الإهداءات |
| LinkBack | أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| |||||||||||
| |||||||||||
كيف يستقبل التعساء رمضان؟للشيخ/ إبراهيم الدويش [postback=http://a.top4top.net/p_156uikp1.png][formatting="font-family: Tahoma; font-size: 13px; color: Rgb(0, 0, 0); font-weight: Normal; font-style: Normal; text-align: Center; background-color: Rgb(255, 255, 255); border-style: Groove; border-width: 7px; border-color: Rgb(221, 240, 239); width: 91%; background-image: Url(http://b.top4top.net/p_156u3yo1.png);"] كيف يستقبل التعساء رمضان؟ "للشيخ/ إبراهيم الدويش" الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،، أما بعد؛ فبعد أيام نستقبل شهرنا العظيم، شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن، شهر الصيام والذكر، شهر التوبة والغفران، شهر العزة والكرامة.. اللهم بلغنا رمضان.. اللهم بلغنا رمضان، فكم من آمل أن يصوم هذا الشهر ففاجأه أجله فسار قبله إلى ظلمة القبر، كم من مستقبل يوم لا يستكمله ومؤمل غداً لا يدركه.. كم كنت تعرف ممن صام في سلف من بين أهل وجيران وإخوان أفناهم الموت واستبقاك بعدهم حيا فما أقرب القاصي من الداني الأحد عشر شهراً!! ظلت تجرى بسرعة عجيبة في دهشة وذهول من العاقلين، وغفلة ومجون من اللاهين، قال تعالى: { قَالَ كَمْ لَبِثْتُمْ فِي الْأَرْضِ عَدَدَ سِنِينَ[112]قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ فَاسْأَلِ الْعَادِّينَ[113] }'سورة المومنون' والعاقل اللبيب من يفكر ويعتبر بتلك الأيام التي عاشها والليالي التي قضاها، نعم هي ماض، لكنه يسجل عليك فالله تعالى يقول: { هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ[29]}'سورة الجايثة' . كل الناس يغدو في أهداف وآمال ورغبات وأماني، ولكن أين الجادون؟ أين الجادون فرمضان آت بعد أيام فكيف حال الناس بل كيف حال الأمة؟!! هل من وقفة صادقة للمحاسبة؟ وهل من وقوف جاد للتأمل؟ وما هي مراسم الاستقبال؟؟ إن رمضان آت بعد أيام، وفى الآمة تُعساء يستقبلونه على أنه شهر: جوع نهار وشبع ليل، نوم في الفراش إلى ما بعد العصر؛ وسمر في الليل إلى الفجر، تراهم ذئاباً في الليل جيفاً في النهار، جعلوا من رمضان موسم طرب وسهر ودعايات وقنوات، إنهم يقتلون رمضان ويفسدون حلاوته وطعمه، حُرموا وحَرموا غيرهم من جمال رمضان وروعة الحياة فيه، عبادة للبدن والجسد بنزواته ولذاته، وأسر للروح والعقل؛ مساكين هؤلاء.. رمضان:رُبَّ فمٍ تمنَّع عن شراب أو طعام ظن الصيامَ عن الغذاء هو الحقيقة في الصيام وهوى على الأعراض ينهشها ويقطع كالحمام يا ليته إذ صام، صام عن النمائم والحرام اشتياق السلف إلى رمضان: قال معلى بن الفضل عن السلف: 'كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان، ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم'. وقال يحي بن أبى كثير: 'كان من دعائهم: اللهم سلمني إلى رمضان، وسلم لي رمضان، وتسلمه منى متقبلاً'. وباع قوم من السلف جارية، فلما قرب شهر رمضان رأتهم يتأهبون له ويستعدون بالأطعمة وغيرها فسألتهم؛ فقالوا: 'نتهيأ لصيام رمضان'، فقالت: 'وأنتم لا تصومون إلا رمضان؟!! لقد كنت عند قوم كل زمانهم رمضان، ردوني إليهم'. شهر العزة والشجاعة والكرامة: هكذا كان استقبال السلف لرمضان، فرمضان له طعم خاص ولذة عجيبة في نفوسهم رضوان الله عليهم، فهو يبعث في نفوسهم قوة الإيمان والشجاعة والعزة والكرامة، ولهذا كانت أكثر غزوات ومعارك المسلمين في رمضان لماذا؟ نعم لماذا؟ اسمع الإجابة: إنها حياة الروح حتى وإن كانت البطون خاوية والشفاه يابسة، فالحياة حياة الروح؛ حياة القلب؛ حياة الانتصار على النفس وعلى الشهوات؛ ومن انتصر على نفسه انتصر على الأعداء. إنها حياة الصلة والثقة بالله جل وعلا، وهنا يكمن جمال رمضان وروعة هذا الشهر بتلك الروحانية العجيبة التي توقظ المشاعر وتؤثر في النفوس، فرمضان له في نفوس الصالحين الصادقين بهجة؛ وفى قلوب المتعبدين المخلصين فرحة؛ فهو شهر الطاعات ولنا فيه جميل الذكريات، إنه زاد الروح تتغلب الروح فيه على البدن والجسد. من الناس من همته في الثرى، ومنهم من همته في الثريا: فمنهم من يسعى لحياة الروح ومنهم من يسعى لحياة الجسد، وحياة الروح: باتصالها بالسماء، بالخوف والخشية والمراقبة والإخلاص لله جل وعلا، والروح والجسد لا غنى لأحدهما عن الآخر، إلا إذا أصبح الجسد لا هم له إلا شهوته وهواه، وفيه قول الرسول صلى الله عليه وسلم: [تَعِسَ عَبْدُ الدِّينَارِ وَعَبْدُ الدِّرْهَمِ] رواه البخاري والترمذي وابن ماجه. ومن الناس من نسى روحه، وغفل عنها وعن حقوقها، فعبَّدها لجسده وشهواته؛ فأصبحت حياته هموماً وغموما، وأكداراً وأحزانا، ليس له هم إلا أن يرضى هواه. مساكين أهل الدنيا، خرجوا منها وما ذاقوا أطيب ما فيها، وأطيب ما فيها حلاوة الإيمان ولذة الطاعة، فالإنسان جسد وروح وشهوة وعقل، والجسد تتبع له شهوة، والروح تتبع لها العقل، والصراع دائم بين الفريقين؛ الجسد والشهوة معاً، والروح والعقل معاً، ومتى شبع البطن تحركت الشهوة، وإذا خلا البطن؛ هدأت الشهوة وانطلقت الروح تنمو وتنشط، ففي الصيام حلاوة لا يدركها إلا من صام من أجل الله بصدق، ولا يعرفها إلا الذين خالطت بشاشة الإيمان قلوبهم.وهذه هي الروحانية العجيبة: روحانية صائم : بذرها بالجوع وسقاها بالدموع، وقواها بالركوع وحسنها الخشوع والخضوع. روحانية صائم : فيها السعادة واللذة والأفراح والأشواق ما لا يبثه لسان ولا يصفه بيان. روحانية صائم : فيها الأرواح تهتز وترتاح، وتطير بغير جناح، فهي في أفراح وأفراح. روحانية صائم : فيها من الحنين لجنات النعيم ما تورمت له أقدام المتهجدين، وبذل له الثمين، وسُمع له الأنين. روحانية صائم : لا يعرفها العاشقون، ولا المتصوفة الواجدون، بل هي والله حكر على المحبين الصادقين والمخلصين العارفين. روحانية صائم : تخلصت من أسر الهوى والشهوة وحيل النفس والشيطان. روحانية صائم : عاش في جنة الدنيا، وفى الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة، ولكن كم بين خلى وسجيا وواجد وفاقد وكاتم ومبد. أفراح الروح: هذه أفراح الروح عند انتصارها؛ وفك أسرها من شهوات الجسد، ولذلك قال ابن القيم رحمه الله: 'فاللروح المطلقة من أسر الهوى، من أسر البدن وعلائقه وعوائقه من التصرف والقوة والنفاذ والهمة وسرعة الصعود إلى الله والتعلق بالله ما ليس للروح المهينة المحبوسة في علائق البدن وعوائقه' انتهى كلامه رحمه الله. روحانية لاتوصف: هذه الروحانية لا نعرف كنهها، ولا نستطيع وصفها، حتى من ذاق طعمها وعرف حلاوتها من أولئك الأفذاذ ما استطاعوا وصفها ولا التعبير عن وجدها إلا بألفاظ عامة، لم تفصح عن حقيقة الشعور، واسمع لبعضهم يقول: 'إنه ليمر بالقلب لحظات أقول إن كان أهل الجنة في مثل هذا إنهم لفي نعيم'. وآخر يقول: 'أنا جنتي وبستاني في صدري فماذا يفعل أعدائي بي، سجني خلوة، ونفى سياحة، وقتلى في سبيل الله شهادة'. وهذا ثالث لم يجد ما يعبر به عن السعادة واللذة التي يحبها إلا بقوله: 'إن في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة' . إنها حلاوة الإيمان وطعم الصلة بالله، إنها أفراح الروح لا تنقل بالكلمات، إنما تسرى في القلب فيستروحها ويهش لها ويندى بها . كيف السبيل لهذا النعيم ؟ لمــاذا نصــوم ؟ أما الكيفية: فصم وقم كما كان يصوم ويقوم قدوتنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ [31]} 'سورة آل عمران' . لمــاذا نصــوم ؟ سؤال مهم يجب أن يسأله المسلم نفسه، وحتى لا يتحول هذا الشهر من عبادة لها أهداف ومقاصد عظيمة إلي عادة ثقيلة، كان لابد من الإجابة عن هذا السؤال، فكثير من الناس يصومون، ولكن قليل أولئك الذين يعرفون لماذا يصومون.. هذا هو الفرق بين العادة والعبادة . لماذا نصوم ؟ يحدد لك الهدف والغاية التي من أجلها فرض صوم رمضان. ووضوح الهدف في أي عمل تقوم به يسهل عليك ذلك العمل، ويدفعك للاجتهاد والمجاهدة للوصول إلي هدفك. لماذا تمسك عن الطعام والشراب والجماع أكثر من نصف يوم ؟ تجوع وتعطش.. لماذا؟ تسهر وتتعب.. لماذا؟ أصناف الطعام بين يديك والماء البارد بين عينيك فلا تمد يدك إليه.. لماذا؟ ماذا تريد من كل هذا؟ ما هو الهدف؟ إلى أي شئ تريد أن تصل؟ ربما حدثتك نفسك فقالت: لماذا أمرنا الله بالصيام؟ ولماذا فرض علينا شهر رمضان؟ حاشا لله عز وجل أن يكون المراد تجويعنا وتعطيشنا وإتعابنا وهو أرحم الراحمين، وهو أرحم من الأم بولدها، بل إن الله قال في آخر آيات الصيام: { يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ[185]}'سورة البقرة' . وربما تقول أيها الحبيب: إننا نصوم رمضان؛ لأن الله أمرنا بصيامه، فتجب الطاعة والاستجابة لله بما أمر؛ فنقول؛ نعم إن الاستجابة لله ورسوله أمر واجب على كل مسلم ومسلمة، ولو لم تتبين لنا الثمرة والحكمة من هذا الأمر، فنحن أسلمنا واستسلمنا لله؛ فيجب علينا طاعة الله، فإن الخير كل الخير فيما أمر الله ورسوله به. الهدف من الصوم: لكن هناك ثمرة وغاية عظيمة بينها الله عز وجل من شهر الصيام بقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ [183]} 'سورة البقرة' . إذا فالغاية الأولى والهدف الأسمى من صيام رمضان: هو إعداد القلوب للتقوى ومراقبة الله . إعداد القلوب لخشية الله. فالصوم يجعل القلوب لينة رقيقة، يجعلها ذات شفافية وحساسية، يجعلها وجلة حية.. يوقظ القلوب، فإذا فسد الناس في زمن من الأزمان فإن صلاحه لا يكون بالتشدد والتنطع، فليبدأ الصلاح بإعداد القلوب وبث حرارة الإيمان فيها، وخوف الله ومراقبته، فالإسلام لا يقود الناس بالسلاسل إلى الطاعات، إنما يقودهم بالتقوى ومراقبة الله والخوف منه. *يتبع * آخر تعديل عطر الجنة يوم
06-05-2016 في 04:58 PM. |
مواقع النشر (المفضلة) |
(مشاهدة الكل) عدد الذين شاهدوا هذا الموضوع : 2 : | |
, |
|
|
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة أقبل رمضان-الشيخ إبراهيم الدويش | ام عبدالله وامنه | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 4 | 07-15-2016 09:33 PM |
"عبادة المرأة المسلمة في رمضان" للشيخ : " محمد المنجد " ـ حفظه الله | عطر الجنة | مواضيع تخص رمضان | 3 | 06-02-2016 04:50 PM |
الشيخ ابراهيم الدويش / المحرومون | هوازن الشريف | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 5 | 11-24-2015 03:39 PM |
الاماني والمنون للشيخ إبراهيم الدويش رآئعه ومؤثره | هوازن الشريف | شعاع الصوتيات والمرئيات للدروس الدينيـة | 4 | 01-21-2015 11:48 PM |