منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع القران الكريم وعلومه (https://hwazen.com/vb/f28.html)
-   -   شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات) (https://hwazen.com/vb/t13122.html)

دكتورة سعاد 08-20-2016 11:26 PM

شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات)
 



شرح الدروس المهمة لعامة الأمة

▪سورة العاديات▪



مقاصد السورة:

1- إثبات البعث، والحساب.

2- بيان حال النفس المنكرة للبعث، وتوصيفها.



﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾



هذه ثلاثة أقسام أقسم الله بها،

والمقسم به هي [الخيول]، على القول الراجح، في المواضع الثلاثة.



وإليكن بيانها واحدة واحدة:



▪(وَالْعَادِيَاتِ): هي الخيل التي تجري جريا شديدًا.



▪(ضَبْحًا): أي أنها تحمحم، والحمحمة: الصوت الذي يصدر من جوف الفرس، في حال شدة العدو، فإنه يسمع من صدره هدير، هو الضبح الذي ذكره الله تعالى.



▪(فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا): الفاء هنا للتعقيب، يعني: أنها إذا عدت أورت.



(الْمُورِيَاتِ) على القول الراجح، الخيل حين توري النار، عند وقع حوافرها على الصفا، فإنها تحدث هذا الشرر، الذي هو القدح.



وهذا ينم عن شدة حركتها، وسرعتها.



وقيل في معنى (الْمُورِيَاتِ):

جماعات المقاتلين، الذين يقدحون الزناد، ليشعلوا النار في الحروب.



وقيل المراد بـ(الْمُورِيَاتِ): الألسنة!

فإن اللسان يثير الفتنة بما يلقيه، وما يهيجه في النفوس.

ولا ريب أن الكلمة أحيانًا تفعل فعل النار في الهشيم، فمن الألسنة ما تذكي في النفوس شرر الحمية، والغضب.



وقيل إن (الْمُورِيَاتِ): مكر الرجال، بمعنى: أن ما يحيكه الرجال من خطط، كإيراء النار، ولو لم تتكلم الألسنة.



ولهذا استعاذ النبي ﷺ من غلبة الرجال، كما جاء في حديث أَنَس بْنَ مَالِكٍ – رضي الله عنه - قَالَ كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْهَمِّ، وَالْحَزَنِ، وَالْعَجْزِ، وَالْكَسَلِ، وَالْجُبْنِ، وَالْبُخْلِ، وَضَلَعِ الدَّيْنِ، وَغَلَبَةِ الرِّجَالِ".

[رواه البخاري: 6369]



وقيل: إنها الإبل خاصة.



وقيل: بالعموم، وإلى هذا ذهب الحافظ، إمام المفسرين، ابن جرير الطبري، إلى أن كل ما يتناوله الإيراء، فهو داخل في عموم الآية،

فتشمل الخيل التي تقدح بحوافرها على الصفا، فينطلق الشرر، والإبل، والرجال المقاتلة التي تقدح بالزناد، والألسن الحادة التي تستثير العواطف والانفعالات، والخطط الماكرة، التي تبدر عن الدهاة من الرجال.

فكل ذلك يدخل في عموم (الموريات).

والذهاب إلى العموم يجمع الأقوال..



لكن سياق الآيات يشعر بأنها موصوف لشيء واحد؛ لأنه ابتدأ بالعاديات، التي هي الخيل،

إلى أن قال (فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا) أي: الغبار، فيبعد أن يتفرق الوصف، أو يتخلله في أثنائه ما ليس منه،

فالأقرب: أن تُحمل على الخيل، فقط.



وللخيل فضيلة، ومزية،

ففي الحديث: "الْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ".

[متفق عليه (البخاري: 2849)، (مسلم: 1873)].



فالخيل إلى يومنا هذا، لا تستغني عنها الجيوش، فلا يزال في الفرق العسكرية ما يسمى بـ (الخيالة).



وستبقى إلى يوم القيامة، حتى إن بعض أحاديث الفتن والملاحم، فيها ذكر الخيول، والقتال عليها، في آخر الزمان.





▪(فَأَثَرْنَ) أي: هيجنا.



▪(بِهِ) يعني: بمكان العدو، أو: في ذلك الوقت، الذي هو الصبح.



▪(نَقْعًا) النقع: هو الغبار المتصاعد، وذلك أن الخيول إذا اقتحمت، وصالت، ارتفع لها غبار، إلى عنان السماء، من جراء هذه السرعة المتتابعة.



▪(فَوَسَطْنَ بِهِ جمعاً): إما بالغبار، أو بالمكان. يعني: سرنَ في وسط جمع العدو.



وهذه الآيات إذا أريد بها الخيل، فتحمل على ما تصنعه في أثناء الغزو، والحروب.



وذهب بعض المفسرين، إلى أن المراد [الإبل]، وأن هذا محمول على ما يقع في المناسك؛ لأن الغالب فيها ركوب الإبل، وقالوا (فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا) أي: مزدلفة، لأن من أسمائها (جمع).



