منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد - معنى مهمّ جدا لمن تعِزُّ عليه نفسه…

(( حياتي ملهاش طعم،مش حاسس بأي سعادة ،نفسي شَعْري يبقى سايح و ناعم
يااا إمتى تيجي اللحظة دي ))
دروس و عِبر من قصة صديقي الذي يعيشُ لشَعْره و لبشرته و لشكله !
كان ينظر بإعجاب بالغ إلى أصحاب الشعر السايح
و كان شعرُه أكرت أجعد ،و كان يتمنى أن يصير شعره ناعما و طويلا
كان يشغله هذا الأمر جدا،كان يرى حياته ناقصةً بسبب ذلك! بل يُفسدُ ذلك عليه حياته!!
لا يتكلّم إلا عن ذلك ، دخل على النت ،و قرأ و شاهد في اليوتيوب طرق تنعيم الشعر ،اشترى هذه الوصْفات
اتّبع كل الطرق ..
و صبر يُعالج في شعره لمدة 6 أشهر بل لمدة عام كامل …
.يعيشُ له و يرعاه و يتفقدُه و يصبرُ عليه ولا يستعجل ثمرة تلك الوصفات
جرّب كثيرا منها و فشل
لكنّه لم ييأس ،لم ييأس أبدا ..فلحظةُ فرحته بنعومة شعره تُصبّرُه
و رُؤيتُه لبعضِ من كان شعرُه خشنا أجعد ثم صار ناعما بمثل تلك الوصفات= أيضا يُصبّره
هاهو الآن بعد عمر طويل من التتبُّع و التفقُّد و الصبر و الإنفاق على شعره صار ناعما .. يا لها من سعادة ..
فقد حقّق ما تعب من أجله ..
- و مثلُه صديقي الذي يضايقه لون بشرته السمراء و تُنغّص عليه سعادته فاستعمل كل الأدوية لتتفتّح البشرة ثم ينظر في المرآة : هل تغيّر اللون ؟
-مثلُه من يُضايقه و يُنغّصُ حياته وزنُه و شكل جسمه و يشغله ذلك و يُنغّص عليه حياته و يُفسد له كل سعادة
فيتبّع كل الطرق و يتعب و يصبر و يُنفق من ماله ..ينتظر متى يتحسّن شكل جسمه ،متى ..؟ متى يلبس ما يشاء ؟
و يصبر و يُكابد لأجل ذلك رُبما سنوات ..
و غيره ممن يعملُ شهورا ليحصل على ( آي فون 6) أو نظّارة أو ساعة أو طقم أو بدلة… أو غيره من متاع الدُّنيا و من زينتها
و يسعى لتحصيله و يصبر و يُكابدُ لأجله ..
و مَن يستدينُ لمثل ذلك و يعيش ضِيقًا و يُعيّش أهله في ضيق لأجل مثل ذلك
# إنّ الله تعالى جميلٌ ،يحبّ الجمال
و شدّد على مَن يُحرّم زينته التي أخرجها لعباده
لا يُعابُ من الإنسان أن يعتني بجسمه و شكله و شعره و نحو ذلك
بل بعضُه واجبٌ و بعضه مستحبٌ و بعضه مباحٌ..
من يقولُ هذا؟
مَن منّا لا يحب أن يكون شكله جميلا و شعره و جسمه و ملبسه؟
لكنّه كثيرا ما يخرج من حيّز المشروع الجائز ليدخل في حيّز المكروه حينما يتحوّل إلى غايةٍ عظيمة و قيمة مركزيّة يسعى لها الشخص و يُقدّمها على أولويات دينه و دُنياه و حاجاته ..
-و كثيرا ما يخرج من كونه سببا للسعادة و الفرحة ليكون مُفسدا مُضرّا بحياتك
# و من ذلك:
أن تكون نابعةً من المقارنة
مقارنة دُنياهم بدُنياك
و النظر إلى ما عند الناس أو إلى ما في أيديهم مما لا يستحقُّ أن يُحرص عليه ..بل هو من الصور ..من الزُّخرف
أن يتحوّل الزخرف و الرفاهية إلى أعظم غاية
و أن يقيس الإنسان نفسه و يُقيّمُها بناء على ذلك
و يقيس من حوله و يُقيّمهم بناء على مثل ذلك ،فتجده يُصاحب شخصا لمجرّد شهرته أو غناه أو شكله أو سيّارته
تُصاحبُ فتاة لمجرّد شكلها و شعرها و بيتها
-و كثيرٌ من ذلك بسبب متابعة الإعلانات الدعائية للملابس و البشرة و الشعر و الجسم و السيارات و البيوت و نحوها

#ثم :
هلّا استُعملتْ تلك الهِمم العالية ،و ذاك الصبر في التتبُّع و الاتّباع و التطبيق في شيء شريف في حاجاتك الدينيّة و الدنيويّة :
-تربية أولادك و تعليمهم
-تعلُّم كتاب الله ،و العلم الشرعي
-مجاهدة أهل الباطل باليد و اللسان و القلم
-السعي في نفع المحتاجين
أو حتى تطوير نفسك في مجال عملك
-الإبداع في أي مجال نافع ؟!!
هل تتعبُ و تُنفِق و تبذلُ و تصبرُ و تدّخرُ للآخرة بقدر ما تبذل لزُخرف دُنياك ؟
هل تَرعى من تعولُ و تُسعدُهم بقدر ما تسعى لمُتع نفسك الدنيوية؟
بل يمكنه أن يشتري و يستهلك ما لا حاجة له به و يصرف عليه ألف جنيه مثلا
وفي المقابل يعلم أخًا له ( ليس شخصا غريبا ) في أمسّ الحاجة ل50 جنيه
و يبخلُ بها عليه
-يُنفق الآلاف منذ سنوات على فُسح و موبيلات و لسِّه مطلعش عُمرة لحد دلوقتي
-ممكن يأكل أكلة ب200 جنيه ،يسهُل عليه جدا ذلك،ويصعب عليه ..و يضنُّ ب جنيه واحد يتصدّق به
-يصبر على الفيس بوك و نحوه ساعات و لا يطيق أن يفتح المصحف عشر دقائق
-يتابع مباراة كرة قدم ساعتين و ما قبلها و ما بعدها من تحليل و إعادة ،و لا يصبر على خطبة جمعة أو درس وعظ أو علم أو مقرأة
-يبقى مع أصدقائه ساعات في هزار و دله
و يبخل على زوجته و أولاده بخمس دقائق

# أحدُ أعظم مؤشرات ضعف الإيمان أن تجد نفسك متوجّها بقلبك ،تُنفق من وقتك و مالك و انشغالك بدُنياك
بخيلا شحيحا ناسيا لآخرتك
انظرْ إلى مَن هو أسفل منك
(( لا تمُدّن عينيك إلا ما متّعنا به أزواجا منهم زهرة الحياة الدنيا ))
((من كان يُريدُ حرث الآخرة نزد له في حرثه ،و من كان يريد حرث الدنيا نؤته منها و ما له في الآخرة من نصيب ))
(( و ابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة و لا تنس نصيبك من الدنيا ))
هل تتعبُ و تُنفِق و تبذلُ و تصبرُ و تدّخرُ للآخرة بقدر ما تبذل لزُخرف دُنياك ؟!
مَن جعل رضا الله همَّه كفاه الله دنياه و ملأ قلبه رضا وسعادة ،و صرف قلبه عن الانشغال بمُنغّصات الحياة تلك ..