منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد

منتديات شبكة شعاع الدعوية للتعليم عن بعد (https://hwazen.com/vb/index.php)
-   شعاع نصرة الحديث ونصرة المصطفى صلى الله عليه وسلم (https://hwazen.com/vb/f29.html)
-   -   نقد حديث " إن الله أوقد على النار ألف عام" (https://hwazen.com/vb/t13126.html)

هوازن الشريف 08-21-2016 06:02 PM

نقد حديث " إن الله أوقد على النار ألف عام"
 

إلجام العوام بنقد حديث " إن الله أوقد على النار ألف عام"
تخريج / عبد العزيز الشافعي




في الباب من حديث أبي هريرة، وعمر بن الخطاب، وأنس بن مالك ، و سلمان ، وعن ابن مسعود، وكعب بن مالك موقوفا، والأوزاعي معضلا.

حديث أبي هريرة
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «أُوقِدَ عَلَى النَّارِ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ».
أخرجه الترمذي: 2591، وابن ماجه: 4320، البيهقي البعث والنشور: 505، وابن أبي الدنيا في صفة النار: 156، والدينوري في المجالسة وجواهر العلم: 16، و السمرقندي في تفسيره:2/ 113، وفي تنبيه الغافلين: 52، وابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير:4/ 189، والبداية والنهاية: 20/ 123، وابن الجوزي في المنتظم: 1/182، و المقدسي في ذكر النار : 56، ، وابن الظاهري في مشيخة ابن البخاري: 1/ 703، والمزي في تهذيب الكمال : 14/ 249 والعلائي في إثارة الفوائد المجموعة: 133 ، من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ هُوَ ابْنُ بَهْدَلَةَ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعا.
قال الترمذي: حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ قَالَ: أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ المُبَارَكِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَوْ رَجُلٍ آخَرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، نَحْوَهُ وَلَمْ يَرْفَعْهُ، حَدِيثُ أَبِي هُرَيْرَةَ فِي هَذَا مَوْقُوفٌ أَصَحُّ وَلَا أَعْلَمُ أَحَدًا رَفَعَهُ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ أَبِي بُكَيْرٍ عَنْ شَرِيكٍ.
وقال البيهقي : تَفَرَّدَ بِهِ يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، عَنْ شَرِيكٍ. وَرَوَاهُ ابْنُ الْمُبَارَكِ، عَنْ شَرِيكٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَوْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مَوْقُوفًا.
وقال الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة 1305: ضعيف.
وأخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق:2/ 88 من طريق شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، أَوْ عَنْ رَجُلٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ موقوفا.
وأخرجه ابن أبي شيبة: 34165 ، من طريق يَحْيَى بْنُ أَبِي بُكَيْرٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا شَرِيكٌ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، موقوفا. بدون شك.
قلت : في إسناده شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ القاضي
روى علي بن يحيى بن سعيد تضعيفه جدا.
وقال عبد الجبار بن محمد: قلت ليحيى بن سعيد: زعموا أن شريكا إنما خلط بأخرة! قال: ما زال مخلطا.
وتعقبه سبط ابن العجمي فقال: فيحتمل أن لا يريد يحيى بن سعيد بهذه العبارة الاختلاط المعروف ، والظاهر أنه لم يرده لقوله ما زال مخلطا والله أعلم .
وقال ابن المبارك: قال: ليس حديث شريك بشئ.
وقال الجوزجاني: سيئ الحفظ مضطرب الحديث مائل.
وقال إبراهيم بن سعيد الجوهري: أخطأ شريك في أربعمائة حديث.
وروى معاوية ابن صالح، عن ابن معين: صدوق ثقة إلا أنه إذا خالف فغيره أحب إلينا منه.
وقال أبو يعلى، سمعت يحيى بن معين يقول: شريك ثقة إلا أنه يغلط ولا يتقن، ويذهب بنفسه على سفيان وشعبة.
وقال الدارقطني: ليس شريك بالقوى فيما ينفرد به.
وقال أبو حاتم: شريك صدوق، هو أحب إلى من أبي الاحوص.
وله أغاليط.
وقال ابن أبي حاتم: سألت أبا زرعة عن شريك، يحتج به؟ فقال: كان كثير الحديث صاحب وهم يغلط أحيانا، فقال له فضلك الصائغ: إن شريكا حدث بواسط بأحاديث بواطيل.
فقال أبو زرعة: لا تقل بواطيل.
وقال النسائي: ليس به بأس.
وقد أخرج مسلم لشريك متابعة .
وقال ابن حبان: وكَانَ فِي آخر أمره يخطىء فِيمَا يروي تغير عَلَيْهِ حفظه فسماع الْمُتَقَدِّمين عَنهُ الَّذين سمعُوا مِنْهُ بواسط لَيْسَ فِيهِ تَخْلِيط مثل يزِيد بن هَارُون وَإِسْحَاق الْأَزْرَق وَسَمَاع الْمُتَأَخِّرين عَنهُ بِالْكُوفَةِ فِيهِ أَوْهَام كَثِيرَة
وقال ابن حجر: كان من الاثبات ولما ولي القضاء تغير حفظه وكان يتبرأ من التدليس ونسبه عبد الحق في الاحكام إلى التدليس وسبقه إلى وصفه به الدارقطني
