع هو جماع المرأة.
من غريب ما سمعنا في حياتنا هذه أو في عصرنا هذا بعض الناس يفتون بجواز الشمة للصائم، ويقولون: لا تفسد الصيام؛ لأنك ما أكلت ولا شربت؟
نقول: الشمة حرام نجسة، والدخان مثلها، وأنت تطرد الملائكة من حولك وتؤذيهم وتقول: أنا مؤمن.



المبادرة بالإفطار بعد غروب الشمس وتعجيله وتأخير السحور إلى قرب الفجر

قال: [ فإذا غربت الشمس ].
ماذا نصنع؟


قال: [ بادرنا بالإفطار تعجيلاً له؛ لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ( لا تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر وأخروا السحور ) رواه أحمد ].
كيف هذا يا رسول الله؟
ما داموا يعتنون بهذه الفضيلة فهم إذاً مؤمنون، وما زال فيهم خير، وإذا اعتنوا بفضيلة كهذه فمن باب أولى أنهم قد اعتنوا بالفرائض وأقاموها.
لا تقل: كيف نصبح في خير إذا عجلنا أكلة الفطور وأخرنا أكلة السحور؟
إن طاعتنا لرسول الله صلى الله عليه وسلم بتعجيلنا هذا طاعة ورغبة فيما عند الله، والتأخير كذلك.
وهذا هو الإيمان، وهذه هي الطاعة.

ذكر ما يسن الإفطار عليه


قال: [ كما نحاول أن يكون فطورنا على تمر أو ماء ].
نحاول ما استطعنا أن يكون فطورنا على تمر أو ماء، وإن كان رطباً فأولى.
وهذا (ابتداء) وبعد ذلك كل البقلاوة أو ما شئت.

قال: [ لقول أنس بن مالك : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي ) ].
أي ثم يصلي.
بلغنا أن بعض المذاهب الضائعة لا يفطرون إلا إذا شاهدوا النجم الكوكب، وهؤلاء يتحدون رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمهم أن نكون مع أمته صلى الله عليه وسلم، فإذا سقط قرص الشمس وغابت حل الفطر، حتى ولو ما أذن المؤذن، أما أن نبقى حتى يطلع النجم، فالله لم يأمر بهذا، وإذا كان السحاب أين النجوم؟ المهم أن هؤلاء يريدون الخروج عن جماعة المسلمين.
قال: [ لقول أنس بن مالك رضي الله عنه: ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر على رطبات قبل أن يصلي، فإن لم تكن فعلى تمرات ) ].
الرطب اللين، والتمر اليابس الجاف، فإن وجد الرطب فهو أفضل، وإلا فالتمر اليابس.
قال: [ ( فإن لم تكن حسا حسوات من ماء ) ].
ويصلي.

لمبادرة إلى المساجد في رمضان بعد تناول طعام العشاء للصلاة وقراءة القرآن


قال: [ ثم نصلي المغرب ونتناول طعام العشاء، ثم نهرع إلى المساجد للصلاة وتلاوة كتاب الله وسماع آيه؛ قياماً لشهر رمضان المعظم، ورغبة في مغفرة ذنوبنا التي قد نكون قارفناها في غير شهر رمضان، إذ واعد الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك في قوله: ( من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) ].




ضرورة الفطر على حلال ومباح



[ وهكذا نصوم النهار على كل مفطر من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، ونفطر بالليل على كل حلال ومباح؛ إيماناً بقول ربنا واسترشاداً به: http://audio.islamweb.net/audio/sQoos.gif وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ http://audio.islamweb.net/audio/eQoos.gif[البقرة:187] ].
أحد الصحابة رضوان الله عليهم لما نزلت الآية قال لزوجته: ائتني بخيطين أحدهما أسود والآخر أبيض، ووضعهما تحت رأسه، وكان إذا استيقظ ينظر هل يستطيع أن يفرق بينهما أو لم يفرق؟ فما استطاع أن يعرف، فأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: ( سبحان الله! إنك لعريض القفا )، القفا هو مؤخرة الرأس، ومعناه أنك تريد أن تجعل تحت قفاك الشرق والغرب؛ لأن الفجر فجران: فجر كاذب وفجر صادق، الفجر الكاذب يلوح هكذا كذنب السرحان في الأفق خيط أبيض، بعد فترة ربع ساعة أو عشر دقائق ينمحي ويظلم الليل تماماً، ثم ينبلج الفجر.

ماذا بعد رمضان؟



قال: [ ويستمر تعظيمنا لشهر رمضان وصيامنا له هكذا حتى يهل هلال شوال، فإذا رأيناه أصبحنا مفطرين معيدين نذكر الله تعالى ونشكره، نذكره بالتكبير وصلاة العيد، ونشكره بزكاة الفطر، وقبل الخروج إلى صلاة العيد التي هي سنة واجبة نكون قد أدينا زكاة الفطر إلى الفقراء والمساكين، وهي صاع، أربع حفنات من طعام؛ لقول ابن عمر رضي الله عنه: ( فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين ). رواه البخاري .
ثم نخرج إلى صلاة العيد متطهرين، نذكر الله تعالى قائلين: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد ].
اللهم يا حي يا قيوم يا بديع السماوات والأرض يا مالك الملك يا ذا الجلال والإكرام إنا نسألك أن تشفي كل مريض فينا وبيننا وفي بيوتنا، اللهم اشف كل مريض من المؤمنين والمؤمنات شفاء عاجلاً يا رب العالمين.
اللهم إنا نسألك أن تزكي نفوسنا وتطهرها وتلهمها تقواها وهداها، أنت وليها ومولاها.
اللهم إنا نسألك أن تتوب على عبادك المؤمنين توبة صادقة نصوحاً، يعودون إليك يا رب العالمين، يمتثلون أوامرك، ويجتنبون نواهيك.
اللهم اجمع كلمة المؤمنين على الحق، اللهم اجمع كلمة المؤمنين على الحق، ووحد صفوفهم ورايتهم، ووحد مذهبهم على ما تحبه يا رب العالمين وترضى.
اللهم علّم جاهلنا، وأرشد ضالنا، واهدنا جميعاً إلى صراطك المستقيم، واختم لنا بخاتمة السعادة يا رب العالمين.
وصل اللهم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.










أم يعقوب 05-18-2016 12:10 AM

رد: لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري
 
جزاك الله خيرا على الطرح القيم

بلغنا الله واياكم الشهر الفضيل

إسمهان الجادوي 05-18-2016 08:15 AM

رد: لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري
 
اللهم بلغنا رمضان

موضوع مميز ومهم جداااا

جزاك الله خيراو نفع بك

عطر الجنة 05-19-2016 06:18 PM

رد: لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري
 
كتب الله أجرك وأثابك ..أختي حمامة
موضوع جد قيم
بوركت ونفع بك
"جزاك الله خيرا"

حجابي عفافي 05-20-2016 08:03 PM

رد: لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري
 
موضوع حلووو كتير مشكوووورهsdf::::lllll

حمامة الاسلام 05-22-2016 05:31 PM

رد: لماذا نصوم -للشيخ ابو بكر الجزائري
 
بارك الله فيكن


الساعة الآن 12:00 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)