منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟ (https://hwazen.com/vb/t12709.html)

عطر الجنة 07-14-2016 02:33 PM

كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟
 





http://i687.photobucket.com/albums/v...T2/mdmu-12.png


http://cdn.top4top.co/p_15msck1.png
كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟

http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14093363556.png



#الرّياء في الصّلاة#

قال تعالى في سورة الماعون: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ* فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ* وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ* فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ* الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ* الَّذِينَ هُمْ يُرَاؤُونَ}(الماعون: 1ـ 6)


أي الّذين يقومون بالرّياء في صلاتهم. والمراؤون بصلاتهم هم أولئك الّذين يقومون بالصّلاة أمام النّاس ليراهم النّاس، فينظروا إليهم؛ ليعتبروا أنّهم يتحرّكون في خطّ الإيمان ويمدحوهم على ذلك.

وهناك تفصيل أشمل من هذا التّفسير، وهو يرتكز على اعتبار أنّ الصّلاة هنا هي أبرز مصاديق العبادة؛ وإلا فإنّ الرّياء لا يختصّ بذلك، بل إنّ الآية تشير إلى شخصيّة المرائين الّذين لا يعيشون في داخلهم سرّ الانفتاح على الله، بالإخلاص إليه وطلب رضاه، بل يعيشون حياتهم في كلّ عملٍ من أعمال الخير الّتي يحبّها الله ويرضاها، والّتي هي من خصوصيّات الأخلاق الإسلاميّة، ليمدحهم النّاس على ذلك، وليكون لهم سُمعة طيّبة بين النّاس، يستطيعون من خلالها أن يحصلوا على بعض ما يريدونه من خلال ذلك.

ولذلك فقد قال تعالى: {الذين هم يُراؤون}
أي الّذين يُصلّون أو يعملون الخير أو يتحرّكون في اتجاه الأعمال العامّة ليراهم النّاس، وهم يفعلون ذلك لا ليرضى الله عنهم؛ لأنّهم لا يعيشون عمق المعنى الرّوحيّ أو العباديّ للعمل الصّالح، بل يتحرّكون على سطحه.

وهذا المعنى ينطلق من خلال أنّ القاعدة الإٍسلاميّة في كلّ عمل من الأعمال، تجعل عمق العمل وسرّه وعنوانه تابعاً للنيّة.

فقد ورد في الحديث الشّريف عن النبيّ(صل الله عليه وسلم): «إنما الأعمالُ بالنيّات، ولكلّ امرئ ما نوى».

و كما روى عنه هليه الصلاة والسلام: «فمن غزا» ـ وهو يُشير إلى وجهٍ من وُجوه الجهاد ـ «ابتغاء ما عند الله، فقد وقع أجره على الله عزّ وجلّ، ومن غزا يريدُ عرضَ الدنيا أو نوى عقالاً»،
أي أراد من غزوته أن يحصل على الغنائم عند الانتصار، ولم يقصد وجه الله في ذلك،
«لم يكن له إلا ما نوى».

وهذه هي المسألة الّتي تركّز أساس العمل في الإسلام في ميزان القيمة؛ باعتبار أنّ الإسلام يرى أنّ خارج الإنسان تابعٌ لداخله؛ فعندما يكون الدّاخل عميقاً منفتحاً على الله، يكون ما يصدر عن الخارج تابعاً له، وعندما يكون الدّاخل ذاتياً يعيش فيه الإنسان شهواته ومطامعه، فمن الطبيعيّ أن يكون الخارج كذلك.

وهناك آية أخرى تتحدَّث عن الرّياء في الصّلاة
قال تعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَة قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ}(النساء: 142).

أي يصلّون ليراهم النّاس؛ فهم يفكّرون في أن تنفتح صلاتهم على عيون النّاس وعلى مشاعرهم وأحاسيسهم؛ ليحصلوا على الثّقةِ لديهم من خلالِ ما يحمله النّاس من الثّقةِ للمصلّين، وخصوصاً إذا كانوا يعملون على أن تكون صلاتهم في مظهر الخشوع والخضوع لله سبحانه وتعالى، والتّعبير بـ{يُخَادِعُونَ اللّهَ} يُقصد به أنّهم يعملون عمل المخادع، وإلا فالله لا يُخدع.