وقال أيضا: صدوق يخطىء كثيرا تغير حفظه منذ ولي القضاء بالكوفة وكان عادلا فاضلا عابدا شديدا على أهل البدع
والخلاصة: أن شريك صدوق إلا إذا خالف ، و ليس بالقوى فيما ينفرد به ، ويخطىء كثيرا ، تغير حفظه منذ ولي القضاء ، وصاحب وهم يغلط أحيانا ، ووصف بالتدليس والإختلاط.
وقال الألباني: يحيى- يعني: ابن أبي بن بكير- هذا ثقة محتج به في الصحيحين، فلا مجال للغمز منه، ولا سيما وفوقه شريك وهو ابن عبد الله النخعي القاضي وهو سيء الحفظ ، فهو علة الحديث، ويؤكد ذلك اضطرابه فيه فتارة يرفعه وأخرى يوقفه، وتارة يجزم في إسناده فيقول: عن أبي صالح، وتارة يشك فيه فيقول: عن أبي صالح أوعن رجل آخر، وذلك من علامات قلة ضبطه وسوء حفظه فلا جرم ، ضعفه أهل العلم والمعرفة بالرجال، فالحديث ضعيف مرفوعا وموقوفا .
وله طريق ثان عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: «أَتُرَوْنَهَا حَمْرَاءَ كَنَارِكُمْ هَذِهِ، لَهِيَ أَسْوَدُ مِنَ الْقَارِ وَالْقَارُ الزِّفْتُ»
أخرجه مالك: 2/994(2) -ومن طريقه ابن الجوزي في العلل المتناهية : 1561، والبغوي في شرح السنة: 4400- عَنْ عَمِّهِ أَبِي سُهَيْلِ بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
وقال الدارقطني في العلل 10/ 83: يَرْوِيهِ مالك بن أنس، عن عمه أبي سهيل بْنِ مَالِكٍ، عَنْ أَبِي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَرُوِيَ عَنْ مَعْنٍ وَابْنِ أَبِي بُكَيْرٍ مَرْفُوعًا.
والصحيح موقوف.
وتابعه عبد العزيز الدراوردي عَنْ أَبِي سَهْيلِ بْنِ مَالِكٍ به ، بلفظ: «تَحْسَبُونَ أَنَّ نَارَ جَهَنَّمَ مِثْلُ نَارِكُمْ هَذِهِ، هِيَ أَشَدُّ سَوَادًا مِنَ الْقَارِ، هِيَ جُزْءٌ مِنْ بَضْعَةٍ وَسِتِّينَ جُزْءًا مِنْهَا، أَوْ نَيِّفٌ وَأَرْبَعِينَ جُزْءًا» شَكَّ أَبُو سَهْيلٍ.
أخرجه البيهقي البعث والنشور: 501 من طريق إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ، ثنا عَبْدُ الْعَزِيز به.
وقال الألباني: هذا سند صحيح على شرط الشيخين، ولولا أنه يحتمل أن يكون من
الإسرائيليات لقلت - كما قال غيري - إنه في حكم الموضوع .
وله طريق ثالث عن أبي هريرة:
أخرجه أبو علي الوخشي في الثاني من الوخشيات: ( 49-خ) و الجوزجَانيُّ كما في التخويف من النارلابن رجب: ص 90 ، من طريق فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ، ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَارُكُمْ هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ مِائَةِ جُزْءٍ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ، وَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ، لا ضَوْءَ لَهَا، أَشَدُّ سَوَادًا مِن الْقَطِرَانِ».
وقال ابن رجب: غريب جداً.
قلت : في إسناده فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ
ذكره ابن أبي حاتم في ونقل عن أبيه قال: هو شيخ ، ووثقه ابن حبان وقال: يخطىء .
وعُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ
قال ابن أبي حاتم عن أبيه: شيخ .
وقال الذهبي: مجهول ، رواه الكتاني، عن أبي حاتم الرازي، ثم قال أبو حاتم: فروى عنه فرقد بن الحجاج ، مجهول.
وكذا قال ابن المديني: عقبة مجهول.
ووثقه ابن حبان
وقال الذهبي: أما فرقد حدث عنه ثلاث ثقات، وما علمت فيه قدحا.
ثم ساق له بعض الأحاديث من رواية فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ، ثنا عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ
وقال: هذه نسخة حسنة وقعت لي، وغالب أحاديثها محفوظة. انتهي.
قلت : بناء على كلام الذهبي السابق فهذا الإسناد قوي وفيه ترجيح للرواية المرفوعة.
وله طريق رابع
أخرجه السلفي في معجم السفر: ص211، من طريق أَزْهَر بْن سُلَيْمَانَ ثَنَا سَعِيدُ بْنُ سَالِمٍ الْقَدَّاحُ ثَنِي مُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ حَرَّ نَارِ الدُّنْيَا مِنْ حَرِّ نَارِ جَهَنَّمَ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا وَإِنَّ نَارَ الدُّنْيَا الَّتِي يُنْتَفَعُ بِهَا تَتَعَوَّذُ بِاللَّهِ مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ وَنَارُ جَهَنَّمُ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةُ لَا يُنْتَفَعُ بِهَا.
قلت: في إسناده أَزْهَر بْن سُلَيْمَانَ
ضعفه أبو الفتح الأزدي ، ووثقه ابن حبان .
ومُوسَى بْنُ مُطَيْرٍ
قال الذهبي:واه.
كذبه يحيى بن معين.
وقال أبو حاتم، والنسائي، وجماعة: متروك.
وقال الدارقطني: ضعيف .
وقال ابن حبان: كَانَ صَاحب عجائب ومناكير لَا يشك المستمع لَهَا أَنَّهَا مَوْضُوعَة إِذا كَانَ هَذَا الشَّأْن صناعته .
وأبوه مطير بن أبي خالد
قال عبد الرحمن بن أبي حاتم قال سألت أبا زرعة عنه فقال: ضعيف الحديث.
وقال عبد الرحمن قال سألت أبي عنه فقال: متروك الحديث .
قلت : إسناده موضوع.

