منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

بسم الله الرحمن الرحيم
الناجون من الموت حرقًا في حلب باتو على موعد مع معاناة لا تنتهي من نقص المواد الضرورية للحياة، وفي مقدمتها حليب الأطفال الرضع.

ستة آلاف طفل رضيع مسجلون في كشوف الأمم المتحدة محرومون من الحليب إلى أجل غير مسمى، ولا أحد يدري كم عدد الأطفال غير المسجلين.

قبل ثلاثة أيام صرح سامر أبو محمود، مدير مؤسسة السعد لتنمية الطفل، والتي توزع الحليب مجاناً على أطفال حلب بأن مخزون المؤسسة من حليب الرضع شارف على النفاد، وعزا مدير المؤسسة عدم تخزين المؤسسة التي يديرها كميات كبيرة من هذه المادة قبل وقوع الحصار، إلى ما اعتبره "خللاً في عمل الأمم المتحدة".

بخلاف ذلك، يعاني نحو أربعمئة ألف شخص من سكان حلب أوضاعًا في غاية الصعوبة بعد إحكام قوات الأسد مدعومة بغطاء جوي روسي حصارها على المدينة وقطع طريق الإمداد عنها، في وقت اعترفت فيه منظمة الصليب الأحمر بعجزها عن الوصول إلى المتضررين؛ مالم يتم التوصل إلى هدنة إنسانية في أقرب وقت.

الأمم المتحدة تمنع مناطق المعارضة من الحليب

وكشف أبو محمود أن الأمم المتحدة تمنع المنظمات المنضوية تحتها من تزويد مناطق المعارضة بحليب الأطفال، إلا ضمن مشروع تغذية متكامل لتوعية الأم لفوائد الإرضاع الطبيعي!. مضيفًا:"لمدة شهرين أو أكثر قبل وقوع الحصار ونحن نحاول تأمين المادة، لكن لم نجد الجهة الداعمة، وما استطعنا توفيره من جهات فردية، لا يسد ولو جزءاً يسيراً من متطلباتنا".

وأشار أبو محمود إلى أن الموازنة السنوية لتغطية حاجة خمسة آلاف طفل من مادة الحليب تصل إلى نو نصف مليون دولار أمريكي، منوهًا إلى أن تأمين هذا المبلغ بحاجة إلى تمويل دولي. وعلى إثر هذا الارتفاع في سعر مادة الحليب، أكد رئيس تجمع أطباء حلب الأحرار الدكتور عبدالسلام ضعيف، أنه ليس بمقدور غالبية الأهالي شراء الحليب لأطفالهم مع وصول السعر إلى ما وصل إليه.

من جانبه أفاد الناشط الإعلامي عمر العرب بأن حليب الأطفال إحدى المواد المتأثرة بالحصار، حيث وصل سعر الـ 100 جرام منه إلى 700 ليرة سورية، مضيفًا: “اشتريت الحليب المجفف بسعر مرتفع، وقال لي البائع لو ما كنت جاري ما ببيبعك”.

وأضاف العرب أن علب حليب الأطفال فقدت تمامًا من المدينة، مشيرًا إلى ندرة وجود بعض المواد كالشعيرية، “بينما يتوفر الأرز بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة”.

وأكد مراسل موقع "عنب بلدي" أن ثمة مواد أساسية أخرى فقدت تماما من الأحياء أبرزها السكر والخضروات (بندورة – خيار) والفواكه، لافتًا إلى أن المعلبات بدأت بالنفاذ كغيرها من المواد السابقة.

وأوضح أن الأحياء تترقب توقفًا كاملًا لمولدات الكهرباء، في ظل توقف دخول مادة المازوت، التي وصل سعر الليتر الواحد منها إلى 2200 ليرة سورية.

وكان المبعوث الأممي إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أكد في حديثه له أمس أن مخزون السلع الأساسية داخل مناطق المعارضة في حلب يكفي لثلاثة أسابيع فقط.

وأعرب مراقبون للشأن السوري عن قلقهم البالغ من مصير عشرات الآلاف من السكان المحاصرين في أحياء حلب الشرقية، بعد تقدم قوات الأسد خلال الأيام الماضية وسيطرتها على طريق “الكاستيلو” وحي بني زيد ودوار الليرمون.

أكذوبة الممرات الآمنة

يستشعر السكان المحاصرون في حلب أن دعوة الروس إلى ما يسمى بالممرات الآمنة دليلٌ على أنهم يحتلون البلاد من جهة، ويردون إفراغ حلب من سكانها وتهجيرهم بلا رجعة من جهة أخرى، وهذا ما عبر عنه تماما الكاتب والإعلامي السوري بسام جعارة الذي قال رفيا إن هدف الخطوة الروسية التي وصفها بالكاذبة ليس حماية المدنيين، وإنما الضغط على مقاتلي المعارضة لتسليم حلب لقوات النظام، "لكن حصار حلب لن يستمر، وأهلها لن يغادروها، واحتلالها لن يكون".

كما اتهم جعارة الولايات المتحدة بالمشاركة فعليا مع روسيا والنظام في حصار حلب عن طريق دعمها قوات سوريا الديمقراطية ومنع وصول السلاح لمقاتلي المعارضة.

وكان وزير الدفاع الروسي أعلن عن إطلاق عملية إنسانية واسعة النطاق -حسب وصفه- في حلب، وفتح ممرات إنسانية لخروج المدنيين والمسلحين الراغبين في تسليم أسلحتهم.

ولم تلق تلك الدعوة صدى يُذكر، بل قرر السكان البقاء، خاصة في الأحياء الشرقية من المدينة.

علبتي حليب لكل طفل

قامت جمعية قطر الخيرية الاثنين الماضي 25 يوليو 2016 بتوفير12,300علبة حليب أطفال ليتم توزيعا على أكثر من 6 آلاف طفل سوري ضمن حملتها "أغيثوا حلب".

وقال السيد محمد راشد الكعبي مدير إدارة الإغاثة بقطر الخيرية، إن الحملة الإغاثية لحلب ما تزال مستمرة نظرا لتفاقم الأوضاع الإنسانية في المدينة بسبب القصف المتواصل الذي يتعرض له السكان المدنيون والحصار الذي يفرض على أهلها.

وبذلك يحصل كل طفل على علبتين فقط، تكفيانه لفترة أسبوعين على أقصى تقدير –حسب عمر الطفل وقدرته على إدخال طعام مساعد- ما يضع على عاتق القادرين أمانة الإغاثة لهؤلاء الأطفال الرضع.ا