ولذا، فإنَّ الله يخدعهم؛ لأنّه يُظهر أسرارهم،
{وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى}.

أي قاموا متثاقلين، لا ينطلقون من روحيّةٍ عميقةٍ في داخل أنفسهم، {وَلا يَذْكُرُونَ اللهَ إِلاَّ قَلِيلاً}؛ لأنّ المنافقين لا يعيشون روحيّةَ الصّلاة في اللّقاء بالله؛ لأنهم لا يؤمنون به أساساً.

والمنافقون المقصودون بالآية، هم الّذين كانوا في زمن النبيّ(صل الله عليه وسلم)، وهم الّذين كانوا يبطنون الكفر ويُظهرون الإيمان.

ولذلك، فإنّهم لا ينطلقون بصلاتهم من داخل الذّات المؤمنة بالعمل، فلا يتحرَّكون بعزيمة ولا نشاط، كما هم المصلّون الّذين إذا انطلقوا في صلاتهم يشعرون بالحيويّة والنّشاط والسّعادة؛ باعتبار أنّهم يتحدّثون مع الله ويبتهلون إليه ويسألونه قضاء حوائجهم؛ لأنّ الصّلاة معراج روح المؤمن إلى الله.

وطبيعة الحال، أنَّ أولئك المنافقين يُقبلون على الصّلاة كُسالى، متثاقلين؛ لأنّ الصّلاة لم تتحوّل عندهم إلى حالةٍ متجذّرة من الارتباط بالله، ما يدفعهم إلى أن يُقبلوا على لقائه بكلّ نشاط وحيويّة.

ثم يبين القرءان الكريم وصف هؤلاء المنافقين {مذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذَلِكَ لاَ إِلَى هَؤُلاء وَلاَ إِلَى هَؤُلاء}(النساء:143).

يعني أنهم يواجهون المسألة كما يواجهها الإنسان المذبذب الحائر المتردّد الّذي لا ينطلق إلى هذا الجانب ولا إلى ذاك الجانب، بل يظلّ في حالة التردّد؛ لأنهم لا رسالة عندهم ولا قضيّة، بل هم يختزنون نقاط الضّعف الذاتيّ الّذي يحاولون من خلاله أن يحصلوا على بعض المكاسب الجزئيّة هنا وهناك، ولذلك فهم يعيشون في حالة من التردّد والتّذبذب، فلا هم مع المؤمنين حقّاً، ولا هم يقفون إلى جانب الكفّار ظاهراً.

ويُمكن أن يُفهم من هذا التّعبير، كما يقول البعض، أنّهم كشيء معلّق في الهواء، يتحرّك في مكانه من دون أيّ هدف أو اتجاه، وإنّما يحرّكهم الهواء من أيّ صوب، وذلك كنايةً عن الضّلال الّذي تركهم الله لأنفسهم فيه، فلا سبيل لهم إلى غيره.

ويُروى عن النبيّ(صل الله عليه وسلم) في شرح مسألة تذبذب المنافقين، أنّه قال: «مثل المؤمن والمنافق والكافر، كمثل رهطٍ ثلاثة، وقعوا إلى نهر، فوقع المؤمن فقطع، ثم وقع المنافق، حتّى إذا كاد أن يصل إلى المؤمن، ناداه الكافر أن هلمّ إليّ، فإنّي أخشى عليك، وناداه المؤمن أن هلمّ إليّ؛ فإنّ عندي وعندي، يحظى له ما عنده»،

أي يُحصي له ما عنده من الوسائل الّتي تُنجيه من الغرق، «فما زال المنافق يتردّد بينهما»،

أي بين المؤمن والكافر؛ هل يأتي هذا أو ذاك، «حتّى أتى عليه أذى فغرقه، وإنّ المنافق لم يزل في شكّ وشبهة، حتّى أتى عليه الموت وهو كذلك». والمنافق الّذي يعيش الانتماء إلى مجتمع المؤمنين في الظّاهر، ولكنّه يعيش في نفسه الكُفر، يظلّ مشدوداً إلى ما تدعوه إليه نفسه الكافرة لينسجم مع خطّ الكُفر، بينما يدعوه مجتمع الإيمان إلى أن يتحرّك في خطّ الإيمان، وفي النّهاية، لا يحقّق الانتماء إلى أيّ منهما؛ فيخسر نفسه ومصيره.