حديث عمر بن الخطاب
عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: جَاءَ جِبْرِيلُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حِينٍ غَيْرِ حِينِهِ الَّذِي كَانَ يَأْتِيهِ فِيهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «يَا جِبْرِيلُ مَا لِي أَرَاكَ مُتَغَيِّرَ اللَّوْنِ؟» فَقَالَ: «مَا جِئْتُكَ حَتَّى أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَفَاتِيحِ النَّارِ» فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «يَا جِبْرِيلُ، صِفْ لِيَ النَّارَ، وانْعَتْ لِي جَهَنَّمَ» فَقَالَ جِبْرِيلُ: «إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَمَرَ بِجَهَنَّمَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أَمَرَ فَأُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُضِيءُ شَرَرُهَا، وَلَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لَوْ أَنَّ قَدْرَ ثُقْبِ إِبْرَةٍ فُتِحَ مِنْ جَهَنَّمَ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ النَّارِ عُلِّقَ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْ حَرِّهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ خَازِنًا مِنْ خَزَنَةِ جَهَنَّمَ بَرَزَ إِلَى أَهْلِ الدُّنْيَا، فَنَظَرُوا إِلَيْهِ لَمَاتَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ مِنْ قُبْحِ وَجْهِهِ وَمِنْ نَتْنِ رِيحِهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ حَلْقَةً مِنْ حَلْقَةِ سِلْسِلَةِ أَهْلِ النَّارِ الَّتِي نَعَتَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ وُضِعَتْ عَلَى جِبَالِ الدُّنْيَا لَارْفَضَّتْ، وَمَا تَقَارَبَتْ حَتَّى تَنْتَهِيَ إِلَى الْأَرْضِ السُّفْلَى» ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «حَسْبِي يَا جِبْرِيلُ لَا يَنْصَدِعُ قَلْبِي، فَأَمُوتُ» قَالَ: فَنَظَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى جِبْرِيلَ وَهُوَ يَبْكِي، فَقَالَ: «تَبْكِي يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ مِنَ اللَّهِ بِالْمَكَانِ الَّذِي أَنْتَ بِهِ؟» قَالَ: «وَمَا لِيَ لَا أَبْكِي؟ أَنَا أَحَقُّ بِالْبُكَاءِ لَعَلِّي أَنْ أَكُونَ فِي عِلْمِ اللَّهِ عَلَى غَيْرِ الْحَالِ الَّتِي أَنَا عَلَيْهَا، وَمَا أَدْرِي لَعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ إِبْلِيسُ، فَقَدْ كَانَ مِنَ الْمَلَائِكَةِ، وَمَا يُدْرِينِي لَعَلِّي أُبْتَلَى بِمِثْلِ مَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ» قَالَ: فَبَكَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَبَكَى جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، فَمَا زَالِا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَا: أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ، إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَمَّنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ، فَارْتَفَعَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَمَرَّ بِقَوْمٍ مِنَ الْأَنْصَارِ يَضْحَكُونَ ويَلْعَبُونَ، فَقَالَ: «أَتَضْحَكُونَ وَوَرَاءَكُمْ جَهَنَّمُ؟ فَلَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلًا، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَمَا أَسَغْتُمُ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ» فَنُودِيَ: يَا مُحَمَّدُ، لَا تُقَنِّطْ عِبَادِي، إِنَّمَا بَعَثْتُكَ مُيَسِّرًا، وَلَمْ أَبْعَثْكَ مُعَسِّرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «سَدِّدُوا وَقَارِبُوا»