ولكن القول الأول

أولى.



▪(إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ) هذا جواب القسم.

والمراد بالإنسان، هنا: الكافر، المنكر.



ومعنى كنود: جحود لنعمة ربه، غير شكور.

وذلك بأن لا يثني بالنعمة على مسديها، ولا يستعملها في مرضاته، بل يستعملها في معصيته.

فبهذا يكون [كنوداً]



وهذا مثار عجب!!

فهذا الإنسان الكنود، خلقه الله، ويعيش في أرض الله، ويأكل من رزق الله، ويشرب من ماء الله، ثم يعبد غير الله! سبحان الله! ما أشد هذا الجحود؟!



لو كان للواحد منا عبد رقيق، اشتراه بحر ماله، وألبسه، وأسكنه، وأطعمه، وسقاه، ثم ذهب يخدم غيره، لعد ذلك كفرانًا، وجحودًا، وأوقع فيه المثلات.



والله تعالى رب الناس، وملك الناس، وهو خالقهم، ورازقهم، ومدبر أمورهم، فهو إلههم. ومع ذلك يعبد الكافر غيره، فلا شك أن هذا أعظم الجحود، وأظلم الظلم، كما قال تعالى: (إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ).



▪(وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ): اختلف في مرجع الضمير:



فقيل: مرجعه للإنسان، يعني: إن الإنسان شهيد على كنوده، وجحده نعمة ربه. وهذا المعنى هو المتبادر إلى الذهن.

والمراد بشهادته لسان الحال، لا لسان المقال، فإنه لا يكاد أحد يشهد على نفسه لفظاً بالجحود.



فأفعاله، وتصرفاته، دالة على جحده لنعمة ربه، فهو لا يرى لله فيها حقًا، ولا يرفع بطاعته رأساً، ولا معصيته بأساً. فهذه شهادة.



وقيل: إن مرجع الضمير إلى الله - عز وجل - (وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ)، يعني: إن الله - عز وجل - شهيد على كنود عبده، وجحوده.

والأول أولى



▪(وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ): جملة مؤكدة بإن. والواقع شاهد بذلك.



-والمراد بالخير هنا، المال، والعرَض، والمتاع.

وقوله: (لَشَدِيدٌ): أي شديد التعلق به، شديد الحرص عليه.



ولا شك أن هذه صفة بشرية، طبعية!!

فإن الإنسان بطبعه يحب الخير، يحب المال.



فالنفس مجبولة، ومطبوعة، على حب الخير، والاستئثار، إلا من عصمه الله تعالى بعصمة الإيمان، وقنعه بما أتاه، ولا شك أن القناعة كنز لا يفنى.



-وتأملوا حال أكرم الخلق على الله - عز وجل - محمد - ﷺ - ففي حديث عَنْ عَائِشَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا - أَنَّهَا قَالَتْ لِعُرْوَةَ: ابْنَ أُخْتِي، إِنْ كُنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى الْهِلَالِ، ثُمَّ الْهِلَالِ، ثَلَاثَةَ أَهِلَّةٍ فِي شَهْرَيْنِ، وَمَا أُوقِدَتْ فِي أَبْيَاتِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ نَارٌ، فَقُلْتُ: يَا خَالَةُ، مَا كَانَ يُعِيشُكُمْ؟ قَالَتْ: الْأَسْوَدَانِ، التَّمْرُ وَالْمَاءُ، إِلَّا أَنَّهُ قَدْ كَانَ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ جِيرَانٌ مِنْ الْأَنْصَارِ، كَانَتْ لَهُمْ مَنَائِحُ، وَكَانُوا يَمْنَحُونَ رَسُولَ اللَّهِ - ﷺ مِنْ أَلْبَانِهِمْ، فَيَسْقِينَا)

[رواه البخاري: 2567]



-فلو كانت الدنيا علامة على كرامة، لكان أولى الناس بها محمد ﷺ، وبهذا تطيب نفس المؤمن، فإذا رأى بهجة الحياة الدنيا، وأهلها متهافتون عليها، فليذكر حال أكرم الخلق على الله عز وجل.



-فالإنسان يسأل الله عيش الكفاف، بحيث لا يحوجه إلى أحد، ولا يشغله بمتاع زائد.



▪(أَفَلَا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) أي: أُثِير، واسْتُخْرِج من الأجساد.



▪(وَحُصِّلَ): التعبير بالتحصيل، يدل على الفرز، والتنقيب.



▪(مَا فِي الصُّدُورِ) يعني: ما تنطوي عليه الصدور، من العقائد، والمواجد.



لأن القلوب في الصدور ، فيستخرج ما فيها من بر، وإيمان، أو فجور، وكفر، وعصيان.



▪(إِنَّ رَبَّهُمْ بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَخَبِيرٌ):

ربما يكون المراد: عموم الناس، وربما أراد هؤلاء المنكرين.

-والعموم أولى.