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14036081497.png

#الرّياء في الإنفاق#

وهناك آية أخرى تتحدَّث عن الرّياء
في سياق آيات الإنفاق الواردة في سورة البقرة.
قال تعالى {مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ}(261).

فهي تدعو إلى الإنفاق في سبيل الله طلباً لثوابه سبحانه وتعالى، فيما يمنحهم من الحسنات ويضاعف لهم من ذلك كلّه. ثم تعالج المسألة الجانب السّلبيّ لبعض النّاس الّذين يتصدّقون، ولكنّهم في الوقت نفسه يُتبعون صدقاتهم بالمنِّ والأذى، فترى واحدهم يدفع الصّدقة إلى الفقراء، ثم يمنّ على الفقراء أنّه أعطاهم، ويحاول أن يشهر ذلك بين النَّاس؛ ليُبيِّن فضله على هذا الفقير وما إلى ذلك. فهو، في الوقت الّذي أعطاهم ما يسدّ حاجاتهم، عمل ـ بالمنّ ـ على تدمير نفسيّاتهم من خلال إشعارهم بالذلّ.

قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى كَالَّذِي يُنفِقُ مَالَهُ رِئَاء النَّاسِ}(البقرة:264).

أي الّذي لا ينفق المال على أساس إيمانهِ الّذي يأمره بالإنفاق لوجه الله؛ لأنّه عمل يحبّه الله ويرضاه ويتقرّب به إليه، بل إنّه ينفق أمواله حتّى يراه النّاس؛ ليحصل على المكاسب المادّية والوجاهة الاجتماعيّة؛ ليصل إلى الكثير من مطالبه الدنيويّة، كما نجده في الكثيرين؛ ولا سيّما في الوسط السياسي الّذي يعمل فيه بعض السياسيّين على كسب أصوات النّاس في الانتخابات، من خلال الظهور بمظهر الّذين يهتمّون بالفقراء والمساكين؛ فهو يعطي فقراء هذا البلد أو مساكينهم، لا قربةً إلى الله، بل ليرى النّاس أنّه رجل محسن كريم، فينتخبوه فيما يريد أن يحصل على ما يحصل عليه. وهذا كما يكون في الوسط السياسيّ، قد يكون في الوسط الاجتماعيّ، كما هو شأن الّذين يترشَّحون لمناصب في الجمعيّات، خيريَّة كانت أو غير ذلك، وقد يكون في الوسط التجاريّ، حيث يعمد بعض النّاس إلى ذلك من أجل أن يثق النّاس بأعمالهم التجاريّة، فيبذلون لهم أموالهم، أو يُقبلون على ما ينتجونه من بضائع وسلع وما إلى ذلك.

وهذا معروف عندنا في الشّرق. وربما نجد هذه المسألة حتّى في البلدان الغربيّة المتحضّرة الّتي يتقدّم فيها اليهود ليكونوا مع المرشّح الّذي يعطونه الكثير من أموالهم لتغطية أعماله الانتخابيّة. المهمّ هذه حالة موجودة في الواقع الإنسانيّ، سواء في الشَّرق أو في الغرب، وإن كان في أساليب متعدِّدة ومختلفة.

{وَلاَ يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ}؛ لأنَّ الإنسان الّذي ينفق أمواله على أساس الحصول على بعض المكاسب من خلال ذلك في الوسط الاجتماعيّ أو السياسيّ، ولا ينفق على أساس الحصول على رضوان الله وثوابه في الدّنيا والآخرة، هو إنسانٌ لا يعيش الإيمان بالله واليوم الآخر؛ لأنّه لا ينفتح على الله سبحانه وتعالى ولا يحسب حسابه، كما أنّه لا ينفتح على اليوم الآخر الّذي يقوم النّاس فيه لربّ العالمين، {فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ* وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ} (الزّلزلة:7-8).