أخرجه الطبراني في الأوسط: 2583، وابن أبي الدنيا في صفة النار: 157، وابن مردويه كما في البداية والنهاية:20/ 124، والأصبهاني في الترغيب والترهيب: 1029، من طريق سَلَّامٌ الطَّوِيلُ، عَنِ الْأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيِّ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ عَدِيٍّ الْكِنْدِيِّ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.... فذكره.
وقال أبو القاسم الأصبهاني: هذا حديث حسن وإسناده جيد.
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب4/ 248 ، وأشار إلى ضعفه.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد10/387: فيهِ سَلَامٌ الطَّوِيلُ، وَهُوَ مُجْمَعٌ عَلَى ضَعْفِهِ.
وقال ابن حبان: يَرْوِي عَن الثِّقَات الموضوعات كَأَنَّهُ كَانَ الْمُعْتَمد لَهَا.
وقال ابن معين: ضعيف، لا يكتب حديثه. وفي رواية أخري: ليس بشئ.
وقال أحمد: سلام بن سلم الطويل منكر الحديث.
وقال النسائي: سلام بن سلم متروك.
وقال أبو زرعة: ضعيف.
وقال عبد الرحمن بن يوسف بن خراش : متروك .
وقال فى موضع آخر : كذاب .
وقال الحاكم روى أحاديث موضوعة .
فقال الألباني: هذا منها بلا شك فإن التركيب والصنع عليه ظاهر، ثم إن فيه ما هو مخالف للقرآن الكريم في موضعين منه:
الأول: قوله في إبليس: " كان من الملائكة " والله عز وجل يقول فيه: (كان من الجن ففسق عن أمر ربه) ، وما يروى عن ابن عباس في تفسير قوله: (من الجن) أي من خزان الجنان، وأن إبليس كان من الملائكة، فمما لا يصح إسناده عنه، ومما يبطله أنه خلق من نار كما ثبت في القرآن الكريم، والملائكة خلقت من نور كما في " صحيح مسلم " عن عائشة مرفوعا، فكيف يصح أن يكون منهم خلقة، وإنما دخل معهم في الأمر بالسجود لآدم عليه السلام لأنه كان قد تشبه بهم وتعبد وتنسك، كما قال الحافظ ابن كثير، وقد صح عن الحسن البصري أنه قال: " ما كان إبليس من الملائكة طرفة عين قط وإنه لأصل الجن، كما أن آدم عليه السلام أصل البشر ".
الموضع الثاني: قوله: " ابتلي به هاروت وماروت ". فإن فيه إشارة إلى ما ذكر في بعض كتب التفسير أنهما أنزلا إلى الأرض، وأنهما شربا الخمر وزنيا وقتلا النفس بغير، فهذا مخالف لقول الله تعالى في حق الملائكة: (لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون) ، ولم يرد ما يشهد لما ذكر، إلا في بعض الإسرائيليات التي لا ينبغي أن يوثق بها، وإلا في حديث مرفوع، قد يتوهم - بل أوهم - بعضهم صحته، وهو منكر بل باطل .
وفيه أيضا : الْأَجْلَحِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيِّ
وثقة ابن معين، وأحمد بن عبد الله العجلي.
وقال أحمد: ما أقربه من فطر.
وقال أبو حاتم: ليس بالقوي.
وقال النسائي: ضعيف، له رأى سوء.
وقال القطان: في نفسي منه شئ.
وقال ابن عدي: شيعي صدوق.
وقال الجوزجاني: الأجلح مفتر .
وأما عدى بن عدى فهو فثقة فقيه .
وقال السيوطي: سند ضعيف .
وقال الألباني: موضوع .