فالله سبحانه وتعالى رب الجميع، لكنه ربهم [ربوبية عامة]، تقتضي تربيتهم بنعمه؛ من خلق، ورزق، وإعداد، وإمداد.



-أما [ربوبيته الخاصة]: فهي لأوليائه المؤمنين،

-وأما [ربوبية خاصة الخاصة]: فهي لنبيه محمد ﷺ ولإخوانه من الأنبياء.



والخبير: هو العليم ببواطن الأمور، ودقائقها.

______________



الفوائد المستنبطة



-الفائدة الأولى: فضل الخيل، وشدة بأسها، وقوة أثرها في الحروب.



-الفائدة الثانية: جحود الكافر لنعم الله بكفره.



-الفائدة الثالثة: شهادة الأفعال على الحال.



-الفائدة الرابعة: شدة تعلق الإنسان بالمال، والمتاع.



-الفائدة الخامسة: إثبات البعث.



-الفائدة السادسة: كمال علم الله، واطلاعه.



-الفائدة السابعة: إثبات اسم الله (الخبير)، وما تضمنه من صفة (الخبرة).



-الفائدة الثامنة: إثبات الربوبية العامة.



[blink]تأملات في سورة العاديات[/blink]



-لاتكن الخيل أفضل منك..



▪﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا﴾

المؤمن يبذل كل مايستطيع...وبكل ماؤتي من قوه..لخدمة ربه ودينه..



▪﴿فَالْمُورِيَاتِ قَدْحًا ﴾

الجدية في الانطلاق...دون توقف..مهما كانت الظروف..



▪﴿فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا﴾ .

فضل الإصباح. لنصرة دين الله...وفي كل انجازات المؤمن..



▪﴿فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا﴾

المؤمن لابد أن يترك أثراً في كل مكان يذهب إليه...



▪﴿فَوَسَطْنَ بِهِ جَمْعًا﴾

المؤمن القوي يكون له أثر في مجتمعه..



▪﴿إِنَّ الإِنسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ﴾

المؤمن دائماً يرى عظيم نعمة ربه عليه..

ولا يجحد النعم بل يشكرها... كما ان تلك الخيل مع صاحبها..شديدة الوفاء..فهي تقدم روحها حباً له....والمؤمن أولى بذلك...



وكلمة [الإنسان]..

تدل على العموم..

فهذه طبيعة فيه...الجحود..

فتارة يشكو عدم وجود المال..أو قلة الصحة..أو أو..

ولو تأمل..لوجد نفسه أغنى من الكثير وأصح من الملايين... فلا يُقر بالنعم ولا يشكرها...

لكن علينا أن نستشعر...نعم الله كي نسعى إلى شكرها..



الشعور بالنعمة هو إقرارها بالقلب...

وشكر النعمة...يكون بالجوارح...



▪﴿أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ وَحُصِّلَ مَا فِي الصُّدُورِ﴾

كل مستور سيظهر.. وكل خفاء سيُكشف...

وكل قضية أغلقت...ولم يعلم من الظالم من المظلوم فيها..ستظهر..

وكل الحقائق ستُكشف..



فذلك يدعونا لأمور:



-أن نراجع خفايانا...كم مرة اخفيت شيئاً وأظهرت غيره...



-كم مرة كتمت حقيقة كان يجب علي إظهارها..



-كم مرة أظهرت الخير .. وكتمت غيره..

فلتطمئن..نفوس المظلومين...سيأتي يوم وتظهر فيه الحقائق...



فلا تحزن..أيها المظلوم...

ولا تفرح أيها الظالم...فلكل شئ نهاية عدل لاظلم فيها...



▪﴿إِنَّ رَبَّهُم بِهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّخَبِيرٌ ﴾

إن ألخالق سبحانة...قد أحاط علمه..بكل شئ..فهو العليم..الخبير..بخفايا خلقه... فضلاً عن ظواهرهم...

فالحذر الحذر...قبل...ذلك اليوم...



-اللهم تقبلنا عندك..واغفر لنا..واجعل سرائرنا خير من علانيتنا



تمت بحمد الله





تلخيص الأستاذة ميرنا حفظها الله تعالى

هوازن الشريف 08-21-2016 10:43 AM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات)
 
جزاك الله خيرا ونفع بك

درس مهم جدا
نفع الله بكن

أم عمر وأسامه 08-21-2016 06:37 PM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات)
 
[اللهم بارك ---


اللهم انفع بها المسلمين


جزاك الله كل خير معلمتى

دلال إبراهيم 08-21-2016 07:35 PM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات)
 
بارك الله فيك ونفع بك

من اهم الدروس استفدنا منها كثيرا

ربي يجعلها في ميزان حسناتكم

حمامة الاسلام 08-22-2016 12:16 PM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات)
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك

نصيرة 09-16-2016 02:36 PM

رد: شرح الدروس المهمة لعامة الأمة (سورة العاديات)
 
جزاكم الله خيرا


الساعة الآن 10:59 PM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)