همسات إلى النفس همسات إلى النفس... يا أيها الكائن الغريب بين جوانحي ، إلى متى تقبع هكذا وقد استعصى زِمامك ، وانْفلت لجامك ..؟ أيا نفس إني أنادي فيكِ واعظ َالرحمن ، ونداء َالفطرة التي سلمت من شوائب النَّكد ؛ لقِّني جنانك حجة تلقيْن بها عرصاتِ الوقوف حتى لا تخذلك العبارة ، ويُنكِرك البيان..فيتلعثمَ لسانك والأمر جِدٌّ لا هزل فيه ..فإذا صياحُك مع النادمين ( رب ارجعون ..) ، ألا فتخيلي أنك هناك ، وبعد تلك الصيحة ها قد مُدت لك لحظة استدراك ، فاغنمي حتى لا تكرري الصرخة َمرةً أخرى.. يا نفس كأنِّي بك قد ثويت تحت الثرى ، فمن ذا الذي يبدد عنك غلَس البهيم ؟ ويؤنس عزلتك وقد ألفت الاجتماع..؟ ألا فتزودي بنور يضيء مثواك ،وقبسٍ يطرد عنك وحشة الانعزال ، إذا فارقك الأحبة وقد أهالوا عليك التراب.. أما تشفقين على أناملك الرقيقة ، وأطرافك البَضَّة أن تعكر أمنَها شُهُبُ اللظى..؟ أتماطلين يا نفسا قد جمحت ؟ بربك هل تضمنين العيش إلى غدِ ، بل أبمقدوركِ توقُّع أن يعقب الشهيقَ زفير..؟ ليس ذلك لك والذي لرحمته نحِنّ.. أتتعالين ..؟ ألا تعرفين قدرك ..؟ إن أوَّلَك لنطفةٌ مَذِرة ، وإن آخرك لجثة قذِرة ، وأنت بين هذا وذاك تحملين العَذِرة.. يا نفس انشغلي بالحق وإلا - فوَربِّك - لتُشْغلِنَّ بالباطل..فترفَّعي عن سفائفَ من شأنها جذبك لترتعي مع هوام الأرض ، وحقك السمو إلى مضارب البزاة.. يا نفس إنما الدنيا كماء البحر ، كلما ازددت شربا إلا وازددتِ عطشا.. وإنْ هي إلا كالذي يريد أن يقيم ذيلَ الكلب الأعقفَ.. يا نفس إنما أنت أيام ، إن ذهب يوم انخرمت منك شظِيَة ٌ، حتى إذا تكاثرت الشظايا ، فإذا أنت جثة ٌهامدة قد لحِقت بركب الظاعنين.. فلا تركَنِنَّ إلى أناس تكونين بين أيديهم كالبصلة ، يذبحونك ثم يذرفون بعدك الدموع..وابحثي لنفسك - يا نفس -عمن يقيم أوْدَها ويذوذ عنها أيادٍ مُغرضةٍ تتربص بها الدوائر.. واعلمي أن لك ربا يرقب منك الخوافي ، فمهما أخفيتِ عنه غير خافِ.. يا نفس إن الوقت أصناف ؛ زمن مضى بعُجَره وبُجَره فلا سبيل إليه ، وزمن في حكم الغيب قد لا تدركينه ، وحاضر بين يديك ، ليس لك منه إلا جزءٌ يسير آيلٌ للعدم ، ولست تملكين منه إلا ما يمكِّنك من استنشاق الهواء ، ثم لا تدرين أتكملين الشهقة أم تلفظين الروحَ والزفرةُ لم تكتمل ؟..ماذا لك إذن .؟ والحق يناديك أنْ : ( ..ولاتموتن إلا وأنتم مسلمون) ، فوجب عليك أن تـُسلمي كل آنٍ ، حتى لا يدركَك هادم اللذات وأنت على لذة محرمة.. إن عقـَلتِ هذا – يا نفس – فالزمي ، وإلا فقد أبرأتُ ذمتي ، وأزحت عنها هما ثقيلا ، لتزداد حجة ٌعليك بعد الحجج.. وإن أبَيْت إلا التمادي ، فاعلمي أن الموعدَ أقربُ إليك من حبل الوريد... ابن الشرق |
رد: همسات إلى النفس المفروض التروي في قراءة هاته المواعظ لأن العمل بها يقتضي ان نتدبرها جيدا أشكرك يا صاحبة الرسالات الخالدة سائلة الله أن يغلبنا عن النفس و يجعلنا من عباده الطائعين له |
رد: همسات إلى النفس بارك الله فيك و نفعك و نفع بك |
رد: همسات إلى النفس فعلا موضوع اوقفني الكلام عن النفس نحتاج ان نلزمها التأمل بوركت غاليتي لاحرمنا وجودك ورووعة مواضيعك دمت في طاعة الرحمن SDF iiml SDF iiml SDF |
رد: همسات إلى النفس جزاكن الله خيرا نورتن ناجية حمامة الإسلام أم الياس |
الساعة الآن 08:49 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By
Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)