حديث أنس بن مالك:
عَنْ أَنَسٍ قَالَ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الْآيَةَ {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [البقرة: 24] ، فَقَالَ: «أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفُ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، وَأَلْفُ عَامٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، وَأَلْفُ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُطْفَأُ لَهَبُهَا» قَالَ: وَبَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلٌ أَسْوَدُ يَهْتِفُ بِالْبُكَاءِ، فَنَزَلَ عَلَيْهِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلَامُ فَقَالَ: يَا مُحَمَّدُ، مَنْ هَذَا الْبَاكِي بَيْنَ يَدَيْكَ؟ قَالَ: «رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ» ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ مَعْرُوفًا، قَالَ: فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: وَعِزَّتِي وَجَلَالِي، لَا تَبْكِي عَيْنُ عَبْدٍ فِي الدُّنْيَا مِنْ مَخَافَتِي إِلَّا أَكْثَرْتُ ضَحِكَهَا مَعِي فِي الْجَنَّةِ "
أخرجه ابن مردويه في تفسيره كما في تفسير ابن كثير:4/190، والبداية والنهاية:20/ 124 والبيهقي في البعث والنشور :506 ، وفي الشعب: 778 ، من طريق الْكُدَيْمِيُّ، ثنا سَهْلُ بْنُ حَمَّادٍ، ثنا الْمُبَارَكُ بْنُ فَضَالَةَ، ثنا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ عنه به.
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب:4/ 117، وأشار إلى ضعفه.
وقال ابن رجب في التخويف من النار ص91: الكديمي ليس بحجة.
قلت : في إسناده محمد بن يونس الكديمى
قال أحمد بن حنبل: ابن يونس الكديمى حسن المعرفة ما وجد عليه إلا لصحبته
للشاذكونى.
وقال ابن عدي: قد اتهم الكديمى بالوضع.
وقال ابن حبان: لعله قد وضع أكثر من ألف حديث.
وقال ابن عدي: ادعى الرواية عمن لم يرهم، ترك عامة مشايخنا الرواية عنه.
وقال أبو عبيد الآجرى: رأيت أبا داود يطلق في الكديمى الكذب، وكذا كذبه موسى بن هارون، والقاسم المطرز.
وأما إسماعيل الخطبى فقال بجهل: كان ثقة، ما رأيت خلقا أكثر من مجلسه.
وسئل عنه الدارقطني فقال: يتهم بوضع الحديث وما أحسن فيه القول إلا من لم يخبر حاله.
قال الذهبي: أحد المتروكين .
وله طريق أخرى عن أنس
أخرجه البزار: 6491، من طريق زَائِدَة بْن أَبِي الرُّقَادِ , عَنْ زِيَادٍ النُّمَيْرِيِّ، عَن أَنَس، عَن النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ نَارَكُمْ هَذِهِ فَقَالَ: إِنَّهَا لَجُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جُهَنَّمَ، ومَا وَصَلَتْ إِلَيْكُمْ حَتَّى أَحْسَبُهُ قَالَ: نُضِحَتْ مَرَّتَيْنِ بِالْمَاءِ لِتُضِيءَ لَكُمْ وَنَارُ جَهَنَّمَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/ 388: وَرِجَالُهُ ضُعَفَاءُ عَلَى تَوْثِيقٍ لَيِّنٍ فِيهِمْ.
وذكره المنذري في الترغيب والترهيب:4/251، وأشار إلى ضعفه ، ونقل تصحيحه عن الحاكم.
وقال الألباني : ضعيف الإسناد .
قلت في إسناده : زَائِدَة بْن أَبِي الرُّقَادِ
قال البخاري: منكر الحديث
وقال النسائي: لا أدرى ما هو.
قال الذهبي: ضعيف .
حديث سلمان:
عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: «النَّارُ سَوْدَاءُ، لَا يُضِيءُ لَهَبُهَا وَلَا جَمْرُهَا» ، ثُمَّ قَرَأَ: {كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا}
أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق:2/88، من طريق سُفْيَانُ، عَنْ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عنه به.
وتابعه جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ، أَنْبَأَ الْأَعْمَشُ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ سَلْمَانَ موقوفا
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور: 575، من طريق مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ به.
وخالفهما أَبُو مُعَاوِيَةَ فرواه عنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ، عَنْ سَلْمَانَ مرفوعا.
وأخرجه البيهقي في البعث والنشور: 576 ، من طريق أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ، ثنا أَبُو مُعَاوِيَةَ به.
قال البيهقي: كَذَا وَجَدْتُهُ مَرْفُوعًا وَرَفْعُهُ ضَعِيفٌ.
وأخرجه هناد في الزهد: 248 ، من طريق أبي معاوية السابق ولكن عَنْ سَلْمَانَ موقوفا.

