" يقول الأمام مالك بن دينار.. بينما كنت أتناول طعامي ذات يوم.. جاءت هرة.. (قطة) ..

وخطفت قطعة لحم من أمامي.. فتتبعتها. فتتبعتها.. ببصري .. لمَ لم تأكلها

؟ لعلها خافت ؟ فرأيتها تضع قطعة اللحم أمام جحر عميق.. فقلت سبحان الله.. لمَ خطفتها ؟

ولمَ لم تأكلها ؟ ولم تركتها أمام هذا الجحر ؟ ونظرت من بعيد أرقبُ
الموقف عن كثب .. وإذ بي أجد ثعبانا أعمى فيخرج فيأكل قطعة اللحم.. أعمى ..

لا يقوى على السعي على رزقه.. لأنه أعمى.. ولكن الله سخر له ماذا ؟ سخر له قطا
.. وانتم تعلمون أن بين القط والثعبان عدواة أي عدواة.. لكن الأرزاق أزالت العدواة بينهما..

فإذا كان الله سخر القط للثعبان ليأكل.. الثعبان الذي يلدغ..

فكيف ننسى أن يرزق الله من يقول لا إله إلا الله..
( أفرأيتم ما تمنون أأنتم تخلقونه أم نحن الخالقون ) " سورة الواقعة, الآيتان: 58, 59 "

سورة العنكبوت الآية: 60 "

أما تحديد النسل.. والأنفاق على هؤلاء الجالسين.. الجالسين ..

الأنفاق على لجان تحديد النسل.. أكلهم حرام.. ومرتباتهم حرام.. ومراكزهم حرام...

لأنهم يضلون العباد.

ويقول الشيخ متحدثا عن غزو جنوب لبنان من قبل إسرائيل والموقف المتخاذل

من الأمة العربية التي لم تستطع حتى أن تراعي مشاعر المسلمين هنا وهناك

في ما تقدمه إذاعاتها

وتلفزيوناتها الخاصة

بها, ذلك الموقف الذي ما زال يتكرر إلى الآن:

" كنت أود من وزير الأعلام عندنا.. أن يجامل حتى ولو بكلمة.. ولما فتحت الإذاعة يوم

الأربعاء.. والرؤوس هناك تنثر.. والدماء تهدر.. والدبابات تخطب على منابر الرقاب..

حولت مفتاح المذياع إلى إذاعة صوت العرب.. لعلي أسمع قرآناً يُتلى..

يُتلى والمجازر تعمل هناك ليل ونهار..

و" بيجن " كلنا نعرفه.. " بيجن " كلنا نعرفه.. رجل دخل قرية في دير ياسين..

فذبح بيده اللاكريمة.. ذبح مائتين وخمسين ..حتى النساء الحوامل..
جاء بهن " بيجن " وفتح الأرحام.. وقيل له أتشقُ أرحام الحوامل.. فقال في سخرية..

لأتبين ما في بطنها أذكر أم أنثى.. " بيجن " كلنا نعرفه..

وكنت أود من الإذاعة أقل ما يقال أن تذيع قرآناً.. أن تذيع قرآناً في المأتم..

في المأتم.. لكنني وأنا أسمع " صوت العرب " انطلق صوت العندليب عبد الحليم
حافظ.
قل لي حاجة.. أي حاجة.. قُول بحبك.. قول كرهتك. .. قول ولا يهمكش حاجة.
قلت سبحان الله.. أنشقى بك حياً وميتاً ؟ المجازر تدور رحاها .. هناك..
أطفال.. أرواح.. أرواح تُزهق.. لا إله إلا الله.

يرحم الله أيام الخلافة الإسلامية.. يرحم الله أيام الخلافة.. أيام الخليفة المعتصم..

اعتقل ملك الروم

سيدة مسلمة.. ملك الروم.. اعتقل سيدة مسلمة.. فصاحت وا أسلاماه.. وا معتصماه..

وا محمداه .. وكان الخليفة المعتصم في بغداد.. في بغداد عاصمة الخلافة
العباسية.. فأرسل إنذارا حربيا شديد اللهجة إلى ملك الروم.. ماذا قال الخليفة المعتصم

في الإنذار ؟ اسمعوا ما قال .. قال : " من الخليفة المعتصم .. خليفة
المسلمين إلى كلب الروم.. إلى كلب الروم.. أما بعد.. إذا وصلتك رسالتي..

فأطلق سراح المسلمة.. وألا فوالذي بعث محمداً بالحق ..

لأرسلن إليك جيشاً أوله عندك
وآخره عندي..".

[ مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد..

إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر ]

وما أن وصل الإنذار إلى كلب الروم حتى أطلق سراحها وأرسلها إلى بغداد

في حراسة نسائية حتى لا يخدش حيائها.. أرسلها مع جنود من نسائه..

أرسلها معززة مكرمة.. مشرئبة
الرأس.. مرفوعة الهامة.. تناطح السماء.. وتزاحم الشمس في الجلاء إن الله علمنا هكذا.

قال ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) " سورة الأنفال الآية: 60 ".