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14036081497.png
#مثل المرائين في القرآن #

كيف قدّم القرآن الكريم هذا الفريق بأسلوب ضرب المثل؟

قال تعالى: {فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ صَفْوَانٍ}(البقرة:264).

الصّفوان هو الحجر الأملس، الصّخر الأملس الّذي ليس له عمقٌ من التّراب، {عَلَيْهِ تُرَابٌأي جئنا بتراب ووضعناه على هذه الطّبقة الصّخريّة، {فَأَصَابَهُ وَابِلٌأي أتاه مطر شديد، {فَتَرَكَهُ صَلْدَاً أي ظهرت قشرته الملساء، بعد أن أغرى الزرّاع ليزرعوا عليه، فزرعوا فنما قليلاً، لأنّ هذا النّوع من الحجارة ليس له عمق لتضرب به جذور النّبات، {لا يَقْدِرُونَ عَلَى شَيْءٍ مِمَّا كَسَبُوا}، فهؤلاء الّذين ينفقون أموالهم رئاء النَّاس، أو الّذين يُتبعون ما أنفقوا منّاً أو أذىً، ينطلقون في هذه الصّورة البهيجة الّتي إذا نظر النّاس إليها، رأوا فيها ما يبهج الإنسان وما تشرق به العيون وما إلى ذلك، ولكن عندما يأتي حساب الله سبحانه وتعالى، وعندما تأتي النّتائج عند الله، يجدون هناك أيّ شيءٍ؛ لأنّهم لم يركّزوا أعمالهم على أساس العمق الّذي يعيش الإيمان بالله. {وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الكَافِرِينَ}؛ لأنَّ هؤلاء لم ينطلقوا من قاعدة الإيمان، وإنّما كانوا يعيشون حالة الكفر؛ ولذلك لم ينفتحوا على الله في كلّ الجهد الّذي بذلوه، وفي كلّ العمل الّذي عملوه. هذا مثل.

{وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاة اللهِ}، ليرضى الله عنهم، وليمنحهم ثواب ذلك في الدّنيا والآخرة، {وَتَثْبِيتَاً مِنْ أنْفُسِهِمْ}، فهم ينطلقون من القاعدة الإيمانيَّة الّتي تعيش في عمق أنفسهم، فتدفعهم إلى أن يقوموا بعمل الخير هنا وهناك، {كَمَثَلِ جَنَّةٍ}
أي بستان، {بِرَبْوَةٍ}، وهي عبارة عن تراب متجمّع يسمح بنفاذ الماء فيه إلى الأعماق، {أَصَابَهَا وَابِلٌ}.

فإنّ المطر عندما أصاب هذه الأرض اهتزَّت بالحياة، ونمت فيها صنوف النّباتات، {فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنَ}؛ لأنّ المطر يزيدها نموّاً وامتداداً؛ {فَإنْ لَمْ يُصِبْهَا وَابِلٌ فَطَلٌّ}، والطّلّ هو المطر الخفيف الّذي ينزل على هذا البستان الّذي هو في أعلى الرّبوة. وعلى كلّ حالٍ، فسيبقى البُستانُ مثمراً، {وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ}(البقرة:265)؛ لأنّه المطّلع على أعمالكم، والخبير بسرائركم ونيَّاتكم.




http://up.3dlat.com/uploads/3dlat.com_14036081497.png
#جهد المرائين هباء#

وهناك آية أخرى في سورة النِّساء قال تعالى
{وَالَّذِينَ يُنفقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاء النَّاسِ وَلاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِالْيَوْمِ الآخِرِ}، هؤلاء هم قرناء الشّيطان؛ لأنّ الشّيطان هو الّذي خدعهم، وهو الّذي زيّن لهم أن ينفقوا ما أعطاهم الله من المال في سبيل الحصول على نتائج ماديّة ودنيويّة، بعيداً عن رضوان الله سبحانه وتعالى.

هؤلاء هم قرناء الشّيطان، باعتبار أنَّ الرِّياء يمثّل أسلوباً من أساليب الشَّيطان في إضلال الإنسان، ووسيلةً من وسائل خداعه، {وَمَنْ يَكُنِ الشَّيْطَانُ لَهُ قَرِينَاً فَسَاءَ قَرِينَاً}(النّساء:38).

قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَمْكُرُونَ السَّيِّئَاتِ}(فاطر:10).

أي يخطِّطون لها ويعملون لها سرّاً وعلانيةً، {لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَكْرُ أولَئِكَ هُوَ يَبُورُ}، أي يذهب ويفنى ولا يبقى منه شيء. هذه الآية فُسِّرت بالمرائين الّذين تذهب كلّ خططهم وتبور، أي تفنى ولا يبقى لهم منها شيء.

ونقرأ في سورة الأنفال عن بعض النّاس الّذين يتحرَّكون في حربهم وسلمهم على أساس الرّياء، لا على أساس الرّسالة، ولا على أساس القضيّة. قال تعالى
{يا أيّها الّذين آمنوا إذا لقيتم فئةً فاثبتوا}(الأنفال:45)، ثبات المجاهدين المقاتلين الأشدّاء الّذين لا ينهزمون ولا يتراجعون في المعركة الرساليّة،
{وَاذْكُرُوا اللهَ كَثِيرَاً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ}(الأنفال:45).
أي وأنتم في المعركة، لا بدَّ من أن تذكروا الله وتطلبوا منه أن ينصركم على أعدائكم.

{وَلا تَنَازَعُوا} أي تختلفوا فيما بينكم، {فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ}؛ لأنّ النزاع والخلاف يجعل المقاتلين في المعركة يبتعدون عن كلّ الوسائل الّتي يمكن أن توحِّد الجهود ممّا يساهم في تحقيق النّصر؛ لأنّ النزاع يجعل كلّ فريق يرى رأياً في المعركة ينفصل عن الفريق الآخر؛ وبذلك تذهب قوَّة هؤلاء وتندثر، كما تذهب قوَّة الرِّياح العاصفة عندما يفتح لهذه الرّياح منافذ متعدّدة من اتجاهات مختلفة، فتفقد قوّتها، بينما إذا بقيت الرّياح العاصفة منطلقةً في اتّجاه واحد، من دون أن تتوزَّع في هذا الجانب أو ذاك، فإنّها تستطيع أن تهدم ما يقف في طريقها.

{وَاصْبِرُوا إِنَّ اللهَ مَعَ الصَّابرينَ}(الأنفال:46
يبيِّن سبحانه أنّ قضيّة الرّبح في أيّ معركة، سواء كانت معركة عسكريّة ـ وهي محلّ الشّاهد في هذه الآيات ـ أو معركة سياسيّة أو معركة اقتصاديّة، أو ما إلى ذلك، يتطلّب أن تظلّ القوّة في اتجاه واحد، أي لا بدَّ للمقاتلين من أن يكونوا متماسكين وأن يكونوا موحَّدين؛ حتّى إذا اندفعوا إلى العدوّ، اندفعوا من خلالِ ما يملكون من قوّة ضدّ قوّة العدوّ ليهزموه، أمّا إذا ذهب كلّ فريق إلى ما يراه، فمن الطّبيعيّ أنّ الخطّة سوف تسقط في هذا المجال، أو أنّ القوّة سوف تضعف، وأنّ العدوّ سوف ينتصر.

{وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَراً وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ الله وَاللهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ}(الأنفال:47)، يشير الله سبحانه وتعالى في هذه الآية، إلى المشركين، عندما انطلق المسلمون يعرضون للقافلة الّتي كان يقودها أبو سفيان، وهي تحمل كلّ أموال قريش وكلّ تجارتهم الّتي جاء بها من الشَّام، هنا أحسّ أبو سفيان بأنَّ المسلمين يستهدفونه اقتصاديّاً من أجل إضعاف قوّة قريش؛ لأنّ قوّة قريش كانت في تجارتها، وكانت في أموالها.