أثر ابن مسعود
أخرجه ابن أبي الدنيا في صفة النار صفة النار: 24 ، من طريق الْحَكَمُ بْنُ ظُهَيْرٍ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ زِرٍّ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ: {وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ} [التكوير: 12] قَالَ: «سُعِّرَتْ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ، فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ».
وقال ابن رجب: الحكم بن ظهير ضعيف ، والصحيح رواية عاصم عن أبي هريرة .
قلت: الحكم بن ظهير
قال ابن معين: ليس بثقة.
وقال - مرة: ليس بشئ.
وقال البخاري: منكر الحديث.
وقال - مرة: تركوه .
أثر كعب الأحبار
، عَنْ كَعْبٍ، قَالَ: «سُجِّرَتِ النَّارُ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى ابْيَضَّتْ، ثُمَّ سُجِّرَتْ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ سُجِّرَتْ أَلْفَ سَنَةٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ» ، قَالَ: وَأَظُنُّهُ قَالَ: وَلِجَهَنَّمَ سَبْعَةُ آلَافِ زِمَامٍ، مَعَ كُلِّ زِمَامٍ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ "
أخرجه البيهقي في البعث ووالنشور: 504، من طريق مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: زَعَمَ عَلْقَمَةُ، عَنْ عَاصِمٍ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ كَعْبٍ به.
قلت: رجاله ثقات ولكنه منقطع ، سليمان ليست له رواية عن علقمة.
الأوزاعي معضلا
عن الْأَوْزَاعِيُّ قال: وَقَدْ بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلَامُ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: أَتَيْتُكَ حِينَ أَمَرَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِمَنَافِيخِ النَّارِ فَوُضِعَتْ عَلَى النَّارِ تُسَعَّرُ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ، فَقَالَ لَهُ: «يَا جِبْرِيلُ صِفْ لِيَ النَّارَ» فَقَالَ: إِنَّ اللهَ أَمَرَ بِهَا فَأُوقِدَتْ أَلْفَ عَامٍ حَتَّى احْمَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اصْفَرَّتْ، ثُمَّ أُوقِدَ عَلَيْهَا أَلْفَ عَامٍ حَتَّى اسْوَدَّتْ فَهِيَ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ لَا يُضِئُ لَهُبُهَا وَلَا جَمْرُهَا، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ لَوْ أَنَّ ثَوْبًا مِنْ ثِيَابِ أَهْلِ النَّارِ أُظْهِرَ لِأَهْلِ الْأَرْضِ لَمَاتُوا جَمِيعًا وَلَوْ أَنَّ ذَنُوبًا مِنْ شَرَابِهَا صُبَّ فِي مَاءِ الْأَرْضِ لَقَتَلَ مَنْ ذَاقَهُ وَلَوْ أَنَّ ذِرَاعًا مِنَ السِّلْسِلَةِ الَّتِي ذَكَرَ اللهُ تَعَالَى وُضِعَ عَلَى جِبَالِ الْأَرْضِ جَمِيعًا لَذَابَتْ وَمَا اسْتَقَرَّتْ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا دَخَلَ النَّارَ، ثُمَّ أُخْرِجَ مِنْهَا لَمَاتَ أَهْلُ الْأَرْضِ مِنْ نَتْنِ رِيحِهِ وَتَشْوِيهِ خَلْقِهِ وَعَظْمِهِ. فَبَكَى النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَبَكَى جِبْرِيلُ لِبُكَائِهِ، فَقَالَ: أَتَبْكِي يَا مُحَمَّدُ، وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: أَفَلَا أَكُونُ عَبْدًا شَكُورًا، وَلِمَ بَكَيْتَ يَا جِبْرِيلُ وَأَنْتَ الرُّوحُ الْأَمِينُ أَمِينُ اللهِ عَلَى وَحْيهِ؟ قَالَ: أَخَافُ أَنْ أُبْتَلَى بِمَا ابْتُلِيَ بِهِ هَارُوتُ وَمَارُوتُ فَهُوَ الَّذِي مَنَعَنِي مِنَ اتِّكَالِي عَلَى مَنْزِلَتِي عِنْدَ رَبِّي فَأَكُونُ قَدْ أَمِنْتُ مَكْرَهُ، فَلَمْ يَزَالَا يَبْكِيَانِ حَتَّى نُودِيَا مِنَ السَّمَاءِ: أَنْ يَا جِبْرِيلُ وَيَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللهَ تَعَالَى قَدْ أَمَّنَكُمَا أَنْ تَعْصِيَاهُ فَيُعَذِّبَكُمَا، فَفَضْلُ مُحَمَّدٍ عَلَى الْأَنْبِيَاءِ كَفَضْلِ جِبْرِيلَ عَلَى مَلَائِكَةِ السَّمَاءِ كُلِّهُمْ ". وَقَدْ بَلَغَنِي يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ قَالَ: اللهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي أُبَالِي إِذَا قَعَدَ الْخَصْمَانِ بَيْنَ يَدَيَّ عَلَى مَنْ قَالَ الْحَقَّ مِنْ قَرِيبٍ أَوْ بَعِيدٍ فَلَا تُمْهِلْنِي طَرْفَةَ عَيْنٍ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ أَشَدَّ الشِّدَّةِ الْقِيَامُ لِلَّهِ بِحَقِّهِ، وَإِنَّ أَكْرَمَ الْكَرَمِ عِنْدَ اللهِ التَّقْوَى، إِنَّهُ مَنْ طَلَبَ الْعِزَّ بِطَاعَةِ اللهِ رَفَعَهُ اللهُ، وَمَنْ طَلَبَهُ بِمَعْصِيَةِ اللهِ أَذَلَّهُ اللهُ وَوَضَعَهُ هَذِهِ نَصِيحَتِي وَالسَّلَامُ عَلَيْكَ، ثُمَّ نَهَضْتُ، فَقَالَ لِي: إِلَى أَيْنَ؟ فَقُلْتُ: إِلَى الْبَلَدِ وَالْوَطَنِ بِإِذْنِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ إِنْ شَاءَ اللهُ، فَقَالَ: قَدْ أَذِنْتُ وَشَكَرْتُ لَكَ نَصِيحَتَكَ وَقَبِلْتُهَا بِقَبُولٍ وَاللهُ الْمُوَفِّقُ لِلْخَيْرِ وَالْمُعِينُ عَلَيْهِ وَبِهِ أَسْتَعِينُ وَعَلَيْهِ أَتَوَكَّلُ وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ، فَلَا تُخَلِّنِي مِنْ مُطَالَعَتِكَ إِيَّايَ بِمِثْلِهَا، فَإِنَّكَ الْمَقْبُولُ غَيْرُ الْمُتَّهَمِ فِي النَّصِيحَةِ، قُلْتُ: أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللهُ. قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ فَأَمَرَ لَهُ بِمَالٍ يَسْتَعِينُ بِهِ عَلَى خُرُوجِهِ فَلَمْ يَقْبَلْهُ، وَقَالَ: أَنَا فِي غِنًى عَنْهُ، وَمَا كُنْتُ لِأَبِيعَ نَصِيحَتِي بِعَرَضٍ مِنَ الدُّنْيَا كُلِّهَا، وَعَرَفَ الْمَنْصُورُ مَذْهَبَهُ فَلَمْ يَجِدْ عَلَيْهِ فِي رَدِّهِ.
أخرجه أبو نعيم في حلية الأولياء : 6/ 139، والبيهقي في الشعب: 7024 ، وابن عساكر في تاريخ دمشق: 35/ 217، من طريق أَحْمَد بْن عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُصْعَبٍ الْقَرْقَسَانِيُّ، حَدَّثَنِي الْأَوْزَاعِيُّ معضلا.
قلت: في إسناده أَحْمَد بْن عُبَيْدِ بْنِ نَاصِحٍ
قال ابن عدي: له مناكير.
وقال أبو أحمد الحاكم: لا يتابع على جل حديثه.
أدرك يزيد بن هارون، وقد روى عن محمد بن مصعب موعظة الأوزاعي للمنصور، وفيها مناكير.
وقال ابن عدي: هو عندي من أهل الصدق مع هذا كله، ويحدث بمناكير.
وقال الذهبي: صويلح الحديث .
قلت: إسناده معضل.

الخلاصة:
حديث أبي هريرة
فيه خلاف في رفعه ووقفه ، ورجح الترمذي والدارقطني وقفه، وضعف الألباني الحديث مرفوعا وموقوفا.
حديث عمر بن الخطاب
قال الأصبهاني: هذا حديث حسن وإسناده جيد.
وأشار المنذري في الترغيب والترهيب ، إلى ضعفه.
وقال الألباني: موضوع.
حديث أنس بن مالك:
له طريقان:
الأول: محمد بن يونس الكديمي وهو متهم وقد رمي بالوضع
والحديث ذكره المنذري ، وأشار إلى ضعفه.
والثاني: قال الهيثمي : وَرِجَالُهُ ضُعَفَاءُ عَلَى تَوْثِيقٍ لَيِّنٍ فِيهِمْ.
وذكره المنذري ، وأشار إلى ضعفه ، ونقل تصحيحه عن الحاكم.
وقال الألباني : ضعيف الإسناد.
حديث سلمان:
روى مرفوعا وموقوفا
وقال البيهقي: رفعه ضعيف.
أثر ابن مسعود
في إسناده الحكم بن ظهير ، قال ابن رجب : ضعيف ، والصحيح رواية عاصم عن أبي هريرة.
أثر كعب الأحبار
رجاله ثقات ولكنه منقطع ، سليمان ليست له رواية عن علقمة.
الأوزاعي معضلا
إسناده معضل.
وقال الذهبي : فيه مناكير.
تم بحمد الله

منقول للفائدة
05:01 مساءً , الأحد 18 ذو القعدة 1437هـ

امي فضيلة 08-22-2016 01:11 AM

رد: نقد حديث " إن الله أوقد على النار ألف عام"
 
لي عودة لفهم الحديث تماما

حمامة الاسلام 08-22-2016 12:57 PM

رد: نقد حديث " إن الله أوقد على النار ألف عام"
 
بارك الله فيك و نفعك و نفع بك


الساعة الآن 08:57 AM

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
Search Engine Friendly URLs by vBSEO 3.6.1 TranZ By Almuhajir
new notificatio by 9adq_ala7sas
HêĽм √ 3.1 BY: ! ωαнαм ! © 2010
يرحل الجميع ويبقي شعاع بيت العلم والحب(ملك الكلمة)