ولذلك، فإنَّ هذه الخطّة الأوليّة، كانت تريد إضعاف قوّة قريش وإسقاطها، بالتعرّض لهذه القافلة، حتّى يربحها المسلمون، وبذلك تضعف القوّة الاقتصاديّة لقريش. وقد أرسل أبو سفيان إلى مكّة ينذر المشركين، بأنّ القافلة في خطر، وأنّ من الممكن أن يأخذها المسلمون؛ فعندما وصل هذا الإنذار إلى المشركين، استعدّوا للقتال، وكلّ منهم لديه حصّة أو سهم فيها؛ ثم استطاع أبو سفيان أن ينحرف عن الطّريق الطبيعيّ وينجو بالقافلة، فأرسل إليهم أنّه لا حاجة إلى الحرب؛ لأنّ القافلة قد نجت، ولكنّ أبا جهل لم يوافق على ذلك، بل قال: «حتى نقدم بَدْرَاً، فنشرب بها الخمور، وتعزف علينا القيان»،

أي النّساء المغنّيات اللاتي كنّ يعزفن في أماكن النّصر أو أماكن اللّهو أو الطّرب وما إلى ذلك. «ونُطعم بها من حضرنا من العرب»، فيأتوننا ويرون أنّنا نمثّل القوّة وليس المسلمون هم من يمثّلونها.

فهذا كان بطرهم ورئاءهم النّاس، فجاؤوا ليشربوا الخمر، فشربوا كأس المنايا، وجاؤوا لتعزف لهم القيان، فناحت عليهم النّوائح.
فالله سبحانه وتعالى قال للمسلمين أنّكم إذا تنازعتم فستصيرون مثل هؤلاء النّاس، وكانت هذه الآية موجّهة إلى بعض المسلمين في أُحد، والّذين لم يلتزموا بخطّة النبيّ(صل الله عليه وسلم) عندما أراد لهم أن يعسكروا في منطقة يمكن أن تشكّل ثغرة ينفذ منها المشركون.

هذه هي الآيات الّتي ذكرها الله سبحانه وتعالى في القرآن في حديثه عن الرّياء، وعن نماذج المرائين في شتّى مواقعهم وأنواعهم. وهذا ما لا بدّ لنا من أن نواجهه ونتَّعظ به؛ لنعرف أنّ الله يبغض الرِّياء، سواء كان هذا الرِّياء في العبادة أو في الإنفاق أو في حركة الحرب أو في أيّ موقع من المواقع؛ لأنّ الله يريد للإنسان أن يخلص له، وأن تكون حالته النّفسيّة والشعوريّة في الدّاخل مطابقةً للخارج، فلا تكون هناك ازدواجيّة بين الدّاخل والخارج...
ولينطلق المؤمنون في إخلاصٍ لله سبحانه وتعالى، يعيشونه في قلوبهم وفي عقولهم وفي سلوكهم في الحياة.


لاتلبسوا ثوب الدين رياءا فالله سبحانه يسمع ويرى,

http://2.bp.blogspot.com/-3Z3ehRClwV...1PG053Yy_T.png

نسأل الله العفو والسلامة في كل الأمور وأن يقينا فتنة الرياء


http://www.mexat.com/vb/images-cache...1ff76bbed0.gif


http://files.muslmah.net/Nov14/1416343921863.png



أم يعقوب 07-14-2016 07:25 PM

رد: كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟
 
http://a.top4top.net/p_1735ndo2.gif

أم إلياس 07-14-2016 10:10 PM

رد: كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟
 
نسال الله الاخلاص في القول والعمل
موضوع في غاية الاهمية
بارك الله فيك ♥♣♥ياعطرشعاع ♥♣♥

نفعك الله ونفع بك دمت في طاعة الرحمن


http://mjcv.no.comunidades.net/imagens/rosa_01.gif



ناجية عثمان 07-15-2016 11:12 AM

رد: كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟
 
نسأل الله الإخلاص و أن يهدينا سبل الرشاد
جزاك الله خيرا يا عطر دمت متألقة

دلال إبراهيم 07-15-2016 04:23 PM

رد: كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟
 
http://e.top4top.net/p_117qfjm3.gif

عطر الجنة 07-15-2016 09:01 PM

رد: كيف وصف الله عز وجل المرائين في الفرءان؟
 
:::aaaazzهلا وغلا بأحبتي:::aaaazz

نورتوا الموضوع
بحضوركم العطر وتعقيبكم الأكثر من راائع

pppo"دمتم أحبتي في طاعة الله وحفظه"pppo



الساعة الآن 02:06 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)